مدفعية
المدفعية Artillery نوع من الأسلحة التي تشمل المدفعية المحمولة، وقاذفات الصواريخ التي لا تصنف كأسلحة خفيفة لكونها كبيرة وذات عيار ثقيل. وكل سلاح يستخدم ذخيرة قطر 2,5 سم أو أكثر، ولا يطلق من اليد أو الكتف يمكن تسميته مدفعية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تاريخ
استخدمت المدفعية للمرة الأولى في القرن الخامس عشر الميلادي بوساطة الفرنسيين ضد الإنجليز في عام 1450م، واستخدمها العثمانيون في الحملة النهائية لفتح القسطنطينية تحت قيادة محمد الثاني عام 1453م. وانتشر استخدام المدفعية بعد ذلك، وازدادت دقة وتأثيرًا وأدت دورًا متزايدًا في المعارك مع مرور الزمن. وكان نابليون أول جنرال جمع مدفعيته في بطارية كبيرة لتصبح قوة مؤثرة في ميدان المعركة، وقد حشد نيران مدفعيته على منطقة واحدة في خطوط العدو، ثم دفع قواته لتقتحم ذات المكان.
خلال الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918م) حفرت القوات في الجبهة الغربية خنادق كبيرة وخاضت المعارك من مواقع ثابتة. وكان معظم القتال تراشقًا بنيران المدفعية من العيارات الثقيلة. وفي عام 1918م، قصف الألمان مدينة باريس بمدافع عملاقة تُسمى “مدافع باريس” كانت تقصف المدينة من على بعد 120كم رافعة قذائفها إلى 24,9كم من فوق سطح الأرض. لكن المدافع الثقيلة لم يكن لها دوركبير في هذه الحرب لصعوبة وبطء حركتها، ووهنها أمام الطائرة التي تستطيع اكتشافها وتدميرها.
وفي الوقت الحاضر يمكن نقل المدافع من موقع لآخر بسرعة وسهولة، وذلك بتعليقها أسفل الطائرات المروحية، بطريقة تسمى التنقلية الجوية، وبذلك تدخل في قلب المعركة بقابلية حركة جوية عالية. وفي 29 مايو 1953م أطلقت الولايات المتحدة أول قذيفة نووية بوساطة مدفع عيار 280 ملم، وفي أيامنا هذه تستطيع المدفعية من عيارات أصغر أن تطلق قنابل نووية.
أجزاء المدفع
تتألف أي قطعة مدفعية من سبطانة، وهي ماسورة لها فتحتان: الفوهة، حيث مخرج القذيفة، والحجرة (الترباس)، وهي مكان إدخال وتعبئة القذيفة. ويوضح حجم السلاح بعياره، ويتمثل بقطر السبطانة أو الذخيرة. والمغلاق (كتلة الترباس) هو الذي يغلق حجرة القذيفة، وهو يحوي الإبرة أو مجموعة الإطلاق.
يمكن أن تكون سبطانة المدفع من الداخل ملساء أو محززة بخط لولبي محفور يتسبب في دوران القذيفة بعد انطلاقها، فتحافظ على ثبات خط حركتها وتوازنها، بحيث تنطلق نحو الهدف ومقدمتها للأمام. أما المدفعية ذات السبطانة (الماسورة) ملساء القطر الداخلي، فهي التي تطلق قذائف لها ذيل وفراشات لتحافظ على توازنها أثناء طيران القذيفة. وتحوي مجموعة الإطلاق شعيلة تفجير في المدافع الكبيرة، أو إبرة إطلاق للمدافع الأصغر. وتقوم شعيلة التفجير بإشعال الحشوة الدافعة في مؤخرة القذيفة. وتضرب الإبرة على الشعيلة فتشعل الدواسر مولدة ضغطًا عاليًا جدًا من الغازات، فتجبر القذيفة على الانطلاق عبر الفوهة بسرعة عالية جدًا.
أنواع المدفعية
تصنف المدفعية تبعًا لحجمها إلى مدفعية خفيفة ومدفعية متوسطة ومدفعية ثقيلة. ويمكن تصنيفها حسب مسار المقذوف (خط منحنٍ). فالمدفع يستخدم مسار مقذوف مستو عند سرعة فوهية عالية جدًا، بينما الهاوتزر يستخدم مسار مقذوف قوسي عالٍ، ويستخدم ضد الأهداف المختفية خلف الموانع.
كثيرًا ما تعتبر الهاونات (المورتر)، وقاذفات الصواريخ، والبنادق عديمة الارتداد مدفعية. والهاون له غالبًا سبطانة ملساء، وتعبأ الذخيرة من الفوهة، ويطلق المقذوفات بمسار مقذوف قوسي أعلى من مدفع الهاوتزر (مدفع قوس)، وقاذفات الصواريخ تشغل صواريخها أثناء طيرانها. وتطلق البندقية عديمة الارتداد مقذوفات بحجم وعيار المدفعية الخفيفة. وهي أخف كثيرًا من بقية أسلحة المدفعية، ويمكن نقلها يدويًا أو حملها في الآليات.
