القواسم
| |||
العاصمة | رأس الخيمة | ||
أكبر مدينة | الشارقة | ||
أكبر مدينة على الساحل الإيراني |
لنجة | ||
أكبر جزيرة | قشم | ||
المدن الرئيسية على الساحل العربي |
المدن: خور كلباء - خورفكان - شناص - عجمان - أم القوين بوهايل - شعم - غليلة - الرمس - خت وكلبا - دبا الجزر: جزيرة بني ياس - الجزيرة الحمراء - جزيرة أبو موسى - طنب الكبرى - طنب الصغرى | ||
المدن الرئيسية على الساحل الإيراني |
شيارك - لافت - راس حتي - كورمارو - كونك لنجة - جزيرة قشم | ||
حاكم راس الخيمة الحالي | الشيخ صقر بن محمد القاسمي | ||
حاكم الشارقة الحالي | الشيخ سلطان بن محمد القاسمي | ||
اللغة الرسمية | العربية | ||
دين الدولة | الإسلام | ||
نظام الحكم اسم الحاكم المؤسس
|
مشيخة رحمن القاسمي | ||
تاريخ التأسيس |
1727 حتى اليوم ضمن دولة الإمارات العربية المتحدة | ||
القواسم في اوج اتساعهم | |||
مواقع تحت حكم القواسم |
القواسم كونت إمارة كبيرة في رأس الخيمة والشارقة بدأت زعامتهم في النصف الثاني من القرن الثاني عشر للهجرة على أثر انحلال دولة اليعاربة.
وكانت بداية دولتهم في ما يسمى اليوم برأس الخيمة والشارقة، ثم انتشرت لتشمل أجزاء من شرق الخليج العربي بساحليه الشمالي والجنوبي، إضافة للجزر. وتمكن القواسم في القرن السابع عشر الميلادي من جمع أضخم قوة بحرية في المنطقة ثم اصطدموا مع بريطانيا الأمر الذي دفع الإنجليز لإرسال حملة بحرية للمهاجمة القواسم ، و لقد لعب القواسم دوراً رائداً في تاريخ الخليج العربي، حيث كان أحد أجدادهم، وبفضله أصبحت هذه المدينة المركز الرئيسي للقواسم و عرفت منذ ذلك الحين باسمها رأس الخيمة إلاً أن المؤرخين يختلفون على مسألتين: أصول القواسم و تاريخ مجيئهم إلى عمان.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مجيئهم من سامراء إلى رأس الخيمة
هذا وأول مصدر تم فيه ذكر القواسم في عمان هو كتاب قلائد النحرين في تاريخ البحرين حيث قال: "أما قطر فقد استولى عليها القواسم حكام عمان الغربي عام 1000 هجري" وتاريخ 1000 هجري يوافق 1591 ميلادي تقريبا[1]. أما المؤرخ البريطاني كيلي يعتقد أن القواسم كانوا يؤلفون فرعاً من بني غافر الذين هاجروا من نجد الواقعة وسط شبه الجزيرة العربية إلى عُمان في القرن السابع عشر تقريباً، وبالمقابل، فإن المؤرخ المصري سيد نوفل، يقول بأنهم قبائل عربية يعود أصلهم إلى الرشايدة هم قبيلة بني رشيد العبسيه وكان مسكنها الأول سامراء في العراق، وهاجرو إلى جلفار حوالي النصف الأول من القرن الثامن عشر، وقد ورد ذكر قائد قاسمي فاوض البرتغاليين على تسليم دبا للعرب هو سيف بن علي بن صالح القاسمي وهو يمثل الدولة العمانية في ذلك الوقت أمام البرتغاليين.[2] في فبراير من عام 1718م جرى أهم اتصال بن الهولنديين والقوات العمانية... وكان أحد قائدي تلك القوات هو رحمة بن مطر بن رحمة بن محمد القاسمي ورد ذكره أي رحمة كأمير لجلفار.[2] و قد لعبوا دوراً رائداً خلال حرب التحرير العُمانية ضد الفرس 1737-1741، إن أول زعيم بارز للقواسم تذكره المصادر هو الشيخ رحمه بن مطر القاسمي و قد وصف بأنه أقوى زعيم للقبائل في الخليج، و قد نجح في تركيز نفوذه و مد سلطته على شبه جزيرة مسندم.
توفي الشيخ رحمه بن مطر القاسمي في عام 1760 و خلفه أخوه الشيخ راشد بن مطر القاسمي 1760-1777 الذي استمرت في عهده العلاقة مع عُمان ، إذ كان إمام عُمان يطمح في إعادة سيطرته على القواسم و هم يريدون الحصول على اعتراف من الإمام بالاستقلال، و توسيع رقعة الأرض التي بين أيديهم ، لهذا حدثت سلسلة من الحروب بين الطرفين ففي عام 1762 أرسل أحمد بن سعيد البوسعيدي إمام عمان حملة مؤلفة من أربع سفن كبيرة لحصار منطقة القواسم ، و اصابت الحملة بعض النجاح ، فقد استطاع الأسطول العُماني محاصرة موانئ القواسم الرئسية فلم يسمح لأية سفينة بالخروج لصيد اللؤلؤ أو القيام برحلة تجارية ، و قد دفعت المعاناة القاسية تلك الموانئ عدا رأس الخيمة إلى الاعتراف بسلطة الأمام .
رد شيخ القواسم في عام 1763 بحملة بقيادة ابنه صقر الذي استطاع أن يهدد العاصمة العُمانية الرستاق ، مما اضطر إمام عُمان أن يستقبل بعض شيوخ القواسم و تمخضت هذه البعثة عن قناعة الأمام باستقلال رأس الخيمة و توابعها عن سلطته الخاصة في عام 1765 وبذلك أصبح نفوذ القواسم محسوماً في كل المنطقة من خورفكان حتى شبه جزيرة مسندم من جهة خليج عمان و من جهة الخليج العربي من الشارقة إلى شبه جزيرة مسندم ، و قد تعاون القواسم بعد ذلك مع العُمانيين أحياناً لمقاومة الأطماع الفارسية التي تمثلت في تهديدات كريم خان زند للساحل العربي بصورة عامة في عام 1772 ، و تعاون الشيخ راشد بن مطر القاسمي مع إمام عًمان مرة أخرى في عام 1775 ضد الفرس و شارك القواسم في مهاجمة ميناء بندرعباس و تدمير سفينتين فارسيتين و مخزن للذخيرة في لنجة.
وحالياً تنتمي الأسر الحاكمة في إمارة رأس الخيمة وإمارة الشارقة إلى القواسم.
نسبهم
اختلف بنسب القواسم فقد ذكر المؤرخ البريطاني كيلي يعتقد أن القواسم كانوا يؤلفون فرعاً من بني غافر الذين هاجروا من نجد الواقعة وسط شبه الجزيرة العربية إلى عُمان في القرن السابع عشر تقريباً، وبالمقابل فإن المؤرخ المصري سيد نوفل، يقول بأن أصلهم يعود إلى قبيلة بني رشيد العبسية.
وهناك قول آخر بأنهم من ذرية:
القاسم الكبير بن هاشم بن محمد بن قاسم بن راشد بن عطية بن سليمان بن إسحاق بن بشر بن قاسم بن حمود بن حسين بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن يحيى بن شريف بن بشير بن ماجد بن عطية بن يعلي بن دويد بن ماجد بن عبد الرحمن بن القاسم بن إدريس بن جعفر الزكي بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب
وهناك أيضا قول آخر بأنهم من ذرية: القاسم الحرابي بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبد الله الشيخ الصالح بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب
الحملة العمانية على القواسم
أرسل أحمد بن سعيد إمام عمان في سنة 1762 في زمن حكم الشيخ راشد بن مطر القاسمي حملة مؤلفة من أربع سفن كبيرة لحصار منطقة القواسم ، و حالف الحملة بعض النجاح ، فقد استطاع الأسطول العماني محاصرة موانئ القواسم الرئسية فلم يسمح لأية سفينة بالخروج لصيد الؤلؤ أو القيام برحلة تجارية ، و قد دفعت المعاناة القاسية تلك الموانئ عدا رأس الخيمة إلى الاعتراف بسلطة الإمام .
الحملة القاسمية على رستاق
رد شيخ القواسم الشيخ راشد في عام 1763 بحملة بقيادة ابنه صقر بن راشد القاسمي الذي استطاع أن يهدد العاصمة العمانية الرستاق ، مما اضطر إمام عمان أن يستقبل سفارة من بعض شيوخ القواسم و تمخضت هذه البعثة عن قناعة الأمام باستقلال رأس الخيمة و توابعها عن سلطته الخاصة في عام 1765 .
الحملة البريطانية الأولى 1800م
تظافرت عدة عوامل ساعدت على نجاح الأعمال العسكرية البحرية التي قام بها القواسم ضد سفن شركة الهند الشرقية البريطانية في الخليج وتمثلت تلك العوامل في اضطراب الأوضاع في الامبرطورية الفارسية من ناحية و عدم رغبة رئاسة الشركة البريطانية في مومباي في استنزاف قواها في نشاطات تتصل باستتباب الامن في الخليج من ناحية ثانية وترتب على ذلك استفحال قوة القواسم بنشاط كبير في الهجوم على كثير من السفن التجارية البريطانية.
أعمال عسكرية بحرية
تسجل الوثائق البريطانية عددا من الأعمال العسكرية قام بها القواسم ضد السفن الشركة البريطانية ففي 18 مايو عام 1798م هاجم القواسم سفينة بريطانية تسمى فايبر إنگليزية: Viper كانت ترسو في ميناء بو شهر ثم هاجموا سفينة أخرى تسمى باسين سنو إنگليزية: Basein Snow كانت في طريقها إلى البصرة قادمة من مومباي بالقرب من ساحل الرمس القريب من مدينة راس الخيمة معقل القواسم بيد ان رئاسة الشركة في مومباي كانت تفضل التزام السلام دائما في علاقاتها مع عرب الخليج حتى انها كانت تصدر اوامرها و تعليماتها للبحارة البريطانين بعدم البدء بإطلاق النيران عليهم ولكن مع تزايد الهجمات على السفن الشركة تبنت الرئاسة في مومباي سياسة جديدة للعمل على تامين التجارة البريطانية ومن ثم كانت الحملة البريطانية الأولى على القواسم في عام 1805م.
في بداية هذا العام تمكن القواسم من الاستيلاء على السفينتين البريطانيتين شانون إنگليزية: Shannon و تريمر إنگليزية: Trimmer التابعتين للمقم البريطاني في البصرة مانستي إنگليزية: Manesty و Hعيد تسليح السفينتين و ضمهما إلى اسطول القواسم وبعد فترة وجيزة تمكن القواسم أيضا من الهجوم على طراد الشركة البريطانية مورنينجتون إنگليزية: Mornington الذي كان يجوب مياه الخليج لتامين التجارة ضد الفرنسين، إلا أن بحارة الطراد البريطاني أطلقوا النار على القواسم الذين لاذوا بالفرار.
