إيطاليا
الجمهورية الإيطالية [Repubblica italiana] Error: {{Lang}}: text has italic markup (help) | |
---|---|
العاصمة | روما |
أكبر مدينة | العاصمة |
اللغات الرسمية | الإيطالية[1] |
صفة المواطن | إيطالي |
الحكومة | جمهورية دستورية برلمانية موحدة |
• الرئيس | سرجيو ماتارلا |
جوزپى كونتى | |
پيترو گراسو | |
لورا بولدريني | |
التشريع | البرلمان |
مجلس الشيوخ | |
مجلس النواب | |
التأسيس | |
• التوحيد | 17 مارس 1861 |
2 يونيو 1946 | |
المساحة | |
• الإجمالية | 301,338 km2 (116,347 sq mi) (72) |
• الماء (%) | 2.4 |
التعداد | |
• إحصاء 2012 b | 59,530,464[2] (23) |
• الكثافة | 197.7/km2 (512.0/sq mi) (63) |
ن.م.إ. (ق.ش.م.) | تقدير 2012 |
• الإجمالي | 1.833 ترليون دولار[3] (10th) |
• للفرد | 30,136 دولار[3] (31) |
ن.م.إ. (الإسمي) | تقدير 2012 |
• الإجمالي | 2.014 ترليون دولار[3] (9) |
• للفرد | $33,115[3] (26) |
جيني (2006) | 32 medium |
م.ت.ب. (2013) | ▲ 0.881[4] very high · 25th |
العملة | يورو (€)c (EUR) |
التوقيت | UTC+1 (CET) |
• الصيفي (التوقيت الصيفي) | UTC+2 (CEST) |
جانب السواقة | right |
مفتاح الهاتف | 39d |
النطاق العلوي للإنترنت | .ite |
|
إيطاليا /ˈɪtəli/ (إيطالية: Italia النطق بالإيطالية: [iˈtaːlja])، رسمياً الجمهورية الإيطالية (إيطالية: Repubblica italiana)، هي جمهورية برلمانية موحدة في جنوب أوروپا. يحدها من الشمال، فرنسا، سويسرا، النمسا وسويسرا على إمتداد الألپ. تتألف حدودها الجنوبية من شبه الجزيرة الإيطالية، صقلية، سردينيا- أكبر جزيرتين على البحر المتوسط - والكثير من الجزر الصغيرة الأخرى. دولتي سان مارينو ومدينة الڤاتيكان المستقلتين هما جيبان داخل إيطاليا، بينما كامپيون ده إيطاليا هو الجيب الخارجي الإيطالي في سويسرا. تغطي الأراضي الإيطالية مساحة 301.338 كم² وتتأثر إيطاليا بمناخ موسمي معتدل. يبلغ عدد سكانها 60.8 مليون نسمة، لتصبح خامس الدول الأوروپية من حيث عدد السكان، ورقم 23 في العالم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التسمية
تسمية إيطاليا من أصل إغريقي، وعلى كلٍّ فإن الوحدة السياسية لهذه البلاد لم تتحقق سريعاً بسبب هذا الخليط من السكان الذين يتكلمون لغات شتى وينتمون إلى أصول مختلفة، وقد فرضتها رومة بقوة السلاح، وعندما سقطت الامبراطورية الرومانية الغربية كان على إيطالية أن تنتظر أربعة عشر قرناً لتحقق وحدتها القومية من جديد.
التاريخ
قبل التاريخ والعصر العتيق
- مقالات مفصلة: روما القديمة
- مملكة روما
- الجمهورية الرومانية
- الامبراطورية الرومانية
كانت إيطاليا منذ فجر تاريخها معبراً للتأثيرات الحضارية القادمة من الشرق منذ أقدم الأزمنة، وتكاد تنعزل عن وسط أوروبا بسلسلة جبال الألب الضخمة، لولا وجود معابر ومفازات جبلية تربطها بما يحيط بها من القارة.
تشير المخلفات الأثرية إلى أن السهول الإيطالية كانت مأهولة بالسكان منذ مايزيد على ثلاثين ألف عام، وتدل المكتشفات على أن مظاهر ثقافة العصر الحجري الحديث كانت من إنتاج أقوام خليطة، أطلق عليهم اسم الليگوريين، كانوا على شيء من الحضارة إذ كانوا يبنون أكواخهم من القش والطين، ويدجنون الحيوانات ويستخدمون أسلحة مصقولة من الحجارة.
وقد توالت على إيطاليا عدة موجات بشرية، وصلت إليها قبل العام 2000 ق.م، واحتلت القسم الشمالي والأوسط من إيطالية. ولقد حملت هذه القبائل معها لغاتها التي تنتمي إلى مجموعة اللغات الهندية ـ الأوربية، وفرضتها بعد اندماجها مع السكان الأصليين. وقد عملت هذه القبائل على استصلاح الأراضي وفلاحتها، وعرفت صناعة النسيج، وصنعت أسلحتها من الحديد، وبذلك دخلت إيطاليا في الألف الأول قبل الميلاد عصر ما قبيل التاريخ وأنتجت حضارة دعيت باسم «الحضارة الفيلانوفية». وكانت أولى هذه القبائل الغازية قبائل الڤينتي وتلتها قبائل كثيرة أخرى أهمها اللاتينيون والسابينيون والأمُبريون والپيشنتي والسامنتيون وغيرهم.
كما احتل الأتروسكيون مركز الزعامة في شبه الجزيرة الإيطالية، ومن المرجح أنهم من أصل آسيوي. قدموا إيطالية بحراً وأخضعوا معظمها لسيطرتهم في القرن السادس قبل الميلاد. وكانوا على درجة عالية من الحضارة، وقد انتزعوا من الإغريق السيطرة على البحر التيراني، ولكنهم اضطروا فيما بعد إلى التخلي عن مدينة رومة[ر]، كما تعرضوا لاجتياح قبائل الگال الكلتية من الشمال ومقاومة ضارية من القبائل اللاتينية في وسط إيطالية مما أجبرهم على إخلاء ممتلكاتهم خارج موطنهم الأساسي إترورية في القرن الرابع ق.م. ومنذ ذلك الوقت أخذت السلطة الأتروسكية بالانحلال والتلاشي، في حين أخذ شأن روما يرتفع حتى أصبحت سيدة شبه الجزيرة الإيطالية. ومن الأقوام الغازية لإيطالية الكلتيون الذين انقضّوا عليها في مطلع القرن الرابع ق.م واستخلصوا من الأتروسكيين سهل البو، ومالبثوا أن اندمجوا معهم وتأثروا بحضارتهم.
نشأة روما
ثمة أسطورة متداولة حول تأسيس روما، ترمي إلى وضع تفسير درامي وبطولي لنشوئها، ومن المرجح أن اسم «رومة» أُطلق على هذه المدينة بعد أن وحَّد الأتروسكيون تلالها السبعة. وقد استمر حكم ملوكهم للمدينة وحسب الروايات حتى عام 509ق.م، في حين تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن زوال النفوذ الأتروسكي كان نحو عام 475ق.م.
العهد الجمهوري
- مقالة مفصلة: الجمهورية الإيطالية
تم الانتقال إلى الحكم الجمهوري إثر هزيمة الأتروسكيين وإجلائهم عن رومة، وتلا ذلك قيام نزاعات بين المدن اللاتينية من جهة ورومة التي تريد فرض سلطتها على تلك المدن من جهة أخرى، وكان على الرومان أن يقاتلوا شعوباً أخرى يختلفون عنهم عرقاً ولغةً ليفرضوا سيطرتهم ويجعلوا من رومة دولة مرهوبة الجانب في إيطالية، ثم في حوض البحر المتوسط.
ثم وجدت رومة نفسها أمام مشكلات جديدة تعود إلى أطماعها الاستعمارية والاقتصادية، مما زجّها بحروب طويلة مع قرطاجةا ومقدونيا، لكنها تمكنت من الانتصار عليهما كما فرضت سيطرتها على گالية وإسبانيا والبرتغال وأوربا الوسطى ونصف إنجلترة.
أما على الصعيد الداخلي فإن التطاحن الحزبي بين الرومان أنفسهم قاد إلى الصراع الطبقي بين الأشراف والعامة وإلى سلسلة من الحروب الأهلية قوضت دعائم النظام الجمهوري.
الامبراطورية الرومانية
- مقالة مفصلة: الامبراطورية الرومانية
كان اغتيال قيصر السبب المباشر للحرب الأهلية التي اندلعت بين أنصاره وخصومه، ثم انتقل النزاع إلى أنصار قيصر أنفسهم للفوز بالسلطة، وانتهت هذه الحرب بانتصار أوكتافيوس على خصمه ماركوس أنطونيوس إثر معركة أكتيوم البحرية في 2 يونيو 31ق.م وإقامة النظام الامبراطوري، وكُرّم أوكتافيوس فلُقِّب «أغسطس»، وأصبح البحر المتوسط في زمنه بحيرة رومانية. وقد خلفه عدد من الأباطرة وطّدوا النظام الامبراطوري، من أشهرهم تيبريوس وفسباسيان وتراجان وفي عهد هذا الأخير وصلت الامبراطورية إلى أقصى اتساعها، وكانت اللاتينية اللغة الرسمية للدولة، ولكنه سمح باستعمال اللغات المحلية كاليونانية والبونية (الفينيقية الغربية) والكلتية إلى جانبها. وبقيت الامبراطورية مرهوبة الجانب حتى زمن الامبراطور ماركوس أوريليوس (161-180)، إذ تجرأت جماعات جرمانية بربرية مؤلفة من قبائل الماركوماني سكان بوهيمية وقبائل الكوادي سكان مورافية على اختراق حدود إيطالية الشمالية ـ الشرقية. وفي القرن الثالث عاث القوط فساداً في البلقان وشواطئ البحر الأسود، وتوغلت فئة بربرية من الفرنجة حتى وسط إسبانية في حين كانت قبائل الألمان تشيع الذعر في وادي البو ووادي الرون.
اتصف عصر الامبراطورية بالتسامح الديني فوجدت الآلهة لها مكاناً في الامبراطورية وشيدت لها المعابد ونحتت لها التماثيل التي التف حولها المتعبدون، وظلت الوثنية سائدة حتى انتصار المسيحية في القرن الرابع الميلادي. أما التعليم فكان هدفه تعلم الفصاحة والبلاغة أكثر من تحرر العقل. ولقد تضافرت عدة عوامل أدت إلى سقوط الامبراطورية.
