الجمهورية العربية المتحدة

Coordinates: 30°02′N 31°13′E / 30.033°N 31.217°E / 30.033; 31.217
(تم التحويل من الوحدة بين مصر وسوريا)
الجمهورية العربية المتحدة
1958–1971
علم
العلم
{{{coat_alt}}}
الدرع
النشيد: "والله زمان يا سلاحي"[1]
والله زمان يا سلاحي
(إنگليزية: "It's Been Long, My Weapon")
الجمهورية العربية المتحدة من 1958 حتى 1961
الجمهورية العربية المتحدة من 1958 حتى 1961
الوضعاتحاد سياسي
(1958–1961)
دولة سيادية
(1961–1971)
العاصمةالقاهرة
اللغات المشتركةالعربية
الحكومةجمهورية اشتراكية متحدة
الرئيس 
• 1958–1970
جمال عبد الناصر
• 1970–1971
أنور السادات
رئيس الوزراء 
• 1958–1962
جمال عبد الناصر
• 1962–1965
علي صبري
• 1965–1966
زكريا محيي الدين
• 1966–1967
محمد صدقي سليمان
• 1967–1970
جمال عبد الناصر
• 1970–1971
محمود فوزي
التشريعالمجلس الوطني
الحقبة التاريخيةالحرب الباردة العربية
• تأسيس الجمهورية العربية المتحدة
22 فبراير 1958
1959
• انفصال سوريا
28 سبتمبر 1961
• استيلاء إسرائيل على غزة وسيناء
10 يونيو 1967
1 يوليو 1967 - 7 أغسطس 1970
• وفاة عبد الناصر
28 سبتمبر 1970
• إعادة تسميتها بجمهورية مصر العربية
11 سبتمبر 1971
المساحة
1958[convert: invalid number]
1961[convert: invalid number]
1968942.450 km2 (363.882 sq mi)
التعداد
• 1958
29.501.000
• 1961
27.810.000
• 1968
33.252.275
العملةالجنيه المصري
الجنيه السوري
التوقيتUTC+2 (EET)
• الصيفي (التوقيت الصيفي)
UTC+3 (EEST)
مفتاح الهاتف+20
سبقها
تلاها
جمهورية مصر
الجمهورية السورية
حكومة عموم فلسطين
جمهورية مصر العربية
الجمهورية العربية السورية
الحكم العسكري الإسرائيلي
اليوم جزء من مصر
 سوريا
 قطاع غزة

الجمهورية العربية المتحدة، كانت دولة سيادية في الشرق الأوسط في الفترة من 1958 حتى 1971. بدأت كاتحاد سياسي بين مصر (وتشمل قطاع غزة تحت الإدارة المصرية) وسوريا من عام 1958. وفي عام 1960 تم توحيد برلماني البلدين في مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة في القاهرة أيضاً. حتى انسحبت سوريا من الاتحاد بعد الانقلاب السوري 1961، وقام بالانفصال ثلة من العسكريين السوريين مدفوعين من جهات غربية ومدعومين من السعودية والأردن. وكان من أسباب الانفصال قيام جمال عبد الناصر بتأميم البنوك الخاصة والمعامل والشركات الصناعية الكبرى والتي كانت مزدهرة من غزل ونسيج وأسمنت الخ ..) تلك التأميمات ظلمت أصحاب هذه المؤسسات الذين استاؤوا من هذه القرارات. تلى الانفصال خمس انقلابات في سوريا في فترة 20 شهر. ظلت مصر تُعرف مصرياً باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1971. كانت الجمهورية العربية المتحدة تحت قيادة الرئيس المصري جمال عبد الناصر. وكانت الجمهورية العربية المتحدة عضواً في الدول العربية المتحدة، كونفدرالية فضفاضة مع المملكة المتوكلية اليمنية، والتي حُلت عام 1961.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

الأصول

يونيڤرسال نيوزريل عن تأسيس الجمهورية العربية المتحدة في 1 فبراير 1958، كخطوة أولى تجاه دولة عربية متحدة، كانت الجمهورية العربية المتحدة قد تأسست عندما اقترح مجموعة من القادة العسكريين والسياسيين في سوريا على الرئيس المصري جمال عبد الناصر دمج الدولتين

.