في ابريل عام 1805 م هاجم القواسم سفينة الشركة البريطانية كوين إنگليزية: Queen بالقرب من مسقط لكن السفينة تمكنت من رد الهجوم.
التحالف مع مسقط
بتكرار هجوم القواسم على سفن الشركة البريطانية، اقترح حاكم مومباي دنكان إنگليزية: Duncan على الوكيل البريطاني في مسقط الكابتن سيتون إنگليزية: Seton تقديم المساعدة الحربية إلى حكومة مسقط في حربها ضد القواسم خاصة بعد تمكن القواسم الاستيلاء على ميناء بندر عباس في اعقاب اغتيال حاكم مسقط سلطان بن أحمد في عام 1804م مما ادى بالتالي إلى سيطرتهم على جانبي مدخل الخليج العربي.
اعتبرته الشركة البريطانية تهديدا للملاحة في المنطقة، وقام البريطانيون بالتالي بالتنسيق مع حاكم مسقط الجديد بدر بن سيف الذي أبدى موافقته على منح البريطانيين ميناء بندر عباس أو جزء منه تقديرا لمساعدتهم.
بناء على هذه الموافقة صدرت الاوامر إلى الكابيتن سيتون الوكيل البريطاني في مسقط في 3 مارس عام 1805م بمساندة حكومة مسقط في القضاء على القواسم.
أوامر مقيدة
لكن تلك الاوامر قيدت كابتن سيتون بعدة قيود فكان عليه ان يكف عن نشاطه إذا تدخل حلفاء القواسم من الوهابين، وأن يحاول الوصول إلى السلام عن الطريق المفاوضات، وأن يتفادى أية مشاكل أو صعوبات مع حكومتين الفارسية والعمانية. كذلك كان عليه ان يعمل بالتنسيق مع مانستي المقيم البريطاني في البصرة والمستر بروس إنگليزية: Bruce المقيم البريطاني في بو شهر
بدء الحملة الأولى
تحركت القوات البحرية العمانية يساندها الاسطول البحري البريطاني في 15 يونيو عام 1805م في اتجاه ميناء بندر عباس لاستعادته من قبضة القواسم وحلفائهم من بني معين سكان جزيرة هرمز وتم لهم بعد قتال استمر يوما واحدا و في 3 يوليو عام 1805م تلقت القوات المتحالفة معلومات تفيد أن القواسم بداوا يحركون اسطولا بحريا مكونا من ثلاثين سفينة صغيرة من جزيرة قشم.
في الحال ابحرت القوات البحرية العمانية يساندها طراد الشركة البريطانية مورنينجتون إنگليزية: Mornington وأحكموا الحصار على أسطول القواسم الذي كان لايزال بالقرب من سواحل جزيرة قشم رغم محاولات القواسم لفك ذلك الحصار البريطاني العماني عن الجزيرة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الهدنة
وأرسل القواسم إلى سيد بدر بن سيف يعرضون عليه السلام وإبرام هدنة بين الطرفين المتحاربين ورحب بدر بن سيف بهذا العرض لرغبته الشديدة في عودته إلى مسقط التي كانت تشهد اضطرابات داخلية، واتفق الطرفان على أن يعيد القواسم السفينة تريمر إنگليزية: Trimmer التابعة للشركة البريطانية خلال خمسة وعشرين يوما وعلى إبرام هدنة بينهما لمدة سبعين يوما.
اتفاق
وقع الطرفان على اتفاقيتهما في 6 فبراير عام 1805 م و تنص بنودها كما ذكر أتشيسون إنگليزية: Aitchison على إقامة سلام بين الشركة البريطانية و سلطان بن صقر القاسمي زعيم القواسم وأتباعه. احترام كلا الطرفين لعَلم وممتلكات و توابع الطرف الآخر، على أن يدفع القواسم غرامة مالية كبيرة إذا ما خرقوا الاتفاق.
كذلك نصت الاتفاقية على أن يتغاضى الكابتن سيتون عن المطالبة بحمولة السفينتين تريمر و شانون و ان يقدم القواسم المساعدة والحماية للسفن البريطانية التي تجنح إلى شواطئهم و يقوموا بتزويدها بالوقود أو الماء.
أخيرا وبعد ان تم التصديق على الاتفاقية واقرارها يُسمح للقواسم بزيارة الموانى البريطانية من سورات حتى البنغال وقد وقع الاتفاقية عن البريطانيين الكابتن سيتون الوكيل البريطاني في مسقط و عن القواسم عبد الله بن كورش ثم اعتمدها سلطان بن صقر القاسمي زعيم القواسم ثم الحاكم العام البريطاني في الهند في 29 إبريل 1806م.
الاتفاقية
- نصوص اتفاقية السلام (قلنامة) نصت على مايلي
قلنامة أو توقيع اتفاقية معاهدة بين الشيخ عبد الله بن كروش نيابة عن الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي والكابتن ديفيد ستون نيابة عن شركة الهند الشرقية في بندر عباس في 6 فبراير 1806م:
- مادة (1) سيكون سلام بين شركة الهند الشرقية البريطانية الموقرة و سلطان بن صقر القاسمي و جميع توابعه و رعاياه على سواحل شبه جزيرة العرب وفارس وهم سيحترمون علم شركة الهند الشرقية وممتلكاتها أينما و كيفما يكونون وبالمثل يكون سلوك شركة الهند الشركية نحو القواسم.
- مادة (2) إذا خالف القواسم حكم المادة المذكورة انفا فانه تحق عليهم غرامة مقدارها 30,000 دولار و بهذا الشرط فإن الكابتن ديفيد ستون يوافق ان يستلم من الأمير سلطان بن صقر السفينة تريمر الراسية الآن في مسقط وأن يتنازل عن المطالب بحمولة مدافع هذه السفينة وكذلك عن شانون.
- مادة (3) إذا وجدت ممتلكات بريطانية في اسطول الصيد فيجب ان ترد.
- مادة (4) أي سفينة بريطانية ترسو على شواطىء القواسم للتزود بالطعام والماء أو تضطر إلى اللجوء للشاطىء بسبب حالة الجو أو أي سبب آخر يجب أن يساعدها القواسم ويؤمنوا لها الحماية، وأن يحافظوا على ممتلكاتها وأن يسمحوا لها باللجوء أو الرحيل حسبما يراه أصحابها مناسبا بدون مقابل أو طلب.
- مادة (5) إذا أجبر الأمير سعود القواسم على الخروج عن اتفاقية السلام هذه، فيجب عليهم وفي جميع الحالات إرسال إنذار قبل ثلاثة أشهر.
|
|
وقد صدق عليها الشيخ سلطان بن صقر كما صدق حاكم الهند العام على المعاهدة في 29 أبريل 1806م
تجدد النزاع بين القواسم وعمان
في اعقاب اغتيال حاكم مسقط السيد بدر بن سيف في عام 1806م و تولي السيد سعيد بن سلطان مقاليد الحكم في عمان، تجدد النزاع بصورة خطيرة بين القواسم والعمانيين خاصة بعد ازدياد قوة القواسم الذين تماثلت خطورتهم في البحر. كما شعر السيد سعيد بن سلطان بخطورة حلفائهم من الوهابيين على اليابسة، مما شكل تهديدا خطيرا لتجارة عمان.
سارع القواسم بزعامة سلطان بن صقر إلى التحرك لاستعادة خورفكان التي كان قد استولى عليها حاكم مسقط سعيد بن سلطان من قبل. بعد قتال عنيف انسحب حاكم مسقط من خورفكان و تتبعه القواسم حتى اقتربوا من مدينة صحار العمانية. أما الوهابيون فقد تمكن قائد قواتهم مطلق بن محمد المطيري من الاستيلاء على المدن العمانية نزوى وبهلى و مطرح مما كان يعني تهديدا خطيرا لمعقل سعيد بن سلطان في مدينة مسقط.
موقف شركة الهند الشرقية من النزاع
في خضم هذا الصراع الدائر بين حاكم مسقط من جهة والقواسم وحلفائهم من الوهابيين من جهة أخرى كان موقف شركة الهند الشرقية البريطانية في بادىء الأمر يتسم بالحياد التام مما دفع بسعيد بن سلطان إلى عقد اتفاقية سلام مع القواسم و حلفائهم من الوهابيين في نهاية عام 1808م. و تعكس شروط الاتفاقية خضوع السيد سعيد بن سلطان للقواسم و حلفائهم. ولم يكن سعيد بن سلطان عازما على استمرار هذا الخضوع بل كان يسعى دائما إلى الاستقلال التام. وحتى يبلغ هذا الهدف راى انه في حاجة ال مساعدة خارجية من إحدى الدولتين المتنافستين على السيطرة على الخليج العربي في ذلك الوقت هما بريطانيا وفرنسا وأبدت له حكومة شركة الهند الشرقية البريطانية في مومباي رغبتها في الوقوف إلى جانبه هذه المرة، خاصة أن الشركة البريطانية كانت تعد العدة للقيام بحملة ثانية على القواسم الذينة تعاظمت قوتهم بشكل كان يهدد طريق التجارة البريطانية في الخليج والمحيط الهندي و رأى سعيد بن سلطان ان اشتراكه في هذه الحملة سوف يؤدى إلى توثيق عرى الصداقة بينه وبين البريطانيين وأنة بإمكانه الاستعانة بهم في تحقيق بعض تطلعاته التي كانت تهدف إلى استعادة الموانيء والجزر التي استولى عليها القواسم منه. كما انه من المحتمل الاستفادة في كسب تاييدهم له ضد مناوئية أو ضد الحركات الانفصالية التي كانت تقوم في ممتلكاته في عمان من وقت إلى آخر.
الحملة البريطانية الثانية 1809
سعى مجلس رئاسة شركة الهند الشرقية البريطانية في بومباي إلى العمل على كبح جماح القواسم الذين باتوا يشكلون خطرا كبيرا على سفن الشركة المتجهة من وإلى موانىء الخليج العربي، وكان القواسم قد نقضوا اتفاقية السادس من فبراير عام 1806م باشتراكهم مع الوهابيين في الهجوم على موانىء عمان مما أثار المخاوف لدى البريطانيين من حدوث المزيد من الاضطرابات العسكرية التي تؤثر على سير الملاحة في المنطقة. ورغم أن بريطانيا قد وقفت موقف الحياد التام كما أشير إلى ذلك في الصراع بين حاكم مسقط من جانب والقواسم وحلفائهم من الوهابيين من جانب آخر. إلا أن تمادي القواسم في الهجوم على عدد من سفن الشركة البريطانية والاستيلاء عليها كان مبررا كافيا لاتخاد الشركة البريطانية التدابير اللازمة حول اعداد حملة عسكرية بحرية بريطانية ثانية ضد القواسم.
اشتباكات بحرية
ففي أوائل مايو عام 1808 حدث اشتباك بين عدد من قوارب القواسم وبين طراد فيوري إنگليزية: Fury وهو في طريقه من البصرة إلى بومباي ولكنه تمكن من صد القوارب بعد أن كبدها خسائر كبيرة في الارواح. وعند وصول الطراد فيوري إلى بومباي لم يلق قائد الطراد أي استحسان من مجلس رئاسة الشركة البريطانية لمقاومته الحماسية لقوارب القواسم بل تلقى تعنيفا قاسيا من الحاكم العام البريطاني في بومباي شخصيا نظرا لعصيانه الأوامر التي تحظر على سفن الشركة التجارية الاشتراك في أعمال عسكرية بحرية.
