عمرو بن سفيان البارقي ( 580 م) المشهور بـ معقر بن أوس.[1] شاعر من قبيلة بارق أحد شعراء العصر الجاهلي، من شعراء الجود المقلين وفارس من فرسان الجاهلية. تغنى في شعرة بامجاد قبيلتة. وتستشهد كثير من كتب اللغة بشعر معقراً لاهمتية اللغوية. شارك مع قومه في يوم جبلة وكان حليف بني نمير بن عامر.[2][3] وله شعر في ذلك اليوم وفى غيره وهو صاحب البيت المشهورة الذي اصبح مضرب الأمثال:
عمرو بن سفيان (معقر) ابن الحارث بن أوس بن حمار بن شجنة بن مازن بن ثعلبة بن كنانة البارقي[6] بن بارق بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امريء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.[7]
كان معقر شيخا يوم شعب جبلة كبيرا أعمى ومعه ابنة له تقود به جمله. فجعل يقول لها : من أسهل من الناس ؟ فتخبره وتقول هؤلاء بنو فلان ، وهؤلاء بنو فلان ، حتى إذا تناهى الناس قال : اهبطي ، لا يزال هذا الشعب منيعا سائر هذا اليوم ، وهبط.[8] وقال معقر في يوم شعب جبلة، وما كان من امرهم:
أَمن آلِ شَعثاءَ الحُمـولُ البَواكِـرُ
مَع الصُبحِ قَد زالَت بِهِنَّ الأَباعِـرُ
وَحَلَّت سُلَيمى في هِضابٍ وَأَيكَـةٍ
فَلَيسَ عَلَيهـا يَـومَ ذَلِـكَ قـادِرُ
تُهيبُك الأَسفارُ مِن خَشيَةِ الـرَدى
وَكَم قَد رأَينا مـن رَدٍ لا يُسافِـرُ
وَأَلقَت عَصاها وَأستقرَّت بِها النَوى
كَما قَرَّ عَينـاً بالإِيـابِ المُسافِـرُ
فَصَبَّحَـهـا أَملاكُـهـا بكَتيـبَـةٍ
عَليها إِذا أَمسَت مِن اللَـهِ ناظِـرُ
مُعاويَةُ بن الجَونِ ذُبيـانُ حَولَـهُ
وَحَسّانُ في جَمعِ الرِبابِ مُكاثِـرُ
وَقَد جَمَعا جَمعـاً كـأَنَّ زُهـاءَهُ
جَرادٌ سَفي فـي هَبـوَةٍ مُتَظاهِـرُ
وَمَروا بأَطرافِ البيـوتِ فردَّهُـم
رِجالٌ بأَطرافِ الرِماحِ مَساعِـرُ
يُفَـرِّجُ عَنّـا كُـلَّ ثَغـرٍ مَخافَـةً
جَوادٌ كسِرحانِ الأَبـاءَةِ ضامِـرُ
وَكُلُّ طَموحٍ فـي الجِـراءِ كَأَنَّهـا
إِذا أغتمسَت في الماءِ فتخاءُ كاسِرُ
لَها ناهِضٌ في المَهدِ قَد مَهدَت لَـهُ
كَما مَهَّدَت للبَعلِ حَسنـاءُ عاقِـرُ
هَوى زهدَمٌ تَحتَ الغُبارِ لحاجِـبٍ
كَما اِنقَضَّ أَقنى ذو جَناحَينِ فاتِـرُ
هُمـا بَطـلانِ يَعثُـرانِ كِلاهُمـا
يُريدُ رياسَ السَيفِ وَالسَيفُ نـادِرُ
فَلا فَضـلَ إِلّا أَن يَكـونَ جَـراءَةٌ
ذَوي بَدَنَينِ وَالـرؤوسُ حَواسِـرُ
يَنوءُ وَكَفّـا زَهـدَمٍ مـن وَرائِـهِ
وَقَد عَلِقَت مـا بَينَهُـنَّ الأَظافِـرُ
وَباتوا لَنا ضَيفـاً وَبِتنـا بنعمـةٍ
لَنا مُسمِعـاتٌ بالدفـوفِ وَسامِـرُ
فَلَم نقرهم شَيئاً وَلكـنَّ قَصرَهُـم
صَبوحٌ لَدَينا مَطلعَ الشَمسِ حـازِرُ
فَباكَرهُم قَبـلَ الشُـروفِ كَتائِـبٌ
كأَركانِ سَلمـى سَيرُهـا مُتواتِـرُ
من الضاربينَ الكَبشَ يَبرُقُ بَيضُه
إِذا غَصَّ بالريقِ القَليلِ الحَناجِـرُ
وَظَنَّ سَراةُ الحَيِّ إِن لَـن يُقَتَّلـوا
إِذا دُعيَت بالسَفحِ عَبـسٌ وَعامِـرُ
كَأَنَّ نَعـامَ الـدوِّ بـاضَ عليهـمِ
وَأعيُنُهم تَحتَ الحَبيـكِ جَواحِـرُ
ضَرَبنا حَبيكَ البَيضِ في غَمرِ لُجَّةٍ
فَلَم يَنجُ في الناجينَ منهم مُفاخِـرُ
وَلَـم يَنـجُ إِلّا أَن يَكـونَ طِمـرَّةٌ
نوايـلُ أَو نَهـدٌ مُلِـحٌّ مُثـابِـرُ
