كانت من جملة من سبي لما أحيط بأبيها ووقع النهب في قصره، واشتراها بعد سبيها تاجر من إشبيلية، فلمَّا أراد الدخول عليها امتنعت وبيَّنت له نسبها، وقالت: «لا أحلُّ لك إلا بعقد زواجٍ شرعي إن رضي أبي بذلك»، فأرسلت إلى أبيها رسالة عن الأمر استخدمت فيها أبياتاً من الشعر.
اسمعْ كلامي واستمعْ لمقالَتي
فهي السُّلوكُ بَدَتْ من الأجْيادِ
لا تُنْكِروا أنّي سُبِيتُ وأنَّنِي
بِنْتٌ لِمَلْكٍ من بَني عبّاد
ملكٍ عظيمٍ قد تَوَلّى عَصْره
وكذا الزمانُ يؤولُ للإفْساد
لَمّا أرادَ اللهُ فُرْقَةَ شَمْلِنا
وأذاقَنا طَعْمَ الأسى مِنْ زادِ
قام النِّفاقُ على أبي في مُلْكِهِ
فدنا الفِراق ولَمْ يَكُنْ بِمُرادِ
فخرجت هاربة فحازني امرؤ
لم يأت في إعجاله بسداد
إذ باعني بيع العبيد فضمني
من صانني إلا من الأنكاد
وأرادني لنكاح نجل طاهر
حسن الخلائق من بني الأنجاد
ومضى إليك يسوم رأيك في الرضا
ولأنت تنظر في طريق رشادي
فعساك يا أبتي تعرّفني به
إن كان ممن يرتجى لوداد
وعسى رميكية الملوك بفضلها
تدعو لنا بالخير والإسعاد
وكان أبواها حتى ذلك الوقت يجهلان مصيرها، ففرحا بأنها حية، ووافقا على زواجها، وأوصاها والدها المعتمد بالصبر وإرضاء زوجها قائلاً:[1]
علي, أدهم. المعتمد بن عبَّاد. الإدارة العامة للثقافة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة - مصر. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |وصلة مؤلف= and |الرقم المعياري= (help); Unknown parameter |years= ignored (help)