وفي مايو عام 1808م هاجم القواسم السفينة التجارية مينرفا إنگليزية: Minerva التابعة للمستر مانستي بالقرب من رأس مسندم وهي في طريقها من بومباي إلى البصرة وتمكن القواسم في هذه المرة من الاستيلاء عليها و تفريخ حمولتها في راس الخيمة.
وفي العشرين من أكتوبر عام 1808م هاجم القواسم الطراد البريطاني سيلف إنگليزية: Sylph واستولوا عليه وسحبوه إلى رأس الخيمة وأسروا العديد من بحارته و من بينهم زوجة الكابتن روبرت تايلور إنگليزية: Captain Robert Taylor وكذلك قائد الطراد الذي اعدمه القواسم و كان حمولة الطراد سيلف حوالي ثمانية وسبعون طنا وعلى سطحه ثمانية مدافع وكان هذا الطراد هو Hحد قطع الاسطول للسير هارفورد جونز إنگليزية: Sir Harvord Jones في بعثته إلى بلاط شاه فارس .
الاستعداد للحملة الثانية
وهكذا دفعت تلك المناوشات العسكرية بين القواسم وسفن شركة الهند الشرقية البريطانية رئاسة الشركة القيام بالحملة الثانية وقد طلب السيد سعيد بن سلطان حاكم عمان الاشتراك في تلك الحملة وبالفعل تحركت في7 سبتمبر عام 1809م حملة قوية من بومباي بقيادة الكولونيل سميث والكابتن جون وين رايت وعين الكابتن سيتون مسئولا سياسيا لها وتكونت الحملة من (السفينة تشيفون) ستة و ثلاثون مدفعا و (السفين كارولين) ستة و ثلاثون مدفعا و طرادات الشركة (مورنينجتون) و (تيرنيت) و (اورور) و (ميركوري) و (نوتيلوس) و (برنس اوف و يلز) وكان الهدف الأساسي لتلك الحملة تدمير القوة البحرية للقواسم تدميرا تاما وإطلاق سراح الرعايا البريطانيين والهنود وYعادة بعض المواقع التي انتزعها القواسم في خليج عمان إلى سلطان مسقط> وصدرت التعلميمات إلى قيادة الحملة لتحقيق ذلك الهدف حسب يوميات القسم السياسي لرئاسة الشركة البريطانية. وكانت التعليمات تحتوي على كافة المعلومات المهمة عن الساحل العربي من الخليج وخليج عمان وتاريخ القبائل العربية القاطنة في هذه المناطق و خاصة القواسم الهدف الرئيسي لقيام هذه الحملة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الهجوم على رأس الخيمة
وصلت الحملة البريطانية إلى مسقط حيث ظلت عدة أيام، ناقش خلالها قادتها الخطط مع السيد سعيد بن سلطان
حاكم عمان وفي 11 نوفمبر عام 1809م وصلت سفن الحملة رأس الخيمة ولكن ضحالة المياه امام سواحل رأس الخيمة اضطرت السفن إلى الوقوف على مسافة تتراوح بين ميلين وأربعة أميال و بدأت السفن قصف المدينة طوال يوم 2 نوفمبر من نفس العام.
دافع القواسم ببسالة عن مدينة راس الخيمة بيد ان البريطانيين تمكنوا في صباح يوم 13 نوفمبر عام 1809م من فتح ثغرة في دفاع المدينة واندفعوا منها إلى داخلها وعند الظهر تمكنوا من احتلال وسط المدينة في حين ظلت الأجزاء الشمالية منها في أيدي القواسم وشرعت سفن الشركة بعد ذلك في تدمير واحراق أسطول القواسم.
ترددت الأنباء عن اقتراب قوات كبيرة من الوهابيين في اتجاه رأس الخيمة و لما كانت تعليمات الرئاسة الصادرة للسفن البريطانية تحظر عدم الاشتباك مع الوهابيين في عمق اليابسة من أراضي رأس الخيمة فقد اصدر قادة الحملة في صباح يوم 14 نوفمبر عام 1809م أوامرهم بعودة الجنود البريطانيين إلى سفنهم وطراداتهم حتى لا تتورط القوات البريطانية في معارك برية قد لا يكون النصر حليفها فيها.
الهجوم على ملحقات رأس الخيمة
غادرت الحملة رأس الخيمة إلى لنجة ميناء القواسم الواقع على الساحل الفارسي للخليج واستولت عليه دون مقاومة في 17 نوفمبر عام 1809 بينما توجهت السفينة كارولين إنگليزية: Caroline بالاشتراك مع سفن حاكم مسقط سعيد بن سلطان في 6 ديسمبر عام 1809 للهجوم على خورفكان وكلبا وشناص لاستعادتها من قبضة القواسم وتم ذلك في 31 ديسمبر عام 1809.
في نفس الوقت تحرك الطرادان ترينيت و نوثيلوس نحو جزيرة قشم و ميناء لافت الفارسي لاخضاعها حيث كانت توجد قوة للقواسم محصنة و مزودة بالمتاريس والمدافع. وبدات الاشتباكات بين الطرفين بصورة عنيفة وفي 28 نوفمبر عام 1809م تم الاستيلاء على الميناء و حرق سفن القواسم الموجودة هناك وعددها عشر سفن.
نتائج الحملة
وقد أعرب قائد الحملة الكولونيل سميث في تقرير له إلى مجلس رئاسة الشركة البريطانية في بومباي عن أمله في ان يكون القواسم قد تلقوا دراسا جيدا من هذه الحملة.
وعلى الرغم من عنف تلك الحملة العسكرية البحرية التي قامت بها سفن الشركة البريطانية ضد القواسم إلا أنها لم تأت بنتائج إيجابية بشكل كاف ولم تحقق كل الأهداف التي قامت من أجلها، فلم تتمكن الحملة البريطانية الثانية مثلا من تدمير كافة سفن القواسم إذ عندما علم القواسم باقتراب الحملة قاموا باخفاء العديد من سفنهم في اخوار عميقة غرب رأس مسندم.
ما لم يتحقق من أهداف الحملة
أما عن هدف الحملة الخاص بإعادة بعض المواقع التي انتزعها القواسم من سلطان مسقط إليه فلم تعد بفائدة لانه على الرغم من عودة تلك المواقع إلى حوزته إلا أن تعاونه مع الحملة البريطانية جلب عداء الوهابين الذي ظل يعاني منه طويلا.
ما تحقق من الحملة
ان ما تحقق من أهداف الحملة الثانية كان احترام القواسم للسفن التجارية البريطانية أو تلك التي تحمل أعلاما بريطانية و كان الاجراء الذي اتخدته رئاسة الشركة في بومباي لأول مرة في اعقاب الحملة هو فرض الحظر على تصدير الاخشاب اللازمة لصناعة السفن من موانىء الهند إلى موانىء الخليج بناء على نصيحة المستر مانستي المقيم البريطاني في البصرة وكان الهدف من هذا الاجراء حرمان القواسم من بناء سفن جديدة.
عودة القواسم إلى البحر
بعد الحملة الثانية ساد اعتقاد لدى رئاسة الشركة في بومباي بعجز القواسم عن القيام بأي نشاط جديد في البحر إلا أنه لم يمض وقت طويل حتى استعاد القواسم قوتهم و استانفوا نشاطهم البحري و ازداد نشاط القواسم العسكري بدرجة كبيرة خاصة في عام 1815م عندما اصدر زعيمهم الشيخ حسن بن رحمة أوامره إلى وحداته البحرية في القضاء على كل ما يصادفها من سفن بريطانية وهندية الأمر الذي دفع الشركة البريطانية إلى تجهيز حملة عسكرية بحرية ثالثة ضد القواسم.
الحملة البريطانية الثالثة في عام 1816
لم تتوقف نشاطات القواسم البحرية المناوئة للحركة التجارية و للسفن التابعة لشركة الهند الشرقية البريطانية و لغيرها رغم الحملة العسكرية الثانية ضدهم مما اعتبر خرقا لاتفاقية عام 1814 و من ثم جاء التفكير في ايفاد حملة بريطانية ثالثة في عام 1816 فقد وصلت إلى رئاسة الشركة البريطانية في بومباي معلومات بان القواسم مدوا نشاطهم حتى البحر الاحمر معترضين القوافل التجارية بين الهند و مخا كما وصلت إلى رئاسة الشركة شكوى من تجار سورات بان القواسم استولوا على ثلاثة سفن من سورات عليها بضائع تقدر بمئات الآلاف من الروبيات .
اشتباكات بين القواسم و سفن بريطانية وأمريكية وفرنسية
و في شهر فبراير عام 1816 اشتبكت دورية بحرية للقواسم مع الطراد البريطاني اورورا ذي الأربعة عشر مدفعا و كان هذا الطراد يقوم بحراسة سفينة عمانية ذكرت المصادر البريطانية انها كانت تحمل أموالا و بضايع للسيد سعيد بن سلطان حاكم مسقط لكن القواسم لم يتمكنوا من الاستيلاء على السفينة العمانية حيث و اجهوا مقاومة عنيفة و خلال شهر مارس عام 1816م هاجم القواسم عددا من السفن البريطانية و الأمريكية و الفرنسية من بينها السفينتين البريطانيتين سنترا و ماكولاي و السفينة الامركية فارس و سفينة فرنسية كانت قادمة من موريشيوس.
و قد أثارت تلك العمليات العسكرية البحرية التي قام بها القواسم غضب رئاسة الشركة البريطانية في بومباي واعتبرت ان قيام القواسم بخرق اتفاقية عام 1816م والتي انهت الحملة البريطانية الثانية وتشكل تحديا صارخا لنفوذ الشركة البريطانية في مياه الخليج العربي و المحيط الهندي.
و تذكر الوثائق البريطانية في بومباي ان القواسم بثوا الرعب في المنطقة حتى ان المستر بروس المقيم البريطاني في بوشهر لم يجد قاربا لينقل إلى زعيم القواسم رسالة احتجاج على تلك الأعمال العسكرية البحرية.
