خانقاه
الخانقاه بالإنجليزية Khanqah أو الخانقاه ، جمعها خوانق ، لفظة فارسية تعني البيت وهي بناء ديني أقيم ، على نظام الصحن الذي يحيطه إيوان واحد أو أكثر فبعضها تضم بابا ً واحداً وبعضها أربع ، وهي بلا مئذنة وبلا منبر وتضم مسجدا لا تقام فيه صلاة الجمعة ، ويلحق أحياناً به ضريح أو مدرسة أو سبيل ، تُدرس في مدرسة الخانقاه العلوم الدينية على المذاهب الأربعة ، قامت الخانقاه أحياناً ، بدور أوسع من المدرسة في نشر الوعي الديني الموجه.
يعود تاريخ الخانقاه في مطلع القرن الثاني الهجري حسب بعض الروايات التي تقول إن أول خانقاه أقيمت بمدينة الرملة بفلسطين ، إلا أن هذه الرّواية لم تُؤكد ، وأغلب الظن أنها وجدت في القرن الخامس الهجري وكان أول من أسسها السلاجقة ونالت إهتماما ً خاصا ً في العهد الأيوبي واستمرت تُؤدي دورها في العهد المملوكي ،وما أن حل القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي حتى اَفل نجمها وبدأت تتراجع .
يُعتقد أن أقدم مثال للخانقاه ما يزال قائماً في مصر على مخطط المدرسة هو خانقاه الجاشنكير التي تأسست عام 606هـ / 1307 م ويليها خانقاه الفرافرة بحلب التي عُرفت بالرباط الناصري والتي تأسست عام 635هـ / 1337 م في العهد الأيوبي ، ولا شك أن هناك أسباباً سياسية وأخرى دينية وراء ظهور الخانقاه وتطورها ، وهذه الأسباب مجتمعة تخدم ترسيخ أركان الدولة وشّد أزرها في الجهاد ضد الإفرنج الصليبيين الذين احتلوا الأرض المقدسة ، فلسطين ، القدس ، وبلاد الشام الأخرى وهددوا مصر والعالم الإسلامي منذ نهاية القرن الحادي عشر .
شغلت الخانقاه أول الأمر دوراً سكنه كانت قائمة في سوريه ومصر ثم اختصت بمبان شُيدت خصيصاً لها تتوفر فيها شروط معينة كوجود قاعات للدرس وأخرى للنوم والإقامة ولأغراض أخرى . تغير اسم الخانقاه في العهد العثماني ليصبح " التكية " كما تغيرت الوظيفة الأساسية التي أقيمت من أجلها فجُعلت لطائفة أطلق عليها أسم الدراويش التي أدخلت بدعا ً لم تكن مألوفة سابقاً ولا تمت للإسلام بصلة على حد تعبير البعض ، خُصت التكايا بالعهد العثماني بأوقاف كثيرة مما جعل الكثير من الناس يدخلون في هذه التكايا والتمتع بما تقدمه الأوقاف من أكل ولباس وخيرات أخرى. وهي في هذا شابهت الرهبانيات التي كانت منتشرة في أوروبا ، وربما تسربت تلك الأساليب إلى الدولة العثمانية عن طريق جنوب أوروبا التي إحتلها العثمانيون لينشروها بدورهم في سائر البلاد العثمانية .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تاريخ الخانقاه
يبدو أن كلمة الخانقاه على رأي جمهرة من الباحثين ظهرت لأول مرة عند كتاب القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي ، حيث يصفونها بقولهم إنها عمارة خاصة بزمانهم ويجعلون مكانها الأول في خراسان وما وراء النهر ، ويزودنا صاحب كتاب "حدود العالم " الذي كان يكتب في جوزجان سنة 372 هـ / 982 م بمعلومات عظيمة القيمة حول هذا الموضوع وإن لم تؤيدها حتى ذلك الوقت مصادر أخرى.
