جامع الأزهر
جامع الأزهر الشريف | |
---|---|
الدين | |
الموقع | |
الموقع | القاهرة، مصر |
العمارة | |
النمط المعماري | مسجد ذو أعمدة كبرى، على الطراز الفاطمي |
المواصفات | |
السعة | 20,000 |
المآذن | 4 |
الجامع الأزهر هو أهم مساجد مصر على الإطلاق، وأحد المعاقل التاريخية لنشر وتعليم الإسلام كذلك هو واحد من أشهر المساجد الأثرية في مصر والعالم الإسلامي. يعود تاريخ بنائه إلى بداية عهد الدولة الفاطمية في مصر، بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر سنة 969م، وشرع في تأسيس القاهرة قام بإنشاء القصر الكبير وأعده لنزول الخليفة المعز لدين الله، وفي أثناء ذلك بدأ في إنشاء الجامع الأزهر ليصلي فيه الخليفة، وليكون مسجداً جامعاً للمدينة حديثة النشأة أسوة بجامع عمرو في الفسطاط وجامع ابن طولون في القطائع، كذلك أعد وقتها ليكون معهداً تعليمياً لتعليم المذهب الشيعي ونشره، فبدأ في بناؤه في جمادي الأول 359هـ/970م، وأتم بناءه وأقيمت أول جمعة فيه في رمضان سنة 361هـ /972م، وعرف بجامع القاهرة[1] ورغم أن يد الإصلاح والترميم توالت عليه على مر العصور فغيرت كثيراً من معالمه الفاطمية إلا أنه يعد أقدم أثر فاطمي قائم بمصر. وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمناً بفاطمة الزهراء ابنة النبي محمد.[2][3]
يعتبر المسجد ثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم بعد جامعة القرويين. ورغم أن جامع عمرو بن العاص في الفسطاط سبقه في وظيفة التدريس حيث كانت تعقد فيه حلقات الدرس تطوعاً وتبرعاً، إلا أن الجامع الأزهر يعد الأول في مصر في تأدية دور المدارس والمعاهد النظامية، فكانت دروسه تعطى بتكليف من الدولة ويؤجر عليها العلماء والمدرسين. وألقي أول درس فيه في صفر سنة 365هـ/975م على يد علي بن النعمان القاضي في فقه الشيعة، وفي سنة 378هـ/988م قررت مرتبات لفقهاء الجامع وأعدت داراً لسكناهم بجواره وكانت عدتهم خمسة وثلاثين رجلاً.
بعد سقوط الدولة الفاطمية أفل نجم الأزهر على يد صلاح الدين الأيوبي الذي كان يهدف من وراء ذلك إلى محاربة المذهب الشيعي ومؤازرة المذهب السني،[4] فأبطلت الخطبة فيه وظلت معطلة مائة عام إلى أن أعيدت في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري.[5] وفي عهد الدولة المملوكية عاد الأزهر ليؤدي رسالته العلمية ودوره الحيوي، فعين به فقهاء لتدريس المذهب السني والأحاديث النبوية وعنى بتجديده وتوسعته وصيانته فعد ذلك العصر الذهبي للأزهر، كما أظهر الحكام والأعيان في العصور التالية اهتماماً ملحوظاً بترميمه وصيانته وأوقفت عليه أوقافاً كثيرة.[1]
في عهد الملك فؤاد الأول صدر القانون رقم 46 لسنة 1930 للأزهر والذي بموجبه أنشأت كليات أصول الدين والشريعة واللغة والعربية لاحقاً سنة 1933، وأصبح للأزهر رسميًا جامعة مستقلة في عام 1961. وقد اعتبرت جامعة الأزهر الأولى في العالم الإسلامي لدراسة المذهب السني والشريعة الإسلامية.[4] ولا يزال الأزهر حتى اليوم منارة لنشر وسطية الإسلام ومؤسسة لها تأثير عميق في المجتمع المصري ورمزاً من رموز مصر الإسلامية.[6]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التسمية
تأسست مدينة القاهرة بواسطة جوهر الصقلي، وهو قائد فاطمي رومي من أصل يوناني من جزيرة صقلية،[7][8][9][10][11][12] وأطلق عليها اسم المنصورية، وأُعِدَّت المنصورية لتكون مقراً للخلافة الفاطمية المتواجدة في تونس، وقد استخدم المسجد لأول مرة في عام 972، وسُمّي في البداية بجامع المنصورية، وقد كانت تسمية المسجد باسم المدينة التي يتواجد بها ممارسة شائعة في ذلك الوقت، ومع دخول الخليفة المعز لدين الله لمصر قام بتسمية المدينة بالقاهرة، وهكذا أصبح اسم المسجد جامع قاهرة، حسب أول نسخة من المصادر العربية التاريخية.[13]
اكتسب المسجد اسمه الحالي، الأزهر، في وقت ما بين الخليفة المعز، ونهاية عهد الخليفة الفاطمي الثاني في مصر العزيز بالله،[13] والأزهر معناه المشرق وهو صيغة المذكر لكلمة الزهراء، والزَّهْرَاءُ لقبُ السيدة فاطمة بنتِ الرسول محمد،[14][15] زوجة الخليفة علي بن أبي طالب، وقد ادعى المعز وأئمة الدولة الفاطمية أنهم من سلفهم؛ وهي النظرية الوحيدة المتداولة عن سبب تسمية الأزهر بهذا الاسم،[16][17] ومع ذلك، لم تُؤَكَّد هذه النظرية في أي مصدر عربي، وقد استُحْسِن دعمها كلياً، وقد نفتها مصادر غربية في وقت لاحق.[18]
يُقدم آخرون نظرية بديلة وهي أن اسم المسجد اشتق من الأسماء التي قدمها الخلفاء الفاطميين إلى قصورهم القريبة من المسجد، فقد أطلقوا على قصورهم القصور الزاهرة تيمنًا بالحدائق الملكية بها التي اختيرت من قبل العزيز بالله، وبعد أن انتُهِىَ من القصور؛ غُيِّر اسم المسجد من جامع القاهرة إلى الأزهر.[13][19] أما اشتقاق كلمة جامع من جذر الكلمة العربية الجامعة، وتعني «الجمع»، ويتم استخدام الكلمة للتعبير عن المساجد التي تجمع الكثير من الناس.
التاريخ
- مقالة مفصلة: تاريخ الأزهر
استغرق بناء الجامع عامين. وأقيمت فيه أول صلاة جمعة في 7 رمضان 361 هـ/972م. وقد سمي بالجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء التي ينتسب إليها الفاطميون. وفي سنة 378هـ/988م جعله الخليفة العزيز بالله جامعة يدرس فيها العلوم الباطنية الإسماعيلية للدارسين من أفريقيا وآسيا. وكانت الدراسة بالمجان. وأوقف الفاطميون عليه الأحباس للإنفاق منها على فرشه وإنارته وتنظيفه وإمداده بالماء، ورواتب الخطباء والمشرفين والأئمة والمدرسين والطلاب.
وبعدما تولي صلاح الدين سلطنة مصر منع إقامة صلاة الجمعة به وجعله جامعاً سنيا. وأوقفت عليه الأوقاف وفتح لكل الدارسين من شتي أقطار العالم الإسلامي. وكان ينفق عليهم ويقدم لهم السكن والجراية من ريع أوقافه. وكانت الدراسة والإقامة به بالمجان.
وفي 17 ديسمبر 1267 أقيمت صلاة الجمعة لأول مرة بالجامع الأزهر في عهد الظاهر بيبرس سلطان مصر، بعد أن انقطعت فيه نحو قرن من الزمان على يد صلاح الدين الذي أبطل الخطبة بالجامع الأزهر حيث كان معقلا للشيعة الإسماعيلية.
وللأزهر فضل كبير في الحفاظ علي التراث العربي بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد وعلى اللغة العربية من التتريك واللغة التركية أيام الإحتلال العثماني لمصر سنة 1517م وأيام محمد علي باشا سنة 1805. وكان للأزهر مواقفه المشهودة في التصدي لظلم الحكام والسلاطين المماليك لأن علماءه كانوا أهل الحل والعقد أيام المماليك. ففي سنة 1209هـ/1795م، يروي الجبرتي في يومياته بأن أمراء مماليك إعتدوا على بعض فلاحي مدينة بلبيس فحضر وفد منهم إلى الشيخ عبد الله الشرقاوي وكان شيخا للأزهر وقتها. وقدموا شكواهم له ليرفع عنهم الظلم. فغضب وتوجه إلى الأزهر, وجمع المشايخ. وأغلقوا أبواب الجامع. وأمروا الناس بترك الأسواق والمتاجر. واحتشدت الجموع الغاضبة من الشعب. فأرسل إبراهيم بك شيخ البلد لهم أيوب بك الدفتردار، فسألهم عن أمرهم. فقالوا: نريد العدل ورفع الظلم والجور وإقامة الشرع وإبطال الحوادث والمكوسات (الضرائب)، وخشي زعيم الأمراء مغبة الثورة فأرسل إلى علماء الأزهر يبرىء نفسه من تبعة الظلم، ويلقيها على كاهل شريكه مراد بك. وأرسل في الوقت نفسه إلى مراد يحذره عاقبة الثورة. فاستسلم مراد بك ورد ما اغتصبه من أموال، وأرضى نفوس المظلومين. لكن العلماء طالبوا بوضع نظام يمنع الظلم ويرد العدوان. و اجتمع الأمراء مع العلماء. وكان من بينهم الشيخ السادات والسيد عمر مكرم والشيخ الشرقاوي والشيخ البكري والشيخ الأمير. و أعلن الظالمون أنهم تابوا والتزموا بما اشترطه عليهم العلماء. وأعلنوا أنهم سيبطلون المظالم والضرائب والكف عن سلب أموال الناس والإلتزام بإرسال صرة مال أوقاف الحرمين الشريفين والعوائد المقررة إليهم وكانوا ينهبونها. وكان قاضي القضاة حاضراً. فكتب على الأمراء وثيقة أمضاها الوالي العثماني وإبراهيم بك ومراد بك شيخا البلد.