استعداد للهجوم على راس الخيمة
حينئد بادرت الرئاسة في سبتمبر عام 1816 بارسال حملتها الثالثة ضد القواسم بقيادة الكابتن بريدجز قائد السفينة البريطانية تشالنجر و معه الطرادين ميركوري و فيستال لمرافقة المستر بروس لاستعادة حمولة سفين تجار سورات التي استولى عليها القواسم في خليج عدن و اعطيت تعليمات إلى الكابتن بريدجز بعدم اتخاذ أي موقف هجومي ضد القواسم قبل أن يتم تدعيم القوة المرافقة له لعدم قدرة القوة البحرية البريطانية الموجودة في الخليج في تلك الفترة على مواجهة اسطول القواسم. و وصل اسطول بريدجز إلى ميناء بوشهر في أوائل أكتوبر عام 1816م ثم ابحر في الثامن عشر من نوفمبر عام 1816م إلى شاطىء راس الخيمة معقل القواسم و بدات قيادة الحملة في السادس و العشرين من نوفمبر عام 1816م محاولة استعادة حمولة سفن سورات بالطرق السلمية بيد ان المحاولة باءت بالفشل و لاحظ قائد الحملة ان راس الخيمة قد اعيد تحصينها جيدا بعد حملة عام 1809م و عبر بيكنجهام الكاتب البريطاني المرافق للحملة عن دهشة لان القواسم الذين دمر اسطولهم خلال حملة عام 1809م استعادوا بسرعة مذهلة قوتهم البحرية العسكرية و غطوا بسفنهم البحار من مياه الخليج العربي و حتى مياه المحيط الهندي .
التفاوض مع القواسم
تجدر الاشارة إلى أن زعيم القواسم الشيخ حسن بن رحمة قد رد على طلبات القادة البريطانيين بردود غير مرضية لهم حيث اكد حسن بن رحمة بانه لم يخرق اتفاقية عام 1814م و لكنه لا يعترف بالهنود كتابعين للبريطانيين و بالتالي لا يمكن اعتبار السفن الهندية كالبريطانية اما عن بضائع سفن سورات الثلاث فلا يمكن اعادتها لانها قسمت منذ وقت طويل .
انسحاب البريطانيين و رجوع عهم و بدء الهجوم
و بينما كان قائد الحملة الكابتن بريدجز و المقيم البريطاني في بوشهر المستر بروس يناقشان رد زعيم القواسم هبت من الشمال الغربي عاصفة قوية أجبرت الاسطول البريطاني على الخروج إلى وسط البحر بالقرب من جزيرة قشم و لم يتمكن الاسطول البريطاني من العودة إلى راس الخيمة الا في الثلاثين من نوفمبر عام 1816م و اعيد طلب التعويض من الشيخ حسن بن رحمن القاسمي ولكنه رفض مرة أخرى وراى المستر بروس ان يعبر عن استياء حكومته فاتفق مع الكابتن بريدجز الذي الذي تجاهل التعليمات التي لديه بعدم اتخاذ أي موقف هجومي على إطلاق النار على سفن القواسم الراسية في الميناء ورد القواسم بالمثل و كانت نيران القواسم أكثر دقة و من ثم فلم يكن امام بريدجز سوى التوقف عن إطلاق النار و العودة بعيدا عن ساحل راس الخيمة .
و قد أدت مخالفة قيادة الحملة البريطانية الثالثة للتعليمات الصادرة إليها و الاشتباك مع القواسم و فشلها في تحقيق أهدافها إلى نتيجة عكسية إذ استهان القواسم بالقوة البريطانية و زال ترددهم في مهاجمة سفن الشركة البريطانية و لعل من أهم نتائج هذه الحملة زيادة ثقة القواسم في انفسهم و اعتقادهم ان البريطانيين - رغم تفوقهم من ناحية السفن و التسليح عاجزون عن مقاومتهم.
ما بعد الحملة البريطانية الثالثة
و ما ان رحلت الحملة البريطانية الثالثة عن رأس الخيمة حتى بدأت مرحلة جديدة من نشاط القواسم استمرت حتى عام 1819م و في هذه المرحلة و صلت قوة القواسم إلى أقصى مدى لها . و هكذا أصبح من المحتم على مجلس رئاسة الشركة البريطانية في بومباي القيام بعمل عسكري كبير يكسر هيبة القواسم و يعمل على ترسيخ الوجود البريطاني في الخليج العربي. و قد ساعدت الظروف التاريخية في الهند الشركة البريطانية على اتخاد تلك الخطوة إذ صارت للشركة في عام 1818م السلطة العليا في شبه القارة الهندية و أصبحت تمتلك بصفة مباشرة وادى الكنج حتى دلهي و موطن الماراثا بأقاليم الدكن و المنطقة الساحلية المطلة على المحيط الهندي و المناطق الساحلية الممتدة من البنغال إلى الجنوب و أصبح مركز الشركة البريطانية قويا و لاسبيل إلى زحزحته و تمكنت بذلك من اظهار قوتها في منطقة المحيط الهندي .
و لاول مرة منذ عام 1818م و حتى قبيل قيام ثورة الاستقلال الهندية في عام 1857م أصبح لدى رئاسة الشركة البريطانية في الهند قوات متوفرة للعمل في خارج شبه القارة الهندية دفاعا عن مصالحها و مصالح أتباعها من التجار الهنود و عندما قامت قوات محمد علي باشا في مصربالقضاء على الوهابيين -حلفاء القواسم- في عقر دارهم في الدرعية في عام 1818م رأت رئاسة الشركة البريطانية في بومباي توجيه حملة عسكرية بحرية قوية رابعة للقضاء على خطر القواسم نهائيا دون خوف من التورط في حرب مع القوات الوهابية في البر .
الحملة البريطانية الرابعة في عام 1819م
و جدت حكومة بومباي ان الفرصة متاحة لها لغزو القواسم و القضاء على قواعدهم و أسطولهم البحري و تقليص نفوذهم في مدن و موانىء الخليج العربي بعد أن تم القضاء على حلفاءهم السعوديين الأمر الذي اضطر الشيخ حسين بن رحمن القاسمي إلى محاولة تسوية المشاكل البحرية مع الإنجليز و ذلك في مارس 1819م فانتهز الشيخ الفرصة التي سنحت له عندما وردت إليه رسالة بعث بها قائد الاسطول الإنجليزي في الخليج العربي الكابتن لوك في البحرين بشأن تبادل الأسرى بين الطرفين .
رغم ذلك كانت حكومة بومباي تستعد للقيام بحملة كبرى ضد القواسم فعلى اثر عودة السلام إلى أوروبا بالقضاء على نابليون و تستعد بريطانيا بتفوق حاسم في البحار الهندية من حروب في المهراتا كما اسلفنا الذكر و جدت ان المجال قد فتح امامها لجعل الخليج العربي منطقة
نفوذ بريطانية بشكل مطلق و زادت حكومة بومباي في تلك الفترة التي اعقبت رفض الزعيم القاسمي من دوريات المسلحة في الخليج العربي و في 11 مارس 1819م قام الكابتن لوك باعتراض تشكيل بحري قاسمي على الرغم من انهم كانوا يرفعون علم الهدنة كما جاء في تقرير لوك فان الطرادات البريطانية هاجمت بعنف و لكن بعد معركة قصيرة و تمكنت السفن القاسمية من الانسحاب .
تنسيق البريطانيين مع العمانيين و المصريين
رات حكومة بومباي في التنسيق في خططها الرامية للقضاء على القواسم مع كل من محمد علي باشا والسيد سعيد بن سلطان حاكم عمان و في 2 يناير1819م كتب الحاكم البريطاني العام في الهند فرانسيس راودون هاستنجر برسالة إلى إبراهيم باشا قائد قوات محمد علي باشا يهنه على انتصاره على الوهابيين و استيلائه على معقلهم في الدرعية و يدعوه للقيام بعمل مشترك ضد القواسم .
اوفدت حكومة بومباي الكابتن فورستر سادلر أحد ضباط الفرقة السابعة من قوات المشاة الهندية لمقابلة إبراهيم باشا اما بالنسبة لحاكم مسقط سعيد بن سلطان فقد تبين لسادلير ان حاكم مسقط لا يحبذ فكرة التعاون مع إبراهيم باشا إذ لمح سعيد للكابتن سادلير ان حكمه قد يتعلاض للخطر إذا قبل التعاون مع المصريين كما ان السيد سعيد لا يحبذ ظهور منافس لآماله في منطقة الخليج و بعد مقابلة سادلير مع إبراهيم باشا و تحدثه معه في شأن الحملة على القواسم فشل سادلير في اقناع إبراهيم باشا في الموافقة على مقترحاته مما اضطره إلى العودة إلى الهند عن طريق جدة في 14 فبراير1819.
الأمر الذي جعلت حكومة بومباي تخطط في الانفراد بقوات الشركة لضرب القواسم و تدمير قوتهم البحرية معتمدة في ذلك على تقرير استخباري وضعه روبرت تايلور عن مواقع وموارد الموانىء الرئسية الساسية.
استعداد بريطانيين للهجوم
قررت حكومة الهند تصفية الحساب العسكريا مع القواسم بصورة نهائية حيث بوشرت الاستعدادات حينما اصدر الحاكم العام للهند الماركيز هاستنكر تعليماته إلى حاكم بومباي بان يقوم في اقرب فرصة بوضع تصوره عن حجم و طبيعة القوة المتطلبة لهذه العملية و ايفاده بحجم القوات القاسمية حيث ارسلت لحكومة بومباي عن طريق تقارير ضباط البحرية و الوكلاء إلى قوة القواسم تقدر بتسع و ثمانين سفينة و مائة و إحدى و ستين سفينة اصغر حجما و عدد رجالهم المسلحين يبلغ 10300 رجل .
و على هذا الأساس تم وضع خطه الحملة البريطانية على راس الخيمة ففي أول من أكتوبر 1819 اختير الميجر السير وليام كرانت كير قائدا عاما للحملة و في يوم 27 أكتوبر استلم الجنرال كير الاوامر و التعليمات الأولية للحملة و كانت كما يلي :
المرحلة الاولى من الخطة
1 هدف الحملة هو راس الخيمة .
2 يجب تدمير كافة السفن القاسمية الحربية و المدنية الموجودة في المدينة أو حولها .
3 تدمير كافة القواعد العسكرية و الحصون القاسمية على الساحل .
4 عدم تورط المشاة أو مشاة البحرية بالتوغل إلى داخل راس الخيمة الا بالقدر الذي يحقق التدمير التام للقواعد العسكرية و جيوب المقاومة .
5 إذا تم الاستيلاء على راس الخيمة فيجب ترك حامية عسكرية هناك إلى اشعار آخر .
المرحلة الثانية من الخطة
فاذا تم إنجاز المرحلة الأولى من الخطة بنجاح فستكون المرحلة الثانية تدمير الاسطول القاسمي و القواعد العسكرية القاسمية في أم القيوين و عجمان و الشارقة و بلدة الرمس و الجزيرة الحمراء .
المرحلة الثالثة من الخطة
فاذا تمت المرحلة الثانية بنجاح تكون المرحلة الثالثة من الخطة تدمير الاسطول القاسمي و القواعد العسكرية القاسمية في الشاطىء الإيراني و تكون الأهداف هناك موانىء لنجة و خارج أي ميناء آخر يحتمل و جود سفن قاسمية فيها .
