جورج بوش الأب

(تم التحويل من جورج هـ. و. بوش)
جورج بوش الأب
George H. W. Bush, President of the United States, 1989 official portrait.jpg
الرئيس الأمريكي الحادي والأربعين
في المنصب
20 يناير 1989 – 20 يناير 1993
نائب الرئيس دان كويل
سبقه رونالد ريگان
خلفه بيل كلنتون
نائب الرئيس الأمريكي رقم 43
في المنصب
20 يناير 1981 – 20 يناير 1989
الرئيس رونالد ريگان
سبقه والتر مونديل
خلفه دان كويل
مدير المخابرات المركزية الأمريكية
في المنصب
30 يناير 1976 – 20 يناير 1977
الرئيس جرالد فورد
سبقه وليام كولبي
خلفه ستانسفيلد تيرنر
سفير الولايات المتحدة إلى الصين
في المنصب
26 سبتمبر 1974 – 7 ديسمبر 1975
الرئيس جرالد فورد
سبقه ديڤد بروس
خلفه توماس گيتس
رئيس اللجنة القومية الجمهورية
في المنصب
19 يناير 1973 – 16 سبتمبر 1974
سبقه بوب دول
خلفه ماري سميث
سفير الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة
في المنصب
1 مارس 1971 – 18 يناير 1973
الرئيس ريتشارد نيكسون
سبقه تشارلز يوست
خلفه جون سكالي
عضو مجلس النواب الأمريكي
عن الدائرة 7 في تكساس
في المنصب
3 يناير 1967 – 3 يناير 1971
سبقه جون دودي
خلفه وليام أرتشر
تفاصيل شخصية
وُلِد جورج هربرت واكر بوش
12 يونيو 1924 (العمر 100 سنة)
ميلتون، مساتشوستس، الولايات المتحدة
توفي 30 نوفمبر 2018
هيوستن، تكساس
الحزب الحزب الجمهوري
الإقامة هيوستن، تكساس
الجامعة الأم جامعة يل
الدين أسقفي
التوقيع توقيع جورج بوش بالحبر
الموقع الإلكتروني المكتبة الرئاسية
الخدمة العسكرية
الولاء  الولايات المتحدة
الخدمة/الفرع  البحرية الأمريكية
سنوات الخدمة 1942–1945
الرتبة US-O2 insignia.svg Lieutenant (junior grade)
الوحدة Fast Carrier Task Force
المعارك/الحروب الحرب العالمية الثانية
الأوسمة صليب الطيران المتميز
الوسام الجوي (3)
Presidential Unit Citation

جورج هربرت واكر بوش (George Herbert Walker Bush؛ و. 12 يونيو 1924 - ت. 30 نوفمبر 2018)، هو سياسي ودبلوماسي ورجل أعمال أمريكي ورئيس الولايات المتحدة رقم 41 من 1989 حتى 1993. كعضو في الحزب الجمهوري، تولى أيضاً منصب نائب الرئيس رقم 43 من 1981 حتى 1989 تحت رئاسة رونالد ريگان كما تقلد مناصب فدرالية أخرى متعددة.[1]

وُلِد بوش لعائلة ثرية في ميلتون، مساتشوستس، ونشأ في گرينتش، كنتيكت. التحق بأكاديمية فليپس وعمل طيارًا في احتياط البحرية الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية قبل تخرجه من جامعة يل وانتقاله إلى غرب تكساس، حيث أسس شركة نفط ناجحة. بعد ترشحه غير الناجح لمجلس الشيوخ الأمريكي عام 1964 انتُخب لتمثيل دائرة الكونگرس السابعة في تكساس عام 1966. عينه الرئيس رتشارد نيكسون سفيرًا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عام 1971 ورئيسًا للجنة الوطنية الجمهورية عام 1973. عينه الرئيس جيرالد فورد رئيسًا لمكتب الاتصال بجمهورية الصين الشعبية عام 1974 ومديرًا للمخابرات المركزية عام 1976. ترشح بوش للرئاسة عام 1980 لكنه هُزم في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري 1980 أمام ريگان الذي اختاره نائبًا له. في الانتخابات الرئاسية 1988 هزم بوش الديمقراطي مايكل دوكاكيس.

كانت السياسة الخارجية هي المحرك لرئاسة جورج بوش أثناء مروره بالسنوات الأخيرة من الحرب الباردة ولعب دورًا رئيسيًا في إعادة توحيد ألمانيا. كما أشرف على غزو پنما وحرب الخليج الثانية، مما أدى إلى إنهاء الاحتلال العراقي للكويت في الصراع الأخير. ورغم أن الاتفاقية لم يتم التصديق عليها إلا بعد مغادرته منصبه، فقد تفاوض بوش ووقع على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، والتي تأسس بموجبها تكتل تجاري يتألف من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وعلى الصعيد المحلي، تراجع بوش عن وعده الانتخابي الذي قطعه عام 1988 بسن تشريع لزيادة الضرائب لتبرير خفض العجز في الميزانية. كان من أنصار والموقعين على ثلاثة تشريعات ثنائية الحزبية عام 1990، قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة، وقانون الهجرة 1990، وتعديلات قانون الهواء النظيف. كما عين ديڤد سوتر وكلارنس توماس في المحكمة العليا. خسر بوش الانتخابات الرئاسية 1992 أمام الديمقراطي بيل كلنتون بعد الركود الاقتصادي، وتراجعه عن وعده الضريبي، وانخفاض التركيز على السياسة الخارجية في المناخ السياسي بعد الحرب الباردة.[2]

بعد تركه لمنصبه عام 1993، كان بوش نشطًا في الأنشطة الإنسانية، وغالبًا ما كان يعمل جنبًا إلى جنب مع كلنتون. ومع فوز نجله، جورج دبليو بوش في الانتخابات الرئاسية 2000، أصبح الاثنان ثاني أب وابنه يشغل منصب رئيس البلاد، بعد جون آدمز وجون كوينزي آدمز. سعى ابن آخر، جب بوش، دون جدوى للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في الانتخابات التمهيدية 2016. بصفة عامة يصنف المؤرخون بوش كرئيس فوق المتوسط.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السنوات المبكرة

جورج بوش طفلاً يخطو خطواته الأولى في منزل جده في كني‌بنك‌پورت، مين، حوالي 1925

ينحدر جورج بوش في أصل إنگليزي، فأجداده المهاجرون استقروا في ولاية مساتشوستس في منتصف القرن السابع عشر. وُلِد بوش، واسمه جورج هربرت واكر بوش في 12 يونيو 1924، في حجرة مخصصة للولادة، في منزل العائلة الڤيكتوري، في مدينة ميلتون، مساتشوستس.

أما والده، پريسكوت بوش (1895-1972)، فكان ذا باع طويل في الحياة الاقتصادية والعسكرية والسياسية، للولايات المتحدة الأمريكية. التحق پريسكوت بوش بجامعة يل عام 1913، ولكنه انقطع عن الدراسة، بعد ثلاث سنوات، لينضم للحرس الوطني، على الحدود المكسيكية، تحت قيادة الجنرال جون برشينج . وبعد تخرجه في الجامعة عام 1917، عمل كنقيب، في سلاح المدفعية أثناء الحرب العالمية الأولى، كما خدم في الجيش، الذي احتل ألمانيا. وبعد الحرب العالمية الثانية، انضم لحزب كنتيكت الجمهوري. وفي عام 1952، هزم بريسكوت بوش، ابراهام ريبيكوف في الانتخابات، للفوز بكرسي مجلس الشيوخ، الذي شغر بوفاة براين ماكماهون. وبعد أربع سنوات أُعيد انتخابه للمنصب نفسه. وكعضو في جناح أيزنهاور المعتدل التابع للحزب، كان سناتور بوش متحفظاً مادياً، إلاّ أنه كان منفتحاً في السياسات الأجنبية. وقد شارك في وضع قانون المساعدات الفدرالية للطرق السريعة (Federal Aid Highway Act)، عام 1956، وقد كتبه، الرئيس أيزنهاور، بيده، في قائمة، ضمت أفضل عشرة مرشحين، لرئاسة الحزب الجمهوري، عام 1960. وفي مجال الرياضة، أصبح بريسكوت رئيساً لاتحاد الجولف عام 1930، كما فاز ببطولة الجولف عام 1951. وقد زرع بوش في أولاده تقليداً بأن الناس، الذين يتمتعون بالثروة، ومميزات أخرى، يجب أن يعطوا شيئاً، في المقابل، لمجتمعهم. وقد مات پريسكوت، نتيجة إصابته بسرطان الرئة، في الوقت الذي كان فيه أشهر أولاده، جورج، سفيراً لبلاده في الأمم المتحدة.

أما والدة جورج بوش، وتدعى دوروثي ووكر بوش (1901-1992)، فقد نشأت في سانت لويس، وأصبحت رياضية متميزة، إذ تفوقت في لعبة كرة السلة والبيسبول والتنس. وقد تأهلت، ذات مرة، إلى نهائيات بطولة التنس للسيدات، في ميريون، پنسلڤانيا. وتزوجت پريسكوت بوش عام 1920. وكانت مربية حازمة، إذ وضعت تعليمات صارمة في بيتها، لحماية أبنائها من الفساد، الذي قد يصيبهم، نتيجة ثراء عائلتهم. وقد غرست فيهم، بغضاً شديداً للتباهي والتفاخر بأنفسهم. وأثناء عمل زوجها في مجلس الشيوخ، كتبت مقالاً بعنوان "حياة زوجة سيناتور في واشنطن" نُشر في عشرين جريدة.

كان ترتيب جورج بوش، الثاني من بين خمس أخوة، فله ثلاثة إخوة ذكور، وأخت واحدة، وهم: بريسكوت بوش وهو رجل أعمال. نانسي أليس وهي أخته الوحيدة. وجوناثان بوش رئيس شركة ج. بوش وشركاه. ووليام "باك" بوش، شريك رئيسي في شركة استشارية، تعمل في مجال الإدارة والاستثمارات.

نال جورج بوش تعليمه الأولي في مدرسة جرينويتش؛ حيث شارك هناك في فريق البيسبول وكرة القدم، ولعب التنس. وعندما أكمل عامه الثالث عشر، انضم إلى أكاديمية فيليبس، وهي مدرسة إعدادية للبنين في أندوڤر، مساتشوستس، لا تقبل أن يلتحق بها، إلا المتفوقين من أبناء الطبقة الأرستقراطية، وكان رئيساً لفصله، وقائداً لفريق البيسبول وكرة القدم، ومديراً لفريق كرة السلة، ومحرراً لمجلة المدرسة، "الفيليبيان". كما انتخب ثاني شخصية، لها تأثير في المدرسة، وثالث أحسن رياضي، وثالث شخص له شعبية، وثالث طالب أكثر وسامة. ومثل نصف طلبة مدرسته، التحق بوش بجامعة يل المرموقة.


الحرب العالمية الثانية

جورج بوش في طائرة طراز تب بي إف أڤنجرز على متن حاملة الطائرات سان جاسينتو عام 1944.

بسبب إندلاع الحرب العالمية الثانية انقطع بوش عن دراسته؛ إذ قرر الانضمام للقوات المسلحة الأمريكية. وبعد الحرب عاد ثانية إلى الجامعة، وكان في ذلك الوقت متزوجاً، فحضر برنامجاً مكثفاً لمدة عامين ونصف، وتخصص في علمي الاقتصاد والاجتماع. وفي 12 يونيو 1942، وفي عيد ميلاده الثامن عشر، انضم بوش للبحرية، ليعمل جندياً بحرياً من الدرجة الثانية. وظل في الخدمة حتى سبتمبر عام 1945. وخلال خدمته ترقى، ملازماً أول. نال جورج بوش تدريبه الأساسي، على قيادة الطائرات، في تشاپل هل، كارولينا الشمالية، وعلى الطيران المبدئي، في منياپوليس، منسوتا، وعلى الطيران المتقدم، في تشارلستون، رود آيلاند، وعلى قيادة الطائرات قاذفات القنابل، في فورت لودرديل، فلوريدا، وعلى التصوير الجوي، في تشينكوتيگ، ڤرجينيا. وفي يونيه 1943، نال رخصته، وبذلك أصبح أصغر طيار في الجيش الأمريكي. وأثناء وجوده في معسكره في تشينكوتيگ، في خريف عام 1943، عوقب، بسبب تحليقه بطائرته على مستوى منخفض في الملاعب المجاورة للمعسكر، مسبباً هياجاً لفيل في سيرك المدينة، كسر قيوده وهرب، مسبباً ذعراً كبيراً، في شوارع المدينة.

وفي نوفمبر 1943، وأثناء التدريبات في تشينكوتيگ، تحطمت عجلات طائرته، إلا أنه لم يصب بسوء، على الرغم من تحطم طائرته، التي تقدر بستة وتسعين ألف دولار، أثناء هبوطها. وكان بوش واحداً من أربع طيارين، نجوا من الحرب، في فرقته، التي تكونت من أربعة عشر طياراً، وفي التاسع عشر من يونيه عام 1944، أُجبر على الهبوط بطائرته في البحر، وتمكن من الهرب بصعوبة من موقع الهبوط، قبل أن تنفجر طائرته.

ومن أحلك الأوقات، التي واجهها بوش أثناء الحرب، 2 سبتمبر 1944، عندما أوكل إليه مهمة قذف مركز اتصالات ياباني، وبينما كان يهبط ليقصف الهدف، أصيبت طائرته بقاذفة مضادة للطائرات، وعلى الرغم من الدخان، الذي ملأ كابينة القيادة، والنيران التي اشتعلت بالأجنحة، إلا أن بوش استمر في الطيران، حتى وصل إلى هدفه وقصفه، وأسرع نحو البحر، وأمر من معه بالقفز أولاً، وكان هو آخر من قفز، وخلال قفزه، اصطدم بذيل الطائرة، وجرح رأسه، وظل في الماء ثلاث ساعات، إلى أن أُنقذ، بواسطة الغواصة فينباك (Finback). وكان بوش، الوحيد الذي نجا من طاقم الطائرة.

زواجه ودراسته الجامعية

جورج هـ.و. بوش يلتقي أيقونة البيسبول بيب روث في يل، 1946.

وخلال دراسته الجامعية، شارك بوش في فريق البيسبول، حيث لعب إحدى وخمسين مباراة خلال موسمين، فاز فيها فريقه بالبطولة الإقليمية الشرقية. ويحرص جورج بوش، حتى الآن، على الاحتفاظ بأول قفاز لعب به البيسبول في الجامعة، في درج مكتبه. وقد تقدم بوش تقدماً ملحوظاً في دراسته بالجامعة، وفاز بجائزة فرانسيس جوردن براون، نظراً لتفوقه. وحصل على مرتبة الشرف عند تخرجه في عام 1948.

تزوج جورج بوش عام 1945، وهو في سن العشرين، وكان يعمل ضابطاً، برتبة ملازم أول في البحرية الأمريكية، من باربرا بيرس، وهي في التاسعة عشر من عمرها. وخلال رحلة زواجهما لم يستقرا في مكان واحد لفترة طويلة، إذ تنقلا بين 29 منزلاً في سبع عشرة مدينة.

ورزق جورج بوش بأربعة أبناء وبنتان، توفيت إحداهما في سن الرابعة، نتيجة لإصابتها بسرطان الدم.

أبناؤه ترتيباً هم:

جورج بوش (الابن)، وُلد عام 1946، وعمل طياراً، في حرس تكساس الوطني، خلال حرب فيتنام. وبعد تخرجه في جامعة يل، حصل على درجة الماجستير في الإدارة عام 1975، وقد ساهم في تكوين شركة، للتنقيب عن الغاز والزيوت، في ميدلاند بولاية تكساس. وفي عام 1987، باع نصيبه، لشركة هاركن للبترول والغاز، وتفرغ لحملة الدعاية لانتخابات والده. وفي عام 1989، أصبح شريكاً رئيسياً في إدارة فريق للبيسبول. وبصفته مستشاراً للرئيس بوش في الأمور التنظيمية، كان له تأثير كبير في عزل جون سنونو رئيس الموظفين في البيت الأبيض.

وقد انتخب محافظاً لولاية تكساس، فأحدث تغييرات كبيرة في طريقة إدارتها، الأمر الذي زاد من شعبيته في الحياة السياسية الأمريكية. والذي سعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري له لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية لفترتين متتاليتين من الرئاسة، ابتداء من عام 2000م.

جون بوش الشهير بجيب ، ولد عام 1953، وعمل في سوق العقارات فترة طويلة، عقب تخرجه في جامعة تكساس، وحقق من هذا العمل ثروة كبيرة. ثم انتقل إلى ولاية فلوريدا، وعمل في المجال السياسي، فصار أميناً للحزب الجمهوري في مقاطعة داد (Dade County). كما شغل منصب السكرتير التجاري لمحافظ فلوريدا، خلال عامي 1987، 1988. ويتمتع، هو الآخر، بشعبية جارفة.

نيل بوش، ولد عام 1955، ويعمل في مجال النفط. وهو خريج جامعة تيولان (Tulane). استقر في دنڤر، وأصبح رئيساً لشركة ج. إن. بي (JNB).

إلا أنه لم يلاق نجاحاً كافياً. وفي عام 1980، عمل في الحملة الدعائية لوالده، في الانتخابات الرئاسية في نيوهامبشاير (New Hampshire).