اعتبر البعض ان الوحدة المصرية – السورية التي اعلنت في 22 شباط من العام 1958، كانت نتيجة المطالبة الدائمة لمجموعة من الضباط السوريين، في وقت كان فيه قادة حزب البعث العربي الاشتراكي قد قاموا بحملة من اجل الاتحاد مع مصر. اذ يرى الصحافي باتريك سيل "... ان جمال عبد الناصر لم يكن متحمسا لوحدة عضوية مع سوريا، ولم يكن يطمح لادارة شؤون سوريا الداخلية ولأن يرث مشاكلها. كان بالاحرى ينادي بـ "التضامن العربي" الذي بموجبه يقف العرب وراءه ضد القوى العظمى، وكان يحتاج بصورة خاصة الى السيطرة على سياسة سوريا الخارجية بهدف حشر أعدائه من الغربيين والعرب. وكانت هذه فكرة مختلفة تماما عن برنامج البعث الوحدوي الداعي الى تحطيم الحدود. ولكنه لم يستطع ان يأخذ شيئا ويدع شيئا، وهكذا دفعه السوريون دفعا الى الموافقة على قيام الجمهورية العربية المتحدة."

ناصر يصافح البزري‎.

ورأى الدكتور جورج جبور: "انه منذ منتصف عام 1954، ومنذ مطلع عام 1955 خصوصا، ابدت الجماهير في سوريا اهتماما خاصا بثورة مصر: اتفاقية القناة، مقاومة الأحلاف، بلورة الفكرة العربية لدى قادة ثورة مصر، الضغط الصهيوني على مصر متمثلا في الحملة على غزة في مطلع عام 1955، مؤتمر باندونغ، صفقة الاسلحة، توضح الاتجاه الاجتماعي للثورة ومحاربتها الجدية للاقطاع... كل ذلك اكسب الثورة وقائدها احتراما عظيما في الاوساط التقدمية والديموقراطية في القطر العربي السوري، فاذا اضفنا الى كل ذلك الوزن الذي تمثله مصر في الوطن العربي: بشريا وحضاريا وجغرافيا خصوصا، اتضح لدينا ان استقطاب الزعامة الناصرية للجماهير العربية في النصف الثاني من الخمسينات كان امرا محتما".

الوفد العسكري السوري الذي جاء إلى القاهرة بالسر دون علم الحكومة السورية مطالباً بالوحدة الفورية. وقد فاوض عبد الناصر وعبد الحكيم عامر طيلة أيام 13-16 يناير ، وتكللت المهمة بالاتفاق العام على الوحدة ولإكمال المهمة وصل وزير الخارجية السوري صلاح البيطار، يوم 16 يناير للتوقيع بالحروف الأولى ميثاق الوحدة بين سوريا و مصر.
الصف الأمامي، من اليمين: المقدم بشير صادق، المقدم جادو عز الدين، اللواء عفيف البزري، جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر، المقدم طعمة العودة الله، المقدم حسين حدة، المقدم ياسين فرجاني
الصف الأوسط، من اليمين: المقدم محمد النسر، المقدم جمال الصوفي، المقدم مصطفى حمدون، المقدم أحمد حنيدي، عقيد أ.ح عبد المحسن أبو النور
الصف الأعلى، من اليمين: المقدم نور الله حاج ابراهيم، المقدم أكرم الديري، المقدم عبد الغني قنوت، المقدم أمين الحافظ، محمد عبد الكريم، عميد أ.ح. حافظ إسماعيل.
الصورة من الأرشيف الخاص للسيد ياسين فرجاني، عن طريق حفيده يحيى ركاب.
قام بالتعرف على الأشخاص: كمال خلف الطويل.

وتابع جبور: "بدأت ملامح هذا الاستقطاب في سوريا عام 1955 حين طرحت حكومة الثورة في مصر مواجهة حلف بغداد شعار انتهاج سياسة عربية خارجية مستقلة، ضمن نطاق الجامعة العربية، وتقوية ميثاق الضمان الجماعي العربي. لقي هذا الشعار ما يستحقه من تقدير لدى القوى الوطنية في سوريا فألفت حكومة جديدة ساهم فيها حزب البعث في الحكم، كذلك بدأت منذ تلك الفترة دعوة حزب البعث الى الاتحاد بين مصر وسوريا باعتبار انهما البلدان الاكثر تحررا من البلدان العربية الاخرى".

ويرى المؤرخون لتلك الفترة من تاريخ سوريا السياسي، انه مع انتخاب شكري القوتلي في العام 1955، حسم الموقف لمصلحة التيار المنادي بالتعاون والتحالف مع مصر، واتفقت مصر وسوريا على انشاء قيادة عسكرية موحدة يكون مركزها في دمشق، وكانت العوامل الخارجية قد لعبت دورها الاول في تعزيز هذا التقارب، حيث بدأ الاتحاد السوفياتي في بداية عام 1956، بحملة ديبلوماسية واسعة لاكتساب دول الشرق الاوسط، وقبلت سوريا ومصر في شهر شباط من نفس العام صفقات السلاح السوفياتي في الوقت الذي كان فيه حلف بغداد يهدد الاراضي السورية بدعم من بريطانيا.