في عصر الدولة الأيوبية
كان صلاح الدين الأيوبي الذي أطاح بالفاطميين عام 1171 معادياً لمبادئ التعاليم الشيعية التي رُوِّجَت في الأزهر أثناء الخلافة الفاطمية، لذلك أُهِمَل المسجد خلال حكم السلالة الأيوبية لمصر، وحظر صدر الدين بن درباس الصلاة فيه، وهو قاضٍ عين من قبل صلاح الدين الأيوبي،[20] والسبب في هذا المرسوم قد يكون بسبب الفقه الشافعي الذي يرى بعدم جواز خطبتين في بلد واحد،[21] وقد يكون بسبب عدم الثقة في الجامع باعتباره مؤسسة شيعية،[22][23] وأصبح مسجد الحاكم بأمر الله وهو المسجد الذي تُجرى فيه صلاة الجماعة وخطبة الجمعة في القاهرة.[20]
بالإضافة إلى تجريد الأزهر من مركزه كمسجد صلاة الجماعة، أمر صلاح الدين الأيوبي أيضاً بإزالة شريط فضة أدرجت فيه أسماء الخلفاء الفاطميين عليه من محراب المسجد. كذلك أمر بإزالة شرائط فضية مماثلة من المساجد الأخرى بلغت قيمتها 5000 درهم.[24] لم يتجاهل صلاح الدين الأيوبي تماماً صيانة المسجد، ووفقا للمفضل فإن إحدى مآذن المسجد رممت خلال حكم صلاح الدين.[24]
كما أفل نجم الأزهر كمركز للتعليم الديني، [20] فسُحِبَ تمويل الطلاب،[20] ولم تعد دروس الفقه تعقد في المسجد، واضطر الأساتذة الذين ذاع صيتهم في عهد الفاطميين إلى البحث عن وسائل أخرى لكسب عيشهم.[25] كما تعرضت مكتبة المسجد الضخمة للإهمال، ودمرت مخطوطات التعاليم الفاطمية التي كانت تُدرَّس في الأزهر.[22][25] ومع ذلك ظل الأزهر مكاناً لتعليم بعض العلوم الأخرى طوال تلك الفترة،[20] فبينما تم إيقاف فصول الدراسة الرسمية في الجامع، إلا أنه استمرت الدروس الخاصة لتعليم اللغة العربية، وتذكر بعض المصادر أن البغدادي درَّس عددًَا من المواضيع مثل القانون والطب في الأزهر، وقد أمر صلاح الدين بأن يُدفع له راتبًا قُدر بـ 30 دينار، ثم ارتفع إلى 100 دينار من خلفاء صلاح الدين الأيوبي، على الجانب الآخر شجع الأيوبيون تدريس الفقه السني في المدارس المعانة، التي بنيت في جميع أنحاء القاهرة، [20] وأنشئت المؤسسات التعليمية من قبل الحكام السنيين كوسيلة لمكافحة ما يعتبرونه هرطقة تعاليم "الشيعة"، وقد كانت هذه الكليات تتراوح في حجمها وتركز على تعليم المذهب السني، وكان لها منهجًا ثابتًا وموحدًا شمل دورات خارج مواضيع دينية محضة، مثل البلاغة، والرياضيات، والعلوم،[26] وقد بُنيت 26 مدرسة سنية في مصر فقط خلال عهد صلاح الدين والحكام الأيوبيين الذين أتوا من بعده، منها المدرسة الصالحية.[27]
اعتمد الأزهر في نهاية المطاف الإصلاحات التعليمية التي فرضها صلاح الدين، وتحسنت حظوظه في عهد المماليك، الذين أعادوا رواتب الطلاب ورواتب الشيوخ.[22]
في عصر الدولة المملوكية
أعيد إقامة الصلاة في الأزهر أثناء حكم المماليك بأمر من السلطان بيبرس في 1266،[23] ومع التوسع السريع في القاهرة، والحاجة إلى دور المسجد، قام السلطان بيبرس بتجاهل تاريخ الأزهر كمؤسسة لنشر المذهب الشيعي الإسماعيلي، وأمر بعودة رواتب الطلاب والمعلمين، فضلا عن بداية العمل لإصلاح المسجد، الذي أهمل منذ ما يقرب من 100 سنة.[28] ووفقا للمفضل، فإن الأمير عز الدين أيدامور الهيلي بنى منزله بجوار المسجد، لمراقبة أعمال الإصلاح. وقد ذكر تقي الدين المقريزي أن الأمير أصلح الجدران والسقف، ووفَّر الحصير الجديد. وألقيت الخطبة الأولى منذ عهد الخليفة الفاطمي الحاكم في 16 كانون الثاني/يناير 1266، وقد ألقيت الخطبة على منبر جديد انتهى تجهيزه قبل الخطبة بخمسة أيام.[29]
في عام 1302 تسبب زلزال بأضرار كبيرة للأزهر وعدد من المساجد الأخرى في جميع أنحاء مصر. وتم تقسيم مسؤولية إعادة الإعمار بين أمراء السلطنة وكان المكلف بترميم الأزهر هو الأمير سالار،[1] ليتولى بذلك أول أعمال إصلاح منذ عهد بيبرس،[30] وبعد سبع سنوات تم بناء المدرسة الأقبغاوية على طول الجدار الذي يقع في الشمال الغربي من المسجد، وتمت إزالة أجزاء من جدار المسجد لاستيعاب المبنى الجديد، وبدأت أشغال بناء مدرسة أخرى، سميت بالمدرسة الطيبرسية في 1332-1333. وقد اكتمل هذا المبنى في 1339-1340، وبنى أيضا هيكل للمسجد، ونافورة للوضوء.[29] وبنيت كل المدارس والمباني المكملة للأزهر، بمداخل وقاعات صلاة منفصلة.[30]
على الرغم من أن المسجد قد استعاد مكانته في عهد المماليك، إلا أن أعمال التصليح والتوسعة، نفذت بأوامر من هم في مواقع أقل من السلطان، وقد تغير هذا في ظل حكم الظاهر برقوق، أول المماليك الشركس، الذي أولى المسجد رعايته المباشرة، وخلال أواخر حكم المماليك أدخلت تحسينات وإضافات من قبل السلطانين قايتباي وقنصوه الغوري، فأشرف كل منهما على العديد من الإصلاحات وبناء المآذن.[31] وقد كانت هناك ممارسة شائعة بين سلاطين المماليك لبناء المآذن، ويُنظر إليها على أنها رمز القوة والطريقة الأكثر فعالية في تدعيم صورة مدينة القاهرة، وتمنى كل سلطان أن تكون له لمسة مرموقة في الأزهر.[31]
على الرغم من أن مسجد الأزهر كان جامعة رائدة في العالم الإسلامي واستعاد الرعاية الملكية، إلا أنه لم يتفوق على المدارس الأخرى، كمكان مفضل للتعليم بين النخبة في القاهرة. واستمرت سمعة الأزهر بوصفه مكانًا مستقلًا للتعليم، في حين أن المدارس الدينية التي تم بنائها خلال حكم صلاح الدين الأيوبي كانت مندمجة تماما في النظام التعليمي للدولة.[1] واستمر الأزهر في جذب الطلاب من مناطق أخرى في مصر والشرق الأوسط، وتجاوز أعداد الطلاب به أعداد الذين يحضرون المدارس الدينية الأخرى،[32] وجرت دراسة فروع الشريعة الإسلامية بمتوسط مدة دراسة ست سنوات.[22] في القرن الرابع عشر حقق الأزهر مكانة بارزة باعتباره مركز لدراسات الشريعة والفقه واللغة العربية، وأصبح قبلة الأنظار للطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي.[22] حتى بلغ عدد من درسوا به حوالي ثلث علماء المسلمين في مصر.[32]
في عصر الدولة العثمانية
خلال بداية عهد الخلافة العثمانية سنة 1517 أظهر الأتراك احتراماً كبيراً للمسجد وكُليته، على الرغم من توقف الرعاية الملكية المباشرة له،[22][32] فقد حضر السلطان سليم الأول بعد دخوله إلى مصر صلاة الجمعة في الجامع الأزهر، وذلك خلال الأسبوع الأخير له في مصر، كذلك كان يحضر الأمراء العثمانيين بانتظام لصلاة الجمعة في الأزهر، ولقد وفَّر العثمانيون رواتب للطلاب والمعلمين؛ لكن نادرًا ما يتم القيام بأي تطويرات أو توسيعات بالمسجد خلال العهد العثماني، على عكس عهد المماليك التي أُجريت فيه الكثير من التوسعات والإضافات.[32]
ظل للمماليك تأثير خاص في المجتمع المصري على الرغم من هزيمتهم على يد سليم الأول والعثمانيين في عام 1517، فأصبحوا بايات وولاة في الدولة العثمانية، بدلا من أمراء وأصحاب دولة وإمبراطورية.[32] ويعتبر خاير بك أول حاكم لمصر في عهد سليم الأول بعد يونس باشا، وهو أمير مملوكي انشق إلى العثمانيين خلال معركة مرج دابق،[33] وعلى الرغم من أن المماليك قاموا بثورات متعددة لإعادة دولة المماليك، بما في ذلك ثورتان في عام 1523،[34] فلم يقم العثمانيون بالإبادة الكاملة للمماليك على في مصر.
وقد عانى المماليك من خسائر – اقتصادية وعسكرية على حد سواء – في أعقاب انتصار العثمانيين، وهذا ينعكس في عدم وجود المساعدات المالية المقدمة إلى الأزهر في أول مئة عام من الحكم العثماني. وفي القرن الثامن عشر استطاع نخبة من المماليك استعادة الكثير من نفوذهم، وقامو بتجديدات عديدة في جميع أنحاء القاهرة والأزهر.[32]
وقد قام القازدوغلي بك المملوكي بالعديد من الإضافات والتجديدات في بداية القرن 18. وتحت إدارته أُضِيف رواق للطلاب المكفوفين في سنة 1735. وقام أيضا بإعادة بناء أروقة تركية وسورية، وكلاهما قد بنيت في الأصل في عهد قايتباي.[35]
ثم أجريت توسعات كبيرة على يد عبد الرحمن كتخدا، وقد عين كتخدا (رئيسا للإنكشارية) في 1749، وشرع في عدة مشاريع في جميع أنحاء القاهرة والأزهر. وتحت إدارته بُنِيَت ثلاث بوابات جديدة للجامع: باب المزينين (بوابة الحلاقين)،[36] وقد سُمِّى بذلك لأنه يخرج منه الطلاب لحلق رؤوسهم، الذي أصبح في نهاية المطاف المدخل الرئيسي للمسجد؛ وباب الصعايدة،[36] ومخصص لدخول أهل صعيد مصر، وفي وقت لاحق أنشئ باب الشربة، والشربة هي حساء الأرز وهي من الأكلات التي غالباً يتم تقديمها إلى الطلاب،[36] وأضيفت قاعة للصلاة في جنوب المُصلى الأصلي، وضوعفت أيضا حجم المساحة المتاحة للصلاة. وقام كتخدا أيضا بتجديد أو إعادة بناء العديد من الأروقة التي تحيط بالمسجد. ودفن كتخدا في الأزهر في عام 1776، وأصبح كتخدا الشخص الأول (والأخير) الذي يدفن داخل المسجد منذ نفيسة البكرية التي توفيت حوالي عام 1588.[37][38]
خلال العهد العثماني استعاد الأزهر مركزه كأكبر مؤسسة تعليمية في مصر، متجاوز المدارس الدينية التي أسسها صلاح الدين الأيوبي، وتوسع الأزهر بشكل كبير بجهود المماليك. وبنهاية القرن الثامن عشر، أصبح الأزهر مرتبطًا ارتباطًا وثيقا بعلماء مصر،[39] وقد كان للعلماء القدرة على التأثير على الحكومة بصفة رسمية، وتم تعيين عدة شيوخ في المجالس الاستشارية التي تقدم التقارير إلى الباشا،[40] هذه الفترة شهدت إدراج دورات تعليمية أكثر لتُدرَّس في الأزهر، مع العلم والمنطق ضُمَّت الفلسفة في المناهج الدراسية.[41] وخلال هذه الفترة، شهد الأزهر أول شيخ للأزهر ليس من المذهب المالكي وهو عبد الله الشبراوي الشافعي المذهب،[42] ولم يعد منصب شيخ الأزهر من المالكية حتى عام 1899 عندما أصبح سليم البشري شيخًا للأزهر.
