عبد الخالق ثروت
عبد الخالق ثروت | |
---|---|
رئيس وزراء مصر | |
في المنصب 26 أبريل 1927 – 16 مارس 1928 | |
العاهل | فؤاد الأول |
سبقه | عدلي يكن باشا |
خلفه | مصطفى النحاس |
رئيس وزراء مصر | |
في المنصب 1 مارس 1922 – 30 نوفمبر 1922 | |
العاهل | فؤاد الأول |
سبقه | عدلي يكن باشا |
خلفه | محمد توفيق نسيم باشا |
تفاصيل شخصية | |
وُلِد | 1873 درب الجماميز، القاهرة |
توفي | 1928 باريس، فرنسا |
الجامعة الأم | مدرسة الحقوق المصرية |
المهنة | سياسي |
عبد الخالق ثروت باشا (1873-22 سبتمبر 1928) سياسي مصري مهادن للإنجليز. كان رئيس وزراء مصر في عهد الملك أحمد فؤاد الأول تولى رئاسة الوزراء لفترتين من 1 مارس 1922 إلى 30 نوفمبر 1922 ومن 26 أبريل 1927 إلى 16 مارس 1928.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة
ولد عبد الخالق ثروت في درب الجماميز عام 1873 سليل أسرة أناضولية إستوطنت مصر بعد الغزو العثماني بقليل.
جده "عبد الخالق أفندي" كان من كبار الحكام في أوائل عهد محمد علي" وقيل أنه يمت للأسرة محمد علي بصلة قربى. ووالده "إسماعيل عبد الخالق" كان من كبار المسئولين عن الشئون المالية في عهده. وأمه تنتمي إلى أصول تركية. وتزوج "عبد الخالق ثروت" من السيدة "فاطمة هانم" ، وكان الإثنان يمتلكان أكثر من 1500 فدان في (منيا القمح، الشرقية ) وفي (دسوق البحيرة) وفي بني سويف. كان "ثروت" ينتمي إلى فئة الأعيان ينظر بتعال وعدم إحترام للجماهير الثائرة عام 1919م.
بدأ درساته في مدرسة عابدين ، ثم مدرسة المعلمين ، وإلتحق بالحقوق فعام 1888 وحصل على الليسانس عام 1893م ، وكان الأول دائما في دراسته. تم تسحيل إسمه في بعثة إلى الخارج ولكن مرض والده حال دون ذلك.
العمل
عمل بعد تخرجه بقلم قضايا الدائرة السنية ، وكيلا لنيابة الحقانية "يونيو 1894 – مايو 1898" وقاضيا بمحكمة مصر الأهلية "يونيو 1899 – فبراير 1902" وكيل محكمة قنا الأهلية "يناير 1905 – أكتوبر 1906" مديرا لأسيوط "نوفمبر 1907 – نوفمبر 1908" ، النائب العام بعد إستقالة النائب العام الإنجليزي "كروبت" إختاره سعد زغلول "نوفمبر 1908م".
وظل نائبا عاما حتى إختار "حسين رشدي باشا" وزيرا للحقانية في وزارته الأولى التي بدأت في "5 إبريل 1914" ثم وزارته الثانية "19 ديسمبر 1914" والثالثة "10 أكتوبر 1917" فالرابعة في "9 إبريل 1919 – 22 إبريل 1919" محظوظ لاشك في وزارة واحدة هي الحقانية من " إبريل 1914 حتى 1922م" ، ثم إختاره "عدلي يكن باشا" وزيرا للداخلية من "16 مارس 1921 – 24 ديسمبر 1921". وفيها أخذ "ثروت" راحته في مطاردة للوفد والوفديين.
رئاسة الوزراء
جاءت رئاسة الوزارة في "أول مارس 1922 – 29 نوفمبر 1922" ومعها وزارة الداخلية والخارجية. وإحتفظ بوازرة الخارجية في وزارة "عدلي يكن ياشا" من "7 يونيو 1926 – 21 إبريل 1927". ثم جاءت رئاسة الوزارة الثانية ومعها الداخلية والخارجية من "24 إبريل 1927 – 16 مارس 1928". وفي كل خطواته كان يتمتع بالذكاء العملي والدهاء في السلوك. وبعد إستقالته سافر إلى باريس وإنتهى أجله هناك في 22 سبتمبر 1928 نفسه.