ناصر يوقع إعلان الوحدة مع الرئيس السوري شكري القواتلي، إيذاناً بتأسيس الجمهورية العربية المتحدة، فبراير 1958.

ورأى الدكتور أحمد سرحال انه عند اندلاع معركة سيناء في تشرين الاول من العام 1956 ووقوع العدوان الثلاثي على مصر "اعلنت الحكومة السورية حالة الطوارئ في اراضيها واتجهت وحدات من قواتها للمرابطة في الاردن بعدما عطلت خط انابيب التابلين الناقلة للبترول العراقي الى الساحل اللبناني. وقد اضطرت هذه الوحدة للانسحاب من الاردن ابتداء من 24 نيسان 1957 بعد ان هددت القوات الاميركية بالتدخل ضدها".

لم يعد بوسع الحكومة السورية التراجع عن سياستها الجديدة اذ شعرت بقدر من العزلة امام السياسة العراقية بل والاسرائيلية. فعقدت في شهر تشرين الاول 1957 معاهدة للتعاون الاقتصادي مع الاتحاد السوفياتي. واجتمع في 18 تشرين الاول 1957 مجلس النواب السوري ومجلس النواب المصري في جلسة مشتركة واصدرا بالاجماع بياناًً فيه دعوة الى حكومتي البلدين للاجتماع وتقرير الاتحاد بين الدولتين. وفي هذا الاتجاه اجتمع رئيسا البلدين واركان حكومتيهما واصدروا بياناً في 22 شباط 1958 اعلنوا فيه توحيد القطرين في دولة واحدة في الجمهورية العربية المتحدة التي قرر ان يكون نظامها رئاسياً ديموقراطياً. وبالفعل جرى استفتاء شعبي على الوحدة وتم انتخاب جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة. ووضع في 5 آذار 1958 دستور جديد موقت للجمهورية العربية المتحدة... وقد اناط الدستور السلطة التنفيذية برئيس الجمهورية يمارسها فعلياً بمعاونة نواب الرئيس الوزراء الذين يعينهم ويقيلهم بنفسه، وهم مسؤولون امامه دون غيره. علماً بانه كان هناك الى جانب الحكومة المركزية في الجمهورية العربية المتحدة مجلسان تنفيذيان اقليميان: المجلس التنفيذي المصري، والمجلس التنفيذي السوري اللذان يرأس كل منهما وزير مركزي، اما السلطة التشريعية فقد تولاها مجلس الامة المكون من نواب يعين نصفهم رئيس الجمهورية والنصف الآخر يختاره من بين اعضاء مجلس النواب السابقين في سوريا ومصر، وقد منح مجلس الامة حق طرح الثقة بالوزراء، ولكن بصورة افرادية من دون المسؤولية الوزارية الجماعية التي بقيت قائمة امام رئيس الجمهورية فقط. وبذلك حافظ النظام على طبيعته الرئاسية المتشددة، ولا سيما وان بعض اعضاء المجلس كانوا يعينون من قبل الرئيس، وهذا يخالف ويتجاوز طبيعة النظام الرئاسي القائم مبدئياً على الفصل بين السلطات".[2]

الرئيس جمال عبد الناصر عند اعلان الوحدة مع سوريا.

المحامي غالب ياغي (الذي تولى في تلك الحقبة امانة سر القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان)، اعتبر ان الوحدة العربية كانت وما زالت حلماً بالنسبة الى العرب، وجاءت الوحدة المصرية السورية تلبية لرغبات الشعبين المصري والسوري، في اطار الجو الدولي الضاغط، والاحداث التي شهدها الوطن العربي من تأميم قناة السويس، والعدوان الثلاثي على مصر، والحشودات التركية على الحدود السورية وصولاً الى قيام حلف بغداد بالمؤامرات والدسائس... ومنذ ايام انشاء حكومة صبري العسلي في سوريا اصر ميشيل عفلق ان يتضمن البيان الوزاري للحكومة الدعوة الى الوحدة السورية المصرية، وقد لاقت هذه الدعوة تأييد مجلس الشعب السوري. وقد قام عدد من قادة الألوية في الجيش السوري بمفاوضة الحكومة المصرية حول الوحدة، وكان من بين هؤلاء عبد الغني قنوت، وامين الحافظ، وصلاح جديد، ومصطفى حمدون. واعلنت الوحدة، ومنح الرئيس السوري شكري القوتلي لقب "المواطن العربي الاول".[2]


ناصر يعلن الوحدة

قيام الجمهورية العربية المتحدة.