حجم القوات البريطانية
و في 20 أكتوبر1819م كانت قوات الحملة قد تم اختيارها و تكونت كما يلي :
الترتيب | القوة |
---|---|
1 | كتيبة المشاة الملكية 47 |
2 | كتيبة المشاة الملكية 65 |
3 | كتيبة مشاة هندية من الفرق 2 |
4 | كتيبة مشاة هندية من الفرقة 3 |
5 | سرايا اسناد مختلفة (رشاشات - و هاناوات - و هندسة ميدان .....) |
6 | سرية مشاة بحرية واحدة |
7 | قوات خاصة من الكشافة و مفارز الاستطلاع و مخابرات الجيش |
8 | كتيبة مدفعية الميدان (95) بكاملها |
المجموع | 3500 بين ضابط و جندي |
الترتيب | المركب | اسمه | عدد المدافع |
---|---|---|---|
1 | سفينة القيادة | ليفربول | 50 |
2 | فرقاطة | إيدن | 25 |
3 | فرقاطة | كيرلو | 18 |
4 | فرقاطة | تايكنماوث | 16 |
5 | فرقاطة | بنارس | 16 |
6 | فرقاطة | تيرنيت | 16 |
7 | فرقاطة | أورورا | 14 |
8 | فرقاطة | ميركوري | 14 |
9 | فرقاطة | نوتيلوس | 14 |
10 | الطراد | ايريال | 10 |
11 | الطراد | فستال | 10 |
12 | الطراد | سيش | 10 |
حال الشيخ حسن بن رحمة قبل الحملة
و وجد الشيخ حسن بن رحمة رئس راس الخيمة ان اصدقاؤه تخلو عنه حاول سلطان بن صقر الذي استعاد السلطة في الشارقة و راشد بن حميد شيخ دبي الذي كان في تحالف دائم مع القواسم و التحالف مع السيد سعيد حاكم مسقط و انه لم يعد في إمكان الوهابيين مساعدته بعد قضى عليهم إبراهيم باشا و رفض الإنجليز العرض الذي تقدم به المقيم الإنجليزي في بوشهر لإقامة سلام بينهما لم يجد سوى ان يطلب المساعدة من الموانىء القاسمية على الساحل الشرقي للخليج حاصة لنجة التي كانت في ذلك الوقت من أكبر الموانىء على ذلك الشاطىء و وافق شيخ نجد على تقديم المساعدة إلى حسن بن رحمة و ان يقوم اسطول بنقل الايرادات من البلح من البصرة إلى راس الخيمة لإمداد المدافعين عنها و المتوقع فرض حصار عليهم .
تحصينات راس الخيمة
و كانت تحصينات راس الخيمة في ذلك الوقت كما يصفها أحد ضباط بحرية بومباي عبارة عن سور مواجه للبحر جيد البناء يرتفع حوالي تسعة اقدام و سمكه قدمان كما توجد عدة أبراج حوله ارتفاع كل منها حوالي عشرين قدما و إلى الجنوب من المدينة توجد قلعة مربع و كانت احسن من اية قلعة شيدت في منطقة الخليج كلها و قبل وصول الحملة نقل جزء كبير من الممتلكات في راس الخيمة إلى مزارع النخيل و كذلك نقل النساء و الأطفال و تولى حسن بن رحمة و أخوه إبراهيم بن رحمة اعداد المدينة للدفاع .
في الطريق من بومباي إلى راس الخيمة
و في 3 نوفمبر عام 1819م غادر الميجر جنرال وليام كرنت كير بومباي متجها إلى مسقط على ظهر السفينة ليفربول تصحبه سفن الحملة ثم غادر إلى مسقط 18 نوفمبر عام 1819م متجها إلى جزيرة قشم و منها توجه على ظهر السفينة لفربول إلى راس الخيمة تصحبه السفينة بناريس بقيادة الكابتن كولير و كان الفصل الرياح الشمالية يقترب بسرعة و أصبح و اضحا ان أي تاخير في إنزال القوات سوف يقضي على نجاح الحملة و لذلك تم إرسال السفينة بناريس الجزيرة قشم لتستعجل وصول قوارب النقل اللازمة للهجوم .
بدء الحملة على راس الخيمة
وفي 3 ديسمبر 1819م هبط ضباط و جنود الحملة على راس الخيمة تحت غطاء مدفعية الزوارق و
السفن المسلحة للاسطول و تم الإنزال تحت اشراف الكابتن لوش و على الجانب الآخر بادر القواسم بتعزيز وسائل دفاعهم حيث اقاموا سورا حول مدينتهم و اخدوا يصدون الهجوم البريطاني بمدافعهم بيد ان القواسم خسروا هذه المعركة و التي استمرت 6 أيام من 3 ديسمبر إلى 9 ديسمبر عام 1819م حيث كان عدد قتلا العرب الف قتيل و جريح و أسير و لم تستطع قوات القواسم الصمود امام هذه الحملة البريطانية فائقة التسلح بالنسبة لهم فقرر زعيم القواسم حسن بن رحمه المبادرة بإعلان الاستسلام و رجاله إلى قائد الحملة الميجرو جنرال كير و حيث وصلت قوات كير إلى راس الخيمة و دمرتها تدميرا و تم انزل العلم القاسمي الأحمر و تم رفع العلم البريطاني .
ما بعد الحملة البريطانية الرابعة
و كان لهزيمة قواسم راس الخيمة و احتلال الإنجليز للمدينة ثم استيلاءهم هم على قلعة ضاوية التي كان العرب يعتقدون انها بلغت من المناعة درجة يصعب معها الاستيلاء عليها اثرة على باقي القواسم الذين لم يستطيعوا الصمود حيث اعلنوا استسلامهم إلى قائد الحملة جنرال كير و كان من وصل راس الخيمة الشيخ قضيب بن احمد شيخ الجزيرة الحمراء الذي اتى بعد اعطاه كير الامان و شجع هذا حسن بن رحمة و سلم نفسه بوعد الامان حيث تبين ان احتجازه سؤدي إلى هياج أهل رأس الخيمة و بعد أن وصل سلطان بن صقر شيخ الشارقة إلى المدينة و تبعه محمد بن هزاع شيخ دبي كما وصل أيضا الشيخ شخبوط بن ذياب و الد طحنون شيخ ابوظبي في يناير أطلق كير سراح الشيخ حسن بن علي-شيخ الرمس- و انصاره لتسهيل التفاوض معه من ناحية و خوفهم ان يموت أحد أنصاره في الأسر بعد انتشر بينهم المرض .
المعاهدات التمهيدية للمعاهدة العامة للسلام 1820
أول المعاهدات التمهيدية مع شيخ الشارقة
كان الشيخ سلطان بن صقر أول من يوقع معاهده تمهيدية للمعاهده العامة مع الجنرال كير و كانت نصوص المعاهدة التمهيدية كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
ليعلم جميع الناس ان سلطان بن صقر كان عند حضرة الجنرال السير وليام كرانت كير و قد تم الاتفاق بينهما على النصوص التالية:
- (المادة 1) يقوم سلطان بن صقر بتسليم كافة القلاع و السفن و المدافع الموجودة في الشارقة و عجمان و أم القيوين و توابعها الي الجنرال كير.
- (المادة 2) يسلم سلطان بن صقر جميع السجناء الهنود إذا كان أحد منهم عنده.
- (المادة 3) لن يسمح الجنرال للجيوش (للقطاعات) ان تدخل المدن لنهبها و تخريبها.
- (المادة 4) بعد تنفيد هذه الا لتزامات فان سلطان بن صقر سينضم و يدخل في اتفاق السلام.
و بهذه الشروط فان حاله العداء تكون قد انتهت بين الجنرال و بين سلطان بن صقر و اتباعه و لكن ستبقى مراكبهم محظورا عليها دخول البحر.
تم في راس الخيمة في 6 يناير 1820م
(مترجمه ترجمه دقيقه جي.بي.تومسون) نقيب من الوحدة 17 لايت دراكون و مترجم
- توقيع
- اللواء (جنرال) و.كرانت كير
- توقيع
- سلطان بن صقر
ثاني المعاهدات التمهيدية مع شيخ رأس الخيمة
ثم جاء الشيخ حسن بن رحمه الذي كان مصابا بمرض شديد اثر المعركة والسجن وفي يوم 8 يناير عام 1820م وقع المعاهدة التمهيدية التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
ليعلم جميع الناس ان حسن بن رحمه في حضرة الجنرال السير وليام كرانت كير و قد تم الاتفاق بينهما على النصوص التالية:
- (المادة 1) تبقى في يد الحكومة البريطانية بلدة رأس الخيمة والمحارة والأبراج القائمة في مزارع النخيل قرب البلدة.
- (المادة 2) إذا كانت أي من سفن حسن بن رحمه في الشارقة أو أم القيوين أو عجمان أو أي مكان آخر يذهب إليه الجنرال بقواته يجب تسليمها للجنرال و سيترك سفن صيد اللؤلؤ و صيد الاسماك.
- (المادة 3) يسلم حسن بن رحمه السجناء الهنود إذا كان أي منهم عنده.
- (المادة 4) بعد تنفيد هذه الالتزامات فسيسمح له بالانضمام إلى معاهدة السلم العام مع بقية العرب الاصدقاء المسالمين.
تم في راس الخيمة قبل ظهر السبت 8 يناير 1820م
- توقيع
- دبليو كرانت كير (جنرال)
- توقيع
- حسن بن رحمة
ثالث المعاهدات التمهيدية مع شيخ دبي
و في اليوم التالي و صل من دبي حاكمها القاصر محمد بن هزاع بن زعل إلياسي و معه نائب و وكيل عنه هو احمد بن فطيس و جاءت المعاهدة التمهيدية كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
ليعلم جميع الناس ان محمد بن هزاع بن زعل _القاصر_ و معه أحمد بن فطيس كانا في حضرة الجنرال السير وليام كرانت كير و هناك تم الاتفاق على النصوص التالية:
- (المادة 1) يسلم أهالي دبي إلى الجنرال السفن التي في دبي و توابعها و المدافع الموجودة في الأبراج و سيترك الجنرال مراكب صيد اللؤلؤ و مراكب صيد السمك .
- (المادة 2) يسلم أهالي دبي كافه الأسرى الهنود إذا كان لديهم أحد منهم.
- (المادة 3) لن يسمح الجنرال لقطاعاته الدخول إلى بلد لنهبها و سوف لن يدمر الحصون و الأبراج.
- (المادة 4) إذا تم تنفيذ هذه النصوص فلسوف يسمح لمحمد بن هزاع بن زعل و اتباعه بالانضمام إلى معاهدة السلم العامة اسوة بسائر العرب الاصدقاء المسالمين.
وبهذه الشروط فلسوف تتوقف حالة العداء بين بريطانيا و بين محمد بن هزاع وأتباعه باستثناء سريان الخطر على مراكبهم في البحر.
- توقيع : الجنرال وليام كرانت كير
- مترجم : نقيب الوحدة 17 لايت دراكون و مترجم
- وقع بختم : أحمد بن فطيس
- شاهد على المعاهدة : الشيخ حمزة بن محمد شيخ جزيرة قشم
وأعطيت نسخه مصدقة من المعاهدة إلى محمد بن هزاع.