رئاسته الوزارة الأولى
حكومته
الوزير | الوزارة |
---|---|
إسماعيل باشا صدقي | وزارة المالية |
جعفر باشا والي | وزارة الأوقاف |
حسين باشا وصفي | وزارة الأشغال العمومية |
عبد الحالق ثروت | وزارة الخارجية، وزارة الداخلية |
محمد باشا شكري | وزارة الزراعة |
مصطفى باشا فتحي | وزارة الحقانية |
مصطفى باشا ماهر | وزارة المعارف العمومية |
واصف بك سميكة | وزارة المواصلات |
رئاسته الوزارة الثانية
حكومته
الوزير | الوزارة |
---|---|
أحمد باشا خشبة | وزارة المواصلات |
جعفر باشا والي | وزارة الحربية والبحرية |
عبد الخالق ثروت | وزارة الداخلية |
عثمان باشا محرم | وزارة الأشغال العمومية |
علي الشمسي | وزارة المعارف |
محمد باشا فتح الله بركات | وزارة الزراعة |
محمد باشا نجيب الغرابلي | وزارة الأوقاف |
محمد باشا محمود | وزارة المالية |
مرقص باشا بركات | وزارة الخارجية |
مع الإنجليز
منذ بداية حياته الوظيفية عمل سكرتيرا للمستشار القضائي الإنجليزي وإنجار للإنجليز وإنحاز الإنجليز إليه. وكانوا وراء إختياره وزيرا للحقانية في 5 إبريل 1914 - 19 ديسمبر 1914 في وزارة حسين رشدي باشا الأولى.
ولعل أكثر فترات حياته موالاة للإنجليز تلك التي كان فيها وزيرا للداخلية في (16 مارس 1921 – 24 ديسمبر 1921) في وزارة صديقه الحميم "عدلي يكن باشا" وصلت رغبته في إرضاء الإنجليز على حساب سعد والوفد أن أمر بمصادرة صور "سعد باشا" في أي مكان توجد به ومنع أية فضيات عليها صور سعد. وعندما أخرج "محمد بيومي" رائد السينما التسجيلية فيلما لإستقبال سعد باشا حذف "ثروت" عددا من المناظر.
ومنع وكلاء الأمة من الإجتماع في بيت الأمة. وإستغل سلطة الأحكام العربية في إعتقال الكثيرين من أعضاء الوفد. وسجل المؤرخ "أحمد شفيق" أن "عبد الخالق ثروت" كان له دور في نفي الوطنيين.
وكان يضطر في بعض الفترات إلى بعض المواقف التي تحفظ له مظهر التوازن والإعتدال. وففي عهد وزارته الثانية وكانت في ظل أغلبية برلمانية وفدية ، وكان يعرض مباحثاته مع تشمبرلين على "سعد باشا" في ظل تلك الوزارة (25 إبريل 1927- 16 مارس 1928) قام خلاف شديد بين إنجلترا ومصر حول إعادة تنظيم الجيش المصري وحول تزويده بالسلاح وحول إختصاص المفتش العام الإنجليزي تقدم ثروت بمشروع متواضع لمد الجيش بعشرين مدفعا وسربين من الطائرات الحربية. ولكن المندوب السامي "اللنبي" إقترح أن يتم التعزيز على أربع سنوات وألا تزيد قوة الجيش على 12.500 جندي.
وإستقالت الحكومة في (16 مارس 1928). ولم يعد الإنجليز يتمسكون بوزارة "ثروت" وأدركوا أن عدلي والأحرار الدستوريين مؤيدين لثروت.
كان ثروت على علاقة قوية بعدلي يكن باشا الذي إخـتاره لوزيرا للداخلية في وزارته الأولى (16 مارس 21- 24 ديسمبر عام 1921م) ، ثم إختاره "عدلي يكن" في وزارته الثانية بالنيابة في (7 يونيو 1926 – 21 إبريل عام 1927م) زيرا للخارجية. وعندما كان "ثروت" وزيرا للداخية في وزارة "عدلي" الأولى حارب جولة سعد زغلول مع نواب حزب العمال البريطاني الذين زاروا مصر في تلك الفترة.