24 شباط (فبراير) 1958

أيها المواطنون:

السلام عليكم ورحمة الله..

إننى أشعر الآن وأنا بينكم بأسعد لحظة من حياتى، فقد كنت دائماً أنظر إلى دمشق وإليكم وإلى سوريا وأترقب اليوم الذى أقابلكم فيه، والنهارده.. النهارده أزور سوريا قلب العروبة النابض.. سوريا اللى حملت دائماً راية القومية العربية.. سوريا اللى كانت دائماً تنادى بالقومية العربية.. سوريا اللى كانت دائماً تتفاعل من عميق القلب مع العرب في كل مكان.

واليوم - أيها الإخوة المواطنون - حقق الله هذا الأمل وهذا الترقب وأنا ألتقى معكم في هذا اليوم الخالد، بعد أن تحققت الجمهورية العربية المتحدة. [3]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التأميم

ناصر يلقي كلمة على الحشود في دمشق، 1960.

في يونيو 1960، حاول ناصر تطبيق الإصلاحات الاقتصادية التي ستجعل الاقتصاد السوري أكثر اتساقاً مع القطاع العام المصري القوي. ومع ذلك، فإن هذه التغييرات لم تفعل الكثير لمساعدة الاقتصادين. بدلاً من تحويل النمو تجاه القطاع الخاص، قام عبد الناصر بموجات تأميم غير مسبوقة في مصر وسوريا. بدأت عمليات التأميم في يوليو 1961، دون استشارة كبار المسئولين الاقتصاديين السوريين.[4] استولت الحكومة على تجارة القطن، فضلاً عن جميع شركات التصدير والاستيراد. في 23 يوليو 1961، أعلن عبد الناصر تأميم البنوك، شركات التأمين، وجميع الصناعات الثقيلة. كما مدد ناصر مبادئه للعدالة الاجتماعية. تم تقليص مساحة الأراضي المسموح بامتلاكها من 200 إلى 100 فدان. انخفض معدل الفائدة للمزارعين بشكل كبير حتى أُلغي في بعض الحالات. فُرضت ضريبة بنسبة تسعين بالمائة على جميع شرائح الدخل الذي يتجاوز 10.000 جنيه. تم السماح بتواجد ممثلون للعمال والموظفين في مجالس الإدارة. كما مُنحو الحق في الحصول على حصة تبلغ 25% من أرباح شركتهم. تم تخفيض متوسط يوم العمل أيضاً من ثماني ساعات إلى سبع دون تخفيض في الأجور.[5]

الانهيار

ناصر والسراج في اللاذقية، 1959.

في 9 يونيو 1958، فرضت مصلحة الجمارك السورية رسوماً على بعض المنتجات المصرية، مما يستدعي تدخل الرئيس جمال عبد الناصر لما اعتبره تحدياً للسلطة المركزية في الجمهورية العربية المتحدة. استدعى عبد الناصر نائبيه السوريين أكرم الحوراني وصبري العسلي إلى القاهرة وأصدر مجلس الوزراء المركزي قراراً يفيد بأن السياسة الاقتصادية في إقليمي الجمهورية يجب أن ترسمها الحكومة المركزية لا المجالس التنفيذية في الإقليمين.

وفي 11 نوفمبر 1958، أصدر رئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبد الناصر قراراً بتشكيل محاكم أمن الدولة في الإقليم الشمالي (سوريا) تحال إليها جرائم مخالفة أوامر الحاكم العسكري في حالة الطوارئ. ونص القرار على تشكيل محاكم أمن دولة بدائية في كل محافظة ومحاكم أمن دولة عليا في دمشق وحلب.

وفي 30 ديسمبر 1959: استقالة الوزراء البعثيين من الحكومة المركزية للجمهورية العربية المتحدة والمجلس التنفيذي للإقليم الشمالي: أكرم الحوراني نائب رئيس الجمهورية ووزير العدل في الحكومة المركزية، صلاح البيطار وزير الثقافة والإرشاد القومي في الحكومة المركزية، مصطفى حمدون وزير الإصلاح الزراعي، عبد الغني قنوت وزير الشؤون الاجتماعية والعمل في المجلس التنفيذي. وذلك بعد تصاعد الخلافات بين البعث وعبد الحكيم عامر. بعد ٤ أيام تم إعفاء وزير الاقتصاد خليل الكلاس، وهو بعثي أيضاً، من منصبه في المجلس التنفيذي.