إيطاليا والقبائل الجرمانية
أطلق الرومان على الجرمان اسم البرابرة، وكان يوليوس قيصر أول من استخدمهم في جيشه ثم أخذوا يتسربون إلى الجيش الروماني، وبدأ هجومهم في أواخر القرن الرابع بسبب ضغط قبائل الهون المغولية القادمة من الشرق، فقد طلبوا من الامبراطور فالانس أن يسمح لهم بالإقامة في شمالي البلقان وأن يضعوا تحت إمرته فرقة عسكرية منهم، ولكن موظفي الامبراطور أساؤوا معاملتهم مما دفعهم إلى الثورة فسارع الامبراطور لإخضاعهم ولكنه قتل في المعركة، وخلفه الامبراطور ثيودوسيوس الذي انتصر عليهم عام 383 وسمح لهم بالإقامة في تراقية مقابل تزويد جيشه بأربعين ألفاً من الجنود تحت إمرة ضباط منهم. وعند وفاته تمكن زعيم القوط ألاريك من محاصرة رومة عدة مرات ونهبها، وما إن توفي في جنوبي إيطالية حتى اتجهت جحافله نحو گاليا وإسبانيا وأقاموا دولة لهم هناك.
تعرضت إيطالية إلى تعديات كثيرة بسبب ضعف أباطرتها، ونهبها عام 455 جنسريك ملك الفاندال، كما غزاها أتيلاّ، وأخيراً في عام 476 أرسل القائد الجرماني أدوآكر، وكان في خدمة الامبراطورية، التاج وشارات الملك إلى القسطنطينية معلناً أن إيطالية ليست بحاجة إلى امبراطور وطلب الاعتراف به حاكماً عليها. أخذت إيطالية تزدهر في ظله، إلا أن تيودوريك زعيم القوط الشرقيين وبتحريض من القسطنطينية هزم أدوآكر ثم اتفقا على أن يحكما سوية، ولكن أدوآكر قُتِل أثناء الاحتفال بالصلح، وأصبح أمر إيطالية كلها بيد تيودوريك. وكان تيودوريك الذي عاش سنين طويلة في القسطنطينية مسيحياً أريوسي المذهب ومع ذلك فقد أبدى كل احترام للبابا، وقد نعمت إيطالية بالاستقرار والهدوء في عهده، وما إن توفي حتى عادت الحروب من جديد، إذ غزاها القائد البيزنطي بلساريوس واحتل معظم أجزائها إلا أن سوء معاملة جيشه للإيطاليين وتفشي المجاعة والطاعون، سمح للقوط الشرقيين بقيادة توتيلا بإعادة سيطرتهم على البلاد عدا العاصمة رافنة التي بقيت بيد الامبراطور جستنيان الذي أرسل جيشاً انتصر عليهم وسمح لهم بمغادرة إيطاليا كما غادرها جيشه مما جعلها معرضة لهجوم قبائل جرمانية أخرى هم اللومبارديون.
استقر اللومبارديون في وادي نهر البو، وكانوا وثنيين، استولوا على معظم إيطالية عدا الأجزاء التي كانت تحت حماية البيزنطيين، ومالبثوا أن اعتنقوا المسيحية وفق المذهب الأريوسي، ثم تحولوا إلى الكاثوليكية، مما سهَّل عليهم الاختلاط مع الإيطاليين.
بسط اللومبارديون سلطتهم على الأراضي التي كان يحكمها البابا، مما دفعه إلى الاستنجاد بحاجب قصر الفرنجة بيبن الذي اتجه في عام 754 مع جيشه إلى إيطالية وهزم اللومبارديين وأجبرهم على أن يعيدوا إلى البابا الأقاليم التي كانوا قد استولوا عليها.
قسَّم بيبن مملكته قبل وفاته بين ولديه شارل وكرلمان، ولكن الأخير توفي بعد سنتين فانفرد شارل بحكم البلاد، وعمل على نشر المسيحية بين قبائل السكسون الوثنية بعد إخضاعها، فاستغل اللومبارديون فرصة انشغاله وهاجموا رومة، فسارع البابا للاستنجاد بشارل «شارلمان» الذي لبى الطلب بنفسه وقهر خصومه وضم أراضيهم إلى مملكته، وبذلك انتهت مملكة اللومبارديين بعد أن عاشت نحو قرن من الزمن. [6]
ومنح شارلمان بعض الأراضي للبابا الذي كان يرغب في ربط الكنيسة بالفرنجة بدلاً من ربطها بالامبراطورية البيزنطية، وما لبث أن قام نزاع بين البابا من جهة وأشراف رومة من جهة ثانية، فرَّ على أثره البابا والتجأ إلى شارلمان طالباً معونته فدخل هذا رومة وأعاد البابا إلى سدته وقام البابا بتتويجه امبراطوراً عام 800، وقد نشأت فيما بعد منازعات استمرت طوال العصور الوسطى وعصر النهضة بين السلطتين الزمنية والروحية، إذ ادعى كل منهما أن سلطته هي العليا. كما نتج عن هذا التتويج أن ارتبطت إيطالية بألمانية وأصبح خلفاء شارلمان ملزمين بإخضاع إيطالية مما أدى إلى ضعف قوة الأباطرة فيها وازدياد قوة أمراء الإقطاع ونتج من ذلك تأخر اتحاد إيطاليا وكذلك ألمانيا إلى القرن التاسع عشر.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النزاع بين البابوات والأباطرة
كان لوجود الكرسي البابوي في إيطالية تأثير كبير في تاريخها الحضاري والسياسي وما حفل به من أحداث، وذلك بسبب رغبة الباباوات في جعل السلطة الزمنية تابعة لهم، وقاد هذا إلى منازعات مع الأباطرة والملوك. ومن أبرزها أحداث زمن البابا گريگوريوس السابع (هلدبراند) عندما أصدر مرسوماً واتخذ تدابير ترمي إلى تأكيد سلطته الروحية وإضعاف السلطة الزمنية.
تجاهل هنري الرابع امبراطور ألمانية هذه التدابير فأرسل البابا يطلبه للمثول بين يديه، وهدده بالحرمان إن رفض المجيء، فعقد هنري مجلساً عام 1076 وأعلن فيه عزل البابا، فما كان من هذا الأخير إلا أن أعلن حرمانه، وتألب الأشراف الألمان على ملكهم وأنذروه بضرورة مصالحة البابا، فسارع هنري إلى قلعة كانوسا لمقابلة البابا وبقي أمام بابها ثلاثة أيام مكشوف الرأس عاري القدمين حتى أذن له البابا بالدخول وصفح عنه. عاد هنري إلى بلاده ليحارب الأشراف الذين تخلوا عنه ثم هاجم إيطالية واحتل رومة عام 1084 وكاد البابا أن يقع في يده لولا أن أنجده النورمنديون، لكنهم نهبوا رومة وأثاروا الذعر فيها، فاستاء السكان منهم ومن البابا الذي استنجد بهم وفر إلى سالرنو حيث مات منفياً عام 1085.
العصور الوسطى
وفي عام 1143 قامت ثورة في روما وتشكلت جمهورية برئاسة «أرنو دي برسيا» فبادر الملك الألماني فريدريك بربروسة إلى الاتفاق مع البابا على أن يتولى قمع الثورة مقابل تتويجه امبراطوراً وتم ذلك عام 1155. ولكن النزاع دبَّ بينهما بسبب ادعاء البابا بأن الامبراطور مدين له بالتاج، وأن الامبراطورية منحة وهبه إياها، وإثر معركة لنيانو عام 1176، اضطر الامبراطور إلى الركوع أمام البابا في البندقية طالباً العفو، ثم عاد إلى ألمانية وزوج ابنه هنري بوارثة مملكة صقلية فأصبحت حليفته بعد أن كانت حليفة البابا، فأخذ البابا يعمل على إثارة الدسائس لهنري الذي ترك عند وفاته ولده فريدريك الثاني وهو طفل صغير، كما تسلم الكرسي البابوي إنوسنت الثالث فعاد النزاع مع السلطة الزمنية من جديد.
كان فريدريك الثاني محباً للعلم يتقن سبع لغات منها العربية، ولقد أخذت البابوية تُسيء إليه متهمة إياه بالإلحاد، وتطالبه القيام بحرب صليبية، فأقلع إلى المشرق وعقد اتفاقية مع الملك الكامل في مصر، وعاد إلى بلاده ليجد البابا قد نهبها، فطرد جيوش البابا ثم عقد صلحاً معه فرفع البابا عنه الحرمان (1230). وفي عام 1250 توفي فريدريك تاركاً التاج لابنه كونراد الرابع. وعندما تولى البابا أربان الرابع قدم تاج مملكة نابولي «الصقليتين» إلى شارل أخي لويس التاسع الفرنسي، وبذلك انتهت أسرة هوهنشتاوفن في إيطالية، وانتصرت البابوية إلى حين.
أوائل العصر الحديث
واجهت إيطاليا بعد توحدها بعض المشكلات التي نجمت عن الوضع الجديد للبلاد، كتعديل قانون الانتخابات وتوحيد الأنظمة الإدارية للبلاد في محاولة للتقريب بين ولايات الشمال الصناعية الأكثر تقدماً ورقياً، وولايات الجنوب الزراعية الأكثر تخلفاً ثقافياً واجتماعياً. وحاولت حلَّ المشكلة البابوية، كما واجهت مشكلة النمو السكاني وخاصة في الجنوب مما أدى إلى هجرة كبيرة من البلاد وخاصة إلى الولايات المتحدة الأميركية. إضافة إلى مواجهة ازدياد نشاط العصابات المنشقة وخاصة في نابولي وصقلية. كما عملت الحكومة على تشجيع الصناعة والزراعة وبناء أسطول تجاري ضخم، وأممت بعض القطاعات كالسكك الحديدية وشركات التأمين على الحياة، وعملت على تخفيف الأزمات الاقتصادية ورفع سوية المواطنين مادياً ومعنوياً، كما انطلقت تفتش عن مستعمرات لها أسوة بباقي الدول الأوربية، فبسطت نفوذها على ميناء عصب على البحر الأحمر، وأخذت تتوسع في إريتريا، ثم استولت عام 1889 على مستعمرة أخرى في الساحل الشرقي لإفريقية سميت بالصومال الإيطالي، وبذلك أحاطت إيطالية بالحبشة (إثيوبية) من الشمال والشرق، وراحت تدعي أن الحبشة محمية لها، مما أدى إلى قيام الحرب بين الطرفين وهزيمة الطليان في معركة عدوة (1896) واعترافها باستقلال الحبشة، وقد توجهت إيطالية بأنظارها نحو الشمال الإفريقي منتهزة فرصة انشغال الدولة العثمانية بحروب البلقان فاحتلت طرابلس الغرب (1911-1912)، بعد أن مهدت دولياً لذلك.
توحيد إيطاليا وإيطاليا الليبرالية
النظام الفاشي
طرحت الفاشية مبادئ وشعارات جعلت منها عقيدة استقطبت حماسة الشباب فكانت تدعو إلى تمجيد القوة والعمل، ومركزية الدولة، ومعاداة النظام البرلماني ومحاربة الشيوعية، ولاقى موسوليني تأييداً من رجال الصناعة والمال، وجعل من فرق «القمصان السوداء» أداة للبطش والتخلص من خصومه السياسيين، وأصدر أوامره إلى تلك الفرق في 28تشرين الأول1921 بالزحف على رومة، فاضطر الملك إلى استدعائه من ميلانو وتكليفه تشكيل الوزارة بالاشتراك مع الوطنيين.
ظهر موسوليني مدة حكمه (1922-1945) بمظهر المعتدل والراغب في الإصلاح مما طمأن الحياديين وجعلهم يتعاطفون معه. وكان مؤمناً بأن الدولة هي التي تصنع الأمة، وليس العكس، وذلك بأن يكون على رأسها زعيم قوي يجمع بيده السلطات ليصنع الأمة التي يريد، وقد أعطى لنفسه هذا الحق فأوجد في عام 1923 المليشيا الفاشية، كما عمل على صهر الحزب الوطني في حزبه. وفي انتخابات 1924 حصل موسوليني مع الوطنيين على 64,9% من أصوات الناخبين وأصبح رئيساً للحكومة، وبدأ يجمع السلطات في يده، فحل النقابات الكاثوليكية والشيوعية وجميع الأحزاب غير الفاشية، وأخذ بإبعاد المناوئين له من أجهزة الدولة، ونفى الكثير من خصومه أو أرسلهم إلى مراكز الاعتقال، وسخر الصحافة لمآربه، كما عمل فيلسوف الفاشية گيوڤاني گانتيله على إصلاح النظام المدرسي والجامعي، ونظم الشباب في تشكيلات ذات صفة عسكرية لتأهيلهم رياضياً وتثقيفهم بعقيدة الحزب السياسية.
وفي 11 فبراير 1929 تم توقيع اتفاقية لاتران التي أنهت الخلاف مع الكرسي البابوي. كما عملت إيطالية على استصلاح الأراضي الزراعية وزيادة الإنتاج (معركة القمح) واستغلت مساقط المياه وعملت على زيادة الإنتاج الصناعي وتخفيض التكاليف وشجعت النمو السكاني ووضعت حداً للهجرة الخارجية.
أما على الصعيد الخارجي فقد غزت القوات الإيطالية إثيوبية (الحبشة) في 3 أكتوبر 1935 ودخلت العاصمة أديس أبابا، وحصل الملك الإيطالي على لقب امبراطور إثيوبية إضافة إلى لقبه، كما قام موسوليني في 16 مارس 1937 بزيارة ليبية متقرباً من سكانها ومعلناً ميله وصداقته للمسلمين. وفي نوفمبر 1937 انضمت إيطالية إلى التحالف المعادي للشيوعية والمكون من ألمانيا واليابان، ثم انسحبت من عصبة الأمم، وعندما قامت الحرب الأهلية في إسبانية، ساعدت إيطالية فرانكو، وبعد أن احتلت ألمانية تشيكوسلوفاكية سارعت إيطالية إلى توقيع تحالف عسكري مع ألمانية. وفي 10 يونيو 1940 أعلنت إيطاليا الحرب على فرنسا وبريطانيا ثم على روسيا وأخيراً على الولايات المتحدة الأمريكية في 11 ديسمبر 1940.
وفي السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية نجح الحلفاء في إنهاء الوجود الإيطالي في شرقي إفريقيا وإريتريا، وأخذت القوات الإيطالية تتراجع ثم استسلمت في 12 مارس 1943 . وفي شهر يونيو نزلت قوات الحلفاء في جزيرة صقلية وسقطت بالرمو (بالرم). وفي 3 يونيو 1943 أعلنت إيطالية أنها استسلمت دون قيد أو شرط، وتم عزل موسوليني، وعين الملك المارشال بيترو بادوليو بدلاً عنه فدخل في مفاوضات مع الحلفاء ووقع الهدنة معهم في 29 يونيو 1943، ولقد تمكن الألمان من إنقاذ موسوليني وطلبوا منه تأليف حكومة جديدة، في حين أعلنت حكومة بادوليو الحرب على النازيين، وتابعت جيوش الحلفاء تقدمها فاحتلت رومة في 4 سبتمبر 1944، وتجمعت الأحزاب المعارضة للفاشية في منظمة التحرير الوطني وبدأت تنظم حرب العصابات.
حاول موسوليني الهرب إلى سويسرة، لكن «الأنصار» اعتقلوه ونُفذ فيه حكم الإعدام مع خليلته وخمسة عشر من قادة حزبه في 28 أبريل 1945. وفي 9 مايو 1946 تخلى الملك فكتور عمانوئيل الثالث عن العرش وجاءت نتائج الاستفتاء في 2 يونيو 1946 مؤيدةً للجمهورية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الجمهورية الإيطالية
خرجت إيطاليا من الحرب محطمة القوى، منهارة الاقتصاد، تسودها البطالة وتعج ساحاتها بالمشردين ممن هدمت الحرب بيوتهم، وكان على حكومة مابعد الحرب التي تألفت من ممثلي الأحزاب التي قاومت الفاشية (الحزب الشيوعي، الديمقراطي المسيحي، الحزب الاشتراكي) أن تعالج هذا الوضع السيء وأن تجري انتخابات لمجلس تأسيسي. في 2حزيران1946 أسفرت الانتخابات عن فوز الحزب الديمقراطي المسيحي ونص الدستور الجديد على وجود مجلسين أحدهما للنواب والآخر للشيوخ، وأن يجتمع المجلسان لانتخاب رئيس الجمهورية ولمدة سبع سنوات. وفي انتخابات المجلس التشريعي عام 1948 فازت الكتلة المحافظة تحت شعار معاداة الشيوعية، وبمساندة الولايات المتحدة الأمريكية. وما لبثت إيطاليا أن انضمت إلى حلف شمالي الأطلسي في ربيع 1949 ثم أخذت تلتفت إلى حل بعض المشكلات المعلقة، فوقعت اتفاقاً مع يوغسلافيا عام 1953 بشأن الحدود بينهما وأصبحت تريستة ميناءً حراً.
وتتالت إبان العقدين الأخيرين من القرن العشرين الأزمات الوزارية وبرز إلى الوجود حزب جديد هو الحزب الاشتراكي الإيطالي، كما برز تنظيم سري يساري يحمل اسم الألوية الحمراء عُدّ مسؤولاً عن التعديات على الأمن والانتهاكات للنظام والتي ذهب ضحيتها مايزيد على خمسمئة قتيل.
وقد عانت إيطالية مابعد الحرب مشكلات عدم الاستقرار لشدة تنازع التيارات السياسية فيها تلك التي راوحت مابين الشيوعية والاشتراكية بأجنحتها المتعددة، والديمقراطية المسيحية والليبرالية، بالإضافة إلى الحركات المتطرفة اليمينية الملكية من جهة، والحركات الثورية اليسارية من جهة أخرى.
الجغرافيا
تقع إيطاليا، تقع في القسم الأوسط الجنوبي من القارة الأورپية، وتَشْغَلُ امتداداً أو لساناً قارياً يمتد جنوباً بين البحر التيراني والبحر الأدرياتي من البحر المتوسط، ويمتد شمالاً في اتجاه عمق القارة الأوروپية. [7]
أما موقع إيطاليا فلكياً فينحصر بين خطي عرض 36 درجة و 45دقيقة و47 درجة شمالاً وبين خطي الطول 4 درجات و40 دقيقة و18 درجة و15 دقيقة شرقاً.
وإيطاليا هي شبه جزيرة تمتد داخل البحر المتوسط جنوب أوربا. وتعلو فوق أغلب أراضي إيطالية سلسلتان من الجبال هما سلسلة جبال الألب في الشمال، وسلسلة جبال الأبنين، التي تمتد من الشمال الغربي نحو الجنوب الشرقي تشطر شبه الجزيرة إلى شطرين.
التضاريس
جبال الألپ
تستأثر إيطاليا بالقسم الأعظم من سلاسل جبال الألپ، وأمّا القسم الآخر فيكوّن أجزاء تضريسية متميزة لكثير من الدول الأورپية. وتمتد جبال الألپ من الشرق إلى الغرب لأكثر من 1000 كم، أما سفوحها فشديدة الانحدار قليلة المسالك الطبيعية التي تفصل بين القمم عادةً، ففي الغرب، تُكوّن جبال بيمونت الألبية المحصورة بين ممر التار وممر سيمبلون سفوحاً منضّدة تتوسط أجزاءها العلوية قمم جبلية تحوي جليديات مثل قمة مون فيسور ومون بلان ومون روز.
وباستثناء وادي أوستيه، فإن جميع الأودية التي تهبط من هذه السلاسل الجبلية تتصف بقصر مجاريها الطولانية، كما أن انحداراتها أعنف بكثير من انحدارات الأودية التي تهبط نحو السفوح الألبية الفرنسية.
أما في الوسط، فإن سلاسل لومباردية الألبية التي تمتد حتى وادي أديج تحوي أيضاً كتلاً جبلية شاهقة تصل إلى نحو 4052 م في قمة بيرنينا، إضافة إلى أقاليم مطلع الألب الكلسية المشهورة التي حززتها أو ثلمتها عوامل الحت الجليدي الرباعي، مما تسبب في تكون حفر طويلة وعميقة أو منخفضات ذوات أصول كلسية تشغلها حالياً سبع بحيرات مائية. وأكبر هذه البحيرات بحيرة ماجوري، وبحيرة لوغانو، وبحيرة كومو، وبحيرة لاغاردا. أما إلى الشرق فإن جبال الألب الفينيسية (نسبة إلى فينيسية أي البندقية) التي تربط إيطالية بألمانية، هي قليلة الارتفاع نسبياً، مجزّأة، ضعيفة الترابط فيما بينها، كثيرة الأحراج البرية وتسود فيها الصخور الكلسية التي تغطي السفوح وتصعد حتى الأجزاء المرتفعة إلى نحو 3342م في قمة مارسولا المشهورة بجروفها الصخرية ـ المخربة.