ومن المعروف أن "ثروت" كان وراء قيام حزب الدستوريين. وعلى الرغم من علاقة "ثروت" الحميمة بعدلي والأحرار الدستوريين ، فإن "الأستاذ مصطفى عدلي" عندما كان الأخير في باريس وكان يبرق له بأن "سعدا" قوبل في بورسعيد مقابلة فاترة ، وأن زيارته للمنصورة كانت فاشلة ، ويقرر "مصطفى أمين" أن هذه الأخبار كانت كاذبة. الملاحظ أيضا أن "ثروت" رغم صداقته لعدلي ورغم دوره في تشكيل الأحرار الدستوريين ليقف في وجه الوفد رفض أن يقبل رئاسة حزب الاحرار ، بل رفض أن يكون عضوا رسميا به.
طلب من الإنجليز تعديل لقب (المندوب السامي) لأنه لقب أصبح مكروها لدى الشعب المصري. ورفض الإنجليز وأدركوا أن "ثروت" ضعيف أمام الأغلبية الشعبية الكاسحة للوفد ، وأن "عدلي يكن" والأحرار الدستوريين الذي يعتمد "ثروت" عليهم قواعدهم ضعيفة. وكان القصر يضع "ثروت " في الجبهة الموالية له والمعادية لسعد والوفد ، وفي الوقت نفسه كان يراسل "اللنبي – المندوب السامي" سرا ودون علم الملك. كان مديرا لأسيوط (26 نوفمبر 1907م – 15 نوفمبر 1908) ،
وإستقبل "سعد زغلول" عندما كان ناظرا للمعارف ومر معه في زيارة المدارس. ورشحه "سعد باشا" نائبا عاما (نوفمبر 1908- إبريل 1914). وظل يعمل نائبا عاما لمدة ستة أعوام ، وعام 1910 وقع حادث إغتيال "بطرس باشا غالي" فرفع الدعوة الجنائية على مرتكب الحادث "إبراهيم ناصف الورداني" وإتهم الكثيرين بالإشتراك معه بتهمة تنظيم جميعة سرية ولم يأبه بالتهديدات التي وصلته وبضيق العناصر الوطنية منه. وكان وزيرا للحقانية في وزارة "[[حسين رشدي باشا]]" – 10/10/1917 حتى 9/4/1919) ، وتردد أنه هو الذي أوعز للإنجليز بإعتقال "سعد باشا" (الإعتقال الذي تم في 8 مارس 1919).
كان وزيرا للداخلية في وزارة "عدلي يكن" – 16 مارس 1921 – حتى 24 ديسمبر 192 – وكان "ثروت" في تلك الفترة يحارب "سعد والوفد" بضراوة وشراسة ، ويحرص على علاقات الود مع الإنجليز والقصر وعدلي يكن ، مما يلقي الظلال الكثيفة على وصفه (بالإعتدال).
الأستاذ عباس محمود العقاد كان له رأي ثاقب ثابت في أسلوب "عبد الخالق ثروت" وهو (الكيد مع إصطناع الطيبة والبراءة). وعندما عاد "سعد باشا" من منفاه الأول كتب "عبد الخالق ثروت" خطابا إلى سعد باشا لإنهاء الخصومة بينهما من خلال تحكيم الأمراء فيما هو قائم من خلاف. ورأي "العقاد" أن "ثروت" يريد بذلك الإيقاع بين سعد باشا والأمراء وأن هذه المحاولة تؤكد أسلوب ثروت (الكيد مع إصطناع الطيبة). ولهذا كما سنرى فيما بعد ظل "ثروت" يكره العقاد ويقرب إليه "الدكتور طه حسين".
ويقول "إسماعيل صدقي" في مذكراته: ( لم أتردد في قبول الإشتراك في وزارة زيوار باشا التي خلفت وزارة سعد باشا .. وأقدمنا على تعديل قانون الإنتخابات ، ومع ذلك فاز الوفد في الإنتخابات ، ولما إنعقد مجلس النواب فاز سعد زغلول ب123 صوتا ضد عبد الخالق ثروت الذي فاز بخمسة وثمانين وصوتا ، فأقدمنا على حل المجلس!) أي أن "ثروت" وضع نفسه في مواجهة "سعد زغلول" منذ البداية ،ويقول "مصطفى أمين": إن ثروت أدرك أنه راهن على الحصان الخاسر.