كان الأزهر أيضا بمثابة نقطة محورية للاحتجاجات ضد الولاة أثناء الحكم العثماني لمصر، سواء كانت الاحتجاجات داخل أوساط العلماء أو داخل أوساط الطلبة أو من عامة الناس. وقد كانت الاحتجاجات الطلابية التي عقدت في الأزهر شائعة بين عامة الناس، وأغلقت المحلات التجارية في محيط المسجد تضامنا مع الطلاب،[43] كما كان أيضا العلماء في بعض الأحيان قادرين على تحدي الحكومة.
ما بين 1730–1731، قام آغاوات الدولة العثمانية بمضايقة السكان المقيمين بالقرب من الأزهر أثناء ملاحقة بعض الهاربين، وأغلقت البوابات في الأزهر احتجاجا على ذلك، وأمر الحاكم العثماني الآغاوات الامتناع عن الذهاب قرب الأزهر، خوفاً من قيام انتفاضة كبرى، وقد حدث اضطراب آخر في عام 1791 تسبب فيه مضايقات الوالي قرب مسجد الإمام الحسين، ثم ذهب إلى الأزهر لتبرير موقفه. وقد أقيل الوالي بعد ذلك من منصبه.[44]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الحملة الفرنسية
- مقالة مفصلة: الحملة الفرنسية على مصر
قام نابليون بغزو مصر في يوليو 1798، فوصل إلى الإسكندرية يوم 2 يوليو ودخل القاهرة يوم 22 يوليو،[45] وفي محاولة لاسترضاء السكان المصريين والإمبراطورية العثمانية، ألقى نابليون خطابا في الإسكندرية والذي أعلن فيه عن مدى احترامه للإسلام والسلطان:
وفي 25 يوليو أنشأ نابليون ديوان يتكون من تسعة شيوخ الأزهر، وكلفهم بإدارة القاهرة، وهي أول هيئة رسمية من المصريين منذ بداية الحكم العثماني،[45][47] وشكل أول مجلس في الإسكندرية، وشمل لاحقا جميع أنحاء مصر الخاضعة للاحتلال الفرنسي،[48] وقد سعى نابليون أيضا لفتوى من أئمة الأزهر، التي من شأنها تنص بجواز الولاء لنابليون بموجب الشريعة الإسلامية، لكن بدون جدوى.[46]
وباءت جهود نابليون للهيمنة على المصريين والعثمانيين بالفشل؛ فقد أعلنت الإمبراطورية العثمانية الحرب في 9 سبتمبر 1798، وبدأت ثورة ضد القوات الفرنسية من الأزهر في 21 أكتوبر 1798،[49][50] وقام المصريون المسلحون بالحجارة والرماح فقط بأعمال بطولية ضد جيش نابليون الجرار،[51] وفي صباح اليوم التالي اجتمع الديوان مع نابليون في محاولة للتوصل إلى نهاية سلمية للأعمال العدائية، وقد غضب نابليون في البداية، لكنه وافق لمحاولة التوصل إلى حل سلمي، وطلب من شيوخ الديوان تنظيم محادثات مع الثوار، وقد اعتبر الثوار هذه الخطوة تدل على ضعف الفرنسيين ورفضوها،[52] وعلى إثر هذا أمر نابليون بإطلاق النار على المدينة من قلعة القاهرة، وتصويب النار على الأزهر مباشرة. وخلال التمرد قتل حوالي ثلاثمائة جندي فرنسي، وأُصيب 3,000 مصري،[53] وقتل ستة من علماء الأزهر بعد أن حُكم بالإعدام عليهم،[54] وقد ألقت القوات الفرنسية القبض على كل مصري شارك في المظاهرات ووضع في السجن، وإذا وجدوا عنده سلاح قُطع رأسه،[55] وقد دنست القوات الفرنسية المسجد عمدًا، ومشوا فيه بأحذيتهم والبنادق المعروضة. وقامت القوات بربط خيولها في المحراب ونهب أرباع الطلاب والمكتبات، ورموا نسخًا من القرآن على الأرض. ثم حاول قادة الثورة التفاوض على التسوية مع نابليون، ورُفِضَ طلبهم.[53]
وفقد نابليون احترام وإعجاب المصريين بعد قيام الثورة، بعد أن كان يحظى باحترام كبير في مصر، وبعد أن لُقِّب بـ السلطان العظيم بين الناس في القاهرة،[56] وفي مارس 1800، اُغتيل الجنرال الفرنسي جان بابتيست كليبر على يد سليمان الحلبي، وهو طالب في الأزهر. وبعد عملية الاغتيال، أمر نابليون بإغلاق المسجد، وظلت أبوابه مغلقة حتى وصول المساعدات العثمانية والبريطانية في أغسطس 1801،[47] وقد فقد المسجد الكثير من محتوياته بغزو نابليون.[47]
استفاد الأزهر كثيرًا من ابتكار آلة الطباعة الحديثة، التي أضافت بدورها بُعْدًا آخر في مجال التعليم، وقد تحولت المناهج الدراسية من محاضرات عن طريق الفم وتحفيظ للدرس بالنص إلى محاضرات مطبوعة، ولقد اكتسب مطبعة خاصة به في عام 1930.[57]
بعد انسحاب الفرنسيين، شجع محمد على باشا على إدخال التعليم غير الديني في الأزهر مثل دراسة التاريخ والرياضيات والعلوم الحديثة، وقد اعتُمِد على المناهج الدراسية التي كانت تلقى قبل عام 1872، تحت إشراف جمال الدين الأفغاني، كما أضيفت الفلسفة الأوروبية لمناهج الدراسة.[57]
محمد علي والاحتلال البريطاني
بعد انسحاب الفرنسيين، قام الوالي محمد علي بتعيين نفسه خديويًّا (أميرًا) على مصر، وسعى لتوطيد سيطرته على مصر الحديثة التي أسسها، ولتحقيق هذه الغاية فقد اتخذ عددا من الخطوات للحد، والقضاء على قدرة علماء الأزهر للتأثير على الحكومة. وفرض ضرائب على أراضي رزقة (وهي أراضٍ تابعة للمساجد) والمدارس الدينية، كما قام أيضا بأخذ جزء كبير من مداخيل الأزهر، [47] وفي يونيو 1809، أمر بمصادرة جميع أراضي رزقة وضمها إلى أملاك الدولة في خطوة أثارت غضبًا واسعًا بين العلماء، ونتيجة لذلك، قام عمر مكرم بثورة في يوليو 1809، وقد فشلت الثورة ونفي مكرم، حليف العلماء، إلى دمياط.[58]
سعى محمد علي أيضا إلى الحد من نفوذ شيوخ الأزهر بتوزيع المناصب داخل الحكومة لأولئك الذين تلقوا تعليمهم خارج الأزهر. وبعث الطلاب إلى فرنسا تحديدًا، لينشأوا تحت نظام تعليمي غربي، وقام بإنشاء نظام تعليمي يستند إلى هذا النموذج وموازيًا إليه، وهكذا تجاوز نظام الأزهر.[47]
واستهلت مشاريع الأشغال العامة الرئيسية تحت حكم إسماعيل باشا، حفيد محمد علي، بهدف تحويل مدينة القاهرة إلى الطراز الأوروبي،[59] في البداية كانت هذه المشاريع ممولة من مصنع القطن، لكنه استدان ديون ضخمة من البريطانيين، وأصبحت تلك الديون ذريعة لبريطانيا باحتلال مصر عام 1882، بعد إجبار إسماعيل باشا على دفعها في عام 1879.[59][60]
كما شهد عهد إسماعيل باشا أيضا عودة الرعاية الملكية السامية إلى الأزهر، واستعاد إسماعيل باب الصعايدة (بني لأول مرة في عهد كتخدا) والمدرسة الأقبغاوية، كما واصل توفيق باشا بن إسماعيل - الذي أصبح بدوره الخديوي بعد أن أطاح بوالده نتيجة للضغط البريطاني - استعادة المسجد، وقام توفيق بتجديد قاعة الصلاة التي أضيفت في عهد كتخدا، بمحاذاة الواجهة الجنوبية الشرقية من القاعة والشارع الذي يقع وراءها، وإعادة تشكيل عدة مناطق أخرى من المسجد. ونجح ابن توفيق، عباس الثاني خديوي مصر والسودان في عام 1892، بإعادة هيكلة الواجهة الرئيسية للمسجد وبنى الرواق الجديد واستمرت التجديدات التي كتبها جده إسماعيل. وتحت حكمه، واستعيدت لجنة حفظ الآثار الفنية العربية (شكلت في البداية تحت الاحتلال الفرنسي)، وأيضا استعاد الصحن الفاطمي الأصلي.[61]
كما استمرت مجموعة كبيرة من الإصلاحات التي بدأت في ظل حكم إسماعيل باشا في ظل الاحتلال البريطاني،[62] ومع قدوم شيخ الأزهر محمد المهدي العباسي، وضعت مجموعة من الإصلاحات تهدف إلى تشكيل هئية تدريس هيكل تعليمي لتوحيد امتحانات الطلاب في عام 1872، وقد بذل الجهد لتحديث النظام التعليمي تحت إدارة حلمي خلال الاحتلال البريطاني،[63] وجُمِعَت مخطوطات المسجد في مكتبة مركزية، وحُسِّنَت أيضا المرافق الصحية للطلاب، ووضع نظام للامتحانات. وفي عام 1885، وضعت كليات أخرى في مصر مباشرة تحت إدارة الجامع الأزهر.[62]
وخلال فترة سعد زغلول كوزير للتعليم، قبل أن ينتقل إلى قيادة الثورة المصرية عام 1919، بُذلت جهود أخرى لتعديل السياسة التعليمية للأزهر،[63] وأيده التيار المحافظ في سياسته، في حين لقي سعد زغلول معارضة تيارات أخرى مثل جماعة الإخوان المسلمون التي تأسست عام 1928،[62] وقد جذبت المدرسة طلاب من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك طلاب من جنوب شرق آسيا وخاصة أندونيسيا.[64]
