حرب 1948

(تم التحويل من حرب فلسطين 1948)
الحرب العربية الإسرائيلية 1948
جزء من الصراع العربي الإسرائيلي
Flickr - Government Press Office (GPO) - The Ink-Drawn National Flag.jpg
الكاپتن أڤرام "برن" أدان يرفع العلم المرسوم بالحبر في أم الرشاش (يقع حالياً في إيلات)، كنهاية حرب 1948.
التاريخ15 مايو 1948 – 10 مارس 1949
الهدنة النهائية عُقدت في 20 يوليو 1949
الموقع
النتيجة انتصار إسرائيل؛ هزيمة الفلسطينيين؛ الفشل الاستراتيجي للجامعة العربية؛[5] هدنة 1949
التغيرات
الإقليمية
احتفظت إسرائيل بالمساحة المخصصة بموجب خطة التقسيم، وخُصصت 50% من الأراضي للدولة العربية، الادارة الأردنية للضفة الغربية والادارة المصرية لقطاع غزة
المتحاربون

 إسرائيل


قبل 26 مايو 1948:
ييشوڤ:


بعد 26 مايو 1948:
جيش الدفاع الإسرائيلي


متطوعون أجانب:
محال

غير نظاميين:
خكومة عموم فلسطين جيش الجهاد المقدس
Arab Liberation Army (bw).svg جيش التحرير العربي


متطوعون من الخارج:
الإخوان المسلمون
Flag of المملكة المتوكلية البعثية اليمن
 پاكستان
السودان[4]
القادة والزعماء

سياسيون:
إسرائيل ديڤيد بن گوريون
قادة:
إسرائيل يسرائيل گاليلي
إسرائيل ياكوڤ دوري
إسرائيل يگائيل يادين
إسرائيل ميكي ماركوس  
إسرائيل يگال ألون
إسرائيل إسحق رابين
إسرائيل ديڤيد شالتيل
إسرائيل موشيه ديان

إسرائيل شيمون أڤيدان

سياسيون:
جامعة الدول العربيةمملكة مصر عزام پاشا
مملكة مصر الملك فاروق الأول
الأردن عبد الله الأول
مملكة العراق مزاحم الپاچه‌چي
الجمهورية السورية (1930–58) حسني الزعيم
خكومة عموم فلسطين أمين الحسيني
قادة:
مملكة مصر أحمد علي المواوي
مملكة مصر محمد نجيب
الأردن جون باگوت گلـَب
الأردن حابس المجالي
Flag of Hejaz 1917.svg حسن سلامة  

Arab Liberation Army (bw).svg فوزي القاوقجي
القوى
إسرائيل: 29.677 مبدئياً، ارتفع بحلول مارس 1948 إلى 117.500. يشمل هذا الأفراد العسكريين من جميع الوحدات المقاتلة واللوجستية.[6] مصر: 10,000 مبدئياً، ارتفع إلى 20,000[بحاجة لمصدر]
العراق: 3,000 مبدئياً، ارتفع إلى 15,000–18,000[بحاجة لمصدر]
سوريا: 2,500–5,000[بحاجة لمصدر]
عبر الأردن: 8,000–12,000[بحاجة لمصدر]
لبنان: 1,000[7]
السعودية: 800–1,200 (قائد مصري)
اليمن: 300[بحاجة لمصدر]
جيش التحرير العربي: 3.500–6.000.
في أقصى تقدير، ليس نصف القوات الإسرائيلية لكن هذه الأرقام تشمل أيضاً الوحدات المقاتلة فقط التي أُرسلت إلى أرض فلسطين تحت الانتداب سابقاً، وليس القوة العسكرية بالكامل.[6]
الضحايا والخسائر
6.373 قتيل (حوالي 4.000 عسكري و2.400 مدني)[8] الجيوش العربية:
3.700-7.000 قتيل
الفلسطينيون:
3.000-13.000 قتيل (من المقاتلين والمدنيين)[9][10]

الحرب العربية الإسرائيلية 1948، وتعرف اختصاراً بحرب 1948، هي حرب نشبت بين بين كل من المملكة المصرية ومملكة الأردن ومملكة العراق وسورية ولبنان والمملكة العربية السعودية ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين والتي تشكلت من الپلماخ والإرگون والهاگاناه والشتيرن والمتطوعين اليهود من خارج حدود الانتداب البريطاني على فلسطين.

وكانت المملكة المتحدة قد أعلنت إنهاء انتدابها على فلسطين وغادرت تبعا لذلك القوات البريطانية من منطقة الانتداب، وأصدرت الأمم المتحدة قرارا بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية الأمر الذي عارضته الدول العربية وشنت هجوما عسكريا لطرد المليشيات اليهودية من فلسطين في مايو 1948 استمر حتى مارس 1949.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

التقسيم المقترح لفلسطين.
حرب فلسطين.jpeg


التحضيرات الإسرائيلية

كانت القيادات الصهيونية قد شرعت في إعداد خطط عسكرية تفصيلية منذ مطلع عام 1945 توقعا للمواجهة المقبلة، وفي مايو 1946 رسمت الهاگاناه خطة اسميت بخطة مايو 1946 فيما بعد، كانت السياسة العامة لهذه الخطة تقضي بما يسمى "الاجرائات المضادة"، والتي اشتملت على شقين:

  • العمل التحذيري: تنحصر في منطقة عمليات العدو.
  • العمل العقابي: لا حدود على نطاقها الجغرافي.

في اليوم التالي لقرار التقسيم بدءت الهاگاناه بدعوة جميع اليهود في فلسطين بين سن 17 و25 عاما إلى الخدمة العسكرية، وبدء العمل على تحضير الخطة د (دالت). وكان الغرض من هذه الخطة الاستحواذ على المناطق المعدة لاقامة الدولة اليهودية عليها.

التحضيرات الفلسطينية والعربية

في تقرير للجنة انجلو-امريكية عام 1946 قدر حجم القوة العسكرية الصهيونية ب62000 رجل، ولم يأت اي ذكر للقوى المسلحة الفلسطينية، وكان الفلسطينيون يتطلعون إلى الجامعة العربية التي قامت بأول خطوة لتوفير الاحتياجات الدفاعية للفلسطينيين في سبتمبر 1947 بما عرف باللجنة العسكرية الفنية، وذلك لتقييم المتطلبات الدفاعية الفلسطينية، خرج التقرير باستنتاجات تؤكد قوة الصهاينة وتؤكد انه ليس للفلسطينيين من قوى بشرية أو تنظيم أو سلاح أو ذخيرة يوازي أو يقارب ما لدى الصهاينة، وحث التقرير الدول العربية على "تعبئة كامل قوتها" فقامت الجامعة بتخصيص مبلغ مليون جنيه استرليني للجنة الفنية، وقبل اصدار قرار التقسيم حذّر اللواء اسماعيل صفوت رئيس اللجنة الفنية أنه "بات من المستحيل التغلب على القوات الصهيونية باستخدام قوات غير نظامية" وأنه "ليس باستطاعة الدول العربية ان تتحمل حربا طويلة"، وبعد قرار التقسيم اجتمعت الدول العربية في القاهرة بين 8 و17 ديسمبر 1947 وأعلنت ان تقسيم فلسطين غير قانوني وتقرر أن تضع 10000 بندقية و 3000 آلاف متطوع(وهو ما اصبح يعرف بجيش الانقاذ) بينهم 500 فلسطيني ومبلغ مليون جنية في تصرف اللجنة العسكرية الفنية.

الأهداف السياسية

اليشوڤ

تطورات أهداف اليشوڤ أثناء الحرب.[11] قام اليشوڤ بالتعبئة لحرب شاملة.[12] في البداية كان الهدف "بسيط ومتواضع": وهو النجاة من هجمات العرب الفلسطينيين والدول العربية. "لقد كان القادة الصهاينة يشعرون بخوف حقيقي من تعادة تكرار الهولوكوست، الذي انتهى لتوه، في الشرق الأوسط، وعزز الخطاب العربي العام هذه المخاوف". مع تقدم الحرب، ظهر هدف توسيع الدولة اليهودية خارج حدود تقسيم الأمم المتحدة: أولاً دمج مجموعات من المستوطنات اليهودية المعزولة ولاحقاً لإضافة المزيد من الأراضي للدولة وإعطائها حدوداً يمكن الدفاع عنها. كان الهدف الثالث والأخير الذي ظهر بين القادة السياسيين والعسكريين بعد أربعة أو خمسة أشهر هو "تقليص حجم الأقلية العربية الكبيرة والتي تحمل عداءاً محتملاً لإسرائيل، والتي كان ينظر إليها على أنها طابورا خامساً قوياً محتملاً، عن طريق القتال والطرد".[11]

خطة دالت، أو الخطة د، (بالعبرية: תוכנית ד'، Tokhnit dalet)، كانت خطة تم إعدادها من قبل الهاگاناه، وهي مجموعة شبه عسكرية يهودية ونواة جيش الدفاع الإسرائيلي لاحقاً، من خريف 1947 إلى ربيع 1948، والتي تم إرسالها إلى وحدات الهاگاناه في أوائل مارس 1948. تبعاً للأكاديمي إيلان پاپي، فإن الغرض منها هو اجتياح المزيد من الأراضي الفلسطينية وطرد أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين،[13] على الرغم من أنه، تبعاً لبـِني موريس لم يكن هناك مثل هذه النوايا. في كتابه الذي يحمل عنوان التطهير العرقي في فلسطين، يؤكد پاپي على أن خطة دالت كانت "مخططاً للتطهير العرقي" يهدف إلى تقليل المناطق الريفية والحضرية في فلسطين.[14] حسب گلبر، فقد نصت الخطة أنه في حالة المقاومة، سيتم طرد سكان القرى المحتلة خارج حدود الدولة اليهودية. إذا لم تحدث أي مقاومة، يمكن أن يبقى السكان تحت الحكم العسكري.[15] وتبعاً لموريس، فإن الخطة د. كانت تدعو إلى احتلال المناطق داخل الدولة اليهودية برعاية الأمم التحدة، الكثير من المناطق ذات الأغلبية اليهودية خارجها (القدس الغربية وغرب الجليل)، والمناطق الواقعة على امتداد الطرق التي كان من المتوقع أن تهاجمها الجيوش العربية المجتاحة.[16]

الهدف من الخطة دالت أثار الكثير من الجدل، حيث يؤكد مجموعة من المؤرخين أنها لم تكن سوى خطة دفاعية، بينما يؤكد مؤرخين آخرين أن الخطة كانت تهدف إلى عملية اجتياح واسع النطاق وإلى طرد الفلسطينيين.

اعتبرت اليشوڤ أن الاجتياح العربي بمثابة خطراً يهدد وجودها. بعد أن لم يكن لديهم معرفة حقيقية بالقدرات العسكرية الحقيقية للعرب، تبنى اليهود الدعاية العربية حرفياً، وأخذوا يستعدون للأسوأ ويتفاعلون تبعاً لذلك".[17]

الجامعة العربية ككل

رفضت الجامعة العربية بالإجماع خطة التقسيم التي وضعتها الأمم المتحدة، وكانت تعارض بشدة إقامة دولة يهودية.

وقد أكدت الجامعة العربية قبل التقسيم الحق في استقلال فلسطين، في حين عرقلت إنشاء حكومة فلسطينية.[مطلوب توضيح] وقرب نهاية عام 1947، أنشأت الجامعة لجنة عسكرية بقيادة اللواء العراقي المتقاعد إسماعيل صفوت، وكانت مهمته تحليل فرصة انتصار الفلسطينيين ضد اليهود.[18] وكانت استنتاجاته أنه ليس لديهم أي فرصة للنصر وأن اجتياح الجيوش العربية النظامية هو أمر إلزامي.[18] ومع ذلك، رفضت اللجنة السياسية هذه الاستنتاجات وقررت دعم معارضة مسلحة لخطة التقسيم باستثناء مشاركة قواتها المسلحة النظامي.[19]

في أبريل مع هزيمة الفلسطينيين، أتى اللائجون من فلسطين ومع ضغط الرأي العام، قرر القادة العرب اجتياح فلسطين.[20]

وقد سردت الجامعة العربية أسباب حربها في فلسطين ضمن برقية:[21]

  • وجدت الدول العربية نفسها مضطرة للتدخل من أجل استعادة القانون والنظام والتحقق من عدم إراقة المزيد من الدماء.
  • وصل الانتداب على فلسطين إلى نهاية، ولا يوجد هناك سلطة قانونية.
  • الحل الوحيد لمشكلة فلسطين هو تأسيس دولة فلسطيينة موحدة.

كتب الدبلوماسي البريطاني ألك كيركبرايد في مذكراته عام 1976 عن محادثته مع الأمين العام للجامعة العربية عزام باشا قبل أسبوع من تحرك الجيوش العربية: "...عندما سألته عن تقديره لحجم الجيوش اليهودية، [أشار] بيديه وقال: 'لا يهم عددهم. سنلقيهم في البحر.'"[22] قبل حوالي ستة أشهر، تبعاً للقاء في 11 أكتوبر 1947 نشرته أخبار اليوم، فقد قال عزام باشا: "أتمنى بشكل شخصي ألا يجرنا اليهود إلى هذه الحرب، لأن هذه ستكون حرب إبادة ومذبحة بالغة الخطورة سيشار إليها مثل المجازر المنغولية والحروب الصليبية".

حسب يوآڤ گلبر، فإن البلدان العربية "جُرت إلى الحرب بعد انهيار عرب فلسطين وجيش التحرير العربي [و]كان الهدف الرئيسي للحكومات العربية هو منع القضاء على جميع العرب الفلسطينيين وإغراق بلدانهم بالمزيد من اللاجئين. ووفقاً لتصورهم، لو لم يحدث الاجتياح، لم تكن هناك قوة عربية في فلسطين قادرة على صد هجوم الهاگاناه".[17]

عبد الله الأول ملك الأردن

الملك عبد الله خارج كنيسة القيامة، القدس، 29 مايو 1948.

كان الملك عبد الله قائد الفيلق العربي، أقوى الجيوش العربية المشاركة في الحرب تبعاً لروگان وشلايم عام 2007.[23] إلا أن موريس كتب في 2008 أن الجيش المصري كان الأقوى والأكثر خطراً.[24] كان الفيلق العربي يضم ما يقارب 10.000 جندي، تحت تدريب وقيادة الضباط البريطانيين.

عام 1946-47، قال الملك عبد الله أن ليس لديه نية "لمقاومة أو عرقلة تقسيم فلسطين وتأسيس دولة يهودية."[25] من المتفق عليه، أن الملك عبد الله كان يرغب في ضم فلسطين كلها، لكنه كان مستعداً لتقديم تنازلات.[26][27] أيد التقسيم، معترضاً على أن منطقة الضفة الغربية الواقعة تحت الانتداب البريطاني والتي تم تخصيصها للدولة العربية يتم ضمها للأردن.[28] عقد الملك عبد الله اجتماعات سرية مع الوكالة اليهودية (والتي كانت گولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية المستقبلية من ممثليها) توصل خلالها إلى اتفاقية بعدم التدخل اليهودي في ضم الأردن للضفة الغربية (على الرغم من فشل عبد الله في هدفه بالحصول على منفذ إلى البحر المتوسط عبر صحراء النقب) وتعهد الجانب الأردني بعدم مهاجمة المنطقة المخصصة للدولة اليهودية بموجب قرار تقسيم الأمم المتحدة (والتي بمقتضاها لا تُمنح القدس للدولة العربية ولا لليهودية، لكنها ستظل منطقة تحت الادارة الدولية). من أجل الحفاظ على دعمهم لخطته بضم الدولة العربية، وعد عبد الله البريطانيين بعدم مهاجمة الدولة اليهودية.[29]

ضغطت الدول العربية المجاورة على عبد الله من أجل الانضمام إليهم في "الهجوم العسكري العربي" ضد دولة إسرائيلي حديثة التأسيس، الأمر الذي استخدمه من أجل استعادته مكانته في العالم العربي، بعد أن هناك شكوك متزايدة حول علاقته الجيدة نسبياً مع القادة الغربيين واليهود.[25] لم تؤخذ تعهدات الأردن بعدم عبور خطوط التقسيم بقيمتها الظاهرية. مع تكرار الضمانات بأن الأردن لن يأخذ سوى المناطق المخصصة للدولة العربية المستقبلية، عند مطلع الحرب، أخبر توفيق أبو الهدى البريطانين أن الجيوش العربية الأخرى ستتقدم صوب إسرائيل، وأن الأردن سيحذو حذوها.[30] في 23 مايو، أخبر الملك عبد الله القنصل الفرنسي في عمان أنه "عازم على محاربة الصهيونية ومنع إقامة دولة إسرائيلية على حدود مملكته".[31]

أصبح دور عبد الله في الحرب أساسياً. كان يرى نفسه "قائداً أعلى للقوات العربية" و"أقنع الجامعة العربية بتعيينه" في هذا المنصب.[32] أثناء قيادته، خاض العرب حرب 1947 من أجل تحقيق الأهداف السياسية للملك عبد الله.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الدول العربية الأخرى

كان فاروق الأول ملك مصر حريصًا على منع عبد الله من أن يُنظر إليه على أنه البطل الرئيسي للعالم العربي في فلسطين، حيث كان فاروق يخشى أن يؤدي ذلك إلى تدمير تطلعات قيادته للعالم العربي.[26] علاوة على ذلك، كان فاروق يأمل بضم جميع الأراضي الواقعة في جنوب فلسطين إلى مصر.[26] تبعاً لجمال عبد الناصر وصف البيان الأول للجيش المصري العمليات الفلسطينية بأنها مجرد حملة عقابية ضد "العصابات" الصهيونية،[33] مستخدماً المصطلح الذي تكرر ذكره في تقارير الهاگاناه عن المقاتلين الفلسطينيين.[34]

نوري السعيد، رجل العراق القوي، كان لديه طموحات بضم كامل أراضي الهلال الخصيب تحت القيادة العراقية.[26] تمنت سوريا ولبنان الحصول على مناطق معينة في شمال فلسطين.[26]

كانت إحدى نتائج الطموحات المختلفة للزعماء العرب هي عدم ثقة جميع القادة الفلسطينيين الذين كانوا يرغبون في إقامة دولة فلسطينية، وعدم الثقة المتبادل بين بعضهم البعض.[26] أثناء الحرب كان التعاون سيئاً للغاية بين الفصائل الفلسطينية المختلفة والجيوش العربية.[26]

اللجنة العربية العليا بقيادة أمين الحسيني

في أعقاب انتشار الشائعات بأن الملك عبد الله سيعاود فتح المفاوضات الثنائية مع إسرائيل والتي كان قد عقدها سراً مع الوكالة اليهودية، قررت الجامعة العربية، بقيادة مصر، تشكيل حكومة عموم فلسطين في غزة يوم 8 ستمبر تحت قيادة اسمية للمفتي.[35] اعتبر الملك عبد الله محاولة الحسيني إحياء جيش الجهاد المقدس تحدياً لسلطته وتم حل جميع الكيانات المسلحة العاملة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الفيلق العربي. نفذ جلوب باشا الأمر بصرامة وكفاءة.[36][37]

القوات العسكرية

التقديرات العسكرية

على الرغم من أن إسرائيل واجهت جيوشاً هائلة من الدول العربية المجاورة، إلا أنه بسبب المعارك السابقة في منتصف مايو، لم يكن الفلسطينيون أنفسهم متواجدين كقوة عسكرية.[38] توصلت المخابرات البريطانية وجيش الجامعة العربية لنفس الاستنتاجات.[39]

تعتقد وزارة الخارجية البريطانية والمخابرات المركزية الأمريكية أن الدول العربية ستربح الحرب في النهاية.[40][41] يقول مارتين ڤان كرڤلد أنه من حيث القوى العددية، فإن الجانبان كانا متعادلان إلى حد ما.[42]

في مايو، أخبر الجنرالات المصريون حكومتهم أن الاجتياح سيكون "عرضاً عسكرياً بدون أي أخطار" وأنه سيصل تل أبيب "في غضون أسبوعين".[43] كانت لدى كل من مصر والعراق وسوريا قوات جوية، وكان لدى مصر وسوريا دبابات، وكانت جميعها تمتلك مدفعية حديثة.[44] في البداية، لم يكن لدى الهاگاناه مدافع آلية ثقيلة، مدفعية، عربات مدرعة، أسلحة مضادة للدبابات أو مضادة للطائرات،[45] ولا طائرات عسكرية ودبابات.[46] كانت الجيوش العربية الأربعة التي شاركت في القتال يوم 15 مايو أقوى بكثير من تشكيلات الهاگاناه التي واجهتها في البداية.[47]

في 12 مايو، قبل ثلاثة أيام من الاجتياح، علم ديڤد بن گوريون من كبار مستشاريه العسكريين (الذين بالغوا في حجم الجيوش العربية وعدد وكفاءة القوات التي ستشارك في القتال- بقدر ما بالغ الجنرالات العرب في تقدير قوة المقاتلين اليهود) أن فرص إسرائيل لكسب الحرب ضد الدول العربية محدودة.[44]

القوات العربية

إقرار يكشف قيام الإسرائيليين بتسميم آبار غزة خلال حرب 1948 اقرار الاسرائيليين بتسميم آبار غزة.