وهناك شاهد آخر سـاقه معاصر للمقدسي تحدث عن الخانقاوات في عهدها الأول إذ قال إن الخانقاوات تنتمي كاملاً لفرقة الكرامية الكلامية المتقشفة وكانت تلك الجماعة في أول أمرها تنتشر في خراسان وما وراء النهر وجرجان وطبرستان ثم انتشرت في فلسطين إلى الغرب من بيت المقدس حول قبر ابن كرّام هناك المتوفى سنة 225 هـ (869م) ويبدو أن المقدسي أطلق على أتباع أبن كرّام نسبة خانقائي وقد كانت هذه التسمية مقصورة عليهم دون سواهم (23) . طرأ تطور على الخانقاوات على ما يبدو منذ نهاية القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي فقد ظهر قيمون في نيسابور على الخانقاوات فأصبحت عمائر ترتبط بجماعات من الصوفية تخفي أصولهم . تربط بينهم وبين الشافعية والأشعرية أواصر وثيقة في كثير من الأحيان .
لقد كان النصف الأول من القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي فترة مهمة في تاريخ الخانقاوات فقد قام الصوفي أبوسعيد بن أبي الخير المتوفي عام 440 هـ (1048 م) بوضع نظام لأهل الخانقاوات يتكون من عشرة أحكام ، وحسب رأي من جاء بعد أبي سعيد بان أبا سعيد هو أول من نظم الحياة الجماعية في الخانقاوات وفقاً لنظام أبي سعيد. أما النصف الثاني من القرن الخامس الهجري فقد شهد تحالفاً بين أهل الخانقاوات والسلطة السلجوقية الحاكمة في تلك الفترة وبفضل ذلك التحالف انتشرت الخانقاوات خارج خراسان : في العراق وبلاد الشام ، كما استطاع أصحاب المذهب الحنفي التواؤم والتحالف مع هذه الحركة ، وقد كان انتشار الخانقاه في كثير من الأحيان يرتبط مع السياسات الروحية التي يلتزم بها الحكام وقد سار على درب السلاجقة الأمراء والقادة الذين كانوا يتبعونهم في بلاد الشام في الربع الثالث من القرن الخامس الهجري خاصة في حلب و دمشق. يتحدث ابن جبير في رحلته في نهاية القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي عن الشام في العهد الأيوبي قائلا ً: إن الرباطات وهي تسمى في بلاد الشام بالخانقاوات كثيرة ويؤمها الصوفية ، ويضيف بأنها كانت قصوراً فخمة لأن الصوفية كانوا هم الملوك في تلك البلاد ، أما في العراق فقد غلب أسم الرباط على اسم الخانقاه وفي مصر أتبعت خطة السلاجقة في إقامة الخانقاوات فبدأ فعلياً في أيام الأيوبيين بعد زوال الدولة الفاطمية في أواخر القرن السادس الهجري. استمرت الخانقاوات تؤدي وظيفتها وتطورها في العهد المملوكي في مصر والشام إلا أن تلك الوظائف وذلك التطور أخذ في التباطؤ بعد النصف الثاني من القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي وأخذت الخانقاوات تتحول شيئاً فشيئاً إلى مؤسسات حكومية وبذلك أصبحت تابعة للحكومة تُشرف وتنفق عليها ولم تعد للطرق الصوفية أية صلة بها . إلا أن الصوفية لم يستسلموا وإتجهوا إلى العمائر التي تتمتع باستقلال أكثر ، وفي هذا العصر أصبحت الخانقاوات مختلطة تشمل عدداً من المؤسسات كالمسجد والمدرسة والضريح واختلط الأمر على المؤرخين حيث لم يستطيعوا في العصور الوسطى الاتفاق على إسم هذه المؤسسة أو تلك نظراً لإختلاط الوظائف .
استمرت الخانقاه حية في العصر العثماني إلا أنها ظهرت في صورة التكية العثمانية ولا يزال عدد كبير من هذه المؤسسات حتى يومنا هذا ، وإن تقدم دورها الاجتماعي والديني في الوطن العربي بعد أن حلت محلها مؤسسات أخرى . وهنا نخلص للقول بأن الخانقاوات لم تتجاوز مصر وظلت حبيسة الأملاك السلجوقية الأصلية ، في حين أن التكايا التركية العثمانية سارت مع الفتوحات العثمانية إلى أن بلغت المغرب الأقصى .
