العلاقات الأمريكية الروسية
روسيا |
الولايات المتحدة |
---|---|
البعثات الدبلوماسية | |
السفارة الروسية، واشنطن دي سي | السفارة الأمريكية، موسكو |
المبعوث | |
السفير أنطولي أنطونوڤ | السفير جون سوليڤان |
العلاقات الأمريكية الروسية هي العلاقات الثنائية بين الحكومة الأمريكية والحكومة الروسية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
القرنين 18 و19
بدأ التجار الروس منذ اواسط القرن السابع عشر بممارسة التجارة بنشاط في اراضي امريكا الشمالية وفي جزر المحيط الهادئ وشبه جزيرة الاسكا وفي اراضي ولايات كاليفورنيا واوريغون وواشنطن الحالية ، واسسوا مراكز سكنية ومدنا خاصة بهم اطلقت عليها تسمية " امريكا الروسية". وفي عام 1799 شيد الكسندر بارانوف رئيس الجاليات الروسية في امريكا حصنا على جزيرة ارخبيل الكسندر وبنى الى جانبه مدينة نوفوارخانغلسك ( مدينة سيتكا حاليا) التي اصبحت في عام 1808 عاصمة المستوطنات الروسية في القارة الامريكية.
جرى اول اتصال روسي – امريكي على ارفع مستوى حين التقى القيصر بطرس الاكبر مع وليام بين مؤسس المستوطنة البريطانية بنسلفانيا في امريكا في عام 1698 والذي يعتبر في الواقع احد مؤسسي الدولة التي اصبحت فيما بعد الولايات المتحدة الامريكية. وناقش الارستقراطي البريطاني مع القيصر الروسي فكرة نظام الدولة العادل.
وفي الواقع ساعدت روسيا على ان تكسب الولايات المتحدة الاستقلال حين رفضت تقديم المعونة العسكرية الى بريطانيا من اجل اخماد الانتفاضة التي اندلعت في عام 1775 في 13 مستعمرة بريطانية في امريكا واعلنت روسيا حيادها لاحقا.
وجرى تبادل السفراء بين الدولتين في عام 1809 . وكان الشاغل الرئيسي للسفراء هو معالجة القضايا المتعلقة بالاساكا والممتلكات الروسية الاخرى في امريكا والتي تم بيعها في عام 1867 الى الولايات المتحدة. وفي الفترة من 1842 الى 1851 كان المهندسون الامريكيون المستشارين الرئيسيين لمد طريق السكك الحديدية بين موسكو وبطرسبورغ . وشارك الخبراء الامريكيون في مد اولى خطوط التلغراف في روسيا.
وفي عام 1900 افتتحت الشركة الشرقية-الآسيوية الروسية خط الملاحة لنقل الركاب المنتظم مع القارة الامريكية ، وكانت بواخر هذه الشركة تقوم برحلات في كل 10 ايام في " خط الملاحة الروسي – الامريكي".
وفي اثناء الحرب العالمية الاولى التي بدأت في عام 1914 دعمت الولايات المتحدة بلدان انتانتا – تكتل البلدان الذي ضم روسيا ايضا. وبعد قيام ثورة عام 1917 في روسيا رفضت الدولة الامريكية الشمالية الاعتراف بحكومة البلاشفة التي استولت على السلطة وقدمت الدعم الى الجيش الابيض الذي حارب السلطة الجديدة بتزويده بالمال والمواد الغذائية. وفي اعوام 1918 – 1920 شاركت القوات الامريكية سوية مع قوات بريطانيا وفرنسا واليابان في التدخل العسكري في شرق وشمال روسيا.
الفترة السوڤيتية
- مقالة مفصلة: العلاقات الأمريكية السوڤيتية
كانت الولايات المتحدة في مطلع الثلاثينيات من القرن العشرين الدولة الكبرى الوحيدة التي لم تعترف بالاتحاد السوفيتي حيث كانت تطلب كشرط مسبق لذلك تسديد جميع الديون وتعويض ارباب الاعمال الامريكيين عن الاضرار التي لحقتهم بنتيجة مصادرة ممتلكاتهم بعد الثورة.ومع ذلك فأن الاهتمام المتبادل في تنسيق افعال البلدين بسبب توسع العدوان الياباني في الشرق الاقصى قد أدى الى اقامة العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في عام 1933.
لكن التعاون الاقتصادي السوفيتي – الامريكي بدأ تطوره منذ عام 1920 بالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.
وقام بوظائف المبعوث السوفيتي والممثل التجاري الفعلي في امريكا لودفيغ مارتينس الذي أسس " شركة المساعدات الفنية الى روسيا السوفيتية ". وفي عام 1923 اصبحت الشركة الامريكية المتحدة "الاميريكو" الممثل التجاري الرئيسي للاتحاد السوفيتي في الولايات المتحدة الامريكية.