عند بداية الحرب: بالإضافة إلى الجماعات المسلحة الفلسطينية الغير نظامية المحلية، الدول العربية الخمسة التي انضمت للحرب، كانت مصر، الأردن (عبر الأردن)، سوريا، لبنان والعراق والتي أرسلت قوات من جيوشها النظامية. جاءت وحدات إضافية من السعودية واليمن. عند مطلع الحرب، كان عدد القوات العربية المشارك في الحرب ما بين 23.500 إلى 26.500 (10.000 مصري، 4.500 أردني، 3.000 عراقي، 3.000-6.000 سوري، 2.000 متطوع من جيش التحرير العربي، 1.000 لبناني، وعدة مئات من السعوديين)، بالإضافة إلى المقاتلين الفلسطينيين الموجودين هناك بالفعل. قبل الحرب، كانت القوات العربية قد تم تدريبها على يد العسكريين البريطانيين والفرنسيين. وبدا هذا واضحاً بشكل خاص في الفيلق العربي بالأردن الذي كان تحت قيادة الجنرال جون گلوب.

خبر من صحيفة عبرية في عام 1948 عن جنديين اسرائيليين القي القبض عليهم في غزة وهم يحاولون تسميم الآبار، وحوكموا أمام محكمة عسكرية مصرية وأعدموا
خبر من صحيفة عبرية في عام 1948 عن جنديين اسرائيليين القي القبض عليهم في غزة وهم يحاولون تسميم الآبار، وحوكموا أمام محكمة عسكرية مصرية وأعدموا.

اشترت سوريا من شيكوسلوڤاكيا كمية من الأسلحة الصغيرة لتسليح جيش التحرير العربي، لكن الشحنة لم تصل بسبب تدخل قوات الهاگاناه.[48]

الدول العربية

كان الفيلق العربي الأردني يعتبر من أكثر القوات العربية تأثيراً. كان قد تم تسليحه، تدريبه وتولى قيادته الضباط البريطانيين، وكان يبلغ قوامه 8.000-12.000 جندي منظمين في أربع أفواج مشاة/مميكنة بدعم من 40 قطعة مدفعية و75 عربة مدرعة.[49] حتى يناير 1948، أعيد تعزيزه بـ3.000 فرد من قوة حدود شرق الأردن.[50] كان يخدم في الفيلق العربي ما يقارب 48 ضابط بريطاني.[51] كان قائد الفيلق، جلوب باشا، قد نظم قواته في أربع ألوية كما يلي:

الفرقة العسكرية القائد[52][53] الرتبة منطقة العمليات العسكرية
اللواء الأول، ويشمل: الفوج الأول والثالث دسموند گولدي عقيد منطقة نابلس العسكرية
اللواء الثاني، ويشمل: الفوج الخامس والسادس سام سيدني أرثر كوك قائد لواء قوة دعم
اللواء الثالث، ويشمل: الفيلق الثاني والرابع تيل أشتون عقيد منطقة رام الله العسكرية
اللواء الرابع أحمد صدقي الجندي عقيد دعم: رام الله، الخليل والرملة

انضم الفيلق العربي للحرب في مايو 1948، لكنه لم يقاتل إلى في المنطقة التي أراد الملك عبد الله تأمينها للأردن: الضفة الغربية، وتشمل القدس الشرقية.

منعت فرنسا صفقة كبيرة من الأسلحة باعتها شركة سويسرية إلى إثيوپيا، بواسطة مكتب الخارجية البريطانية، والتي كانت متوجهة بالفعل إلى مصر والأردن، رافضة طلب بريطانيا عند نهاية أبريل بالسماح بإبرار سرب طائرات بريطانية في طريقه إلى شرق الأردن، ومارست الضغط الدبلوماسي على بلجيكا لتعليق مبيعات الأسلحة للدول العربية.[54]

ربما كانت القوات الأردنية هي الأفضل تدريباً بين جميع المقاتلين. افتقدت القوات المقاتلة الأخرى القدرة على صنع قرارات استراتيجية ومناورات تكتيكية،[55] كما تأكد بنشر اللواء الرابع في اللطرون، والتي كان قد تركها مقاتلي جيش التحرير العربي قبل وصول القوات الأردنية والتي لم يدرك قادة الهاگاناه أهميتها بشكل كامل . في المراحل التالية من الحرب، اتضح أن لللطرون أهمية بالغة، وأنها كانت عامل حسم لتحديد مصير القدس.

عام 1948، كان عدد القوات العراقية 21.000 رجل في 12 لواء وكان لدى القوات الجوية العراقية 100 طائرة، معظمها بريطانية. حشد العراقيون في البداية 3.000 رجل[56] للمجهود الحربي، من بينها أربع ألوية مشاة، كتيبة مدرعة وأفراد دعم. كانت هذه القوات تحت التوجيه الأردني[57] وصلت أول القوات العراقية إلى الأردن في أبريل 1948 تحت قيادة اللواء نور الدين محمود.[58]

دبابات ڤايكرز خفيفة في الصحراء.

عام 1948، كان الجيش المصري قادراً على حشد ما يقارب 40.000 رجل في المعركة، 80% من السكان المصريين في سن التجنيد تم ضمهم في الخدمة العسكرية، كما أن نظامها اللوجستي كان محدود بقدرته على دعم القوات البرية المنتشرة خارج حدوده.[بحاجة لمصدر] في البداية، أرسلت مصر إلى فلسطين قوة قوامها 10.000 رجل تحت قيادة اللواء أحمد علي المواوي. تضمنت هذه القوة:

  • خمس الوية مشاة.
  • لواء آلي واحد.
  • لواء مجهز بـ 16 مدفع عيار 25.
  • لواء مجهز بثمان مدافع عيار 6.
  • لواء مجهز بمدفع آلي متوسط.

كان لدى القوات الجوية المصرية أكثر من 30 طائرة من طراز سپيتفاير، 4 طائرات طراز هوكر هوريكان و20 طائرة طراز سي 47 تم تعديلها إلى قاذفات قنابل.[بحاجة لمصدر]

كان للواء طيار مهندس/ عبد الحميد محمود مجهود أثناء حرب فلسطين في تحويل طائرات النقل إلى قاذفات للقنابل لتساهم في الحرب حيث لم يكن هناك قاذفات للقنابل في ذلك الوقت عام 1948. كما قام بإصلاح سرب من الكوماندو[59] بعد أن تركها الأميركيون منذ عام 1945 في العراء في مطار القاهرة الدولي، وحولها إلى قاذفات للقنابل وبهذا أصبح هناك سرب كامل من هذه الطائرات يعمل في القوات الجوية

الجيش الأردني يدمر كنيس تيفيريت يسرائيل، (سمي بعد ذلك كنيس الخراب) أثناء حصاره للقدس في 21 مايو 1948

كان الجيش اللبناني أصغر الجيوش العربية، وكان يتألف من 3.500 جندي فقط.[50] تبعاً لگلبر، في يونيو 1947، "توصل بن-گوريون إلى اتفاقية مع زعيم الموارنة في لبنان كلفته بضعة آلاف من الجنيهات ليبقي جيش لبنان بعيداً عن حرب 1948 وتحالف الجيش العربية."[60] تبعاً لروگان وشلايم، فقد خرجت قوة قوامها 1.000 فرد. عبرت الجليل الشمالي وصدتها القوات الإسرائيلية. بعدها قامت إسرائيل باجتياح واحتلال جنوب لبنان حتى نهاية الحرب.[61]

حشدت لبنان مايلي:

  • كتيبتي مشاة في كل كتيبة 3 سرايا بنادق وكل سرية 3 فصائل وتضم الكتيبة الواحدة 450 جندي وتضم كل كتيبة على فصيلة مدفعية هاون ومدافع رشاشة.
  • بطارية مدفعية من 4 مدافع عيار 105 ملم.
  • 4 عربات مدرعة.
  • 4 دبابات خفيفة 7 طن.
  • مجموعة مستشفى ميدان.

تحشدت هذه القوات في مراكز تجمعها في الحدود اللبنانية الجنوبية ويمكنها بدأ الهجوم بدأً 1 مايو 1948، وأوكلت مهمة قيادة القوات اللبنانية للعميد فؤاد شهاب.

دبابة رينو آر-35 للجيش السوري في ديجانيا بشمال إسرائيل

كان لدى سوريا 12.000 جندي عند بداية حرب 1947، مجمعة في ثلاث ألوية مشاة وقوة مدرعة بحجم كتيبة. كانت القوات الجوية السورية تمتلك خمسة عشر طائرة، الطائرات العشرة الأحدث منها كانت من الجيل الثاني للحرب العالمية الثانية.

علقت فرنسا طلبيات الأسلحة على الرغم من توقيع العقود.[54]

شاركت سوريا في حرب 1948 بقوة من 1.876 فرد من الضباط والجنود بقيادة العقيد عبد الوهاب الحكيم وتألفت تشكيلات القوات السورية على النحو التالي:

  • لواء مشاه من كتيبتين.
  • كتيبة مشاه ميكانيكية:
    • سرية من 17 عربة مصفحة طراز مارمون
    • سرية من 17 عربة مصفحة (6 مصفحات مارمون و11 مصفحة دودج محلية التصفيح)
    • سرية دبابات رينو آر-35 من 13 دبابة
    • سرية مشاة محمولة (140 جندي)
  • كتيبة مدفعية من عيار 75 مم.

أثناء الهدنة الأولى، تزايد عدد القوات العراقية إلى ما يقارب 10.000 جندي.[62] وصل العدد النهائي للقوات العراقية إلى 18.000 فرد.[63][64]

وفي 39 أبريل 1948 أرسلت المملكة العراقية قوة عسكرية إلى شرق الأردن تضم 2.500 فرد بقيادة العميد محمد الزبيدي، وكانت تتألف من:

  • فوج مشاة ميكانيكي.
  • فوجان مشاة.
  • كتيبة مدرعة (36 دبابة خفيفة).
  • كتيبة مدفعية ميدان (12 مدفع 25 رطل).
  • بطارية مدفعية مضادة للطائرات.

حينما اندلعت الحرب في فلسطين أمر الملك عبد العزيز آل سعود وزير الدفاع السعودي بإرسال فرقة سعودية للجهاد في فلسطين في ظرف 24 ساعة، وتوجهت الدفعة الأولى بالطائرات فيما أرسلت بقية السرايا بالبواخر وقد عين لقيادة فرقة الجهاد السعودية الأولى العقيد سعيد بيك الكردي ووكيله القائد عبد الله بن نامي وبلغ عدد ضباط وأفراد الفرقة قرابة الثلاثة آلاف ومائتا رجل.[65]

  • 1 ـ وصلت الدفعة الأولى إلى غزة يوم 27 مايو 1948 م تضم 27 ضابطاً و339 رتب أخرى.
  • 2 ـ وصلت الدفعة الثانية إلى غزة يوم 30 مايو 1948 م وتضم 19 ضابطاً و35 رتب أخرى.
  • 3 ـ وصلت الدفعة الثالثة إلى غزة يوم 15 يونيو 1948 م وتضم 10 ضباط و329 رتب أخرى.

وكان بحوزة القوة السعوية 36 هاون 3 بوصة، 34 مدفع براوننج، 72 رشاش برف، 10 رشاشات عيار 50، 10 رشاشات هونشكس، 750 بندقية 303 بوصة، 10 عربات مدرعة همير، وكانت ذخيرة هذه القوة نحو 21600 قذيفة هاون 3 بوصة، 165000 طلقة 30.

لقد باشرت القوة السعودية القتال جنباً إلى جنب مع القوات المصرية وكانت المعركة الأولى للجيش السعودي في بيت حانون على بعد 9 كم عن غزة شمالاً وتواجه المعسكر السعودي مستعمرة بيرون إسحاق.

كما أرسلت السعودية مئات المتطوعين للانضمام إلى القوات العربية. في فبراير 1948، احتشد قرابة 800 من رجال القبائل بالقرب من العقبة استعداداً لدخول النقب، لكنهم عبروا إلى مصر بعد إعلان الملك عبد الله، المنافس للسعودية، منعهم رسمياً من الدخول عبر الأراضي الأردنية.[66] أثناء الحرب انضمت القوات السعودية تحت القيادة المصرية،[67] وكان يقدر إجمالي عددها بحوالي 1.200 فرد.[68][69] بحلول يوليو 1948، كانت القوات السعودية تتألف من ثلاث ألوية ضمن القوة المصرية، والتي كانت مكلفة بالحراسة بين غزة ورفح.[70] كانت هذه المنطقة تحت القصف الجوي الثقيل أثناء العملية يواڤ في أكتوبر،[71] وواجهت هجوماً برياً بدءاً من أواخر ديسمبر والذي أسفر عن معركة رفح في أوائل يناير من العام الجديد. مع هدنة 24 فبراير 1949 وإجلاء ما يقارب من 4.000 جندي ومدني عربي من غزة، انسحبت القوات السعودية عن طريق العريش وعادة للسعودية.[72]

أثناء الهدنة الأولى، أرسلت السودان ستة فرق من القوات النظامية للقتال إلى جانب المصريين.[73] كما أرسلت اليمن قوة تجريدة صغيرة للمجهود الحربي، وجاءت قوات من المغرب لتنضم إلى الجيوش العربية أيضاً.[74]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

جيش الإنقاذ

متطوعون للجهاد

قامت الجامعة العربية بأول خطوة لتوفير الاحتياجات الدفاعية للفلسطينيين في سبتمبر 1947 حيث أمرت بتشكيل اللجنة العسكرية الفنية وذلك لتقييم المتطلبات الدفاعية الفلسطينية، خرج التقرير باستنتاجات تؤكد قوة الصهاينة وتؤكد انه ليس للفلسطينيين من قوى بشرية أو تنظيم أو سلاح أو ذخيرة يوازي أو يقارب ما لدى الصهاينة، وحث التقرير الدول العربية على "تعبئة كامل قوتها".

قامت الجامعة بتخصيص مبلغ مليون جنيه استرليني للجنة الفنية، وقبل اصدار قرار التقسيم حذّر اللواء إسماعيل صفوت رئيس اللجنة الفنية انه "بات من المستحيل التغلب على القوات الصهيونية باستخدام قوات غير نظامية" وانه "ليس باستطاعة الدول العربية ان تتحمل حربا طويلة"، وبعد قرار التقسيم اجتمعت الدول العربية في القاهرة بين 8 و 17 ديسمبر 1947 واعلنت ان تقسيم فلسطين غير قانوني وتقرر ان تضع 10,000 بندقية و 3,000 متطوع (وهو ما أصبح يعرف بجيش الإنقاذ) بينهم 500 فلسطيني ومبلغ مليون جنية في تصرف اللجنة العسكرية الفنية.

وتكونت وحدات جيش الإنقاذ من ثمانية أفواج:

  • 1. فوج اليرموك الأول: وتكون من ثلاث سرايا بمجموع 500 فرد.
  • 2. فوج اليرموك الثاني: وتكون ثلاث سرايا بمجموع 430 فرد.
  • 3. فوج اليرموك الثالث: وتكون من سريتين 250 فرد.
  • 4. فوج حطين: ثلاث سرايا وعدد ٱفرادها 500.
  • 5. فوج الحسين (الفوج العراقي): ثلاث سرايا وعدد الأفراد 500.
  • 6. فوج جبل الدروز: وتكون من ثلاث سرايا بلغ عدد أفرادها 500.
  • 7. فوج القادسية: وتكون من ثلاث سرايا بلغ عدد أفرادها 450.
  • إضافة لأربع سرايا مستقلة غير تابعة لأي فوج، عدد أفرادها حوالي 450 فرد


عروض من المتطوعين أجانب لنصرة العرب

أكثر من 5,000 من مقاتلي الحربين العالميتين أرسلوا برقيات تطوع للقتال لنصرة الجانب العربي في حرب فلسطين. 3,000 منهم أمريكان، يضمون اثنين من الجنرالات. 2,000 من الامبراطورية البريطانية. الإخوان المسلمون يطالبون اليهود المصريين بإظهار عدم دعمهم للصهيونية. النيويورك تايمز 10 ديسمبر 1947.[75]


القوات الإسرائيلية/اليشوڤ

القوات اليهودية قبل دخول الجيوش العربية: تختلف المصادر حول كمية الأسلحة التي كانت لدى اليوشاڤ عند نهاية الانتداب. تبعاً لكارش قبل وصول شحنات الأسلحة من تشيكوسلوڤكيا كجزء من العملية بالاك، كان هناك سلاح واحد لكل ثلاثة مقاتلين، حتى الپالماخ لم يكن لدى أعضائهم النشطين سوى سلاحين لكل ثلاثة مقاتلين.[45] تبعاً لكولينز ولاپيير، بحلول أبريل 1948، لم تتمكن الهاگناه أن توفر سوى 20.000 بندقية ومدفع ستن تقريباً للـ35.000 جندي الموجودين على الورق.[76] حسب وليد الخالدي، "كانت الأسلحة الموجودة تحت تصرف هذه القوات وفيرة".[77] صرحت فرنسا لإير فرانس بنقل الشحنات إلى تل أبيب في 13 مايو.[54]

كانت قوات اليشوڤ منظمة في 9 ألوية، وتزايد عدد أفرادها في أعقاب استقلال إسرائيل، ووصلت في النهاية إلى 12 لواء. على الرغم من تزايد كلا الجانبين في العدد على مدار الشهور القليلة الأولى من الحرب، إلا أن عدد القوات الإسرائيلي قد زاد بشكل كبير نتيجة التعبئة التقدمية للمجتمع الإسرائيلي وتدفق ما متوسطه 10.300 مهاجر شهرياً.[78] مع نهاية 1948، كان لدى جيش الدفاع الإسرائيلي 88.033 جندي، من بينهم 60.000 جندي مقاتل.[79]

اللواء القائد الحجم[80] العمليات
گولاني موشيه مان 4,500 دكل، حيرام
كارملي موشيه كارمل 2,000 حيرام
إسكندروني دان إيڤن 5,200 اللطرون، حامتس
كيرياتي ميشيل بن-گال 1,400 داني، حامتس
گڤعاتي شيمون أڤيدان 5,000 حامتس، باراك، پلشت
عتصيوني ديڤد شالطيل معركة القدس، شفيفون، إڤوسي، معركة رمات راحيل
المدرع السابع شلومو شامير معركة اللطرون
المدرع الثامن إسحاق ساده داني، يواڤ، حورڤ
عوديد أڤراهام يوفى يواڤ، حيرام
هارئل إسحاق رابين[81] 1,400 القسطل، داني
يفتاخ يگال آلون 4,500 من لواء گولاني يفتاح، داني، يواڤ، معركة اللطرون
النقب ناحون ساريگ 2,400 يوآڤ

بعد دخول الجيوش العربية: سمحت فرنسا لإحدى طائراتها بحمل الأسلحة من تشيكوسلوڤاكيا إلى الأراضي الفرنسية ثم نقلها إلى إسرائيل، وسمحت بنقل شحنتي أسلحة إلى نيكاراگوا، والتي كانت متجهة فعلياً إسرائيل.[54]

وردت تشيكوسلوڤاكيا كميات كبيرة من الأسلحة إلى إسرائيل أثناء الحرب، تضمنتها عدة آلاف من بنادق ڤ. ز. 24 وإم جي 34 ومدافع آلية طراز ز. ب. 37، وملاين من الذخائر. كما وردت تشيكوسلوڤاكيا لإسرائيل طائرات مقاتلة، ومنها أول عشر طائرات مقاتلة طراز أڤيا إس-199.