وعندما شكل "ثروت" وزارته في اليوم التالي لتصريح 28 فبراير عام 1922 (شكل الوزارة في أول مارس – 29 نوفمبر 1922) صنع مع سعد والوفد ما صنعه الحداد. وفي عهد وزارته ألقي القبض على "حمد الباسل ومرقص حنا وواصف غالي وعلوي الجزار وويصا واصف ومراد الشريعي وجورجي خياط في يوليو عام 1922" وصدرت عليهم الأحكام بالإعدام في 14 أغسطس 1922. ووقف وراء تكوين حزب الأحرار الدستورين في أكتوبر 1922م. وكان الإنجليز بعد تصريح 22 فبراير قد إستشاروا "عدلي يكن" فيمن يشكل الوزارة فقال قوله المشهور "عدلي هو ثروت وثروت هو عدلي" وشكل ثروت الوزارة.
وفي إبريل عام 1927 تعرضت البلاد لموجة من إضطهاد الوفديين والوطنيين وظهر في الأفق إحتمال حل مجلس النواب وإلغاء الحياة البرلمانية فرأى سعد" ترشيح ثروت" لرئاسة الوزارة. وأعلن ثروت أنه يقبل تشكيل الوزارة بعد أن رشحه لها زعيم الأمة وأخذ "ثروت" يتقرب من الوفد وشكل الوزارة وضم إليها عددا من الأخرار الدستوريين ، وعددا من المنتمين للوفد: عثمان محرم ومرقص حنا وفتح الله بركات ومحمد نجيب البابلي.
وشكل الوزارة في 25 إبريل عام 1927 حتى 16 مارس عام 1928 ، وكان البرلمان ذا أغلبية وفدية وفي يوليو عام 1927 بدات محادثات ثروت – تشمبرلين. وبلغ من ذكاء الرجل "أي ثروت" أنه كان يعرض وقائع المفاوضات على "سعد زغلول" بإعتباره زعيم الامة. وربما من أجل هذا قال البعض عنه إنه (معتدل) على أية حال توفي زعيم الأمة سعد زغلول في 23 أغسطس 1927. وإستقال ثروت في مارس 1938. وشكل الوزارة خليفة سعد "مصطفى النحاس باشا" (16 مارس – 25 يونيو 1928) ، ورفضت وزارة النحاس المشروع الذي توصل إليه ثروت وتشمبرلين.
ثروت والقصر
كان القصر يحرص على العلاقة الودية مع "عدلي يكن وإسماعيل صدقي وعبد الخالق ثروت وحافظ رمضان" لمودة الوفد ، وعقب تصريح 28 فبراير 1922م رشح "عدلي" للورد اللنبي "عبد الخالق ثروت" ليشكل وزارة جيدة ، ووافق القصر بإعتبار "ثروت" (أحسن من غيره). وشكل "ثروت" الوزارة ( في أول مارس عام 1922) وبعد تأليف الوزارة بشهر تشكلت لجنة لوضع الدستور من عضوا (عدا الوفد) ورسخت أخبار مختلفة عن (سلطات الأمة) وعن موضوع لقب الملك (ملك مصر والسودان) وأحس الناس بتباطؤ العمل في لجنة الدستور. وصدرت الأهرام في 18 اغسطس بإفاتاحية تستحق الإسراع في عمل اللجنة لتستريح الأمة ، وبدأت الشكوك تساور القصر في دول "ثروت" الخفي وراء المناقشات التي تسربت وراء مقال الأهرام فطلبت من "ثروت" إغلاق جريدة الأهرام.
