حابس المجالي
المشير حابس باشا ارفيفان المجالي (1910-2001) قائد الجيش الأردني في معركة اللطرون و باب الواد، ورمز النشامى الأردنيين الأوفياء.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نبذة عنه
ولد المشير حابس المجالي في مدينة معان جنوب المملكة الأردنية الهاشمية عام 1910 وقيل 1914، حيث تلقى علومه في مدرسة السلط، ويعتبر المشير حابس المجالي أحد رجالات الرعيل الأول الذين تبؤوا مسؤوليات كبيرة وكرس حياته جندياً مخلصاً شجاعاً مدافعاً عن ثرى الأردن.
قصة ولادته
سنة الهية تلك الثورة التي أججها رجال الكرك والمحيطون بها، حاملين مئات بل آلاف من صفحات التاريخ العريق، الهية أو هية الكرك تعد فاصلة حاسمة في تاريخ نضال الشعب العربي، وعلامة أولى للتحول من حقبة معتمة إلى أخرى مسكونة بالأمل والهواجس معاً، هنا.. في هذه اللحظة التاريخية، والرجال الأحرار ينثرون أرواحهم فداء للأرض والكرامة رفعاً للظلم والظلام، فينثرونها دحنوناً مرتوياً كما يطلقون الرصاص من أفواه البنادق معدودة العد والعدة، هنا بالتحديد عندما سيرت الدولة العثمانية قطعانها المدججة بالمدافع والعسكر من أجل هدم البيوت وحصد الأرواح الأبية والعصية على الرضوخ، ومن أجل ملئ القلعة بالمعتقلين والسجناء، وهي التي بنيت حضارة بعد حضارة لحفظ الأرض والأنفس والأعراض.
وسط كل ذلك، في خضم إرهاصاته أنجبت بندر الكركية حابس المجالي ، ولدته في المعتقل وهي ترافق (مشخص) فكانتا أول معتقلتين سياسيتين في المنطقة، حرائر ثائرات وزوجات شيوخ، قادوا ثورة كانت بوابة كبرى عبرت منها حركات التحرر العربية حتى انطلاق ثورة العرب الكبرى.
ولد حابس المجالي من رحم الثورة وعلى جبينه رايات المرحلة القادمة ، ففي تلك السنة 1910 م أرخ لمولد المشير حابس المجالي، وإن ذهب البعض إلى أن ولادته كانت سنة 1914 م، لكن العرب كانوا يؤرخون بالأحداث وهو من أبناء سنة الهيّة ، ولعل من آثار تلك المرحلة أن دفعت بحابس للالتحاق بالخدمة العسكرية في سن مبكرة، فهو مفطور على النضال والفروسية، حاملاً في ذاكرته وفكره صور تلك البطولات التي خطّها الآباء والأجداد في سجلات الفخار الأردني.
الخدمة العسكرية
إنتسابه للقوات المسلحة الأردنية
بعد تخرج حابس المجالي من مدرسة السلط، لم يكن العام 1932م يؤرخ لدخول منتسب جديد لصفوف الجيش العربي الناشئ فقط، بل يؤكد على توجهات شاب توج حياته ووطنه بالبطولة والفداء، حيث أخذ الفتى الكركي يثبت نبوغه العسكري وإخلاصه الحقيقي من خلال تدرجه في الرتب والمناصب العسكرية التي كلما علت وزاد رقيها ثقلت مسؤولياتها وتعاظمت واجباتها.
أسطورة معارك القدس
يعد حابس المجالي أسطورة عسكرية تجلت صورها من خلال حروب جيش الإنقاذ في فلسطين عام 1948 م ، فلا زالت الوثائق الإسرائيلية والعربية تشهد على شجاعته وحنكته كلما حمي وطيس المعركة، فهو أسد معارك القدس في اللطرون و باب الواد.
معركة اللطرون
ففي معركة اللطرون التي قاد خلالها حابس القوات الأردنية المكونة من (1200) جندي في مواجهة شرسة مع عدد جيد التسليح يصل تعداده إلى (6500) جندي، وتمكن هذا القائد الشاب أن يدفع بالقوات الأردنية للتفوق وتحقيق نصر عز نظيره في تلك الحروب، منادياً نشامى الجيش العربي بعبارته الشهيرة ( المنية ولا الدنية) فتلحق بالقوات الإسرائيلية هزيمة نكراء، وقد قدرت بعض الجهات اليهودية خسائرها بألفي قتيل، وأسر عدد كبير من الإسرائيليين من بينهم رئيس وزراء إسرائيل السابق ارئيل شارون الذي كان قائدا للقوات الإسرائيلية في تلك المعركة ونقل إلى معسكر الأسرى في مدينة المفرق، وقد كانت هذه المعركة خطوة كبيرة في تحرير القدس، ليكون النقيب حابس المجالي يومها قد كسر توقعات العدو، ورفع معنويات الجيوش العربية التي عانت من إخفاقات متلاحقة.