مارفن بوش، ولد في عام 1956، ويعمل استشاري في مجال الاستثمارات البنكية. تخرج في جامعة فيرجينيا (Virginia) عام 1981، وعمل لبعض الوقت مع شركة شيرسون، لـِمان برذرز (Shearson, Lehman Brothers)، قبل أن يصبح مديراً لتجارة جديدة في شركة جون ستيوارت داريل وشركاه (John Stewart Darrell & Company) في يونيه عام 1988.

دوروثي بوش، ولدت في عام 1959، وهـي سيدة أعمـال. عملـت وكيلـةً للسفريات، ومتعهدة حفلات، وكاتبة حسابات في شركة إيلدر للاستثمارات (Eilder Investments)، وهي شركة إنشاءات كان يمتلكها زوجها، في ذلك الوقت، في واشنطن عام 1991. وفي عام 1992 تزوجت من روبرت كوخ(Robert Koch) ، الذي استقال، قبل زفافه، من وظيفته، كمعاون لريتشارد جيبهاردت (Richard Gephardt) زعيم الحزب الديمقراطي، وهو الحزب المنافس للحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه جميع أفراد العائلة.

الأعمال التجارية

بعد تخرجه من جامعة يل عام 1948، رفض بوش أن يعمل مع والده، وفضل أن يبدأ حياته معتمداً على نفسه. وفكر في أن يتجه للعمل في مجال الزراعة، إلاّ أنه لم يتوفر له رأس المال الكافي لبدء مشروعه. كذلك، لم يرد أن يحصل على المال من عائلته. وفي النهاية وافق على عرض من صديق العائلة نيل مالون (Neil Mallon)، بأن يدخل مجال صناعة البترول، مع الشركة الدولية لأجهزة ومعدات آبار البترول (إيديكو) International Derrick & Equipment Company-IDECO، في غرب تكساس. وانتقل، بوش، مع وزوجته وابنه الرضيع، إلى تكساس.

وفي عام 1950، أسس بوش شركة، أطلق عليها "بوش ـ أوفربي لتطوير صناعة البترول" (Bush- Overbey Oil Development Company)، برأس مال ثلاثمائة وخمسين ألف دولار. وكان شريكه "جون أوفربي" (John Overbey)، مسؤولاً عن اختبار وتحليل خصائص البترول، في حين كان بوش، مسئولاً عن إتمام الاتفاقيات مع العملاء. وبعد قليل دُمجت شركته مع شركة أخرى اسمها "زاباتا" (Zapata)، وصار رئيساً لمجلس إدارة الشركة الجديدة. واستمر في هذا المنصب حتى عام 1966، حينما قرر التفرغ الكامل للعمل السياسي، فباع حصته في الشركة محققاً ربحاً كبيراً.

وحتى فبراير عام 1966، كان بوش قد أصبح عضواً فعالاً في أنشطة الحزب الجمهوري، إذ قام بحملة انتخابية في ميدلاند (Midland) لصالح دويت ايزنهاور (Dwight D. Eisenhower)، بين عامي 1952 و1956. ثم أصبح رئيساً للحزب الجمهوري، في مقاطعة هاريس (Harris County)، في الفترة من 1963 حتى 1964.

حياته السياسية (1964–1980)

سنوات الكونگرس

بوش مع الرئيس دوايت أيزنهاور.

وفي عام 1966 رشَّح الحزب الجمهوري بوش ليمثله في مجلس النواب، عن دائرته الانتخابية بولاية تكساس. فقاد حملة انتخابية ناجحة، تتسم بالشباب والحيوية شعارها "انتخب جورج بوش وراقب ما سيفعله"، فهزم الديمقراطي فرانك بريسكو (Frank Briscoe). وخلال الموسمين، اللذين قضاهما في المجلس، ساند حرب فيتنام، وأيد تخفيض سن الإدلاء الحق في الانتخابات، إلى سن الثامنة عشرة. ورأس مجموعة من الحزب الجمهوري، تهدف إلى المحافظة على البيئة. كما حاول التأثير على الرئيس نيكسون لتخفيض الضرائب، على العاملين المستقلين في مجال البترول. وكان من أشجع ما قام به تصويت لصالح قانون الحقوق المدنية عام 1968 (Civil Rights Act). ومنع التفرقة العنصرية في بيع وتأجير المنازل، وقد استقبل المواطنون البيض هذا القرار بغضب شديد. ووجه بوش بذلك في هيوستون (Hauston)، بعد اغتيال مارتن لوثر كينج "الصغير" (Martin Luther King Jr.) مباشرة، ولكنه استطاع التأثير على الحاضرين، بإقناعهم أنّ الجنود السود، العائدين من فيتنام، من حقهم أن يجدوا مسكناً ملائماً لهم.


سفير إلى الأمم المتحدة

بوش كسفير إلى الأمم المتحدة 1971

أراد الرئيس نيكسون تعيين جورج بوش رئيساً لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية (NASA)، ولكن بوش، طلب أن يعيين ممثلاً للولايات المتحدة الأمريكية، لدى هيئة الأمم المتحدة، بدرجة سفير. ووافق نيكسون على هذا الطلب.

وقد أدى بوش عمله ببراعة فائقة. وبتأييد من هنري كيسنجر، داهية السياسة الخارجية للولايات المتحدة في ذلك الوقت، سمح بوش للصين، بدخول الأمم المتحدة، لأول مرة، منذ أن سيطر عليها الحزب الشيوعي عام 1949، في الوقت، الذي سمح فيه لتايوان الاحتفاظ بمقعدها. وقد ذكر بوش أن الاثنين وعشرين شهراً، التي قضاها بالأمم المتحدة، جعلته أكثر إدراكاً، للعيوب والقيود، التي تسود العالم، كما جعلته، كذلك، أكثر تقديراً، للمساعدات الإنسانية، التي من الممكن أن يقدمها العالم، للتغلب على الفروق الأيديولوجية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية

مع إعادة انتخاب الرئيس نيكسون عام 1972، أراد بوش أن يزيد خبرته في السياسة الخارجية بالحصول على منصب كبير في الحكومة، وإن لم يستطع فسيأخذ في الاعتبار عرض وزير الخزانة جورج شولتز (George Shultz) ليصبح نائباً له. إلا أن الرئيس نيكسون، وفي اجتماع للحزب الجمهوري في نوفمبر من عام 1972، أقنع بوش بأن يشغل منصب رئيس الحزب، وقد كان.

عمل بوش، حثيثا، على التوفيق بين الأجنحة المعتدلة والمتشددة في الحزب، ونجح في ذلك إلى حد بعيد. وبعد فضيحة ووترجيت، قضى بوش، معظم وقته، في الدفاع عن نيكسون وأخلاقيات الحزب. وخلال العشرين شهراً، التي قضاها في منصبه، عقد أربعة وثمانين مؤتمراً صحفياً، وألقى مائة وثمانية عشر خطاباً، وقطع مائة وأربعة وعشرين ألف ميل، في الطيران. وكان بوش أحد آخر الجمهوريين، الذين تخلوا عن نيكسون، إذ أرسل له خطاباً رسمياً، في السابع من أغسطس عام 1974، يطالبه فيه بالاستقالة. وعلى الرغم من أن بوش، كان يشعر بالرضا، بسبب جهوده في تنظيم أعمال الحزب، إلاّ أنه أطلق على الفترة التي قضاها في هذا المنصب "كابوس سياسي".

مبعوث إلى الصين

بوش كمبعوث إلى الصين، ح. 1975.

حاول بوش الفوز بمنصب نائب للرئيس جيرالد فورد (Gerald Ford)، الذي فاز بترشيح الحزب له في انتخابات الرئاسة. وفي استفتاء أجراه أعضاء الحزب الجمهوري، فُضّل بوش لتولى هذا المنصب، عن المحافظ السابق نيلسون روكفيللر (Nelson Rockefeller) بعدد 255 صوتاً مقابل 181 صوتاً، إلاّ أن فورد عين روكفيللر وعرض على بوش منصب سفير. فاختار بوش، أن يذهب إلى الصين، حيث كانت علاقاتها مع الولايات المتحدة حرجة ومتوترة. وخلال الثلاثة عشر شهراً، التي قضاها في بكين، عقد بوش عدداً من الاتفاقيات المهمة، والمفاوضات، لتقريب وجهات النظر، التي أثمرت فيما بعد عن تحسن للعلاقات الدبلوماسية مع الصين.

مدير المخابرات المركزية

بوش، كمدير للمخابرات المركزية، يستمع في إجتماع عقد في أعقاب اغتيالات فرانسيس ميلوي وروبرت وارنگ في بيروت، 1976.

على الرغم من أن بوش كان سعيداً بالبقاء في الصين، إلا أن الرئيس فورد أقنعه بالعودة، ليرأس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA). وقد صرح بوش، لوزير الخارجية، في ذلك الوقت، هنري كيسنجر بأنه حزين للغاية من قرار الرئيس فورد، ولكنه قبله بسبب نصيحة والده، بألا يرفض طلباً مباشراً من رئيس الجمهورية. وكان بوش متردداً في قبول هذا المنصب، لأنه كان لا يزال راغباً في وظيفة نائب الرئيس، وكانت المخابرات المركزية، آنذاك، توصف بأنها، مقبرة الطموحات السياسية. وكان بوش أول سياسي يرأس وكالة المخابرات، ولذلك، حاول تجنب الظهور بمظهر الشخص المنتمي للأحزاب، وذلك خلال فترة توليه مهام منصبه، التي استغرقت واحداً وخمسين أسبوعاً، رافضاً كل الدعوات، التي تلقاها، لحضور اجتماعات حزبه. وأثناء رئاسته لوكالة المخابرات، رفع بوش، معنويات العاملين معه، الذين كانوا قد تعرضوا لهجوم عنيف، بعد التحقيقات، التي أجراها الكونجرس عن خطط أعدتها المخابرات لاغتيال قادة أجانب. وقد وافق بوش على تكوين فريق (ب) (Team B)، وهو مجموعة من الخبراء الخارجيين، الذين عينوا لتحديد مدى قدرات جهاز الاستخبار السوفيتي، مقارنة بقدرات جهاز وكالة المخابرات المركزية. وقد استطاع أن يعمل على زيادة الأموال المخصصة لتطوير الأقمار الصناعية التجسسية، والاختراعات التكنولوجية الأخرى، في مجال التجسس، وشجع تبادل معلومات وكالة المخابرات، مع حلفاء الولايات المتحدة، خاصة بريطانيا العظمى. وحذّر من زيادة نشاط الإرهابيين في لبنان، وحث على إجلاء المواطنين الأمريكيين عنها. ومدحت اللجنة الخاصة، لوكالة المخابرات، في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، بوش ووصفته بأنه واحداً من أفضل أحد عشر شخصاً، تولوا هذا المنصب.


الانتخابات الرئاسية 1980

الحملة الانتخابية الرئاسية

بوش (أقصى اليمين) في مناظرة ناشوا مع ريگان (بأقصى اليسار) ومدير المناظرة.

انتهت فترة عمل بوش في وكالة المخابرات المركزية بعد أن هزم كارتر فورد بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية 1976. بعد خروجه من المنصب العام لأول مرة منذ الستينيات، أصبح بوش رئيسًا للجنة التنفيذية للبنك الدولي الأول في هيوستن.[3] كما أمضى عامًا كأستاذ غير متفرغ في العلوم الإدارية في كلية جونز للأعمال بجامعة رايس،[4] واصل عضويته في مجلس العلاقات الخارجية، وانضم إلى اللجنة الثلاثية. وفي الوقت نفسه، بدأ في وضع الأساس لحملة ترشحه في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري 1980.[5]

في الحملة التمهيدية للحزب الجمهوري 1980، واجه بوش رونالد ريگان، الذي كان يعتبر على نطاق واسع المرشح الأوفر حظًا، بالإضافة إلى منافسين آخرين مثل السناتور بوب دول، والسناتور هوارد بيكر، وحاكم تكساس جون كونالي، وعضو الكونگرس فيل كرين، وعضو الكونگرس جون أندرسون.[6]

وصفت حملة بوش بأنه مرشح شاب "مفكر" من شأنه أن يحاكي محافظة الرئيس أيزنهاور البراجماتية.[7] وفي خضم الحرب الأفغانية-السوڤيتية، التي جلبت نهاية لفترة من الانفراج، وأزمة رهائن إيران، التي أُحتجز فيها 52 أمريكيًا كرهائن، سلطت الحملة الضوء على خبرة بوش في السياسة الخارجية.[8] في بداية السباق، ركز بوش بشدة على الفوز في تجمعات أيوا التي عقدت في 21 يناير، حيث قام بزيارة الولاية 31 مرة.[9] حقق بوش فوزًا متقاربًا في ولاية أيوا بنسبة 31.5% مقابل 29.4% لريگان. وبعد الفوز، صرح بوش بأن حملته كانت مليئة بالزخم، أو "مو الكبير[10] وأعاد ريگن تنظيم حملته.[11] جزئياً، رداً على تساؤلات حملة بوش المتكررة حول عمر ريگان (كان ريگان قد بلغ التاسعة والستين من عمره في عام 1980)، صعدت حملة ريگان من هجماتها على بوش، ووصفته بأنه رجل نخبوي غير ملتزم حقاً بالمحافظة.[12] قبل الانتخابات التمهيدية في نيو هامپشاير، اتفق بوش وريگان على مناظرة بين شخصين، نظمتها ناشوا تليگراف على أن تدفع تكاليفها حملة ريگان.[11]

قبل أيام من المناظرة، أعلن ريگان أنه سيدعو أربعة مرشحين آخرين للمناظرة؛ رفض بوش، الذي كان يأمل أن تسمح له المناظرة الفردية بالظهور كبديل رئيسي لريگان في الانتخابات التمهيدية، مناظرة المرشحين الآخرين. صعد جميع المرشحين الستة إلى المنصة، لكن بوش رفض التحدث في حضور المرشحين الآخرين. في النهاية، غادر المرشحون الأربعة الآخرون المنصة، واستمرت المناظرة، لكن رفض بوش مناظرة أي شخص آخر غير ريگان ألحق ضررًا بالغًا بحملته في نيو هامپشاير.[13] خسر بوش بشكل حاسم الانتخابات التمهيدية في نيو هامپشاير أمام ريگن، حيث حصل على 23 بالمائة فقط من الأصوات.[11] أعاد بوش تنشيط حملته بفوزه في مساتشوستس، لكنه خسر الانتخابات التمهيدية العديدة التالية. وبينما كان ريگان يتقدم بفارق كبير في عدد المندوبين، رفض بوش إنهاء حملته، لكن المرشحين الآخرين انسحبوا من السباق.[14] في انتقاده لمقترحات منافسه الأكثر محافظة، وصف بوش خطط ريگان المتأثرة بالموارد الجانبية لتخفيضات ضريبية ضخمة بأنها "اقتصادات الڤودو".[15] على الرغم من أنه كان يفضل خفض الضرائب، إلا أن بوش كان يخشى أن تؤدي التخفيضات الكبيرة في الضرائب إلى عجز في الميزانية، وبالتالي التسبب في التضخم.[16]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حملة نائب الرئيس الانتخابية


فازت تذكرة ريگان-بوش في الانتخابات الرئاسية 1980 بنسبة 50.7% من الأصوات الشعبية وأغلبية كبيرة من الأصوات الانتخابية.

بعد أن حصل ريگان على أغلبية المندوبين في أواخر مايو، انسحب بوش على مضض من السباق.[17] في المؤتمر الوطني الجمهوري 1980، اتخذ ريگان قراراً في اللحظة الأخيرة باختيار بوش كمرشح لمنصب نائب الرئيس بعد انهيار المفاوضات مع فورد بشأن تذكرة ريگان-فورد.[18] ورغم أن ريگان استاء من العديد من هجمات حملة بوش أثناء الحملة التمهيدية، ورغم معارضة العديد من الزعماء المحافظين لترشيح بوش، فقد قرر ريگان في النهاية أن شعبية بوش بين الجمهوريين المعتدلين تجعله الخيار الأفضل والأكثر أماناً. وبوش، الذي كان يعتقد أن حياته السياسية قد تنتهي بعد الانتخابات التمهيدية، قبل المنصب بشغف وانغمس في حملة تذكرة ريگان -بوش.[19] أُجريت حملة الانتخابات العامة 1980 بين ريگان وكارتر وسط العديد من المخاوف المحلية وأزمة رهائن إيران المستمرة، وسعى ريگان إلى تركيز السباق على تعامل كارتر مع الاقتصاد.[20] على الرغم من أن السباق كان يعتبر منافسة متقاربة طوال معظم الحملة، إلا أن ريگان فاز في النهاية بأغلبية كبيرة من الناخبين غير الحاسمين.[21] حصل ريگان على 50.7% من الأصوات الشعبية و489 من أصل 538 صوتاً انتخابياً، بينما فاز كارتر بنسبة 41% من الأصوات الشعبية، وفاز جون أندرسون، الذي ترشح كمرشح مستقل، بنسبة 6.6% من الأصوات الشعبية.[22]

نائب الرئيس (1981–1989)

كنائب للرئيس، كان بوش عموماً حريصاً على عدم الظهور بشكل بارز، مدركاً للحدود الدستورية التي يفرضها المنصب؛ وكان يتجنب اتخاذ القرارات أو انتقاد ريگان بأي شكل من الأشكال. وقد ساعده هذا النهج على كسب ثقة ريگان، وتخفيف التوترات التي خلفتها المنافسة السابقة بينهما.[11] كما تمتع بوش عموماً بعلاقة جيدة مع موظفي ريگان، بما في ذلك صديق بوش المقرب جيمس بيكر، الذي شغل منصب كبير موظفي ريگان في البداية.[23] كان فهمه لمنصب نائب الرئيس متأثراً بشكل كبير بنائب الرئيس والتر مونديل، الذي تمتع بعلاقة قوية مع كارتر جزئياً لقدرته على تجنب المواجهات مع كبار الموظفين وأعضاء مجلس الوزراء، والعلاقة الصعبة لنائب الرئيس نلسون روكفلر مع بعض موظفي البيت الأبيض أثناء إدارة فورد.[24] حضر آل بوش عدداً كبيراً من المناسبات العامة والاحتفالية في مناصبهم، بما في ذلك العديد من الجنازات الرسمية، والتي أصبحت نكتة شائعة بين الكوميديين. بصفته رئيساً لمجلس الشيوخ، ظل بوش أيضاً على اتصال بأعضاء الكونگرس وأبقى الرئيس على اطلاع بالأحداث في كاپيتول هل.[11]

الفترة الأولى (1981–1985)

بوش برفقة الرئيس رونالد ريگان عام 1981.

