عريب المأمونية

عُريب المأمونية
وُلِدَ797/98
توفييوليو-أغسطس 890/891 (93/96 سنة)
Burial placeسامراء
المهنة
  • مغنية
  • ملحنة
  • شاعرة
العصرالعصر الذهبي الإسلامي
(الفترة العباسية)
الزوج

عُرَيب بنتُ جَعْفَر بنُ يحيى البرمكيّ (و. 181/797–98، ت. 277/890–91) كانت قينة (عبدة تدربت على فنون الترفيه) من أوائل العصر العباسي، وُصفت بأنها "من أشهر مغنيات البلاط العباسي على الإطلاق".[2][3] عاشت عريب حتى سن السادسة والتسعين، وعاصرت خمس خلفاء عباسيين.[4]

السيرة والأعمال

كانت عريب زوجة أو محظية الخليفة المأمون.[5] وُلدت عام 797،[6] وادعت أنها ابنة جعفر بن يحيى البرمكي، سُرقت وبيعت وهي طفلة عندما سقط البرامكة من السلطة. اشتراها الأمين، الذي اتخذها محظيته المفضلة. ومع ذلك، بعد عام 813، اشتراها المأمون بعد وفاة الأمين. وكانت عريب شاعرة ومغنية وموسيقية شهيرة.[5]

المرجع الرئيسي لحياة عريب هو كتاب الأغاني من القرن العاشر لأبو الفرج الأصفهاني:[7]

ويخبرنا أبو الفرج أن عريب كانت مثل أقرانها بارعة في الشعر والتلحين والأداء الموسيقي، إلى جانب مهارات أخرى متنوعة، مثل الطاولة والشطرنج والخط. وكانت آلتها المفضلة هي العود، وهو تفضيل كانت تنقله إلى طلابها، لكن فوق كل شيء، كان غناؤها وتلحينها هو الأبرز. ويشير أبو الفرج، مستشهدًا بأحد مراجعه الرئيسية، وهو بن المعتز، إلى مجموعة من الدفاتر والصحف التي تحتوي على أغانيها. ويقال إن عددها بلغ حوالي 1000. وفيما يتعلق بغنائها، يعلن أبو الفرج أنها لم تكن تعرف منافسًا بين أقرانها. لقد جمعها بمفردها مع المغنيات الأسطوريات في العصر الإسلامي المبكر، والمعروفات بشكل جماعي باسم الحجازيات.[8]

وُلدت عريب في بغداد، العراق، وقد أشيع في العصور الوسطى أنها ابنة الوزير جعفر بن يحيى، من أبرز أفراد الأسرة البرمكية، وإحدى خادمات الأسرة، فاطمة. وقد شكك علماء العصر الحديث في نسبها. وفي كلتا الحالتين، كانت بوضوح أمة (عبدة) في فترات هامة من حياتها المبكرة، سواء وُلدت أو بيعت كعبدة وهي في العاشرة من عمرها بعد سقوط أسرتها. احتج شعر عريب مرتين على وضعها العبيد، وأعتقها أبو إسحق المعتصم (ح. 833).[9] ويُقال أنها أصبحت المغنية المفضلة للخليفة المأمون (ح. 833).[10]

لا تشير أعمال عريب الباقية والحكايات المرتبطة بها فقط إلى مهاراتها الشعرية، بل وأيضًا إلى حياتها التي كانت فيها على علاقة بعدد من العشاق والرعاة، مما يشير إلى أن "عريب، مثل العديد من أقرانها، كانت محظية وكذلك مغنية عندما تتطلب الظروف ذلك". ويبدو أنها أصبحت تحافظ على حاشية كبيرة خاصة بها وكانت مالكة للأراضي. تتعلق إحدى أشهر القصص المرتبطة بها بمسابقة غناء فازت فيها هي وفتياتها المغنيات على منافستها الأصغر شارية وفرقتها.[11] تشير الأدلة إلى أن شخصية عريب كانت "متعنتة، شديدة الذكاء، غير صبورة مع من هم أقل ذكاءً، وربما حتمًا، مرتبكة ومتشائمة في كثير من الأحيان".[12]

ومن أمثلة شعر عريب قولها:

To you treachery is a virtue, you have many faces and ten tongues.
I'm surprised my heart still clings to you in spite of what you put me through.[13]

إذا كانت معلومات سيرتها الذاتية المبكرة صحيحة، فقد توفيت عريب في سامراء في يوليو-أغسطس 890، عن عمر يناهز ستة وتسعين عامًا.[6]


من أشعارها

أورد ابن عساكر شيئا كثيرا من شعرها، فمن ذلك قولها لما دخلت على المتوكل تعوده من حمى أصابته فقالت:

أتوني فقالوا بالخليفة علة
فقلت ونار الشوق توقد في صدري
ألا ليت بي حمى الخليفة جعفر
فكانت بي الحمى وكان له أجري
كفى بي حزن أن قيل حم فلم أمت
من الحزن إني بعد هذا لذو صبري
جعلت فدا للخليفة جعفر
وذاك قليل للخليفة من شكري

ولما عوفي دخلت عليه فغنته من قيلها:

شكرا لأنعم من عافاك من سقم
دمت المعافا من الآلام والسقم
عادت ببرئك للأيام بهجتها
واهتز نبت رياض الجود والكرم
ما قام للدين بعد اليوم من ملك
أعف منك ولا أرعى إلى الذمم
فعمر الله فينا جعفرا ونفى
بنور وجنته عنا دجى الظلم

ولها في عافيته أيضا:

حمدنا الذي عافى الخليفة جعفرا
على رغم أشياخ الضلالة والكفر
وما كان إلا مثل بدر أصابه
كسوف قليل ثم أجلي عن البدر
سلامته للدين عز وقوة
وعلته للدين قاصمة الظهر
مرضت فأمرضت البرية كلها
وأظلمت الأمصار من شدة الذعر
فلما استبان الناس منك إفاقة
أفاقوا وكانوا كالنيان على الجمر
سلامة دنيانا سلامة جعفر
فدام معافا سالما آخر الدهر
إمام أعم الناس بالفضل والندا
قريبا من التقوى بعيدا من الوزر

ولها أشعار جميلة كثيرة.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Classical Poems by Arab Women: A Bilingual Anthology, ed. and trans. by Abdullah al-Udhari (London: Saqi Books, 1999), p. 120; ISBN 086356-047-4.
  2. ^ Kristina Richardson, “Singing Slave Girls (Qiyan) of the Abbasid Court in the Ninth and Tenth Centuries.” In Children in Slavery through the Ages, edited by Gwyn Campbell, Suzanne Miers, and Joseph C. Miller, 105–118. Athens: Ohio University Press, 2009. (p. 114.)
  3. ^ Cf. Tahera Qutbuddin, 'Women Poets', in Medieval Islamic Civilisation: An Encyclopedia, ed. by Josef W. Meri, 2 vols (New York: Routledge, 2006), II 866, "Archived copy" (PDF). Archived from the original (PDF) on 2014-02-07. Retrieved 2015-03-29.{{cite web}}: CS1 maint: archived copy as title (link).
  4. ^ Kristina Richardson, “Singing Slave Girls (Qiyan) of the Abbasid Court in the Ninth and Tenth Centuries.” In Children in Slavery through the Ages, edited by Gwyn Campbell, Suzanne Miers, and Joseph C. Miller, 105–118. Athens: Ohio University Press, 2009. (p. 114.)
  5. ^ أ ب Ibn al-Sāʿī 2017, p. 15.
  6. ^ أ ب Ibn al-Sāʿī 2017, p. 19.
  7. ^ al-Iṣfahīnī, Abu l-Faraj, Kitāb al-aghānī, Dār al-Fikr, 21 parts and Index in 9 vols., equivalent to the edition Kairo 1322/1905–5.
  8. ^ Matthew S. Gordon, 'The Place of Competition: The Careers of ‘Arīb al-Ma’mūnīya and ‘Ulayya bint al-Mahdī, Sisters in Song', in ‘Abbasid Studies: Occasional Papers of the School of ‘Abbasid Studies, Cambridge, 6-10 July 2002, ed. by James E. Montgomery (Leuven: Peeters, 2004), pp. 61-81 (p. 64).
  9. ^ Matthew S. Gordon, 'The Place of Competition: The Careers of ‘Arīb al-Ma’mūnīya and ‘Ulayya bint al-Mahdī, Sisters in Song', in ‘Abbasid Studies: Occasional Papers of the School of ‘Abbasid Studies, Cambridge, 6-10 July 2002, ed. by James E. Montgomery (Leuven: Peeters, 2004), pp. 61-81 (pp. 64-65). [1].
  10. ^ Classical Poems by Arab Women: A Bilingual Anthology, ed. and trans. by Abdullah al-Udhari (London: Saqi Books, 1999), p. 140 ISBN 086356-047-4; books.google.co.uk/books/about/Classical_poems_by_Arab_women.html?id=WniBAAAAIAAJ&.
  11. ^ Agnes Imhof, 'Traditio vel Aemulatio? The Singing Contest of Sāmarrā’, Expression of a Medieval Culture of Competition', Der Islam, 90 (2013), 1-20 (with a translation pp. 4-7), DOI 10.1515/islam-2013-0001, [2] Archived 2017-11-11 at the Wayback Machine.
  12. ^ Matthew S. Gordon, 'The Place of Competition: The Careers of ‘Arīb al-Ma’mūnīya and ‘Ulayya bint al-Mahdī, Sisters in Song', in ‘Abbasid Studies: Occasional Papers of the School of ‘Abbasid Studies, Cambridge, 6-10 July 2002, ed. by James E. Montgomery (Leuven: Peeters, 2004), pp. 61-81 (pp. 65-66). [3].
  13. ^ Abdullah al-Udhari, Classical Poems by Arab Women (London: Saqi, 1999), p. 140.

المراجع

  • Ibn al-Sāʿī (2017). Consorts of the Caliphs: Women and the Court of Baghdad. Translated by Shawkat M. Toorawa. Introduction by Julia Bray, Foreword by Marina Warner. New York: New York University Press. ISBN 978-1-4798-0477-1.