عبد الباقي القليني
عبد الباقي القليني |
---|
الإمام الشيخ عبد الباقي القليني هو فقيه مالكي مصري، وهو الرابع في الترتيب بين شيوخ الأزهر الشريف.[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ميلاده
ولد الشيخ عبد الباقي القليني في مدينة قلين، التابعة حالياً لمحافظة كفر الشيخ، وإليها نُسب، ولا يُعرف تاريخ ميلاده لعدم انتظام النواحي الإدارية في ذلك الوقت، وعدم الاهتمام بهذه الأمور.
ونُسِب إلى بلدته قلين بمحافظة كفر الشيخ، وكعادة أهل القرية أنهم يذهبون بأبنائهم إلى الكُتَّاب لحِفظ القُرآن الكريم، والصبيُّ الذي يحفظ القُرآن الكريم صغيرًا يكون فخرًا لأهله وعشيرته، فحَفِظَ القُرآن شأنه في ذلك شأن غيره من التلاميذ، ومع ما دوَّنَه له المترجمون من المَزايا، إلا أنَّهم غضُّوا الطرف عن نشأته، وبواكير حياته، وعادة المؤرِّخين أنهم لا يكتبون عن شخص إلا بعد أنْ يذيع صيته ويرتفع ذكره، وكان الشيخ الإمام عبدالباقي القليني - كسابقه الشيخ النشرتي - لم يُوضَع في كتب التراجم، ولم يُكتَب عنه إلا اليسير في فقرات موجزة، ولم توجد له مصنَّفات.[2]
تعليمه وشيوخه
غادر القليني قريته قاصداً القاهرة ليلتحق بالجامع الأزهر، وكان من شيوخه الشيخ البرماوي والشيخ النشرتي (وكلاهما سبقه في مشيخة الأزهر).
تلاميذه
إنَّ الإمام الشيخ القليني رابع شيوخ الأزهر تجلَّى فيه كرمُ الخلق وسماحة العلماء، فما جعَل طلابه يتأثَّرون به ويلتفُّون حوله، ويظهر أنَّه كان يُوجِّههم ويرشدهم إلى الاطِّلاع والاهتمام بالمراجع الكبرى القديمة وليس الحواشي والشروح المتأخِّرة، كما ألَّف غيرُه في هذا العصر، وهذا دليلٌ على سعة اطِّلاعه، ووفرة علمه، وعدم تعصُّبه لمذهبٍ أو فكر، وكان يُوضِّح لطلبته ما كان يُشكِلُ عليهم فهمُه من هذه المراجع القديمة، وهذا ضِمن حسَناته الكبيرة في هذا العصر الذي اقتصر على كتبٍ خاصَّة لا يتعدَّاها طلاب العلم، ويتطلَّعون إلى غيرها من أمَّهات الكتب.
ومن مَآثِره أنَّه كان يحسن اختيار طلابه وجلسائه المتردِّدين عليه، وقد ذكَر الجبرتي في مؤلَّفه أنَّه ترجم للكثيرين من طلبة القليني، وأثنى عليهم، وذكَر أنهم كانوا بحورًا زاخرة في العلوم النقليَّة والعقليَّة، ومن بينهم على سبيل المثال الشيخ محمد صلاح الدين البرلسي المالكي - الذي لازَمَه وانقطع إليه، وكان يُشبهه في الفقه المالكي خاصَّة، وفي العلوم اللغويَّة والدينيَّة على سبيل العموم، وتُوفِّي البرلسي 1154هـ، ويتَّضح من هذا أنَّ لتلاميذه كتبًا ومؤلفات.
ومن أبرز تلاميذ الشيخ القليني الذين ذكرهم الجبرتي الشيخ محمد صلاح البرلسي.
توليه المشيخة
تولى الشيخ القليني مشيخة الأزهر سنة 1120 هـ/ 1709م، بعد وفاة شيخه النشرتي، وبعد أن خاض تلاميذه وزملاؤه صراعاً عنيفاً من أجل توليته المنصب. ولم يشترك القليني في هذا الصراع من قريب أو من بعيد ـ لوجوده بعيداً عن القاهرة آنذاك ـ بل اشترك فيه تلاميذه وزملاؤه المقربون الذين كانوا يرون أنه الأحق بولاية هذا المنصب الجليل. وقد ظل الشيخ القليني في هذا المنصب حتى وفاته.
وهو رابع شيوخ الأزهر بعد وفاة الإمام "النشرتي"، ولم توجد له ترجمةٌ كافية، وكذلك بالنسبة لمؤلَّفاته وعلومه، وأمَّا أنَّه كان يسقي تلاميذه العلمَ ويتركهم ليُدوِّنوه ويسجلوه كما فعَل جمال الدين الأفغاني وغيره ممَّن كانوا يُعلِّمون ولا يُصنِّفون، فالواقع أنَّه كذلك، وكان يُنافس الشيخَ "القليني" على مشيخة الأزهر عالِمٌ من العلماء الأفذاذ وهو الشيخ "النفراوي" الأزهري المالكي، وقد ترجم له الجبرتي في يوميَّاته أنَّه الشيخ أحمد بن غنيم بن سالم بن مهنا النفراوي، ومات وعمره اثنان وثمانون عامًا، واذا كان هذا هو النفراوي بجلالِ قدره وعلمه وشيوخه ومصنَّفاته، ولم يستطع أنْ يرقى إلى كرسي مشيخة الأزهر قبل القليني؛ إذ إنَّ تولِّي المشيخة كان بالانتِخاب بين العلماء والمرشَّحين، وعلى هذا تولَّى الشيخ "القليني" منصبَه عن جَدارةٍ وتقديرٍ بالانتخاب المشروع.
ومن الإنصاف للرجل القول أنَّه لم يكن حريصًا على المشيخة، على الرغم من علوِّ هذا المنصب وشدَّة الإقبال عليه، والدليل على ذلك أنَّه لم يكد يستقرُّ على أريكته حتى تركَه وذهَب إلى بلدته، وانقطَعَ ذكرُه بعد ذلك، ومن هنا لم يعرف كم سنة قضاها على كرسي المشيخة، ولم يُعرَف أين تُوفِّي، ولا كم كان عمره عندما لقي وجه ربِّه الكريم.
مؤلفاته
لا تعرف للشيخ القليني أي مصنفات.
وفاته
لا يعرف على وجه التحديد تاريخ وفاة الشيخ القليني، ولم يرد ذكر بذلك في جميع الكتب التي تناولت ترجمته. ومن العجيب أنَّه لم يعرفْ مكان وفاته، وإلا لنقل منه إلى الأزهر الشريف، وأُجرِيت له المراسيم، كما أُجرِيت لأسلافه، ولا شكَّ في أنَّ إعراضه عن المشيخة، واختفاءه عن الأعين - كما سبق وذُكِرَ - ليس إلا دليلاً ظاهرًا وحجَّة قاطعة على أنَّه لم يكن رجلَ دنيا؛ يسعى إليها ويكدُّ في طلبها، وإنما كان رجلَ آخرةٍ؛ يعملُ من أجلها، ويسأل الله التوفيق فيما يهدفُ إليه منها، وقد ذكر في ألفية الأزهر أنَّه انتقَلَ إلى رحمة الله هادئًا مطمئنًّا إلى كلِّ ما فعَل سنة 1132هـ - 1719م.
المصادر
قبلــه: محمد النشرتي |
شيخ الجامع الأزهر الرابع (1120 هـ- ؟ / 1708م-؟) |
بعــده: محمد شنن |