كان للأجواء السياسية المشحونة دورها الأول في حصول الانفصال، اضافة الى التدخلات العربية والاجنبية. ولا ينفي النائب سامي الخطيب "ان تكون الاسباب الداخلية قد لعبت دورها في حصول الانفصال، اضافة الى الدور الذي لعبته السفارات الغربية التي كانت منذ الاساس ضد هذه الوحدة."[2]

واعتبر سامي شرف انه كان هناك قضايا داخلية تمس الاوضاع وآليات الحكم في كل من سوريا و مصر هيأت ارضية صالحة لنجاح الانفصاليين. "...كانت هناك اصابع اجنبية تلعب لفصم هذه الوحدة خوفاً من المدى الوحدوي الذي كان سيحدث تأثيراً في المنطقة العربية كلها، ويؤدي الى تغييرات فيها، و يحول دون قيام اسرائيل بتحقيق اهدافها التوسعية."[2]

ويذكر شرف عدة اسباب ادت الى وقوع الانفصال وانهيار الوحدة ومنها:

  • عدم وجود اتصال جغرافي بين سوريا و مصر مما يجعل سيطرة الحكومة المركزية محدودة
  • ابعاد الجيش عن التدخل في السياسة، و هو موضوع شائك و معقد في سوريا بالذات، فقد كان الضباط السوريون يتدخلون في السياسة للنخاع، منذ عام 1949.
  • التنظيم السياسي الواحد وهو الإتحاد القومي الذي كان مطبقاً في مصر لم يكن مقبولاً من حزب البعث السوري على وجه التحديد... وقد اعتبرت نتيجة انتخابات الاتحاد القومي في سوريا هزيمة للبعثيين وانتصاراً لعبد الحميد السراج.
  • كان صعباً اتمام توحيد القوانين بين مصر وسوريا، وخصوصاً التي تحكم تنقل الافراد والتجارة وازالة الحواجز بين الاقليمين.
  • الحديث عن تهجير مليون فلاح مصري الى منطقة الجزيرة.
  • الهيمنة على الجيش السوري بضباط مصريين.

ففي 28 سبتمبر 1961، قامت مجموعة من الضباط السوريين بقيادة المقدم عبد الكريم النحلاوي (مدير مكتب عبد الحكيم عامر)، وبدعم أردني - سعودي، وبمؤازرة من رجال الأعمال السوريين الساخطين بسبب قرارات التأميم، بانقلاب عسكري في اجواء متأزمة من كافة النواحي. و فوجىء الرئيس عبد الناصر بأنباء التمرد السوري فأمر بارسال قوة من ألفي مظلي مصري الى سوريا لسحق هذا التمرد. ولكن مواقف قيادات الجيش في اللاذقية المؤيدة للمتمردين دفعت عبد الناصر الى نقض أوامره علماً بأن الطليعة المصرية المؤلفة من 120 مظلياً كانوا قد اعلنوا الاستسلام بعد هبوطهم. و كان عبد الحكيم عامر قد غادر دمشق حوالي الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الانقلاب الى القاهرة، وكان صلاح البيطار و أكرم الحوراني قد ايدا الانفصال و كانا من بين السياسيين السوريين الموقعين على الوثيقة الانفصالية في 2 أكتوبر 1961.

وفي 10 أكتوبر 1961: الولايات المتحدة تعترف رسمياً بحكومة الانفصال في سوريا وذلك بعد 12 يوماً من الانقلاب العسكري الذي أطاح بالوحدة مع مصر.

وفي 27 أكتوبر 1961: قام كوماندوز سوري بنسف إذاعة سرية مؤيدة لمصر ومعارضة لحكومة الانفصال تبث من داخل الأراضي اللبنانية قرب قرية حلوة الحدودية. كشفت مصادر سورية عن الغارة بعد عشرة أيام من تنفيذها وذكرت مقتل ثلاثة واعتقال سبعة أحدهما مصري والبقية لبنانيون وفلسطينيون.

ما بعد انسحاب سوريا

يبدو أن الندم حل بضباط دمشق وأدركوا بعد شهور قليلة فداحة ما صنعوه ووجدوا أن الديمقراطية التي بشروا بها أقامت دولة «انفصالية» يتربع في برلمانها وحكوماتها غلاة اهل اليمين من بورجوازيين واقطاعيين وعشائريين وإخوان أصوليين.