جهزت الهاگناه اثني عشر سفينة شحن في جميع أنحاء الموانئ الأوروپية لنقل المعدات المتراكمة، والتي ستبحر بمجرد رفع الحصار البريطاني مع انتهاء الانتداب.[82][83]

في أعقاب استقلالها، شرعت إسرائيل في تصنيع ثلاثة دبابات شرمان من الخردة التي عُثر عليها في مخازن الذخائر البريطانية المهجورة.[84]

دبابات شرمان من اللواء المدرع الإسرائيلي الثامن، 1948.

كما سعت الهاگناه إلى الحصول على مخزون من الأسلحة البريطانية بسبب التعقيد اللوجستي للانسحاب البريطاني، وفساد عدد كبير من الموظفين.[85]

دبابة كرومول

بعد الهدنة الأولى: بحلول يوليو 1948، كان الإسرائيليون قد أسسوا قوات جوية، بحرية، وفصيل دبابات.[83]

في 29 يونيو 1948، قبل يوم من مغادرة آخر جندي بريطاني لحيفا، قام جنديان بريطانيان متعاطفان مع الإسرائيليين بسرقة دبابتين كرمول من أحد مخازن الأسلحة في منطقة ميناء حيفا، وقاما بتهريبهما عبر بوابات غير مأمنة، وانضما إلى جيش الدفاع الإسرائيلي مع الدبابتين. شكلت هاتين الدباباتين أساساً للفيلق المدرع الإسرائيلي.[86]

جنود إسرائيليون من وحدة ثعالب شمشون يتقدمون على ظهر الدبابة برن گن المصرية التي تم أسرها.

بعد الهدنة الثانية: أمدت تشيكوسلوڤاكيا إسرائيل بطائرات مقاتلة طراز سوپرمارين سپيتفاير، والتي تهريبها إلى إسرائيل عن طريق ممر لوفتڤافى المهجور في يوغسلاڤيا، بالاتفاق مع الحكومة اليوغسلاڤية.[بحاجة لمصدر] أطلق على عمليات تهريب الأسلحة من تشيكوسلوڤاكيا اسم عملية بالاك.


قرار التقسيم

للمقال الكامل انظر تقسيم فلسطين

في 29 نوفمبر 1947 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يوصي بتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية فلسطينية .

ردود الفعل على التقسيم

بشكل عام، رحب الصهاينة بمشروع التقسيم ، بينما شعر العرب والفلسطينيون بالاجحاف.


تطور الأحداث بعد قرار التقسيم

تصاعدت حدّة القتال بعد قرار التقسيم ،في بداية عام 1948 ، تشكل جيش الانقاذ بقيادة فوزي القاوقجي ، وبحلول يناير 1948 كانت منظمتا الارجون وشتيرن قد لجأتا إلى استخدام السيارات المفخخة (4 يناير ، تفدير مركز الحكومة في يافا مما يسفر عن مقتل 26 مدني فلسطيني) وفي مارس 1948 يقوم المقاتلون الفلسطينيون الغير نظاميين بنسف مقر الوكالة اليهودية في القدس مما يؤدي إلى مقتل 11 يهوديا وجرح 86. وفي 12 ابريل 1948 تقر الجامعة العربية بزحف الجيوش العربية إلى فلسطين واللجنة السياسية تؤكد ان الجيوش لن تدخل قبل انسحاب بريطانيا المزمع في 15 مايو .

انتهاء الانتداب وبدء الحرب

كان الانتداب البريطاني على فلسطين ينتهي بنهاية يوم 14 مايو 1948 ، وفي اليوم التالي اصبح اعلان قيام دولة اسرائيل ساري المفعول ومباشرة بدءت الحرب بين الكيان الجديد والدول العربية المجاورة .


في 3 مارس عام 1949 م أعلن انتهاء الحرب بين الجيوش العربية والعصابات الصهيونية المسلحة في فلسطين بعد قبول مجلس الأمن الدولي إسرائيل عضوا كاملا في الأمم المتحدة وقبول الدول العربية الهدنة الثانية. وكانت المعارك في فلسطين قد بدأت في مايو 1948 م بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وإعلان العصابات الصهيونية قيام دولة إسرائيل على المساحات الخاضعة لسيطرتها في فلسطين. تدفقت الجيوش العربية من مصر وسوريا والعراق وإمارة شرق الأردن على فلسطين ونجحت القوات العربية في تحقيق انتصارات كبيرة. ففي السادس عشر من مايو 1948م اعترف رئيس الولايات الأمريكية المتحدة هاري ترومان بدولة إسرائيل. ودخلت أول وحدة من القوات النظامية المصرية حدود فلسطين. وهاجمت هذه القوات مستعمرتي كفار داروم ونيريم الصهيونيتين في النقب.

وفي تلك الفتره كانت اقوى الجبهات واهمها هي الحبهة الأردنية الأسرائيلية فقد عبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردني نهر الأردن إلى فلسطين في 16-5-1948 ومن ثم خاض الجيش الأردني ثلاث معارك كبيرة هي:

1- باب الواد

2- اللطرون

3- جنين

فاستطاع الحفاض على القدس واالضفة الغربية كاملة مع انتهاء الحرب و كانت خسائر الأسرائلين في هذه المعارك ضخمة,فقد قال رئيس الوزراء الأسرائيلي ومؤسس اسرائيل ديفد بنغوريون في حزيران عام 1948 امام الكنيست:"لقد خسرانا في معركة باب الواد وحدها امام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة" .

وعلى الجبهه الشمالية استعادت القوات النظامية اللبنانية قريتي المالكية وقَدَس على الحدود اللبنانية وتحررهما من عصابات الهاجاناه الصهيونية. واستمرت المعارك على هذا النحو حتى تدخلت القوى الدولية وفرضت عليها هدنة تتضمن حظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة ومحاولة التوصل إلى تسوية سلمية. ولكن العصابات الصهيونية انتهزت الهدنة من أجل إعادة تجميع صفوفها والحصول على السلاح من الخارج وبخاصة من الدول الكبرى مثل بريطانيا والولايات المتحدة التي فرضت الهدنة في البداية. وعندما استؤنفت المعارك من جديد كان للصهاينة اليد العليا واتخذت المعارك مسارا مختلفا وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم واستطاعت العصابات الصهيونية المسلحة فرض سيطرتها على مساحات واسعة من أراضي فلسطين التاريخية. وانتهت المعارك بقبول العرب الهدنة الثانية التي كانت اعترافا بالهزيمة وتدخل حرب فلسطين التاريخ العربي تحت اسم (النكبة).

سير المعركة

في اللحظة الأخيرة، من أجل تجنب الكارثة، ناشد العديد من الزعماء العرب البريطانيين أن يظلوا في فلسطين لمدة عام آخر على الأقل.[87]

المرحلة الأولى: 15 مايو – 11 يونيو 1948

الهجوم العربي، 15 مايو - 10 يونيو 1948.
عربة الهاگاناه المدرعة "بترفلاي" عند كيبوتس دوروت في النقب، إسرائيل، 1948. هذه العربة مصنوعة على غرار الشاحنة CMP-15. كانت هذه العربة ضمن إمدادات الكبيوتس. جميع أطفال كيبوتس النقب تم إجلائهم لاحقاً عن طريق هذه العربات، قبل وقوع الهجوم المصري المرتقب.

في 14 مايو 1948، أعلن ديڤد بن-گوريون تأسيس دولة يهودية في إرتس-إسرائيل التي ستعرف فيما بعد بدولة إسرائيل، قبل ساعات قليلة من انتهاء الانتداب.[88] عند منتصف ليل الخامس عشر من مايو، انتهى الانتداب البريطاني رسمياً، وقامت دولة إسرائيل. بعد عدة ساعات، قامت العراق والدول العربية المجاورة، مصر، الأردن (شرق الأردن) وسوريا باجتياح الدولة الجديدة المزعومة،[89][90] وهاجمت على الفور المستوطنات اليهودية.[91] كانت ما تُعرف اليوم بدولة إسرائيل، من 1 أبريل حتى 14 مايو، قد قامت بثمانية عمليات عسكرية من إجمالي 13 عملية عسكرية واسعة النطاق خارج الأراضي المخصصة للدولة اليهودية بموجب قرار التقسيم، وأعلن لاحقاً القائد العملياتي يگال آلون "أنه لولا الاجتياح العربي، لكانت قوات الهاگاناه قد وصلت إلى الحدود الطبيعية لغرب إسرائيل".[92] على الرغم من شجب تدخل الجيوش العربية من قبل الولايات المتحدة، الاتحاد السوڤيتي والأمين العام للأمم المتحدة تريگڤ لي، إلا أنه وجد دعماً من جمهورية الصين والأعضاء الآخرين في الأمم المتحدة.[93]

دعت الخطط العربية الأولية القوات السورية واللبنانية إلى الدخول من الشمال بينما تدخل القوات الأردنية والعراقية من الشرق عند الحدود مع الناصرة ومن ثم تتقدم معاً إلى حيفا. في الجنوب، كان المصريون يتقدمون نحو تل أبيب.[94] اجتمعت الجامعة العربية في دمشق في 11-13 مايو، ورفض الملك عبد الله الخطة، والتي كانت تخدم المصالح السورية، مستخدماً حقيقة أن حلفائه يخشون الذهاب بدون جيشه. اقترح أن يهاجم العراقيون مرج ابن عامر ويدخل الفيلق العربي من الرملة ونابلس ويلتقي بالجيش المصري عند الخليل،[94] الذي كان أكثر تماشياً مع هدفه السياسي باحتلال الأراضي المخصصة للدولة العربية بموجب خطة التقسيم ووعده بعدم اجتياح الأراضي التي خصصتها خطة التقسيم للدولة اليهودية. بالإضافة إلى ذلك، قرر لبنان في الدقيقة الأخيرة عدم المشاركة في الحرب، بسبب المعارضة المسيحية النافذة والرشاوي اليهودية.[20]

المعلومات الاستخباراتية التي وفرها القنصل الفرنسي بالقدس في 13 مايو 1948 عن قوات الجيوش العربية وخطتهم لاجتياح الدولة الجديدة ساهم في نجاح إسرائيل في صد تقدم الجيوش العربية.[95]

كانت المهمة الأولى للقوات اليهودية هي صد الجيوش العربية وإيقافها، على الرغم من تمتع العرب بمزايا كبرى (المبادرة، الأسلحة الأكثر تفوقاً).[96] ومع توقف البريطانيين عن منع المهاجرين اليهود القادمين وإمدادات الأسلحة، تنامت القوات الإسرائيلية باطراد بوصول أعداد كبيرة من المهاجرين والأسلحة، مما سمح للهاگاناه بالتحول من قوات شبه عسكرية إلى جيش حقيقي. في البداية، كان القتال يتم بصفة رئيسية بواسطة الهاگاناه، برفقة مجموعتين مسلحتين يهودتين صغيرتين، الإرگون وشتيرن. في 26 مايو 1948، أسست إسرائيل جيش الدفاع الإسرائيلي، التي وحدت هذه القوات ضمن جيش واحد تحت قيادة مركزية.

الجبهة الجنوبية- النقب

جنود إسرائيليون في نيريم
جنود إسرائيلية في نگبا

قامت القوات المصرية، الأكبر بين الجيوش العربية، بالدخول من الجنوب.

في 15 مايو 1948، هاجم المصريون مستوطنتين: نيريم، باستخدام المدفعية، العربات المدرعة الحاملة للمدافع، وحاملات برن؛[91] وكفر داروم[91] باستخدام المدفعية، الدبابات والطائرات. واجهت الهجمات المصرية مقاومة شرسة من بعض المدافعيون والمسلحين بأسلحة خفيفة في المستوطنتين، وفشلت. في 19 مايو هاجم المصريون ياد مردخاي، حيث قامت قوة قوامها 100 جندي إسرائيلي لا تملك سوى أكثر من البنادق، مدفع آلي متوسط، وسلاح مضاد للدبابات، بتعطيل طابور من 2.500 مصري مدعومين بالمدرعات، المدفعية والوحدات الجوية، لخمسة أيام.[97] مُني المصريون بخسائر ثقيلة، بينما كانت خسائر الإسرائيليين خفيفة نسبياً.[98]

اتخذ طابوران رئيسيان من القوة المصرية طريقهما شمالاً على امتداد الشريط الساحلي، عبر ما يعرف اليوم بقطاع غزة بينما تقدم طابور آخر شرقاً نحو بئر سبع.[98][99] لتأمين أجنحتهم، هاجم المصريون وفرضوا حصاراً على عدد من الكيبوتسات في النقب، من بينها كفر داروم، نيريم، ياد مردخاي، ونگبا.[98][100] صد المدافعون الإسرائيليون بشراسة لعدة أيام ضد قوى أكثر تفوقاً، وتمكنوا من توفير الوقت للواء گڤعاتي التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي كي يستعد لإيقاف تقدم المصريين نحو تل أبيب.

في 28 مايو استأنف المصريون تقدمهم شمالاً، وتوقفوا عند جسر مدمر يقع إلى الشمال من أشدود. علم لواء گڤعاتي بهذا التقدم لكن لم يتم إرسال المقاتلين لمواجهة المصريين. لو رغب المصريون في مواصلة تقدمهم شمالاً، نحو تل أبيب، لما وجدوا أي قوات إسرائيلية في مواجهتهم.[101][102]

من 29 مايو حتى 3 يونيو، أوقفت القوات الإسرائيلية تقدم المصريين شمالاً في معركة إسدود. في أولى المهمات القتالية لسلاح الجو الإسرائيلي الوليد، هاجمت أربع طائرات من طراز أڤيا إس-199 طابور مدرع مصري مكون من 500 مركبة كان في طريقه إلى إسدود. أسقطت الطائرات الإسرائيلية قنابل زنة 70 كيلوگرام وشتت الطابور، على الرغم من حشد مدافعهم الآلية بشكل سريع. تحطمت طائرتين، وقُتل طياراً. تسبب الهجوم في تشتت المصريين، وفقدوا عنصر المبادرة بحلول الوقت الذي أعادوا فيه تجميع أنفسهم. في أعقاب الهجوم الجوي، كانت القوات الإسرائيلية تشن قصفاً مستمراً على القوات المصرية في إسدودبمدافع ناپوليونتشيك، وقامت دوريات جيش الدفاع بعمليات تضييق محدودة على الخطوط المصرية. في أعقاب هجوم جوي آخر، قام لواء گڤعاتي بهجوم مضاد. على الرغم من صد الهجوم المضاد، إلى أن الهجوم المصري قد توقف مع تغيير مصر لاستراتيجيتها من الهجوم إلى الدفاع، وتحول عنصر المبادرة إلى إسرائيل.[103]

في 6 يونيو، أثناء معركة نيتسانيم، هاجمت القوات المصرية كيبوتس في نيتسانيم، والتي تقع بين المجدل (عسقلان حالياً) وإسدود، واستسلم المدافعون الإسرائيليون بعد مقاومة لسبعة أيام.

معركة اللطرون

وقع قتالاً عنيفاً في القدس وعلى طريق القدس-تل أبيب، بين الفيلق العربي الأردني والقوات الإسرائيلية.[104] كجزء من اعادة الانتشار للتعامل مع التقدم المصري، تخلى الإسرائيليون عن حصن اللطرون المشرف على الطريق السريع الرئيس المؤدي إلى القدس، فاستحوذ عليه الفيلق العربي على الفور.[105] كما استولى الفيلق العربي على دير اللطرون. من هذين الموقعين، كان الأردنيون قادرون على قطع الإمدادات عن المقاتلين والمدنيين الإسرائيليين في القدس.[106]

حاول الإسرائيليون الاستيلاء على حصن اللطرون ضمن سلسلة من المعارك التي استمرت من 24 مايو حتى 18 يوليو. سيطر الفيلق العربي على اللطرون وتمكن من صد الهجمات.[106] أثناء محاولات الاستيلاء على اللطرون، خسرت القوات الإسرائيلية 586 شخص، من بينهم ميكي ماركوس، أول جنرال إسرائيلي، الذي قُتل بنيران صديقة. على جانب الفيلق العربي، حتى 29 مايو، قُتل 90 شخص وأصيب 200 آخرين.[107]


Handasa-burma001.jpg
بناء طريق بورما.
Burma Road 1948.jpg
جرافة تسحب شاحنة على "طريق بورما"، يونيو 1948.
Latroun (11 juin).png
خريطة المنطقة.

تم إنقاذ الإسرائيليين المحاصرين في القدس عن طريق فتح "طريق بورما"، طريق جانبي مؤقت بنته القوات الإسرائيلية سمح لقوافل الإمداد الإسرائيلية بالمرور إلى القدس.[106] المناطق التي بُني عليها الطريق تم تأمينها من القناصين الأردنيين في شهر مايو واكتمل الطريق في 14 يونيو. بدأت الإمدادات فعلياً في المرور عبر الطريق قبل انتهاءه، مع مرور أول قافلة مساء 1-2 يونيو. رصد الأردنيون النشاط وحاولوا قصف الطريق، لكن لم ينجح ذلك، حيث لم يمكنهم رؤيته. ومع ذلك، فقد قتل القناصون الأردنيون العديد من عمال الطرق، ووقع هجوماً في 9 يونيو ترك 10 قتلى إسرائيليين. في 18 يوليو، قامت عناصر من كتيبة حارل بالاستيلاء قرابة 10 قرى جنوب اللطرون لتوسيع وتأمين منطقة طريق بورما.

كان الفيلق العربي قادراً على صد الهجوم الإسرائيلي على اللطرون. شن الأردنيون هجومين مضادين، واستولوا مؤقتاً على بيت سوسين قبل أن يُجبروا على التراجع، وقاموا بالاستؤلاء على گزر بعد معركة شرسة، والتي استردها سربين من الپالماخ في نفس المساء.[108]

1948-Jordanian artillery shelling Jerusalem.jpg
المدفعية الأردنية تقصف القدس عام 1948.
Arab Legion soldier in ruins of Hurva.jpg
جندي من الفيلق العربي يقف على أطلال كنيس حورڤا، المدينة العتيقة.[109]
Jewish Quarter Refugees.jpg
يهود مقيمون في المدينة العتيقة بالقدس يفرون أثناء الهجوم الأردني.

معركة القدس

أستاذ الرياضيات مايكل فتكت عميد الجامعة العبرية في القدس، حاملاً حصته من المياه، أثناء حصار القدس.

قطع الأردنيون في اللطرون الإمدادات عن القدس الغربية.[106] رغم أن بعض الإمدادات، ومعظمها من الذخائر، تم إسقاطها بالطائرات على المدينة، فإن نقص الغذاء والماء والوقود والأدوية كان حاداً. وكانت القوات الإسرائيلية تعاني من نقص حاد في الطعام والماء والذخيرة.[106]

أمر الملك عبد الله جلوب باشا، قائد الفيلق العربي، بدخول القدس في 17 مايو. كان الفيلق العربي يطلق 10.000 طلقة مدفعية يومياً،[106] كما هاجم القدس الغربية بنيران القناصة.

