شعيب أبو مدين
سيدي أبو مدين شعيب بن الحسين الأنصاري (509 -594 للهجرة)، المعروف أيضا باسم سيدي بو مدين أو بومدين سيدي الصوفي مدرس، كان باحث وكاتب وشاعر. وهو مؤسس واحدة من أهم مدارس التصوف في بلاد المغرب العربي والأندلس. ولقب ابن عربي أبو مدين "معلم المعلمين". هو الشيخ شعيب بن الحسن الأندلسي التلمساني من مشاهير السادة الصوفية أصله من الأندلس وأقام بفاس وسكن بجاية في الجزائر وكثر أتباعه حتى خافه السلطان يعقوب المنصور وتوفي بتلمسان سنة 594هـ عن عمر ناهز الثمانين.
ولد في 1126 لعائلة من أصل عربي في قطنيانة بالقرب من إشبيلية في إسبانيا مسلم. درس أبو مدين في اشبيلية ، ثم انتقل إلى فاس، حيث حصل على شروعه في الصوفية وخضع لتأثير تعاليم الجيلاني، بعد دراسته في المشرق العربي، وعاد للتدريس في بجايه (الجزائر حاليا). حيث توفي في 1198. وهو مدفون في تلمسان حيث يوجد ضريح ومسجد مجاور.
يعد الشيخ شعيب الرجل الثاني بعد عبد القادر الجيلاني في تسلسل أخذ الطريقة الشاذلية لأبي الحسن الشاذلي الذي أخذ عن الشيخ عبد السلام بن مشيش عن أبي مدين شعيب عن سيدي عبد القادر الجيلاني رضوان الله عيهم والتي آلت لسيدي أبو العباس المرسي رحمه الله
كما يعد الجد الأكبر لآل مدين الأسرة الصوفية العريقة بمصر ولقبه أبو مدين التلمساني نسبة إلى أبنه مدين الأول وتلمسان المدينة التي فاضت روحه بها وكان آخر قوله الله الحي والشيخ شعيب كم كان يعرف في بلاد المغرب من أعيان مشايخها في القرن السادس الهجرى، وكان جميل الخلقة متواضعا زاهدا ورعا محققا ظريفا متحليا بكل مكارم الأخلاق، فأجمعت المشايخ على تعظيمه وإجلاله وتأدبوا بأدبه وكثر تلاميذه ومريدوه وذاعت شهرته في كل شمال أفريقيا. وقد نشأ الشيخ شعيب في بلدة بجاية بالجزائر وأنجب ولده مدين هناك فعرف بأبى مدين، وظل يمارس الوعظ والإرشاد في جامع البلدة ومدرستها حتى بلغ الثمانين من عمره وعرف في كل بلاد المغرب، وسمع به أمير المؤمنين أحد أحفاد الأدارسة ، وخليفة المغرب الأقصى في ذلك الوقت وكان موجودا بمدينة تلمسان فأرسل في طلبه. ويقص علينا عبد الوهاب الشعراني وغيره من مؤرخى الطبقات قصة ذهابه إلى تلمسان فيقول: وكان سبب دخوله تلمسان أن أمير المؤمنين لما بلغه خبره أمر بإحضاره من (بجاية) ليتبرك به، فلما وصل الشيخ شعيب إلى تلمسان، قال: مالنا للسلطان، الليلة نزور الإخوان، ثم نزل وذهب إلى المسجد الجامع هناك، واستقبل القبلة وتشهد وقال: ها قد جئت ها قد جئت، وعجلت إليك رب لترضى، ثم قال: الله الحى ، ثم فاضت روحه إلى بارئها قبل أن يرى السلطان ".