وفي لحظة نادرة من لحظات صحوة الضمير، ركب الانقلابيون جناح الليل، فاودعوا رئيس الجمهورية ناظم القدسي سجن المزة الرهيب وذهبوا الى القاهرة باكين أمام جمال عبد الناصر طالبين اعادة الوحدة، وواضعين أنفسهم في تصرفه يفعل بهم ما يشاء. رفضهم عبد الناصر وقال لهم ان "الوحدة التي ذهبت بانقلاب لا تعود بانقلاب".[6]

محاولات عسكرية مؤيدة للوحدة

غادر النحلاوي مع عدد من رفاقه سوريا الي المنفي اجبارا وبمغادرته بدأ في سوريا عهد الانفصال الحقيقي الأخطر الذي استبدل في 8 آذار (مارس) عام 1963 رجاله برجال آخرين في مقدمتهم ميشيل عفلق وصلاح البيطار وأمين الحافظ وصلاح جديد وكان أعتاهم وأشرسهم سليم حاطوم وعبد الكريم الجندي خاصة.

أولى محاولات عبد الناصر للقضاء علي الانفصال

حسب عبد الكريم النحلاوي، في حوار عام 2001 [7]، فقد حاول عبد الناصر بالفعل القضاء علي الانفصال وقام بالفعل بمحاولات عدة وقد سمع من علي صبري رئيس الوزراء المصري الأسبق قبل وفاته حديثاً مثيراً للغاية قال فيه ان عبد الناصر كان جاداً في مقاومة الانفصال عسكرياً عقب وقوعه في 28 أيلول (سبتمبر) عام 1961 بقيادة النحلاوي وانه لم يرسل قوات عسكرية محمولة جوا من مصر الي اللاذقية إلا علي هذا الأساس. كانت الطائرات الحربية المصرية السبع قد أقلعت من قواعدها في الاراضي المصرية في اتجاه الاجواء السورية حيث سارع سفير الاتحاد السوفييتي في مصر الي الاتصال الهاتفي بعبد الناصر وابلاغه رسالة شفهية عاجلة من الكرملين تقول للرئيس الراحل دع سوريا وشأنها . وقد كان ذلك السبب الخفي الذي جعل عبد الناصر يأمر باعادة بقية أسراب الطائرات الي قواعدها في مصر ويأمر قائد السرب جلال هريدي بتسليم نفسه وعناصره من المظليين الي السوريين من دون مقاومة.

المحاولة الثانية

ثم كانت العملية الثانية في 18 تموز (يوليو) عام 1963 عندما تسلل العقيد جاسم علوان من سوريا سرا الي لبنان ومن لبنان قام بزيارة سرية لمصر قابل خلالها جمال عبد الناصر واضعاً بين يديه خطة القيام بانقلاب عسكري في سوريا الا انه أكد ان نسبة نجاحها لا يتعدي 30% ومع ذلك طلب جمال عبد الناصر منه تنفيذها وكان عبد الناصر ينوي اعلان وحدة مصر وسوريا مرة أخري في خطاب عيد الثورة يوم 23 تموز (يوليو) عام 1963 في حالة نجاحها أما في حالة الفشل فانه سيعلن انسحابه من اتفاقية الوحدة الثلاثية التي وقعها مع كل من العراق وسوريا بعد ان أدرك عبد الناصر ان حزب البعث في كل من سوريا والعراق يحاول كسب مزيد من الوقت لاقصاء الناصريين في كلا البلدين من أية مناصب قيادية. وبالفعل فشلت تلك العملية وأعلن عبد الناصر انسحابه من الوحدة وزج بمئات الناصريين ومن بينهم أنا في سجن المزة بدمشق.

المحاولة الثالثة

المحاولة الثالثة فكانت يوم 27/7/1964 عندما طلب عبد الناصر من الضابط السوري جادو عز الدين الاستعداد لأداء عملية عسكرية داخل سوريا انطلاقا من الأراضي العراقية وكانت تلك العملية تتكون من ثلاث مراحل:

  1. العملية الأولي تستهدف المنطقة الشرقية من الاراضي السورية (دير الزور ومنطقة الجزيرة اضافة الي المنطقة الشمالية حلب وتوابعها).
  2. العملية الثانية تستهدف دمشق مباشرة.
  3. العملية الثالثة تستهدف المنطقة الوسطي (تدمر، حماة، حمص وتوابعهم).

وقد تم وضع هذا التخطيط علي افتراض ان وضع القوات الجوية السورية يومئذ لا يؤهلها للتعامل بنجاح مع القوات الجوية المخصصة لتغطية الهجوم الا ان عبد الناصر استدعي فجأة جادو عز الدين ليخبره بأنه صرف النظر عن تلك العملية ولم يعرف أحد أسرار تلك العملية الا بعد مرور خمسة وعشرين عاما من موعدها الافتراضي، كما رواها بالوثائق جادو عز الدين حينما أذاع ان اللواء فؤاد شهاب رئيس الجمهورية اللبنانية يومذاك المتعاطف مع عبد الناصر نقل اليه معلومات بتسرب خبر تلك العملية الي الولايات المتحدة وان الاخيرة تعد فخاً للجيش المصري شبيها لما حدث له في حرب اليمن وبناء علي ذلك ألغي عبد الناصر تلك العملية.