سهل البو
يشغل سهل البو اليوم المساحات نفسها التي كان يشغلها سابقاً خليج بحري ثلاثي ـ رباعي، وهي مملوءة بردميات وأنقاض منقولة من جبال الألب وجبال الأبنين. وتكثر في السهل المصبات أو النهايات الدنيا للأودية الألبية الرئيسية، وركام وحجارة مجروفة بفعل نشاط جليدي سابق، ومصاطب حصوية قديمة تغطي تربة خصبة جداً. وفي المواقع التي تتقاطع أو تلتحم عندها الطبقات العليا والطبقات السفلى من هذه المصاطب تنبجس سلسلة من الينابيع على امتداد هذه المصاطب، وتستخدم للري والأعمال الزراعية المختلفة.
سلاسل جبال الأبنين
تتكوَّن صخور هذه الجبال من أصول مختلفة، وهي نتاج حركات بنائية ـ تكتونية ـ حديثة نسبياً مقارنة مع الحركات البنائية التي كوّنت جبال الألب. وتحتل هذه السلاسل مساحات واسعة في واحدة من أكبر الأقاليم المضطربة، التي شهدت حركات وهزات أرضية عنيفة وانفجارات بركانية، وما تزال مهيأة لذلك.
ويتصف الجزء الشمالي من هذه الجبال بكونه جبالاً متوسطة الارتفاع وذات قمم جبلية ملساء إلى حد ما، وذات سفوح مخددة مملوءة بالأنقاض والمجروفات. وتنطبق هذه الحالة على جبال الأبنين التي تطل على خليج جنوة وجبال الأبنين التوسكانية.
أما جبال الأبنين الوسطى (سلاسل الأبنين الأمبرية والأبنين الأبروزية) التي تشرف على الساحل الأدرياتي فتتصف باستمراريتها، وقد تنقطع بفعل شريط من التلال الصلصالية ـ الرملية.
سهول شبه الجزيرة وتلالها
بالنظر إلى موقع إيطاليا الجغرافي الذي تسبب في تنوع التضاريس، فإن من النادر وجود سهول مستوية تمتد على مساحات واسعة، ولذلك فإن السهول هنا تعني مجموعة من الهضاب القليلة الارتفاع والممرات الطبيعية والسهول القدمية أو الأحواض المغلقة.
إن السهول الحقيقية في إيطاليا هي التي توجد اليوم على المساحة نفسها من الأراضي التي كانت تشغلها في الحقب الجيولوجي الرابع هضاب الأنهار الساحلية مثل أرنو، والتيبر، وسيل، أو بحيرات داخلية رباعية مثل ڤيرزيليا، ومارمه.
الجزر
إن التداخل الكبير بين البحر والبر ومايتبعه من جزر هو من الخصائص المهمة لإيطالية، فمساحة جزيرتي سردينيا وصقلية وحدهما تبلغ 16% من مساحة إيطالية. وجزيرة سردينية كتلة هرسينية قديمة متفككة ومحصورة بين هضبتين كارستييتين هما: هضبة بارباگي التي ترتفع إلى 1834 في قمة گنّارگينتو، وهضبة إيگليزنتي الانهدامية. وفي الجزء الشمالي من سردينيا تظهر أشكال تضاريس بركانية قديمة.
أما جزيرة صقلية فإن ملامحها التضريسية إفريقيَّة أكثر مما هي أوربيّة وتتماشى شواطئها الشمالية على امتداد سلاسل جبال مادوني، وعلى سفوحها الجنوبية تظهر التلال الغضارية المنضّدة، أما في الشرق فيظهر بركان إتنا الناشط.
الشواطئ
لإيطاليا شواطئ بحرية طويلة، ولها الكثير من الواجهات البحرية. تصل أطوالها إلى 6430كم. ولهذه الشواطئ مظاهر تضريسية مختلفة ومتعددة وخاصة الأشكال التضريسية البحرية المغمورة التي تشكلت بفعل عوامل الغمر البحري إبان العصر الجليدي، وإضافة إلى ذلك فإن الشواطئ الصخرية قد تفككت وكوّنت الكثير من الموانئ الطبيعية ذات الشروط الملائمة مثل ليگوريا، وأمالفي، أما الشواطئ المستقيمة، فهي التي تطل على البحر الأدرياتي.
البيئة
المناخ
مع طول الشواطئ الإيطالية وإشرافها على البحار بواجهات متعدّدة، فإن الشمال الإيطالي يكاد لا يستفيد من التأثيرات المناخية البحرية الرطبة. فالجزء الشمالي من إيطاليا يقع تحت تأثيرات مناخية قارية، فسهل البو مثلاً يتأثر بشدة بالرياح القطبية الباردة في الشتاء ويكون معرّضاً في الصيف لتأثير كتل هوائية أطلسية حارة ورطبة. وفي الوقت نفسه من السنة تكون البندقية أكثر برودة من لندن وأكثر حرارة من الدار البيضاء. لذلك فإن النظام المناخي المعقد لسهل البو الذي يتصف بأمطاره المبكرة وغزارة الهطل في الخريف وقصر فصل الشتاء، يمكن عدّه نموذجاً للتباين المناخي الكبير الذي يعم الجزء الشمالي من إيطاليا.
أما شبه الجزيرة وما يتبعها من جزر فإنها تقع ضمن نطاق المناخ شبه المداري (فوق المداري) إذ يظهر تأثير الرياح الصحراوية في أحيان كثيرة. ولذلك فإن الصيف يكون حاراً والشتاء مشمساً جافاً، وبالمقابل فإن تأثير الرياح الأطلسية يؤدي إلى ظهور طقس غير مستقر، يتصف بحرارة معتدلة وترافقه أمطار غزيرة ومناخ مُتقلّب يختلف من سنة إلى أخرى، وخاصة في أوقات هبوب الرياح.
أما المناخ المتوسطي فلا يظهر بخصائصه المتميزة إلا في أقاليم قليلة جداً وعلى الأخص في ليگوريا، وجزيرة صقلية وفي كلابريا. وعموماً فإن التناقض المناخي يكون واضحاً جداً في هذه البلاد، إذ يكون الشتاء دافئاً جافاً في الجنوب، وبارداً جداً على سواحل الأدرياتي، وعاصفاً في سلاسل الأبنين وجبال الألب.
السياسة
الحكومة
نظام الحكم الحاضر في إيطالية جمهوري منذ عام 1946، يعتمد على دستور عام 1948، وبرلمانها مؤلف من مجلس للنواب عدد أعضائه 630 عضواً، ومجلس شيوخ عدد أعضائه 325عضواً، منهم عشرة أعضاء دائمي العضوية مدى الحياة. والانتخابات للبرلمان تجري كل خمس سنوات، وسبع سنوات لانتخاب رئيس البلاد.
ومن مظاهر السياسة الإيطالية كثرة الأحزاب والمنافسات الحادة بينها في العصر الحديث ومايتبعها من قصر مدة بقاء الوزارات لتكرار حجب الثقة عنها ومن ثم استقالتها. وكذلك وجود حركة «جامعة الشمال» التي تنادي بانفصال الشمال عن إيطالية على غرار ماحصل في تشيكوسلوفاكية عام 1993، الأمر الذي لم يتحقق.
إنفاذ القانون والعدالة الجنائية
العلاقات الخارجية
في أغسطس 2006 نشرت إيطاليا حوالي 2.450 فرد ضمن مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل).[8]
العسكرية
التقسيمات الادارية
تنقسم إيطاليا إلى 20 إقليم خمسة منهم يتمتعون بحكم ذاتي خاص تمكنهم من سن تشريعات بشأن بعض الأمور المحلية. ثم تنقسم إيطالياً إلى 110 مقاطعة و8.100 بلدية. يوجد في إيطاليا 15 مدينة كبرى، تأسست في 2009، لكن لم يتم العمل بهذا التقسيم الاداري بعد.
الاقليم[note 1] | العاصمة | المساحة (كم²) | المساحة (ميل²) | السكان |
---|---|---|---|---|
أبروتسو | لاكويلا | 10,763 | 4,156 | 1,342,177 |
Aosta Valley | Aosta | 3,263 | 1,260 | 128,129 |
أپوليا | باري | 19,358 | 7,474 | 4,090,577 |
بازيليكاتا | بوتنسا | 9,995 | 3,859 | 587,680 |
كالابريا | كاتنزارو | 15,080 | 5,822 | 2,011,537 |
كامپانيا | ناپولي | 13,590 | 5,247 | 5,833,131 |
إميليا-رومانيا | بولونيا | 22,446 | 8,666 | 4,429,766 |
فريولي ڤـِنـِتسيا جوليا | ترييسته | 7,858 | 3,034 | 1,235,761 |
لاتسيو | روما | 17,236 | 6,655 | 5,724,365 |
ليگوريا | جنوة | 5,422 | 2,093 | 1,616,993 |
لومبارديا | ميلانو | 23,844 | 9,206 | 9,909,348 |
ماركه | أنكونا | 9,366 | 3,616 | 1,564,886 |
موليزه | كامبوباسو | 4,438 | 1,713 | 319,834 |
Piedmont | تورين | 25,402 | 9,808 | 4,456,532 |
سردينيا | كالياري | 24,090 | 9,301 | 1,675,286 |
صقلية | پالرمو | 25,711 | 9,927 | 5,050,486 |
توسكانا | فلورنسا | 22,993 | 8,878 | 3,749,074 |
Trentino-Alto Adige/Südtirol | ترنتو | 13,607 | 5,254 | 1,036,639 |
اومبريا | پرودجا | 8,456 | 3,265 | 906,675 |
فينيتو | البنقدية | 18,399 | 7,104 | 4,936,197 |
الاقتصاد
الزراعة
تعدُّ الزراعة المهنة الرئيسية لغالبية السكان، ويعمل فيها 6.8% من اليد العاملة لعام 1997، لكن القطاع الزراعي يعاني أزمات مهمة منها: الزيادة المفرطة في عدد الأيدي العاملة الزراعية مقابل الحصص الزراعية المحدودة، وتفتت الملكية. ومن ثم فإن مجمل هذه الأمور أدى إلى إنتاج زراعي مضطرب يعجز عن توفير حاجة الأسواق المحلية. ويسهم في الناتج الإجمالي لإيطاليا بـ2.9% فقط لعام 1997.