في عهد الملك فؤاد الأول، صدر قانونان من شأنهما تنظيم الهيكل التعليمي للأزهر. وأول هذه القوانين، في عام 1930، وينص على تقسيم المدرسة إلى ثلاثة أقسام: اللغة العربية، الشريعة، وأصول الدين، وأن يقع كل قسم في مبنى خارج المسجد في جميع أنحاء القاهرة،[63] ويُمتحن الطلاب امتحانًا رسميًا لكسب شهادة في واحدة من هذه المجالات الثلاثة من الدراسة،[65] وبعد ست سنوات، صدر القانون الثاني الذي نقل المكتب الرئيسي للمدرسة لمبنى شُيِّد حديثًا موازيًا لشارع المسجد، وأضيفت هياكل إضافية في وقت لاحق لاستكمال إدارات المباني الثلاثة.[63]
كما بدأت الأفكار التي ينادي بها العديد من الإصلاحيين تزداد في مدخل القرن العشرين، أمثال محمد عبده ومحمد الأحمدي الظواهري وغيرهم من المفكرين، وأخذت هذه الأفكار تترسخ في الأزهر، وفي عام 1928 عُيِّن محمد مصطفى المراغي شيخًا للأزهر وهو من أتباع محمد عبده. وقد عارضت الغالبية العظمى من العلماء تعيينه،[65][66] وبدأت إدارة المراغي وخلفائه سلسلة من الإصلاحات والتحديثات التي طرأت على المسجد وجامعته، وتوسيع المناهج التعليمية خارج إطار الموضوعات التقليدية. وقد كره الملك فؤاد المراغي، وقام باستبداله بعد سنة واحدة من تعيينه وعين الظواهري مكانه، ولكن المراغي عاد إلى منصب شيخًا للأزهر في عام 1935، وظل بمركزه حتى وفاته في عام 1945. وتحت قيادته وُسِّعَت مناهج الأزهر لتشمل لغات غير العربية والعلوم الحديثة.[66][67]
الأزهر وثورة يوليو
- مقالة مفصلة: ثورة 23 يوليو
في أعقاب الثورة المصرية عام 1952، التي قامت بها حركة الضباط الأحرار بقيادة محمد نجيب وجمال عبد الناصر، والتي أدت إلى سقوط النظام الملكي المصري، خلال هذه الفترة تمت مراحل فصل الجامعة عن المسجد.[57][68] وقد تم ضم الكثير من الممتلكات التي تحيط بالمسجد وهدمها لتوفير مساحة للحرم الحديث، وفي عام 1955، لم يعد المسجد بمثابة مدرسة، وتم إنشاء كليات رسمية للجامعة في عام 1961،[63][68] وفي عام 1961 صدر قانون ينص على فصل الأدوار المزدوجة للمؤسسة التعليمية والمؤسسة الدينية التي لقيت آذانا صاغية في جميع أنحاء العالم الإسلامي،[69] ونص القانون على إنشاء كليات غير دينية داخل الأزهر، مثل كليات الطب والهندسة، والاقتصاد، وتعزيز الجهود في التحديث للمرة الأولى بعد الاحتلال الفرنسي،[70][71] وقد أدت إصلاحات المناهج إلى نمو هائل في عدد الطلاب المصريين الذين حضروا إلى المدارس، وعلى وجه الخصوص الشباب الذين يحضرون المدارس الابتدائية والمدارس الثانوية داخل منظومة الأزهر، وبحسب إحصائيات عدد الطلبة الذين حضروا إلى مدارس الأزهر الابتدائية والمدارس الثانوية ارتفع من أقل 90,000 طالب في عام 1970 إلى 300,000 طالب في أوائل الثمانينات، ثم إلى ما يقرب من مليون طالب في أوائل التسعينات، وتجاوز 1.3 مليون طالب في عام 2001.[72][73]
وقد واصل جمال عبد الناصر خلال فترة توليه منصب رئيس الوزراء، ثم الرئيس، جهوده المبذولة للحد من سلطة علماء الأزهر وإلى استخدام نفوذهم لمصلحته،[74] وفي عام 1952 أُمِّمَت الأوقاف ووضعت تحت سلطة وزارة الأوقاف التي أنشئت حديثًا،[75] مما قطع من قدرة المسجد للسيطرة على الشؤون المالية،[76][77] وألغى المحاكم الشرعية، ودمج المحاكم الدينية مع النظام القضائي للدولة في عام 1955، مما يحد بشدة من استقلال العلماء،[75][77] وفي عام 1961 صدر قانون الإصلاح، الذي ينص على إبطال قانون استقال الأزهر عام 1936، وأصبح لرئيس مصر سلطة تعيين شيخ الأزهر، وهو موقف أنشئ لأول مرة أثناء الحكم العثماني.[78][79][80]
الدين في مصر |
---|
دين الدولة |
الديانات في مصر |
|
مؤسسات دينية |
منظمات دينية |
ديانات غير معترف بها |
موضوعات أخرى |
وواصل الأزهر، الذي ظل رمزاً للطابع الإسلامي للأمة والدولة، التأثير على السكان بينما لم يصبح قادرًا على فرض إرادته على الدولة. وتعرض الأزهر بشكل متزايد إلى بيروقراطية الدولة بعد الثورة وتوقف استقلال منهجه ووظيفته كمسجد،[81] كذلك أُضعِفت سلطة العلماء بإنشاء الوكالات الحكومية المسؤولة عن تقديم تفسيرات للقوانين الدينية،[82] في حين أن هذه الإصلاحات قُلِّصَت جذريا باستقلال سلطة العلماء، كما كان لها تأثير بإعادة ترسيخ نفوذهم بإدماجهم في جهاز الدولة،[83] كما ينص قانون إصلاح العلماء لعام 1961، بتخصيص موارد الدولة لهم، مع أن خزينة المال كانت خارج سيطرة الأزهر،[84] في حين سعى جمال عبد الناصر إلى إخضاع العلماء تحت الدولة، لم يسمح بالمزيد من الاقتراحات المتطرفة للحد من نفوذ الأزهر. مثل اقتراح طه حسين في عام 1955. حيث سعى حسين إلى تفكيك نظام الأزهر للتعليم الابتدائي والثانوي وتحويل الجامعة إلى كلية للشريعة ضمن النظام التعليمي الحديث، وقد عارضه العلماء على هذه الخطة، على الرغم من أن خيار عبد الناصر للحفاظ على مركز الأزهر يرجع إلى اعتبارات سياسية شخصية، مثل استخدام الأزهر بمنح الشرعية للنظام، وتجتب معارضة العلماء.[85]
وأصبح الأزهر في هذه الفترة بشكل كامل كذراع للحكومة،[75] ثم استخدم لتبرير تصرفات الحكومة. على الرغم من أن العلماء كانوا قد أصدروا في وقت سابق أن الاشتراكية لا يمكنها أن تتوافق مع الإسلام، لكن بعد الثورة والاستصلاح الزراعي، أصدر علماء الأزهر أحكامًا جديدة تتوافق مع عبد الناصر مع تبريرها دينيًا وسموها الاشتراكية الإسلامية،[75][86] وأصبح استخدام العلماء بمثابة قوة موازية لجماعة الإخوان المسلمين، والحد من النفوذ الوهابي في المملكة العربية السعودية،[87] وألقى باللائمة في محاولة اغتيال ناصر على جماعة الإخوان المسلمين وحُظِرَت، وقد احتاج عبد الناصر إلى دعم من العلماء كما أنه بادر باعتقالات جماعية من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، [75] وعلى إثره خففت بعض القيود المفروضة على الأزهر. وبدورهم أيد علماء الأزهر عبد الناصر في محاولاته لتفكيك جماعة الإخوان المسلمين، واستمر الحال على ذلك في الأنظمة اللاحقة،[82][88] وعلى الرغم من الجهود المبذولة من الأزهر لتشويه سمعة الإخوان المسلمين، استمرت جماعة الإخوان المسلمين في عملها،[89] كما قدم الأزهر أيضا شرعية للحرب مع الكيان اليهودي في عام 1967، معلنا الجهاد ضد الكيان اليهودي.[90]
بعد وفاة عبد الناصر في عام 1970، وأصبح أنور السادات رئيسا لمصر، وعبَّر السادات عن رغبته باستعادة الأزهر كرمز للقيادة المصرية في جميع أنحاء العالم العربي، قائلا أن: "العالم العربي لا يمكن أن بعمل بدون مصر والأزهر"،[91] وزاد هذا الاعتراف من النفوذ المتزايد لجماعة الإخوان المسلمين، وقد خفف السادات عددا من القيود المفروضة على الإخوان والعلماء ككل. ومع ذلك، أطلقت حملة في سبتمبر 1971 من الصحفيين والمنظمات على السادات وهاجموا مواقفه بشكل مفاجئ، فوضع السادات عقوبات ضد العلماء الذين انتقدوا السياسات الرسمية للدولة. كما واصل استخدام علماء الأزهر كأداة من الحكومة،[74] مما أثار انتقادات بين عدة مجموعات، بما في ذلك الجماعات الإسلامية وغيرها الأكثر اعتدالا،[90] اتهم شكري مصطفى علماء الأزهر بتقديم الأحكام الدينية لغرض وحيد وهو راحة الحكومة،[91] وعندما أقدم السادات لعقد السلام مع إسرائيل، اعتبرته الغالبية العظمى من السكان المصريين خائنًا، وقدَّم الأزهر بيانًا ينص على أن الوقت قد حان لصنع السلام.[90]