وَلَـم يَنـجُ إِلّا أَن يَكـونَ طِمـرَّةٌ
نوايـلُ أَو نَهـدٌ مُلِـحٌّ مُثـابِـرُ
قصيدة (الفائية) وهي قصيدة مشهورة :
أَجَدَّ الرَكبُ بعدَ غَدٍ خُفـوفُ
وأضحَت لا تواصِلُكَ الألوفُ
وَكانَ القَلبُ جُنَّ بِها جُنونـاً
وَلَم أَرَ مِثلَها فيمـن يَطـوفُ
تَراءَت يَومَ نَخـلَ بمُسبَكِـرٍّ
تَرَبَّبَهُ الذَريـرَةُ وَالنَصيـفُ
وَمَشمولٍ عليه الظَلـمُ غُـرٍّ
عِذابش لا أَكَسُّ وَلا خَلـوفُ
كأَنَّ فَضيض رُمّـانٍ جَنـيٍّ
وَأُتـرُجٍ لأيكَـتِـهِ حَفـيـفُ
عَلى فيهـا إِذا دَنَـت الثُرَيّـا
دُنوَّ الدَلو أَسلَمَهـا الضَعيـفُ
أَجادَت أُمّ عَبدَةَ يَـومَ لاقـوا
وَثارَ النَقعُ وأَختَلفَ الأُلـوفُ
يُقَدِّمُ حَبتَـراً بأفَـلَّ عَضـبٍ
لَهُ ظُبَةٌ لمـا نالَـت قُطـوفُ
فَغادَرَ خَلفَـهُ يَكبـو لَقيطـاً
لَهُ من حَـدِّ واكِفَـةٍ نَصيـفُ
كأَنَّ جَماجِـمَ الأَبطـالِ لَمّـا
تَلاقينا ضُحىً حَـدَجٌ نَقيـفُ
وَحامى كُلّ قَومٍ عَـن أَبيهـم
وَصارَت كالمَخاريقِ السُيوفُ
تَرى يُمنى الكَتيبةِ مَن يَليهـا
يَخِرُّ عَلى مرافِقَهـا الكُثـوفُ
لَنا شَهباءُ تَنفـي مـن يَلينـا
مُضَرَّجَةٌ لَها لَـونٌ خَصيـفُ
وَذُبيانيَّـةٍ أَوصَـت بَنيـهـا
بأن كذَبَ القَراطِفُ وَالقُروفُ
تُجَهِّزُهم بما وَجدَت وَقالَـت
بَنيَّ فَكُلُّكُـم بَطَـلٌ مُسيـفُ
فأخلَفنـا مودَّتَهـا فَقـاظَـت
وَماقيءُ عينَها حَذِلٌ نَطـوفُ
إِذا ما أَبصَرت نَوحـاً أَتَتـهُ
تُرِنُّ وَرضجعُ كَفَّيها خَنـوفُ
لِيَبكِ أَبا رَواحَةَ جَمـلُ خَيـلٍ
وَقَومٌ قَد أَعزَّهـمُ المُضيـفُ
يُنادي الجانِبانِ بـأن أَنيخـوا
وَقَد عَرَسَ الإِناخَةُ وَالوقـوفُ
وَكانَ الأيمنونَ بَنـي نُمَيـرٍ
يَسيرُ بِنـا أَمامَهُـمُ الخَليـفُ
فَلا جُبـنٌ فَيَنكَـلُ إِن لَقينـا
وَلا هَزمُ الجيوش لَنا طَريفُ
تَرَكنا الشِعبَ لَم نَعقِـل إِلَيـهِ
وَأَسهَلنا كَما عَلِـمَ الحَليـفُ
نَسوقُ به النِسـاءَ مشَمِّـراتٍ
يُخالِطُها مَع العَرَقِ الخَشيـفُ
إِذا أَستَرخَت حِبالُ القَوم شُدَّت
وَلا يَثنـي لقائِمَـةٍ وَظيـفُ
تَركنَ بطونَ صاراتٍ بِلَيـلٍ
مطافيلُ الرَباعِ بِهـا خُلـوفُ
فَظَلَّ بِذي معاركَ كلّ مُربـاً
وَنجّى ربَّهُ الهَـزمُ الخَفيـفُ
من اللائـي سنابِكُهـنَّ شُـمٌ
أضخَفَّ مُشاشَهُ لَبَنٌ وَريـفُ
يؤيَّـهُ وَاللَهيـفَ بـوارداتٍ
كَما يَتغاوثُ الحِسي النَزيـفُ
فَلمّا أَن هزَمنا الناسَ جـاءَت
وفودٌ مـن رَبيعَتِنـا تَزيـفُ
وَشِقٌّ ساقِطٌ بضلـوعِ جَنـبٍ
رَجوفُ الرِجلِ منطِقُهُ نَسيفُ
أَغَـرُّ كـأَنَّ جبهَتَـهُ هِـلالٌ
لِظُلمِ الجارِ وَالمَولى عَيـوفُ
وكان معقر البارقي، في يوم شعب جبلة على فرس له فلحق هوه وقومة بـ سنان بن أبي حارثة المري، فأسره هوه وابنية هرماً و يزيد ، ثم جعله كفيل نفسه فخلى سبيله، وكان سنان حين خلى عنه معقر اعطاه المواثيق بالذي جعله على نفسه (مكافاة)، وقد كان معقر اراد قتله ؛ فقال له قومه بارق: اطلقه، فأنه سيد قومه، وسيد القوم لا يكذب، ولا سيما مثل سنان. وخاله في قومه وشرفه، فخلاه معقر عنه وكفله بنفسه. فلما انقضى يوم شعب جبلة، بعث المعقر اليه يطلب نعمته عند سنان بعدما انتظره فجحدها سنان، ولم يبعث اليه بشئ فقال المعقر في ذلك يهجو سنان بن أبي حارثة المري: