السلفية في مصر
السلفية في مصر، احدى التيارات الإسلامية في مصر.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة
تعود بدأية التيار السلفي في مصر إلى جماعة أنصار السنة المحمدية التي أسّسها الشيخ محمد حامد الفقي، وهي أقل الفرق السلفية تشددا؛ حيث نشأ مؤسسها في بيئة أزهرية خالصة، وحصل على العالِمية من الأزهر الشريف، لكنه اختلف مع شيوخه حول بعض مسائل العقيدة، ورأى أن البيئة الدينية في مصر مليئة بالبدع والضلالات التي أرجعها هو إلى الطرق الصوفية آنذاك، وما إن حصل الشيخ على الدكتوراه، حتى جمع بعض زملائه الذين يوافقونه الرأي؛ ليبدأ بهم دعوته لمحاربة الشرك والدعوة إلى التوحيد الخالص، فذاعت شهرته، والتفّ حوله الآلاف، فأسس الجماعة ليمارس دعوته في إطار من العمل الجماعي المنظّم.[1]
ويرى أنصار السنة أن النظام الديمقراطي نظام كافر؛ لأنه يعطي الإنسان حقّ التشريع الذي هو حقّ خالص لله، وأن نظام الإسلام له خصوصيته، ولا يجوز أن يستعير أي شيء من المناهج الغربية، ومع هذا لا تجد الجماعة ضررا من الترشّح وفق نظم الديمقراطية الحديثة؛ لأن مزاحمة أهل الديمقراطية لتقليل شرّهم في الانتخابات العامة وغيرها أمر جائز، مع مراعاة الضوابط الشرعية إذا ترجّحت المصالح على المفاسد.
وينتشر أعضاء الجمعية في كل محافظات مصر، ولها في مصر قرابة مائة فرع وألف مسجد، ومن أشهر شيوخها الشيخ عبد الرزاق عفيفي الذي شغل منصب عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.
فرق السلفية في مصر
السلفية الوهابية
أما الفرقة الثانية فهي التي ظهرت في سبعينيات القرن الماضي، حين أعطى الرئيس السادات فرصة أكبر للإخوان المسلمين؛ ليضرب بهم اليسار، وانضمّ على إثر ذلك معظم أعضاء الجماعة الإسلامية إلى الإخوان، إلا أن بعضا من طلبة الجامعة -خاصة في الإسكندرية- رفضوا الانضمام إلى الإخوان، واختلفوا معهم اختلافا شديدا في كثير من المسائل الشرعية، ورأوا أن السلفية الحقة هي تلك التي تصدرها السعودية، فتأثروا بها، وكان على رأسهم الشيخ محمد إسماعيل المقدّم، وذهبوا ليكونوا نواة لدعوة سلفية، بدأ التنافس شديدا بين هؤلاء الشباب السلفيين والإخوان على ضمّ الطلاب والسيطرة على المساجد، وبلغ ذروة الصدام عام 1980، على أثره قرر هؤلاء السلفيون العمل بطريقة منظّمة، فكوّنوا ما يشبه باتحاد الدعاة، ثم أطلقوا على أنفسهم بعد ذلك اسم (المدرسة السلفية).
ويرى أصحاب هذه الفرقة ضرورة تصفية عقائد المسلمين من كل ما يعتبرونه -وفق رؤيتهم الخاصة- مخالفة شرعية، وإقناعهم بالمنهج السلفي في الحياة، كما يرون حتمية تنقية الكتب الشرعية من كل ما يخالف الحديث الصحيح؛ سواء كان اجتهادا أو فهما مغايرا، وهم بهذا يسعون لتأميم التراث الإسلامي كله فقها وفكرا وآدابا وفنونا إلى فهمهم الخاص للنصوص.
ومن أشهر شيوخهم: محمد إسماعيل المقدّم، محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، وأبو إسحاق الحويني.
السلفية المدخلية
في حرب الخليج الثانية التي نشأت نتيجة غزو العراق للكويت استعانت المملكة العربية السعودية بالقوات الأمريكية؛ لدرء العدوان، وظهرت في المملكة أصوات شرعية ترفض دخول قوى أجنبية لبلاد المسلمين، وتطالب السلطات بالحل الداخلي للأزمة، وفي هذا التوقيت المأزوم ظهرت السلفية المدخلية؛ لتؤيد رأي السلطة في الاستعانة بالقوات الأجنبية بل والتأصيل الشرعي السلفي لهذه الاستعانة، وهاجمت بقوة التيارات الدينية التي دعت لعدم جواز دخول القوات الأمريكية.
والتيار السلفي المدخلي في مصر هو امتداد للتيار السلفي المدخلي في المملكة العربية السعودية، ويلقّبون بـ"المدخلية" نسبة إلى ربيع بن هادي المدخلي، وهو أحد أبرز رموز هذا التيار في السعودية.
ويرى أصحاب هذا التيار حرمة المعارضة السياسية، فلا يجوز -وفقا لرؤيتهم- معارضة الحاكم مطلقا، ولا حتى إبداء النصيحة له في العلن، ويعتبرون ذلك أصلا من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة.
ولا يتشدّدون إلا في مسائل العقيدة واللحية والجلباب والنقاب، أما السياسة فهي أمر فرعي لا يشغلهم، كما أنهم يتخذون موقفا عدائيا واضحا من كل التيارات الإسلامية الأخرى، ومن أشهر شيوخهم: أسامة القوصي - محمد سعيد رسلان - علي حشيش - عبد العظيم بدوي.
السلفية الحركية
في نفس الوقت الذي نشأت فيه الدعوة السلفية في الإسكندرية، كان هناك في حي شبرا في القاهرة مجموعة من الشباب شكّلت تيارا آخر، أطلق عليه فيما بعد: السلفية الحركية، وكان أبرزهم الشيخ فوزي السعيد، دكتور محمد عبد المقصود.
ويرى الحركيون أن الحاكم الذي لا يطبّق شرع الله وفقا لرؤيتهم كافر، ويجهرون بذلك علانية في خطابهم الدعوي، كما يتعاطف أصحاب هذا الاتجاه السلفي "المصري" مع أسامة بن لادن، حيث تولوا الدفاع عنه بعد أحداث 11 سبتمبر، والتبرير لكل هجمات القاعدة باعتبارها جهادا في سبيل الله.
مشايخ السلفية في مصر
- فضيلة الشيخ الدكتور محمد إسماعيل المقدم.
- فضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني.
- فضيلة الشيخ الدكتور أحمد فريد.
- فضيلة الشيخ محمد حسان.
- فضيلة الشيخ الدكتور سعيد عبد العظيم.
- فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب.
- فضيلة الشيخ الدكتور ياسر برهامي.
- فضيلة الشيخ الدكتور أحمد حُطيبة.
نقد
يؤخذ على سلفيو مصر الفهم الحرفي لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المعظمة، وإدمان النقل مع إنكار العقل، والميل لتحويل الإسلام إلى مظاهر وقشور، والكراهة المفرطة للتجديد، وإسقاط متغيرات الزمان والمكان، وتفريغ الإسلام من طاقته الحيوية الصانعة للحياة والعمران البشرى . وقد جرى ربط هذه السلفية الأخيرة بالفهم الوهابي البدائي، وبسطوة فوائض النفط السعودي، وهو ما استفز قطاعات من السلفية الشابة، ودفعها إلى موقف جهادي، توالت مظاهره، وتناسلت جماعاته، ومن نوع جماعة القاعدة وأخواتها، وبصورة قلبت السحر على الساحر، وجعلت الحكم السعودي عدوا تصح إزالته، وليس داعما وسندا وراعي. [2]
وفي مصر، بدت تفاعلات السلفية السياسية على طريقة 'الباب الدوار'، فقد جرى إستئناس سلفية من نوع معين لمواجهة جماعات السلفية الجهادية، وعادت جماعات من النوع الأخير إلى المربع الأول، بدا أنها تابت، وتركت سكة العنف، وعادت إلى الرحم الأصل، وهو ما يفسر التحاق بقايا جماعات 'الجهاد' و 'الجماعة الإسلامية' بموكب حزب النور السلفي، وتراجع بريق ونفوذ قادة معتبرين من نوع عبود الزمر وكرم زهدي، وتصدر قادة الدعوة السلفية للمشهد، ومن نوع البرهامي وعبد المنعم الشحات، وفي ظلال مشايخ سلف ذاعت شهرتهم تليفزيونيا، ومن طراز المشايخ محمد حسان والحويني ويعقوب.