رابع المعاهدات التمهيدية مع شيخ أبوظبي
و في يوم 11 يناير1820م وصل من ابوظبي الشيخ شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان ليوقع المعاهدة التمهيدية التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
ليعلم جميع الناس ان الشيخ شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان كان في حضرة الجنرال السير وليام كرانت كير و قد تم الاتفاق بينهما على النصوص التالية :
- (المادة 1) إذا وجدت في ابوظبي أو أي مكان آخر تابع للشيخ شخبوط أي من السفن (القراصنة)التي صادفها أو قد يصادفها الجنرال في الحرب الحالية فيجب عليه ان يسلمها إلى الجنرال .
- (المادة 2) سيسمح للشيخ شخبوط بالانضمام إلى المعاهدة العامة للسلم مع الاصدقاء العرب .
تم في راس الخيمة 11 يناير1820م
- موقع : اللواءكير
- موقع : الشيخ شخبوط بيده
خامس المعاهدات التمهيدية مع شيخ الرمس و ضايه
و في 11 يناير1820م جاء دور الشيخ حسن بن علي الذي كان يشغل منصب شيخ بلده الرمس و ضايه و وقع المعاهدة التمهيدية التالية :
بسم الله الرحمن الرحيم
ليعلم جميع الناس ان حسن بن علي في حضرة الجنرال السير وليام كرانت كير و قد تم الاتفاق بينهما على النصوص التالية .
- (المادة 1) يجب تسليم كافة السفن العائدة لحسن بن علي و الموجودة في الشارقة أو أم القيوين أو عجمان أو ابوظبي أو أي مكان تذهب إليه قوات الجنرال فان مثل هذه السفن تسلم للجنرال و سيترك الجنرال تلك التي تصيد اللؤلؤ و مراكب صيد السمك .
- (المادة 2) يسلم حسن بن علي جميع السجناء و الهنود إذا كان أي منهم لا يزال لديه .
- (المادة 3) إذا تم تنفيذ هذا الاتفاق فسيسمح لحسن بن علي على للانضمام و دخول في معاهدة السلم العام
الموقع : الجنرال كير حسن بن علي
و قد تم كتابة نسختين من كل معاهده و تسلم كل من الموقعين نسخة منها .
ملاحظات على المعاهدات التمهيدية
1- لم يوقع الجنرال كير معاهدات تمهيدية مع شيخ أم القيوين و شيخ عجمان و سنرى بعد انهما وقعا على المعاهدة العامة فقط.
2- جميع الشيوخ وقعوا بايديهم و اختامهم الا شيخ دبي فقد وقع نيابة عنه السيد احمد بن فطيس وذلك لصغر سنه (عمره عندئذ كان تسع سنوات). 3- لم يكن هناك شهود على هذه المعاهدات التمهيدية الا المعاهدة الموقعة مع شيخ دبي و قد شهد عليها شيخ جزيرة قشم وهذا يرجع إلى أان شيخ دبي كان صغيرا ولم يوقع على المعاهدة بيده.
4- بدأت جميع المعاهدات بعبارة (ليعلم جميع الناس) انها ذكرت لان الإنجليز اتبعوا أسلوب القراءة لنشر و تعميم ما ورد في المعاهدات لذا فالعبارة السابقة توضع لتنبيه الناس بعدما تعلن و تقرا للجميع تكون المعاهدة سارية و يعلمها الجميع و ليس من يوقعها مع الجنرال كير .
5- في جميع المعاهدات ذكر اسم الشيخ فقط و لم يذكر بانه حاكم الإمارة المعينة فمثلا حضر الشيخ (الاسم فقط دون ذكر الإمارة التي يحكمها) .
6- وقع ثلاث شيوخ من إمارة راس الخيمة هم الشيخ سلطان بن صقر القاسمي والشيخ حسن بن رحمن القاسمي والشيخ حسن بن علي القاسمي على و ذلك لأهمية الإمارة و لتعدد المسؤولين والقادة فيها ونظرا لان الشيخ سلطان تولى حكم إمارة رأس الخيمة بعد الحملة مباشرة لذا فتوقيعه هنا عن امارتي راس الخيمة والشارقة معا.
7- حرص الجنرال كير على أن ينص في كل معاهده على تسليم كافة السفن العسكرية وغيرها ما عدا سفن صيد اللؤلؤ و صيد السمك وذلك طبعا للقضاء على الأساطيل العربية في الخليج العربي و للقضاء على على التجارة فالمنع يسري كذلك السفن التجارية و النتيجة النهائية هي انفراد إنجلترا بالسيطرة على التجارة في المنطقة كلها والقضاء على أي منافس لها في المنطقة.
المعاهدة العامة للسلام بين القبائل العربية و الحكومة البريطانية 1820م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الصلح خيرا للانام و بعد قد صار الصلح دائم بين دولة سركار الإنجليز و بين الطوائف العربية حسب الشروط التالية :
- (المادة 1) يتوقف النهب و القرصنة بحرا و برا إلى الابد من جانب العرب المشتركين في هذا الاتفاق .
- (المادة 2) إذا هاجم أي فرد من العرب المتقاعدين مسافرا ما برا أو بحرا مهما كانت جنسية بقصد النهب و القرصنة في غير ما حرب معترف بها _ فسيعلن عدوا للجنس البشري فسيعتبر كأنما ابيح دمه و ماله . ان الحرب المعترف بها هي التي يتم إعلانها جهارا و تشنها حكومة أخرى . و ان قتل الناس سلب أموالهم بدون إعلان صريح من حكومة ما أو منها . يعنبر نهب و قرصنة .
- (المادة 3) يحمل العرب المتصالحون في البر و البحر علما احمر يضم حاشيه بيضاء و يكون عرض الأبيض في الحاشية مساويا للعرض الأحمر و لهم الخيار ان يحمل هذا العلم شيئا من الكتابة أولا و يألف مجموع الأبيض و الأحمر المعروف لدى البحرية البريطانية باسم بياضا تخترقه حمرة و هذا سيكون علم العرب المتصالحين دون غيره .
- (المادة 4) ان القبائل العربية المتصالحة ستستمر في علاقاتها مع بعضها كما انها ستكون في الصلح مع الحكومة البريطانية و لن تحارب بعضها بعضا و العلم سيكون رمزا للاكثر .
- (المادة 5) ان سفن العرب المتصالحين جميعا ستحمل معها ورقه (سجلا) تحمل توقيع الشيخ و تحتوي على اسم السفينة و طولها و عرضها و حمولتها و كذلك ستكون عندها و ثيقة أخرى (من سلطة الميناء) تحتوي على توقيع الشيخ و على اسم المالك و اسم الربان و عدد الرجال و السلاح و من اين ابحرت و وقت ابحارها و الميناء المتوجه إليه و إذا و اجهت هذه السفينة سفينة بريطانية قدمت لها السجل و الرخصة .
- (المادة 6) من الممكن للعرب المتصالحين إذا ارادوا إرسال مندوب إلى دار المقيم السياسي في الخليج و مع ما يلزم من الوسائل و يبقى هنالك للقيام باعماله مع دار المقيم السياسي و للحكومة البريطانية إذا شاءت إرسال مندوب عنها إليهم على نفس المنوال و و سيضيف المندوب توقيعه إلى توقيع الشيخ في الورقة (السجل) التي لسفنهم و التي تحتوي على طول السفينة و عرضها و حمولتها بلاطنان و يجب أن يجدد توقيع المندوب سنويا هذا و سيكون جميع هؤلاء المندوبين على نفقه الطرف الذي ينتمون إليه .
- (المادة 7) إذا لم تتوقف أي قبيلة أو جماعة عن النهب و القرصنة فان جميع العرب المتصالحين سعملون ضدهم حسب طاقاتهم و ظروفهم و سيجري اتفاق بهذا الخصوص بين العرب المتصالحين و البريطانيين عندما يحدث مثل هذا النهب و القرصنة .
- (المادة 8) ان إعدام الناس بعد تسليم اسلحتهم هو عمل من أعمال القرصنة و ليس أعمال الحرب المعترف بها فاذا أقدمت على ذلك العمل قبيلة أو جماعة ما سواء كانوا مسلحين أو غير مسلحين بعد أن يكونوا قد سلموا اسلحتهم فستعتبر مثل هذه القبيلة قد خرقت الامن و سيشترك العرب المتصالحون في العمل ضدها مع الإنجليز و ان شاء الله فان الحرب ضدها لن تتوقف حتى يعاقب أولئك الذين ارتكبوا تلك الفعلة و الذين امروا بها .
- (المادة 9) ان حمل الرقيق سواء كانوا رجالا ام نساء ام أطفالا من سواحل أفريقيا أو غيرها و تقلهم في السفن هو نهب و قرصنة و ان العرب المتصالحين لن يقوموا بعمل من هذا القبيل .
- (المادة 10) لسفن العرب المتصالحين التي تحمل العلم الانف الذكر ان تدخلموانىء بريطانيين موانىء حلفاء بريطانيين مادامت تستطيع الدخول و لها ان تبيع و تشتري هناك فاذا هاجمها مهاجم فان الحكومة البريطانية ستهتم في هذا الأمر .
- (المادة 11) ان الشروط المتقدمة ستكون مشاعة لجميع القبائل و للاشخاص الذين يتمسكون بها فيما بعد على هذه الصورة.
حررت في راس الخيمة من ثلاثة نسخ ظهر السبت 8 يناير1820م و عليها و قع المتعاهدون في الأماكن و التواريخ التالية
- وقعت قي راس الخيمة بعد تحريرها جرانيت كير
شيخ خت و الفيلة و سابقا رأس الخيمة
شيخ الجزيرة الحمراء(جزيرة زعاب)
- و قعت في راس الخيمة يوم الثلاثاء 11 يناير1820م
شيخ أبوظبي
شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان
- و قعت في راس الخيمة يوم الثلاثاء 15 ابريل 1820م
شيخ الرمس - ضايه -
- و قعت في الشارقة نيابة عن محمد بن هزاع بن زعل شيخ دبي يوم الجمعة 5 فبراير1820م
نيابة عن الشيخ محمد بن هزاع
شيخ الشارقة
شيخ عجمان
- و في الفيلة نفس اليوم وقعها
شيخ ام القيوين
- نسخة من المعاهدة العامة مع العرب المتصالحين تحمل توقيعات الذين اشتركوا و قدمت موقعه بامضائي و ختمي
و في نهاية النص العربي للمعاهدة وردت هذه الفقرة:
إذا بعد هذا حصل اشتباه من معني بعينه أو جزء من نص الشروط في هذه المعاهدة سواء كان النص الإنجليزي أو النص العربي فالنص الإنجليزي موثق به للتوضيح و له الصفة القاطعة .(وهو كما ينص في المعاهدة المعاصرة في النص الإنجليزي هو المعتمد والملزم في حالة حصول أي اختلاف حول فقره أو تفسير).
و في شهر شباط من نفس العام بعث الجنرال برسالة إلى حكومة بومباي يعلمها بانتهاء كافه العمليات العسكرية ، و عندما وصلت نصوص المعاهدة إلى بومباي أصيبت حكومة بومباي بخيبة أمل إذ اعتبرت نصوصها تساهلا كبيرا من القائد البريطاني تجاه القواسم، وكان حاكم بومباي الجديد الفينستون قد أصدر تعليماته في نهاية العام الماضي لكي يعمل بها الجنرال كير و لكن تلك التعليمات لم تصل إلى كير في الوقت المناسب.