في 30 مارس 1981، بينما كان بوش في تكساس، تعرض ريگان لإطلاق نار من قبل جون هنكلي الابن، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة. على الفور عاد بوش إلى واشنطن دي سي؛ عندما هبطت طائرته، نصحه مساعدوه بالتوجه مباشرة إلى البيت الأبيض بمروحية لإظهار أن الحكومة لا تزال تعمل.[11] رفض بوش الفكرة، خوفًا من أن يؤدي مثل هذا المشهد الدرامي إلى إعطاء الانطباع بأنه يسعى إلى اغتصاب سلطات ريگان وامتيازاته.[25] خلال فترة تعافي ريگان القصيرة، ترأس بوش اجتماعات مجلس الوزراء، واجتمع مع زعماء الكونگرس والقادة الأجانب، وأطلع المراسلين على آخر المستجدات. ومع ذلك، فقد رفض باستمرار الاستعانة بالتعديل الخامس والعشرين للدستور.[26] لقد ترك تعامل بوش مع محاولة الاغتيال وما تلاها انطباعاً إيجابياً لدى ريگان، الذي تعافى وعاد إلى العمل بعد أسبوعين من إطلاق النار. ومنذ ذلك الحين، اعتاد الرجلان على تناول الغداء كل خميس في المكتب البيضاوي.[27]

كلف ريگان بوش برئاسة مجموعتين خاصتين من فرق العمل، واحدة معنية بإلغاء القيود التنظيمية والأخرى معنية بتهريب المخدرات على المستوى الدولي. وكانت كلتا القضيتين محل شعبية بين المحافظين، وبدأ بوش، الذي كان معتدلاً إلى حد كبير، في استمالتهم من خلال عمله. وقد قامت مجموعة العمل المعنية بإلغاء القيود التنظيمية بمراجعة مئات القواعد، وتقديم توصيات محددة بشأن القواعد التي ينبغي تعديلها أو مراجعتها للحد من حجم الحكومة الفدرالية.[11] لقد أثرت سياسة تحرير القيود التنظيمية التي انتهجتها إدارة ريگان بشدة على البث، والتمويل، واستخراج الموارد، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية، كما قامت الإدارة بإلغاء العديد من المناصب الحكومية.[28] كما أشرف بوش على منظمة إدارة الأزمات الأمنية القومية التابعة للإدارة، والتي كانت تقليدياً من مسؤولية مستشار الأمن القومي.[29] عام 1983، قام بوش بجولة في غرب أوروپا كجزء من جهود إدارة ريگان الناجحة في نهاية المطاف لإقناع حلفاء الناتو المتشككين بدعم نشر صواريخ پرشنگ 2.[30]

انخفضت شعبية ريگان بعد عامه الأول في المنصب، لكنها ارتفعت مرة أخرى عندما بدأت الولايات المتحدة في الخروج من الركود عام 1983.[31] في الانتخابات الرئاسية 1984 رشح الحزب الوطني نائب الرئيس السابق والتر مونديل. وفي استطلاعات الرأي، اختار مونديل عضوة الكونگرس جيرالدين فرارو كمرشحة لمنصب نائب الرئيس على أمل حشد الدعم لحملته، مما يجعل فرارو أول امرأة مرشحة لمنصب نائب الرئيس من حزب رئيسي في التاريخ الأمريكي.[32] تنافست هي وبوش في مناظرة واحدة متلفزة لنائب الرئيس.[11] أظهرت استطلاعات الرأي العام باستمرار تقدم ريگان في حملة 1984، ولم يتمكن مونديل من إحداث تغيير في السباق.[33] في النهاية، أُعيد انتخاب ريگان، حيث فاز في 49 من أصل 50 ولاية وحصل على 59% من الأصوات الشعبية مقابل 41% لمونديل.[34]

الفترة الثانية (1985–1989)

نائب الرئيس بوش برفقة الرئيس رونالد ريگان والزعيم السوڤيتي ميخائيل گورباتشوڤ على الواجهة البحرية لمدينة نيويورك عام 1988.

تولى ميخائيل گورباتشوڤ السلطة في الاتحاد السوڤيتي عام 1985. ورفض گورباتشوڤ التصلب الأيديولوجي الذي تبناه أسلافه الثلاثة المسنين المرضى، وأصر على الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي كانت مطلوبة على وجه السرعة والتي أطلق عليها "الگلاسنوست" (الانفتاح) و"الپيريسترويكا" (إعادة الهيكلة).[35] في قمة واشنطن 1987، وقع گورباتشوڤ وريگان معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، والتي التزمت كلا الدولتين الموقعتين بالإلغاء الكامل لمخزوناتهما من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.[36] بدأت المعاهدة عصراً جديداً من التجارة والانفتاح والتعاون بين القوتين.[37] كان الرئيس ريگان ووزير الخارجية جورج شولتز يقودان هذه المفاوضات، لكن بوش حضر العديد من الاجتماعات. لم يوافق بوش على العديد من سياسات ريگان، لكنه أخبر گورباتشوڤ أنه سيسعى إلى مواصلة تحسين العلاقات إذا خلف ريگان.[38] في 13 يوليو 1985، أصبح بوش أول نائب رئيس يشغل منصب الرئيس بالإنابة عندما خضع ريگان لعملية جراحية لإزالة سلائل من القولون؛ خدم بوش كرئيس بالإنابة لثماني ساعات تقريباً.[39]

عام 1986، اهتزت إدارة ريگان بفضيحة عندما كُشف عن أن مسؤولي الإدارة رتبوا سراً مبيعات أسلحة لإيران أثناء الحرب الإيرانية العراقية. وقد استخدم المسؤولون العائدات لتمويل متمردي الكونترا في قتالهم ضد حكومة الساندينية اليسارية في نيكاراگوا. وقد أقر الديمقراطيون قانوناً لا يجيز استخدام الأموال المخصصة لمساعدة الكونترا. بدلاً من ذلك، استخدمت الإدارة الأموال غير المخصصة من المبيعات.[11] وعندما انتشرت أنباء هذه القضية في وسائل الإعلام، صرح بوش بأنه كان "خارج نطاق المعلومات" ولم يكن على علم بتحويل الأموال.[40] وبحسب كاتب السيرة الذاتية جون ميتشام أنه "لم يُقدم أي دليل على الإطلاق يثبت أن بوش كان على علم بتحويل مسار الأسلحة إلى الكونترا"، لكنه ينتقد وصف بوش بأنه "خارج الدائرة"، ويكتب أن "السجل واضح بأن بوش كان على علم بأن الولايات المتحدة، في انتهاك لسياساتها المعلنة، كانت تتاجر بالأسلحة مقابل الرهائن".[41] لقد ألحقت ضيحة إيران كونترا، كما أصبحت معروفة، أضراراً جسيمة برئاسة ريگان، وأثارت تساؤلات حول كفاءة ريگان.[42] أسس الكونگرس لجنة تاور للتحقيق في الفضيحة، وبناءً على طلب ريگان، عينت لجنة القضاة الفدراليين لورانس والش مدعياً خاصاً لمكتب المستشار الخاص مكلفاً بالتحقيق في فضيحة إيران كونترا.[43] استمرت التحقيقات بعد أن ترك ريگان منصبه، وعلى الرغم من أن بوش لم يُتهم قط بارتكاب جريمة، فإن فضيحة إيران كونترا ظلت تشكل عبئاً سياسياً عليه.[44]

في 3 يوليو 1988، أُطلق صاروخ أرض-جو طراز إس إم-2 إم آر من طراد الصواريخ الموجهة يوإس‌إس ڤنسنس، التابع للبحرية الأمريكية على رحلة إيران إير رقم 655، مما أسفر عن مقتل 290 شخصاً كانوا على متن الطائرة، منهم 66 طفلاً.[45] دافع بوش، الذي كان نائب الرئيس في ذلك الوقت، عن بلاده أمام الأمم المتحدة قائلاً إن الهجوم الأمريكي كان حادثاً حربياً وأن طاقم السفينة ڤنسنس تصرف بشكل مناسب للموقف.[46]

الانتخابات الرئاسية 1988

بدأ بوش التخطيط لخوض الانتخابات الرئاسية بعد انتخابات عام 1984، وخاض رسمياً الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري في أكتوبر 1987.[11] قام بتشكيل حملة بقيادة أحد موظفي ريگان، لي أتووتر، والتي ضمت أيضاً نجله، جورج دبليو بوش، والمستشار الإعلامي روجر إيلز.[47] ورغم أنه انتقل إلى اليمين خلال فترة عمله كنائب للرئيس، حيث أيد تعديل الحياة البشرية ورفض تعليقاته السابقة حول "اقتصاد الڤودو"، إلا أن بوش واجه معارضة من العديد من المحافظين في الحزب الجمهوري.[48] كان منافسوه الرئيسيون على ترشيح الحزب الجمهوري هم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ بوب دول من كانزاس، والنائب جاك كمپ من نيويورك، والقس التلفزيوني المسيحي پات روبرتسون.[49] لم يؤيد ريگان أي مرشح علناً، لكنه أعرب بشكل خاص عن دعمه لبوش.[50]

على الرغم من اعتباره المرشح الأوفر حظاً للفوز بالترشيح، فقد جاء بوش في المركز الثالث في تجمع آيوا، خلف دول وروبرتسون.[51] وكما فعل ريگان عام 1980، أعاد بوش تنظيم موظفيه وركز على الانتخابات التمهيدية في نيو هامپشاير.[11] وبمساعدة من الحاكم جون سنونو وحملة فعّالة لمهاجمة دول بسبب رفع الضرائب، تغلب بوش على عجز أولي في استطلاعات الرأي وفاز بولاية نيو هامپشاير بنسبة 39% من الأصوات.[52] بعد فوز بوش بكارولينا الجنوبية و16 من أصل 17 ولاية أقيمت فيها انتخابات تمهيدية في يوم الثلاثاء الأعظم، انسحب منافسوه من السباق.[53]

ألقى بوش، الذي تعرض لانتقادات من حين لآخر بسبب افتقاره إلى البلاغة مقارنة بريگان، خطاباً لاقى استحساناً كبيراً في مؤتمر الحزب الجمهوري. وعُرف هذا الخطاب بخطاب "الألف نقطة ضوء"، ووصف رؤية بوش لأمريكا: فقد أيد قسم الولاء، الصلاة في المدارس، الإعدام، وحقوق حمل الأسلحة.[54] كما تعهد بوش بعدم زيادة الضرائب، قائلاً: "سوف يدفعني الكونگرس إلى زيادة الضرائب، وسأقول لا، وسوف يدفعون، وسأقول لا، وسوف يدفعون مرة أخرى. وكل ما أستطيع أن أقوله لهم هو: اقرأوا شفتي. لا ضرائب جديدة".[55] اختار بوش السناتور غير المعروف دان كويل من إنديانا كمرشح لمنصب نائب الرئيس. ورغم أن كويل حقق سجلاً عادياً في الكونگرس، إلا أنه كان يتمتع بشعبية بين العديد من المحافظين، وكانت الحملة تأمل أن يجذب شباب كويل الناخبين الأصغر سناً.[56]

فاز بوش في الانتخابات الرئاسية 1988 بحصوله على 53.4% ​​من الأصوات الشعبية وأغلبية كبيرة من الأصوات الانتخابية.

وفي الوقت نفسه، رشح الحزب الديمقراطي الحاكم مايكل دوكاكيس، المعروف بقيادته للتحول الاقتصادي في مساتشوستس.[57] كان دوكاكيس متقدماً في استطلاعات الرأي في الانتخابات العامة ضد بوش، لكنه خاض حملة غير فعالة ومنخفضة المخاطر.[58] هاجمت حملة بوش دوكاكيس باعتباره متطرفاً ليبرالياً غير وطنياً واستغلت قضية ويلي هورتون، حيث اغتصب مجرم مدان من مساتشوستس امرأة أثناء وجوده في إجازة من السجن، وهو البرنامج الذي دعمه دوكاكيس بصفته حاكماً. اتهمت حملة بوش دوكاكيس بأنه ترأس "باباً دواراً" يسمح للمجرمين المدانين الخطيرين بمغادرة السجن.[59] ألحق دوكاكيس الضرر بحملته الانتخابية من خلال ركوب دبابة إم1 إبرامز مما عرضه لسخرية على نطاق واسع وأداء ضعيف في المناظرة الرئاسية الثانية.[60] وهاجم بوش أيضاً دوكاكيس لمعارضته قانوناً يتطلب من جميع الطلبة تلاوة قسم الولاء.[54] يُعتقد على نطاق واسع أن الانتخابات شهدت مستوى مرتفعاً من الحملات السلبية، على الرغم من أن عالم السياسة جون گير زعم أن حصة الإعلانات السلبية كانت متماشية مع الانتخابات الرئاسية السابقة.[61]

هزم بوش دوكاكيس بفارق 426 إلى 111 في المجمع الانتخابي، وحصل على 53.4% من الأصوات الشعبية الوطنية.[62] حقق بوش نتائج جيدة في جميع المناطق الرئيسية في البلاد، وفي الجنوب بشكل خاص.[63] أصبح بوش رابع نائب رئيس يُنتخب رئيساً وأول من يفعل ذلك منذ ڤان بيورن عام 1836 وأول شخص يخلف رئيساً من حزبه عن طريق الانتخابات منذ هربرت هوڤر عام 1929.[11][أ] في انتخابات الكونگرس المتزامنة عام 1988، احتفظ الديمقراطيون بالسيطرة على مجلسي الكونگرس.[65]

الرئاسة (1989–1993)

كبير القضاة وليام رنكويست يشرف على حلف بوش اليمين أثناء احتفالات تنصيبه في كاپيتول الولايات المتحدة، 20 يناير 1989.