وفي الشرق انتشرت الخانقاوات فيما وراء الأملاك السلجوقية حيث بلغت حدود إيران الشرقية وأفغانستان في منتصف القرن السـادس الهجري / الثاني عشر الميلادي أمـا في مستهل القرن السابع هجري / الثالث عشر الميلادي ، عندما فر السلاطين الغوريون إلى الهند بعد أن طردهم أمراء المماليك ، وتلا ذلك هجرة الصوفيين وبالتالي تأسس طريقتين من طرق الدراويش هما : الجشتية والسهروردية وقد اعتمدتا على شبكة واسعة من الخانقاوات ظهرت في السلطة الجديدة ، وفي القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي فرض السلطان محمد إصلاحات على الحركة الصوفية بالهند ، اتخذت تلك الإصلاحات صورة العودة إلى الخانقاوات وتوسيع شبكتها في الهند وهذا النمط من العمائر الذي جُلب من إيران في القرن السابع الهجري ازدهر ازدهاراً كبيراً لم يشهده أي مكان آخر حتى العصر الحديث وهو يُعد من المظاهر الخاصة للإسلام بالهند.
الوظيفة الاجتماعية للخانقاه
كان للخانقاوات وظيفة اجتماعية إضافة إلى الوظيفة الدينية والعلمية فهي وإن رَعَت الراغبين في التثقف بالدين الذي كانوا في غالبيتهم من الفقراء والمحتاجين وأبناء السبيل حيث قدمت لهم الزاد الفكري بمفهوم العصر الذي نشأت فيه وقدمت لهم إلى جانب ذلك الغداء والكساء والمأوى ، وقد ضمت تلك الخانقاوات جميع أصناف الناس والمحتاجين الذين أقبلوا عليها للتفقه بالدين ، كما ضمت أيضاً كثيراً من صغار التجار والفعلة الذين رأوا في اللجوء إلى الخانقاوات الراحة الفكرية والنفسية والجسدية إضافة إلى إبعاد شبح العرى والجوع عنهم وبذلك ساهمت هذه الخوانق في تخفيف وطأة الجوع عن المحتاجين وفي هذا خدمة للسلطان الذي قد يخطر في باله أن يتفاخر بأنه لا يوجد جائع أو محتاج في سلطنته .
والسؤال الذي يبرز إلى الذهن هو من أين كانت تنفق تلك الخانقاوات ؟ لقد كانت هناك أوقاف كثيرة من أراضٍ ودور وأشجار أوقفها ذَوو اليسار من أجل بنائها والإنفاق عليها ودفع مرتبات شيوخها والإنفاق على روادها من التلاميذ والمحتاجين وعمل الإضاءة والتدفئة الخ .
لقد شهدت الخوانق في أول عهدها حياة مزدهرة ساعدت على تثقيف الناس بدينهم وقضاء حاجاتهم المعيشية وبث روح الحماس في نفوسهم إبان العهدين النـوري والأيوبي وكذا العـهد المملوكي للدفاع عن البلاد الإسلامية ،جنباً إلى جنب مع المدرسة ،نظراً لتعرضها إلى الخطر الخارجي الذي اغتصب البلاد والمقدسات . إلا أن الإهتمام بهذه المنشآت أخـذ في التراجع معا لزمن وسيطر المتولون على أوقافها وعليها فأكلوا وارداتها وعصي البعض في أوقافها وبالتالي تراجعت خدمات الخوانق فإنفض الناس عنها وتراجعت أعدادهم وكذلك تراجعت الخدمات تدريجيا ً إلى أن تحولت إلى خرب تؤي اللصوص والحشاشين والخارجين على القانون والمجتمع.
في نهاية العهد العثماني هُجرت أكثر الخانقاوات بسبب نقص الموارد المالية التي قلت بسبب الإستيلاء على أوقافها ، وتشغل بقايا الخانقاوات الفقراء والمتسولون ومن لا يوجد لهم مأوى ، إضافة إلى النازحين من الأرياف إلى المدن طلباً للعيش الكريم إلا أن ذلك كان سبباً في تخريب ما بقي منها وذهاب كثير من الزخارف والكتابات والنقوش .
الوظيفة الدينية والعلمية للخانقاه
تعني الخانقاه أو الخانكاه بيت أو دار للتعبد والاستغفار أو المكان الذي يشعر فيه الإنسان بضعفه وضآلته أمام الخالق ، أُطلقت التسمية في باديء الأمر على المنشأت الدينية المخصصة لانقطاع الصوفية بغرض العبادة وممارسة التصوف أي إقامة الصلوات الخمس وقراءة القرآن وإقامة الذكر والتسبيح والاعتكاف والاستغفار(33). حدث تطور في العصر المملوكي في حركة التصوف وأسلوب العمارة فقد تطور مفهوم الخانقاه حيث أصبحت في عصر المماليك مسجداً وبيتاً للصوفية المجاهدين والشيوخ المحاربين أو مسجداً ومدرسة ومساكن للطلبة الذين يمارسون التصوف .