وبعد اغتيال السادات، أصبح حسني مبارك رئيسا لمصر في عام 1981، وواصل الأزهر بمنح الشرعية الدينية لما تمليه الحكومة،[74][92] وقد أعطى نظام مبارك نتيجة ذلك الاستقلالية إلى الجامع الأزهر وعلمائه،[92] ثم أصبح جاد الحق علي جاد الحق شيخًا للأزهر في الفترة من 1982 حتى وفاته في عام 1996، وقد أكد رغبته باستقلال الأزهر عن الدولة كغيره من علماء الأزهر،[93][94] وقال جاد الحق أن الحكومة إذا رغبت من الأزهر مكافحة فعالة للجماعة الإسلامية في مصر، يجب عليها أن تعطي للأزهر أكبر قدر من الاستقلالية عن الدولة وأن يكون للأزهر صوتًا لا تتدخل فيه الدولة،[95] وفي عهد مبارك، تنازل عن عدد من سلطات الدولة إلى الأزهر، وخلال بداية التسعينات قُدِّمت تعديلات على قوانين الرقابة الموجودة وأعطي للأزهر القدرة على فرض رقابة على كل المطبوعات والإعلام الإلكتروني. على الرغم من أن القانون ينص على أن الأزهر قد يشارك في كتابة شكوى فقط، على سبيل المثال، أرسلت النصوص التلفزيونية بشكل روتيني إلى الأزهر للموافقة عليها قبل أن تُبث.[96]
واصل الأزهر عقد مراكز عليا للسلطات الدينية السنية الأخرى في جميع أنحاء العالم، بما أن السنيين يشكلون الأغلبية العظمى من مجموع السكان المسلمين، وقد كان للأزهر تأثير كبير على العالم الإسلامي برمته،[97] بالإضافة إلى كونه السلطة الدينية داخل مصر، وقد طلب من الأزهر استشارات للأحكام الدينية من خارج مصر. فمثلا قبل "حرب الخليج"، طلب فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية من شيخ الأزهر بدلاً من مفتي عام المملكة العربية السعودية، فتوى تأذن بتمركز قوات أجنبية داخل المملكة، على الرغم من تواجد اثنين من أقدس الأماكن الإسلامية داخل المملكة العربية السعودية،[98] وفي عام 2003 طلب وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي إصدار فتوى من الأزهر للسماح للفتيات المسلمات بعدم ارتداء الحجاب في المدارس العامة الفرنسية، على الرغم من وجود "المجلس الفرنسي للإسلام". وقدم شيخ الأزهر بيانًا قائلا فيه أنه في حين أن ارتداء الحجاب واجب إسلامي، فإن المرأة المسلمة في فرنسا ملزمة باحترام واتباع القوانين الفرنسية. وقد تعرض شيخ الأزهر للكثير من الانتقادات داخل مصر، واعتُبرت الفتوى تنازلًا عن المبادئ الإسلامية لإرضاء الحكومة الفرنسية.[99]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بعد عام 2011
لم يتأثر الأزهر بالثورة المصرية التي شهدت إزالة حسني مبارك كرئيس لمصر عام 2011، وأسفرت انتخابات الحكومة الطلابية في الأشهر التي تلت الثورة في فوز ساحق لجماعة الاخوان المسلمين،[100] بعدها اندلعت احتجاجات تطالب المجلس العسكري الحاكم لمصر باستعادة استقلال المسجد عن الدولة، وقد كُلِّف المسجد نفسه بكتابة مشروع قانون من شأنه منح الأزهر استقلالا أكبر من الحكومة،[100] في غضون ذلك، حل مؤتمر نقاش في الأزهر حول مستقبله ودوره الشرعي داخل الدولة،[101] وقد أدت وجهات النظر المختلفة حول دور الأزهر في المستقبل في مصر تأتي من عدة أحزاب، بما في ذلك المنظمات الإسلامية الرائدة مثل الإخوان المسلمين، والأصوات الليبرالية التي ترغب في رؤية الأزهر يقف كحصن ضد المتطرفين، ويأمل الأزهر أن يصبح مستقلاً تمامًا عن الدولة.[102]
القرن 20-21
عام 1932 وصل مجموعة من الطلبة الصينين إلى مصر للدراسة في منحة في الأزهر، وأقاموا في تكية إبراهيم الكلشني (التي تم هدمها لاحقًا في القرن العشرين) واستطاع أحد الصحفيين إجراء مقابلة معهم، وقال الصحفي أنهم كانوا لا يختلطون بأحد وكانوا منشغلين فقط بدراستهم وقالوا أن ذلك يرجع إلى رغبتهم في عدم دعوة العديد من الناس الذين لا يشاركوهم نفس الأخلاق، لذا كان الصحفي محظوظ لموافقتهم على إجراء المقابلة. وبصرف النظر عن الحديث عن وضع الإسلام في الصين (فأن هولاء الطلاب لم يكونوا متفائلين بدرجة معرفة عامة المسلمين بالإسلام لكنهم قالوا أن هناك 50 مليون مسلم يعيشون في الصين) ودار أغلب الحوار الصحفي عن رحلتهم من مقاطعة يونان الصينية إلى القاهرة. وقالوا أنها كانت رحلة شاقة وأن أداء الشعائر الدينية كان صعبًا، وقد استقلوا القطار للعبور من خلال الجبال للوصول إلى مرفئ هاي فونگ ومن هناك صعدوا إلى مركب للوصول إلى هونگ كونگ، وقال رئيس البعثة أنها كانت أصعب ثلاثة أيام في حياته. فقد كان البحر هائجًا، ولك يغادروا قمراتهم على الإطلاق، وقاموا بأداء الصلاوات حيثما كانوا جالسين، وعند صعودهم إلى السفينة الفرنسية أندري ليون في هونگ كونگ كان الجو أكثر وداعة لكن كانت هناك عقبات أخرى أن اللحوم الوحيدة التي كانوا يقدمونها على متن السفينة كانت من لحم الخنزير. ولم يكونوا متأكدين إذا ما كانت تلك اللحوم مطهوة بدهن الخنزير أو إذا ما كانت مطهوة بطريقة حلال أم لا، وهكذا لم يتذوقوا أي شئ حتى وصولهم إلى مدينة سايگون (هو تشي منه حاليا) وهناك نزلوا من السفينة ووجدوا جزار وبقال مسلم، وبعدها توجهوا إلى سنغافورة وهناك استراحوا لبعض الوقت. وهناك ذهبوا إلى مكاتب مجلة "الإسلام الحقيقي" والتي كانت أشهر المجلات الدينية في شرق أسيا، وبعدها توجهوا إلى كولومبو و عدن، وفي جيبوتي التقوا بمصريين لأول مرة (عشرة مصريين كانوا يعملون في شرق أفريقيا) وأخيرا وصلوا بعدها إلى بورسعيد.[103]
العمارة
كان الأزهر أول مسجد جامع أنشئ في مدينة القاهرة، لهذا كان يطلق عليه جامع القاهرة. وكان عبارة عن صحن تطل عليه ثلاثة أروقة، أكبرها رواق القبلة. وكانت مساحته وقت إنشائه تقترب من نصف مساحته الآن. ثم أضيفت له مجموعة من الأروقة ومدارس ومحاريب ومآذن، غيرت من معالمه, عما كان عليه من قبل. و أول عمارة له قام بها الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله. عندما زاد في مساحة الأروقة, وأقام قبة جصية منقوشة نقشا بارزا. وفي العصر المملوكي عنى السلاطين المماليك به, بعدما كان مغلقا في العصر الأيوبي. بعده قام الأمير عز الدين أيدمر بتجديد الأجزاء التي تصدعت منه. وضم ما اغتصبه الأهالي من ساحته. واحتفل فيه بإقامة صلاة الجمعة في يوم (18 ربيع الأول سنة 665هـ/19 من نوفمبر 1266م). و في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون، أنشأ الأمير علاء الدين طيبرس أمير الجيوش المدرسة الطيبرسية سنة (709هـ - 1309م)، وألحقها بالجامع الأزهر. وأنشأ الأمير علاء الدين آقبغا من أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة (740هـ/1340م) المدرسة الأقبغاوية على يسار باب المزينين (الباب الرئيسي للجامع )وبها محراب بديع، و منارة رشيقة. أقام الأمير جوهر القنقبائي خازندار السلطان المملوكي الأشرف برسباي المدرسة الجوهرية في الطرف الشرقي من الجامع. وتضم أربعة إيوانات. أكبرها الإيوان الشرقي وبه محراب دقيق الصنع، وتعلو المدرسة قبة منقوشة. و قام السلطانالمملوكي قايتباي المحمودي في عهد المماليك الجراكسة بهدم الباب بالجهة الشمالية الغربية للجامع. وأقام على يمينه سنة (873هـ/1468م) مئذنة رشيقة من أجمل مآذن القاهرة، ثم قام السلطان المملوكي قانصوه الغوري ببناء المئذنة ذات الرأسين، وهي أعلى مآذن الأزهر. و تعتبر طرازا فريدا من المآذن بالعمارة المملوكية.
وكان عبد الرحمن كتخدا قد أضاف سنة (1167هـ/1753م) مقصورة جديدة لرواق القبلة يفصل بينها وبين المقصورة الأصلية قوائم من الحجر ترتفع عنها ثلاث درجات، وبها ثلاثة محاريب. وفي الواجهة الشمالية الغربية التي تطل حاليا على ميدان الأزهر أقام كتخدا بابا يتكون من بابين متجاورين، عرف أحدهما بباب المزينين لأن المزينين (الحلاقين) كانوا يجلسون أمامه. والثاني أطلق عليه باب الصعايدة و بجوارهما مئذنة لا تزال قائمة حاليا. ويؤدي البابان إلى رواق الصعايدة أشهر أروقة الأزهر. وسمي بالصعايدة, لأن الطلاب الصعايدة كانوا يقطنون بالرواق.