وقع قتال عنيف ما بين 19 و28 مايو، حيث نجح الفيلق العربي في النهاية بطرد القوات الإسرائيلية من الأحياء العربية في القدس بالإضافة إلى حارة اليهود بالمدينة العتيقة.[106] تم طرد ما يقارب 1.500 يهودي من سكان حارة اليهود، وأُعتقل المئات. كان على اليهود أن يكونوا في رفقة الفيلق العربي لحمايتهم من حشود العرب الفلسطينيين الذين كانوا يريدون قتلهم.[110] في 22 مايو، هاجمت القوات العربية كبيوتس رمات راحيل جنوب القدس. بعد معركة شرسة سقط فيها 31 أردني و13 إسرائيلي، انسحب المقاتلين الإسرائيليين عن رمات راحيل، وأُستعيد الكيبوتس جزئياً في اليوم التالي. استمر القتال حتى 26 مايو، إلى أن تم استعادة الكيبوتس بالكامل. كما تم استعادة تلة ردار من الفيلق العربي، واحتفظ بها الإسرائيليون حتى 26 مايو، عندما استعادها الأردنيون في معركة تركت 19 قتيلاً إسرائيلياً و2 من القتلى الأردنيين. أثناء الحرب قام لواء حارل بإجمالي 23 محاولة فاشلة للاستيلاء على تل ردار.

في اليوم نفسه، توماس واسون، القنصل العام الأمريكي بالقدس وعضو مفوضية الهدنة التابعة للأمم المتحدة تم إطلاق النار عليه في غرب القدس. ولم يتم التوصل ما إذا كان واسون قد لقى مصرعه على يد العرب أم الإسرائيليين.

من منتصف إلى أواخر أكتوبر 1948، بدأ لواء حا-حار في تأمين رواق القدس.

شمال السامرا

جنود إسرائيليون في عفولة.

قامت قوة عراقية تتألف من لوائي مشاة ولواء مدرع بعبور نهر الأردن من شمال الأرض، مهاجمة مستوطنة گشر الإسرائيلية وحققت نجاحاً محدوداً.[91] في أعقاب هذه الهزيمة، اتجهت القوات العراقية صوب المثلث الإستراتيجي المحاط ببلدات نابلس، جنين وطولكرم الفلسطينية. في 25 مايو، اتخذوا طريقهم إلى نتانيا، حيث تم إيقافهم.[111] في 29 مايو، وقع هجوم إسرائيلي ضد العراقيين أدى إلى ثلاثة أيام من القتال العنيف على جنين، لكن القوات العراقية نجحت في الاحتفاظ بمواقعها.[111] بعد هذه المعارك، أصبحت القوات العراقية stationary وانتهت مشاركتها في الحرب بفعالية.[58][111]

فشلت القوات العراقية في هجماتهم على المستوطنات الإسرائيلية وخاصة في گشر، وبدلاً من ذلك اتخذت موقفاً دفاعياً حول جنين، نابلس، طولكرم، ومن هناك ضغطت على وسط إسرائيل.[بحاجة لمصدر][112] في 25 مايو، تقدمت القوات العراقية من طولكرم، مستولية على گوليم ووصلت حتى كفار يونا وعين ڤرد على طريق طولكرم-نتانيا. بعد ذلك أوقف لواء إسكندروني تقدم العراقيين واستولى على گوليم. في 1 يونيو، استولى لواء كارملي وگولاني على جنين من القوات العراقية. صدتهم القوات العراقية بهجوم مضاد سقط فيه 33 قتيل و100 جريح على الجانب الإسرائيلي.

الجبهة الشمالية – بحيرة الجليل

الدبابة الخفيفة السورية طراز آر-35 مدمرة عند دگانيا آلف.

في 14 مايو دخلت سوريا فلسطين باللواء الأول مشاة مدوعماً بفصيل عربات مدرعة، فرقة دبابات فرنسية طراز آر-35 وآر-37، فصيل مدفعية ووحدات أخرى.[113] أمر الرئيس السوري شكري القواتلي قوات في المقدمة، "بتدمير الصهاينة". "كان الوضع خطير للغاية. ليس هناك بنادق كافية. ليس هناك أسلحة ثقيلة"، كما أخبر بن گوريون مجلس الوزراء الإسرائيلي.[114][115] في 15 مايو، تحولت القوات السورية إلى الشواطئ الشرقية والجنوبية لبحل الجليل، وهاجمت سمخ المجاورة لقلعة تيگارد ومستوطنتي شعر هاگولان، عين گڤ، لكنهم تعثروا بسبب المقاومة.[91] لاحقاً، قاموا بمهاجمة [بسمخ]] باستخدام الدبابات والطائرات، وفي 18 مايو نجحوا في اقتحام سمخ[113] واحتلال شعر هاگولان المهجورة.[91]

في 21 مايو، توقف الجيش السوري عند كيبوتس دگانيا آلف فش الشمال، حيث قام المليشيا المحلية المعززة بعناصر من لواء كارملي بإمطار القوات المدرعة السورية بزجاجات المولوتوڤ الحارقة، قنابل يدوية وقطعة PIAT مضادة للدبابات. تسببت الزجاجات الحارقة والقنابل اليدوية في تعطيل إحدى الدبابات ولا تزال بقاياها موجودة في الكيبوتس. تراجعت القوات السورية في اليوم التالي تحت طلقات المدفعية الجبلية من طراز ناپوليونتشيك - وكان ذلك أول استخدام للمدفعية على الجانب الإسرائيلي في الحرب.[116] في أعقاب هزيمة القوات السورية في داگنيا بعد بضعة أيام لاحقة، تركوا قرية سمخ.[113] أُجبر السوريون على حصار الكيبوتس بدلاً من التقدم.[111] زعم أحد المؤلفين أن السبب الرئيسي لهزيمة السوريين هو اعتقاد الجنود السوريين بأن الإسرائيليين لن يصمدوا ويقاتلوا ضد الجيش العربي.[115]

في 6 يونيو، قام لوائين من جيش التحرير العربي والجيش اللبناني بالاستيلاء على المالكية‎ وقدس وكان هذا هو التدخل الوحيد للجيش اللبناني أثناء الحرب.[111]

في 6 يونيو، هاجمت القوات السورية ميشمار هاياردن، لكن تم صدهم. في 10 يونيو، استولى السوريون على ميشمار هاياردن وتقدموا صوب الطريق الرئيسي، حيث تم إيقافهم من قبل وحدات لواء أودد.[117] بعد ذلك، عاد السوريون إلى الوضع الدفاعي، ولم يشنوا سوى بضع هجمات على المستوطنات الإسرائيلية الصغيرة المكشوفة.[113]

القوات الفلسطينية

القاوقجي‎، قائد جيش الإنقاذ العربي.

مع استمرار الحرب الأهلية بين القوات اليهودية والعربية التي بدأت عام 1947، وقعت معارك بين القوات الإسرائيلية والميليشيات العربية الفلسطينية، وخاصة في مناطق اللد، الرملة، القدس، وحيفا. في 23 مايو، استولى لواء إسكندروني على الطنطورة‎، جنوب حيفا، من أيدي القوات العربية. في 2 يونيو، قُتل حسن سلامة قائد جيش الجهاد المقدس في معركة مع الهاگاناه عند رأس العين.


العمليات الجوية

الطائرة المصرية سپيت‌فاير تسقط على سواحل تل أبيب في 15 مايو 1948.
متطوعون يجلون مصاباً أثناء القصف المصري لتل أبيب.

وُضعت جهود الطيران اليهودية بالكامل تحت سيطرة شروت أڤير (خدمة الطيران، وشهرتها SA)، في نوفمبر 1947 وبدأت عمليات التحليق بعد شهر من مطار مدني صغير على مشارف تل أبيب يسمى سده دوڤ، مع أول عملية دعم برية (في RWD-13)[118] يوم 17 ديسمبر. تشكل سرب الجليل في ياڤنعيل، في مارس 1948، وتشكل سرب النقب في نير-أم في أبريل. بحلول 10 مايو، عندما عانت خدمة الطيران من أول خسائرها القتالية، كان هناك ثلاث وحدات طيران، طاقم جوي، صيانة مرافق ودعم لوجستي واحد. عند اندلاع الحرب في 15 مايو، أصبحت خدمة الطيران سلاح الجو الإسرائيلي. بأسطولها[119] المكون من الطائرات الخفيفة لم يكن هناك تكافؤ بيها وبين قوات الطيران العربية في الأسابيع الأولى من الحرب، الذي يمتلك طائراتهم من طراز تي-6، سپايت‌فاير، سي-47، وأڤرو أنسون.

مع بدء الحرب في 15 مايو، هاجمت أربع طائرات سپيت‌فاير مصرية مدينة تل أبيب، وقصفت مهبط طائرات سده دوڤ، حيث كان متمركزاً فيها عدد كبير من طائرات خدمة الطيران، بالإضافة إلى محطة ريدنگ للطاقة. تم تدمير عدة طائرات، وتضررت أخرى، وقُتل خمسة إسرائيليين. على مدار الساعات التالية، قصفت موجة أخرى من الطائرات المصرية أهدافاً حول تل أبيب، على الرغم من أن هذه الغارات كان ذات أثر محدود. تم إسقاط إحدى الطائرات المصرية بواسطة النيران المضادة للطائرات، وتم أسر طيارها. على مدار اليوم السادس، استمرت القوات الجوية المصرية في الهجوم على تل أبيب، مما تسبب في سقوط مدنيين. في 18 مايو، هاجمت الطائرات الحربية المصرية محطة حافلات تل أبيب المركزية، مما تسبب في مقتل 42 شهص وإصابة 100 آخرين. في هجمات إضافية على تل أبيب، قصفت مصر مستوطنات ريفية ومهابط طائرات، إلا أن هذه الهجمات لم تسفر سوى عن خسائر محدودة.[120]

عند مطلع الحرب، تمكنت القوات الجوية المصرية من مهاجمة إسرائيل بدون أي مقاومة، بسبب عدم وجود طائرات مقاتلة إسرائيلية لاعتراضها،[121] ولم تواجه سوى نيران أرضية.

نُقلت الدفاعات الجوية الأكثر تاثيراً إلى تل أبيب، وبدأ المصريون يعانون من خسائر كبيرة في الطائرات. نتيجة لهذه الخسائر، بالإضافة لخسارة خمس طائرات سپيت‌فاير أسقطها البريطانيون عندما هاجم المصريون بالخطأ قاعدة جوية بريطانية، أصبحت الهجمات الجوية المصرية أقل تواتراً. مع نهاية مايو 1948، كان معظم سرب طائرات سپيت‌فاير المصرية المعسكر في العريش قد فُقد، بما في ذلك الكثير من أفضل الطيارين المصريين.

على الرغم من عدم امتلاكها لطائرات مقاتلة أو قاذفات قنابل، ففي الأيام القليلة الأولى من الحرب، كان سلاح الجو الإسرائيلي الوليد يهاجم الأهداف العربية، بطائرات خفيفة تم تعديلها كقاذفات قنابل، واستخدامها في ضرب المعسكرات والصفوف العربية. كانت معظم الغارات تتم ليلاً لتجنب اعتراضها من قبل الطائرات المقاتلة العربية. عادة ما كانت هذه الهجمات تحقق تأثيراً محدودة، باستثناء التأثير النفسي.


الطائرة المقاتلة الإسرائيلية الأولى من طراز أڤيا إس-199.


الطائرة الإسرائيلية سپيت‌فاير إف إم كيه.
طائرات إسرائيلية طراز بي-17.

سرعان ما بدأ توازن القوة الجوية بين الطرفين يؤرج الكفة إلى جانب سلاح الجو الإسرائيلي في أعقاب وصول 25 طائرة طراز أڤيا إس-199 من تشيكوسلوڤاكيا، وصلت أولاها إلى إسرائيل في 20 مايو. الأمر المثير للسخرية، أن الطائرة أڤيا إس-199، هي تصميم مبسط للطائرة بي إف-109 التي تم تصميمها في ألمانيا النازية لمنافسة الطائرة البريطانية التصميم سپيت‌فاير المستخدمة من قبل القوات الجوية المصرية. خلال بقية الحرب، حصلت إسرائيل على المزيد من طائرات أڤيا، بالإضافة إلى 62 طائرة طراز سپيت‌فاير من تشيكوسلوڤاكيا. في 28 مايو 1948، أصبح شروت أڤير سلاح الجو الإسرائيلي.

كان معظم الطيارين الذين قاتلوا مع سلاح الجو الإسرائيلي من المتطوعين الأجانب أو المرتزقة، ومن بينهم الكثير من الجنود الذين حاربوا في الحرب العالمية الثانية.

في 3 يونيو، حققت إسرائيل أول انتصاراتها في قتالاً جوياً عندما أسقط الطيار الإسرائيلي مودي علون اثنين من الطائرات المصرية طراز دي سي-3 كان تقصم تل أبيب. على الرغم من أن تل أبيب قد شهدت غارات أخرى من الطائرات المقاتلة، إلا أن لم تشهد المزيد من الغارات من قبل قاذفات القنابل لبقية الحرب. من هذه النقطة، بدأ سلاح الجو الإسرائيلي في الالتحام بالقوات الجوية العربية في قتال جوي. وقع أول اشتباك في 8 يونيو، عندما قامت طائرة مقاتلة إسرائيلية بقيادة گدعون لختمان بإسقاط طائرة مصرية طراز سپيت‌فاير. مع نهاية عام 1948، كان سلاح الجو الإسرائيلي قد أحرز تفوقاً جوياً وقوة نيران أكثر قوة، وأشخاص أكثر معرفة، شارك الكثير منهم في الحرب العالمية الثانية.[122] بعد ذلك بدت الطائرات الإسرائيلية في اعتراض والالتحام بالطائرات العربية في مهمات قصف.

في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على الصفوف المصرية والعراقية، قصف المصريون عدة مرات مهبط طائرات إكرون، حيث مقر المقاتلات الإسرائيلية. أثناء غارة 30 مايو، كان قصف إكرون هو ضرب وسط رحوڤوت، وتسبب في مقتل 7 مدنيين وإصابة 30 آخرين. رداً على ذلك، وربما لانتصار الأردنيين في اللطرون، بدأت إسرائيل في قصف أهداف داخل مدن عربية. في مساء 31 مايو/1 يونيو، قامت إسرائيل بأول غارة على عاصمة عربية، حيث قامت ثلاث طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بقصف العاصمة الأردنية عمان وإسقاط عشرات القنابل زنة 55 و110 رطل، وضربت قصر الملك ومهبط الطائرات البريطاني المجاور. قُتل 12 شخص وأصيب 30 آخرين. أثناء الهجوم، أصيبت حظيرة طائرات تابعة للطيران الملكي البريطاني، كما أصيبت إحدى الطائرات البريطاني. هدد البريطانيون في حالة حدوث هجوم مماثل، سيتم إسقاط الطائرة المهاجمة وقصف مهابط الطائرات الإسرائيلية، ونتيجة لذلك، لم تقم الطائرات الإسرائيلية بقصف عمان مرة أخرى لبقية الحرب. كما قامت إسرائيل بقصف العريش، غزة، دمشق، والقاهرة. كانت القاذفات الإسرائيلية من طراز بوينگ بي-17 فلاينگ فورترس القادمة لإسرائيل من تشيكوسلوڤاكيا تقصف مصر وهي في طريقها إلى إسرائيل.[123][124] تبعاً لألان درشوڤيتز، فإن الطائرات الإسرائيلية ركزت على قصف الأهداف العسكرية في هذه الهجمات، على الرغم من أن بـِني موريس كان قد كتب أنه في غارة 11 يونيو على دمشق لم يكن هناك تمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.

المعارك البحرية

نورثلاند في گرينلاند، ح. 1944 والتي أصبحت تعرف بـ"آي إن إس إيلات" الإسرائيلية.

عند مطلع الحرب، كانت البحرية الإسرائيلية تتألف من ثلاث سفن ألياه بت سابقة والتي استلوى عليها البريطانيين وتم التحفظ عليها في ميناء حيفا، ورُبطت في كاسر أمواج. بدأ العمل على إنشاء قوات بحرية قبل فترة وجيزة من إستقلال إسرائيل، وتم اختيار ثلاث سفن بسبب خلفيتها العسركية- الأولى، إيلات، وكانت كاسحة جليد سابقة لدى حرس السواحل الأمريكي، والاثنتين الأخرتين، كانتا هاگاناه وودج‌وود، حراقتان تابعتان للقوات البحرية الملكية الكندية. وُضعت السفن في ظروف التشغيل الدنيا من قبل مقاولين يرتدون زي أفراد الطاقم وأفراد الموانئ، الذين كانوا قادرين على العمل في غرف المحركات وعلى السطح السفلي. كان العمل ينبغي أن يكون سرياً لتجنب إثارة شكوك البريطانيين. في 21 مايو 1948، أبحرت السفن الثلاثة إلى تل أبيب، وكان مظهرها يشبه السفن التي كان يشتريها الملاك الأجانب من أجل الاستخدام التجاري. في تل أبيب، تم تثبيت مدافع قتالية صغيرة على السفن يرجع تاريخها إلى أواخر القرن 19 ومدافع مضادة للطائرات. بعد مغادرة البريطانيون لميناء حيفا في 30 يونيو، أصبحت حيفا قاعدة رئيسية للبحرية الإسرائيلية. في أكتوبر 1948، تم شراء مطاردة غواصات من الولايات المتحدة. كانت السفن الحربية مأهولة ببحارين تجاريين سابقين، الطواقم السابقة لسفن ألياه بت، الإسرائيليين الذين خدموا في البحرية الملكية أثناء الحرب العالمية الثانية، ومتطوعيون أجانب. خدمت السفن الحربية المُجددة حديثاً والتي تم تكليفها بمهمات الدورية الساحلية وقصف المنشآت الساحلية المصرية في وحول غزة والمنطقة المؤدية إلى بورسعيد.[125][126]

نهاية المرحلة الأولى

الوضع العسكري في فلسطين، 11 يونيو 1948. أوراق ترومان.

على مدار الأيام التالية، لم يُحرز العرب سوى مكاسب محدودة بسبب المقاومة الإسرائيلية لاشرسة، وسرعان ما تراجعوا من معاقلهم الجديدة بسبب الهجمات المضادة الإسرائيلية.

مع تقدم الحرب، تمكن جيش الدفاع الإسرائيلي من حشد عدد أكبر من القوات العربية. في يوليو 1948، كان لدى جيش الدفاع الإسرائيلي 63.000 فرد؛ وبحلول أوائل ربيع 1949، كان لديه 115.000 فرد. وكان عدد الجيوش العربية يُقدر بنحو 40.000 في يوليو 1948، وارتفع إلى 55.000 في أكتوبر 1948، وزاد قليلاً بحلول ربيع 1948.

عند دخول الهدنة حيز التنفيذ، كان جيش الدفاع الإسرائيلي يسيطر على تسعة مدن وبلدات عربية أو مدن وبلدات مختلطة: القدس الجديدة، يافا، حيفا، عكا، صفد، طبرية، بيسان، سمخ‎ ويبنا. وهناك مدينة أخرى، جنين، لم تكن محتلمة لكن سكانها هربوا. سيطرت القوات العربية المشتركة على 14 مستوطنة يهودية، لكن واحدة منها فقط، ميشمار هايردن، كان ضمن الأراضي المقترحة للدولة اليهودية تبعاً للقرار رقم 181. ضمن الحدود المقترحة للدولة اليهودية، كان هناك اثنى عشر قرية عريبة والتي كانت رافضة للسيطرة اليهودية أو سقطت تحت سيطرة الجيوش العربية، وبالإضافة إلى هذه القرى، كان مطار اللد ومحطة الضخ بالقرب من تل آفاق، ضمن الحدود المقترة للدولة اليهودية، وضمن الأراضي الواقعة تحت سيطرة العرب. استولى جيش الدفاع الإسرائيلي على ما يقارب 50 قرية عربية كبرى خارج حدود الدولة اليهودية المقترحة وعلى عدد كبير من الكفور والتجمعات البدوية. كان 350 كيلومتر مربع من الدولة اليهودية المقترحة تحت سيطرة القوات العربية، بينما كان 700 كيلو متر مربع من الدولة العربية المقترحة تحت سيطرة جيش الدفاع الإسرائيلي. لا يشمل هذا الرقم صحراء النقب التي لم تكن تحت سيطرة أي من الجانبين.[127]

في الفترة ما بين دخول القوات العربية والهدنة الاولى كان الجيش السوري قد خسر 115 من رجاله وأصيب من 400-500 آخرين؛ وفقدت القوات العراقية 200 من رجالها وأصيب 500؛ بينما خسر الفيلق العربي الأردني 300 من رجاله وأصيب 400-500 (بما يشمل النظاميين والمتطوعين الفلسطينيين للقتال تحت القيادة الأردنية)؛ وكان عدد قتلى الجيش المصري 600 رجل وأصيب منهم 1.400 (بما يشمل مقاتلين نظاميين من الإخوان المسلمين)؛ جيش الإنقاذ العربي والذي عاد للقتال في أوائل يونيو، خسر 100 من رجاله بين قتيل وجريح. أسرت القوات العربية 800 يهودي بينما أسر اليهود 1.300 عربي، معظمهم من الفلسطينيين.[127]

الهدنة الأولى: 11 يونيو – 8 يوليو 1948

أعلنت الأمم المتحدة هدنة في 29 مايو، والتي دخلت حيز التنفيذ في 11 يونيو واستمرت 28 يوم.