تُدرس في الخانقاه العلوم الدينية كالحديث والشريعة والفقه والتفسير حسب المذاهب الأربعة رغبة في نشر الفكر الديني السني .
وفي العهد العثماني تغيير اسم الخانقاه ليصبح التكية مع الحفاظ على الوظيفة مع بعض الاختلافات الطفيفة فقد حافظت التكية على وظائف الخانقاه في إيجاد سكن للصوفية ومدرسة للتعليم وكانت تأوي الفقراء وتُطعم الدراويش وأبناء السبيل . وتتألف التكية من عدة أجنحة إثنان منها أحدهما للمسجد ذي البناء المستقل عن البناء الثاني المتمثل بالمجمع السكني المتكامل المرافق ، وهناك مرافق أخرى قد تُلحق بالتكية وتحتل غرفاً أو قاعات مستقلة ةغرفة للضريح الخاص ببعض الأولياء والأمراء ... الخ والمدرسة المُعدة لتدريس الأولاد القرآن الكريم والخط والحساب بالإضافة إلى المكتبة.
أما المؤسسة الثالثة التي تداخلت وظيفتها مع مؤسسة الخانقاه ومؤسسة التكية فهي الرباط فقدكان يطلق على الخانقاه اسم الرباط فخانقاه الفرافرة بحلب كان يطلق عليها أحياناً أسم الرباط الناصري ، وشاع اسم الرباط للدلالة على الخانقاه في العراق ، كما شاع استخدامه في المغرب العربي . ورد ذكر الرباط في القرآن الكريم : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عـدو الله وعدوكم " ( الأنفال 1 – 60 ) ، وورد في آية أخرى في قوله تعـالى "يا أيها الذين آمنوا إصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"( آل عمران آية 200).
ارتبط إسم الرباط بالجهاد ضد أعداء الله وأعداء الإسلام فقد كانت الرباطات مركزاً للجهاد إلى جانب كونها مكاناً للمواظبة على الطهارة والصلاة ، فمن رحم الرباطات انطلقت دولة المرابطين المجاهدين في المغرب التي وجدت نفسها وجهاً لوجه مع الأسبان فخاضت ضدهم حروباً طاحنة استمرت ردحاً طويلاً من الزمن ، ومع زوال خطر الحروب اصبح الرباط موئلاً للمنصرفين إلى ذكر الله وعلى أبناء السبيل على اعتبار أن الإقامة في الرباط تفرض على المقيم فيه طاعة الله يدفع بدعائه البلاء عن العباد والبلاد وعليه فقد حرص الحكام والسلاطين الأثرياء على إقامة الرباطات وإيواء بعض الصوفية بها لعبادة الله والاستعداد للحرب والدفاع عن بلاد الإسلام فتحولت الرباطات من حصون وأبراج مراقبة وإتصال إلى خانقاوات وتكايا وبذلك غلبت عليها صفة الملجأ . تضم الرباطات في تكويناتها أبراجاً ركنية وضلعية وأسواراً محصنة ومداخل محصنة إلى جانب مصلى يضم محراباً وحجرات وميضأة ، كل ذلك متسماً بالرصانة والقوة والتقشف فغلب عليها الطابع العسكري ومن أمثلة تلك الرباطات رباط سوسة في تونس.
الهوامش
- دائرة المعارف الإسلامية ، النسخة العربية ، المجلد السادس عشر ص 459 ، القاهرة مطابع دار الشعب ،موسوعة العمارة الإسلامية للدكتور عبد الرحيم غالب في مادة "خانقاه" غروس برس بيروت .
- يقول آدم متنر في كتاب الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ، جـ 2 ، ص 23 ، 1957، لجنة التأليف والنشر : "أنه كان في المملكة الإسلامية خوانق وأماكن للعبادة قبل ظهور الصوفية "، ويذكر المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم ص 188 ، أنه لقي في جبل الجولان من جبال الشام ويسمى اليوم جبل الشيخ أو جبل حرمون" أبا إسحاق البلوطي في أربعين رجلاً يقتاتون البلوط يعلقونه ويطحنونه ويخلطونه بشعير بري ويلبسون الصوف .