وفي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني, جددت المدرسة الطيبرسية في (شوال 1315 هـ /1897م). وأنشأ رواقًا جديدًا يسمي بالرواق العباسي نسبة إليه، وهو أكبر الأروقة. وجدد الجامع تماما بعد حادث الزلزال
منارة قايتباي
منارة الغوري
باب الموازين
الأزهر في العصر الحديث
نظام التعليم بالأزهر
شهد الأزهر أول حلقة درس تعليمي عندما جلس قاضي القضاة أبو الحسن علي بن النعمان في (صفر 365 هـ/أكتوبر [[]]975م) ليقرأ مختصر أبيه في فقه آل البيت. ثم قام الوزير يعقوب بن كلس الفاطمي بتعيين جماعة من الفقهاء للتدريس و أجري عليهم رواتب مجزية، وأ قام لهم دوراً للسكن بجوار المسجد. وكان يطلق عليهم المجاورون وبهذا اكتسب الأزهر لأول مرة صفته العلمية بإعتباره معهداً للدراسة المنظمة. وظل الأزهر علي هذا المنوال من تدريس الفقه الشيعي وتعليم وتأهيل دعاة مذهب الفاطميين. حتي توقفت الدراسة به تماما في العصر الأيوبي لأن الأيوبيين كانوا يعملون على إلغاء المذهب الشيعي، وتقوية المذهب السني بإنشاء مدارس لتدريس الحديث والفقه كما كان متبعا في جامع عمرو بالفسطاط أيام الفاطميين. و قل الإقبال على الأزهر. لكنه استرد مكانته في العصر المملوكي بعدما أصبح تدرس فيه الفقه والمذاهب السنية فقط. فشهد إقبالا وازدحم بالعلماء والدارسين، وبحلقات العلم التي كانت تضم العلوم الشرعية واللغوية من فقه وحديث وآداب وتوحيد ومنطق وعلم الكلام. وعلم الهيئة والفلك والرياضيات كالحساب والجبر والهندسة. وكان الطالب يلتحق بالأزهر بعد أن يتعلم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب وحفظ القرآن دون التزام بسن معينة ليتردد على حلقات العلماء ويختار ما يريد من العلماء القائمين على التدريس. وكان الطالب غير ملتزم بالانتظام في الدراسة؛ فقد ينقطع عنها لفترة ثم يعاودها. ولم تكن هناك لوائح تنظميمية تنظم سير العمل أو تحدد المناهج والفرق الدراسية وسنوات الدراسة. والطالب لو أصبح مؤهلا للتدريس والجلوس موقع الشيوخ استأذنهم وقعد للدرس. فإذا لم يجد فيه الطلاب ما يرغبون من علم، انفضوا عنه وتركوا حلقته، أما إذا التفوا حوله، ولزموا درسه، ووثقوا فيه، فتلك شهادة بصلاحيته للتدريس. بعدها يجيزه شيخ الأزهر. فيحصل علي شهادة الإجازة في التدريس. وظل هذا النظام متبعا حتى الخديوي إسماعيل عندما أصدر أول قانون للأزهر سنة (1288 هـ/1872م) لتنظيم حصول الطلاب على الشهادة العالمية، وحدد المواد التي ييمتحن فيها الطالب بإحدى عشرة مادة دراسية شملت الفقه والأصول والحديث والتفسير والتوحيد والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق. و طريقة الامتحان بأن يقوم الطالب بالجلوس فوق أريكة المدرس، والممتحنون أعضاء اللجنة يتحلقون حوله في وضع الطلبة. فيلقي الطالب درسه. ويقوم الشيوخ بمناقشته في مختلف فروع العلم. وقد يستمر الامتحان لساعات طويلة لا تقطعها اللجنة إلا لتناول طعام أو لأداء الصلاة. حتى إذا اطمأنت من تمكن وتاهيل وحفظ الطالب أجازته وأعطته درجات لتحديد مستواه. فالدرجة الأولى تمنح للطالب الذي يجتاز جميع المواد أو معظمها، والدرجة الثانية للذي يقل مستواه العلمي عن صاحب الدرجة الأولى، ولا يسمح له إلا بتدريس الكتب المتوسطة، أما الدرجة الثالثة فحاملها لا يُسمح له إلا تدريس الكتب الصغيرة للمبتدئين. ومن كان يرسب في الامتحان فكان يمكنه إعادة الإمتحان مرة أخرى أو أكثر دون التزام بعدد من المحاولات. ويحق لمن حصل على الدرجة الثانية أو الثالثة أن يتقدم مرة أخرى للحصول على الدرجة الأعلى. وفي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني صدر قانون سنة (1314 هـ/1896م) لتطوير الأزهر. وقد حدد القانون سن قبول التلاميذ بخمسة عشر عاما مع ضرورة معرفة القراءة والكتابة، وحفظ القرآن وحدد المقررات التي تُدرس بالأزهر مع إضافة طائفة جديدة من المواد تشمل الأخلاق ومصطلح الحديث والحساب والجبر والعروض والقافية والتاريخ الإسلامي والإنشاء ومتن اللغة ومبادئ الهندسة وتقويم البلدان. وأنشأ هذا القانون شهادة تسمى "الأهلية" يتقدم إليها من قضى بالأزهر ثماني سنوات ويحق لحاملها شغل وظائف الإمامة والخطابة بالمساجد، وشهادة أخرى تسمى "العالمية"، ويتقدم إليها من قضى بالأزهر اثني عشر عاماً على الأقل، ويكون من حق الحاصلين عليها التدريس بالأزهر.
وصدر المرسوم الملكي رقم 26 لسنة 1936م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها للقيام على حفظ الشريعة الإسلامية وأصولها وفروعها واللغة العربية وعلى نشرها, وتخريج علماء يوكل إليهم تعليم علوم الدين واللغة بالمعاهد والمدارس. وحدد المرسوم اختصاص هيئة كبار العلماء وقصر كليات الأزهر على ثلاث هي: كلية الشريعة و كلية أصول الدين و كلية اللغة العربية. كما حدد دور المعاهد الأزهرية في تزويد الطلاب بثقافة عامة في الدين واللغة، وإعدادهم لدخول كليات الأزهر دون غيرها.
وفي عام 1956م قام الرئيس جمال عبد الناصر فوق منبر الأزهر ليعلن القتال ضد العدوان الثلاثي ( بريطانيا وفرنسا وإسرائيل). وصدر القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التابعة له. فنص: الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته ونشره، وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل الشعوب، وتعمل على إظهار حقيقة الإسلام وآثره في تقدم البشر ورقي الحضارة، وكفالة الأمن والطمأنينة وراحة النفس لكل الناس في الدنيا والآخرة. كما تهتم ببعث الحضارة العربية والتراث العلمي والفكري للأمة العربية وإظهار أثر العرب في تطور الإنسانية وتقدمها، وتعمل على رقي الآداب وتقدم العلوم والفنون وخدمة المجتمع والأهداف القومية والإنسانية والقيم الروحية، وتزويد العالم الإسلامي والوطن العربي بالمختصين وأصحاب الرأي فيما يتصل بالشريعة الإسلامية والثقافية الدينية والعربية ولغة القرآن. وتخريج علماء عاملين متفقهين في الدين، يجمعون إلى الإيمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح، كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربط بين العقيدة والسلوك. وتأهيل عالم الدين للمشاركة في كل أسباب النشاط والإنتاج والريادة والقدوة الطيبة، وعالم الدنيا للمشاركة في الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. كما تهتم بتوثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات الإسلامية والعربية والأجنبية. ومقره القاهرة، ويتبع رياسة الجمهورية". و أوضحت المادة الثانية من القانون رقم 103 لسنة 1961م ملامح الأزهر الجديد، وأنه يعيش بالإسلام في واقع المجتمع، وينفث روح الدين في شتى مجالات العمل في الدنيا، ويأخذ مكانه في العالم من خلال هذا الدور الذي يربط علوم الدين بالدنيا، و نصت على: يرأس الأزهر الشريف الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر. وقد وضع القانون المشار إليه اختصاصات شيخ الأزهر فنصت المادة (4) على الآتي: شيخ الأزهر الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كل ما يتصل بالشؤون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية في الأزهر وهيئاته، ويرأس المجلس الأعلى للأزهر".
وحاليا جامع الأزهر كمسجد يتبع وزارة الأوقاف ولا يتبع مشيخة الأزهر.
مرصد الأزهر
افتتح شيخ الأزهر أحمد الطيب مرصد الأزهر باللغات الأجنبية في الثالث من شهر يونيو 2015 ليكون أحد أهم الدعائم الحديثة لمؤسسة الأزهر وقد وصفه بأنه عين الأزهر الناظرة على العالم، لا سيما وأنه يعمل بثمان لغات أجنبية حية (الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية، الأوردية، الفارسية، اللغات الإفريقية، الصينية)، يقوم من خلالها بقراءة وتتبع ما يتم نشره بهذه اللغات عن الإسلام والمسلمين مع التركيز على ما ينشره المتطرفون من أفكار ومفاهيم مغلوطة. وذلك متابعة منه لما يحدث في العالم من مستجدات وقضايا، ويعمل على رصدها ومتابعتها وتحليلها أولاً بأول والرد عليها بموضوعية وحيادية لنشر الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام ووسطيته ومن ثم مجابهة الفكر المنحرف والمتطرف وتفكيكه لتحصين الشباب من مختلف الأعمار من الوقوع فريسة في براثنه.[104]
يتكون المرصد من مجموعات من الشباب والباحثين الذين يجيدون العديد من اللغات الأجنبية إجادة تامة، ويتابعون كل ما ينشر عن الإسلام والمسلمين في العالم على مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي ومراكز الدرسات والأبحاث المعنية بالتطرف والإرهاب ودراسة أحوال المسلمين والقنوات التليفزيونية وإصدارات الصحف والمجلات باللغة العربية وثمان لغات أجنبية حية، ويردون عليها من خلال لجان متخصصة.[105][106]
شيخ الأزهر
- مقالة مفصلة: قائمة شيوخ الأزهر
شيخ الأزهر هو أعلى منصب في هيكل إدارة الجامع، وقد كان النظام المتبع أن ينتخب من بين كبار العلماء، وقد أنشئ منصب شيخ الجامع الأزهر في عهد الحكم العثماني ليتولى رئاسة علمائه، ويشرف على شؤونه الإدارية، ويحافظ على الأمن والنظام بالأزهر.
وشيوخ الأزهر بالترتيب الزمني هم:[107]
|
|
|
|
|
هيئات الأزهر
- مقالة مفصلة: هيئات الأزهر
|
|
التكريم
نظراً للقيمة الأثرية والتاريخية للجامع الأزهر، وكنوع من تسليط الضوء على أحد المعالم المصرية العريقة، فقد تم تزيين وجه العملة الورقية المصرية فئة خمسون قرشاً برسم صورة الجامع الأزهر في أكثر من إصدار، بينما يحمل ظهر الورقة الحالية صورة لتمثال رمسيس الثاني.[108]
مشايخ الأزهر
- مقالة مفصلة: مشايخ الأزهر
كان النظام المتبع لمشيخة الأزهر أن ينتخب من بين كبار العلماء ناظر يشرف على شئونه منذ إنشائه إلى آخر القرن الحادي عشر الهجري. فقد أنشىء منصب شيخ الجامع الأزهر في عهد الحكم العثماني ليتولى رئاسة علمائه، ويشرف على شئونه الإدارية، ويحافظ على الأمن والنظام بالأزهر. وأول شيوخ الأزهر الشيخ محمد عبد الله الخرشي المالكي، وشيخ الأزهر الحالي د. أحمد محمد الطيب.