في 20 يناير 1989 نُصب بوش خلفًا لريگان. وفي خطاب تنصيبه، قال بوش:

أقف أمامكم وأتولى الرئاسة في لحظة واعدة. إننا نعيش في زمن سلمي مزدهر، لكننا قادرون على جعله أفضل. فهناك نسيم جديد يهب، ويبدو أن العالم الذي انتعش بالحرية قد ولد من جديد؛ ففي قلب الإنسان، إن لم يكن في الواقع، فإن يوم الدكتاتور قد انتهى. إن عصر الشمولية قد مضى، وأفكاره القديمة تتلاشى مثل أوراق شجرة قديمة لا حياة فيها. وهناك نسيم جديد يهب، وأمة انتعشت بالحرية تقف مستعدة للمضي قدماً. وهناك أرض جديدة يجب كسرها، وإجراءات جديدة يجب اتخاذها.[66]

وكان أول تعيين رئيسي في إدارة بوش هو تعيين جيمس بيكر وزيراً للخارجية.[67] ذهبت قيادة وزارة الدفاع إلى ديك تشيني، الذي كان كبير موظفي جيرالد فورد وشغل لاحقاً منصب نائب الرئيس في عهد جورج بوش الابن.[68] انضم جاك كمپ إلى الإدارة كوزير للإسكان والتنمية العمرانية، بينما أصبحت إليزابث دول، زوجة بوب دول ووزيرة النقل السابقة، وزيرة للعمل في عهد بوش.[69] احتفظ بوش بالعديد من مسؤولي ريگان، بما في ذلك وزير الخزانة نيكولاس برادي، والمدعي العام ديك ثورنبورگ، ووزير التعليم لاورو كاڤازوس.[70] أصبح جون سنونو حاكم نيو هامپشاير، وهو مؤيد قوي لبوش خلال حملة عام 1988، كبيراً للموظفين.[67] عُين برنت سكوكروفت مستشارًا للأمن القومي، وهو المنصب الذي شغله أيضاً في عهد فورد.[71]

الشؤون الخارجية

نهاية الحرب الباردة

خلال العام الأول من ولايته، أوقف بوش سياسة الانفراج التي انتهجها ريگان تجاه الاتحاد السوڤيتي.[72] كان بوش ومستشاروه منقسمين في البداية بشأن گورباتشوڤ؛ إذ نظر إليه بعض المسؤولين في الإدارة باعتباره مصلحاً ديمقراطياً، في حين اشتبه آخرون في أنه يحاول إجراء الحد الأدنى من التغييرات الضرورية لاستعادة الاتحاد السوڤيتي إلى وضع تنافسي مع الولايات المتحدة.[73] عام 1989 انهارت جميع الحكومات الشيوعية في شرق أوروپا. ورفض گورباتشوڤ إرسال الجيش السوڤيتي، متخلياً بذلك عن مبدأ بريجنيڤ. ولم تكن الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في هذه الاضطرابات، لكن إدارة بوش تجنبت التباهي بانهيار الكتلة الشرقية لتجنب تقويض المزيد من الإصلاحات الديمقراطية.[74]

التقى بوش وگورباتشوڤ في قمة مالطا في ديسمبر 1989. ورغم أن العديد من اليمينيين ظلوا حذرين من گورباتشوڤ، فقد خرج بوش من القمة معتقداً أن گورباتشوڤ سوف يتفاوض بحسن نية.[75] وعلى مدى الفترة المتبقية من ولايته، سعى بوش إلى إقامة علاقات تعاونية مع گورباتشوڤ، معتقداً أنه هو المفتاح إلى السلام.[76] كانت القضية الأساسية في قمة مالطا هي إمكانية إعادة توحيد ألمانيا. وفي حين كانت بريطانيا وفرنسا حذرتين من إعادة توحيد ألمانيا، انضم بوش إلى المستشار الألماني هلموت كول في الدفع نحو إعادة التوحيد.[77] اعتقد بوش أن ألمانيا الموحدة ستخدم المصالح الأمريكية.[78] بعد مفاوضات مطولة، وافق گورباتشوڤ على السماح لألمانيا الموحدة بأن تكون جزءاً من الناتو، وأعيد توحيد ألمانيا رسمياً في أكتوبر 1990 بعد دفع بلايين الماركات لموسكو.[79]

استخدم گورباتشوڤ القوة لقمع الحركات القومية داخل الاتحاد السوڤيتي نفسه.[80] وقد وضعت الأزمة في لتوانيا بوش في موقف صعب، حيث كان في حاجة إلى تعاون گورباتشوڤ في إعادة توحيد ألمانيا وكان يخشى أن يؤدي انهيار الاتحاد السوڤيتي إلى ترك الأسلحة النووية في أيدٍ خطيرة. وقد احتجت إدارة بوش بشكل معتدل على قمع گورباتشوڤ لحركة الاستقلال في لتوانيا لكنها لم تتخذ أي إجراء للتدخل بشكل مباشر.[81] حذر بوش الحركات الاستقلالية من الفوضى التي قد تأتي مع الانفصال عن الاتحاد السوڤيتي؛ ففي خطاب ألقاه عام 1991، والذي أطلق عليه المنتقدون "خطاب دجاجة كييڤ"، حذر من "القومية الانتحارية".[82] في يوليو 1991، وقع بوش وگورباتشوڤ معاهدة معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت 1)، حيث وافق كلا البلدين على خفض أسلحتهما النووية الاستراتيجية بنسبة 30%.[83]

في أغسطس 1991، شن الشيوعيون المتشددون انقلاباً على گورباتشوڤ؛ ورغم أن الانقلاب انهار بسرعة، فإنه كسر ما تبقى من سلطة گورباتشوڤ والحكومة السوڤيتية المركزية.[84] في وقت لاحق من ذلك الشهر، استقال گورباتشوڤ من منصبه كأمين عام للحزب الشيوعي السوڤيتي، وأمر الرئيس الروسي بوريس يلتسن بالاستيلاء على الممتلكات السوڤيتية. تمسك گورباتشوڤ بالسلطة كرئيس للاتحاد السوڤيتي حتى ديسمبر 1991، عند حل الاتحاد السوڤيتي.[85] تأسست من الاتحاد السوڤيتي خمس عشرة دولة، ومن بين هذه الدول كانت روسيا هي الأكبر والأكثر سكاناً. التقى بوش ويلتسن في فبراير 1992، وأعلنا عن عصر جديد من "الصداقة والشراكة".[86] في يناير 1993، اتفق بوش ويلتسن على معاهدة ستارت 2، التي نصت على المزيد من تخفيض الأسلحة النووية بالإضافة إلى معاهدة ستارت الأصلية.[87]

غزو پنما

في أواخر الثمانينيات، قدمت الولايات المتحدة مساعدات إلى مانوِل نورييگا، الزعيم المناهض للشيوعية في پنما. كان لنورييگا علاقات قديمة بوكالات المخابرات الأمريكية، بما في ذلك أثناء فترة تولي بوش لمنصب مدير المخابرات المركزية، وكان متورطاً أيضاً بشكل عميق في تهريب المخدرات.[88] في مايو 1989، ألغى نورييگا نتائج الانتخابات الرئاسية الديمقراطية التي انتُخِب فيها گي‌يرمو إندارا، واعترض بوش على إلغاء الانتخابات وشعر بالقلق إزاء وضع قناة پنما مع بقاء نورييگا في منصبه.[89] أرسل بوش 2000 جندي إلى پنما، حيث بدأوا في إجراء تدريبات عسكرية منتظمة منتهكين بذلك المعاهدات السابقة.[90] بعد أن أطلقت القوات الپنمية النار على جندي أمريكي في ديسمبر 1989، أمر بوش بغزو پنما، المعروف باسم "عملية القضية العادلة". كان الغزو أول عملية عسكرية أمريكية واسعة النطاق لا علاقة لها بالحرب الباردة منذ أكثر من 40 عاماً. سرعان ما سيطرت القوات الأمريكية منطقة قناة پنما ومدينة پنما. استسلم نورييگا في 3 يناير 1990، ونُقل بسرعة إلى سجن في الولايات المتحدة. توفي ثلاثة وعشرون أمريكياً في العملية، بينما أصيب 394 آخرون. أدين نورييگا وسجن بتهمة الابتزاز والاتجار بالمخدرات في أبريل 1992.[89] يزعم المؤرخ ستوارت بروير أن الغزو "مثل حقبة جديدة في السياسة الخارجية الأمريكية" لأن بوش لم يبرر الغزو استناداً إلى مبدأ مونرو أو التهديد الشيوعي، بل لأنه كان في مصلحة الولايات المتحدة.[91]

حرب الخليج الثانية

بوش يلتقي روبرت گيتس، والجنرال كولن پاول، ووزير الدفاع ديك تشيني وآخرين بشأن الوضع في الخليج العربي، 1991.

في مواجهة الديون الضخمة وانخفاض أسعار النفط في أعقاب الحرب الإيرانية العراقية، قرر الرئيس العراقي صدام حسين غزو الكويت، وهي دولة صغيرة غنية بالنفط تقع على الحدود الجنوبية للعراق.[92] بعد الغزو العراقي للكويت في أغسطس 1990، فرض بوش عقوبات اقتصادية على العراق وشكل تحالفاً متعدد الجنسيات للرد على الغزو.[93] كان البعض في الإدارة الأمريكية يخشون أن يؤدي الفشل في الرد على الغزو إلى تشجيع صدام حسين على مهاجمة السعودية أو إسرائيل.[94] حاول روبرت گيتس إقناع برنت سكوكروفت بأن بوش يجب أن يخفف من حدة خطابه، لكن بوش أصر على أن اهتمامه الأساسي كان تثبيط عزيمة الدول الأخرى عن "عدم الرد على العدوان".[95] أراد بوش أيضاً ضمان استمرار الوصول إلى النفط، حيث أن العراق والكويت يشكلان مجتمعين 20% من إنتاج النفط العالمي، كما تنتج السعودية 26% أخرى من إمدادات النفط العالمية.[96]

وبإصرار بوش، وافق مجلس الأمن الدولي في نوفمبر 1990 على قرار يجيز استخدام القوة إذا لم ينسحب العراق من الكويت بحلول 15 يناير 1991.[97] ساعد دعم گورباتشوڤ وامتناع الصين عن التصويت في ضمان تمرير قرار الأمم المتحدة.[98] أقنع بوش بريطانيا وفرنسا ودول أخرى بإرسال جنود للمشاركة في عملية ضد العراق. كما حصل على دعم مالي مهم من ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية والإمارات.[99] في يناير 1991، طلب بوش من الكونگرس الموافقة على قرار مشترك يجيز شن حرب على العراق.[100] كان بوش يعتقد أن قرار الأمم المتحدة قد منحه بالفعل التفويض اللازم لشن عملية عسكرية ضد العراق. ومع ذلك، كان يريد أن يظهر أن الأمة متحدة وراء العمل العسكري.[101] وعلى الرغم من معارضة أغلبية الديمقراطيين في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، فقد وافق الكونگرس على قرار تفويض استخدام القوة العسكرية ضد العراق 1991.[100]

بعد مرور الموعد النهائي المحدد في 15 يناير دون انسحاب العراق من الكويت، شنت القوات الأمريكية وقوات التحالف حملة قصف دمرت شبكة الكهرباء والاتصالات في العراق وأسفرت عن فرار حوالي 100.000 جندي عراقي. رداً على ذلك، أطلقت العراق صواريخ سكود على إسرائيل والسعودية، لكن معظم الصواريخ لم تسبب سوى أضرار طفيفة. في 23 فبراير، بدأت قوات التحالف غزواً برياً للكويت، وأخرجت القوات العراقية بحلول 27 فبراير. أثناء العملية قُتل حوالي 300 أمريكي وحوالي 65 جندياً من دول التحالف الأخرى.[102] تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في 3 مارس، وأصدرت الأمم المتحدة قراراً بتشكيل قوة حفظ سلام في منطقة منزوعة السلاح بين الكويت والعراق.[103] أظهر استطلاع رأي أجرته گالوب في مارس 1991 أن نسبة تأييد بوش بلغت 89%، وهي أعلى نسبة تأييد لرئيس في تاريخ استطلاعات گاالوب.[104] بعد عام 1991، فرضت الأمم المتحدة عقوبات اقتصادية على العراق، وتم تكليف لجنة الأمم المتحدة الخاصة بضمان عدم قيام العراق بامتلاك أسلحة دمار شامل.[105]

نافتا

من اليسار إلى اليمين: (الوقوف) الرئيس كارلوس ساليناس، الرئيس بوش، رئيس الوزراء بريان مولروني؛ (الجلوس) خايمى سـِرا پوتشى، كارلا هيلز، ومايكل ولسون في مراسم اطلاق نافتا، أكتوبر 1992.

عام 1987، توصلت الولايات المتحدة وكندا إلى اتفاقية تجارة حرة ألغت العديد من التعريفات الجمركية بين البلدين. وكان الرئيس ريگان ينوي أن تكون هذه الخطوة الأولى نحو اتفاقية تجارية أكبر لإلغاء معظم التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.[106] قادت إدارة بوش، جنبًا إلى جنب مع رئيس الوزراء الكندي المحافظ التقدمي براين مولروني، المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) مع المكسيك. بالإضافة إلى خفض التعريفات الجمركية، فإن الاتفاقية المقترحة ستؤثر على براءات الاختراع وحقوق النشر والعلامات التجارية.[107]

عام 1991، سعى بوش للحصول على سلطة المسار السريع، والتي تمنح الرئيس سلطة تقديم اتفاقية تجارية دولية إلى الكونگرس دون إمكانية التعديل. وعلى الرغم من معارضة الكونگرس بقيادة زعيم الأغلبية في مجلس النواب ديك گپهارت، صوت مجلسا الكونگرس لصالح منح بوش سلطة المسار السريع. تم توقيع اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية في ديسمبر 1992، بعد أن خسر بوش إعادة انتخابه,[108] لكن الرئيس كلينتون فاز بالتصديق على الاتفاقية عام 1993.[109] كانت اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية مثيرة للجدل بسبب تأثيرها على الأجور والوظائف والنمو الاقتصادي الإجمالي.[110] عام 2020، أستبدلت نافتا باتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA).

السياسة الداخلية

القضايا المالية والاقتصادية

كان أداء الاقتصاد الأمريكي جيداً بشكل عام منذ خروجه من حالة الركود التي شهدتها الولايات المتحدة في أواخر عام 1982، لكنه انزلق إلى حالة ركود معتدلة عام 1990. وارتفع معدل البطالة من 5.9% عام 1989 إلى 7.8% في منتصف 1991.[111][112] العجز الفدرالي الضخم، والذي نشأ في عهد ريگان، من 152.1 بليون دولار عام 1989[113] إلى 220 بليون دولار عام 1990؛[114] يمثل العجز البالغ 220 بليون دولار زيادة قدرها ثلاثة أضعاف منذ عام 1980.[115] ومع تزايد قلق العامة بشأن الاقتصاد وغيره من الشؤون الداخلية، أصبحت طريقة تعامل بوش الجيدة مع الشؤون الخارجية أقل أهمية بالنسبة لمعظم الناخبين.[116] كانت الأولوية المحلية القصوى لدى بوش هي إنهاء عجز الميزانية الفدرالية، والذي اعتبره عبئاً على صحة الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل ومكانته في العالم.[117] وبما أنه كان يعارض التخفيضات الكبرى في الإنفاق الدفاعي[118] وكان قد تعهد بعدم زيادة الضرائب، فقد واجه الرئيس صعوبات كبيرة في تحقيق التوازن في الميزانية.[119]

اتفق بوش وزعماء الكونگرس على تجنب التغييرات الكبرى في ميزانية السنة المالية 1990، والتي بدأت في أكتوبر 1989. ومع ذلك، كان كلا الجانبين يعلمان أن تخفيضات الإنفاق أو الضرائب الجديدة ستكون ضرورية لميزانية العام التالي لتجنب التخفيضات التلقائية القاسية في الإنفاق المحلي المطلوبة بموجب قانون گرام-رودمان-هولينگز 1987 للميزانية المتوزانة.[120] كان بوش وغيره من الزعماء يريدون أيضاً خفض العجز لأن رئيس الاحتياط الفدرالي آلان گرين‌سپان رفض خفض أسعار الفائدة وبالتالي تحفيز النمو الاقتصادي ما لم يتم خفض عجز الميزانية الفدرالية.[121] وفي بيان أصدره في أواخر يونيو 1990، قال بوش إنه سيكون منفتحاً على برنامج لخفض العجز يشمل خفض الإنفاق، وحوافز للنمو الاقتصادي، وإصلاح عملية الميزانية، فضلاً عن زيادات ضريبية.[122] بالنسبة للمحافظين الماليين في الحزب الجمهوري، كان تصريح بوش بمثابة خيانة، وانتقدوه بشدة لتقديمه تنازلات في وقت مبكر من المفاوضات.[123]

في سبتمبر 1990، أعلن بوش والديمقراطيون في الكونگرس عن تسوية تقضي بخفض تمويل البرامج الإلزامية والتقديرية مع زيادة الإيرادات، جزئياً من خلال فرض ضريبة أعلى على البنزين. وتضمنت التسوية أيضاً بنداً ينص على "الدفع حسب الاستخدام" والذي يتطلب دفع تكاليف البرامج الجديدة في وقت التنفيذ.[124] كان زعيم الأقلية في مجلس النواب نوت گنگرتش يقود المعارضة المحافظة لمشروع القانون، حيث عارض بشدة أي شكل من أشكال زيادة الضرائب.[125] كما انتقد بعض الليبراليين تخفيضات الميزانية في التسوية، وفي أكتوبر، رفض مجلس النواب الصفقة، مما أدى إلى إغلاق الحكومة لفترة وجيزة. وبدون الدعم القوي من الحزب الجمهوري، وافق بوش على مشروع قانون تسوية آخر، وكان هذا القانون أكثر ملاءمة للديمقراطيين، قانون توفيق الميزانية الشامل 1990 (OBRA-90)، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 أكتوبر 199، لقد لاغياً الكثير من الزيادة في ضريبة البنزين لصالح زيادة الضرائب على الدخل على أصحاب الدخول الأعلى. وقد تضمنت هذه الزيادة تخفيضات في الإنفاق المحلي، لكن هذه التخفيضات لم تكن عميقة مثل تلك التي اقترحتها التسوية الأصلية. لقد أضر قرار بوش بالتوقيع على مشروع القانون بسمعته بين المحافظين وعامة الناس، ولكنه أرسى الأساس أيضاً للفوائض في الميزانية في أواخر التسعينيات.[126]

التمييز

"حتى أقوى شخص لم يستطع تسلق سور برلين للحصول على الوعد المراوغ بالاستقلال الذي كان يقع خلفه مباشرة. وعلى هذا فقد ابتهجنا معاً عندما سقط ذلك الحاجز. والآن أوقع على قانون يحطم جداراً آخر بمطرقة ثقيلة، جداراً فصل لأجيال عديدة الأمريكيين ذوي الإعاقة عن الحرية التي يمكنهم أن يلمحوها، لكنهم لا يستطيعون إدراكها".

