أكرم الحوراني
حسن أكرم الحوراني الرفاعي (1911 - 24 فبراير 1996) سياسي سوري, من مؤسسي الحزب العربي الاشتراكي. وقع على وثيقة الانفصال عن الجمهورية العربية المتحدة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة
ولد أكرم الحوراني في مدينة حماة عام 1911، والده رشيد محيي الدين الحوراني، الذي كان تاجراً للأقمشة ومالكا صغيراً للأراضي ورجلاً ورعاً من وجهاء حماه، كان على اتصال بجمعية العربية الفتاة السرية المناوئة للحكم العثماني, انتخب مجلس إدارة حماه، رشح نفسه لعضوية مجلس المبعوثان ممثلاً لحماه وحمص في استانبول لكنه لم ينجح. توفي الاب خلال الحرب العالمية الأولى بداء الكوليرا التي اصابته اثناء تقديم المساعدة للنازحين الأرمن.
تعلم أكرم الحوراني في مدرسة دار العلم والتربية، تأثر فيها بأستاذه و قريبه عثمان الحوراني الذي كان يدرس مادة التاريخ حيث كان من المشاركين في ثورة 1925، ومن دعاة الثورة المسلحة ضد الفرنسي والتمسك بالارث والهوية العربية, اكمل الحوراني دراسته الثانويه في مكتب عنبر الذي خرج العديد من قادة سوريا. ثم انتسب إلى الجامعة اليسوعية في بيروت لمدة قصيرة تركها عائدا الى دمشق بسبب مشاركته في التخطيط لمحاولة اغتيال رئيس الوزراء صبحي بركات الذي كان متعاونا مع الفرنسيين، فدرس الحقوق في دمشق.
انتسب إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1936 و اصبح منفذا لمدينة حماه , ثم تركه لاختلافه مع قاده هذا الحزب بشأن الهوية العربية, ساهم بعدها بتشكيل حزب الشباب الذي تزعمه استاذه و قريبه عثمان الحوراني في عام 1938.
تطوع في العراق للمشاركة في ثورة رشيد عالي الكيلاني عام ١٩٤١. وانتخب نائباً عن حماه من سنة 1943 إلى 1963 بشكل مستمر. عُيّن وزيراً للزراعة عام ١٩٤٩ ووزيراً للدفاع في حكومة خالد العظم في كانون الأول ١٩٤٩.
أسس الحزب العربي الاشتراكي عام ١٩٥٠. في ظل تضييق أديب الشيشكلي على الأحزاب السياسية قرر دمج حزبه مح حزب البعث العربي الذي أسسه صلاح البيطار وميشيل عفلق لتشكيل حزب البعث العربي الاشتراكي عام ١٩٥٢.
حيث تتوجت حياته النيابيه بانتخابه رئيسا للمجلس النيابي في عام 1957, كان خلالها من احد القيادات التي قاومت الاحتلال الفرنسي , كما ترك المجلس ليقود العديد من المتطوعين من رفاق حزبه للقتال في فلسطين عام 1948؛ ترافق تمثيله النيابي مع تبنيه لقضيه تحرير الفلاح من ظلم وسيطرة الاقطاع والذي توج بقانون الاصلاح الزراعي اثناء الوحدة مع مصر حيث كان نائبا لرئيس الجمهورية وكان رفيقه بالحزب وقريبه مصطفى حمدون وزيرا للاصلاح الزراعي. كما قاد التوجه المعارض للارتباط مع المحاور العربية المتحالفة مع الغرب – خصوصا الاتحاد مع العراق.
تميز اكرم الحوراني باكتساب ثقة ومحبة الضباط وبشعبيته ضمن أفراد القوى المسلحة حيث خبروه في ساحات القتال مع رشيد عالي الكيلاني ضد الاستعمار الانكليزي في العراق وفي الثورات السورية ضد الفرنسيين وضد الصهاينة في فلسطين، ولوحدة اتجاههم السياسي و الاجتماعي, ساعدت هذه الثقة على احباط الانقلابات العسكريه الثلاث الزعيم والحناوي وآخرها الشيشكلي حيث قاد الانقلاب ضده قريب الحوراني ورفيقه في الحزب الضابط مصطفى حمدون، فتمت على اثرها اعادة الحياة النيابية، وضمان استقرار سورية وجيشها حتى قيام الوحدة مع مصر.
طالب اكرم الحوراني بالاتحاد الفدرالي مع مصر، لكنه لم يعترض على الوحدة الاندماجية عام 1958 وأيدها. وعيّنه جمال عبد الناصر نائباً لرئيس الجمهورية في دولة الوحدة. اصطدم بعدها مع نظام عبد الناصر بشأن عدة قضايا أبرزها تجاهل تحويل نهر الأردن من الإسرائيليين والتي استقال على إثرها في ١٩٥٩. ثم تحول إلى معارضة الوحدة بعد أن انتقل إلى لبنان. وأيد الوثيقة التي تطالب باعادة الحياة النيابية الى الكيان السوري (وثيقة الانفصال). واختلف مع قادة البعث عفلق والبيطار. أيد حركة الانفصال وعاد إلى دمشق وانتخب نائباً في البرلمان. إلى أن حدث انقلاب 8 آذار البعثي الناصري، فاعتقل لفترة وجيزة ثم أبعد إلى خارج سورية، حيث عاش في العراق وفرنسا ثم توفي في عمان في 24 فبراير 1996.