صُممت الهدنة لتستمر 28 يوم وأُعلن حظراً على الأسلحة كي لا يتمكن أي من الطرفين من إحراز أي مكاسب من الهدنة. لم يحترم الجانبان الهدنة؛ ووجد كلاً منهما طرقًا للالتفاف حول القيود المفروضة عليهما.[128] استخدم الإسرائيليون واليهود هذا الوقت لتعزيز مواقعهم، كما حدث انتهاك مباشر لشروط وقف إطلاق النار.[129]

التعزيزات

القوات الإسرائيلية عام 1948[130]
التعزيزات الأولى 29,677
4 يونيو 40,825
17 يوليو 63,586
7 أكتوبر 88,033
28 أكتوبر 92,275
2 ديسمبر 106,900
23 ديسمبر 107,652
30 ديسمبر 108,300

وقت الهدنة، كان رأي البريطانيون أن "تسليح اليهود أضعف بكثير من إحراز نجاحاً مذهلاً".[128] مع عقد الهدنة، صرح ضابط بريطانياً مكلفاً في حيفا بأن الهدنة الممتدة لأربع أسابيع "سيستغلها اليهود بالتأكيد لمواصلة التدريب العسكري وإعادة التنظيم في حين أن العرب سوف يضيعون [عزيمتهم] بسبب التقسيمات المستقبلية للغنائم".[129] أثناء الهدنة، سعى الإسرائيليون إلى تزويد قواتهم بكميات ضخمة من الأسلحة المستوردة.[128] وتمكن جيش الدفاع الإسرائيلي من الحصول على أسلحة من تشيكوسلوڤكيا بالإضافة إلى تحسين مستوى تدريب القوات واعادة تنظيم الجيش في ذلك الوقت. إسحاق رابين، أحد قادة جيش الدفاع الإسرائيلي وقت الحرب وثامن رئيس وزراء إسرائيلي لاحقاً، صرح "[بدون] الأسلحة من تشيكوسلوڤكيا .. كانت قدرتنا على خوض الحرب محل شك كبير".[131]

زاد الجيش الإسرائيلي من عدد أفراده من حوالي 30.00-35.000 رجل إلى ما يقارب 65.000 أثناء الهدنة بسبب التعبئة والهجرة المستمرة إلى إسرائيل. كما كان قادراً على زيادة إمدادات أسلحته لأكثر من 25.000 بندقية، 5.000 مدافع آلية، وخمسين مليون رصاصة.[129] بالإضافة انتهاك الحظر المفروض على الأسلحة والأشخاص، أرسلوا أيضاً وحدات جديدة إلى الخطوط الأمامية، مثلما فعل أعداؤهم العرب.[129]

حرق أتالنا بالقرب من شاطئ تل أبيب.


أثناء الهدنة، حاول الإرگون الحصول على شحنة أسلحة خاصة على متن السفينة ألتالنا. وعندما رفضوا تسليم الأسلحة للحكومة الإسرائيلية، أمر بن-گوريون بمصادرة هذه الأسلحة بالقوة إلا لزم الأمر. بعد لقاء مع المقاومة المسلحة، أمر بن-گوريون الجيش بإغراق السفينة. قُتل في الاشتباك العديد من أعضاء الإرگون وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي.



الوسيط الأممي برنادوت

الوسيط الأممي فولك برنادوت، أُغتيل في سبتمبر 1948 على يد جماعة شتيرن.

كان وقف إطلاق النار تحت إشراف الوسيط الأممي فولك برنادوت وفريق من مشرفي الأمم المتحدة مكون من ضباط جيش من بلجيكا، الولايات المتحدة، السويد، وفرنسا.[132] صوتت الجمعية العامة على تكليف برنادوت "ضمان سلامة الأماكن المقدسة، والحفاظ على رفاه السكان، وتعزيز التكيف السلمي للوضع المستقبلي لفلسطين".[129]

وقد أفاد فولك برنادوت بالتالي:

أثناء الهدنة، وقعت ثلاث انتهاكات.. ذات طبيعة خطرة:

  1. محاولة.. تسڤاي لومي من الإرگون جلب مواد حربية ومهاجرين، ومن بينهم رجال في سن العسكرية، إلى فلسطين على متن السفينة ألتالنا في 21 يونيو...
  2. وقع انتهاك آخر للهدنة عن طريق رفض القوات المصرية السماح بعبور قوافل إغاثة إلى المستوطنات اليهودية في النقب...
  3. ظهر الانتهاك الثالث للهدنة نتيجة لفشل القوات الأردنية والعراقية في السماح بتدفق المياه إلى القدس.[133]

بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ، بدأ برنادوت في معالجة قضية الوصول إلى تسوية سياسية. كانت العوائق الرئيسية في رأيه هي "الرفض المستمر للعالم العربي بوجود دولة يهودية، أياً كانت حدودها؛ 'الفلسفة' الجديدة لإسرائيل، والتي كانت تعتمد على زيادة قوتها العسكرية، تجاهلها حدود خطة التقسيم واستيلاءها على أكبر قدر ممكن من الأراضي؛ وظهور مشكلة اللائجين الفلسطينيين".[129]

بوضع جميع هذه القضايا في الحسبان، قدم برنادوت خطة تقسيم جديدة. اقترح أن تكون هناك دولة عربية فلسطينية بجانب إسرائيل وأن "الاتحاد" سيتأسس بين الدولتين السياديتين إسرائيل والأردن (التي تتضمن الآن الضفة الغربية)؛ وأن النقب، أو جزء منه، سيدخل ضمن حدود الدولة العربية وأن الجليل الغربي، أو جزء منه، سيدخل ضمن حدود إسرائيل؛ وأن تكون القدس كاملة ضمن الدولة العربية، وأن تتمتع المناطق اليهودية بحكم ذاتي وأن يصبح مطار اللد وحيفا 'ميناء حر' - بعيداً عن السيادة الإسرائيلية أو العربية".[129] رفضت إسرائيل المقترح، وخاصة ما يتعلق بخسارة السيطرة على القدس، لكنها وافقت على تمديد الهدنة لشهر آخر. رفض العرب كلاً من تمديد الهدنة والمقترح.[129]

المرحلة الثانية: 8–18 يوليو 1948 ("معارك العشرة أيام")

في 8 يوليو، قبل يوم من انتهاك الهدنة، عاودت القوات المصرية تحت قيادة اللواء محمد نجيب الحرب بمهاجمة نگبا.[134] في اليوم التالي، قامت القوات الجوية الإسرائيلية بهجوم متزامن على جميع الجبهات الثلاثة، من القنيطرة إلى العريش وققصفت القوات الجوية المصرية مدينة تل أبيب.[135] أثناء القتال، تمكن الإسرائيليون من فتح خط نجاة لعدد من سكان الكيبوتس المحاصرة.[128]

استمر القتال لعشرة أيام حتى صدور قرار مجلس الأمن بالهدنة الثانية يوم 18 يوليو. أثناء هدنة العشرة أيام تلك، سيطرت الهجمات الإسرائيلية واسعة النطاق على القتال واتخذ الجانب العربي الوضع الدفاعي.


الجبهة الجنوبية

قطعة مدفعية مصرية استولى عليها الفصيل رقم 53 من لواء گيڤاتي.
طائرة تابعة لسلاح الطيران الملكي المصري، تحمل قذيفة كتب عليها "هدية لتل أبيب"، مايو 1948
طائرة تابعة لسلاح الطيران الملكي المصري، تحمل قذيفة كتب عليها "هدية لتل أبيب"، مايو 1948

في الجنوب، نفذ جيش الدفاع الإسرائيلي عدة هجمات، من بينها العملية أن-فار وعملية الموت للغازي. كانت مهمة الفصيل الأول من اللواء الحادي عشر على الجناح الجنوبي هي الاستيلاء على القرى، ونفذت عملياتها بسلاسة، مع مقاومة ضئيلة من المقاتلين النظاميين المحليين. تبعاً لعمنون نيومان، فإن المحاربين القدماء من الپالماخ على الجبهة الجنوبية، منعوا معادة أي سكان عرب للقرى الجنوبية، بسبب الفقر المدقع وقلة الأسلحة، وتعرضهم للطرد.[136] تم إخماد المقاومة الضئيلة بوابل من قذائف المدفعية، أعقبها اقتحام القرية وطرد سكانها وتدمير منازلهم.[137]

في 12 يوليو، عاود المصريون مهاجمة نگبا، التي كانوا قد أخفقوا في الاستيلاء عليها، مستخدمين ثلاث فصائل مشاة، فصيل مدرع، وفوج مدفعية. في المعركة التالية، صُد المصريون، وعانوا من خسارة 200-300 فرد، بينما خسر الإسرائيليون 5 قتلى و16 مصاب.[138]

بعد الفشل في الاستيلاء على نگبا، حول المصريون انتباههم إلى المستوطنات والمواقع الأكثر عزلة. في 14 يوليو، هاجم المصريون گال أون وتراجعوا منها بسبب حقل الألغام ومقاومة سكانها.[139]

بعد ذلك هاجم المصريون قرية بعروت يتحساق الأقل تحصيناً. تمكن المصريون من اختراق محيط القرية، لكن المدافعين المتمركزون في موقع داخلي في القرية صدوا التقدم المصري حتى وصلت تعزيزات جيش الدفاع الإسرائيلي وأخرجت المهاجمين. عانى المصريون من مقتل 200 فرد، بينما سقط على الجانب الإسرائيلي 17 قتيل و15 مصاب. كانت المعركة واحدة من آخر الأعمال الهجومية المصرية أثناء الحرب، وفي أعقاب هذه المعركة لم يهاجم المصريون أي قرية إسرائيلية.

اللد والرملة

جنود إسرائيليون في اللد أو الرملة.

في 10 يوليو، أمر كلوب باشا قوات الفيلق العربي بـ"اتخاذ التدابير.. من أجل شن حرب زائفة".[140] كانت العملية الإسرائيلية داني من أهم العمليات الهجومية الإسرائيلية، والتي هدفت إلى تأمين وزيادة الرواق الواقع بين القدس وتل أبيب بالاستيلاء على المدينتين المشرفتين عليه، اللد والرملة. في المرحلة الثانية العملية تم الاستيلاء أيضاً على المواقع المحصنة في اللطرون- المشرفة على طريق تل أبيب-القدس السريع- ومدينة الرملة. كلف الاستيلاء على مدينة حديتا، بالقرب من اللطرون، مقتل 9 إسرائيليين.


عربات مدرعة إسرائيلية في مطار اللد بعد استيلاء القوات الإسرائيلية على المدينة.


القوات العربية تستسلم للقوات الإسرائيلية المنتصرة في الرملة.

كانت أهداف العملية داني الاستيلاء على الأراضي الواقعة شرق تل أبيب ومن ثم التوغل إلى الداخل وإنقاذ السكان والقوات اليهودية في القدس. أصبحت اللد مركزاً عسكرياً هاماً في المنطقة، بتقديمها الدعم للأنشطة العسكرية العربية في أماكن أخرى، وكان الرملة أحد العقبات الرئيسية التي تعوق النقل اليهودي. تم الدفاع عن اللد من قبل ميليشيا محلية تضم حوالي 1000 من السكان، ومجموعة من الفيلق العربي قوامها 125-130 فرد.[141]

للهجوم على المدينة، حشد جيش الدفاع الإسرائيلي قوات قوامها 8.000 فرد. كانت أول عملية يشترك فيها عدة ألوية. وقع الهجوم على المدينة من الشمال عن طريق مجدل الصادق والمزيرعة، ومن الشرق عن طريق الخلدة، القباب، جمزو‎ ودنيال. كما أُستخدمت القاضفات للمرة الأولى في الصراع لقصف المدينة. استولى جيش الدفاع الإسرائيلي على المدينة في 11 يوليو.[128]

قُتل أكثر من 450 جندي عربي و9-10 جندي إسرائيلي. في اليوم التالي، سقطت الرملة.[128] فر أو طُرد السكان المدنيين من اللد والرملة إلى خطوط الجبهة العربية، وفي أعقاب المقاومة في اللد، طُرد السكان بدون منحهم عربات للانتقال؛ توفي بعضهم أثناء رحلة السير الطويلة تحت حرارة شمس يوليو.[142]

في 15-16 يوليو، وقع هجوم على اللطرون لكنه لم ينجح.[128] وحدثت المحاولة الثانية في 18 يوليو بواسطة وحدات من لواء يفتاخ المجهز بعربات مدرعة، من بينها دبابات كرومول، لكن الهجم فشل أيضاً. على الرغم من الهدنة الثانية، والتي بدأت في 18 يوليو، فإن الجهود الإسرائيلية لاجتياح اللطرون قد تستمرت حتى 20 يوليو.

القدس

جنود من كتيبة بيت هارون في المجمع الروسي بالقدس، 1948.

كان الهدف من العملية كدم تأمين المدينة العتيقة بالقدس، لكن لم يخصص لها سوى موارد محدودة. وفشلت العملية.[143] كان الموعد الأصلي لتنفيذ العملية في 8 يوليو، فور عقد الهدنة الأولى، لتقوم بها قوات الإرگون وشتيرن. إلا أن ديڤد شلطيل قد أجل العملية، وربما يكون السبب عدم ثقته في قدراتهم بعد فشلهم في الاستيلاء على دير ياسين بدون مساعدة الهاگاناه.

كانت قوات الإرگون تحت قيادة يهودا لاپيدوت قد اقتحمت المدينة عبر الباب الجديد، ودخلتها قوات شتيرن عن طريق السور الممتد من البوابة الجديدة حتى باب الخليل، وهاجمت كتيبة بيت هارون من جبل صهيون.

كان من المزمع أن تبدأ المعركة يوم السبت، عند الساعة 20:00 في 16 يوليو، قبل يومين من بدء الهدنة الثانية. واجهت الخطة أخطاءاً من البداية، وتم تأجيلها أولاً حتى الساعة 23:00 ثم إلى منتصف الليل. ولم تبدأ المعركة الفعلية حتى الساعة 02:30. نجح الإرگون في اقتحام الباب الجديد، لكن القوات الأخرى فشلت في مهامها. عند الساعة 05:45 يوم 17 يوليو، أصدر شلطيل أوامره بالتراجع ووقف الأعمال العدائية.

في 14 يوليو 1948، احتل الإرگون قرية المالحة العربية بعد معركة شرسة. في الساعات التالية، قام العرب بهجوم مضاد، لكن التعزيزات الإسرائيلية كان قد وصلت، وتكلف استعادة القرية 17 قتيل.

الجليل الجنوبي

كانت الخطة الثانية هي عملية النخلة، والتي كان الهدف منها الاستيلاء على الجليل الأسفل بما في ذلك الناصرة. سقطت الناصرة في 16 يوليو، ومع دخول الهدنة الثانية حيز التنفيذ عند الساعة 19:00 يوم 18 يوليو، كانت جميع أراضي الجليل الأسفل من خليج حيفا حتى بحر الجليل تحت سيطرة إسرائيل.

الجليل الشرقي

أُطلقت العملية بروش في محاولة فاشلة لطرد القوات السورية من الجليل الشرقي وجسر بنتوت يعاكوڤ. أثناء العملية، قُتل 200 سوري و100 إسرائيلي. كما قصفت القوات الجوية الإسرائيلية دمشق لأول مرة.

الهدنة الثانية: 18 يوليو – 15 أكتوبر 1948

برقية من وزير الحربية حيدر باشا إلى رئيس الوزراء النقراشي باشا عن خرق اليهود للهدنة الثانية فى أكتوبر 1948.

عند الساعة 19:00 يوم 18 يوليو، دخلت الهدنة الثانية حيز التنفيذ بعد جهود دبلوماسية من قبل الأمم المتحدة.

في 16 سبتمبر، اقترح الكونت فولك برنادوت تقسيماً جديداً لفلسطين تُقسم فيه النقب بين الأردن ومصر، وتضم الأردن بموجبه اللد والرملة. وستقام دولة يهودية على كامل أراضي الجليل، بخدود تمتد من شمال شرق الفلوجة حتى الرملة واللد. ستكون القدس تحت ادارة دولية، ويتمتع سكان المدينة من اليهود والعرب بحكم ذاتي، سيصبح ميناء حيفا ميناءاً حراً، ويصبح مطار اللد مطاراً حراً. يُمنح جميع اللاجئين الفسلطينيين حق العودة، وسيتم منح من ليس لديهم الرغبة في العودة تعويضات عن الأراضي المفقودة. ستتولى الأمم المتحدة ادارة وتنظيم الهجرة اليهودية.[144]

رُفضت الخطة مرة أرخرى من كلا الجانبين. في اليوم التالي، 17 سبتمبر، أُغتيل برنادوت في القدس على يد الجماعة الصهيونية المسلحة تشيرن. هاجم أربع رجال موكب برنادوت في القدس، مما تسبب في مقتله ومقتل المشرف الأممي الفرنسي الجالس بجانبه. رأت شتيرن برنادوت كدمية بريطانية وعربية، ومن ثم فهو يشكل تهديداً حقيقياً على نشأة دولة إسرائيل، وخوفاً من قبول الحكومة الإسرائيلية الانتقالية بالخطة، والتي كان تعتبرها تشيرن كارثية. دون معرفة تشيرن، كانت الحكومة قد قررت رفض الخطة واشتئناف القتال في الشهر التالي. نائب برنادوت، الأمريكي رالف بونتش، خلفه في المنصب.[145][146][147][148]

في 22 سبتمبر 1948، مرر مجلس الدولة الانتقالي الإسرائيلي قانون نطاق الولاية القضائية والقوى العاملة، 5708-1948. أضاف القانون رسمياً إلى حجم إسرائيل بضم جميع الأراضي التي استولت عليها منذ بدء الحرب. كما أعلن القانون أنه من الآن فصاعداً، أي جزء يستولي عليه الجيش الإسرائيلي في فلسطين سيصبح تلقائياً جزءاً من إسرائيل.[149]

جيب المثلث الصغير

كان القرويون العرب يعرفون المنطقة الواقعة جنوب حيفا "بالمثلث الصغير"، الذين كثيراً ما أطلقوا النار على المارة الإسرائيليون على امتداد الطريق الرئيسي من تل أبيب إلى حيفا وكانوا مدعموين بالعراقيين من شمال السامارا.[150] استمر قنص المارة أثناء الهدنة الثانية. كانت الهجمات ذات التخطيط الضعيف يوم 18 يونيو و8 يوليو قد فشلت في طرد المسلحون العرب من مواقعهم الحصينة. شن الإسرائيليون عملية الشرطي يوم 24 يوليو من أجل السيطرة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى حيف ولتدمير جميع الأعداء في المنطقة.[150] صُد الهجوم الإسرائيلي يومي 24 و25 يوليو بمقاومة شرسة. بعد ذلك اخترق الإسرائيليون الدفاعات العربية بهجوم مشاة ومدرعات المدعوم بطلقات المدفعية الثقيلة والقصف الجوي. استسلمت ثلاث قرى عربية، وفر معظم سكانها قبل وأثناء الهجوم. هاجم الجنود والطائرات الإسرائيلية أحد الطرق التي استخدمها العرب للتراجع، مما أسفر عن مقتل 60 جندياً عربياً. معظ السكان الذين فروا قبل واثناء الهجوم، وصلوا إلى شمال السامرا؛ وأُجبر المئات منهم على الرحيل في الأيام التالية. تم قتل مائة مسلح ومدني على الأقل.[150]

زعم العرب أن الإسرائيلين قاموا بذبح المدنيين العرب، لكن الإسرائيليون رفضوا هذه الادعاءات. لم يجد تحقيق الأمم المتحدة أي دليل على وقوع مذبحة. في أعقاب العملية، تم فتح طريق تل أبيب-حيفا لمرور الجيش الإسرائيلي والمدنيين، وأزيلت حواجز الطرق التي وضعها العرب على امتداد الطريق. كما استعيد المرور على امتداد السكك الحديدية الساحلية الممتدة من حيفا إلى الخضيرة‎.