وكان مطلبا صعبا أمام "ثروت" فلا يجرؤ هو ولا غيره على إغلاق جريدة الأهرام وإكتفى بتعطيل الجريدة لمدة ثلاثة أيام. وتحدثت دوائر القصر عن تراخي ثروت في تميرير لقب مصر والسودان في لجنة الدستور وفي المراسلات السرية بين "ثروت" والمندوب السامي دون علم القصر وعن قيام ثروت بإعتقال عدد من أعضاء الوفد دون أن يعرف القصر بها ، وأنه أغلق جريدة (الليبرتيه) دون علم القصر أيضا. ويبدو أن القصر أراد أن يحرج "ثروت" أمام أغلبية الوفد الشعبية التي كانت تتمسك بوحدة مصر والسودان وبلقب (ملك مصر والسودان) والتي تحرص أيضا على عدم إعتقال العناصر الوطنية والوفدية. ويبدو أن "ثروت" عجز عن تمرير (لقب مصر والسودان) تحت ضغط الإنجليز وإحتجاجات اللنبي ، كما عجز عن إغلاق (الأهرام) أي أن المواقف لم تكن من منطلق شعبي عند "ثروت" الذي يقال عنه أنه يمت بصلة القربى للقصر.
والذي يريد أن يمسك العصا من المنتصف في مسألة إغلاق الأهرام بين القصر وبين الغالبية الشعبية التي تطالب بحرية الصحافة ، المهم أن القصر لم يعد يتمسك بوزارة "ثروت" التي وافقت على حذف نصف لقب الملك. ولم يعد الإنجليز أيضا حريصين على وزارة ضعيفة في مواجهة التيار الشعبي الذي يقوده الوفد ، فإستقالت الوزارة في 29 نوفمبر عام 1922. وتولى "محمد توفيق نسيم" وزارتـــــه الثانية في (30 نوفمبر 1922 – 9 فبراير 1923).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
28 فبراير والدستور
وبالإتفاق بين "عبد الخالق ثروت" والإنجليز صدر تصريح 29 فبراير عام 1922 وتحفظاته الأربعة. وأتمت لجنة الدستور أعمالها في 15 أكتوبر عام 1922. وتشكل حرب الأحرار ادستوريين في 40 أكتوبر عام 1922م ، ووصف "عدلي" والأحرار الدستوريين تصريح 28 فبراير بأنه أساس طيب للإستقلال وأنه لأول مرة في تاريخ المصري الحديث يتم الإعتراف بمصر دولة مستقلة ذات سيادة وقال إسماعيل صدقي: (إن وزارة عبد الخالق ثروت التي كنت أحد أعضائها أعلنت إستقلال مصر وشكلت لجنة السدتور) وفي الجانب الشعبي وصف "سعد زغلول" تصريح 28 فبراير بأنه (أكبر نكبة على البلاد) ، ووصف لجنة السدتور ب(لجنة الأشقياء) ، وكان (الحزب الوطني) يؤيد سعد والوفد في هذه المواقف.
وفي 15 مارس عام 1923 شكل "يحي إبراهيم باشا" وزارته الأولى وهي وزارة إدارية. وصدرت قرارات الإفراج عن المعتقلين ، وفي 5 يوليو ألغيت المحاكم العرفية. وكان الدستور قد صدر في 19 إبريل بما عليه من ملاحظات.
وجرت أول إنتخبات برلمانية حقيقية في 12 يناير عام 1924 سقط فيها "يحيى إبراهيم باشا" ، وسقط "إسماعيل صدقي باشا" في دائـــرته (الغريـــــب) أمام مرشـــح سعد باشا ل"محمد نجيب الغربالي" .. ولم يجرؤ "عبد الخالق ثورت" على أن يرشح نفسه في أية دائرة إنتخابية لأنه لا ينسى ما فعله مع سعد ومع الوفديين ومع سائر العناصر الوطنية. وبعد تأليف الوزارة الشعبية عام 1924 إقترح "محمد نجيب الغرابلي" على "سعد باشا" تأليف محكمة لمحاكمة "ثروت" على جرائمه في حق الشعب.
ولكن "سعد العظيم" قال" إن الحكم الذي أصدره الشعب في الإنتخابات أقسى على خصومه من أحكام الإعدام ، وعبر إسماعيل صدقي عن ذلك المناخ بقوله: كان الإعتقاد من الأمة في سعد باشا يشبه الإعتقاد بالأنبياء ولم أشترك في أي نشاط سياسي طوال مدة قيام وزارة المغفور له سعد زغلول باشا في الحكم حتى وقعت كارثة إغتيال السردار السير لي ستاك".