معرض صور
المنظر الداخلي للمسجد في العصر العثماني تحديدا 1880.
انظر أيضا
الهوامش
- ^ أ ب ت ث تاريخ مسجد الأزهر منتديات ستار تايمز Archived 2017-12-23 at the Wayback Machine
- ^ مساجد مصر /3- العصر الفاطمي سنة 358-567 هجرية / 969-1171 م المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. تاريخ الوصول:28 ديسمبر 2012. Archived 2017-12-23 at the Wayback Machine
- ^ أهم المساجد في مصر. مشيخة الأزهر الشريف، بتاريخ 22 أكتوبر 2011. تاريخ الوصول: 28 ديسمبر 2012.
- ^ أ ب جامع الأزهر في عهد الدولة الفاطمية Archived 2017-12-23 at the Wayback Machine
- ^ المسجد الأزهر الموقع الرسمي[[تصنيف:مقالات ذات وصلات خارجية مكسورة from خطأ: زمن غير صحيح.]]<span title=" منذ خطأ: زمن غير صحيح." style="white-space: nowrap;">[وصلة مكسورة] Archived 2016-12-14 at the Wayback Machine
- ^ حسن عبد الوهاب، "تاريخ المساجد الأثرية"، طبعة 1946، جزأين.
- ^ Cairo.
{{cite book}}
: Unknown parameter|اقتباس=
ignored (help); Unknown parameter|الرقم المعياري=
ignored (help); Unknown parameter|سنة=
ignored (help); Unknown parameter|صفحة=
ignored (help); Unknown parameter|مؤلف=
ignored (help); Unknown parameter|ناشر=
ignored (help); Unknown parameter|وصلة=
ignored (help) - ^ The Great Ismaili heroes: contains the life sketches and the works of thirty great Ismaili figures. OCLC 18340773.
{{cite book}}
: Unknown parameter|اقتباس=
ignored (help); Unknown parameter|سنة=
ignored (help); Unknown parameter|صفحة=
ignored (help); Unknown parameter|مؤلف=
ignored (help); Unknown parameter|ناشر=
ignored (help) - ^ Syrian Ismailism: The Ever Living Line of the Imamate, AD 1100-1260.
{{cite book}}
: Unknown parameter|اقتباس=
ignored (help); Unknown parameter|الرقم المعياري=
ignored (help); Unknown parameter|سنة=
ignored (help); Unknown parameter|صفحة=
ignored (help); Unknown parameter|مؤلف=
ignored (help); Unknown parameter|ناشر=
ignored (help) - ^ The Egyptians.
{{cite book}}
: Unknown parameter|اقتباس=
ignored (help); Unknown parameter|الرقم المعياري=
ignored (help); Unknown parameter|سنة=
ignored (help); Unknown parameter|صفحة=
ignored (help); Unknown parameter|مؤلف=
ignored (help); Unknown parameter|ناشر=
ignored (help) - ^ The rise and fall of the Arab Empire and the founding of Western pre-eminence.
{{cite book}}
: Unknown parameter|اقتباس=
ignored (help); Unknown parameter|الرقم المعياري=
ignored (help); Unknown parameter|سنة=
ignored (help); Unknown parameter|صفحة=
ignored (help); Unknown parameter|مؤلف=
ignored (help); Unknown parameter|ناشر=
ignored (help); Unknown parameter|وصلة=
ignored (help) - ^ Culture and customs of Egypt.
{{cite book}}
: Unknown parameter|اقتباس=
ignored (help); Unknown parameter|الرقم المعياري=
ignored (help); Unknown parameter|سنة=
ignored (help); Unknown parameter|صفحة=
ignored (help); Unknown parameter|مؤلف=
ignored (help); Unknown parameter|ناشر=
ignored (help); Unknown parameter|وصلة=
ignored (help) - ^ أ ب ت Rabbat 1996, p. 53 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 1 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ كلمة الأزهر في قاموس المعاني Archived 2015-01-17 at the Wayback Machine
- ^ Bloom 2007, p. 104 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 27 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Blair 2000, p. 507 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 14 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Hitti 1973, p. 114 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 16 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Creswell 1952, p. 36
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةdodge_5
- ^ أ ب ت ث ج ح Rabbat 1996, p. 56 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 30 أبريل 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ [ صدر الدين بن درباس] قالب:مراجعة مرجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةuniv_hist_10
- ^ أ ب Behrens-Abouseif 1992, p. 60 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 3 يونيو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ أ ب Creswell 1952, p. 37
- ^ أ ب Dodge 1961, p. 36
- ^ Dodge 1961, pp. 40–41
- ^ Dodge 1961, p. 40
- ^ Lulat 2005, p. 77 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 24 يونيو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ أ ب Creswell 1952, pp. 37–38
- ^ أ ب Rabbat 1996, p. 57 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 24 يونيو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ أ ب Rabbat 1996, p. 58 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 12 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ أ ب ت ث ج ح Rabbat 1996, p. 59 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 2 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Winter 2004, p. 12 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 29 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Winter 2004, p. 14 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 20 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Rabbat 1996, pp. 59–60 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 2 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ أ ب ت أبواب مسجد الأزهر Archived 2020-03-23 at the Wayback Machine
- ^ Rabbat 1996, pp. 49–50 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 26 أبريل 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Rabbat 1996, pp. 60–61 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 19 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Winter 2004, p. 115 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 3 يونيو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Abu Zayd, Amirpur & Setiawan 2006, p. 36 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 7 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Rahman 1984, p. 36 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 5 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Heyworth-Dunne 1938, p. 681
- ^ Winter 2004, p. 120 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 5 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Winter 2004, p. 121 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 8 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ أ ب Raymond 2000, p. 293 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 29 يونيو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ أ ب Watson 2003, pp. 13–14 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 11 أبريل 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ أ ب ت ث ج Rabbat 1996, p. 61 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 17 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Dwyer 2008, p. 380 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 22 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Watson 2003, p. 14 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 25 أبريل 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ McGregor 2006, p. 43 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 14 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Flower 1976, p. 49 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 10 يونيو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Dwyer 2008, p. 403 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 17 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ أ ب Dwyer 2008, p. 404 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 4 يونيو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Richmond 1977, p. 25 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 3 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Asprey 2000, p. 293 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 23 أبريل 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Flower 1976, p. 27 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 26 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ أ ب ت Summerfield, Devine & Levi 1998, p. 11 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 29 أبريل 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Petry & Daly 1998, p. 148 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 29 يونيو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ أ ب Raymond 2000, p. 312 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 1 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Shillington 2005, p. 199 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 13 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Rabbat 1996, p. 62 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 1 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ أ ب ت Summerfield, Devine & Levi 1998, p. 12 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 23 يونيو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ أ ب ت ث ج Rabbat 1996, p. 63 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 11 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Abu Zayd, Amirpur & Setiawan 2006, p. 19
- ^ أ ب Rahman 1984, p. 64
- ^ أ ب Voll 1994, p. 183
- ^ Goldschmidt 2000, p. 123
- ^ أ ب Summerfield, Devine & Levi 1998, p. 13 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 2 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Abdo 2002, pp. 50–51
- ^ Zaman 2002, p. 60
- ^ Tibi 2006, p. 173
- ^ Zaman 2002, p. 86
- ^ Zeghal 2007, p. 110
- ^ أ ب ت الأزهر بعد الثورة Archived 2018-01-07 at the Wayback Machine
- ^ أ ب ت ث ج الأزهر خلال عهد عبد الناصر Archived 2017-07-07 at the Wayback Machine
- ^ Abdo 2002, pp. 49–50
- ^ أ ب Zeghal 1999, p. 372
- ^ Ghazzal 2005, p. 79
- ^ Lulat 2005, p. 79
- ^ [digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=1156802&eid=17 الأزهر في عهد جمال عبد الناصر جريدة الأهرام]
- ^ Binder 1988, p. 340
- ^ أ ب Abdo 2002, p. 51
- ^ Zeghal 1999, p. 374
- ^ Zeghal 1999, p. 375
- ^ Zeghal 1999, p. 376
- ^ Abdo 2002, p. 52
- ^ Aburish 2004, p. 200
- ^ Shillington 2005, p. 478 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 17 مايو 2016. Retrieved 26 يناير 2018.
{{cite web}}
: CS1 maint: bot: original URL status unknown (link) - ^ Aburish 2004, p. 88
- ^ أ ب ت Abdo 2002, p. 31
- ^ أ ب Abdo 2002, p. 54
- ^ أ ب الأزهر بعد حسني مبارك Archived 2018-01-08 at the Wayback Machine
- ^ إستقلال الأزهر Archived 2018-01-07 at the Wayback Machine
- ^ جاد الحق Archived 2020-03-23 at the Wayback Machine
- ^ Barraclough 1998, pp. 239–240
- ^ Barraclough 1998, pp. 242–243
- ^ Rahman 1984, p. 31
- ^ Tibi 2006, p. 165
- ^ Zeghal 2007, p. 123
- ^ أ ب Brown 2011, p. 10
- ^ Brown 2011, p. 11
- ^ Brown 2011, pp. 11–15
- ^ "In 1932 a group of Chinese students arrived in Egypt on a scholarship to study at Al-Azhar". الدنيا المصورة. 1932-01-13. Retrieved 2020-12-22.
- ^ الطيب يفتتح مرصد الأزهر للغات الأجنبية ويؤكد دوره في مكافحة الإرهاب Archived 2018-01-08 at the Wayback Machine
- ^ الطيب يفتتح مرصد الأزهر باللغات الأجنبية لمواجهة التطرف Archived 2018-01-08 at the Wayback Machine
- ^ «مبتدا» في قلب «مرصد الأزهر» باللغات الأجنبية Archived 2020-01-02 at the Wayback Machine
- ^ شيوخ الأزهر Archived 2017-07-13 at the Wayback Machine
- ^ "7 مساجد أثرية «كرَّمناها» على البنكنوت". Retrieved 06-08-2017.
{{cite web}}
: Check date values in:|access-date=
(help); Unknown parameter|تاريخ أرشيف=
ignored (help); Unknown parameter|تاريخ=
ignored (help); Unknown parameter|لغة=
ignored (help); Unknown parameter|مؤلف=
ignored (help); Unknown parameter|مسار أرشيف=
ignored (help); Unknown parameter|ناشر=
ignored (help)
المصادر
- كتاب الأزهر في ألف عام، أحمد محمد عوف.