—تصريحات بوش في حفل التوقيع على قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة لعام 1990 [127]

لم يحصل المعاقون على الحماية القانونية بموجب قانون الحقوق المدنية التاريخي 1964، وواجه العديد منهم التمييز والفصل العنصري بحلول الوقت الذي تولى فيه بوش منصبه. ي عام 1988، قدم لويل ويكر وتوني كويلو قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة، الذي حظر التمييز في التوظيف ضد الأفراد المؤهلين من ذوي الإعاقة. وقد مر مشروع القانون في مجلس الشيوخ لكن ليس في مجلس النواب وأعيد طرحه عام 1989. وعلى الرغم من معارضة بعض المحافظين لمشروع القانون بسبب تكاليفه وأعبائه المحتملة على الشركات، إلا أن بوش أيده بقوة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن ابنه نيل كان يعاني من عسر القراءة. بعد أن مر مشروع القانون في مجلسي الكونگرس، وقع بوش على قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة 1990 ليصبح قانوناً في يوليو 1990.[128] يتطلب القانون من أصحاب العمل والمرافق العامة تقديم "تسهيلات معقولة" للأشخاص ذوي الإعاقة مع توفير استثناء عندما تفرض مثل هذه التسهيلات "صعوبة غير مبررة".[129]

قاد السناتور تيد كندي لاحقاً إقرار الكونگرس لمشروع قانون منفصل للحقوق المدنية مصمم لتسهيل رفع دعاوى التمييز في التوظيف.[130] في نقض مشروع القانون، زعم بوش أنه سيؤدي إلى حصص عنصرية في التوظيف.[131][132] في نوفمبر 1991، وقع بوش قانون الحقوق المدنية 1991، والذي كان مشابهاً إلى حد كبير لمشروع القانون الذي نقضه في العام السابق.[130]

في أغسطس 1990، وقع بوش قانون رايان وايت للرعاية الصحية، وهو أكبر برنامج ممول فدرالياً مخصص لمساعدة الأشخاص المصابين بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).[133] خلال فترة رئاسته، تزايدت جائحة الإيدز بشكل كبير في الولايات المتحدة وحول العالم، وكثيراً ما وجد بوش نفسه على خلاف مع جماعات نشطاء الإيدز الذين انتقدوه لعدم منحه أولوية عالية لأبحاث متلازمة نقص المناعة المكتسبة وتمويلها. وبسبب إحباطه من افتقار الإدارة إلى الإلحاح في التعامل مع هذه القضية، ألقى أعضاء منظمة ACT UP رماد مرضى الإيدز المتوفين على حديقة البيت الأبيض أثناء عرض AIDS Quilt عام 1992.[134] بحلول ذلك الوقت، أصبحت متلازمة نقص المناعة المكتسبة هي السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عاماً.[135]

البيئة

في يونيو 1989، اقترحت إدارة بوش مشروع قانون لتعديل قانون الهواء النظيف. وبالتعاون مع زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جورج ميتشل، نجحت الإدارة في تمرير التعديلات على الرغم من معارضة أعضاء الكونگرس من أصحاب المصالح التجارية الذين خشوا تأثير اللوائح التنظيمية الأكثر صرامة.[136] سعى التشريع إلى الحد من الأمطار الحمضية والضباب الدخاني من خلال المطالبة بتقليل انبعاثات المواد الكيميائية مثل ثاني أكسيد الكبريت،[137] وكان أول تحديث كبير لقانون الهواء النظيف منذ عام 1977.[138] كما وقع بوش على قانون التلوث النفطي 1990 ردًا على تسرب النفط من تسرب إكسون ڤالديز النفطي. ومع ذلك، انتقدت رابطة الناخبين المحافظين بعض الإجراءات البيئية الأخرى التي اتخذها بوش، بما في ذلك معارضته لمعايير أكثر صرامة لقياس استهلاك الوقود في السيارات.[139]

نقاط الضوء

كرس بوش اهتمامه للخدمة التطوعية لحل بعض أخطر المشاكل الاجتماعية في أمريكا. وكثيراً ما استخدم عبارة "ألف نقطة من الضوء" لوصف قدرة المواطنين على حل مشاكل المجتمع. وفي خطاب تنصيبه عام 1989، قال بوش: "لقد تحدثت عن ألف نقطة ضوء، وعن كل المنظمات المجتمعية المنتشرة كالنجوم في مختلف أنحاء الأمة، والتي تقوم بأعمال الخير".[140] خلال فترة رئاسته، كرم بوش العديد من المتطوعين بجائزة نقاط الضوء اليومية، وهو تقليد استمر فيه خلفاؤه الرئاسيون.[141] عام 1990، تم إنشاء مؤسسة نقاط الضوء كمنظمة غير ربحية في واشنطن لتعزيز روح التطوع هذه.[142] عام 2007، اندمجت مؤسسة نقاط الضوء مع أيدي على الشبكة لإنشاء منظمة جديدة، نقاط الضوء.[143]

التعيينات القضائية

عام 1991 عين بوش كلارنس توماس في المحكمة العليا.

عيَّن بوش قاضيين في المحكمة العليا الأمريكية. وفي عام 1990، عيَّن بوش قاضي استئناف غير معروف إلى حد كبير، ديڤد سوتر، ليحل محل الأيقونة الليبرالية وليام برنان الابن[144] تم التصدير على تعيين سوتر بسهولة وخدم حتى عام 2009، لكنه انضم إلى الكتلة الليبرالية في المحكمة، مما خيب آمال بوش.[144] عام 1991، رشح بوش القاضي الفدرالي المحافظ كلارنس توماس لخلافة ثورگود مارشال، وهو من أشد أنصار الليبرالية منذ فترة طويلة. توماس، الرئيس السابق للجنة تكافؤ فرص العمل (EEOC)، واجه ترشيح كلارنس توماس للمحكمة العليا معارضة شديدة في مجلس الشيوخ، وكذلك من حركة تكافؤ فرص العمل في الولايات المتحدة والجماعات المؤيدة للاختيار والجمعية الوطنية للنهوض بالملونين. واجه ترشيحه صعوبة أخرى عندما اتهمت أنيتا هيل توماس بالتحرش بها جنسياً أثناء عمله كرئيس للجنة تكافؤ فرص العمل. فاز توماس بالتثبيت في تصويت ضيق 52-48؛ صوت 43 جمهورياً و9 ديمقراطيين لتأكيد ترشيح توماس، بينما صوت 46 ديمقراطياً وجمهوريان ضد التصديق.[145] وأصبح توماس واحداً من أكثر القضاة محافظين في عصره.[146]

قضايا أخرى

كانت منصة بوش التعليمية تتألف بشكل أساسي من تقديم الدعم الفيدرالي لمجموعة متنوعة من الابتكارات، مثل التسجيل المفتوح، والأجور التحفيزية للمعلمين المتميزين، والمكافآت للمدارس التي تعمل على تحسين الأداء مع الأطفال المحرومين.[147] على الرغم من أن بوش لم يقر حزمة إصلاح تعليمي كبرى خلال فترة رئاسته، إلا أن أفكاره أثرت على جهود الإصلاح اللاحقة، بما في ذلك أهداف 2000 وقانون عدم تخلف أي طفل عن الركب.[148] ووقع بوش على قانون الهجرة 1990،[149] مما أدى إلى زيادة بنسبة 40% في الهجرة الشرعية إلى الولايات المتحدة.[150] أدى هذا القانون إلى مضاعفة عدد التأشيرات الممنوحة للمهاجرين على أساس المهارات الوظيفية.[151] في أعقاب أزمة الادخار والاقراض، اقترح بوش حزمة بقيمة 50 بليون دولار لإنقاذ صناعة الادخار والقروض، واقترح أيضاً إنشاء مكتب الإشراف على الادخار لتنظيم الصناعة. وأقر الكونگرس قانون إصلاح المؤسسات المالية واستردادها وإنفاذها 1989، والذي تضمن معظم مقترحات بوش.[152]

الصورة العامة

معدلات تأييد بوش (بالأحمر) مقارنة بمعدلات عدم تأييده (بالأزرق) خلال فترة رئاسته.

كان يُنظر إلى بوش على نطاق واسع باعتباره رئيساً مؤقتاً "براجماتياً" يفتقر إلى موضوع موحد ومقنع طويل الأمد في جهوده.[153][154][155] لقد أصبح أحد تصريحات بوش، التي أشار فيها إلى قضية الهدف الشامل باعتبارها "مسألة الرؤية"، مجازاً يُطلق على شخصيات سياسية أخرى متهمة بصعوبات مماثلة.[156][157][158][159][160][161] وقد اعتُبرت قدرته على كسب دعم دولي واسع النطاق لحرب الخليج ونتيجة الحرب بمثابة انتصار دبلوماسي وعسكري،[162] إثارة موافقة الحزبين،[163] على الرغم من أن قراره بالانسحاب دون الإطاحة بصدام حسين ترك مشاعر مختلطة، فقد عاد الاهتمام إلى الجبهة الداخلية والاقتصاد المتدهور.[164] صور مقال صحيفة نيويورك تايمز بوش عن طريق الخطأ وكأنه مندهش لرؤية قارئ باركود في السوپر ماركت؛[165][166] وقد أدى تقرير رد فعله إلى تفاقم فكرة أنه كان "غير متصل بالواقع".[165]

كان بوش يتمتع بشعبية كبيرة طيلة أغلب فترة رئاسته. وبعد انتهاء حرب الخليج في فبراير 1991، بلغت نسبة تأييده 89%، قبل أن تتراجع تدريجياً خلال بقية العام، ثم تهبط في النهاية إلى أقل من 50% وفقاً لاستطلاع أجرته گالوپ في يناير 1992.[167][168][169] من المرجح أن يكون الانخفاض المفاجئ في شعبيته راجعاً إلى الركود الاقتصادي في أوائل 1990، والذي أدى إلى تحول صورته من "البطل الفاتح" إلى "السياسي الحائر بشأن المسائل الاقتصادية".[170] وعلى مستوى النخبة، أبدى العديد من المعلقين والخبراء السياسيين أسفهم على حالة السياسة الأمريكية في الفترة 1991-1992، وذكروا أن الناخبين كانوا غاضبين. وألقى العديد من المحللين باللوم على رداءة نوعية الحملات الانتخابية الوطنية.[171]

الحملة الرئاسية 1992

أعلن بوش عن ترشحه لإعادة انتخابه في أوائل عام 1992؛ ومع انتصار التحالف في حرب الخليج ومعدلات التأييد المرتفعة، بدا إعادة انتخاب بوش في البداية مرجحاً.[172] نتيجة لذلك، رفض العديد من الديمقراطيين البارزين، بما في ذلك ماريو كومو، وديك گپهارت، وآل گور، السعي للحصول على ترشيح حزبهم للرئاسة.[173] ومع ذلك، فإن الزيادة الضريبية التي أقرها بوش أغضبت العديد من المحافظين، الذين اعتقدوا أن بوش انحرف عن المبادئ المحافظة التي تبناها رونالد ريگان.[174] واجه بوش تحدياً من الكاتب السياسي المحافظ پات بيوكانن في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري 1992.[175] نجح بوش في صد تحدي بيوكانن وفاز بترشيح حزبه في المؤتمر الوطني الجمهوري 1992. ومع ذلك، فقد تبنى المؤتمر برنامجاً محافظاً اجتماعياً متأثراً بشدة باليمين المسيحي.[176]

في الوقت نفسه، رشح الديمقراطيون حاكم أركنسا بيل كلنتون. وكان كلنتون، المعتدل الذي ينتمي إلى مجلس القيادة الديمقراطية، مؤيداً لإصلاح الرعاية الاجتماعية، وخفض العجز، وخفض الضرائب على الطبقة المتوسطة.[177] في أوائل 1992، اتخذ السباق منعطفاً غير متوقع عندما أطلق ملياردير تكساس روس پيرو حملة انتخابية من طرف ثالث، مدعياً ​​أن الجمهوريين والديمقراطيين غير قادرين على القضاء على العجز وجعل الحكومة أكثر كفاءة. وقد لاقت رسالته استحسان الناخبين من مختلف الأطياف السياسية الذين شعروا بخيبة الأمل إزاء عدم المسؤولية المالية الملحوظة من قِبَل الحزبين.[178] كما هاجم پيرو اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، والتي زعم أنها ستؤدي إلى خسائر كبيرة في الوظائف.[179] أظهرت استطلاعات الرأي الوطنية التي أجريت في منتصف 1992 أن پيرو كان في المقدمة، لكن كلنتون شهد ارتفاعاً في شعبيته من خلال حملته الانتخابية الفعالة واختيار السناتور آل گور، وهو جنوبي شاب نسبياً، كمرشح لمنصب نائب الرئيس.[180]

فاز كلنتون في الانتخابات، وحصل على 43% من الأصوات الشعبية و370 صوتاً انتخابياً، بينما حصل بوش على 37.5% من الأصوات الشعبية و168 صوتاً انتخابياً.[181] فاز پيرو بنسبة 19% من الأصوات الشعبية، وهو أحد أعلى إجمالي الأصوات لمرشح حزب ثالث في تاريخ الولايات المتحدة، حيث حصل على نسبة متساوية من كلا المرشحين الرئيسيين، وفقاً لاستطلاعات الرأي.[182] حقق كلنتون أداءً جيداً في الشمال الشرقي والغرب الأوسط والساحل الغربي، كما خاض أقوى حملة ديمقراطية في الجنوب منذ انتخابات 1976.[183] لقد لعبت عدة عوامل دوراً هاماً في هزيمة بوش. ولعل الاقتصاد المتدهور الذي نشأ عن الركود الاقتصادي كان العامل الرئيسي في هزيمة بوش، حيث قال سبعة من كل عشرة ناخبين في يوم الانتخابات إن الاقتصاد إما "ليس جيداً" أو "ضعيفاً".[184][185] في عشية انتخابات 1992، بلغ معدل البطالة 7.8%، وهو أعلى مستوى له منذ عام 1984.[186] كما تضرر الرئيس أيضاً بسبب تنفير العديد من المحافظين في حزبه.[187] ألقى بوش باللوم جزئياً على پيرو في هزيمته، على الرغم من أن استطلاعات الرأي أظهرت أن پيرو استقطب ناخبيه بالتساوي تقريبًا من كلنتون وبوش.[188]

وعلى الرغم من هزيمته، غادر بوش منصبه بنسبة قبول بلغت 56% في يناير 1993.[189] مثل العديد من أسلافه، أصدر بوش سلسلة من قرارات العفو خلال أيامه الأخيرة في منصبه. في ديسمبر 1992، منح العفو التنفيذي لستة من كبار المسؤولين الحكوميين السابقين المتورطين في فضيحة إيران كونترا، وأبرزهم وزير الدفاع السابق كاسپر واين‌برگر.[190] كانت التهم الموجهة إلى الستة هي الكذب على الكونگرس أو حجب المعلومات عنه. وقد أدت قرارات العفو فعلياً إلى إنهاء فضيحة إيران كونترا.[191]

بحسب سيمور مارتن ليپست، كانت انتخابات 1992 تتسم بالعديد من الخصائص الفريدة. فقد شعر الناخبون بأن الظروف الاقتصادية كانت أسوأ مما كانت عليه، الأمر الذي أضر ببوش. وكان الحدث النادر هو وجود مرشح قوي من حزب ثالث. فقد شن الليبراليون رد فعل عنيف ضد 12 عاماً من حكم المحافظين للبيت الأبيض. وكان العامل الرئيسي هو توحيد كلنتون لحزبه وكسب العديد من المجموعات غير المتجانسة.[192]

ما بعد الرئاسة (1993–2018)

Appearances

بعد ترك منصبه، قام بوش وزوجته ببناء منزل للتقاعد في وست أوكس، هيوستن.[193] قام بتأسيس مكتب رئاسي داخل مبنى پارك لورييت في ميوريال درايڤ، هيوستن.[194] كما كان يقضي أوقاتاً في منزل العطلات في كنبنكپورت، وكان يقوم برحلات بحرية سنوية في اليونان، وذهب في رحلات صيد في فلوريدا، وزار نادي بوهيميان في شمال كاليفورنيا. رفض الخدمة في مجالس إدارة الشركات لكنه ألقى العديد من الخطب مدفوعة الأجر وكان مستشاراً لمجموعة كارلايل، وهي شركة أسهم خاصة.[195] لم ينشر مذكراته قط، لكنه شارك مع برنت سكوكروفت في تأليف كتاب عالم متغير عام 1998، وهو عمل عن السياسة الخارجية. وقد نُشرت أجزاء من رسائله ومذكراته فيما بعد تحت عنوان مذكرات جورج بوش الأب في الصين وكل التوفيق، جورج بوش.[196]

خلال زيارة قام بها بوش إلى الكويت عام 1993، تعرض لمؤامرة اغتيال أشرفت عليها المخابرات العراقية. ورد الرئيس كلنتون عندما أمر بإطلاق 23 صاروخ جوال على مقر المخابرات العامة العراقية في بغداد.[197] ولم يعلق بوش علناً على محاولة الاغتيال أو الضربة الصاروخية، لكنه تحدث بشكل خاص مع كلنتون قبل وقت قصير من وقوع الضربة.[198]

في انتخابات حكام الولايات 1994 ترشح نجله جورج الابن لمنصب حاكم تكساس بينما ترشحه نجله الآخر جيب لمنصب حاكم فلوريدا. وفيما يتعلق بمسيرتيهما السياسيتين، نصحهما بأنه "في مرحلة ما قد يرغب كل منكما في أن يقول "حسناً، أنا لا أتفق مع والدي في هذه النقطة" أو "بصراحة أعتقد أن والدي كان مخطئاً في ذلك". افعلا ذلك. حددا مساركما الخاص، ليس فقط فيما يتعلق بالقضايا لكن أيضاً فيما يتعلق بتعريف أنفسكما".[199] فاز جورج الابن في السباق الانتخابي ضد آن رتشاردز بينما خسر جيب أمام لوتون تشيلز]. وبعد ظهور النتائج، صرح بوش الأب لشبكة إيه بي سي: "أشعر بمشاعر مختلطة للغاية. وأستطيع تلخيص مشاعري كلها بقول أشعر يأني "أباً فخور".[200]

عام 1998 ترشح جيب مرة أخرى لمنصب حاكم فلوريدا وفاز في نفس الوقت الذي فاز فيه شقيقه جورج الابن بإعادة انتخابه في تكساس. وكانت هذه هي المرة الثانية في تاريخ الولايات المتحدة التي يشغل فيها شقيقان منصب حكام ولاية في نفس الوقت.[201]

جورج وباربرا بوش عام 2001.

