قُمْ نَاجِ جِلَّقَ وانْشُدْ رَسْـمَ مَنْ بَانُوا
|
مَشَتْ عَلَى الرّسْمِ أَحْدَاثٌ وَأَزْمَانُ
|
هَذا الأَديـمُ كِتابٌ لا انْكِفَـاءَ لَـهُ
|
رَثُّ الصَّحَائِفِ، بَاقٍ مِنْهُ عُـنْوانُ
|
بَنُـو أُمَـيَّـةَ للأنْبَـاءِ مَا فَتَحُـوا
|
وَللأحَـادِيثِ مَا سَـادُوا وَمَا دَانُوا
|
كَـانوا مُلُوكاً، سَرِيرُ الشّرقِ تَحْتَهُمُ
|
فَهَلْ سَأَلْتَ سَريرَ الغَرْبِ مَا كَانُوا؟
|
عَالينَ كَالشَّمْسِ في أَطْرَافِ دَوْلَتِها
|
في كُلِّ نَاحِـيَـةٍٍ مُلْكٌ وَسُلْطَـانُ
|
لَوْلا دِمَشْـقُ لَمَا كَانَـتْ طُلَـيْطِلَةٌ
|
وَلا زَهَـتْ بِبَني العَبَّـاسِ بَغْدانُ
|
آمَنْـتُ بالله واسْـتَثْنَيْـتُ جنَّتَـهُ
|
دِمَـشْـقُ رُوحٌ وَجَنَّـاتٌ وَرَيْحَانُ
|
قَالَ الرّفَاقُ وَقَـدْ هَبَّـتْ خَمَائِلُهـا:
|
الأرْضُ دَارٌ لَهَا (الفَيْحَـاءُ) بُسْتانُ
|
جَـرَى وَصَفَّقَ يَلْقَانا بِها (بَرَدى)
|
كَمَا تَلقَّـاكَ دُونَ الخُلْـدِ رُضْـوانُ
|
دَخَـلْتُها وَحَواشِـيها زُمُـرُّدَةٌ
|
والشَّمْسُ فَوقَ لُجَيْنِ المَـاءِ عِقْيانُ
|
والحُورُ في (دُمَّرَ) أو حَوْلَ (هَامَتِها)
|
حُورٌ كَواشِفُ عَنْ سَـاقٍ ، وَوِلْدَانُ
|
و(رَبْوَةُ) الوَادِ في جِلْبَابِ رَاقِصَةٍ
|
السَّـاقُ كَاسِـيَةٌ، وَالنَّحْـرُ عَرْيَانُ
|
وَالطّيْرُ تَصْدَحُ مِنْ خَلْفِ العُيُونِ بِها
|
وَلِلعُيُـونِ ، كَـمَا لِلطَّيْـرِ أَلْحَـانُ
|
وَأقْبلَـتْ بالنَّباتِ الأَرْضُ مُخْتَلِفَـاً
|
أَفْـوَافُـهُ ، فَـهُـوَ أَصْبَاغٌ وَأَلْوَانُ
|
وَقَدْ صَفَا (بَرَدَى) لِلرِّيحِ فَابْتَرَدَتْ
|
لَدَى سُـتُورٍ، حَوَاشِيهِـنَّ أَفْنَـانُ
|
يا فِتْيَةَ الشَّامِ، شُكْرَاً لا انْقِضَاءَ لَهُ
|
لَو أنَّ إحسَانَكْـمْ يَجْزيهِ شُـكْرَانُ
|
ما فَوْقَ رَاحَاتِكُمْ يَـوْمَ السَّمَاحِ يَدٌ
|
وَلا كَأَوْطانِكـم في البشـرِ أوطانُ
|
خَمِيلَـةُ الله وَشَّـتْهَا يَـدَاهُ لَكُـمْ
|
فَهَـلْ لَـهَا قيِّمٌ مِـنْكُـمُ وَجَنَّـانُ
|
شَيِّدُوا لَهَا المُلْكَ وَابْنُوا رُكْنَ دَولَتِها
|
فالمُلْـكُ غَـرْسٌ ، وتَجْديدٌ، وبُنْيانُ
|
المُلْكُ أَنْ تَعْمَلوا مَا استَطَعْتُمو عَمَلاً
|
وَأَنْ يَبِيـنَ عَلى الأعمالِ إتْـقـانُ
|
المُلكُ أَنْ تُخْـرَجَ الأَمْوالُ نَاشِطَةً
|
لِمَطْلَبٍ فـِيـهِ إصْـلاحٌ وعُمرانُ
|
الملكُ أن تَتَلاقُـوا في هَوَى وَطَنٍ
|
تَفَـرَّقَـتْ فِيـه أَجْـنَاسٌ وَأَدْيـانُ
|