وأبرز ما يلفت النظر في هؤلاء الأخيرين، هو ثراؤهم الشخصي الفاحش، فكلهم حاليا في وضع المليونيرات، برغم أنهم جميعا من أصول فقيرة أو معدمة، وتأهليهم الدراسي في الغالب متواضع للغاية، وفي مناحي بعيدة عن الدراسة الدينية العلمية المنضبطة، وفي حياة كل منهم نقطة تحول ما، كانت غالبا في صورة رحلة غامضة للديار السعودية، ثم العودة في صورة الدعاة جهيري الصوت، وبالقرب من مؤسسات عمل خيري ديني مدعومة من أثرياء الخليج، أو على شاشات قنوات دينية ينشئها المال السعودي غالبا، وبعضها بدأ كقنوات رقص وأغاني، ثم تحول إلى قنوات مشايخ، وهنا تتكون رأسمالية ذاتية للدعاة، وتتضخم أرصدتهم في البنوك، وتتعدد الفيلات والقصور، وتتعدد الزيجات، ويكثر النسل، وإلى درجة أن أحدهم أنجب 22 ولدا وبنتا، وكأنه دخل في منافسة ماراثونية مع الملك عبد العزيز مؤسس السعودية وسيف الوهابيين . وبالطبع، لا يصح التعميم، فكثير من دعاة السلف فاتهم قطار الثراء 'المبارك'، ونواياهم حسنة إلى أبعد حد، ويتصورون أنهم يخدمون الدين حقا وصدقا، ثم أن الأتباع السلفيين في غالبهم من عامة الناس، ومن الذين دهسهم قطار الفقر، وتعز عليهم فرص العمل، ويبحثون عن طريقة للتحقق الذاتي، سواء بالاستغراق في إطالة اللحى، أو التنافس في ارتداء الجلاليب، أو تغطية الجسد كله على طريقة المنتقبات، واستساغة فتاوى مفرطة في التشدد، ومن نوع وصف وجه المرأة كأنه كالفرج، واعتبار النقاب ـ وليس الحجاب ـ هو الفريضة الإسلامية، ومن حق كل إمرأة بالطبع أن ترتدي ما تقتنع بوجوبه، حجابا أو نقابا أو بدون، وحسابها عند ربها، وليس عند مشايخ التنطع المدمنين لتعدد الزوجات، وللطلاق تلو الطلاق، وهو أبغض الحلال عند الله، وتعبير 'التنطع' ـ هنا ـ ليس قذفا ولا سبا، ولا تجاوزا بغليظ القول في حق أحد، بل أنه الوصف الفقهي الدقيق، فقد حذر فقهاء الإسلام الأوائل من 'الترخص' و 'التنطع'، والترخص هو التماس الرخص الدينية في غير محل، وتحويل وسطية الإسلام إلى ميوعة لا تنتهي، بينما 'التنطع' على العكس بالضبط، إنه التشدد في غير موضع، وتحويل الدين إلى عسر لا يسر فيه، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه . وفوق التشدد في فتاوى تطلق بغير تبصر، وبغير سند ولا دراية، وتفتري على علم الدين، وتخاصم العقل وعلم الدنيا، ومن نوع فتوى إمام الوهابية الراحل بن باز بأن الأرض ليست كروية، وفتاوى مشابهة تسئ للإسلام قبل أن تسئ للعلم، وقد أتيح لي أن استمع وأشاهد فتوى غاية في الشذوذ للشيخ أبو اسحاق الحويني، وهو اسم اتخذه شيخ سلفي مصري لنفسه، وليس اسمه الحقيقي، وهو حر طبعا في أن يغير اسمه كما يشاء، والرجل له أتباع كثيرون، ويسمونه 'المحدث الأكبر'، ويصف الحويني شيخ الأزهر بأنه رجل جاهل، ما علينا، المهم ما يقوله هذا الحويني، تحدث مرة عن فريضة الجهاد في الإسلام، وبعبث ظاهر وسوقية مفرطة، حدث مستمعيه المأخوذين عن الفقر والجهاد، وقال لهم أن فقركم سببه تناسى فريضة الجهاد، كيف يامولانا ؟، فقال أن الغزوات تجلب السبايا، وأن بيع السبايا يحل المشكلة الاقتصادية، وعلى حد قوله ' الواحد يرجع من الغزوة، ومعاه شحط وأربع نسوان وجيبه مليان '، إلى هذا الحد بلغ سفه القول باسم الدين، وتحقير فريضة الجهاد في سبيل الله، وكأن الجهاد في الإسلام يشبه ـ والعياذ بالله ـ تكوين عصابة لسرقة الأموال والنساء، ولو أراد أشد أعداء الإسلام أن يطعنه، فلن يبلغ في عداوته مثل هذا الذي قاله هذا الحويني، ولم يعتذر عنه، أو يستغفر ربه، واستمر في الانتفاخ كطاووس غارق في ملذات الدنيا وأموالها ونسائها، ومتقاعس قاعد عن قول كلمة حق واحدة في وجه السلطان الجائر مبارك، وعلى مدى ثلاثين سنة، لم ينطق فيها الحويني بحرف معارض لظلم السلاطين، لم يقل لا لظلم مبارك، ولا لظلم خادم الحرمين المتبع لهواه ولشريعة الأمريكيين، وليس لشريعة الإسلام، ونتحدى الحويني أن يفعلها مرة، ونثق أنه لن يفعل، ولن يمس مقام ولي النعمة.
انظر أيضا
المصادر
- ^ الفٍرق السلفية في مصر، مدونات مكتوب
- ^ عبد الحليم قنديل (2011-12-18). "السلفيون في مصر". القدس العربي. Retrieved 2011-12-21.