دعم بوش ترشح نجله جورج الابن في الانتخابات الرئاسية 2000، لكنه لم يشارك في الحملة الانتخابية بشكل نشط ولم يلقي خطاباً في المؤتمر الوطني الجمهوري 2000.[202] هزم جورج الابن آل گور في انتخابات 2000 وأعيد انتخابه عام 2004. وبذلك أصبح بوش ونجله ثاني أب ونجله يشغل كل منهما منصب رئيس الولايات المتحدة، بعد جون آدامز وجون كوينزي آدامز.[203] خلال الإدارات السابقة، كان بوش الأب معروفاً على نطاق واسع باسم "جورج بوش" أو "الرئيس بوش"، لكن بعد انتخاب نجله، أدت الحاجة إلى التمييز بينهما إلى ظهور أشكال مرادفة مثل "جورج دبليو بوش" و"جورج بوش الأب" والتعبيرات العامية مثل "بوش 41" و"بوش الأب" أكثر شيوعاً.[204]

نصح بوش نجله بشأن اختيار بعض الموظفين، فوافق على اختيار ديك تشيني كنائب له، والإبقاء على جورج تنت مديراً للمخابرات المركزية. ومع ذلك، لم تتم استشارته بشأن جميع التعيينات، بما في ذلك تعيين منافسه القديم دونالد رامسفلد كوزير للدفاع.[205] على الرغم من أنه تجنب تقديم المشورة غير المرغوب فيها لنجله، فقد ناقش بوش وابنه أيضًا بعض المسائل السياسية، وخاصة فيما يتعلق بقضايا الأمن القومي.[206]

وفي تقاعده، استغل بوش الأضواء العامة لدعم العديد من المؤسسات الخيرية.[207] على الرغم من الخلافات السياسية السابقة مع بيل كلنتون، أصبح الرئيسان السابقان في النهاية صديقين.[208] ظهرا معاً في إعلانات تلفزيونية، لتشجيع تقديم المساعدة لضحايا زلزال وتسونامي المحيط الهندي 2004 وإعصار كاترينا.[209] ومع ذلك، عندما أجرى جون ميتشام مقابلة معه، انتقد بوش دونالد رامسفلد، وديك تشيني، وحتى نجله جورج، بسبب تعاملهم مع السياسة الخارجية بعد هجمات 11 سبتمبر.[210]

السنوات الأخيرة

من اليسار إلى اليمين: جورج بوش الأب، باراك أوباما، جورج بوش الابن، بيل كلنتون، وجيمي كارتر.

دعم بوش المرشح الجمهوري جون مكين في الانتخابات الرئاسية 2008،[211] والجمهوري ميت رومني في الانتخابات الرئاسية 2012،[212] لكن كلاهما هُزما على أمام الديمقراطي باراك أوباما. عام 2011، منح أوباما بوش وسام الحرية الرئاسي، وهو أعلى وسام مدني في الولايات المتحدة.[213]

دعم بوش ترشح نجله جيب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري 2016.[214] لكن حملة جيب بوش واجهت صعوبات، فانسحب من السباق أثناء الانتخابات التمهيدية. ولم يؤيد جورج بوش الأب ولا جورج بوش الابن المرشح الجمهوري النهائي، دونالد ترمپ؛[215] وقد ظهر كل من آل بوش الثلاثة كمنتقدين متكررين لسياسات ترمپ وأسلوبه في الحديث، في حين انتقد ترمپ رئاسة جورج بوش الأب بشكل متكرر. وفي وقت لاحق، قال جورج بوش الأب إنه صوت لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلنتون في الانتخابات العامة.[216] بعد الانتخابات، كتب بوش رسالة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترمپ في يناير 2017 لإبلاغه أنه بسبب حالته الصحية السيئة، لن يتمكن من حضور مراسم تنصيبه في 20 يناير؛ وقدم له أطيب تمنياته.[217]

في أغسطس 2017، بعد أعمال العنف في مسيرة توحيد اليمين في شارلوتسڤل، ڤرجينيا، أصدر الرئيسان بوش بيانًا مشتركًا جاء فيه: "يجب على أمريكا دائمًا رفض التعصب العنصري ومعاداة السامية والكراهية بجميع أشكالها[...] وبينما نصلي من أجل شارلوتسڤيل، نتذكر جميعًا الحقائق الأساسية التي سجلها أبرز مواطني تلك المدينة في إعلان الاستقلال: لقد خلقنا جميعًا متساوين ومنحنا خالقنا حقوقًا لا يمكن التفريط فيها".[218][219]

في 17 أبريل 2018، توفيت باربرا بوش عن عمر يناهز 92 عامًا[220] في منزلها بهيوستن، تكساس. أُقيمت جنازتها في كنيسة سانت مارتن في هيوستن بعد أربعة أيام.[221][222] وحضر بوش الجنازة، إلى جانب الرؤساء السابقين باراك أوباما، وجورج بوش (الابن)، وبيل كلنتون، والسيدة الأولى ملانيا ترمپ، وميشل أوباما، ولورا بوش (زوجة ابنه)، وهلاري كلنتون، والتقطوا معاً صورة كعلامة على الوحدة.[223][224]

في 1 نوفمبر 2018، ذهب بوش إلى صناديق الاقتراع للتصويت مبكرًا في انتخابات التجديد النصفي. وكان هذا آخر ظهور علني له.[225]

وفاته وجنازته

أفراد من العامة يلقون النظرة الأخيرة على نعش الرئيس بوش المسجى في بهو كاپيتول الولايات المتحدة، واشنطن دي سي.

بعد صراع طويل مع مرض پاركنسون الوعائي، توفي بوش في منزله بهيوستن في 30 نوفمبر 2018، عن عمر يناهز 94 عاماً.[226][227] عند وفاته، كان بوش الرئيس الأمريكي الأطول عمراً،[228] وهو التمييز الذي يتمتع به الآن جيمي كارتر.[229] وكان أيضاً ثالث أكبر نائب رئيس سناً.[ب] وُضع نعش بوش في وسط بهو كاپيتول الولايات المتحدة من 3 ديسمبر حتى 5 ديسمبر؛ وكان الرئيس الأمريكي الثاني عشر الذي حصل على هذا الشرف.[231][232] ثم، نُقل نعشه في 5 ديسمبر من بهو كاپيتول الولايات المتحدة إلى كاتدرائية واشنطن الوطنية حيث أقيمت له جنازة رسمية.[233] بعد الجنازة، نُقل جثمان بوش إلى مكتبة جورج بوش الرئاسية في كولدج ستيشن، تكساس، حيث دُفن بجوار زوجته باربرا وابنته روبن.[234] وفي الجنازة، أشاد الرئيس السابق جورج بوش الابن بوالده قائلاً: "كان يبحث عن الخير في كل شخص، وعادة ما كان يجده".[233]

حياته الشخصية

في مايو 1991، كشفت نيويورك تايمز أن بوش أصيب بمرض گريڤز، وهو مرض غير معدي يصيب الغدة الدرقية، وكانت زوجته باربرا تعاني منه أيضاً.[235] أجرى بوش جراحتين منفصلتين لاستبدال الورك عامي 2000 و2007.[236] بعد ذلك، بدأ بوش يعاني من ضعف في ساقيه، والذي كان يُعزى إلى مرض پاركنسن الوعائي، وهو شكل من أشكال مرض پاركنسن. وقد أدى إلى ظهور مشاكل تدريجية في المشي، حيث احتاج في البداية إلى عصا للمشي للمساعدة في الحركة قبل أن يعتمد في النهاية على كرسي متحرك عام 2011 فصاعداً.[237]

كان بوش طيلة حياته من أتباع الكنيسة الأسقفية وعضوًا في كنيسة سانت الأسقفية في هيوستن. بصفته رئيسًا، كان بوش يحضر بانتظام الخدمات في كنيسة سانت جون الأسقفية في واشنطن دي سي.[238] استشهد بوش بلحظات مختلفة في حياته ساهمت في تعميق إيمانه، بما في ذلك هروبه من القوات اليابانية عام 1944، ووفاة ابنته روبن البالغة من العمر ثلاث سنوات عام 1953.[239] انعكس إيمانه في خطابه "ألف نقطة ضوء"، ودعمه للصلاة في المدارس، ودعمه لحركة حركة الدفاع عن الحياة (بعد انتخابه نائباً للرئيس).[240][239]

ذكراه

سمعته التاريخية

بوش في زيارة للقاعدة الجوية البحرية في نيو أورلينز، أثناء جهود إغاثة إعصار كاترينا، 2005.

أظهرت استطلاعات رأي المؤرخين وعلماء السياسة أن بوش كان ضمن أفضل نصف الرؤساء في الولايات المتحدة. وفي استطلاع رأي أجراه قسم الرؤساء والسياسات التنفيذية في الجمعية الأمريكية للعلوم السياسية عام 2018، احتل بوش المرتبة السابعة عشر بين أفضل الرؤساء من بين 44 رئيساً.[241] كما صنف استطلاع رأي أجرته C-SPAN للمؤرخين عام 2017 بوش في المرتبة العشرين من بين 43 رئيساً.[242] وصفه رتشارد روز بأنه الرئيس "الحارس"، كما وصفه العديد من المؤرخين وعلماء السياسة بأنه رئيس سلبي لا يتدخل في الأمور وكان "راضياً إلى حد كبير بالأمور كما هي".[243] ويرى البروفيسور ستيڤن نوت أن "رئاسة بوش تُعتبر عموماً ناجحة في الشؤون الخارجية لكنها مخيبة للآمال في الشؤون الداخلية".[244]

وبحسب كاتب السيرة الذاتية جون ميتشام فإن بوش بعد تركه منصبه، اعتبره العديد من الأمريكيين "رجلاً لطيفاً وغير مقدر، يتمتع بالعديد من الفضائل، لكنه فشل في إظهار هوية ورؤية مميزة بما يكفي للتغلب على التحديات الاقتصادية في عامي 1991 و1992 والفوز بولاية ثانية".[245] وأشار بوش نفسه إلى أن إرثه "ضاع بين مجد ريگان ... والمحن والشدائد التي واجهها أبنائه".[246] في ع. 2010، كان بوش يُذكر بحب لاستعداده للتسوية، وهو ما يتناقض مع الحقبة الحزبية الشديدة التي أعقبت رئاسته.[247]

عام 2018، سلط ڤوكس الضوء على بوش من أجل "براجماتييته" كرئيس جمهوري معتدل من خلال العمل مع الحزبين.[248] لقد أشاروا بشكل خاص إلى إنجازات بوش في السياسة الداخلية من خلال عقد صفقات ثنائية الحزبية، بما في ذلك زيادة ميزانية الضرائب بين الأثرياء من خلال قانون المصالحة الشاملة للميزانية عام 1990. كما ساعد بوش في تمرير قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة لعام 1990 والذي وصفته نيويورك تايمز بأنه "قانون مكافحة التمييز الأكثر شمولاً منذ قانون الحقوق المدنية لعام 1964".[249] استجاباً لتسرب إكسون ڤالدز النفطي، أسس تحالفاً آخر بين الحزبين لتعزيز تعديلات قانون الهواء النظيف لعام 1990.[250][251] كما دافع بوش عن قانون الهجرة لعام 1990 ووقع عليه، وهو قانون شامل لإصلاح الهجرة يحظى بتأييد الحزبين، والذي جعل من السهل على المهاجرين الدخول إلى المقاطعة بشكل قانوني، بينما منح المهاجرين الفارين من العنف تأشيرة الوضع المحمي المؤقتة، فضلاً عن رفع عملية اختبار اللغة الإنگليزية قبل التجنس، وأخيراً "القضاء على استبعاد المثليين جنسياً بموجب ما اعتبره الكونگرس الآن التصنيف غير السليم طبياً "للانحراف الجنسي" والذي تم تضمينه في قانون 1965".[252][253] وصرح بوش قائلاً: "الهجرة ليست مجرد رابط إلى ماضينا، بل هي أيضاً جسر إلى مستقبل أمريكا".[254]

وبحسب يو إس إيه توداي، فإن إرث رئاسة بوش تم تحديده من خلال انتصاره على العراق بعد غزو الكويت وإشرافه على حل الاتحاد السوڤيتي وإعادة توحيد ألمانيا.[255] يشيد مايكل بيشلوس وستروب تالبوت بتعامل بوش مع الاتحاد السوڤيتي، وخاصة الطريقة التي حث بها گورباتشوڤ على التخلي عن السيطرة على الدول التابعة والسماح بتوحيد ألمانيا ــ وخاصة ألمانيا الموحدة في الناتو.[256] يحكم أندرو باتشڤيتش يحكم على إدارة بوش بأنها "غبية أخلاقياً" في ضوء موقفها "المعتاد" تجاه الصين بعد مذبحة ميدان تيان‌آن‌من ودعمها غير النقدي لگورباتشوڤ أثناء حل الاتحاد السوڤيتي.[257] ويقول ديڤد روثكوف:

في التاريخ الحديث للسياسة الخارجية الأمريكية، لم نجد رئيساً، أو فريقاً تابعاً لأي رئيس، استجاب عندما واجه تغيرات وتحديات دولية عميقة بسياسة خارجية مدروسة ومحكمة الإدارة... [كانت إدارة بوش] بمثابة جسر فوق أحد خطوط الصدع الكبرى في التاريخ [الذي] بشر "بنظام عالمي جديد" وصفته بمهارة واحترافية كبيرتين.[258]

ومع ذلك، انتقدت مجلة تايم سياسات بوش الداخلية التي تنطوي على "المخدرات، والتشرد، والعداء العنصري، والفجوات التعليمية، [و] القضايا المتعلقة بالبيئة"، وتزعم أن هذه القضايا في الولايات المتحدة أصبحت أسوأ في القرن الحادي والعشرين في المقام الأول بسبب تقديم بوش لمثال سيئ ومعالجته لهذه المفاهيم خلال فترة رئاسته.[259]

النصب التذكارية، الجوائز والتكريمات

عام 1990، أطلقت عليه مجلة تايم لقب رجل العام.[260] عام 1997، أُعيد تسمية مطار هيوستن الدولي بمطار جورج بوش الدولي.[261] وفي 1999، سُميت مقرات المخابرات المركزية في لانگلي، ڤرجينيا باسم مركز جورج بوش للمخابرات، تكريماً له.[262] عام 2011، تم إدخال بوش، وهو لاعب جولف متمرس، إلى قاعة مشاهير الجولف العالمية.[263] حاملة الطائرات جورج بوش الابن، حاملة الطائرات العاشرة والأخيرة من طراز نيميتس التابعة للبحرية الأمريكية، سُميت على اسم بوش.[264][265] عام 2019 أصدرت هيئة البريد الأرميكية طابع بريد يحمل صورة بوش.[266] وفي ديسمبر 2020 كرمته مصلحة صك العملة الأمريكية بدولار رئاسي معدني.