مدفعية الميدان
تستخدم لمساندة قوات المشاة والدروع. ويمكن سحب هذه الأسلحة بالشاحنات أو المجنزرات، أو حملها على الآليات ليتم إدخالها في المعركة بسرعة. وهي مختلفة في أحجامها فمنها مدافع ترمي مقذوفات زنة نصف كيلو جرام، ومنها مايطلق مقذوفًا زنة 159كجم. لقد تم استخدام جرارات وشاحنات لحمل الذخيرة عوضًا عن عربة الذخيرة الصغيرة ذات العجلتين التي كانت تستخدم قديمًا. والمدافع التي يتراوح قطرها من 75 إلى 125ملم محمولة على صواريخ أرض ـ أرض تعدُّ مدفعية ميدان.
المدفعية المضادة للطائرات
تستطيع رماية قذائف بمعدل سريع وبزوايا عالية. توجه هذه المدافع عادة على الهدف بأنظمة سيطرة نيران آلية وإلكترونية. وعمومًا، فإنها تستخدم كبسولات تفجير خاصة لتفجر الذخيرة في منطقة الهدف. ويتم مساندة المدافع المضادة للطائرات بصواريخ أرض- جو في أغلب الأحيان.
المدفعية الأخرى
المدافع التي تنصب في الطائرات العادية والمروحية على السفن يطلق عليها أحيانًا اسم المدفعية.
كيفية صنع المدفعية
كانت المدافع تسبك من النحاس أو البرونز أو الحديد حتى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. ومن أجل صناعة مدفع أقوى زاد المهندسون سماكته. وفي وقت لاحق من القرن التاسع عشر الميلادي صنعت مدافع أكبر بطريقة التطريق (طرق المعادن)، وذلك بصهر الفولاذ في الفرن، ثم صبه في قوالب تترك حتى تبرد، ثم يعاد تسخينه حتى درجة 1150°م تقريبًا، ثم يطرق بمطارق هيدروليكية أو مكابس ليحصلوا على شكله النهائي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
طريقة القالب الواحد
تصنع معظم سبطانات المدافع في الوقت الحاضر بطريقة القالب الواحد، حيث ينتج منها فولاذ شديد الصلابة. وبهذه الطريقة يمكن صناعة سبطانة قوية للغاية، حيث يسلط ضغط عال جدًا من داخل السبطانة، ومن جرائه يتمدد السطح الداخلي ويكبر القطر الداخلي. وعند إزالة الضغط يتقلص السطح الخارجي إلى قطره المحدد ضاغطًا على السطح الداخلي الذي يبقى على قطره الأوسع، فتنضغط السبطانة من الداخل فتزداد صلابة. وتسمى هذه طريقة العمل على البارد أو الإبلاء الذاتي. وبعد أن تتشكل السبطانة يتم زيادة صلابتها بتطويعها بالتسخين والتبريد البطئ، وبعد ذلك تصقل السبطانة بالصنفرة حسب مواصفاتها ومقاييسها المقررة من الداخل.
التحزيز
بعد إتمام تصنيع المدفع وتجميعه، يتم تحزيز السبطانة من الداخل. وفي بعض الأحيان بدلاً من تحزيز جوف السبطانة يتم تصنيع بطانة فيها لولبات، ويتم تلبيسها للسبطانة من الداخل، ولهذه الطريقة حسنة واحدة، حيث يمكن تبديل البطانة بأخرى جديدة عندما تتآكل الأولى بسبب الرماية الكثيرة. ولكن هذه الطريقة توقفت بسبب تكاليف التصنيع الباهظة.
الذخيرة
أنظر أيضاً
|
|
المصادر
- TM 9-2300
- Holmes, Richard, The World Atlas of Warfare: Military Innovations that Changed the Course of History, Viking Press 1988
- McCamley, N. J., Disasters Underground, Pen & Sword Military (2004)
- قالب:Cite website
- Maj Gen AGL McNaughton The Development of Artillery in the Great War, Canadian Defence Quarterly Vol 6 No 2, January 1929
- Ordway, Frederick I., History of Astronautics Symposium: Mar Del Plata, Argentina, October 1969, Technology and Culture, Vol. 11, No. 3 (Jul., 1970)
- Browne, J. P. R., & Thurbon, M. T., Electronic Warfare, Brassey's Defence Publishing, London, 1998
- International Aeronautic Federation, Interavia, p. 262, v.32, 1977 (Jan-Jun), Jane's Information Group, London
- Schmidtchen, Volker (1977), "Riesengeschütze des 15. Jahrhunderts. Technische Höchstleistungen ihrer Zeit", Technikgeschichte 44 (2): 153–173 (162–164)
قراءات أخرى
- Hogg, Oliver Frederick Gillilan, Artillery: Its Origin, Heyday and Decline (Hamden, 1970)
- Bailey, J.B.A., Field Artillery and Firepower (Naval Institute Press, 2003)
وصلات خارجية
- Portsmouth Action Field Gun Pictures and Video
- Naval Weapons of the World
- Cannon Artillery - The Voice Of Freedom's Thunder
- Modern Artillery
- Video: Inside one of Missouri’s 16" gun room, about 1955. (Windows Media File)
- Evans, Nigel F. (2001–2007) "British Artillery in World War 2"
- Artillery Tactics and Combat during the Napoleonic Wars
- Artillery of Napoleon's Imperial Guard
- French artillery and its ammunition. 14th to the end of the 19th century
- ^ Schmidtchen 1977, p. 162