1 ـ إنتاج زراعي كبير في الشمال: مع أن الجزء الشمالي من إيطاليا يتصف بصعوبة الشروط الطبيعية وصغر مساحة الأراضي الزراعية المنتجة التي لا تتجاوز 33% من المساحة الزراعية لإيطاليا كلها، فإن هذا الجزء من البلاد يسهم بنحو 50% من مجموع الإنتاج الزراعي في إيطاليا، ويعدّ المردود فيه واحداً من أعلى المعدلات في كلّ أوربة.
إن نجاح زراعة المصاطب الدنيا والسهول الفيضية والمغمورة بالطمي يعد من أكثر الأعمال حداثة، إذ يتطلب هذا النوع من الزراعة الكثير من الاستعدادات والتجهيزات الضرورية عادة، وتهيئتها وتوظيف الأموال اللازمة لذلك.
أما المناطق الألبية فإنها تعرف أنواعاً كثيرة من الزراعات وتربية الماشية. حيث تسود في الأجزاء المرتفعة جداً زراعات مختلفة إلى جانب تربية الأبقار، أما إقليم مطلع جبال الألب الشرقية فيعدُّ واحداً من الأقاليم المتخصصة في تربية الضأن والمعز والأبقار واستثمار منتجاتها وتصنيعها.
وتنتشر في جبال الدولوميت الغابة الخشبية على مساحات واسعة جداً، في حين يهتم السكان بزراعة الحبوب والعنب، والأشجار المثمرة، أما في أطراف الجبال فإن السكان يهتمون بشجرة الكستناء إضافة إلى زراعة الذرة والعنب وتربية الأبقار.
وتنتشر على المصاطب العليا من سهل البو حقول الذرة والأشجار المثمرة، وخاصة شجرة التوت، التي تغطي مساحات واسعة. أما في أقدام الجبال أو السفوح الدنيا لجبال الأبنين فيمتد شريط طويل من الزراعات التي تخضع لنظام المحاصيل المتعددة في السنة الواحدة، لكن زراعة القمح تبقى أكثرها انتشاراً إضافة إلى اهتمام السكان بتصنيع المنتجات الحيوانية. أما في سهل البو المطل على البحر الأدرياتي فتنتشر الزراعات المتخصصة مثل حقول زراعة الأرز في إقليم البيمونت، والأعشاب والمروج وحشائش الأعلاف في إقليم لومباردية، إضافة إلى تربية الأبقار الحلائب وتصنيع منتجاتها. كما تجود زراعة الشوندر السكري والقنب والقمح في مصبات الأودية (الدلتات) والمناطق المنخفضة من سهل إميلي. ولكن ما إن تصبح التضاريس على مستوى يزيد قليلاً على مستوى الارتفاعات المألوفة لبعض السحب وكتل الضباب الذي يغطي السهول عادة، حتى تظهر الزراعات المتخصصة ذات الشهرة الواسعة، كالكرمة وبساتين الأشجار المثمرة المختلفة والبساتين المتخصصة في زراعة الورد والحمضيات والزيتون.
2 ـ الزراعة في الجزء الجنوبي: إن النشاط الزراعي في الجنوب الإيطالي يعد في الأنشطة البشرية المتواضعة، ومع أن هذا الجزء من إيطاليا الذي يتألف من شبه جزيرة إيطالية والجزر التابعة لها يشتمل على نحو 63% من مساحة الأراضي الزراعية في إيطالية، فإنه لا يسهم إلا بنحو 13% من الإنتاج الزراعي العام. وباستثناء بعض الحالات فإن المعدل الإنتاجي أقل من الحد الأدنى لمعدلات الإنتاج الزراعي في شمالي إيطاليا.
إن التناقض بين الشمال والجنوب لا يقتصر على الشروط الطبيعية بل يتعداه إلى الشروط البشرية أيضاً وطرائق تعامل الإنسان مع الأرض، إذ تسود هنا طرائق استثمار زراعي غير منتظم عموماً، واستخدام زراعي مكثف يحول الحقول الزراعية إلى أراضٍ جرداء تغطيها تربة فقيرة جداً وذات مردود ضعيف يتوافق مع بؤس الفلاحين، باستثناء بعض المناطق التي عرفت مؤخراً إصلاحاً زراعياً حديثاً. ويمكن على العموم تمييز الكثير من المظاهر الزراعية في الجنوب منها:
الحقول الجرداء، والحقول المزروعة، والبساتين، والأراضي المغروسة والأحراج. فالحقول الجرداء ذات التربة الفقيرة نسبياً تخضع لشروط استثمار زراعي بدائي كما في إقليم بوگليا وفي الجزء الجنوبي من جزيرة صقلية، وكومبادوسادور وهضبة أبروزو. وهذه المناطق تزرع البقول والقمح بالإضافة إلى مساحات كبيرة من مروج وأعشاب قصيرة لتربية الماشية. أما الحقول المستصلحة فإنها تعطي مردوداً مقبولاً من القمح والشمندر والتبغ والذرة والبندورة والخرشوف (الأرضي شوكي).
وتنتج البساتين المتخصصة في زراعة الأشجار المثمرة محاصيل متنوعة أهمها: العنب، والتين، والبرتقال، والزيتون، ولكن المظهر الزراعي الأكثر إيجابية هو سيادة الزراعات الكثيفة، وتنطبق هذه الحالة على الحقول المتعددة المواسم ذات المحاصيل الشمالية الأصول والمزروعة هنا في أراضٍ صلصالية ـ رملية في توسكانيا، ومارش، وأبروزو على البحر الأدرياتي.
تكون الزراعة متخصصة في ميزوگورنو، كما تكون متخصصة أكثر في ضواحي نابولي، حيث تظهر زراعة ترتكز على القنب، والكرمة، والحمضيات، والمشمش، أما في تلال لاتيوم الجافة وأرياف ساساري فتنتشر زراعة الحبوب والخضار في المسيلات والمنخفضات، وتزرع الكرمة والزيتون واللوزيات في السفوح، وتُربى قطعان الأبقار على نحو محدود، لكن صيد السمك يوفر فائضاً كبيراً ويكّون مصدر رزق مهماً لفئات كبيرة من السكان.
3 ـ ملامح الإنتاج الزراعي ـ الحيواني: يتميز الإنتاج الزراعي بهيمنة إنتاج الحبوب التي تصنف في رأس المنتجات الزراعية وتسهم بنحو 22% من مجموع الإنتاج الزراعي، كما يتميز بتواضع الزراعة الصناعية باستثناء التبغ والقنب من جهة، وبالنقص الكبير في عدد قطعان الضأن والمعز والأبقار، الذي يعكس حاجة إيطالية الحقيقية إلى كميات كبيرة من اللحوم المستوردة من جهة ثانية.
البنية التحتية
الصناعة
إن الميزة الرئيسية للصناعة الإيطالية هي كونها تسد النقص الكبير الحاصل في القطاع الزراعي، وتوفر العمل لأعداد كبيرة من الأيدي العاملة. وإذا كان هذا القطاع لم يستطع أن يستوعب إلا نحو 31.5% (1996) من مجموع الأيدي العاملة الإيطالية، فذلك بسبب تعدد المعوقات والأحوال الصعبة جداً التي رافقت هذا القطاع منذ نشوئه وحتى اليوم.
إن باطن الأرض الإيطالية فقير إلى المواد الأولية. ولا يتوافر في هذه الأرض إلا القليل من المواد الخام الأساسية المستخدمة في الصناعة الثقيلة، وإضافة إلى ذلك فإن المتوافر منها ينتشر على أقاليم متباعدة. مقابل هذا النقص، استطاعت الخبرة الإيطالية منذ زمن بعيد توليد الطاقة من شلالات المياه الساقطة من جبال الألب ومن أودية جبال الأبنين، ولذلك فإن قسماً كبيراً من الصناعة الإيطالية يستهلك كهرباء رخيصةً يأتي ثلاثة أرباعها من مساقط المياه في الشمال الإيطالي ويستخدم كثير من الصناعات الكبرى اليوم الكهرباء المولدة من الطاقة النووية.
وفي هذا المجال لابد من الإشارة إلى أنه مع نمو الصناعة الإيطالية فإنها تواجه اليوم مصاعب جمة تعيق نموها جدياً. فبالإضافة إلى قلّة الموارد الأولية التي تُكّون عائقاً مستمراً يحدُّ من التطور الصناعي، فإن مزاحمة الأسواق الأوربية وغيرها للصناعة الإيطالية لا تقل شأناً وسلبية عن قلة الموارد، يضاف إلى ذلك مشكلة المواصلات والنقل الداخلي. لأن التنوع السريع في مظاهر السطح أوجد عوائق طبيعية حقيقية في وجه امتداد شبكة الطرقات. لذلك فإن أجور النقل البري أصبحت فعلاً مرتفعة نسبياً، وفي هذا المجال فإنه لافرق بين طرق المواصلات البرية وسكك الحديد التي تستخدم الطاقة الكهربائية مع الإشارة إلى أن شبكة الطرق الداخلية البرية تعدّ من النوعية المتواضعة وإن أكثر من 74% من مجموع الطرقات هي مزدوجة الاتجاه، أما الطرق الثانوية فهي في مستوى أقل من المتوسط. ومع ذلك تنتشر في الشمال الإيطالي طرقات عصرية وحيدة الاتجاه مجهزة بكل المتطلبات الحديثة. أما الأودية والأنهار الداخلية فهي بالكاد صالحة للنقل المائي ولذلك لايبقى إلا وسائل النقل البحري وهي أكثر وسائل النقل رخصاً لكنها أقلها استخداماً.
1 ـ الأقاليم الصناعية ومجالات الصناعة: يضم الجزء الشمالي الإيطالي نحو 44% من مجموع السكان ولكنه يسهم بنحو 77% من مجموع النشاط والاستثمارات الصناعية في إيطالية.