- تضم حلب عددا كبير من الحوانق منها ما هو مخصص للرجال ومنها مخصص للنساء ، ويذكر سبط العجمي في كتابه "كنوز الذهب في تاريخ حلب ج 1 " عددا كبيرا منها اذكر على سبيل المثال : خانقاه البلاط ، خانقاه القديم ، خانقاه القصر ، خانقاه الزينية ، خانقاه المجديه ، خانقاه الشمسية ، خانفاه التنبية ، خانقاه البهائية وخانقاه الرامغانية ومن خوانق النساء : تاخانفاه الكاملية ، خانقاه درب البنات وغيرها الى جانب عدد من الخوانق بظاهر حلب .
- للانفاق على الخوانق كان الخيرون( اهل الخير) يوقفون الاوقاف علىيها للانفاق عليها وعلى روادها ومشايخها ، كما في حالة المساجد والمدارس والزوايا وغيرها ، ولكن عندما قلت ريوع تلك الاوقاف بسبب طمع المتولين عليها نقص السريع وبالتالي نقص الانفاق وعلى تلك المؤسسات مما سبب تراجعيا في خدماتها ومع الزمن هجرت وخربت .
- الفرافرة : محلة قديمة بحلب ذكرها أبو ذر المعروف بـ "سبط بن العجمي" صاحب كتاب كنوز الذهب في تاريخ حلب ، والذي حققه شوقي شعث مع زميل آخر ونشرته دار القلم العربي بحلب . كما ورد ذكرها في أعلام النبلاء لمؤلفه راغب الطباخ (5/25) أنها سميت كذلك نسبة إلى بني فرفور وكانوا رؤساء ، وكان بهذا الدرب مسكن نقباء الجيش ومنهم الأمير شهاب الدين أحمد وشعبان أولاد كيكدي .
- الغزي كامل : نهر الذهب في تاريخ حلب ، ص 2 ، ص 115 ، ط 1 حلب .
- الطباخ راغب : أعلام النبلاء ، جـ 5 ، ص 28 ، ط 1 ، حلب .
- الطباخ راغب :نفس المصدر جـ 5 ، ص 29 ، ط 1 ، حلب .
- طلس اسعد : المباني الأثرية والتاريخية بحلب ص 88 ، وزارة المعارف السورية .
- ابن الشحنة : الدر المنتخب مملكة حلب .
- بدأت هذه المؤسسات أي الخانقاوات والمدارس في بث روح الجهاد في نفوس المسلمين منذ العهد الزنكي زمن عماد الدين زنكي الذي حمل راية الجهاد وتحرير البلاد من الغزاة القادمين من الغرب ، والإفرنج الصليبيون.
- ابن شداد : الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة جـ 1 ف 1، ص 21 وص 93 .
- انظر كذلك سيط بن العجمي في كتابه كنوز الذهب في تاريخ مملكة حلب الجزء الاول ، تحقيق د.شوقي شعث وفالح بكور ص 391 .
- المصدر نفسه ص 389 يذكر انه اوقفها على الصوفية المتجردين انشأها نور الدين في عام 543 هـجري وهي نيرة كبيرة متسعه الارجاء بها قاعة للشيخ وقبة للفقراء وايوان كبير وقبلية ، وكان لها مطبخ يطبخ للفقراء وكان بها سجادة الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي .
- يذكر سبط بن عجمي في الجزء الاول ص 384 انها انشئت عام 509 هـ ويضيف انها كانت مركزا للفقراء ومجمعا لاهل الطريق (ص 385) وكان فيها الشيخ نجم الدين عبد اللطيف بن محمد المهيني وغيره .
- كوكبوري لفظة تركية تعني الذئب الازرق ، ( وفيات الاعيان 4/121) .
- لعلها الخانكاه الزينية بالسهلية وهي سويقة حاتم اليوم ( سبط بن العجمي ج 1 ص 392 ).
- هي بالفعل من أهم الخانقاوات بحلب ولا تزال حية إلى يومنا هذا بعد ترميمها من قبل الدوائر المختصة وإسكان عدد من العائلات المحتاجة حسب ترشيح مديرية أوقاف حلب . انظر أسعد طلس في المباني التاريخية والأثرية .