عام 1997 تم الانتهاء من مكتبة ومتحف جورج بوش الأب الرئاسي، وهي المكتبة الرئاسية العاشرة في الولايات المتحدة.[267] يحتوي المتحف على أوراق الرئيس بوش ونائبه وأوراق نائب الرئيس دان كويل.[268] تقع المكتبة على مساحة 90 فداناً في الحرم الغربي لجامعة تكساس إيه أند ام في ستيشن كولدج، تكساس.[269] كما تضم الجامعة أيضاً كلية بوش للحكومة والخدمة العامة.[269] عام 2012، منحت أكاديمية فليپس أيضاً بوش جائزة خريجيها المتميزة.[270]

انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ The 1988 presidential election remains the only presidential election since 1948 in which either party won a third consecutive term.[64]
  2. ^ The longest-lived U.S. vice president is John Nance Garner, who died on November 7, 1967, 15 days short of his 99th birthday.[230]

المصادر

  1. ^
    • "George H.W. Bush, American Diplomat". Association for Diplomatic Studies & Training.
    • "In Memoriam: George Herbert Walker Bush (1924–2018): Veteran, Statesman, Diplomat". Department of State, The National Museum of American Diplomacy. December 20, 2018.
    • "George H.W. Bush: Diplomats Remember". American Foreign Service Association.
    • "President George H.W. Bush: Foreign Policy". Study.com.
    • Pamela Falk (December 3, 2018). "George H.W. Bush stood out as tough negotiator on the world stage". CBS News.
    • "George H.W. Bush Professorship of International Relations". Johns Hopkins University, Paul H. Nitze School of Advanced International Studies. July 14, 2016.
  2. ^ Kelly, Jon (December 2, 2018). "George HW Bush: What makes a one-term president?". BBC News. Archived from the original on August 17, 2021. Retrieved March 22, 2022.
  3. ^ "George H. W. Bush". Presidential Timeline of the Twentieth Century. Archived from the original on May 3, 2008. Retrieved July 30, 2016.
  4. ^ "President George H. W. Bush: Kyiv National Taras Shevchenko University". Ukrainian Embassy. May 21, 2004. Archived from the original on May 19, 2008. Retrieved March 29, 2008.
  5. ^ Meacham 2015, pp. 209–210.
  6. ^ Meacham 2015, pp. 211, 214–215.
  7. ^ Meacham 2015, pp. 215–217.
  8. ^ Meacham 2015, pp. 221–222.
  9. ^ Noble, Jason (November 30, 2018). "George H.W. Bush in Iowa: The family campaign". The Des Moines Register. Retrieved December 1, 2018.
  10. ^ Quinn, Ken (January 18, 2004). "Caucus-goers gave Bush 'Big Mo'". Des Moines Register. p. A15. Retrieved December 1, 2018 – via Newspapers.com. قالب:Free access
  11. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س Hatfield, Mark (with the Senate Historical Office) (1997). "Vice Presidents of the United States: George H. W. Bush (1981–1989)" (PDF). Washington, D.C.: U.S. Government Printing Office. Archived from the original (PDF) on December 23, 2003. Retrieved November 4, 2015.
  12. ^ Meacham 2015, pp. 228–229.
  13. ^ Meacham 2015, pp. 230–233.
  14. ^ Meacham 2015, pp. 233–235.
  15. ^ Neikirk, William R. (March 13, 1988). "Bush conjures up voodoo economics". Chicago Tribune. Retrieved December 1, 2018.
  16. ^ Meacham 2015, pp. 211–212.
  17. ^ Meacham 2015, pp. 236–238.
  18. ^ Cannon, Lou; Broder, David S. (July 17, 1980). "Reagan Nominated, Picks Bush". The Washington Post. Retrieved December 1, 2018.
  19. ^ Meacham 2015, pp. 242–255.
  20. ^ Rossinow 2015, pp. 23–27.
  21. ^ Rossinow 2015, pp. 27–28.
  22. ^ Patterson 2005, pp. 149–151.
  23. ^ Meacham 2015, p. 267.
  24. ^ Meacham 2015, pp. 264–265.
  25. ^ Meacham 2015, pp. 275–277.
  26. ^ Meacham 2015, pp. 280–281.
  27. ^ Bumiller, Elisabeth (June 9, 2004). "The 40th President: Between 2 First Families, A Complicated Rapport". The New York Times. Retrieved November 30, 2018.
  28. ^ Leuchtenburg 2015, pp. 601–604.
  29. ^ Meacham 2015, pp. 267–268.
  30. ^ Meacham 2015, pp. 285–287.
  31. ^ Leuchtenburg 2015, pp. 620–621.
  32. ^ Rossinow 2015, pp. 166–169, 173.
  33. ^ Rossinow 2015, p. 173.
  34. ^ "1984 Presidential Election Results". David Leip. Retrieved May 25, 2007.
  35. ^ Herring 2008, p. 894.
  36. ^ Patterson 2005, p. 215.
  37. ^ Herring 2008, pp. 897–898.
  38. ^ Greene 2015, p. 90; Meacham 2015, pp. 315–316.
  39. ^ Boyd, Gerald M. (July 14, 1985). "Reagan Transfers Power to Bush For 8-Hour Period of 'Incapacity'". The New York Times. p. A1. Retrieved November 30, 2018.
  40. ^ "The Iran-Contra Affair 20 Years On". George Washington University. November 20, 2006. Retrieved April 3, 2008.
  41. ^ Meacham 2015, pp. 299–305.
  42. ^ Rossinow 2015, pp. 202–204.
  43. ^ Patterson 2005, pp. 210–211.
  44. ^ Meacham 2015, p. 305.
  45. ^ Wilson, Scott (November 8, 2013). "When should a president say he's sorry?". The Washington Post.
  46. ^ Butterfield, Fox (April 15, 1988). "Iran Falls Short in Drive at U.N. To Condemn U.S. in Airbus Case". The New York Times.
  47. ^ Meacham 2015, pp. 295–296.
  48. ^ Meacham 2015, pp. 297–298.
  49. ^ Greene 2015, pp. 30–31.
  50. ^ Meacham 2015, pp. 318, 326.
  51. ^ Apple, R. W. Jr. (February 10, 1988). "Bush and Simon Seen as Hobbled by Iowa's Voting". The New York Times. Retrieved April 4, 2008.
  52. ^ Meacham 2015, pp. 322–325.
  53. ^ Greene 2015, pp. 35–37.
  54. ^ أ ب "1988: George H. W. Bush Gives the 'Speech of his Life'". NPR. 2000. Retrieved April 4, 2008.
  55. ^ Greene 2015, p. 43.
  56. ^ Greene 2015, pp. 40–41.
  57. ^ Greene 2015, pp. 37–39.
  58. ^ Greene 2015, pp. 39, 47.
  59. ^ Greene 2015, pp. 44–46.
  60. ^ Greene 2015, pp. 47–49.
  61. ^ Meacham 2015, pp. 347–348.
  62. ^ "1988 Presidential General Election Results". Dave Leip's Atlas of U.S. Presidential Elections. Retrieved May 21, 2018.
  63. ^ Greene 2015, p. 49.
  64. ^ Silver, Nate (July 18, 2013). "The White House Is Not a Metronome". FiveThirtyEight.
  65. ^ Patterson 2005, pp. 224–225.
  66. ^ "George H. W. Bush: Inaugural Address". Bushlibrary.tamu.edu. January 20, 1989. Archived from the original on April 20, 2004.
  67. ^ أ ب Greene 2015, pp. 53–55.
  68. ^ Naftali 2007, pp. 69–70.
  69. ^ Greene 2015, pp. 56–57.
  70. ^ Greene 2015, pp. 55–56.
  71. ^ Naftali 2007, pp. 66–67.
  72. ^ Greene 2015, pp. 110–112.
  73. ^ Meacham 2015, pp. 368–369.
  74. ^ Herring 2008, pp. 904–906.
  75. ^ Meacham 2015, pp. 385–387.
  76. ^ Naftali 2007, pp. 91–93.
  77. ^ Heilbrunn, Jacob (March 31, 1996). "Together Again". The New York Times. Retrieved August 25, 2016.
  78. ^ Meacham 2015, pp. 400–402.
  79. ^ Greene 2015, pp. 126, 134–137.
  80. ^ Greene 2015, pp. 120–121.
  81. ^ Herring 2008, p. 907.
  82. ^ Herring 2008, pp. 907, 913–914.
  83. ^ Greene 2015, p. 204.
  84. ^ Naftali 2007, pp. 137–138.
  85. ^ Greene 2015, pp. 205–206.
  86. ^ Wines, Michael (February 2, 1992). "Bush and Yeltsn Declare Formal End to Cold War; Agree to Exchange Visits". The New York Times. Retrieved August 24, 2016.
  87. ^ Greene 2015, pp. 238–239.
  88. ^ Dinges, John (1990). Our Man in Panama. New York City: Random House. pp. 50, 88. ISBN 978-0-8129-1950-9 – via Internet Archive.
  89. ^ أ ب Patterson 2005, pp. 226–227.
  90. ^ Franklin, Jane (2001). "Panama: Background and Buildup to Invasion of 1989". Rutgers University. Archived from the original on July 4, 2008. Retrieved April 11, 2008.
  91. ^ Brewer, Stewart (2006). Borders and Bridges: A History of U.S.-Latin American Relations. Greenwood. p. 146. ISBN 9780275982041.
  92. ^ Greene 2015, pp. 139–141.
  93. ^ Patterson 2005, pp. 230–232.
  94. ^ Herring 2008, pp. 908–909.
  95. ^ "Robert M. Gates Oral History". Rector and Visitors of the University of Virginia. Miller Center. Retrieved 29 March 2024.
  96. ^ Patterson 2005, p. 233.
  97. ^ Patterson 2005, p. 232.
  98. ^ Greene 2015, pp. 146–147, 159.
  99. ^ Greene 2015, pp. 149–151.
  100. ^ أ ب Patterson 2005, pp. 232–233.
  101. ^ Greene 2015, pp. 160–161.
  102. ^ Patterson 2005, pp. 233–235.
  103. ^ Greene 2015, p. 165.
  104. ^ Waterman 1996, p. 337.
  105. ^ Patterson 2005, p. 236.
  106. ^ Wilentz 2008, pp. 313–314.
  107. ^ "Frequently Asked Questions: NAFTA". Federal Express. Retrieved April 11, 2008.
  108. ^ Greene 2015, pp. 222–223.
  109. ^ "NAFTA". Duke University. Archived from the original on April 20, 2008. Retrieved July 30, 2016.
  110. ^ Zarroli, Jim (December 8, 2013). "NAFTA Turns 20, To Mixed Reviews". NPR. Retrieved August 24, 2016.
  111. ^ Lohr, Steve (December 25, 1991). "Accepting the Harsh Truth Of a Blue-Collar Recession". The New York Times. ISSN 0362-4331. Retrieved January 5, 2022.
  112. ^ Blue-collar Towns Have Highest Jobless Numbers, Hartford Courant [Connecticut], W. Joseph Campbell, September 1, 1991.
  113. ^ Redburn, Tom (October 28, 1989). "Budget Deficit for 1989 Is Put at $152.1 Billion : Spending: Congress and the White House remain locked in a stalemate over a capital gains tax cut". Los Angeles Times. Retrieved June 7, 2018.
  114. ^ Uchitelle, Louis (October 27, 1990). "The Struggle in Congress; U.S. Deficit for 1990 Surged to Near-Record $220.4 Billion, but How Bad Is That?". The New York Times. Retrieved June 7, 2018.
  115. ^ Greene 2015, pp. 72–73.
  116. ^ Waterman 1996, pp. 340–341.
  117. ^ Meacham 2015, pp. 360–361.
  118. ^ Patterson 2005, pp. 228–229.
  119. ^ "George H. W. Bush: Domestic Affairs". Miller Center of Public Affairs, University of Virginia. October 4, 2016. Retrieved January 18, 2017.
  120. ^ Greene 2015, pp. 95–97.
  121. ^ Meacham 2015, pp. 409–410.
  122. ^ Balz, Dan; Yang, John E. (June 27, 1990). "Bush Abandons Campaign Pledge, Calls for New Taxes". The Washington Post. Retrieved June 7, 2018.
  123. ^ Heclo, Hugh (2014). "Chapter 2: George Bush and American Conservatism". In Nelson, Michael; Perry, Barbara A. (eds.). 41: Inside the Presidency of George H. W. Bush. Cornell University Press. pp. 68–69. ISBN 978-0-8014-7927-4.
  124. ^ Greene 2015, pp. 100–104.
  125. ^ Meacham 2015, pp. 446–447.
  126. ^ Greene 2015, pp. 104–106.
  127. ^ Meacham 2015, p. 395.
  128. ^ Greene 2015, pp. 90–92.
  129. ^ Griffin, Rodman (December 27, 1991). "The Disabilities Act". CQPress. Retrieved August 25, 2016.
  130. ^ أ ب Greene 2015, pp. 79–80.
  131. ^ Devroy, Ann. "Bush Vetoes Civil Rights Bill; Measure Said to Encourage Job Quotas; Women, Minorities Sharply Critical". The Washington Post October 23, 1990, Print.
  132. ^ Holmes, Steven A. (October 23, 1990). "President Vetoes Bill on Job Rights; Showdown is Set". The New York Times. Retrieved March 21, 2013.
  133. ^ Stack, Liam (December 3, 2018). "'He Did Not Lead on AIDS': With Bush, Activists See a Mixed Legacy". The New York Times. Archived from the original on January 2, 2022. Retrieved April 29, 2020.
  134. ^ Domonoske, Camila (December 4, 2018). "'Kinder Gentler Indifference': Activists Challenge George H.W. Bush's Record On AIDS". NPR. Retrieved April 29, 2020.
  135. ^ "Update: Mortality Attributable to HIV Infection Among Persons Aged 25–44 Years – United States, 1991 and 1992". The Morbidity and Mortality Weekly Report. Atlanta, Georgia: Centers for Disease Control and Prevention. November 19, 1993. pp. 869–872. 42(45). Retrieved April 29, 2020.
  136. ^ Greene 2015, pp. 92–94.
  137. ^ "Bush Signs Major Revision of Anti-Pollution Law". The New York Times. November 16, 1990. Retrieved August 25, 2016.
  138. ^ Shabecoff, Philip (April 4, 1990). "Senators Approve Clean Air Measure By a Vote of 89-11". The New York Times. Retrieved August 25, 2016.
  139. ^ Brown, Elizabeth (March 19, 1991). "Conservation League Gives Bush 'D' on Environment". The Christian Science Monitor. Retrieved August 25, 2016.
  140. ^ The Points of Light Movement: The President's Report to the Nation. Executive Office of the President, 1993. 1993.
  141. ^ Haven, Stephanie (July 15, 2013). "Obama, Bush present 5,000th Daily Point of Light Award for volunteers". CBS News.
  142. ^ Perry, Suzanne (October 15, 2009). "After Two Tough Years, New Points of Light Charity Emerges". Chronicle of Philanthropy. Retrieved May 23, 2013.
  143. ^ Edward, Deborah (2008). "Getting to Yes: The Points of Light and Hands On Network Merger" (PDF). RGK Center for Philanthropy and Community Service, the University of Texas at Austin. Archived (PDF) from the original on September 21, 2013. Retrieved May 23, 2013.
  144. ^ أ ب Crawford Greenburg, Jan (May 1, 2009). "Supreme Court Justice Souter to Retire". ABC News. Retrieved August 24, 2016.
  145. ^ Patterson 2005, pp. 243–244.
  146. ^ Totenberg, Nina (October 11, 2011). "Clarence Thomas' Influence On The Supreme Court". NPR. Retrieved August 24, 2016.
  147. ^ Campbell, Colin; Rockman, Bert (1991). The Bush Presidency: First Appraisals. Chatham, New Jersey: Chatham House Publishers, Inc. pp. 83. ISBN 0-934540-90-X.
  148. ^ Patterson 2005, pp. 239–240.
  149. ^ Schultz, Jeffrey D.; Haynie, Kerry L.; Aoki, Andrew L.; McCulloch, Anne M. (2000). Encyclopedia of Minorities in American Politics: African Americans and Asian Americans. Oryx Press. ISBN 978-1-57356-148-8.
  150. ^ Fix, Michael (1991). The Paper Curtain: Employer Sanctions' Implementation, Impact, and Reform. The Urban Institute. ISBN 978-0-87766-550-2.
  151. ^ Pear, Robert (October 29, 1990). "Major Immigration Bill Is Sent to Bush". The New York Times. Retrieved August 25, 2016.
  152. ^ Greene 2015, pp. 97–100.
  153. ^ "The Independent George H. W. Bush". The Independent. UK. January 22, 2009. Retrieved September 5, 2010.
  154. ^ Howard, Michael (November 1, 1998). "The Prudence Thing: George Bush's Class Act". Foreign Affairs. 77 (November/December 1998): 130–134. doi:10.2307/20049135. ISSN 0015-7120. JSTOR 20049135. Retrieved September 5, 2010.
  155. ^ Ajemian, Robert (January 26, 1987). "Where Is the Real George Bush?". Time. Archived from the original on January 8, 2010. Retrieved May 3, 2010.
  156. ^ "Quotations : Oxford Dictionaries Online". Askoxford.com. Archived from the original on February 4, 2003. Retrieved July 30, 2016.
  157. ^ Thomas, Helen; Crawford, Craig (2009). Listen Up, Mr. President: Everything You Always Wanted Your President to Know and Do. Scribner. ISBN 978-1-4391-4815-0.
  158. ^ "Joseph A. Palermo: Meg Whitman's "Vision Thing"". HuffPost. September 26, 2009. Retrieved September 5, 2010.
  159. ^ "It's time to do the 'vision' thing". Barre Montpelier Times Argus. September 29, 2009. Archived from the original on February 4, 2013. Retrieved September 5, 2010.
  160. ^ Mazurak, Zbigniew. "Sarah Palin as a GOP Nominee?". The Reality Check. Retrieved September 5, 2010.
  161. ^ Rothkopf, David (October 1, 2009). "Obama does not want to become known as 'The Great Ditherer'". Foreign Policy. Archived from the original on March 26, 2014. Retrieved September 5, 2010.
  162. ^ Freidel, Frank; Sidey, Hugh (2006). "George H. W. Bush". The Presidents of the United States of America. White House Historical Association. Retrieved February 15, 2017.
  163. ^ "Modest Bush Approval Rating Boost at War's End: Summary of Findings – Pew Research Center for the People & the Press". People-press.org. April 18, 2003. Retrieved September 5, 2010.
  164. ^ "George H. W. Bush". American Experience. PBS. October 3, 1990. Archived from the original on April 30, 2009. Retrieved September 5, 2010.
  165. ^ أ ب Goldberg, Jonah (August 22, 2008). "The Corner: The Supermarket Scanner Story Cont'd". National Review. Retrieved June 26, 2017.
  166. ^ Rosenthal, Andrew (February 5, 1992). "Bush Encounters the Supermarket, Amazed". The New York Times. Retrieved November 5, 2015.
  167. ^ "Stop panicking in public, Mr. President". Democrat and Chronicle. January 21, 1992.
  168. ^ Moore, David W. (September 24, 2001). "Bush Job Approval Highest in Gallup History". Gallup Inc.
  169. ^ "Presidential Job Approval Center". Gallup Inc. Retrieved July 29, 2023.
  170. ^ "Maybe I'm Amazed". Snopes.com. April 1, 2001. Archived from the original on May 27, 2012. Retrieved April 11, 2008.
  171. ^ Troy, Gil (1995). "Stumping in the Bookstores: A Literary History of the 1992 Presidential Campaign". Presidential Studies Quarterly. 25 (4): 697–710. ISSN 0360-4918. JSTOR 27551506.
  172. ^ Kornacki, Steve (January 2, 2015). "What if Mario Cuomo had run for president?". MSNBC. Retrieved August 25, 2016.
  173. ^ Waterman 1996, pp. 337–338.
  174. ^ Meacham 2015, pp. 444–445.
  175. ^ Patterson 2005, p. 246.
  176. ^ Patterson 2005, pp. 251–252.
  177. ^ Patterson 2005, pp. 247–248.
  178. ^ "The Perot Vote". President and Fellows of Harvard College. Retrieved April 23, 2008.
  179. ^ Patterson 2005, p. 251.
  180. ^ Meacham 2015, pp. 504–506.
  181. ^ "1992 Presidential General Election Results". Dave Leip's Atlas of U.S. Presidential Elections. Retrieved May 22, 2018.
  182. ^ Holmes, Steven A. (November 5, 1992). "The 1992 Elections: Disappointment – News Analysis – An Eccentric but No Joke; Perot's Strong Showing Raises Questions On What Might Have Been, and Might Be –". The New York Times. Retrieved September 5, 2010.
  183. ^ Patterson 2005, pp. 252–253.
  184. ^ R. W. Apple Jr. (November 4, 1992). "THE 1992 ELECTIONS: NEWS ANALYSIS; The Economy's Casualty –". The New York Times. Pennsylvania; Ohio; New England States (Us); Michigan; West Coast; New Jersey; Middle East. Retrieved September 5, 2010.
  185. ^ Lazarus, David (June 9, 2004). "Downside of the Reagan Legacy". The San Francisco Chronicle. Retrieved April 11, 2008.
  186. ^ WSJ Research (2015). "How the Presidents Stack Up: A Look at U.S. Presidents' Job Approval Ratings (George H.W. Bush)". The Wall Street Journal. Retrieved November 4, 2015.
  187. ^ Greene 2015, pp. 233–234.
  188. ^ Meacham 2015, p. 521.
  189. ^ Langer, Gary (January 17, 2001). "Poll: Clinton Legacy Mixed". ABC News. Retrieved April 11, 2008.
  190. ^ Mcdonald, Dian (December 24, 1992). "Bush pardons Weinberger, Five Other Tied to Iran-Contra". Federation of American Scientists. Archived from the original on April 21, 2008. Retrieved April 11, 2008.
  191. ^ Carl Levin, and Henry Hyde, "The Iran-Contra Pardons-Was It Wrong for Ex-President Bush to Pardon Six Defendants". American Bar Association Journal 79 (1993): 44–45. Levin says yes, Hyde says no.
  192. ^ Lipset, Seymour Martin (1993). "The Significance of the 1992 Election". PS: Political Science and Politics. 26 (1): 7–16. doi:10.2307/419496. ISSN 1049-0965. JSTOR 419496. S2CID 227288247.
  193. ^ Feldman, Claudia (December 13, 1992). "Moving back to the 'hood .../CITIZEN BUSH". Houston Chronicle. p. Lifestyle p. 1. Archived from the original on December 8, 2012.
  194. ^ "Bushes upbeat for step-down". Fort Worth Star-Telegram. January 10, 1993. 1 News. Retrieved October 15, 2012. "Bush's Houston office will be in the Park Laureate Building on Memorial Drive"
  195. ^ Meacham 2015, pp. 540–541.
  196. ^ Lozada, Carlos (December 1, 2018). "The memoir I wish George H.W. Bush had written". The Washington Post.
  197. ^ "frontline: the long road to war: assassination". PBS. Retrieved September 5, 2010.
  198. ^ Meacham 2015, pp. 541–543.
  199. ^ Meacham 2015, pp. 546–549.
  200. ^ Verhovek, Sam Howe (November 9, 1994). "The 1994 Elections: The Nation The Bushes; Texas Elects George W. While Florida Rejects Jeb". The New York Times.
  201. ^ Rosenbaum, David E. (November 4, 1998). "George W. Bush Is Re-elected in Texas; His Brother Jeb Is Victorious in Florida". The New York Times. Retrieved November 30, 2018.
  202. ^ Meacham 2015, pp. 552–555.
  203. ^ Meacham 2015, p. 560.
  204. ^ Bush, George W. (2014). 41: A Portrait of My Father. Crown Publishers. p. 265. ISBN 978-0-553-44778-1.
  205. ^ Meacham 2015, pp. 554, 563–564.
  206. ^ Meacham 2015, pp. 567–568.
  207. ^ Meacham 2015, pp. 582–583.
  208. ^ Healy, Patrick (May 19, 2007). "A Candidacy That May Test a Friendship's Ties". The New York Times. Retrieved May 22, 2011.
  209. ^ "People of the Year: Bill Clinton and George H. W. Bush". ABC News. December 27, 2005. Retrieved September 5, 2010.
  210. ^ Graham, David A. (November 5, 2015). "George H.W. Bush's Feuds With Donald Rumsfeld and Dick Cheney Go Back 40 Years". The Atlantic.
  211. ^ "George H. W. Bush Endorses McCain for President". The Washington Post. February 18, 2008. Retrieved March 28, 2008.
  212. ^ "George H.W. Bush endorses Romney". United Press International. March 29, 2012.
  213. ^ Meacham 2015, p. 598.
  214. ^ "Bush father, son want Jeb Bush to run for White House". The Arizona Republic. November 11, 2014.
  215. ^ Collins, Eliza. "Bush 41, 43 won't be endorsing Trump". USA Today.
  216. ^ Selk, Avi (November 4, 2017). "White House attacks legacies of both Bush presidents after reports they refused to vote for Trump". The Washington Post. Retrieved November 4, 2017.
  217. ^ Garcia, Feliks (January 18, 2017). "George HW Bush sends personal note to Donald Trump on why he can't attend inauguration". The Independent. Retrieved January 18, 2017.
  218. ^ "Both Presidents Bush Condemn Hatred a Day After Trump's Press Conference". Time. Retrieved May 3, 2020.
  219. ^ "Presidents George Bush and G.W. Bush issue joint statement condemning racism and anti-Semitism". Vox. August 16, 2017. Retrieved May 3, 2020.
  220. ^ Nemy, Enid (April 17, 2018). "Barbara Bush, Wife of 41st President and Mother of 43rd, Dies at 92". The New York Times. Archived from the original on January 2, 2022.
  221. ^ Kamath, Tulsi (April 17, 2018). "Bush family releases details on Barbara Bush's funeral, public visitation". Houston Chronicle. Retrieved April 18, 2018.
  222. ^ Linge, Mary Kay (April 21, 2018). "Presidents pay their respects as Barbara Bush is laid to rest". New York Post. Retrieved April 21, 2018.
  223. ^ Winsor, Morgan (April 21, 2018). "Barbara Bush remembered at funeral as 'the first lady of the greatest generation'". ABC News. Retrieved April 21, 2018.
  224. ^ "The story behind that viral photo of the past 4 presidents all in the same place". CNN. April 23, 2018. Retrieved May 8, 2020.
  225. ^ "George H.W. Bush Was Last Seen in Public 1 Month Before Death — and It Was to Vote with His Dog". People. Retrieved May 8, 2020.
  226. ^ "Former President George H.W. Bush dead at 94". ABC News. December 1, 2018. Retrieved December 1, 2018.
  227. ^ Nagourney, Adam (November 30, 2018). "George Bush, 41st President, Dies at 94". The New York Times. Archived from the original on January 2, 2022. Retrieved November 30, 2018.
  228. ^ Bowden, John (November 25, 2017). "Bush 41 becomes longest-living president in US history". The Hill. Washington, D.C. Retrieved November 25, 2017.
  229. ^ Barrow, Bill (March 22, 2019). "Jimmy Carter's new milestone: Longest-lived U.S. president". The Detroit News. Retrieved March 22, 2019.
  230. ^ Lewis, Janna (January 22, 2009). "Texans who were presidents, vice-presidents". Fort Hood Sentinel. Fort Hood, Texas. Retrieved April 22, 2018.
  231. ^ Pergram, Chad; Shaw, Adam (December 1, 2018). "George H.W. Bush to lie in state in US Capitol; Trump to attend funeral". John Roberts contributed to this report. Fox News. Retrieved January 21, 2019.
  232. ^ "Individuals Who Have Lain in State or in Honor". Washington, D.C.: Office of the Historian, U.S. House of Representatives. Retrieved January 21, 2019.
  233. ^ أ ب "Thousands honor former President George H.W. Bush at National Cathedral funeral". CBS News. December 6, 2018. Retrieved January 19, 2019.
  234. ^ Fernandez, Manny (December 12, 2018). "For George Bush, One Last Funeral, and then a 70-Mile Train Ride". The New York Times. Archived from the original on January 2, 2022.
  235. ^ Altman, Lawrence (May 10, 1991). "In Strange Twist, Bush Is Suffering From Same Gland Disease as Wife". The New York Times. Retrieved June 5, 2018.
  236. ^ Burke, Monte (March 25, 2010). "George H. W. Bush's Sporting Life". Forbes. Retrieved August 6, 2021.
  237. ^ Solomon, John (March 21, 2011). "George H.W. Bush - Revisited". The Center for Public Integrity. Retrieved August 6, 2021.
  238. ^ Paulsen, David (December 4, 2018). "Bush remembered as lifelong Episcopalian with deep ties to his church". Episcopal News Service. Retrieved June 27, 2021.
  239. ^ أ ب Smith, Gary S. (June 26, 2017). "The Faith of George HW Bush". The Christian Post. Retrieved June 1, 2018.
  240. ^ Johnston, Lori (December 1, 2018). "George H.W. Bush helped lead GOP toward evangelicalism". The Washington Post. Retrieved December 1, 2018.
  241. ^ Rottinghaus, Brandon; Vaughn, Justin S. (February 19, 2018). "How Does Trump Stack Up Against the Best — and Worst — Presidents?". The New York Times. Archived from the original on March 10, 2019.
  242. ^ "Presidential Historians Survey 2017". C-SPAN. Retrieved May 14, 2018.
  243. ^ Greene 2015, pp. 255–256.
  244. ^ Knott, Stephen (October 4, 2016). "George H. W. Bush: Impact and Legacy". Miller Center. University of Virginia.
  245. ^ Meacham 2015, p. 567.
  246. ^ Meacham 2015, p. 595.
  247. ^ Shesol, Jeff (November 13, 2015). "What George H. W. Bush Got Wrong". The New Yorker. Retrieved August 30, 2016.
  248. ^ "The George H.W. Bush promise that changed the Republican Party". Vox. May 4, 2018. Archived from the original on November 2, 2020. Retrieved October 29, 2020 – via YouTube.
  249. ^ "A Law for Every American". The New York Times. July 27, 1990. Retrieved October 30, 2020.
  250. ^ Medina, Monica (December 2, 2018). "We can breathe easier - literally - thanks to George H.W. Bush". The Washington Post. Retrieved October 29, 2020.
  251. ^ "Lessons in Bipartisanship: The 1990 Clean Air Act amendments". Environmental America. November 15, 2017. Archived from the original on Aug 15, 2022.
  252. ^ Glass, Andrew (2018-11-29). "Bush signs immigration reform statute into law, Nov. 29, 1990". Politico (in الإنجليزية). Retrieved October 29, 2020.
  253. ^ Morrison, Bruce (December 4, 2018). "Bush 41's immigration plan actually worked". Houston Chronicle. Retrieved October 30, 2020.
  254. ^ "George H.W. Bush on Immigration". Immmigration Act Signing Ceremony. C-SPAN. November 30, 1990. Retrieved October 30, 2002.
  255. ^ "Remembering Former President George H.W. Bush's life and legacy". USA Today. December 1, 2018. Retrieved December 1, 2018.
  256. ^ Michael R. Beschloss and Strobe Talbott, At the Highest Levels: The Inside Story of the End of the Cold War (Boston, 1993), pp. 470-72.
  257. ^ Andrew J. Bacevich, American Empire: The Realities and Consequences of U.S. Diplomacy (2002), 64–68, quoted in Sparrow, p. 143.
  258. ^ Rothkopf, David (2009). Running the World: The Inside Story of the National Security Council and the Architects of American Power. PublicAffairs. p. 261. ISBN 9780786736003.
  259. ^ Jacobs, Sam; Rothman, Lily; Benedict, Julie Blume; Cassidy, Catherine, eds. (2023). "George H.W. Bush". TIME Person of the Year: 95 Years of the World's Most Influential People. Time. p. 63.
  260. ^ Church, George J. (January 7, 1991). "A Tale of Two Bushes". Time. Retrieved November 30, 2018.
  261. ^ Benito, Marcelino (December 2, 2018). "George H.W. Bush's legacy lives on at Houston airport named after him". KHOU 11.
  262. ^ Courson, Paul (April 26, 1999). "Former President Bush honored at emotional ceremony renaming CIA headquarters". CNN.
  263. ^ "Bush, George H.W." Retrieved June 1, 2018.
  264. ^ "Future USS George H. W. Bush to Transit". Naval Sea Systems Command Public Affairs. December 18, 2008. Retrieved December 22, 2008.
  265. ^ Jones, Matthew (January 10, 2009). "Carrier awaits a call to come to life in ceremony today". The Virginian Pilot. Landmark Communications. Archived from the original on February 4, 2009. Retrieved January 10, 2009.
  266. ^ "Texas ceremony marks issuing of George H.W. Bush stamp". Associated Press News. June 12, 2019. Retrieved September 8, 2019.
  267. ^ "National Archives Accepts Bush Library as Tenth Presidential Library" (Press release). National Archives and Records Administration. November 6, 1997. Retrieved November 30, 2018.
  268. ^ "The Birth of the Tenth Presidential Library: The Bush Presidential Materials Project, 1993–1994". George H.W. Bush Presidential Library and Museum. Archived from the original on April 10, 2007. Retrieved March 22, 2007.
  269. ^ أ ب Heathman, Claire (July 3, 2013). "How Texas A&M became home to the George Bush Presidential Library and Museum". The Bryan-College Station Eagle. Retrieved November 30, 2018.
  270. ^ "Finis Origine Pendent All-School Meeting: October 20, 2022". October 24, 2022. Retrieved July 28, 2023 – via YouTube.