المرحلة الثالثة: 15 أكتوبر 1948 – 10 مارس 1949

معارك أكتوبر

شنت إسرائيل سلسلة من العمليات العسكرية لطرد الجيوش العربية وتأمين الحدود الشمالية والجنوبية لإسرائيل.


الجبهة الشمالية - الجليل

فريق الهاون الإسرائيلي خارج صفصاف في أكتوبر 1948.


جنود إسرائيليون يهاجمون ساسا أثناء العملية حيرام، أكتوبر 1948

.

في 22 أكتوبر، دخلت الهدنة الثالثة حيز التنفيذ.[151] رفضت القوات العربية النظامية الاعتراف بالهدنة، واستمرت في الاحتكاك بالقوات والمستوطنات الإسرائيلية في الشمال. في نفس اليوم الذي دخلت فيه الهدنة حيز التنفيذ، انتهك جيش الإنقاذ العربي الهدنة بالهجوم على منارا، وقاموا بالاستيلاء على معقل الشيخ عابد، وصدوا هجوماً مضاداً شنته الوحدات الإسرائيلية المحلية، وأوقعوا كميناً بالقوات الإسرائيلية التي كانت تحاول استعادة المنارا. خسر لواء الكارملي الإسرائيلي 33 قتيل و40 مصاب.[152] تم عزل المنارة وميسگاڤ بالكامل، وفشلت احتجاجات إسرائيل لدى الأمم المتحدة لتغيير الوضع.

في 24 أكتوبر، شن جيش الدفاع الإسرائيلي العملية حيرام واستولوا على منطقة الجليل الأعلى، مجبرين جيش الإنقاذ العربي والجيش اللبناني على التراجع إلى لبنان، ونصبوا كميناً لفصيل سوري ودمروه بالكامل.[153] كانت القوة الإسرائيلية تتألف من أربع ألوية مشاة تحت قيادة موشيه كارمل.[153] لم تستغرق العملية سوى 60 ساعة، تم أثنائها الاستيلاء على عدد من القرى، التي كان سكانها قد أبدوا مقاومة.[153] قُدرت الخسائر العربية بـ400 قتيل و550 أسير، وكانت الخسائر منخفضة على الجانب الإسرائيلي.[153]

قامت القوات الإسرائيلية بإعدام بعد الأسرى. ويقدر أن 50.000 لاجئ فلسطيني قد فروا إلى لبنان، فر بعضهم على مقدمة القوات الداعمة، وطُرد آخرين من القرى التي قاومت، بينما سُمح للسكان العرب في القرى المسالمة بالبقاء وأصبحوا مواطنين إسرائيليين. أقنعت السلطات الإسرائيلية سكان قريتي إقرت وبيريم بترك بيوتهم، ووعدتهم بالسماح لهم بالعودة. وفي النهاية قررت إسرائيل عدم السماح بعودتهم، وعرضت عليهم تعويضاً مالياً، لكنهم رفضوا قبوله.[154]

عند نهاية الشهر، كان جيش الدفاع الإسرائيلي قد استولى على كامل أراضي الجليل، طارداً جميع القوات اللبنانية خارج إسرائيل، وتقدم الجيش الإسرائيلي 8 كم داخل العمق اللبناني حتى نهر الليطاني،[155] ليتحل ثلاثة عشر قرية لبنانية. في قرية الحولة، قتل ضابطان إسرائيليان بين 35 و58 أسير ثأراً لمذبحة مصفاة الحولة النفطية. لاحقاً تم محاكمة الضابطين على فعلتهما.

النقب

قوات إسرائيلي تحتل الخنادق المصرية المهجورة في حليقات، أكتوبر 1948.
قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في بئر سبع أثناء العملية يوآڤ.
وحدة مدفعية إسرائيلية في النقب.
قوات جيش الدفاع الإسرائيلي بالقرب من بيت ناطف (بالقرب من الخليل) بعد سقوطها. أكتوبر 1948.

شنت إسرائيل سلسلة من العمليات العسكرية لطرد الجيوش العربية وتأمين حدود إسرائيل. إلا أن اجتياح الضفة الغربية ربما قد جلب إلى حدود دولة إسرائيل المتوسعة عددًا هائلاً من السكان العرب الذين لم تستطع استيعابهم. كانت صحراء النقب منطقة خالية يمكن التوسع فيها، لذلك فقد تحول المجهود الحربي الرئيسي إلى النقب منذ أوائل أكتوبر.[156] قررت إسرائيل تدمير أو على الأقل دحر القوات المصرية لأن خطوط الجبهة المصرية كانت ضعيفة للغاية لكونها حدود دائمة.[157]

في 15 أكتوبر، شن جيش الدفاع الإسرائيلي العملية يوآڤ في شمال النقب.[128] كان الهدف منها عمل إسفين بين القوات المصرية الموجودة على امتداد الساحل وطريق بئر سبع-الخليل-القدس وفي النهاية اجتياح النقب بالكامل.[128] كان هذا مصدر قلق خاص على الجانب الإسرائيلي بسبب الحملة الدبلوماسية البريطانية لتسليم النقب بأكمله إلى مصر والأردن، مما جعل بن گوريون حريصًا على أن تسيطر القوات الإسرائيلية على النقب في أقرب وقت ممكن.[128]

كانت العملية يوآڤ تحت قيادة قائد الجبهة الجنوبية يگال عالون. كُلفت للعملية ثلاث ألوية مشاة ولواء مدرع، وكانت مهمتهم اقتحام الخطوط المصرية.[153] كانت المواقع المصرية شديدة الضعف بسبب افتقاد دفاعات العمق، مما يعني أنه بمجرد اخترق جيش الدفاع الإسرائيلي للخطوط المصرية، لم يكن هناك الكثير ليوقفها.[153] كانت العملية بمثابة نجاحاً كبيراً، حيث حطمت الرتب المصرية وأجبرت الجيش المصري على الرحيل من شمال النقب، بئر سبع وإسدود.[153]

"حصار الفلوجة" الشهير، حيث تمكنت قوة مصرية من الصمود لأكثر من أربعة أشهر حتى انعقاد هدنة 1949، عندما تم نقل القرية بسلام إلى إسرائيل وغادرتها القوات المصرية.[153] قدمت أربع سفن حربية تابعة للبحرية الإسرائيلية الدعم عن طريق قصف المنشآت الساحلية المصرية في منطقة عسقلان، ومنعت البحرية المصرية من إجلاء القوات المصرية المنسحبة بحراً.[125]

في 19 أكتوبر، تم تنفيذ عملية الجبل في رواق القدس، بينما كانت معركة بحرية بالقرب من المجدل (عسقلان حالياً)، حيث واجهت ثلاث حراقات إسرائيلية حراقة مصرية بدعم جوي. قُتل البحارة الإسرائيليون وأصيب أربعة آخرين، وتدمرت سفينتين. أُسقطت طائرة مصرية، لكن الحراقة فرت. كما قصفت سفن بحرية إسرائيلية المجدل في 17 أكتوبر، وغزة في 21 أكتوبر، بدعم جوي من سلاح الجو الإسرائيلي. في اليوم نفسه جيش الدفاع الإسرائيلي على بئر سبع، وأسر 120 جندي مصري. في 22 أكتوبر، قام الكومنادوز البحري الإسرائيلي باستخدام متفجرات زوارق بإغراق السفينة القيادة المصرية الأمير فاروق، وألحقت أضراراً بكاسحة ألغام مصرية.[153]

في 9 نوفمبر 1948، شن جيش الدفاع الإسرائيلي العملية شمون للاستيلاء على حصن تقرت في قرية عراق سويدان‎. صد المدافعون المصريون عن الحصن ثمان محاولات للاستيلاء عليه، من بينهما محاولتين أثناء العملية يوآڤ. قصفت القوات الإسرائيلية الحصن قبل هجوم المدفعية والغارات الجوية التي نفذتها قاذفات بي-17. بعد اقتحام الأسوار النائية دون مقاومة، قام الإسرائيليون بتفجير ثقب في الجدار الخارجي للحصن، مما دفع 180 جنديًا مصريًا يحرسون للاستسلام دون قتال. دفعت الهزيمة المصريين إلى إجلاء العديد من المواقع القريبة، من بينهما التلال التي فشل جيش الدفاع الإسرائيلي في الاستيلاء عليها بالقوة. في الوقت نفسه، استولت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي على السويدان نفسها بعد معركة شرسة، خسروا فيها 6 قتلى و14 مصاب.

من 5 إلى ديسمبر، شن جيش الدفاع الإسرائيلي العملية عساف للاستيلاء على غرب النقب. نفذت الهجمات الرئيسية بواسطة القوات الميكانيكية، بينما كان مشاة لواء گولاني يقومون بالتغطية من الخلف. تم صد الهجوم المصري المضاد. خطط المصريون لهجوم مضاد آخر، لكنه فشل بعد كشف الاستطلاع الجوي الإسرائيلي التحضيرات المصرية، وشن الإسرائيليون غارة استباقية. قُتل ما يقارب 100 مصري، ودُمرت 5 دبابات، وخسر الجانب الإسرائيلي 5 قتلى و30 مصاب.[بحاجة لمصدر]

قافلة إسرئايلية في النقب أثناء العملية حورڤ.

في 22 ديسمبر، شن جيش الدفاع الإسرائيلي العملية حورڤ (الشهيرة بالعملية عين).[153] كان الهدف من العملية دحر القوات المصرية المتبقية من النقب، والتخلص من التهديد المصري على التجمعات الجنوبية في إسرائيل وإجبار المصريون على وقف إطلاق النار. خلال أيام القتال الخمسة، أمن الإسرائيليون غرب النجف، وطردوا القوات المصرية من المنطقة.[153]

بعد ذلك شنت القوات الإسرائيلية غارات على منطقة نتسانا، ودخلوا شبه جزيرة سيناء في 28 ديسمبر. استولى جيش الدفاع الإسرائيلي على أو قاطف وأبو عجيلة، وتقدموا شمالاً نحو العريش، بهدف تطويق القوة الاستطلاعية المصرية بأكملها. خرجت القوات الإسرائيلية من سيناء في 2 يناير 1949 في أعقاب الضغط البريطاني-الأمريكي المشترك وتهديد بريطانيا بالتحرك العسكري. احشتدت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي عند الحدود مع قطاع غزة. في اليوم التالي هاجمت القوات الإسرائيلية رفح، وبعد عدة أيام من القتال، حوصرت القوات المصرية في قطاع غزة. وافق المصريون على التفاوض على وقف إطلاق النار في 7 يناير، وخرج جيش الدفاع الإسرائيلي من غزة.[153] حسب موريس، "قواعد الاشتباك الغير متكافئة والغير عادلة: يمكن للعرب شن هجمات دون إفلات من العقاب، لكن التدخلات الدولية تعوق دائماً وتقلص الهجمات الإسرائيلية المضادة."[158]

في 28 ديسمبر، فشل لواء إسكندروني في الاستيلاء على جيب الفلوجة، لكنه نجح في الاستؤلاء على منشية العراق واحتفظ بها لفترة وجيزة.[159] قام المصريونب بهجوم مضاد، لكن اعتقد الإسرائيليون أنهم قوة صديقة وسمحوا لهم بالتقدم، وحاصروا عدد كبيراً من الرجال. فقد الإسرائيليون 87 جندي.[بحاجة لمصدر]

في 5 مارس، شُنت العملية عوڤدا بعد شهر من الاستطلاع، بهدف تأمين جنوب النقب من القوات الأردنية. دخل جيش الدفاع الإسرائيلي المنطقة وأمنها، لكنه لم يقابل مقاومة تذكر على طول الطريق، حيث كانت المنطقة مخصصة بالفعل كجزء من الدولة اليهودية ضمن خطة تقسيم الأمم المتحدة، وكانت العملية تهدف إلى إقامة سيادة إسرائيلية على المنطقة بدلاً من احتلالها فعليًا. شارك في العملية لواء گولاني، النقب وإسكندروني، مع بعض الوحدات الصغيرة والدعم البحري.[160]

في 10 مارس، أمنت القوات الإسرائيلية جنوب النقب، ووصلت إلى الحافة الجنوبية من فلسطين: أم الرشراش على البحر الأحمر (حيث بُنيت إيلات لاحقاً) واستولت عليها بدون قتال. رفع الجنود الإسرائيليون علماُ إسرائيلياً يدومياً ("علم حبر"العلم الحبر") عند الساعة 16:00 يوم 10 مارس، زاعمين بأن أم الرشراش أصبحت تابعة لإسرائيل. كان رفع العلم الحبر بمثابة نهاية للحرب.[161]

الاشتباكات الجوية الأنگلو-إسرائيلية

جنازة طيار من سلاح الجو الملكي قُتل أثناء إحدى الاشتباكات مع سلاح الجو الإسرائيلي.

مع تقدم القتال وتوغل إسرائيل في سيناء، بدأ سلاح الجو الملكي القيام بمهمات استطلاع يومية على إسرائيل وسيناء. كانت طائرات استطلاع سلاح الجوي الملكي تقلع من قواعد جوية مصرية وتحلق أحياناً بجانب طائرات القوات الجوية الملكية المصرية. ومن وقت لآخر كانت الطائرات البريطانية تحلق على ارتفاع عالي فوق حيفا وقاعدة رمات ديڤيد، وأصبحت تُعرف لدى الإسرائيليين باسم "شوفتي‌كايت" shuftykeit.[162]

في 20 سبتمبر 1948، تم إسقاط طائرة الاستطلاع البريطانية طراز دى هاڤيلاند موسكيتو من السرب رقم 13 بواسطة طائرة پ-51 موستانگ تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي كان يقودها المتطوع الأمريكي واين پيك أثناء تحليقها فوق الجليل متجهة إلى قاعدة هتسور الجوية. فتح پيك نيران مدافعه، مما أدى لاحتراق محرك الطائرة. اتجهت الطائرة نحو البحر وخفضت ارتفاعها، ثم انفجرت وتحطمت قبالة سواحل إسندود. ولقى الطيار والملاح مصرعهما.[162][163]

قبل ساعات قليلة من مساء 7 يناير 1049، خرجت أربع طائرات طراز سپيت‌فاير من السرب رقم 208 التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني في مهمة استطلاعية بمنطقة دير البلح وحلقت فوق قافلة إسرائيلية تم مهاجمتها بواسطة خمس طائرات مصرية طراز سپيت‌فاير قبل خمسة عشر دقيقة. شاهد الطيارون اندلاع أعمدة الدخان من المركبات وذهبوا إلى المكان بدافع الفضول. انحفضت طائرتان إلى ارتفاع أقل من 500 قدم والتقطت صور للقافلة، بينما ظلت الطائرتان الأخرتان تغطيهما من على ارتفاع 1.500 قدم.[162][164]

بعد سماع صوتهما تنبه الجنود الإسرائيليون على الأرض إلى قدوم الطائرات وخشيا من هجوم جوي مصري آخر، ففتحوا نيران المدافع الآلية. أُسقطت إدى الطائرات بطلقة من مدفع آلي على دبابة، بينما أصيبت الأخرى بأضرار طفيفة وسرعان ما ارتفعت في السماء. تم مهاجمة الطائرات الثلاث الباقية بطائرات دورية إسرائيلية طراز سپيت‌فاير يقودها سيلك گودلين وجون مكلوري، متطوعان من الولايات المتحدة وكندا على التوالي. تم إسقاط الطائرات البريطانية الثلاثة ولقى أحد الطيارين مصرعه.[162][164]

تم أسر الطيارين الآخرين بواسطة الجنود الإسرائيليين وأقتيدا إلى تل أبيب لاستجوابهما، وتم إطلاق سراحهما لاحقاً. وتم إنقاذ طيار آخر بواسطة البدو وجرى تسليمه إلى الجيش المصري، الذي سلمه بدوره إلى سلاح الجو الملكي البريطاني. لاحقاً في اليوم نفسه، خرجت أربع طائرات بريطانية طراز سپيت‌فاير من نفس السرب برفقة سبع طائرات طراز هوكر تمپست من السرب رقم 213 وثمانية طائرات من السرب رقم 6 بحثاً عن الطائرات المفقودة، وتم مهاجمتهما من قبل أربع طائرات إسرائيلية طراز سپيت‌فاير تحت قيادة عزرا وايزمان. كانت الطائرات الثلاثة الباقية بقيادة ألكس جاكوبس والطياران الأمريكيان المتطوعات بيل شرودر وسيزار دانگوت.[162][164] وجدت الطائرت التمپست نفسها غير قادرة على التخلص من خزانات الوقود الخارجية، وكان بعضها يحمل مدافع متعطلة. أطلق شرودر النار على إحدى الطائرات التمپست البريطانية، مما تسبب في مقتل الطيار ديڤد تاترزفيلد، وأصاب وايزمان طائرة بريطانية أخرى بأضرار بالغة والذي عانى بدوره من إصابات محدودة في طائرته. انتهت المعركة بعد the British wiggled their wings ليكونوا أكثر وضوحاً، وأدرك الإسرائيليون في النهاية خطر وضعهم وفك الاشتباك، وعادوا إلى قاعدة هاتسور الجوية.[162][164]

أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي ديڤيد بن گوريون شخصياً أوامره بجلب حطام الطائرات البريطانية التي تم إسقاطها إلى الأراضي الإسرائيلية. قامت القوات الإسرائيلية بزيارةا لموقع لاحقاً، وأزالت عدة أجزاء من الطائرات، وتم دفن الطائرة الأخرى. ومع ذلك، لم ينجح الإسرائيليون في إخفاء الحطام في الوقت المناسب لمنع طائرات الاستطلاع البريطانية من تصويرهم. تم نشر فريق الإنقاذ لاستعادة حطام السفن، الذي دخل الأراضي الإسرائيلية أثناء بحثه. تم اكتشاف حطام طائرتين داخل مصر، بينما عُثر على حطام الطائرة تمپست التي كان يقودها تاترزفيلد شمال نيريم، على بعد أربع أميال داخل الحدود الإسرائيلية. في مقابلات مع السكان العرب المحليين أكدوا أن الإسرائيلين قاموا بزيارة موقع الحادث لإزالة ودفن الحطام. في البداية دُفن تاترزفيلد بالقرب من موقع الحطام، لكن نُقل جثمانه لاحقاً ودُفن في مقبرة الحرب البريطانية في الرملة.[162][165]

رداً على ذلك، أعد سلاح الجو الملكي البريطاني جميع الطائرات من طراز تمپست وسپت‌فاير لمهاجمة أي طائرة إسرائيلية يواجهوها وبقصف مهابط الطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي. وضعت القوات البريطانية في الشرق الأوسط في حالة تأهب وأُلغيت جميع الإجازات، ونُصح المواطنين البريطانيين بمغادرة إسرائيل. كما وضعت البحرية الملكية في حالة تأهب. قاعدة هاتسور، كان هناك إجماع عام بين الطيارين، ومعظمهم قد سافروا مع أو إلى جانب سلاح الجو الملكي البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية، وهو أن سلاح الجو الملكي لن يسمح بخسارة خمس طائرات وطياريها دون انتقام، وربما يهاجم القاعدة عند فجر اليوم المقبل. في هذا المساء، استعداداً لهجوم بريطاني محتمل، قرر بعض الطيارين عدم إظهار أي مقاومة وترك القاعدة، بينما أعد آخرون طائراتهم السپيت‌فاير وكانوا في قمرة القيادة عند الفجر، استعداداً لصد الغارات الانتقامية. ومع ذلك، وبالرغم من ضغط الأسراب التي فقدت طياريها في الحادث، رفض القادة البريطانية السماع بأي هجمات انتقامية.[162][166]

في اليوم التالي للحادث، أصدر الطيارون البريطانيون توجيهاً لإخطار أي طائرة إسرائيلية تتسلل إلى المجال الجوي المصري أو الأردني على أنها معادية لإطلاق النار عليهم، ولكن تم إصدار الأوامر لهم بتجنب النشاط قرب الحدود الإسرائيلية. لاحقاً في يناير 1949، نجح البريطانيون في منع إيصال كحول الطيران وغيره من أنواع الوقود الأساسية إلى إسرائيل رداً على الحادث. تقدم مكتب الخارجية البريطانية إلى الحكومة الإسرائيلية بطلب تعويضات عن طائراته وطياريه الذي فقدهم في الحادث.[162][167]

قرار الأمم المتحدة رقم 194

في ديسمبر 1948، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 194. يدعو القرار إلى تأسيس لجنة التسوية التابعة للأمم المتحدة للمساعدة على التوصل إلى السلام بين إسرائيل والدول العربية. ومع ذلك، فإن الكثير من مواد القرار لم يتم الالتزام بها، حيث اعترضت عليها إسرائيل، ورفضتها جميع الدول العربية، وبددتها الحرب مع استمرار نزاع 1948.