و كانت تلك التعليمات تنص على تدمير كل السفن العائدة للإمارات و ان يسمح للطرادات و السفن الحربية البريطانية بالدخول إلى ميناء من موانئ الإمارات للتفتيش و اخذ تعهد من الشخص الذي سيخلف حسن بن رحمه في حكم راس الخيمة آلة لاء التام لبريطانيا كما يجب إعادة الدويلات القاسمية في الساحل الشرقي ( يقصد في الساحل الإيراني ) إلى حكامها السابقين . و يجب ابقاء قوة بحرية هناك ، كما يجب منع تصدير الاخشاب إلى القواسم لمنعهم من بناء اسطول جديد .
رسالة حكومة الهند إلى الجنرال كير
ارسلت حكومة الهند انتقادات إلى جنرال كير نصت على مايلي :
- 1 كان من الواجب ابقاء الشيخ حسن بن رحمن القاسمي و الشيخ حسن بن علي القاسمي في السجن ، وعدم إطلاق سراحهما .
- 2 كان من الواجب عدم السماح للعرب ببناء الحصون و القلاع مستقبلا .
- 3 وكان من الواجب وضع نص صريح في المعاهدة يذكر ان السفن التي تتاجر بالرقيق سوف تتعرض للمصادرة .
- 4 كان من الواجب تقييد الشيوخ ببناء نوع واحد من السفن الصغيرة ليسهل على الطرادات اللحاق بها .
- 5 كان يجب منح سلطان مسقط السيادة على الخليج واستخدام بحريته لضبط الامن في الخليج .
دافع كير عن المعاهدة التي عقدها موضحا انه إذ كان عليه ان يفرضعلى شيوخ القواسم اجراءات تكثر تشددافان ذللك كان يتطلب قيامه بمزيد من العمليات و مطاردتهم إلى الداخل ،وهذايتناقض مع التليمات الصدرة إليه .
و هكذا راى الجنرال كير انه بالقضاء على قوة القواسم في المنطقة و عقد معاهدة السلم العامة مع شيوخ المنطقة تنتهي مهمة الحملة البريطانية الرابعة فاصدر أوامره إلى جزء من الحملة في اواخر شهر فبراير عام 1820م الابحار إلى الهند مع بقاء حاميه تتكون من عشرين رجلا من رجال المدفعية و كتيبتين و سريتين من البحارة تحت قيادة الكابتن ب .طومسون في راس الخيمة إلا أن هذه الحامية غادرت راس الخيمة متوجهة إلى جزيرةقشم لاتخاذها قاعدة ليتمكن البريطانيون من السيطرة على الخليج العربي و مراقبة حركه الملاحة فيه و الرد على كل من يخرق بنود معاهدة السلم العامة .
و قد أثار احتلال البريطانيون لجزيرةقشم معارضه شديدة من جانب الامبرطورية الفارسية بيد ان البريطانيون تجاهلوا هذه المعارضة و حصلو على الاذن من السيد سلطان حاكم مسقط الذي كان قد سيطر على الجزيرة في عام 1819م بإقامة القاعدة البريطانية على أساس ان الجزيرة تابعه له و لكن لم يستمر الإنجليز طويلا في الجزيرة حيث انسحبو منها في الأسبوع الأول من يناير عام 1823م رغبة منهما في ابقاء العلاقات الودية و الطيبة مع الحكومة الفارسية حيث قامت الشركة بتخصيص ست قطع بحرية للشركة البريطانية للعمل في المطتقة .
من الاثار التي ترتبت على معاهدة السلم العامة
- 1 ان من الحقائق التاريخيه الثابتة انه كانت لإمارات الخليج كيانات سياسيه و ذلك قبل بزوغ النفوذ السياسي للحكومة البريطانية في الخليج في بدايه القرن التاسع عشر . و عليه يمكن القول ، من الناحيه القانونيه ان الإمارات العربية في الخليج كانت تتمتع بالاستقلال السياسي و صفات السيادة في العرف الدولي ان ذالك ، و ذلك قبل تغلغل النفوذ السياسي البريطاني في شؤون هذه الكيانات في القرن التاسع عشر . و حينما بدا النفوذ السياسي البريطاني يتغلغل في الخليج نتيجه لعقد المعاهدة العامة للسلام عام 1820م مع حكام الخليج فان الاستقلال السياسي و السيادة القانونية لهذه الإمارات قد تأثرت إلى حد كبير و لكنها لم تفقد تلك السيادة نهائيا ، و أنما بقيت معلقه و موقوفه طوال الفترة الزمنيه التي بسطت خلالها الحمايه البريطانية على هذه الإمارات .
- 2 واضح ان المعاهدة تحتوي على التزمات من جانب واحد هو الجانب العربي دون أن تفرض أي التزامات بالمقابل على بريطانيا ، فحتى المادة العاشرة من المعاهدة و التي تسمح للسفن العربية بالدخول إلى الموانئ البريطانية و موانئ حلفاءها ، لا تفرض أي التزام على بريطانيا بحمايتها و انما تكتفي في هذا الصدد بالقول ( فاذا هاجمها مهاجم فان الحكومة البريطانية ستهتم بالامر ) .
- 3 يتضح من دراسة هذه الاتفاقيات - و بقية الاتفاقيات التي سردت في الفترات القادمة . انها كانت تهدف إلى إنشاء تحالف بين إمارات الخليج و الحكومة البريطانية عن طريق شركة الهند الشرقية التي منحت سلطة الاشراف على تطبيق احكام و أهداف هذه الاتفاقيات و هدف التحالف هو صيانة السلام في المنطقة و عدم مهاجمة السفن البريطانية و مكافحة الرقيق فالحكومة البريطانية خلال هذه الفترة لم تسمح ان تتدخل في الشؤون الداخلية للإمارات و انما كانت تنظر لها على انها حكومات مستقلة ، و التي عليها ان تدرك ان السلطات البريطانية لن تتدخل في شؤونها الداخلية ما دامت ملتزمة بعدم مهاجمة السفن البريطانية أو التعرض لها و الاضرار بالتجارة في مياه الخليج .
- 4 عمدت الاتفاقية إلى بت الفرقة و التمزق ، بين الإمارات و غرزت وجود الكيانات الضيرة فنلاحظ ان عدد الشيوخ الذين و قعوا معاهدة السلم العام سبعة ، و في حين ان المساحة التي يحكومنها ليست بالكبيرة ، حتى إمارةراس الخيمة فقد وقع عنها أربعة من سبعة و هذا امعانا في التقسميم . و هذا التوقيع عمل على خلق الفواصل و الحواجز بين الإمارات و اظهر إلى الوجود لاول مره في المنطقة أسماء مناطق على انها مستقلة و وحدة سياسية جديدة بينما كانت فيها مضى تشكل مع غيرها كيانا واحدا بغض النظر عن اختلاف العشائر الموجودة فكلهم أخوه بلا تمييز و لكن توقيع الاتفاقية اوجد الفرقة بينهم .
- 5 اعطت الاتفاقية الحق للسفن البريطانية في مهاجمة السفن العربية في الخليج و الاستيلاء عليها اما بحجة التفتيش على رخصه و الاوراق الخاصة بالسفينة ، أو بحجة انها تحمل الرقيق و هذا كله لتحطيم القوة البحرية التجارية التي كان يتمتع بها العرب في تلك الفترة و التي كانت أكبر منافسة للتجارة البريطانية .
- 6 نزع اسلحه العرب الخليج و منعهم من بناء سفن تصلح للحرب و منع إقامة الحصون و القلاع كله يهدف إلى حرمانهم من ميزة الامن خاصة ان الاتفاقية لم تنص على أن تقوم بريطانيا بحمايتهم صراحة و انعدام الامن للإنسان يشكل عبئا ثقيلا و يعرضه للمتاعب خاصة إذا سافر للمناطق البعيدة و خطرة .
استمرت الأوضاع آمنع في منطقة و نفذ الجميع الاتفاقيه . و لم يحصل خرق لبنودها سواء واقعة بناء الشيخ سلطان بن صقر القاسمي لبرج يرتفع ثلاثين قدما على ساحل الشارقة و لكن الكابتن فيثفول قدم بخمس سفن و دمرها ، اما ما عدا ذلك فلم يحصل خرق للاتفاقيه الا حمل السفن للاوراق المطلوبة فلم يتم التقيد بها حرفيا لصعوبته .
القواسم في الشارقة و راس الخيمة
قائمة حكام إمارة رأس الخيمة
1- رحمن بن مطر القاسمي (1727م - 1760م)
2- راشد بن مطر القاسمي (1760م - 1777م)
3- صقر بن راشد القاسمي (1777م - 1803م)
4- سلطان بن صقر القاسمي (1803م - 1808م) (للمرة الأولى)
5- حسين بن علي القاسمي (1808م - 1814م) (نائب)
6- حسن بن رحمن القاسمي (1814م - 1820م) (نائب)
7- سلطان بن صقر القاسمي (1820م - 1866م) (للمرة الثانية)
8- إبراهيم بن سلطان القاسمي (1866م - مايو 1867م)
9- خالد بن سلطان القاسمي (مايو 1867م - 14 أبريل 1868م)
10- سالم بن سلطان القاسمي (14 أبريل 1868م - 1869م)
11- حميد بن عبد الله القاسمي (1869م - أغسطس 1900م)
- خلال هذه الفترة كانت متحدة مع إمارة الشارقة أغسطس 1900 إلى 10 يوليو 1921م
12- بعد الانفصال عن الشارقة سلطان بن سالم القاسمي (10 يوليو 1921م - فبراير 1948م)
13- بعد الانفصال عن الشارقة صقر بن محمد القاسمي (فبراير 1948م - 2010م)
14- بعد الانفصال عن الشارقة سعود بن صقر القاسمي (2010م - حتى الآن)
قائمة حكام امارة الشارقة
1- راشد بن مطر القاسمي ( 1760م - 1777م)
2- صقر بن راشد القاسمي (1777م - 1803م)
3- سلطان بن صقر القاسمي (1803م - 1840م) (للمرة الأولى)
4- صقر بن سلطان بن صقر القاسمي (1840م)
5- سلطان بن صقر القاسمي (1840م - 1866م) (للمرة الثانية)
6- خالد بن سلطان القاسمي (1866م - 14 ابريل 1868م
7- سالم بن سلطان القاسمي (14 أبريل 1868م - مارس 1883م)
8- إبراهيم بن سلطان القاسمي (1869م - 1871م)
9- صقر بن خالد القاسمي (مارس 1883م - 1914م)
10- خالد بن أحمد القاسمي (13 أبريل 1914م - 21 نوفمبر 1924م)
11- سلطان بن صقر القاسمي (21 نوفمبر 1924م- 1951م)
12- محمد بن صقر القاسمي (1951م - مايو 1951م)
13- صقر بن سلطان القاسمي (مايو 1951م - 24 يونيو1965م) (للمرة الأولى)
14- خالد بن محمد القاسمي (24 يونيو 1965م - 24 يناير 1972م)
15- صقر بن سلطان القاسمي (25 يناير1972م - 1972م) (للمرة الثانية)
16- سلطان بن محمد القاسمي (1972م - 17 يونيو 1987م) (للمرة الأولى)
17- عبد العزيز بن محمد القاسمي (17 يونيو - 23 يونيو 1987م)
18- سلطان بن محمد القاسمي (23 يونيو 1987م - حتى الآن) (للمرة الثانية)
القواسم في لنجة
القواسم قبيلة عربية هاجر نفر منها إلى السواحل الفارسية من الخليج العربي . و استطاعوا أن يصبحو زعماء و حكام لبندر لنجة، و ينتمون إلى القواسم الذين يحكمون اليوم إمارة الشارقة و رأس الخيمة . و كان من أشهر القواسم في فارس هو المرحوم خليفة بن سعيد بن قضيب القاسمي . و من بعده قضيب و محمد بن الشيخ خليفة القاسمي الذي انتهى به حكم القواسم في لنجة . و كان مساكن القواسم في فارس تنحصر في منطقة لنجة و توابعها التي تؤلف عدة بنادر و قرى و أرياف و هي كما يلي :
1- بندر كنك : و هو بندر يقع في الجهة الشرقية من لنجة بمسافة 6 كيلومترات.