- Abdo, Geneive (2002), No God But God: Egypt and the Triumph of Islam, Oxford University Press, ISBN 978-0-19-515793-2, http://books.google.com/books?id=Uv8znbxAoDMC&printsec=frontcover
- Abu Zayd, Nasr Hamid; Amirpur, Katajun; Setiawan, Mohamad Nur Kholis (2006), Reformation of Islamic thought: a critical historical analysis, Amsterdam University Press, ISBN 978-90-5356-828-6, http://books.google.com/books?id=0UZc_Yvle_AC&printsec=frontcover
- Aburish, Said K. (2004), Nasser, the Last Arab, St. Martin's Press, ISBN 978-0-312-28683-5, http://books.google.com/books?id=wEC1569pKhQC&printsec=frontcover
- Asprey, Robert B. (2000), The rise of Napoleon Bonaparte, Basic Books, ISBN 978-0-465-04881-6, http://books.google.com/books?id=UqkSyhUcZ0kC&printsec=frontcover
- Beattie, Andrew (2005), Cairo: a cultural history, Oxford University Press, ISBN 978-0-19-517893-7, http://books.google.com/books?id=XIU93l91H1sC&printsec=frontcover
- Behrens-Abouseif, Doris (1992), Islamic Architecture in Cairo (2nd ed.), Brill, ISBN 978-90-04-09626-4, http://books.google.com/books?id=INsmT6zjAl8C&printsec=frontcover
- Binder, Leonard (1988), Islamic liberalism: a critique of development ideologies, University of Chicago Press, ISBN 978-0-226-05147-5, http://books.google.com/books?id=pkNKPebCfwEC&printsec=frontcover
- Bloom, Jonathan (1988), "The Introduction of the Muqarnas into Egypt", in Grabar, Oleg, Muqarnas: An Annual on Islamic Art and Architecture, 5, Brill, pp. 21–28, ISBN 978-90-04-08647-0
- Bloom, Jonathan (2007), "Ceremonial and Sacred Space in Early Fatimid Cairo", in Bennison, Amira K.; Gascoigne, Alison L., Cities in the pre-modern Islamic world, Routledge, ISBN 978-0-415-42439-4, http://books.google.com/books?id=lr6Jl8knxNsC&printsec=frontcover
- Choueiri, Youssef, ed. (2005), A companion to the history of the Middle East, Wiley-Blackwell, ISBN 978-1-4051-0681-8, http://books.google.com/books?id=qgKE_-HtfoAC&printsec=frontcover
- Creswell, K. A. C. (1952), The Muslim Architecture of Egypt I, Ikhshids and Fatimids, A.D. 939–1171, Clarendon Press
- Creswell, K. A. C. (1959), The Muslim Architecture of Egypt II, Ayyubids and Early Bahrite Mamluks, A.D. 1171–1326, Clarendon Press
- Daftary, Farhad (1998), A short history of the Ismailis: traditions of a Muslim community, Edinburgh University Press, ISBN 978-1-55876-194-0, http://books.google.com/books?id=F4JT6TKVXd4C&printsec=frontcover
- Dodge, Bayard (1961), Al-Azhar: A Millennium of Muslim learning, Middle East Institute
- Dwyer, Philip G. (2008), Napoleon: the path to power, Yale University Press, ISBN 978-0-300-13754-5, http://books.google.com/books?id=tHDJYfc7K6oC&printsec=frontcover
- Flower, Raymond (1976), Napoleon to Nasser: the story of modern Egypt, Taylor & Francis, ISBN 978-0-905562-00-1, http://books.google.com/books?id=mAgOAAAAQAAJ&printsec=frontcover
- Goldschmidt, Arthur (2000), Biographical dictionary of modern Egypt, Lynne Rienner Publishers, ISBN 978-1-55587-229-8, http://books.google.com/books?id=p3J6IS8t74QC&printsec=frontcover
- Gottheil, Richard (1907), "Al-Azhar The Brilliant: The Spiritual Home of Islam", The Bookman, Dodd, Mead and Company
- Harrison, Lawrence E.; Berger, Peter, eds. (2006), Developing cultures: case studies, CRC Press, ISBN 978-0-415-95280-4, http://books.google.com/books?id=nvt6Me2NPEwC&printsec=frontcover
- Hefner, Robert W.; Zaman, Muhammad Qasim, eds. (2007), Schooling Islam: the culture and politics of modern Muslim education, Princeton University Press, ISBN 978-0-691-12933-4, http://books.google.com/books?id=Zp2-2y7G2vQC&printsec=frontcover
- Hitti, Philip Khuri (1973), Capital cities of Arab Islam, University of Minnesota Press, ISBN 978-0-8166-0663-4, http://books.google.com/books?id=9niSNOCIoL8C&printsec=frontcover
- Holt, Peter Malcolm; Lambton, Ann; Lewis, Bernard, eds. (1977), The Cambridge History of Islam, Cambridge University Press, ISBN 978-0-521-29138-5, http://books.google.com/books?id=h2pLlRnZP04C&printsec=frontcover
- Izre'el, Shlomo; Raz, Shlomo (1996), Studies in modern Semitic languages, Brill, ISBN 978-90-04-10646-8, http://books.google.com/books?id=wv2eBP9lPskC&printsec=frontcover
- Lulat, Y. G-M. (2005), A history of African higher education from antiquity to the present: a critical synthesis, Praeger Publishers, ISBN 978-0-313-32061-3, http://books.google.com/books?id=L2iQVUhGSoQC&printsec=frontcover
- McGregor, Andrew James (2006), A military history of modern Egypt: from the Ottoman Conquest to the Ramadan War, Greenwood Publishing Group, ISBN 978-0-275-98601-8, http://books.google.com/?id=QZpWx-dgbYcC&printsec=frontcover
- Petersen, Andrew (2002), Dictionary of Islamic Architecture, Routledge, ISBN 978-0-203-20387-3, http://books.google.com/books?id=gVQj7bW0W9MC&printsec=frontcover
- Petry, Carl F.; Daly, M. W., eds. (1998), The Cambridge history of Egypt, 1, Cambridge University Press, ISBN 978-0-521-47137-4, http://books.google.com/books?id=Wk4X_d1sTjYC&printsec=frontcover
- Rabbat, Nasser (1996), "Al-Azhar Mosque: An Architectural Chronicle of Cairo's History", in Necipogulu, Gulru, Muqarnas- An Annual on the Visual Culture of the Islamic World, 13, Brill, pp. 45–67, ISBN 978-90-04-10633-8
- Rahman, Fazlur (1984), Islam & modernity: transformation of an intellectual tradition, University of Chicago Press, ISBN 978-0-226-70284-1, http://books.google.com/books?id=mBIu1k5Z71kC&printsec=frontcover
- Raymond, André (2000), Cairo, Harvard University Press, ISBN 978-0-674-00316-3, http://books.google.com/books?id=tdLALt9AbQQC&printsec=frontcover
- Richmond, John C. B. (1977), Egypt, 1798–1952: her advance towards a modern identity, Taylor & Francis, ISBN 978-0-416-85660-6, http://books.google.com/books?id=uJwOAAAAQAAJ&printsec=frontcover
- Rivoira, Giovanni Teresio; Rushforth, Gordon McNeil (1918), Moslem architecture, Oxford University Press, ISBN 978-0-87817-136-1, http://books.google.com/books?id=4x8tAAAAYAAJ&printsec=frontcover
- Russell, Dorothea (1962), Medieval Cairo and the Monasteries of the Wādi Natrūn, Weidenfeld & Nicolson
- Shillington, Kevin, ed. (2005), Encyclopedia of African history, CRC Press, ISBN 978-1-57958-453-5, http://books.google.com/books?id=Ftz_gtO-pngC&printsec=frontcover
- Siddiqi, Muhammad (2007), Arab culture and the novel: genre, identity and agency in Egyptian fiction, Routledge, ISBN 978-0-415-77260-0, http://books.google.com/books?id=Mv4GLx0nfewC&printsec=frontcover
- Skovgaard-Petersen, Jakob (1997), Defining Islam for the Egyptian state: muftis and fatwas of the Dār al-Iftā, Brill, ISBN 978-90-04-10947-6, http://books.google.com/books?id=f9uyFx-TGuIC&printsec=frontcover
- Summerfield, Carol; Devine, Mary; Levi, Anthony, eds. (1998), International Dictionary of University Histories, Taylor & Francis, ISBN 978-1-884964-23-7, http://books.google.com/books?id=6x3S8eM3spAC&printsec=frontcover
- Tracy, James D., ed. (2000), City walls: the urban enceinte in global perspective, Cambridge University Press, ISBN 978-0-521-65221-6, http://books.google.com/books?id=S7dUv-1Ql2oC&pg=PA507#v=onepage&q=&f=false
- Viorst, Milton (2001), In the shadow of the Prophet: the struggle for the soul of Islam, Westview Press, ISBN 978-0-8133-3902-3, http://books.google.com/books?id=uRBstsdV6EgC&printsec=frontcover
- Voll, John Obert (1994), Islam, continuity and change in the modern world: Contemporary issues in the Middle East, Syracuse University Press, ISBN 978-0-8156-2639-8, http://books.google.com/books?id=WtsqZZJ1tToC&printsec=frontcover
- Watson, William E. (2003), Tricolor and crescent: France and the Islamic world; Perspectives on the twentieth century, Greenwood Publishing Group, ISBN 978-0-275-97470-1, http://books.google.com/books?id=o4vrUbMK5eEC&printsec=frontcover
- Williams, Caroline (2002), Islamic Monuments in Cairo, American University in Cairo Press, ISBN 978-977-424-695-1, http://books.google.com/books?id=RPqPTCaLNdwC&printsec=frontcover
- Winter, Michael (2004), Egyptian Society Under Ottoman Rule, 1517–1798, Routledge, ISBN 978-0-203-16923-0, http://books.google.com/books?id=cpRXQtbyCokC&printsec=frontcover
- Yeomans, Richard (2006), The art and architecture of Islamic Cairo, Garnet & Ithaca Press, ISBN 978-1-85964-154-5, http://books.google.com/books?id=sNVBbTuPcPkC&printsec=frontcover
- Zaman, Muhammad Qasim (2002), The ulama in contemporary Islam: custodians of change, Princeton University Press, ISBN 978-0-691-09680-3, http://books.google.com/books?id=ibLMDNq-6zsC&printsec=frontcover