الأسلحة

استخدم كلا الجانبين بشكل كبير الأسلحة الباقية من فترة الحرب العالمية الثانية. كان لدى مصر بعض المعدات البريطانية؛ وكان لدى الجيش السوري بعض المعدات الفرنسية. أما إسرائيل فقد استخدمت أسلحة ألمانية، تشيكوسلوڤكية وبريطانية.[168]

النوع الجيوش العربية جيش الدفاع الإسرائيلي
الدبابات Matilda tanks, R-39s, FT-17s, R35s, Panzer IVs (dug in and used as stationary gun emplacements by Egypt), Fiat M13/40, Sherman M4, M-22, Vickers MK-6. Cromwell tanks, H39s, M4 Sherman
APCs/IFVs British World War II era trucks, Humber Mk III & IV, Automitrailleuses Dodge/Bich type, improvised armored cars/trucks, Marmon-Herrington Armoured Cars, Universal Carriers, Lloyd Towing Carriers British World War II era trucks, improvised armored cars/trucks, White M3A1 Scout Cars, Daimler Armoured Cars, M3 Half-tracks, IHC M14 Half-tracks, M5 Half-tracks
المدفعية Mortars, 15 cm sIG33 auf Pz IIs, 25 mm anti-tank guns on Bren carriers, improvised self-propelled guns used by Syrians in 1948–49, 65 mm mountain guns on Lorraine 38L chenillettes, 2-pounder anti-tank guns, 6-pounder anti-tank guns Mortars, 2-inch (51 mm) British mortars, 65 mm French howitzers (Napoleonchiks), 120 mm French mortars, Davidka mortars
الطائرات Spitfires, T-6 Texans, C-47 Dakotas, Hawker Hurricanes, Avro Ansons Spitfires, Avia S-199s, B-17 Flying Fortresses, P-51 Mustangs, C-47 Dakotas
أسلحة صغيرة Lee–Enfield rifles, Bren Guns, Sten guns, MAS 36s Sten guns, Mills grenades, Karabiner 98k (Czech copies), Bren Guns, MG-34 Machine guns, Thompson submachine guns, Lee–Enfield rifles, Molotov cocktails, PIAT anti-tank infantry weapon

التبعات

هدنة 1949

Map comparing the borders of the 1947 partition plan and the Armistice Demarcation Lines of 1949.
الحدود حسب خطة تقسيم 1947:
  المساحة المخصصة للدولة اليهودية؛
    المساحة المخصصة للدولة العربية؛
    فصل القدس المنفصلة (لا يهودية ولا عربية).

الحدود بموجب هدنة 1949:
    الأراضي العربية من 1949 حتى 1967؛
      إسرائيل في خطوط هدنة 1949.

عام 1949، وقعت إسرائيل ثلاث اتفاقيات هدنة منفصة مع مصر في 24 فبراير، ولبنان في 23 مارس، والأردن في 3 أبريل، ومع سوريا في 20 يوليو. خطوط ترسيم الهدنة، بمجب الاتفاقيات، نصت على أن الأراضي الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية تشكل أكثر من ثلثي الأراضي المخصصة للدولة اليهودية بموجب مقترح الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين.[169] بعد اتفاقيات الهدنة، كان لإسرائيل السيطرة على 78% من أراضي فلسطين السابقة تحت الانتداب.[170][171] أو 21.000 كم²، تشمل جميع أراضي الجليل ومرج بن عامر في الشمال، وجميع أراضي [بالنقب]] في الجنوب، والقدس الغربية والسهل الساحلي في الوسط.

فيما بعد أصبحت خطوط الهدنة تُعرف "بالخط الأخضر". كان قطاع غزة والضفة الغربية (وتشمل القدس الشرقية) تحت الاحتلال المصري والأردني على الترتيب. تم تأسيس هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة ومفوضيات الهدنة المختلطة لمراقبة وقف إطلاق النار، الإشراف على اتفاقيات الهدنة، ومنع تصاعد الحوادث المتفرقة، والمساعدة في عمليات الأمم المتحدة الأخرى لحفظ السلام في المنطقة. قبل فترة وجيزة من توقيع اتفاقية الهدنة الإسرائيلية الأردنية، اقترح الجنرال يگال علون اقتحام الضفة الغربية حتى نهر الأردن كحدود طبيعية ودفاعية لإسرائيل. رفض بن گوريون، على الرغم من إدراكه بأن جيش الدفاع الإسرائيلي يمتلك القوة العسكرية الكافية لتنفيذ هذه المهمة. كان يخشى من ردة فعل القوى الغربية وأراد الاحتفاظ بالعلاقات الطيبة مع الأمم المتحدة وعدم إثارة البريطانيين. علاوة على ذلك، كانت نتائج الحرب مرضية بالفعل وكان على القادة الإسرائيليين بناء أمة.[172][173][174]

الخسائر

خسرت إسرائيل في الحرب 6.373 من شعبها. أي ما يقارب 1% من سكانها في ذلك الوقت. كان منهم حوالي 4.000 جندي وكان البقية من المدنيين.[8] وكان منهم 2.000 تقريباً من الناجين من الهولوكوست.[175]

عدد الضحايا العرب غير معروف على وجه الدقة. حسب إحدى التقديرات، بلغ إجمالي عدد القتلى 7.000 شخص، منهم 3.000 فلسطيني، 2.000 مصري، 1.000 أردني، و1.000 سوري.[83] عام 1958، حسب المؤرخ الفلسطيني عارف العارف قتلى الجيوش العربية مجتمعة بما يقارب 3.700 شخص، حيث خسرت مصر 961 جندي نظامي و200 جندي غير نظامي وخسرت الأردن 362 جندي نظامي و200 غير نظامي. تبعاً لهنري لورنس، كانت خسائر الفلسطينيين ضعف خسائر اليهود، حيث قُتل 13.000 فلسطيني، 1.953 منهم لم يسقطوا أثناء القتال. البقية، 4.004 ظلوا بلا اسم لكن، سجل، مكان، وتاريخ وفاتهم معروفة، و7.043 آخرين، لا يعرف عنهم سوى مكان وفاتهم، ولا تعرف هوياتهم ولا تاريخ وفاتهم. تبعاً للورنس، فإن الجزء الأكبر من القتلى الفلسطينين كانوا غير مقاتلين وضحايا لعمليات إسرائيلية ناجحة.[9]

التبعات الديموغرافية

العرب الفلسطينيون

أثناء الحرب الأهلية في فلسطين 1947-1948 وحرب 1948 التالية لها، فر ما يقارب 750.000 فلسطيني أو تم ترحيلهم قسرياً من منازلهم، من إجمالي 1.200.000 عربي كانوا يعيشون في فلسطين تحت الانتداب. عام 1951، قدرت لجنة التسوية الأممية الخاصة بفلسطين أن عدد اللاجئين الفلسطينيين النازحين من إسرائيل كان 711.000 شخص.[176]

لم يشمل هذا الرقم الفلسطينيين النازحين داخل الأراضي الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية. أكثر من 400 قرية عربية، وحوالي عشرة قرى وضواحي يهودية، تم إخلائها من سكانها أثناء النزاع الإسرائيلي العربي، معظمها أثناء 1948. تبعاً لتقديرات مستندة على تعداد مبكر، فإن جمالي السكان المسلمين في فلسطين عام 1947 كان 1.143.336 شخص.[177] أسباب نكبة 1948 هي موضوعاً جدلياً بين المؤرخين.[178] بعد الحرب، ظل ما يقارب 156.00 عربي في إسرائيل وأصبحوا مواطنين إسرائيليين.[179]

العرب الفلسطينيون النازحون، الذين يطلق عليهم اللاجئين الفلسطينيين، استوطنوا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في البلدان العربية. أسست الأمم المتحدة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونوروا)، وكالة إنقاذ وتنمية بشرية مهمتها توفير المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين.. رفضت الدول العربية احتواء اللاجئين الفلسطينيين، بدلاً من ذلك وضعتهم في مخيمات لاجئين مع الإصرار على السماح لهم بالعودة.[180][181]

كما توارث أحفادهم صفة اللجوء، الذين لم يحصلوا على جنسيات الدول العربية المقيمين فيها، عدا الموجودين في الأردن.[182] أعطت الجامعة العربية أعضائها توصيات بمنع توطين الفلسطينيين "من أجل الحفاظ على هويتهم وحماية حقهم في العودة لوطنهم". لا يزال أكثر من 1.4 مليون فلسطيني يعيشون في 58 مخيم اللاجئين معترف بها،[180][181] بينما يعيش ما يزيد عن 5 مليون فلسطيني خارج إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

كما تعتبر مشكلة اللاجئين الفلسطينيين والجدل حول حق العودة للفلسطينيين من القضايا الرئيسية في النزاع الإسرائيلي العربي. يعقد الفلسطينيون ومناصروهم مظاهرات ومراسم سنوية في 15 مايو من كل عام، فيما يُعرف بذكرى "يوم النكبة". بمرور الوقت اختلف انتشار وعدد المشاركين في مظاهرات النكبة السنوية. أثناء الانتفاضة الثانية بعد فشل قمة كامپ ديڤد 2000، تزايد عدد المشاركين في المظاهرات ضد إسرائيل.

اليهود

أثناء حرب 1947، أُجبر ما يقارب 10.000 يهودي من المقيمين داخل المناطق الواقعة تحت السيطرة العربية في فلسطين تحت الانتداب على إخلاء منازلهم.[183] لكن في السنوات الثلاثة من مايو 1948 حتى نهاية 1951، تم توطين 700.000 يهودي في إسرائيل، وخاصة على امتداد الحدود وفي الأراضي العربية السابقة،[184] ليتضاعف عدد السكان اليهود هناك.[185] منهم، أكثر من 300.000 وصلوا من دول آسيوية وشرق أفريقية.[186][187] من بينهم، أكبر مجموعة (تزيد عن 100.000) جاءت من العراق. جاءت معظم الأعداد الباقية من أوروپا، ومن بينهم 136.000 من إجمالي 250.000 يهودي نازح من الحرب العالمية الثانية يعيشون في مخيمات اللاجئين والمراكز الحضرية في ألمانيا، النمسا، وإيطاليا،[188] وأكثر من 270.000 جائوا من شرق أوروپا،[189] وخاصة رومانيا وپولندا (أكثر من 100.000 من كل منها). عند تأسيس إسرائيل، أُعطيت الأولوية لسياسة "جمع المنفيين"، ومنحت موساد لعاليا بيت (Mossad LeAliyah Bet) المساعدات الأساسية للوكالة اليهودية من أجل تنظيم المهاجرين من أوروپا والشرق الأوسط، وإجراء الترتيبات لنقلهم إلى إسرائيل. بالنسبة لبن-گوريون، كان أهم ما يعيب الدولة هو "افتقادها لليهود".[190]

ترك المهاجرون اليهود الدول العربية والإسلامية لعدة أسباب. أدت النتائج المترتبة على الحرب إلى تفاقم العداء العربي للمجتمعات اليهودية المحلية. أثارت أخبار الانتصار توقعات مسيانية في ليبيا واليمن؛ وكان للصهيونية جذور في العديد من الدول؛ التي اعتبرت من العوامل المحفظة لجعل عليا تشكل جزءاً رئيسياً من السياسة الإسرائيلية؛ وكان من المتوقع أن تتحقق الدولة اليهودية آمالاً وآفاقاً اقتصادية أفضل. وكان للاضطهاد، وعدم الاستقرار السياسي، والأخبار الواردة عن وقوع عدد من المذابح العنيفة دوراً. وفي النهاية ترك حوالي 800.000-1.000.000 يهودي الدول العربية على مدار العقود الثلاثة التالية كنتيجة لهذه العوامل المختلفة.[186] هاجر ما يقارب 680.000 منهم إلى إسرائيل؛ واستقر بقيتهم في أوروپا (وخاصة فرنسا) أو الأمريكتين.[191]

في البداية اعتمدت إسرائيل على الوكالة اليهودية في ادارة المعسكرات المعروفة بمخيمات المهاجرين لإيواء اليهود النازحين من أوروپا والدول الإسلامية. في الخمسينيات، تم نقل هؤلاء المهاجرين إلى معسكرات مؤقتة ("معبروت")، حيث كانوا يعيشون في ظروف أفضل وتم استبدال خيام المعسكرات بمنازل من الصفيح. على خلاف الوضع في معسكرات المهاجرين، عندما وفرت الوكالة اليهودية لهؤلاء المهاجرين المخيمات المؤقتة، كان مطلوب منهم إثبات أنفسهم. بدأت هذه المخيمات في التناقص عام 1952، وأُغلق آخرها عام 1963. تم تحويل المخيمات إلى مستوطنات دائمة تُعرف باسم البلدات التنموية، ومُنح المقيمين إسكاناً دائماً في هذه البلدات والضواحي.[192]

وفي النهاية نمت أكثر البلدات تطوراً إلى مدن. كما مُنح بعض المهاجرين اليهود المنازل التي تركها اللاجئون الفلسطينيين بعد تهجيرهم. وكانت هناك أيضاً محاولات لتوطين اللاجئين اليهود القادمين من الدول العربية والإسلامية في موشاڤات (قرى زراعية تعاونية)، على الرغم من أن هذه المحاولات كانت ناجحة جزئياً، إلا أن كان هؤلاء المهاجرين حرفيين وتجار في مسقط رأسهم، ولم يعملوا في الزراعة، مما أثر على نجاح التجربة.

التأريخ

خرائط

مرئيات

زيارة الملك فاروق لفلسطين أثناء حرب 1948.