- كان الباحث يومها مديراً للآثار والمتاحف بالمنطقة الشمالية من سوريا ، وقد ساهم في دفع المشروع وساهم في التعاون مع مديرية الأوقاف بحلب التي كانت يومها متعاونة إلى حد كبير ، ولا تزال كذلك .
- رأت مديرية الأوقاف وكذلك مديرية الآثار إبقاء الفقراء في الخانقاه حيث كانت مشغولة بهم شريطة التقيد بما تعرضه عليهم مديرية الآثار من شروط تكفل حماية البناء ونظافته وفق قانون الآثار ، سيما وأن ذلك لا يبعد كثيراً عن الوظيفة الأصلية للخانقاه .
- جوزجان: مدينة تقع اليوم في أفغانستان، وهي مركز محافظة تحمل اسمها في شمالي أفغانستان من بلاد خراسان، لعلها جرجان التي يرد ذكرها في التاريخ الإسلامي ، يوجد بالقرب من مدينة جوزجان قرية " إمام خورد" الواقعة بين مدينتي بلخ وميمنة ، بها مزار للإمام يحيى بن زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام يتوافد الناس إليه للزيارة ، في نحو عام 125هـ شهدت جوز جان حركة عصيان ضد الحكم الأموي بقيادة الإمام يحيى بن زيد وهو لم يتجوز الثامنة عشرة فسارع نصر بن سيار والي خراسان إلى تجييش الجيوش حيث تمكن من القضاء على العصيان .
- دائرة المعارف الإسلامية ، النسخة العربية ، ص 460 / ب .
- يتحدث آدم متنر في كتاب الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ، ترجمة محمد عبد الهادي أبو ريده ، جـ 1 1957 ، ص 24 " أن الكرامية أصحاب محمد بن كرام أنشؤوا عدداً كبيراً من الخوانق في إيران وما وراء النهر وكان لهم أيضاً خوانق ومجالس في بيت المقدس " ، كما يذكر المقدسي أنه قرأ في كتاب صنّفه بعض مشايخ الكرامية بنيسابور أن بالمغرب سبعمائة خانقاه لهم . وكانت لهم مجالس في تلك الخوانق يقرؤون من دفتر.
- دائرة المعارف الإسلامية ، النسخة العربية ، ص 461 / ا و ب .
- المصدر نفسه ، ص 462 / ا .
- المصدر نفسه ، ص 462 / ب ، نقلاً عن ابن جبير في الرحلة .
- يظهر أن ذلك متساوق مع روح العصر الذي كان عصر جهاد ضد الكفار ، إذا عرفنا أن النوريين والأيوبيين هم تلامذة السلاجقة ومن قادتهم وهؤلاء كانوا من المتحمسين للجهاد في سبيل الله .
- دائرة المعارف الإسلامية ، النسخة العربية ص 463 : المقريزي ، الخطط جـ 2 ص ص 414-427 .
- Nizami kh . A, some aspects of khanqah in medieval india .lsl. stu .part 8 pp.52-69 *
- دائرة المعارف الإسلامية ، النسخة العربية ص 463 – ص 464 ، ا و ب .
- من الأمثلة على ذلك "الخانقاه الصلاحية " التي أسسها صلاح الدين الأيوبي بالقدس عام 1080م. وقد أوقف عليها أوقافاً كثيرة للإنفاق على نشاطاتها ، ومن تلك الأوقاف التي أوقفت على الخانقاه الصلاحية . أراضي البقعة بظاهر القدس ، بركة ماملا بظاهر القدس أيضاً ، الحمّام المعروف بالبطرك بالقدس والقبو والحوانيت المجاورة له وكذلك البركة المعروفة بالبطرك والمربّع الملاصق لها . جرت تعميرات وترميمات في مبنى الخانقاه بناء على طلب المتولين سنة 1080م.
( انظر سجل المحكمة الشرعية رقم 171 ص 255 وكذلك السجل 95 ص 424 لسنة 1022 المتضمن وقفية السلطان صلاح الدين الأيوبي للخانقاه الصلاحية ) . وردت هذه المعلومات في مقال للدكتور كامل العسلي في بحثه المنشور في أعمال الندوة العالمية للآثار الفلسطينية التي عُقدت في جامعة حلب عام 1981م.
- كان هذا حال كثير من المباني التاريخية في المدن العربية كدمشق وحلب والقاهرة والقدس ومراكش والشام وغيرها الكثير ، رغم الإجراءات التي تحاول أن تجد الحلول الناجعة إلا أن الهدم والتخريب لا يزالان يلحقان الضرر البالغ بالمدينة العربية الإسلامية .