الجغرافيا

الجمهورية العربية المتحدة
مصر
سوريا
قطاع غزة

إذا تم تصنيفها اليوم، فستكون الجمهورية العربية المتحدة رقم 25 من حيث المساحة على هذا الكوكب (مصر في المرتبة 30 وسوريا في المرتبة 88). كانت مماثلة في مساحة جنوب أفريقيا، وضعف مساحة فرنسا. بعد حل حكومة عموم فلسطين، مارست الجمهورية العربية المتحدة المزيد من السيطرة على قطاع غزة، حتى حرب 1967.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نقد

المؤيدون

رأى سامي شرف (وزير الدولة وسكرتير الرئيس جمال عبد الناصر): "... أن الوحدة مع سوريا، نجحت في تحقيق الاستقرار الذي لم تنعم به من قبل منذ بدأ تاريخها الحديث بعد الحرب العالمية الأولى، ووفرت لها كل المقومات لتقوم بدورها العربي... واستطاعت سوريا في ظل الوحدة ان تحقق تغييرات اجتماعية عميقة كانت تتطلع اليها منذ الاستقلال، ووقف الاقطاع السوري ضدها فقد كانت قوانين يوليو 1961 تحقيقاً لمطالب متراكمة منذ زمن طويل لم يستطع أي حزب سياسي أن يحققها... وأثبتت هذه التجربة أن الوحدة العربية حقيقية، وأن اسسها صحيحة، وجسدت حلم الأمة العربية والثورة العربية."[2]

وفي لقاء مع النائب سامي الخطيب الذي عايش تلك الفترة من موقعه كضابط أمني في الشعبة الثانية (الاستخبارات اللبنانية)، اعتبر أن "الوحدة المصرية السورية كانت نتيجة لتطلعات الشعوب العربية وأمانيها في التوحد، وكانت جزءاً من أحلامنا وتطلعاتنا".

وفي رأي غالب ياغي أن الوحدة بين مصر وسوريا "أعطت الأمل للمواطن العربي بامكان السعي إلى الوحدة الشاملة، وكانت في تلك الفترة الرد الحاسم على المؤامرات التي كانت تستهدف سوريا ومصر ولبنان وبقية الدول العربية...".

المعارضون

في المقابل فإن المعارضين لمشروع الوحدة والمتابعين لهذه الفترة التاريخية، اكدوا انه منذ قيام الجمهورية العربية المتحدة، بدأت الممارسات "الديكتاتورية" من جانب الرئيس عبد الناصر، الذي عمد الى اقتلاع احشاء السياسة السورية، وكان قد وضع شرطين لقيام هذه الوحدة، اولهما ان يمتنع الضباط عن ممارسة العمل السياسي، وحلّّ الاحزاب في سوريا ومن بينها حزب البعث، وهذا ما اثار نقمة عدد كبير من البعثيين الذين لم يتوقعوا استبعادهم من الوحدة وهم من صانعيها. وفي رأي باتريك سيل، ان قادة حزب البعث كانوا يتوقعون ان يصبحوا المعلمين العقائديين للجمهورية العربية المتحدة، وان يزودوا عبد الناصر بعقيدة متكاملة، ويعلموا العروبة لمصر نفسها. ولكن كل ذلك لم يكن سوى احلام يقظة. فبدلاً من الحياة الحزبية الجاهزة التي كانت قائمة في سوريا انشأ عبد الناصر تركيباً كان في الوقت نفسه سلطوياً وكسيحاً مخلع الاوصال. فكل القرارات كانت تتخذ عنده في القاهرة، حيث كان يعمل بواسطة مجموعة صغيرة من الضباط ورجال الامن. اما في دمشق فكان اعتماده على رجل امن صموت هو العقيد عبد الحميد السراج الذي رفعه وجعله وزيراً للداخلية.