"سعد زغلول" ووكيل الأمة "الوفد" رغم ملاحظاتهم على تصريح 28 فبراير وعلى لجنة الأشقياء ظلوا مخلصين لدستور 1923 بقدر ما فيه من إيجابيات متاحة. وأن العناصر الأخرى التي رأت في تصريح 28 فبراير أساسا طيبا للإستقلال ، وكانت تشكل لجنة الدستور عند أول منعطف سلمت للقصر بما يريد من التلاعب بالدستور بل إن الصراع الداخلي دار كله بين الوفد من جانب وبين الأحزاب الأخرى من جانب آخر صراعا حول التمسك بالدستور أم تمزيقه وإلغائه وحل البرلمانات الوفدية بل إلغاء الحياة النيابية بأسرها كما حدث في عهدي "محمد محمود باشا" و"إسماعيل صدقي باشا".
أدواره الاجتماعية
كان له – بالإضافة إلى دوره السياسي والوطني البارز - أدوار اجتماعية ومشاركة مجتمعية في مناحي عديدة، حيث تولي منصب رئيس النادي الأهلي في الفترة من 1916- 1924 ضمن العديد من الشخصيات الكبيرة والبارزة التي تعاقبت على رئاسة النادي.
كما أنه كان خطيبًا مفوهًا لمجموعات معينة كالمحامين والموظفين والمهنيين. وعندما سمعه "سعد زغلول" يتحدث في افتتاح الجامعة، قال "سعد" دون تردد: "إن خطابه أحسن الخطب تلاوة وإلقاء ومعنى وعبارة" ولقد طرب "ثروت" عندما سمع كلام "سعد باشا" عنه.
كان ثروت صديقًا حميمًا للدكتور طه حسين، قال عنه طه حسين: "إن صوته العذب مرآة لنفسه العذبة. وأشهد.. لقد كانت الخصومة السياسية تشتد بينه وبين البعض حتى تنتهي إلى أقصاها. ولكنه يحفظ لهؤلاء الناس في ناحية من قلبه مودة كريمة خالصة". كما قال عنه : " كان عظيم مصر، رجاحة حلم، ونفاذ بصيرة ،وذكاء فؤاد، وسعة حيلة وتفوقا في السياسة " وخلال أخرى كثيرة.
لقد كان ثروت على صلة بطه حسين، منذ أن كان ثروت وزيرًا للحقانية، حيث قدمه له أحمد لطفي السيد في أعقاب اجتماع لمجلس إدارة الجامعة المصرية. وتتبدى هذه العلاقة الحميمة في الإهداء الذي قدم به د. طه حسين في كتابه في الشعر الجاهلي إلى عبد الخالق ثروت باشا.
إلى حضرة صاحب الدولة: عبد الخالق ثروت باشا
- سيدي صاحب الدولة: كنتُ قبل اليوم أكتبُ في السياسة، وكنتُ أجد في ذكرك والإشادة بفضلك، راحة نفس تحب الحق، ورضا ضمير يحب الوفاء. وقد انصرفتُ عن السياسة وفرغتُ للجامعة وإذا أنا أراك في مجلسها كما كنتُ أراك من قبل، قويّ الروح، ذكيالقلب، بعيد النظر، موفقا في تأييد المصالح العلمية توفيقك في تأييد المصالح السياسية. فهل تأذن لي أن أقدم إليك هذا الكتاب مع التحية الخالصة والإجلال العظيم؟
- طه حسين 22 مارس سنة 1926 م
كما ساهم في نشر العلوم والمعارف، حيث شاعت طباعة الكتب على يديه هو ورجال من أمثال الشيخ محمد عبده بعد أن عرفت مطبعة بولاق، وجاء ذلك في مطلع القرن العشرين. فشارك في طباعة كتاب " المخصص" وهو من كتب التراث النادرة الذي بدأ طبعه بمطبعة بولاق عام 1898م، وتمت الطباعة سنة 1903م أي استغرقت طباعته خمس سنوات.
ولم تكن مشاركة عبد الخالق ثروت باشا في طبع المخصص هي الوحيدة في هذا المجال، بل أشار على دار الكتب المصرية بطبع كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لما له من أهمية كبيرة في إبراز تاريخ مصر وحضارتها، ولما كان للأوربيين من اهتمام بالغ به.