معركة باب الواد
أما معركة باب الواد فهي درس بالغ القسوة لقنه اسود الجيش العربي الأردني لليهود بقيادة حابس المجالي، وقد وقعت هذه المعركة بعد اقل من أسبوع على معركة اللطرون ، وتجلت في هذه المعركة أروع صور البسالة والفداء ، وانقضّ نشامى الجيش الأردني على خطوط اليهود مقدمين أرواحهم فداء للقدس والأرض المباركة، ففتكوا بهم والحقوا بهم شر هزيمة. فلقد قتل منهم المئات وجرح أكثر من ألف جندي وعدد من الأسرى، في حين استشهد من الجيش العربي الأردني عشرون جندياً، وبذلك تمكنت القوات الأردنية من تحرير مدينة القدس من يد القوات الإسرائيلية من خلال رائعة عسكرية، وملحمة تاريخية قدم فيها حابس المجالي نفسه كقائد عظيم قادر على التعامل مع أقسى الظروف وفي ظل ضعف الإمكانيات للقوات العربية ، وسجل الجيش الأردني واحدة من انصع الصفحات في التاريخ العربي الحديث، فقد قال مؤسس الكيان الإسرائيلي ديفيد بنغوريون عام 1949 م أمام الكنيست "لقد خسرنا في معركة باب الواد وحدها أمام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة".
وما زال أهل القدس يتغنون به في أفراحهم وينشدون (( حابس حابسهم بالوادي .. حابس وجنوده وتادِ )) في دلالة على انتصارات الجيش العربي الأردني في معارك القدس كما يتغنى به كل الأردنيين و أحرار العرب فـ (( سرية قايدها حابس .. تهيش الأخضر واليابس )).
أحداث أيلول
وفي ظروف صعبة واجهت الأردن عقب أحداث أيلول أصبح المشير حابس المجالي قائداً عاماً للجيش عام 1970 م. ليثبت من جديد انه الجندي الوفي والشجاع ، وانه قادر إذا ما دعت الحاجة، أن يلبي نداء الواجب في أحلك الظروف لتعود عمّان عاصمة للأمن والطمأنينة، وداراً لأحرار العرب ومستغيثيهم، لذلك لم يبخل (أبو سطام) حابس بيوم واحد من عمره على الوطن الغالي.
الأوسمة و الشارات
منح المشير المجالي العديد من الأوسمة والشارات، من أبرزها:
- وسام النهضة المرصع.
- وسام النهضة من الدرجة الأولى.
- وسام الخدمة العامة بفلسطين.
- وسام الكوكب من الدرجة الاولى.
بالإضافة إلى العديد من الأوسمة والشارات من عدة دول شقيقة وصديقة.
الوظائف السابقة
- 1932 - 1949 ضابط في الجيش العربي، مساعد شخصي للملك عبدالله الأول بن الحسين، وأول قائد كتيبة عربي تسلم الكتيبة الرابعة التي أطلق عليها الملك المؤسس الكتيبة الرابحة لأنها ربحت كل المعارك التي خاضتها.
أشعاره
كان القائد البطل حابس المجالي رقيق القلب ، مرهف الحس، كثيراً ما انساب الشعر على لسانه رقيقاً سلساً، ومن أشعاره
يا عيال مين يريحني
ويطرد هوى البيض
يومين وانا هوى البيض
سوسحني سم وسقط بين ضلعيني
دنا القلم وابيض القرطاس
وبخاطري ناظم بيتين
عاللي بهواها سلين الناس
سبع سنين تواليني
وش علمك بالمراجيل ياردي الجبل
وش علمك بالمراجيل والمشي بالليل
حنا رجال البلد حنا كراسيها
حنا رماح القنا لا تعكزت فيها
وفاته
في 24 أبريل 2001 توفي المشير حابس المجالي في عمان، عن عمر يناهز التسعين عاماً، وكان حتى وفاته عضواً في مجلس الأعيان، وعمل نحو نصف قرن في الجيش الأردني حتى بلغ أعلى المناصب وهو القائد العام للقوات المسلحة الأردنية.