- اختلفت أقوال القوم في ماهية التصوف على الف قول وكل عبر بلغته وصفر باشاراته ، وقيل عنه أي التصوف هو اخلاق كريمة ظهرت في زمان كريم ، من رجل كريم مع قوم كرام ، سبط بن العجمي ص 382 وفي صفحية 384 من كتاب سبط العجمي الجزء الأول يقول : الخانقاه بالكاف ومعناها ديار الصوفية ولم يتعرض الفقهاء للفرق بينها وبين الزوايا والرباط .
- شرف محمد زيد عبد الرحمن : كلية الفنون الجميلة بدمشق دراسة أخذت من الحاسوب .
- لا يزال هذا الرباط قائماً في مدينة سوسه بتونس بعد أن لقي عناية المعهد القومي التونسي للآثار والفنون والسلطات المركزية والمحلية فرُمم ترميماً جيداً ساعد على بقائه .
انظر أيضا
المصادر والمراجع
- دكتور شوقي شعث
- Nizami, Khaliq Ahmad (1957). "Some Aspects of Khānqah Life in Medieval India". Studia Islamica. 8: 51–69.
- Fernandes, Leonor E. (1998). The Evolution of a Sufi Institution in Mamluk Egypt: The Khanqah. Berlin: Klaus Schwarz. ISBN 3922968686.
- Hattstein, M. and P. Delius -- Islam: Art and Architecture, 2000, ISBN 3-8290-2558-0
- Berkey, Jonathan -- The Formation of Islam, Cambridge University Press, 2003, ISBN 0-521-58813-8
- ابن جبير : الرحلة ، بيروت 1984 .
- ابن الشحنة : الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب ، دمشق 1984 .
- ابن شداد : الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة ، دمشق 1953 مطبوعات المعهد الإفرنسي بدمشق .
- آدم متنر : الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري جـ1 ت محمد عبد الهادي أبو ريده ، لجنة التأليف والنشر القاهرة 1975 .
- أرنست كونل : الفن الإسلامي ، تعريب احمد موسى ، بيروت 1966 .
- اسعد طلس : الآثار الإسلامية والتاريخية حلب ، مطبوعات مديرية الآثار العامة في سوريه ،دمشق 1956 .
- بيشوف تيودور : تحف الانباء في تاريخ حلب الشهباء بيروت 1880 وقد أعيد طبعه بدار القلم العربي بحلب بتحقيق شوقي شعث وفالح بكور عام 1992.
- العارف عارف : المفصّل في تاريخ القدس ، 1968 ، القدس.
- الغزّي كامل : نهر الذهب في تاريخ حلب ، الجزء الثاني ،حلب دار القلم العربي ط2، 1991 .
- غالب عبد الرحيم : موسوعة العمارة الإسلامية ، جروس برس ، بيروت 1988 .
- الطباخ راغب : أعلام النبلاء م 2 و م 5 ، حلب . أعيد طبعه بإشراف محمد كمال بترتيب من دار القلم العربي بحلب .
- سبط بن العجمي : كنوز الذهب في تاريخ حلب ، مجلدان تحقيق شوقي شعث مع زميل ، نشر دار القلم العربي ، حلب 1996 .
- شافعي فريد: العمارة العربية في مصر الإسلامية م 1 عصر الولاه 1970 ، الهيئة المصرية للتأليف والنشر .
- شوقي شعث : القدس العربية الإسلامية ، دائرة الإعلام والثقافة الشارقة 2001 .
- طه ولي : التراث الإسلامي في بيت المقدس ، مطبعة دار بيروت 1969 .
- العسلي كامل : أثارنا في بيت المقدس ، عمان 1982 .
- مارسيه جورج : الفن الإسلامي تعريب عفيف بهنسي إصدار وزارة الثقافة بدمشق 1968.
- المقريزي : الخطط ، المجلد الثاني ،بيروت 1965 .
- المقدسي : احسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، ليدن 1909م .
- الموسوعة الفلسطينية : القسم العام المجلد الثاني ، دمشق 1977 .
- الموسوعة الإسلامية : القسم الإنجليزي م 4 عام 1990 .
- دائرة المعارف الإسلامية :النسخة العربية المجلد السادس عشر (121) كتاب الشعب .