وتبرز بالقرب من السفوح الدنيا لجبال الألب صناعات ناشطة جداً، مثل صناعة خيوط الصوف، والحرير، والأقمشة، والأحذية، والملابس، والآلات الكاتبة. كما قام هذا النوع من الصناعات في ميلانو وتورينو. علماً أن ازدهار ميلانو ليس حديثاً، ونموها اعتمد في البداية على نشاطها التجاري المشهور، وتزدهر اليوم وتنمو بفضل ظهور كثير من الصناعات الحديثة مثل صناعة الأقمشة والحرير والأسلحة.
ولقد غير الكثير من الأقاليم أوجه نشاطه فعلاً وتحولت تلك الأقاليم عن نشاطها السابق كلية، وانصرفت إلى نشاطات صناعية مثل مدينتي بوستو وگالارات اللتين اهتمتا بصناعة الأقمشة، ومدينة گيزانو التي اشتهرت بصناعة المنتجات الكيمياوية، ونوڤار، ولينانو اللتين اشتهرتا بصناعة الإنشاءات المعدنية. ويعد الغنى الذي تعرفه مدينة تورينو حديثاً جداً وارتبط بإنشاء معامل فيات لإنتاج السيارات وتوسعها وهي تضم نحو 100.000 عامل على أرضها. وبفضل تلك القدرة الصناعية الهائلة أصبح مرفأ جنوة المرفأ الرئيسي الذي تتقاطع فيه طرق مواصلات الشمال الإيطالي والمواصلات الأوربية، أما في البندقية فتتوضع مصانع تنقية زيت الزيتون، ومصفاة النفط، ومصانع الألمنيوم، ويخدم مرفأ تريستة كلّ الدول الأوربية الداخلية المحاذية لامتداد نهر الدانوب. وأخيراً فإن الصناعة القائمة على سواحل المتوسط هي صناعات صغيرة معزولة، مثل تصنيع الصوف في بارنو والمنتجات الكيمياوية في بيس ومصفاة النفط في نابولي وصناعة القطنيات في كاستيلامار.
2 ـ الإنتاج الصناعي: بسبب الأحوال التي تحكمت في الصناعة الإيطالية والتي اقتضت استخدام الحد الأدنى من المواد الأولية والحد الأقصى من اليد العاملة الوطنية، فإن المجال الأساسي لهذه الصناعة كان في مجالات الإنتاج الاستهلاكي والصناعات التحويلية. وعلى رأس هذه الصناعات صناعة الأقمشة، والصناعات القطنية والحرير، والملابس، والأحذية، ثم الصناعات الميكانيكية مثل صناعة السيارات والجرارات الزراعية، والبواخر، والأسلحة، ثم الصناعة المهتمة بقطاع البناء والتعمير والنقل. ثم الصناعات الغذائية وخاصة المعجنات والمعلبات وأخيراً الصناعات الكيمياوية وملحقاتها.
التجارة
من دراسة بيانات التبادل التجاري بين إيطالية والدول الأخرى لعام 1996 يظهر واضحاً أن نحو 45% من مستوردات إيطالية تنحصر بالآلات والمصنوعات المعدنية والكيمياوية والمنتجات النفطية ووسائط النقل وبالمواد الخام والطاقة التي تحتاج إليها الصناعة مثل القطن، والصوف، والنفط الخام، والفحم، وبعض المواد الغذائية الأخرى وعلى رأسها القمح واللحوم.
وبالمقابل إن 43% من صادراتها تنحصر في مواد مصنعة كليةً مثل الآليات والسيارات ومنتجات مصافي النفط، والمواد الكيمياوية والخيوط القطنية والصوفية والأخشاب والورق ومع ذلك فإن ميزانها التجاري يعدّ رابحاً وإن قيمة صادراتها تزيد على قيمة وارداتها إذ بلغت قيمة وارداتها 319000 مليار لير إيطالي، وقيمة صادراتها 387000 مليار لير إيطالي عام 1996 (الدولار الأمريكي يساوي 1772 ليراً إيطالياً بأسعار عام 1995) وتزداد أرباحها بفضل واردات السياحة الهائلة التي تقدر بنحو 50.700مليار لير ينفقها نحو 56 مليون سائح وسطياً يقدمون كل سنة إلى إيطالية.
وعلى رأس الدول التي تستورد منها إيطاليا حاجاتها: ألمانيا وفرنسا وسويسرا وهولندا وبريطانيا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا. وأما أهم الدول التي تصدر إليها بضائعها فهي: الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية وألمانية وفرنسة وإسبانية وبلجيكة وسويسرة وهولندة. وأخيراً لابد من التذكير بالدور المهم الذي تؤديه إيطالية في مجال النقل البحري وتأمين شحن البضائع العالمية عبر الخطوط البحرية الدولية.
الديموغرافيا
تحاول إيطاليا اليوم إيجاد حلول جذرية لواحدة من أكثر المشكلات الاجتماعية أهمية وهي مسألة النمو السكاني ومشكلة البطالة المتفاقمة. إذ وصل معدل نمو السكان مؤخراً إلى نحو 0.2% (بين 1985-1996) وهي أعلى نسبة زيادة سكانية في دول أوروبا، وعليه فإن سكان إيطالية يزدادون سنوياً نحو ربع مليون نسمة في حال المحافظة على هذا المعدل من النمو. ووصلت نسبة البطالة لعام 1998 إلى 12.2%.
الترتيب | Name | الاقليم | التعداد | الترتيب | Name | الاقليم | التعداد | ||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
روما ميلانو |
1 | روما | لازيو | 2,641,930 | 11 | البندقية | ڤـِـنـِتو | 259,771 | ناپولي تورين |
2 | ميلانو | لومبارديا | 1,245,956 | 12 | ڤـِرونا | ڤـِنـِتو | 252,240 | ||
3 | ناپولي | كامپانيا | 960,521 | 13 | مسينا | صقلية | 242,018 | ||
4 | تورين | Piedmont | 872,158 | 14 | پادوا | ڤـِنـِتو | 204,656 | ||
5 | پالرمو | صقلية | 655,604 | 15 | ترييسته | فريولي ڤـِنـِتسيا جوليا | 201,195 | ||
6 | جنوة | ليگوريا | 583,089 | 16 | تارانتو | أپوليا | 198,714 | ||
7 | بولونيا | إميليا-رومانيا | 373,010 | 17 | Brescia | لومبارديا | 188,872 | ||
8 | فلورنسا | توسكانا | 362,389 | 18 | پراتو | توسكانا | 186,878 | ||
9 | باري | أپوليا | 314,258 | 19 | رگيو كالابريا | كالابريا | 180,728 | ||
10 | كاتانيا | صقلية | 293,112 | 20 | مودنا | إميليا-رومانيا | 179,244 |
وهذه الخاصية الديمغرافية انعكست على فتوة السكان الذين ارتفع عددهم من 47.5 مليون نسمة في عام 1957 إلى نحو 53 مليون نسمة في عام 1970، وإلى أكثر من 56.7 مليون نسمة عام 1991 وأكثر من 57.3مليون نسمة عام 1996. أما فيما يخص توزع السكان بحسب فئات الأعمار الرئيسية فقد وصلت نسبة السكان الذين تقل أعمارهم عن 21 سنة إلى نحو 33.6% من السكان، ونسبة فئة الأعمار المحصورة بين 22 و64 عاماً وصلت إلى نحو 56.8% و9.6% للذين تزيد أعمارهم على 65 سنة.
الهجرات الخارجية
إن تحول إيطاليا المفاجئ بعد الحرب الثانية إلى بلد صناعي يستخدم اليوم كلّ التقنيات الحديثة يستحق الوقفة عنده، ولكن لابد من الإشارة إلى أن القطاع الصناعي الإيطالي الحديث لا يستوعب إلا نحو 31.5% من مجموع الأيدي العاملة الإيطالية. لذلك فإن إيطالية أصبحت تشكّل مستودعاً بشرياً للأيدي العاملة العادية والمؤهلة يغذي كل حاجات الدول الأوربية وبخاصة فرنسة، وألمانية، وبلجيكة، وسويسرة، إضافة إلى تغذية الكثير من مراكز الهجرة الدولية بموجات كبيرة من الهجرات القادمة من كل بقعة من إيطالية نحو الولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل، وفنزويلة، والأرجنتين، وقد بلغ مجموعهم في تلك المهاجر مؤخراً نحو 7 ملايين مهاجر.
الهجرات الداخلية ونمو المدن
إن الهجرة وتحرك السكان وخاصة من الجنوب نحو الشمال، أي من المناطق الفقيرة نحو الغنية من أجل البحث عن مصادر رزق أخرى، ماتزال تحدث خللاً في الوسط السكاني وتُغيِّرُ بسرعة معالم التجمعات السكانية، وتزيد من عدد سكان المدن الكبيرة التي أصبحت تجتذب الكثيرين من الأرياف الذين يقيمون عادة في أكواخ من الصفيح أو الأخشاب في أحياء بؤس فقيرة معدومة الخدمات تتبعثر على مداخل المدن وأطرافها. إن هذه الأفواج المتجهة من كلّ مكان نحو الشمال وخاصة من الجنوب الذي يساهم بنحو مليوني مهاجر كان دافعها الأول هو وجود فرص العمل في الشمال إثر التطور الصناعي المتنامي الذي عرفته إيطالية منذ بداية الستينات، ولكن تلك الهجرات أسهمت أيضاً إسهاماً غير مباشر في نمو المدن الإقليمية في ذلك المثلث الصناعي، وقد عرفت تلك المدن نمواً متسارعاً فارتفع عدد المدن التي يزيد سكانها على 100.000 نسمة إلى أكثر من 40 مدينة، ولكن نسبة النمو كانت متفاوتة من مدينة إلى أخرى خاصة، في المدة من 1960ـ1970 إذ بلغت نسبة النمو أشدها في مدينة تورينو حيث كان معدل النمو 41.7%، وروما 31%، وميلانو 24%، ونابولي 16%.
الجماعات العرقية
ينتمي سكان إيطاليا من الناحية العرقية إلى ثلاثة مجموعات بشرية رئيسية هي:
- شعوب البحر المتوسط وشبه الجزيرة الإيبيرية: وهم على العموم صغار الأجسام مستطيلو الرؤوس وبشرتهم سمراء قاتمة.
- الألبيون: وهم ذوو أجسام متوسطة الحجم قصيرو العنق والرأس وبشرتهم سمراء أيضاً.
- الديناريون: وهم طوال الأعناق والرؤوس نسبياً ولهم بشرة سمراء أيضاً.