ومن أقوال الشيخ أبى مدين المأثورة : ليس للقلب إلا وجهة واحدة متى توجه إليها حجب عن غيرها وكان يقول :الغيرة أن لا تعرف ولا تعرف وأغنى الأغنياء من أبدى له الحق حقيقة من حقه وأفقر الفقراء من ستر الحق حقه عنه
وعن تاريخه أوردت صحيفة الأهرام المصرية في معرض الحديث عن وقف حي المغاربة بالقدس الشريف دعا الملك الأفضل بن صلاح الدين الأيوبي لاقامة الوقف لآله وتلاميذه..؟ وحدود وقف سيدي أبومدين التي نصت عليها المواثيق التاريخية؟ حدود وقفية سيدي أبومدين أو وقف المغاربة تبدأ بباب المغاربة حتي باب السلسلة وهي الأبواب الرئيسية للحائط الغربي للمسجد الأقصي المبارك وهو حائط البراق
و قطب الاقطاب أبومدين الغوث شعيب ابن الحسين الانصاري المدفون في مسجده الكبير بالعباد بمدينة تلمسان في الجزائر معروف عبر التاريخ الإسلامي وفي كل كتب التراق والتاريخ الإسلامي وفي كتاب ابن قنفذ ودائرة المعارف الإسلامية وشذرات الذهب للامام الشعراني وفي كتاب الامام الدكتور عبد الحليم محمود "شيخ الشيوخ أبومدين الغوث" وفي العديد من المراجع الإسلامية ويقال إنه خرج علي يده ألف تلميذ وجميعهم من العلماء ولذلك يقال له شيخ مشايخ الإسلام, وإمام العباد والزهاد.. وقد كان له الفضل في نشر الإسلام في بلدان غرب إفريقيا والطريقة المدينية انبثقت عنها الطريقة الشاذلية والعديد من المذاهب الصوفية وقد ذكر المستشرق سبنسر تريمنجهام في كتابه الطرق الصوفية في الإسلام أن طريقة أبي مدين استمرت من خلال تلميذه عبد السلام بن مشيش المتوفي عام625 هـ1228 م والشيخ عبد السلام بن مشيش من أعظم تلاميذه البارزين هو أبوالحسن الشاذلي الذي أسس الطريقة الشاذلية والتي انتشرت في شمال إفريقيا من المغرب العربي الي مصر, كما كان لها أتباع في سوريا وبلاد العرب كافة. لذلك فان الشيخ أبومدين الغوث شعيب ابن الحسين يعتبر قطب الاقطاب.
وعلى مسئولية الدكتور أحمد عبد اللطيف أبومدين أحد احفاد الشيخ أبومدين الغوث بين يديه العديد من المستندات والوثائق التي تثبت وقفية آل أبومدين في حي المغاربة بالقدس الشريف والذي تحاول إسرائيل حفر نفق اسفله.بداية.. ما هو التاريخ الحقيقي لحي المغاربة بالقدس الشريف؟ وما هي علاقة آل أبومدين به؟الدكتور أحمد عبد اللطيف أبومدين الأستاذ المتفرع بطب القاهرة: تاريخ انشاء باب المغاربة الذي تبدأ منه وقفية آل أبومدين هو جزء من التاريخ الإسلامي للقدس الشريف, فقد كانت مدينة القدس الشريف بعد الفتح الإسلامي موئلا: لقراء وحفاظ القران الكريم ورواة الحديث الشريف.. ونقطة التقاء حجاج بيت الله الحرام.. وموطنا للتقوي والعبادة والتسبيح, فكان هذا حافزا للولاة والأعيان أن يخصصوا أوقافا للصرف علي هؤلاء القراء والحفاظ والعباد. وكان ممن استفاد من هذه الأوقاف طائفة من المغاربة آل وتلاميذ سيدي أبومدين رضي الله عنه, حيث أقاموا علي الجانب الغربي من الحرم الشريف... وأوقف لهم الملك الأفضل بن صلاح الدين الايوبي( صلاح الدين يوسف أيوب شاد) سنة1193 (583 هـ) هذا الوقف المعروف بوقف أو حي أو حارة المغاربة أو وقفية سيدي أبومدين علي الجانب الغربي من المسجد الشريف تتوسطه مدرسة الملك الأفضل وهذا الوقف كانت تقوم فيه زاوية سيدي أبومدين.
.. وماذا عن الحقوق والمواثيق التاريخية المسجلة لآل أبومدين في وقفية المغاربة بالقدس الشريف؟ قال: نص الوقفية أعيد تقييده مرتين: عامي661 هجرية ثم 1004 أي1267 م ثم1595 م وتوجد صورة من نص وقفية الملك الأفضل بن صلاح الدين لآل أبومدين المغربي محفوظة في مكتبة كلية سانت انتوني بجامعة اكسفورد وفي مدرسة الدراسات الشرقية بجامعة لندن وفي سجل المحكمة الشرعية بالقدس ( ص588 سجل77).ويوجد اعتراف من مؤلف يهودي اسمه عوزي بنزعان في كتابه( القدس بلا أسوار) طبعة1974 بكل هذه الوثائق وأوردها في كتابه... وكان الفضل لجمعها يعود إلي العالم والمؤرخ الكبير الاستاذ الدكتور السيد فهمي الشناوي في مقالته التاريخية بعنوان مؤامرة صهيونية علي حائط البراق منذ واحد وعشرين عاما وبالتحديد في يونيو عام1986.
(2) أحسن التقاسيم.
(3) صبح الأعشى ص 128.
(4) ياقوت الحموى ص 165.
الأهرام 23/2/2007م السنة 131 العدد 43908 عن مقالة بعنوان " مفاجأة يفجرها آل أبومدين في مصر - حي المغاربة بالقدس.. وقف إسلامي " حوار : عبد العظيم الباس