2- بندر بنداء مسلم : هو يقع شرقي بندر كنك بمسافة 4 كيلومترات .
3- قرية كريز
4- قرية مهركان
6- قرية مم سني : تصغير اسم محمد حسين
7- قرية هيرمند
8- قرية اميران : أو حميران
9- قرية جبنه
10- بندر جشه
11- بندر شناص
12- بندر بلوه
13- بندر بستانه : و يقع في الجهة الغربية من لنجة بمسافة 18 كيلومتراً .
14- بندر دوان
15- بندر مغوه : و يعتبر هذا البندر مشاركة مع قبيلة المرازيق .
هذه بعض مساكن و قرى و بنادر قبيلة القواسم في ساحل فارس . و يقدر عدد أهالي القرى أي منطقة لنجة و توابعها (15000) نسمة. .
انتهاء حكم القواسم في لنجة
كان سبب انتهاء حكم القواسم في لنجة هو أنه غادر قسم من قبيلة القواسم رأس الخيمة و نزلوا بندر لنجة و أسسوا لهم دولة و حكموها ردحا من الزمن و اشتهر من رجالهم الشيخمحمد بن خليفة بن سعيد بن قضيب القاسمي . و لم يحالفه الحظ في تدبير الأمور و لم يحسن السياسة ، و حدثت بينه و بين الحكومة الإيرانية اختلافات و نزاعات أدت إلى حروب عديدة . بالنتيجة إلى انكسار الشيخ محمد القاسمي فلما رأى أنه عاجز عن مقاومة الجيوش النظامية و راى القائد الإيراني ميرزا أحمد خان دريابيكي يقمع حركته و يهدم لنجة و بيوتها آثر المصلحة العامة و آثر سلامة الناس و هاجر مع عائلته إلى الشارقة و توفي فيها سنة 1317هـ .
حكام لنجة من القواسم
2- عبيد بن قضيب بن كايد القاسمي
3- قضيب بن سعيد بن قضيب القاسمي توفي سنة 1808 .
4- محمد بن قضيب بن سعيد القاسمي توفي سنة 1835 .
5- سعيد بن قضيب بن سعيد القاسمي توفي سنة 1853 .
6- خليفه بن سعيد بن قضيب القاسمي توفي سنة 1874 .
7- علي بن خليفه بن سعيد القاسمي قتل سنة 1878 .
8- قضيب بن راشد بن سالم قضيب بن سعيد القاسمي توفي سنة 1895 .
9- محمد بن خليفه بن سعيد بن قضيب القاسمي وهو آخر من حكم من القواسم في لنجة .
خروج القواسم من لنجة
بعد ما أن نجحت الحكومة الإيرانية في إرجاع نفوذها في بندر عباس و توابعه من القرى و سواحل عرب الهولة بدأ الشاه يفكر جدياً في إنهاء الوجود العربي في لنجة و هي الإمارة العربية الوحيدة تقريباً التي ظلت مستقلة ، و قد ساعد الإيرانيين في بسط هيمنتهم على بندر عباس المنازعات داخل الأسرى الحاكمة في عمان و كذلك المنازعات التي نشبت داخل أسرة القواسم حكام لنجة حيث تولى الحكم حكام ضعاف و وصلوا عن طريق إراقة دم إخوانهم فبعد أن تولى الشيخ خليفه بن سعيد بن قضيب القاسمي حاكم هذا المدينة عام 1874 خلفه ابنه علي بن خليفه بن سعيد بن قضيب القاسمي و لم يكن قد بلغ سن الرشد في ذلك الوقت و قد عين يوسف بن محمد وصياً عليه رغم أن الفترة كانت من أحرج الفترات التي تمربها منطقة شرق الخليج موطن الهولة حيث كانت هي المرحلة الانتقالية من حكم شيوخ و خانات إلى سيطرة الحكومة المركزية التي كانت تبذل قصارى جهدها للتخلص من الكيانات شبه المستلقة . حيث تم تعين مديراً للجمارك في ميناء لنجة لأخد الضرائب الباهظة من السكان و قد عجزت الأغلبية من السكان عن دفع المبالغ المطلوبة فغادروا الميناء إلى رأس الخيمة و البحرين و الكويت و الإمارات الآخرى على ساحل الآخر من الخليج . و قد كان لهذه الهجرة آثار سيئة على الحكام و الأهالي كما ابتعد الناس عن الحرب و رغم أن محمد حسن خان مستشار الشيخ خليفو القاسمي أوقف الهجرة إلا أنه لم يسطتع و خاصة أن الغوص عن الؤلؤ و تجارة القطاعة قد انتعشت في دول الخليج العربي مما أوجد فرصاً للرزق لدى المهاجرين و لم يسطتع الشيخ في لنجة دفع الالتزامات المالية لحكومة إيران المركزية و بذلك تم طرده من لنجة . و تزعزعت مكانة الشيوخ في لنجة امام الأهالي و بعد أن كان الشيوخ يدافعون عن الأهالي و يأخذون منهم الضرائب . و زاد في القبضة على لنجة اغتيال علي بن خليفة القاسمي على يد المستشار الذي عينه أبوه له و هو يوسف بن محمد و تمت مكافأته من قبل حكومة إيران المركزية بأن تم تعيينه حاكماً على لنجة و لما رأى الأهالي العرب أن الأمور صارت تسير بيد الحكومة الإيرانية زادت الخلافات بين الشيعة و السنة لان الحكومة كانت تساعد الشيعة رغم أنهم أقلية مقارنة بالأغلبية العربية السنية و لقد تدخلت حكومة إيران سنة 1880 لفض الخلاف بين الطائفتين و زاد الأمر سوءا ان لنجة وبندر عباس وإدارة إقليم الجنوب فارس الذي كان يتبعه عدة قرى و بنادر صارت تحت حكم يوسف بن محمد حتى 1882 مما زاد من الهجرة طلباً للأمان و صار مع أمين السلطان محمد حسين خان وكيلا متحكماً في شؤون القرى و البنادر و لانه ينتسب إلى أسرة القواسم إلا أن أبناء الشيخ علي لم يسكتو بل تمكنو بواسطة الشيخ قضيب بن راشد القاسمي الاستقلال بحكم لنجة و يعلن استقلالها كما كانت أيام أجداده العرب لكن الحكومة الإيرانية قاومته بقوة و بشدة و بجيوش منظمة و طلب الشيخ النجدة من أبناء عمومته شيوخ راس الخيمة و الشارقة لكن البريطانيين لم يوافقوهم و منعوهم حفاظاً على أمن الخليج كما زعموا و اعتبروا الأمر نزاعاً بين قضيب و حكومة إيران. و في سبتمبر 1885 جاء محمد حسين حيراز حاكم بندر عباس إلى لنجة و عقد اتفاقية بين قضيب بن راشد القاسمي و حكومة إيران و اعترفت إيران فيها بحكومة قضيب بن راشد القاسمي في مقابل ضريبة سنوية قدرها مائة و تسعون ألف قرآن يدفعها للحكومة المركزية و قد رحب الأهالي بهذه الاتفاقية لانهم كانوا يفضلون حاكماً عربياً و من شيوخ القواسم أيضا . و كان لذلك أسباب منها :
1- ان معظم السكان من أصول عربية و يعتنقون المذهب السني .
2- سهولة الاتصال بالحاكم العربي و ذلك لأنه بينهم و تربطهم معه عادات و تقاليد و هم يحترمون المشيخة و لا يفرق بين غني أو فقير منهم و بابه مفتوح لشكاواهم .
3- و لكون معظم السكان لديهم أبناء عمومة في دول الخليخ فإن وجود حاكم عربي يسهل لهم الاتصال و التجارة و السفر لتلك الدول .
وصلات خارجية
- قائمة قبائل العرب
- الهدنة البحرية
- الهدنة البحرية في عام 1835
- الهدنة البحرية في عام 1843
- معاهدة السلم الدائم في عام 1853
- شعار القواسم
- علم القواسم
- إمارة رأس الخيمة
- إمارة الشارقة
- لنجة
المصادر
- ياغي، إسماعيل أحمد وشاكر محمود (2010). تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر. مكتبة العبيكان، الرياض. ط 6. ص 99
- كتاب شركة الهند الشرقية البريطانية ودورها في تاريخ الخليج العربي (1600-1858م) للمؤلف الدكتور. علي عبد الله فارس .
- كتاب الصراع بين القواسم والإنجليز في الخليج العربي (1800-1820م) للمؤالف فيصل المندوس .
- تاريخ عرب الهولة (دراسة تاريخيا و ثايقية) تأليف محمد غريب حاتم .
- شقايق النعمان في تاريخ الخليج والكويت وإيران والإمارات والجزيرة العربية وعمان الدكتور محمد إسماعيل دشتي
- موسوعة تاريخ العرب (العصر الحديث) عبدالمنعم الهاشمي
- دليل الخليج العربي
- السيد سعيد بن سلطان (1791-1856) سيرته ودوره في تاريخ عمان وزنجبار رودولف سعيد روث
- تاريخ الإمارات العربية المتحدة الدكتور محمد محمود المندلاوي
- الخليج العربي و المحرمات البريطانية الثلاث (1778-1914) الدكتور عبد الوهاب أحمد عبد الرحمن
- موسوعة تاريخ الخليج العربي الجزء الأول محمود شاكر
- موسوعة تاريخ الخليج العربي الجزء الثاني محمود شاكر
- تاريخ عمان بين القديم و الحديث يوسف بديوي
- عمان الديمقراطية الإسلامية تقاليد الامامة و التاريخ السياسي الحديث الدكتور حسين غباش
- تاريخ مسقط و عمان ، بحرين و قطر محمد علي خان سديد السلطنة المينابي البندر عباسي فارسي
- أطلس التاريخ العربي الإسلامي الدكتور شوقي أبو خليل