كلمات من حقه
"سعد زغلول" كان خطيبا يحرك الجماهير ويناشد في خطبه وجدان الشعب. لم يتردد أن ينصف خطيبا آخر مثل "محمد توفيق دياب" ، وأشاد بقدراته الخطابية على الرغم من أن "عبد الخالق ثروت" كان خطيبا لمجموعات معينة كالمحامية والموظفين والمهنيين. وعندما سمعه "سعد زغلول" يتحدث في إفتتاح الجامعة ققال "سعد" دون تردد: "إن خطابه أحسن الخطب تلاوة وإلقاء ومعنى وعبارة" ولقد طرب "ثروت" عندما سمع كلام "سعد باشا" عنه.
وكان "ثروت" صديقا حميما للدكتور "طه حسين" قال عنه "طه حسين": "إن صوته العذب مرآة لنفسه العذبة. وأشهد .. لقد كانت الخصومة الساسية تشتد بينه وبين البعض حتى تنتهي إلى أقصاها". ولكنه يحفظ لهؤلاء الناس في ناحسة من قلبه مودة كريمة خالصة. ويكفي ان ترجع إلى أحاديثه وخطبه ورسائله التي عرض فيها لهؤلاء الخصوم وسترى أنه يذكرهم دائنا برفق يؤثر في نفسك أشد التأثير". لقد كان ثروت على صلة بطه حسين منذ أن كان "ثروت" وزيرا للحقانية حيث قدمه له "أحمد لطفي السيد" في أعقاب إجتماع لمجلس إدارة الجامعة المصرية.
من أهم أعماله
- أنشئت في عهده وزارة الخارجية التي ألغيت في عهد الحماية البريطاني عام ١٩١٤، وأصبح له حق الاتصال بالحكومات الأجنبية ومقابلة السفراء.
- قام بتشكيل لجنة من كبار رجال مصر، لتضع دستور عام ١٩٢٣، وفقاً للنظم السائدة آنذاك.
- قام بتعديل قانون تحقيق الجنايات، وتغيير بعض لوائح المحاكم المختلطة.
- ألغى وظائف المستشارين الانجليز في الوزارات الحكومية، باستثناء مستشاري المالية والحقانية، ومهمتهما علي إبداء الرأي والمشورة، كما أبطل حضور المستشار المالي الانجليزي جلسات مجلس الوزراء.
- مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر.
- مفاوضات سنة 1927- 1928 ثروت- تشمبرلن). [1].
تسميات
في قلب القاهرة شارع كبير يحمل اسم "عبد الخالق ثروت "، ويشتهر بأنه شارع المكتبات، يبدأ شارع عبد الخالق ثروت من ميدان العتبة، ويمر متقاطعاً مع عدد من الشوارع هي عماد الدين، محمد فريد، وشريف، وطلعت حرب، وشامبليون، وينتهي بشارع رمسيس، والذي حمل منذ البداية اسم السياسي المصري الشهير، عبد الخالق ثروت باشا، ثم تغير، ليحمل اسم الملكة فريدة، الزوجة الأولي للملك فاروق، بعد زواجها به في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، ولكنه عاد لإسمه الأول بعد قيام الثورة.
انظر أيضا
هوامش
- ^ "عبد الخالث ثروت". جمعية رسايل. 2007.
المصادر
- حسن يوسف: مذكرات.
- د. سعيد اللاوندي: جريدة الأهرام 22/9/1999.
- صبري أبو المجد: سنوات ما قبل الثورة.
- عبد الفتاح عنايت: قصة كفاح.
- مشرف المليجي: عبد الخالق ثورت "رسالة ماجستير".
- لمعي المطيعي: "موسوعة هذا الرجل من مصر"، القاهرة: دار الشروق، 2005.
سبقه عدلي يكن باشا |
رئيس وزراء مصر 1922 |
تبعه محمد توفيق نسيم باشا |
سبقه عدلي يكن باشا |
رئيس وزراء مصر 1927-1928 |
تبعه مصطفى النحاس باشا |
سبقه عدلي يكن باشا |
وزير خارجية مصر 1916؟-1921؟ |
تبعه محمود فهمي باشا |