ومع أن إيطاليا عرفت الكثير من الاجتياحات البشرية المبكرة منذ عصور ماقبل التاريخ فإن بقايا الغزاة قليلة جداً، ومنهم الأقوام الشمالية الشقراء التي تعيش اليوم في سهل البو وجزيرة صقلية، وكذلك أقوام البحر المتوسط الذين يعيشون اليوم في وسط إيطالية وجنوبيها. كان من الطبيعي أن يؤدي هذا التباين العرقي المهم إلى تعدد في اللغات والثقافات مما يعدّ إحدى الخصائص المهمة التي تختص بها إيطالية، إذ يتكلم السكان اللغة الإيطالية وهي اللغة الرسمية للبلاد وإلى جانبها يتكلم سكان التيرول الجنوبي اللغة الألمانية، وسكان وادي أوستة اللغة الفرنسية والبروفنسية. ومجموعات أخرى تتكلم اللغة اللادينية (من اللغة الرومانية القديمة) بالإضافة إلى اللغة الرومانشية في التيرول الجنوبي واللغة السلوفينية في تريستة. ويعتنق نحو 99% من السكان المسيحية على المذهب الكاثوليكي، أما الباقون فهم أقليات من المذهبين البروتستنتي والأرثوذكسي، وقليل من اليهود.
اللغات
تنتمي اللغة الإيطالية إلى اللغات الرومانسية المنحدرة من اللغة اللاتينية من مجموعة اللغات الإيطاليقية المنحدرة هي الأخرى من أسرة اللغات الهندية الأوربية. وهي اللغة المستخدمة اليوم في إيطالية وجزرها وجنوبي سويسرة وعلى الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأدرياتي إضافة إلى بعض المناطق في شمالي أمريكة وجنوبيها. [14]
تنقسم اللغة الإيطالية إلى لهجات محلية تختلف بين شمالي البلاد وجنوبيها، وقد نجم عن هذا الانقسام نزاع شعبي مصدره اختلاف في الرأي حول اللغة الرسمية التي ستصبح لغة البلاد. وظلت اللهجات المحلية شائعة حتى القرون الوسطى عندما بدأت محاولات جادة لتوحيدها ضمن لغة أدبية مكتوبة.
الديانات
التعليم
الرعاية الصحية
الثقافة
امتزج الفن، امتزاجاً وثيقاً بالحياة الإيطالية. وكانت المدينة هي المركز الأساس لمظاهر هذا الفن. وقد أدت روح المنافسة إلى تفتح مراكز الفنون وازدهارها، إضافة إلى ما قدمته القوى السياسية، ومختلف عناصر المجتمع الأخرى، من تشجيع. ووصلت فعالية بعض البلديات في القرنين الحادي عشر والثاني عشر إلى أوج ازدهارها حتى زاحمت السلطات الإقطاعية وسلطة الكنيسة. وما الأبنية العامة، في المدن الإيطالية، إلا دليل من الأدلة الكثيرة على دور المدن والإقطاع والكنيسة. وقد عبرت عن نفسها بمظهر إيطالي الطابع في فنون العمارة والنحت والتصوير، إضافة إلى رعاية الفنون الأخرى والآداب والعلوم. [17]
العمارة
شهد القرن الثامن عشر تطوراً موازياً لشيوع الكثير من التيارات الفنية، ففي البندقية، زين تيوبولو (1696- 1770م) عدداً من القصور والكنائس بالرسوم الجدارية والزيتية (الفردوس وقصر دوكال) التي تميزت بتوهج مواده وبهرجتها وبتلوينه فكان واحداً من ممثلي طراز الروكوكو، وهو الفن الأرستقراطي الذي عرف بإفراطه في الأناقة أسلوباً وموضوعاً، ويعد تتمة للباروك ومرحلته الأخيرة، ودشّن كل من كاناليتو (1697-1768م) وگواردي (1712- 1793م) نوعاً فنياً سُمي «المنظر» ويبرز في أعمالهما ولعهما بالتفاصيل ودقة المنظر التخطيطي للمدينة، وشهد القرنان الثامن عشر والتاسع عشر تباعاً عودة إلى الاتباعية الجديدة التي يمثلها النحات كانوفا (1757- 1822م)، وإلى الإبداعية[ر] التي تزامنت مع الوحدة الإيطالية، ولكن هذه المدرسة الأخيرة لم تقدم أي عمل إيطالي ذي شان ثم أعقبتها مباشرة مدرسة الحقائق التي تمثلت في شخص المصور جيوفاني فاتوري (1825- 1908م)، الذي ابتكر تأليفاً لا يخلو من الشاعرية. وقد كان هذا الفنان عضواً رئيسياً في جماعة تعرف باسم «التلطيخيون» التي تكونت في فلورنسة نحو 1850-1860م وحافظت على نشاطها حتى عام 1880م، وقد اتصفت هذه المدرسة، وهي من أكثر الحركات أهمية في فن القرن التاسع عشر الإيطالي، بواقعية وضاءة مفعمة بالجاذبية والوضوح طبقت في رسم المناظر الطبيعية بوجه خاص، وقد ضمت هذه المدرسة الكثير من الفنانين التوسكانيين الذين خاضوا صراعاً فنياً لم ينفصل يوماً عن جو الإحياء والبعث السياسي والروحي.
الفنون البصرية
وجد النحت كما العمارة أساتذته في فلورنسة التي برزت فيها موهبتان متكاملتان على امتداد النصف الأول من القرن الخامس عشر، وهما: جيبرتي (1378- 1455)، الذي ظل مرتبطاً بثقافة القرون الوسطى والاختصاصي في صنع نماذج التماثيل ورسم المنظور، الشديد الإعجاب بالقدماء وواقعيتهم (تمثال الفارس المأجور گاتلاميلاتا في بادوفة) إضافة إلى أسرة دِيلا روبيا الفنية التي اختصت بصناعة الفخار المطلي بالمينا، وپيزانيلو الذي كان مصوراً ومن أعظم صناع المداليات في زمانه، وپولايوولو الذي أعاد للفن الجنائزي بهاءه كما هو في القرون الوسطى (قبورالبابا سيكستي الرابع والبابا إنوسنت الثامن).
قامت البندقية، بعد تأخر ليس بالطويل، بدور مهم في تطوير فن التصوير بفضل اندفاع تنتوريتو المبدع وأناقة فيرونيزي وبموازاة هذا التطور الفني انتشر تيار التكلفية وكان رائده الفنان بارميجيانينو (1503-1540م) وينتمي إلى هذا التيار الفلورنسي برونزينو في التصوير، ويوليوس رومان في العمارة. أما فن النحت، فقد هيمن عليه، بمواهبه النادرة، ميكيلانجلو صانع تمثال داود (فلورنسة) وتمثال موسى الشهير (رومة).
الأدب والمسرح
ارتبط الأدب الإيطالي بتاريخ إيطالية وتطور أحداثها السياسية وتراثها الثقافي. فقد شهدت إيطالية انقسامات سياسية منذ القرن السادس حتى التاسع عشر. وكان للتطور الاقتصادي والاجتماعي أثره في الأدب والثقافة والفنون. واختلف أدب شمالي إيطالية عن جنوبيّها. ففي الوقت الذي شهد أدب الشمال توسعاً وتنوعاً ارتبط أدب الجنوب بالأسرة الحاكمة في صقلية وتلاشى بسقوطها. [21]
نشأ الأدب الإيطالي على قاعدة متينة قوامها الأدب اللاتيني الاتباعي (الكلاسيكي) وكان معظم الأدباء الذين كتبوا، سواء باللغة العامية أو الأدبية، يتقنون اللغة اللاتينية[ر] وحاولوا تطبيق قواعدها بخاصة على اللغة العامية. ولم تكن اللغة اللاتينية وحدها مصدر إغناء الأدب الإيطالي فقد أثّرت آداب الشعوب المجاورة، ولاسيما فرنسة واللغة البروفنسية Le في الأدباء الإيطاليين.
وفيما بين القرنين السادس عشر والسابع عشر اشتهرت شخصيات فنية ضليعة مثل: كارافاجيو (1573-1610م) الذي ابتكر طريقة التضاد المسرحي الدرامي، وامتد تأثيره إلى أوربة. وأسرة كاراكي التي أسست في مقاطعة بولونية مدرسة كانت في الأصل المدرسة الانتقائية الأكاديمية (سقف قاعة فارنيزي، رومة) وفي مرحلة ازدهار نزعة التكلف نشأ قرب نهاية القرن السادس عشر تطور فني سمي بالباروك[ر]. وقد امتدت مرحلة الباروك الإيطالية طوال القسم الأعظم من القرن السابع عشر. ويُعد برنيني المهندس والنحات والمصور، مرسي معالم الجمالية الجديدة التي فرضها على رومة في «صف أعمدة القديس بطرس» و»نبع الأنهر الأربعة«، وممثل عصر الباروك الأكبر.