أعمال مرجعية

قراءات إضافية

مراجع ثانوية

مراجع رئيسية

وصلات خارجية


مناصب سياسية
سبقه
وليام كولبي
مدير المخابرات المركزية
1976 - 1977
تبعه
أميرال ستانسفيلد ترنر
سبقه
والتر مونديل
نائب رئيس الولايات المتحدة
20 يناير 1981 - 20 يناير 1989
رئيس بالإنابة: 13 يوليو 1985
تبعه
دان كويل
سبقه
رونالد ريگان
رئيس الولايات المتحدة
20 يناير 1989 - 20 يناير 1993
تبعه
بيل كلنتون
سبقه
فرانسوا ميتران
فرنسا
رئيس مجموعة السبع
1990
تبعه
جون ميجور
المملكة المتحدة
مجلس النواب الأمريكي
سبقه
جون دودي
عضو من دائرة الكونگرس السابعة، تكساس
1967 - 1971
تبعه
بيل أرتشر
مناصب حزبية
سبقه
بوب دول
رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية
1973 - 1974
تبعه
ماري لويز سميث
المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس
1980، 1984
تبعه
دان كويل
سبقه
رونالد ريگان
المرشح الرئاسي الجمهوري
1988، 1992
تبعه
بوب دول
مناصب دبلوماسية
سبقه
تشارلز يوست
سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة
1971 - 1973
تبعه
جون سكالي
سبقه
ديڤد بروس
رئيس مكتب الاتصال الأمريكي في بكين
1974 - 1976
تبعه
توماس گيتس الابن
ألقاب فخرية.
سبقه
جرالد فورد
أكبر الرؤساء الأمريكان الأحياء عمراً
26 ديسمبر 2006 - الحاضر
الحالي
سبقه
ميخائيل گورباتشوڤ
رجل العام بمجلة تايم
1990
تبعه
تد ترنر
ترتيب الأولوية في الولايات المتحدة الأمريكية
سبقه
جيمي كارتر
ترتيب الأسبقية في الولايات المتحدة
رئيس الولايات المتحدة السابق
تبعه
بيل كلنتون
جـوائـز
سبقه
رودي جولياني
حائز جائزة رونالد ريگان للحرية
2007
آخر شاغل للمنصب