السياسة المتبعة تجاه سوريا أفقدتها سيطرتها على شؤونها الداخلية والخارجية، وانعدمت الحياة السياسية فيها، لتنحصر في أيدي المسؤولين المصريين، ولم تعد دمشق سوى مركز محافظة، وانشأ عبد الناصر حكومة مركزية ضمت: أكرم الحوراني، وصلاح الدين البيطار، وكانت الشؤون المصرية والسورية، من اختصاص مجلسين تنفيذيين محليين. وفي تشرين الثاني عام 1959 ارسل الرئيس جمال عبد الناصر ابرز مساعديه المشير عبد الحكيم عامر ليتولى حكم سوريا التي اطلق عليها اسم الاقليم الشمالي، اما مصر فكانت الاقليم الجنوبي.

ولأن الوحدة لم تأت وفق ما تمناه السوريون، بدأ عدد منهم التعبير عن رفضه ومشاعره وخصوصاً بسبب التدخلات المصرية في الشاردة والواردة، وبسبب تهميش دور الزعماء والقادة السوريين، حتى اولئك الذين كانوا في المناصب الحكومية، ومنهم اكرم الحوراني الذي اعرب عن خيبة امله "... وغادر الحوراني القاهرة بعدما نفض يديه منها عائداً الى بلدة حماه وسط خيبة امل كاملة من تجربة الوحدة مع مصر...".

وكما ذكر باتريك سيل أنه "كانت لدى الحوراني أسباب شخصية وراء مرارته، نظراً الى أن وضعه السياسي قد تضرر تحت حكم عبد الناصر، فقبل الوحدة كان هو صانع الحكام في سوريا، كان قوياً في اوساط الجيش، محبوباً من الفلاحين... ثم جاء عبد الناصر وانتزع منه كل ذلك واعطاه في المقابل منصباً شكلياً فارغاً في حكومة الجمهورية العربية المتحدة، الى ان رمى بهذا المنصب باشمئزاز."

واشار المحامي غالب ياغي الى ان اكرم الحوراني ابلغه في بيروت ان الاختلاف بينه وبين عبد الناصر كان سببه الرئيسي، موضوع تحويل الاسرائيليين لنهر الاردن، وهذا ما دفعه الى تقديم استقالته من منصب نيابة الرئاسة ومن وزارة العدل في الحكومة المركزية، وأصدر الحوراني بياناً في 13 حزيران 1963 بعد انفصال سوريا عن مصر تحدث فيه عما جرى في جلسة الوزارة المركزية في القاهرة بتاريخ 29 نوفمبر 1959 (وقد ذكر الحوراني ذلك في مذكراته الصادرة عن مكتبة مدبولي في القاهرة عام 2000).

ويذكر الذين عايشوا تلك الفترة كيف بدأت عملية ضرب المعارضين من الشيوعيين بالدرجة الاولى لتطول بعدها البعثيين، ولعب المقدم عبد الحميد السراج دور الجلاد، فزجّ عدداً من المعارضين في غياهب السجون وفي الاقبية السود، وتعرض الكثير من هؤلاء لابشع انواع التعذيب الجسدي والنفسي وبأساليب وحشية.

ورأى غسان زكريا (عديل عبد الحميد السراج): "... ان السراج حوّل سوريا في زمانه الى سجن كبير، اختفت فيه كل مظاهر الديموقراطية وشكلياتها، وضرب فيه وعذب وزراء ونواباً واطباء ومحامين وصحافيين ورجال اعمال ومهندسين ونساء ورجال دين، وهو ما لم يجرؤ الاستعمار الفرنسي على مدى ربع قرن على فعله وهو يحتل الشام ولبنان بمئة الف جندي."[2]


انظر أيضاً


معرض الصور

الهوامش

  1. ^ "Egypt (1961–1979)". nationalanthems.info. Archived from the original on 2013-10-17. Retrieved 2013-11-09.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح صحيفة النهار اللبنانية, السراج 7،8 مارس 2005 - بقلم صبحي منذر ياغي, 7،8 مارس 2005, استرجعت في 23 مارس 2007
  3. ^ خطاب الرئيس جمال عبد الناصر من منزل الرئيس شكري القوتلي بعيد إعلان الوحدة
  4. ^ Stephens 1971, p. 338
  5. ^ Stephens 1971, pp. 329–30
  6. ^ جبلة.كوم, سورية: ضباط دمشق ضربوا الوحدة مع مصر, 3 يونيو 2005, استرجعت في 25 مارس 2007
  7. ^ صحيفة الزمان العراقية اللندنية, أربعون سنة علي فشل أول نموذج لوحدة بلدين عربيين - الإعلامي السوري عبد الهادي البكار يقلب لـ(الزمان الجديد) ملف أسرار الانفصال, 1 يناير 2002, استرجعت في 25 مارس 2007

المصادر

وصلات خارجية

وصلات خارجية

30°02′N 31°13′E / 30.033°N 31.217°E / 30.033; 31.217