اغنية وطنية مصرية في وقت حرب 1948

انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ أ ب ت ث Oren 2003, p. 5.
  2. ^ Morris (2008), p.260.
  3. ^ Gelber, pp. 55, 200, 239
  4. ^ Morris, 2008, p. 332.
  5. ^ Morris, 2008, pp. 400, 419
  6. ^ أ ب Gelber (2006), p.12.
  7. ^ Pollack, 2004; Sadeh, 1997
  8. ^ أ ب Adam M. Garfinkle (2000). Politics and Society in Modern Israel: Myths and Realities. M.E. Sharpe. p. 61. ISBN 978-0-7656-0514-6.
  9. ^ أ ب Laurens 2007 p. 194
  10. ^ Morris 2008, pp. 404–406.
  11. ^ أ ب Morris, 2008, pp. 397–98.
  12. ^ Moshe Naor,Social Mobilization in the Arab/Israeli War of 1948: On the Israeli Home Front, Routledge 2013 p. 15.
  13. ^ Pappe, Ilan. The Ethnic Cleansing of Palestine.
  14. ^ Pappé, 2006, pp.xii, 86–126
  15. ^ Gelber 2006 p. 306
  16. ^ Morris 2008 p. 119
  17. ^ أ ب Yoav Gelber, 2006, p. 137.
  18. ^ أ ب Gelber (2006), p. 11
  19. ^ Henry Laurens, La Question de Palestine, Fayard, 2007 p. 32.
  20. ^ أ ب Gelber (2006), p. 11.
  21. ^ "PDF copy of Cablegram from the Secretary-General of the League of Arab States to the Secretary-General of the United Nations: S/745: 15 May 1948: Retrieved 6 June 2012". Un.org. 2002-09-09. Archived from the original on 7 January 2014. Retrieved 2014-06-29. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  22. ^ Morris 2008 p. 187; quoting p. 24 of Kirkbride's memoirs
  23. ^ Rogan and Shlaim 2007 p. 110.
  24. ^ Morris, 2008, p. 310
  25. ^ أ ب Sela, 2002, p. 14.
  26. ^ أ ب ت ث ج ح خ Karsh 2002, p. 26
  27. ^ Karsh 2002, p. 51
  28. ^ Morris (2008), pp. 190–92
  29. ^ Avi Shlaim (1988). The Politics of Partition: King Abdullah, the Zionists and Palestine 1921–1951. Columbia University Press. ISBN 978-0-231-07365-3.
  30. ^ Tal,War in Palestine, 1948: Israeli and Arab Strategy and Diplomacy, p. 154.
  31. ^ Zamir, 2010, p. 34
  32. ^ Tripp, 2001, p. 137.
  33. ^ Gamal Abdel Nasser. "Nasser's memoirs of the first palestine war" (PDF). Walid Khalidi (trans.). Journal of Palestine studies, Vol. 2 no. 2 (Win. 73): 3–32. p. 9. Archived from the original (PDF) on 28 September 2011. why did the first communique described the Palestine operations as a merely punitive expedition against the Zionist "gangs" {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  34. ^ Morris, 2004 pp. 76, 82, 104, 126, 130, 202, 253
  35. ^ Shlaim, 2001, p. 97.
  36. ^ Shlaim, 2001, p. 99.
  37. ^ Benny Morris (2003), p. 189.
  38. ^ Martin Van Creveld,Sword and the Olive: A Critical History of the Israeli Defense Force,, Public Affairs (1998) 2002 p. 75
  39. ^ Morris (2003), pp. 32–33.
  40. ^ Morris (2008), p. 81.
  41. ^ Benny (2008), p. 174.
  42. ^ Martin Van Creveld,Sword and the Olive: A Critical History of the Israeli Defense Force,, Public Affairs (1998) 2002 p. 78
  43. ^ Morris 2008 p. 185
  44. ^ أ ب Morris, 2003, p. 35.
  45. ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Karsh2002p25
  46. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة morris_2003_16
  47. ^ Morris, 2008, p. 401
  48. ^ Gelber (2006), p. 50.
  49. ^ Karsh 2002, pp. 26–27
  50. ^ أ ب Karsh 2002, p. 27
  51. ^ "TRANS-JORDAN: Chess Player & Friend". Time. 16 February 1948. Retrieved 20 April 2010.
  52. ^ Ma'an Abu Nawar, The Jordanian-Israeli war, 1948–1951: a history of the Hashemite Kingdom of Jordan, p. 393.
  53. ^ Benny Morris, Victimes : histoire revisitée du conflit arabo-sioniste, 2003, pp. 241, 247–55.
  54. ^ أ ب ت ث Zamir, Meir (January 2010). "'Bid' for Altalena: France's Covert Action in the 1948 War in Palestine". Middle Eastern Studies. Routledge. 46 (1): p. 22. doi:10.1080/00263200903432258. a) the suspension of arms sales to Syria, notwithstanding signed contracts; b) prevention of a large sale of arms by a Swiss company to Ethiopia, which was actually destined for Egypt and Jordan; c) diplomatic pressure on Belgium to suspend arms sales to the Arab states; d) denial of a British request at the end of April to permit the landing of a squadron of British aircraft on their way to Transjordan; e) authorization of Air France to transport cargo to Tel Aviv on 13 May; f) allowing aircraft [carrying arms from Czechoslovakia] to land on French territory in transit to Israel; g) discreet French diplomatic support for Israel in the UN; h) two arms shipments to 'Nicaragua', which were actually intended for Israel. Additional {{cite journal}}: |page= has extra text (help); line feed character in |quote= at position 76 (help)
  55. ^ Pollack 2004, p. ?.
  56. ^ D. Kurzman, 'Genesis 1948', 1972, p. 382.
  57. ^ I. Pappe, "The ethnic cleansing of Palestine", 2006, p. 129.
  58. ^ أ ب Pollack, 2002, pp. 149–55.
  59. ^ http://en.wikipedia.org/wiki/Curtiss-Wright_C-46_Commando
  60. ^ Yoav Gelber, 2006, "Sharon's Inheritance" Archived 5 يونيو 2013 at the Wayback Machine
  61. ^ Rogan and Shlaim 2001, p. 8.
  62. ^ D. Kurzman, "Genesis 1948", 1972, p. 556.
  63. ^ Charles Tripp (2002). A History of Iraq. Cambridge University Press. p. 73. ISBN 978-0-521-52900-6. . Iraq had dispatched 3,000 troops to the front in May and in the months that followed a further 15,000 troops were sent, making them the largest single Arab force in Palestine ( also- The War for Palestine: Rewriting the History of 1948, edited by Eugene L. Rogan, Avi Shlaim, chapter at p. 125 to 149)
  64. ^ Pollack, 2002, p. 150.
  65. ^ الجيش السعودي في حرب 1948
  66. ^ Gelber, p. 55
  67. ^ Morris, 2008, pp. 322 and 326.
  68. ^ Uthman Hasan Salih. DAWR AL-MAMLAKA AL-'ARABIYYA AL-SA'UDIYYA FI HARB FILASTIN 1367H/1948 (The role of Saudi Arabia in the Palestine war of 1948), Revue d'Histoire Maghrébine [Tunisia] 1986 13(43–44): 201–21. ISSN 0330-8987.
  69. ^ Morris, 2008, p. 205; cites British diplomatic communications.
  70. ^ Gelber, p. 200
  71. ^ Gelber, p. 203
  72. ^ Gelber, p. 239
  73. ^ Morris, 2008, p. 269.
  74. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Morris, 2008, p. 205
  75. ^ رويترز (1947-12-11). "ARABS REPORT BIDS FROM U.S. VETERANS". النيويورك تايمز.
  76. ^ Collins and LaPierre, 1973 p. 355
  77. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Palestine1
  78. ^ Bregman, Ahron (2002). Israel's Wars: A History since 1947. Routledge. p. 24. ISBN 9780415287166.
  79. ^ Morgan, Michael L.:The Philosopher as Witness: Fackenheim and Responses to the Holocaust, p. 182
  80. ^ Ben Gurion, David War Diaries, 1947–1949. Arabic edition translated by Samir Jabbour. Institute of Palestine Studies, Beirut, 1994. p. 303.
  81. ^ Later, in the midst of the war, Yitzhak Rabin was succeeded by Joseph Tebenkin who led Operation Ha-Har.
  82. ^ Morris, 2008: pp. 176–77
  83. ^ أ ب ت "Wars of the World: Israeli War of Independence 1948–1949". Onwar.com. Retrieved 2014-06-29.
  84. ^ Laffin, John: The Israeli Army in the Middle East Wars 1948–73, p. 8
  85. ^ Laurens, vol. 3 p. 69.
  86. ^ Yaakov, Yifa (2014-02-02). "British deserter who stole tanks for Haganah dies". Timesofisrael.com. Retrieved 2014-06-29.
  87. ^ Benny Morris (1 October 2008). 1948: A History of the First Arab-Israeli War. Yale University Press. p. 185. ISBN 978-0-300-14524-3. Retrieved 14 July 2013. King Abdullah had always acknowledged Arab (as distinct from Jordanian) weakness, and his son, Prince Talal, openly predicted defeat.34 at the last moment, several leaders, including King Ibn Sagud and Azzam Pasha—to avert catastrophe—secretly appealed to the British to soldier on in Palestine for at least another year.35 Egypt's foreign minister, Khashaba, had already done so. He "wished they would remain, and suggested that it was their duty to do so.
  88. ^ "Communication dated 11 May 1948 from J. Fletcher-Cooke of the United Kingdom delegation to the United Nations Commission on Palestine to Dr. Ralph J. Bunche, Principal Secretary to the Commission: Retrieved 15 December 2013". Unispal.un.org. 12 مايو 1948. Archived from the original on 12 December 2013. Retrieved 2014-06-29. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  89. ^ Yoav Gelber, Palestine 1948, 2006 – Chap. 8 "The Arab Regular Armies' Invasion of Palestine".
  90. ^ Yoav Gelber (1 January 2006). Palestine 1948: War, Escape and the Emergence of the Palestinian Refugee Problem. Sussex Academic Press. p. 138. ISBN 978-1-84519-075-0. Retrieved 14 July 2013. A war between Israel and the Arab States broke out immediately, and the Arab armies invaded Palestine.
  91. ^ أ ب ت ث ج ح Morris,2008, pp. 236,237,247,253, 254
  92. ^ Sean F. McMahon,The Discourse of Palestinian-Israeli Relations: Persistent Analytics and Practices, Routledge 2010 p. 37: "If it wasn't for the Arab invasion there would have been no stop to the expansion of the forces of Haganah who could have, with the same drive, reached the natural borders of western Israel". Walid Khalidi, "Plan Dalet: Master Plan for the Conquest of Palestine," Journal of Palestine Studies, Vol. 18, No. 1, Special Issue: Palestine 1948, (Autumn,1988), pp. 4–33, p. 19.
  93. ^ Tucker, Spencer C. (2008). The Encyclopedia of the Arab-Israeli Conflict: A Political, Social, and Military History. ABC-CLIO. p. 528. ISBN 9781851098415.
  94. ^ أ ب Yoav Gelber (2006), p. 130.
  95. ^ Zamir, Meir (January 2010). "'Bid' for Altalena: France's Covert Action in the 1948 War in Palestine". Middle Eastern Studies. Routledge. 46 (1): p. 21,32. doi:10.1080/00263200903432258. Intelligence provided by the French consulate in Jerusalem on 12 May 1948 on the Arab armies' revised plan to invade the new state was crucial in Israel's success in withstanding the Arab invasion {{cite journal}}: |page= has extra text (help)
  96. ^ Morris, 2008, p. 263
  97. ^ Karsh 2002, p. 57
  98. ^ أ ب ت Karsh 2002, p. 56
  99. ^ Wallach et al. (Volume 2, 1978), p. 29
  100. ^ Tal, 2004, p. 179
  101. ^ Morris, 2008, p. 239
  102. ^ tal 2004 p. 182
  103. ^ "1948: The War of Independence". Jewishvirtuallibrary.org. Retrieved 26 June 2010.
  104. ^ Karsh 2002, pp. 61–62
  105. ^ Karsh 2002, p. 61
  106. ^ أ ب ت ث ج ح خ Karsh 2002, p. 62
  107. ^ War in Palestine, 1948: Israeli and Arab Strategy and Diplomacy. David Tal.
  108. ^ Morris, 2008, pp. 229–30
  109. ^ Benny Morris (1 October 2008). 1948: A History of the First Arab-Israeli War. Yale University Press. p. 218. ISBN 978-0-300-14524-3. Retrieved 14 July 2013. On 26–27 May, the Legionnaires took the Hurvat Israel (or "Hurva") Synagogue, the quarter's largest and most sacred building, and then, without reason, blew it up. "This affair will rankle for generations in the heart of world Jewry," predicted one Foreign Office official. The destruction of the synagogue shook Jewish morale.
  110. ^ (Benny (2008), "1948: The First Arab-Israeli War", Yale University Press, New Haven, ISBN 978-0-300-12696-9).Mordechai Weingarten
  111. ^ أ ب ت ث ج Karsh 2002, p. 60
  112. ^ The Palestine Post: State of Israel is Born (1948)
  113. ^ أ ب ت ث Pollack 2002, pp. 448–57
  114. ^ Morris, 2008, pp. 253–54
  115. ^ أ ب Tal, 2004, pp. 251
  116. ^ Dupuy, Trevor N. (2002). Elusive Victory: The Arab–Israeli Wars, 1947–1974. Military Book Club. p. 49. ISBN 0965442802.
  117. ^ Khalidi, Walid (1992). All That Remains: The Palestinian Villages Occupied and Depopulated by Israel in 1948. Institute for Palestine Studies. p. 480. ISBN 978-0-88728-224-9.
  118. ^ "Virtual Aviation Museum – RWD 13". Luftfahrtmuseum.com. Archived from the original on 3 مارس 2016. Retrieved 29 يونيو 2014. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  119. ^ Hayles, John (19 September 1999). "Israel Air Force Aircraft Types". John Hayles, aeroflight.co.uk. Archived from the original on 22 February 2007.
  120. ^ Morris (2008), p. 261
  121. ^ Morris, 2008, p. 235
  122. ^ Morris, 2001, pp. 217–18.
  123. ^ Morris, 2008, p. 262.
  124. ^ Aloni, 2001, pp. 7–11.
  125. ^ أ ب "History of the Navy". Jewishvirtuallibrary.org. Retrieved 18 January 2013.
  126. ^ Gershoni, pp. 46–47
  127. ^ أ ب Gelber, 2004, Kinneret, p.220
  128. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر Karsh 2002, p. 64
  129. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Morris, 2008, pp. 269–71
  130. ^ Bregman, 2002, p. 24 citing Ben Gurion's diary of the war
  131. ^ Ahron Bregman; Jihan El-Tahri (1999). The Fifty Years War: Israel and the Arabs. BBC Books.
  132. ^ "The First Truce". Retrieved 22 February 2009.
  133. ^ Security Council, S/1025, 5 October 1948, REPORT BY THE UNITED NATIONS, MEDIATOR ON THE OBSERVATION OF THE TRUCE IN, PALESTINE DURING THE PERIOD FROM 11 JUNE, TO 9 JULY 1948 Archived 3 ديسمبر 2013 at the Wayback Machine.
  134. ^ Alfred A. Knopf. A History of Israel from the Rise of Zionism to Our Time. New York. 1976. p. 330. ISBN 978-0-394-48564-5.
  135. ^ Gelber, 2006, Kinneret, p.226
  136. ^ Gideon Levy and Alex Levac, 'Drafting the blueprint for Palestinian refugees' right of return,' at Haaretz 4 October 2013: 'In all the Arab villages in the south almost nobody fought. The villagers were so poor, so miserable, that they didn't even have weapons ... The flight of these residents began when we started to clean up the routes used by those accompanying the convoys. Then we began to expel them, and in the end they fled on their own.'
  137. ^ David Tal, War in Palestine, 1948: Israeli and Arab Strategy and Diplomacy, Routledge 2004 p. 307.
  138. ^ Herzog and Gazit, 2005, p. 86
  139. ^ Lorch, Netanel (1998). History of the War of Independence
  140. ^ Benny Morris (2008). 1948: A History of the First Arab-Israeli War. Yale University Press. p. 287. ISBN 978-0-300-14524-3.
  141. ^ Kadish, Alon, and Sela, Avraham. (2005) "Myths and historiography of the 1948 Palestine War revisited: the case of Lydda," The Middle East Journal, 22 September 2005; and Khalidi, Walid. (1998) Introduction to Munayyer, Spiro. The fall of Lydda. Journal of Palestine Studies, Vol. 27, No. 4, pp. 80–98.
  142. ^ Benny Morris (1987). The Birth of the Palestinian Refugee Problem, 1947–1949. Cambridge University Press. pp. 203–11. ISBN 978-0-521-33889-9.
  143. ^ Map of the Attacks.
  144. ^ Karsh 2002, p. 76
  145. ^ A. Ilan, Bernadotte in Palestine, 1948 (Macmillan, 1989) p. 194
  146. ^ J. Bowyer Bell, Assassination in International Politics, International Studies Quarterly, vol. 16, March 1972, pp. 59–82.
  147. ^ Haberman, Clyde (22 February 1995). "Terrorism Can Be Just Another Point of View". New York Times. Retrieved 28 December 2008. Mr. Shamir, nearly 80, still speaks elliptically about the Bernadotte assassination. Years later, when Ben-Gurion moved to a kibbutz in the Negev desert, Sdeh Bokker, one of his closest friends there was Yehoshua Cohen, who had been one of the assassins. Review of Kati Marton's biography.
  148. ^ Cowell, Alan (2 November 1991). "THE MIDDLE EAST TALKS: REPORTER'S NOTEBOOK; Syria Offers Old Photo To Fill an Empty Chair". The New York Times. Retrieved 28 December 2008. In recent years, several members of the group known by the British as the Stern Gang have acknowledged responsibility for the killing. Mr. Shamir, who was a member of the Stern Gang, has declined to discuss the killing, and one of his spokesman has said he had no role in it.
  149. ^ "Area of Jurisdiction and Powers Ordinance (1948)". Israellawresourcecenter.org. Retrieved 18 January 2013.
  150. ^ أ ب ت Benny Morris (2008). 1948: a history of the first Arab-Israeli war. Yale University Press. p. 116. Retrieved 13 July 2013. "the Little Triangle": Ijzim, Ein Ghazal, and Jaba. The villages repeatedly fired at Israeli traffic along the coast road and were supplied by the Iraqis from northern Samaria. … Sniping at traffic continued after the start of the Second Truce, …on 24 July Israel launched mivtza shoter (Operation Policeman). The aim was "to gain control" of the coast road between Zikhron Yaakov and Haifa "and to destroy all the enemy in the area."… By 26 July it was over. Most of the inhabitants fled before and during the attack, reaching northern Samaria; hundreds of others were forcibly expelled during the following days. At least a hundred militiamen and civilians were killed.
  151. ^ Shapira, Anita. Yigal Allon; Native Son; A Biography Translated by Evelyn Abel, University of Pennsylvania Press ISBN 978-0-8122-4028-3 p. 247
  152. ^ Gelber, 2006, p. 33
  153. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س Karsh 2002, p. 68
  154. ^ Hussein, Hussein Abu (2003). Access Denied: Palestinian Land Rights in Israel. Zed Books. p. 85. ISBN 1842771221.
  155. ^ "Operation Hiram". Zionism-israel.com. Retrieved 2014-06-29.
  156. ^ Shlomo Ben-Ami (Shlomo Ben-Ami (2006), pp. 41–42)
  157. ^ Benny Morris (2008). 1948: a history of the first Arab-Israeli war. Yale University Press. p. 320. Retrieved 13 July 2013. If the front lines of 14 October were to turn into permanent borders, Israel would be truncated and extremely vulnerable. Moreover, the no-peace, no-war situation was untenable. As David Ben-Gurion put it to his ministers on 26 September, "A protracted truce will break us."1 The Egyptian expeditionary force had to be destroyed or, at the least, driven from Palestine
  158. ^ Morris 2008, p. 404
  159. ^ Khalidi, Walid (1992). All That Remains: The Palestinian Villages Occupied and Depopulated by Israel in 1948. Institute for Palestine Studies. p. 108. ISBN 978-0-88728-224-9.
  160. ^ Weissenstein, Rudi; Dvir, Ori (2008). Rudi Weissenstein: Israel Early Photographs. Modan Publishing House. p. 32. ISBN 978-965-7141-10-6.
  161. ^ Dan, Uri (1988). To the Promised Land: The Birth of Israel. Doubleday Religious Publishing Group. p. 267. ISBN 978-0-385-24597-5.
  162. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Iaf V Raf". Spyflight.co.uk. Retrieved 26 June 2010.
  163. ^ Aloni, 2001, p. 18.
  164. ^ أ ب ت ث Aloni, 2001, p. 22.
  165. ^ Cohen, Michael Joseph: Truman and Israel (1990)
  166. ^ Adrian, p. 7
  167. ^ Adrian, p. 59
  168. ^ "Weapons of the Arab-Israeli Wars". Archived from the original on 9 January 2009. Retrieved 11 January 2018. {{cite web}}: Unknown parameter |dead-url= ignored (|url-status= suggested) (help)
  169. ^ L. Carl Brown (2013), p. 126.
  170. ^ "Legal Status in Palestine". Lawcenter.birzeit.edu. Archived from the original on 3 November 2007. Retrieved 2014-06-29. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  171. ^ Tobin, Maurine and Robert (2002). How Long O Lord?: Christian, Jewish, and Muslim Voices from the Ground and visions for the future in Israel–Palestine. Cowley Publications. ISBN 9781561012145.
  172. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Shapira2014p173
  173. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Morris2009p79
  174. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Shalom2002p174
  175. ^ Weinthal, Benjamin (14 October 2012). "Compensation sought for... JPost – Jewish World – Jewish Features". Jpost.com. Retrieved 18 January 2013.
  176. ^ General Progress Report and Supplementary Report of the United Nations Conciliation Commission for Palestine, Covering the Period from 11 December 1949 to 23 October 1950 Archived 20 مايو 2014 at the Wayback Machine, published by the United Nations Conciliation Commission, 23 October 1950. (U.N. General Assembly Official Records, 5th Session, Supplement No. 18, Document A/1367/Rev. 1)
  177. ^ Government of Palestine, A Survey of Palestine, Supplement, p. 10 (1946)
  178. ^ http://www.history.ac.uk/reviews/paper/hughesMatthew.html The War for Palestine. Rewriting the History of 1948 by Eugene L. Rogan and Avi Shlaim . Retrieved 8 August 2009. Archived 11 August 2009.
  179. ^ "Dr. Sarah Ozacky-Lazar, Relations between Jews and Arabs during Israel's first decade (in Hebrew)". Archived from the original on 1 July 2013. Retrieved 29 June 2013. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  180. ^ أ ب "Palestine refugees". Unrwa.org. Retrieved 18 January 2013.
  181. ^ أ ب "Re-claiming Palestine: The Legal Basis for Rights of Return and Restitution". Thejerusalemfund.org. 2 August 2005. Retrieved 18 January 2013.
  182. ^ Joseph Ginat and Edward Joseph Perkins (2001). The Palestinian Refugees: Old Problems – new Solutions. University of Oklahoma Press. p. 140. ISBN 0806133937. In order to highlight the plight of the refugees and to put pressure on Israel to admit responsibility for them, Arab countries (except Jordan) have denied citizenship rights to the Palestinians in their midst; in so doing, they claimed they were serving the interests of the Palestinians and supporting their right of return.
  183. ^ "Jewish Refugees of the Israeli Palestinian Conflict". Mideast Web. Archived from the original on 30 June 2013. Retrieved 1 April 2013. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  184. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة BennyMorris
  185. ^ "Population, by Religion and Population Group". Israel Central Bureau of Statistics. 2006. Archived from the original on 30 September 2007. Retrieved 7 August 2007. {{cite journal}}: Cite journal requires |journal= (help); Invalid |ref=harv (help); Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  186. ^ أ ب Sachar, pp. 395–403.
  187. ^ Devorah Hakohen, Immigrants in Turmoil: Mass Immigration to Israel and Its Repercussions in the 1950s and after, Syracuse University Press 2003 p.267
  188. ^ Displaced Persons retrieved on 29 October 2007 from the U.S. Holocaust Museum.
  189. ^ Tom Segev, 1949. The First Israelis, Owl Books, 1986, p. 96.
  190. ^ Devorah Hakohen, Immigrants in Turmoil: Mass Immigration to Israel and Its Repercussions in the 1950s and after, Syracuse University Press 2003 pp. 24, 31, 42, 45.
  191. ^ "Vi- The Arab Refugees – Introduction". Mfa.gov.il. 2014-06-24. Archived from the original on 17 January 2010. Retrieved 2014-06-29. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  192. ^ המעברות [Transit Camps] (in Hebrew). Lib.cet.ac.il. Retrieved 18 January 2013.{{cite web}}: CS1 maint: unrecognized language (link)

خطأ استشهاد: الوسم <ref> ذو الاسم "morris2008p116" المُعرّف في <references> غير مستخدم في النص السابق.

خطأ استشهاد: الوسم <ref> ذو الاسم "refugees" المُعرّف في <references> غير مستخدم في النص السابق.

المصادر

قراءات إضافية

تاريخ

أدب

  • The Hope by Herman Wouk, a historical novel that includes a fictionalized version of Israel's War of Independence.

وصلات خارجية