الموسيقى
كانت روما القديمة فقيرة إلى التقاليد الموسيقية، وكانت تستقدم من الجوار القريبين منها ومن البعيدين إلى الشرق عنها التمثيليات الإيمائية والألعاب المرافقة برقصات وجوقات غنائية ومجموعات آلية موسيقية. ومنذ بداية القرن الثاني ق.م، كانت رومة تزاول الشعائر والأغاني الدينية القادمة من آسيا، وتستخدم بعض الآلات الموسيقية كالآولوس المزدوج الإغريقي (آلة نفخ قصبية)، واللير lyre (آلة وترية) المستوردة من بلاد الرافدين، والقرون الإتروسكية المعقوفة والملتوية. ولما توسعت الفتوحات الرومانية احتك الرومان بالحضارات الأخرى وتأثروا بها، فكان معظم العازفين لديهم مع آلاتهم الموسيقية، والراقصين والمغنين القديرين، من الأسرى الذين تأتي بهم الفتوحات من اليونان وسورية ومصر. وقد بدأ الفن الروماني يعلن عن نفسه بدءاً من القرون الأولى للميلاد، فاتخذ طابعاً قومياً وتألفت الفرق الموسيقية، وتجمّع الموسيقيون المحترفون في هيئات حرفية، فظهرت مجموعات العازفين والمغنين المتجولين. وفي القرن الرابع الميلادي، ثبتت قواعد الغناء الديني الأمبروزي[ر.الموسيقى] المقتبس عن الكنيسة البيزنطية في سورية، ثم اندمج في الغناء الگريگوري في أواخر القرن السادس للميلاد. وفي القرن السابع ظهرت طريقة التدوين الموسيقي بالعلامات (نيومز) ، ثم جاء الراهب الموسيقي گويدو داريتسو (995-1050م) وثبت هذه العلامات فوق خطوط أربعة وبينها، وبهذا كانت بداية تشكل المدرج الموسيقي. [24]
السينما
شهدت رومة أول عرض لصور متحركة «كينيتوغراف» عام 1895 للمخترع ألبريني (1865-1937) وذلك قبل عرض الأخوين لوميير في باريس بشهر واحد. وبعد عشر سنوات تم تحقيق أول فيلم تاريخي قصير لألبريني وسانتوني، وهو «احتلال روما». وكانت الأفلام الإيطالية الأولى والناجحة منها أفلاماً هزلية. ثم ثبت رواج الأفلام التاريخية الكبيرة، لسهولة استعمال ديكورات طبيعية جميلة، وقلة تكاليف الإنتاج. [26]
بدأ التقدم الفني للإنتاج عام 1912 عندما حقق گواتسوني فيلمه الديني الأول «كووفاديس»، وأنتج بادسكاله فيلم «سبارتاكوس»، وكازريني فيلم «دماربومبي». وفي عام 1914 حقق باسترونه رائعته السينمائية «كابيريا»، وسجل هذا الفيلم التاريخي حدثاً فنياً وتقنياً عظيماً في تاريخ السينما العالمية، وكان له تأثير كبير على السينما الأمريكية، وعلى المخرج والناقد الأمريكي گريفيث. ثم أتبعه باسترونه بفيلم «سقوط طروادة» (1915) الذي بنيت له الأسوار، وصُنع حصان خشبي ضخم من أجله.
لاقت هذه الأفلام نجاحاً كبيراً في الأسواق العالمية، مما شجع الإنتاج السينمائي، حتى أصبح هناك أكثر من عشر شركات إنتاج في كل من ميلانو وتورينو ونابولي وروما. وكان ينمو في السينما اتجاه أكثر واقعية استطاع أن يسهم في ولادة «الواقعية الجديدة» ويؤثر على المخرجين السوفييت. ومن أفلام هذه الحقبة: فيلم «الضائعون في الظلام» (1915) لنينو مارتوليو، وفيلم «تيريزا» عن قصة للكاتب إميل زولا.
العلوم
الرياضة
الموضة والتصميمات
المطبخ
المطبخ الإيطالي بصورته اليوم قد تطور عبر قرون من الزمن بتأثراته من تطور الأوضاع الاجتماعية والسياسية. ويمكن ان تعود جذوره إلى القرن الرابع قبل الميلاد. وأكبر تأثير على المطبخ الإيطالي كان اكتشاف العالم الجديد الذي ساعد في تشكيل جزء كبير من ما يعرف بالمطبخ الإيطالي الوطني اليوم وذلك لإدخال مواد غذائية اكتشفت في القارتين الأمريكيتين مثل البطاطس والطماطم والفلفل والذرة والكاكاو. ولم تظهر هذه المكتشفات الغذائية ضمن أطباق المطبخ الإيطالي بصورة بارزة حتى القرن الثامن عشر الميلادي. كما أن الپاستا الإيطالية الشهيرة كما يشاع وصلتهم من الصين مع الرحالة الإيطالي ماركو بولو حين أحضر معه النودلز (المكرونة الإسباجتي) وطريقة صناعته من الطحين أو الأرز والماء والبيض وغيرها [30]
مكونات الاطباق تختلف حسب المنطقة. وهناك العديد من الأطباق الإقليمية الكبيرة التي أصبحت على مستوى واحد وطنيا وإقليميا. والعديد من الأطباق التي كانت يوما ما إقليمية، انتشرت في اشكال مختلفة في جميع أنحاء العالم.
من أبرز هذه الاطباق البيتزا واللازانيا والكانيلوني والرافيولي والتيراميسو.
الجبن والنبيذ هما أيضا جزئين أساسيين من المطبخ الإيطالي، ولعبا أدوارا مختلفة على الصعيدين الإقليمي والوطني مع اختلافات متعددة وبعضها يربط صنعها أسس موثقة أصليه. كالقهوه، وبشكل أكثر تحديدا قهوة الإسبريسو التي أصبحت جزءا هاما للغاية الثقافيه للمطبخ الإيطالي.
انظر أيضاً
الهوامش
- ^ الأقاليم بالخط المائل تتمتع بالحكم الذاتي
المصادر
- ^ "Ethnologue report". Ethnologue.com. Retrieved 30 October 2010.
- ^ "Population at 2012, October 31". Eurostat. Retrieved 21 april 2013.
{{cite web}}
: Check date values in:|accessdate=
(help) - ^ أ ب ت ث "Italy". International Monetary Fund. Retrieved 17 April 2013.
- ^ "Human Development Report 2011" (PDF). United Nations. 2011. Retrieved 5 November 2011.
- ^ "Comune di Campione d'Italia". Comune.campione-d-italia.co.it. 14 July 2010. Retrieved 30 October 2010.
- ^ عبد الرحمن بدر الدين. "تاريخ إيطاليا". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-04-23.
- ^ فيصل قماش. "إيطالية". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-04-23.
- ^ "Italian soldiers leave for Lebanon Corriere della Sera, 30 August 2006
- ^ "Nuovo record di velocità sulla linea AV Milano-Bologna" (in Italian). FSNews. 3 March 2008. Archived from the original on 22 August 2008. Retrieved 31 December 2008.
{{cite web}}
: CS1 maint: unrecognized language (link) - ^ "Record italiano di velocità" (in Italian). Tutto Treno. 2008. Retrieved 2 January 2009.
{{cite web}}
: Unknown parameter|month=
ignored (help)CS1 maint: unrecognized language (link)[dead link] - ^ "200 giorni al primo treno Alta Velocità sulla Milano-Bologna" (in Italian). FSNews. 28 May 2008. Retrieved 31 December 2008.
{{cite web}}
: CS1 maint: unrecognized language (link) - ^ "La popolazione straniera residente in Italia" (PDF) (in Italian). ISTAT. 22 September 2011. Retrieved 23 January 2013.
{{cite web}}
: CS1 maint: unrecognized language (link) - ^ "Italy and immigration: Take my migrants, please". The Economist. 2011-04-14. Retrieved 2013-04-20.
- ^ علي أبو زيد. "اللغة الإيطالية". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-04-23.
- ^ Religious Populations Office for National Statistics
- ^ "Brunelleschi's Dome". Brunelleschi's Dome.com. Retrieved 25 March 2010.
- ^ فائق دحدوح. "العمارة والفنون". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-04-22.
- ^ "Piazza del Duomo, Pisa – UNESCO World Heritage Centre". Whc.unesco.org. Retrieved 7 September 2011.
- ^ "Leaning Tower of Pisa – Pisa, Italy". Pisa, Tuscany, Italy: Sacred-destinations.com. Retrieved 7 September 2011.
- ^ Vitruvian Man is referred to as "iconic" at the following websites and many others:Vitruvian Man, Fine Art Classics, Key Images in the History of Science; Curiosity and difference; The Guardian: The Real da Vinci Code
- ^ حنان المالكي. "الأدب الإيطالي". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-04-23.
- ^ "Quick Opera Facts 2007". OPERA America. 2007. Archived from the original on 1 October 2006. Retrieved 23 April 2007.
- ^ Alain P. Dornic (1995). "An Operatic Survey". Opera Glass. Retrieved 23 April 2007.
- ^ حسني الحريري. "الموسيقى الإيطالية". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-04-23.
- ^ Conway Morris, Roderick (28 August 2012). "World's Oldest Cinematic Fest Turns 80". New York Times. Retrieved 8 February 2013.
- ^ إيليا قجميني. "السينما الإيطالية". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-04-23.
- ^ أ ب Weidhorn, Manfred (2005). The Person of the Millennium: The Unique Impact of Galileo on World History. iUniverse. p. 155. ISBN 0-595-36877-8.
- ^ Finocchiaro (2007)
- ^ "Galileo and the Birth of Modern Science, by Stephen Hawking, American Heritage's Invention & Technology, Spring 2009, Vol. 24, No. 1, p. 36
- ^ تاريخ الباستا تاريخ الولوج 7 ديسمبر 2009
- المراجع
- Italy - Eyewitness Travel Guides. DK. 2005. ISBN 1-4053-0781-1.
- Miller, Judith (2005). Furniture: world styles from classical to contemporary. DK Publishing. ISBN 0-7566-1340-X.
- Northern Italy - Insight Guides. APA Publications. 2004. ISBN 981-234-903-0.
- Hacken, Richard. "History of Italy: Primary Documents". EuroDocs: Harold B. Lee Library: Brigham Young University. Retrieved 6 March 2010.
- "FastiOnline: A database of archaeological excavations since the year 2000". International Association of Classical Archaeology (AIAC). 2004–2007. Retrieved 6 March 2010.
- "Italy History – Italian History Index" (in Italian and English). European University Institute, The World Wide Web Virtual Library. 1995–2010. Retrieved 6 March 2010.
{{cite web}}
: CS1 maint: unrecognized language (link)
وصلات خارجية
- Online resources about Italy at UCB Libraries GovPubs
- إيطاليا at the Open Directory Project
- Geographic data related to إيطاليا at OpenStreetMap
- التعليم العالي في إيطاليا للطلبة الدوليين
- المنتزهات الوطنية
- الموقع الرسمي للسياحة في إيطاليا
- CS1 errors: unsupported parameter
- Articles with dead external links from September 2010
- Lang and lang-xx template errors
- Articles containing إيطالية-language text
- Pages using infobox country with unknown parameters
- Pages using infobox country or infobox former country with the symbol caption or type parameters
- Pages using Lang-xx templates
- Articles with hatnote templates targeting a nonexistent page
- إيطاليا
- بلدان الألپ
- بلدان البحر المتوسط
- بلدان أوروپا
- دول مجموعة الثمانية
- دول مجموعة العشرين
- بلدان تتحدث الإيطالية
- ديمقراطيات ليبرالية
- دول أعضاء الناتو
- دول أعضاء مجلس اوروبا
- دول أغضاء الاتحاد من أجل المتوسط
- جمهوريات
- دول ومناطق تأسست في 1861
- دول أعضاء الاتحاد الاوروبي
- بلدان ومناطق رومانسية