شمس الدين الأنبابي
شمس الدين الأنبابي | |
---|---|
شخصية | |
ولد | 1824 |
توفي | 1896 |
الوظيفة | شيخ الجامع الأزهر |
شمس الدين بن محمد بن محمد بن حسين الأنبابي (1240 - 1313 هـ / 1824 - 1896 م) هو فقيه شافعي، من أهل مصر.
نسب إلى أنبابة، المعروفة الآن باسم إمبابة.[1] ولي مشيخة الأزهر.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نشأته ونسبه
هو الإمام الشيخ شمس الدين بن محمد بن محمد بن حسين الأنبابي الفقيه الشافعي، وهو منسوب إلى بلدة (أنبابة) بفتح الهمزة وضمها، والمعروفة الآن باسم (إمبابة) وتقع على الشاطئ الغربي للنيل في مواجهة الزمالك، وهي تابعة لمحافظة الجيزة وعلماؤها كثيرون، ونسب الشيخ إلى (أنبابة) لأنه عاش فيها فترة من حياته، ، وتابع دراسته الأولى فيها، وكان والده من كبار التجار، فورث عنه حب التجارة وكانت له وكالة لتجارة الأقمشة وهي بالغورية حتى الآن وتعرف باسمه.[2]
ولد بالقاهرة سنة 1240هـ - 1824م وبدأ حياته كصبية عصره بحفظ القرآن الكريم وبعض المتون، ثم بدأ دراسته بالأزهر سنة 1253هـ وتتلمذ غلى كبار شيوخه مثل الإمام الباجوري والشيخ السقا والبولاقي وغيرهم، ولم يمرّ عليه غير وقت قليل حتى لفت أنظار شيوخه، فأذنوا له بالتدريس بالأزهر والمدارس التابعة له، وذلك لما كان يمتاز به من العلم الغزير، ومن حسن الإلقاء وجودة التعبير، وكانت له حلقة كبيرة يتوافد عليها الطلاب والعلماء على السواء، وتقول المصادر إنه بدأ دروسه بالنحو وبالكتب الصغيرة أولا ثم أخذ يتدرج حتى وصل إلى الموسوعات، وكان لا يدرِّس كتابًا حتى يكتب عنه تقريرًا مساويًا له في حجمه، ولقد كان خيِّرًا سمح السجايا كريم الخلق يقابل السية بالحسنة، إلا لو كانت شيئًا يمس الأزهر، مشهورًا بالتقوى والصلاح وحب الخير، معينًا للضعفاء والمحتاجين .
توليه المشيخة
في يوم الأحد 19 محرم سنة 1299هـ /1882 م تم تعيينه شيخا للأزهر، وذلك أثناء الثورة العرابية، وأنعم عليه السلطان عبد الحميد برتبةٍ شرفيةٍ، ولم تطل مدته في المشيخة حيث قدم استقالته على إثر حوادث ثورة عرابي، وفي يوم 3 ربيع أول 1304هـ صدر قرارٌ بتعيينه مرة ثانية شيخًا للأزهر وظلَّ بها 9 سنوات، حتى استقال منها لظروفٍ صحيةٍ في 25 ذي الحجة 1312هـ وكرمَّه الخديو عباس وأرسل إليه رسالة رقيقة يشكره فيها، وفي أثناء ولايته الثانية للمشيخة أنعم عليه الخديو عباس بالنيشان العثماني من الدرجة الأولى.
آثاره العلمية وتأثيره
على الرغم من أنه لم يكن مؤيدًا للحركة الإصلاحية التي كان يدعو إليها المهدي العباسي والأفغاني والشيخ العروسي ومحمد عبده وغيرهم، ويرى أنه ينبغي أن تكون الدروس في الأزهر وفي المدارس التابعة له مقصورة على العلوم اللغوية والدينية، فإنه لم يكن يرفضها تمامًا، وإنما كان يرى أنها من فروض الكفاية التي إذا قام بها البعض سقطت عن الجميع، ومع ذلك فقد أفتى بجواز دراسة العلوم الحديثة -وكان الشيوخ يحرمونها- وتعدُّ هذه أيضا من مكارمه، والشيخ الأنبابي باشر وظائف كثيرة منها: أمانة الفتوى في عهد الشيخ العروسي، والوكالة عنه في إدارة الأزهر، والفصل في قضاياه، ومنها توليه التدريس في الأزهر وغيره، وتعيينه رئيسًا لعلماء المذهب الشافعي بعد وفاة الشيخ السقا.
تلاميذه
وأما تلاميذه فهم كثيرون من خيرة علماء الأزهر وطلابه في زمنه، وما ذلك إلا لكثرة علومه، وقوة عبارته وحجته وسعة ثقافته وتنوع علومه وخلُوِّه من التعقيد.
ومن تلاميذه على سبيل المثال الأئمة حسونة النواوي ومحمد أبو الفضل الجيزاوي وعلي بن محمد الببلاوي، وقد تولوا جميعا مشيخة الأزهر وغيرهم كثير.
مؤلفاته ومصنفاته
لقد ترك الإمام الأنبابي ثروة علمية عظيمة في شتى العلوم والفنون المعروفة في ذلك الوقت، فلم يكن يترك كتابًا من الكتب الدراسية المشهورة إلا علق عليه بالشرح والحاشية والتقرير، يقول صاحب (مرآة العصر) كل هذه الرسائل والحواشي والتقارير أتت بجليل الفوائد ودلت على غزارة مادة واضعها وسعة اطلاعه.
وكما ترك ثروة علمية فيها خير كثير، فقد ترك ثروة مالية طائلة، أوقفها على وجوه الخير.
هذه المصنفات تزيد عن تسعةٍ وأربعين مصنفا إضافة إلى الرسائل وفتاوى فقهية عديدة، ومن أرادها فلينظرها، ونذكر بعض مصنفاته بإيجاز :
- شرح شذور الذهب.
- تقرير على حاشية السجاعي على شرح القطر لابن هشام.
- الصياغة في فنون البلاغة.[3]
- تقرير على حاشية العطار الأزهرية.
- تقرير على حاشية الصبان على شرح الأشموني.
- مختصر السنوسي.. رسالة في شرحه.
- رسالة في مداواة مرضى الطاعون.
وفاته
في أخريات حياته أصيب الشيخ الأنبابي بالشلل فقدم استقالته من مشيخة الأزهر؛ لعدم تمكنه من القيام بعمله، وجلس في بيته وعكف على قراءة كتب الصحاح، وعلى كتاب الشفاء في السيرة النبوية للقاضي عياض، حتى أتته منيته ليلة السبت 21 شوال سنة 1313هـ - 1896م عن عمرٍ يناهز الرابعة والسبعين، وقد وقف مكتبته وما يملك من عقارٍ في وجوه الخير. ودفن بقرافة المجاورين، وقد حزن الناس عليه كثيرا، وبخاصة جمهور العلماء، وقد رثاه الشعراء بقصائد عديدة وشيع إلى مثواه الأخير في جنازةٍ مهيبةٍ بعد أن أجريت له المراسم المعتادة لشيوخ الأزهر والعلماء الكبار، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.
مراجع
- ^ الإمام شمس الدين الأنبابي دار الإفتاء المصرية
- ^ "فضيلة الإمام الشيخ شمس الدين الأنبابي". مشيخة الأزهر الشريف.
- ^
{{cite web}}
: Empty citation (help)
قبلــه: محمد المهدي العباسي |
شيخ الجامع الأزهر الثاني والعشرون (1299 هـ - 1313 هـ / 1882م - 1896م) |
بعــده: حسونة النواوي |