وقام رجل الاعمال الامريكي ارمان هامر بتوريد القمح الى الاتحاد السوفيتي مقابل الفرو والكافيار الاسود والنفائس الفنية والمجوهرات. وفي عام 1926 جرى بمبادرة منه بناء معمل لصنع الاقلام الرصاص في الاتحاد السوفيتي. وفي الفترة اللاحقة جرى في الاتحاد السوفيتي بمشاركته شخصيا بناء مصنع لأنتاج الامونيا (عام 1979) وكذلك مد خط انابيب نقل الامونيا" تولياتي- اوديسا". وفي عام 1922 قام هامر بدور ممثل شركة " فورد" في موسكو . علما ان الشركات التي كانت تتعاطى تسويق سيارات الشركة كانت موجودة في روسيا قبل الثورة. واشترت الحكومة السوفيتية كمية كبيرة من شاحنات وجرارات الشركة وتلقى الاختصاصيون السوفيت التدريب في مصنع هنري فورد. وشيد بمساعدة خبراء مصنع " فورد" في ضواحي مدينة نيجني – نوفغورود اول مصنع للسيارات في الاتحاد السوفيتي وهو مصنع تجميع السيارات رقم 1 الذي تحول فيما بعد الى المصنع العملاق "غاز".
وفي عام 1930 احتل الاتحاد السوفيتي المرتبة الاولى ومن ثم في عام 1931 المرتبة الاولى في استيراد السيارت والمعدات من الولايات المتحدة. لكن واشنطن فرضت القيود المجحفة على الصادرات الى الاتحاد السوفيتي بعد ان اتهمته بالتدخل في شئونها الداخلية. وجرى في الولايات المتحدة ايضا شن حملة ضد الحركة الشيوعية والاشتراكية وفرض الحظر على نشاط المنظمات اليسارية وابعد من البلاد الاشخاص الذين اعتبرتهم السلطات من ذوي الخطر عليها.
الحرب العالمية الثانية
انضم الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في اثناء الحرب العالمية الثانية الى الائتلاف المعادي لهتلر.
وفور الغزو الالماني للاتحاد السوفيتي في يونيو/حزيران عام 1941 اعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا عن دعمهما للأتحاد السوفيتي واخذتا تقدمان المساعدات الاقتصادية اليه. واعد في الولايات المتحدة البرنامج الحكومي " ليند – ليز" الذي قدمت الولايات المتحدة بموجبه المساعدات من ذخيرة ومعدات ومواد غذائية وخامات استراتيجية ومنها مشتقات النفط الى حليفاتها . وكانت قوافل السفن الامريكية والبريطانية تتعرض الى اخطار كبيرة لأن البوارج والغواصات الالمانية كانت تتابعها بنشاط في البحار والمحيطات. وارسلت من موانئ انجلترا واسكتلندا وايسلندا اجمالا الى ميناء مورمانسك وغيره من الموانئ الشمالية السوفيتية 42 قافلة (722 شحنة نقل) وايابا 36 قافلة. ووصلت الى هناك 682 سفينة بينما اغرق الالمان 85 سفينة.وعادت 31 سفينة الى ميناء المنشأ دون تحقيق هدفها. وبقيت طي الكتمان حتى وقت قريب الخطوط الاخرى لنقل المساعدات مثل تحليق اسراب الطائرات من الاسكا الى تشوكوتكا ومنها الى كراسنويارسك والقوافل البحرية في المحيط الهادئ والبرية عبر ايران التي احتلت في اعوام الحرب كليا او جزئيا من قبل القوات البريطانية والسوفيتية. وحصل الاتحاد السوفيتي عبر هذه المسارات على ما يربو على 70 بالمائة من حمولات برنامج " ليند-ليز".
وبلغت قيمة الحمولات عبر " ليند-ليز" اجمالا حوالي 1ر50 مليار دولار ، قدم 3ر11 مليار دولار منها الى الاتحاد السوفيتي. وجرت مرارا اعادة جدولة حساب الديون عن المساعدات الامريكية اليه ، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي تم تحويلها الى روسيا وقدرت في عام 2003 بحوالي 100 مليون دولار.
في 11 يونيو عام 1942 وقعت بواشنطن الاتفاقية السوفيتية –الامريكية حول المبادئ المعتمدة لدى المساعدة المتبادلة في اثناء الحرب ضد العدوان. وقد أصر الاتحاد السوفيتي على افتتاح "الجبهة الثانية" اي دخول القوات الانجلو-امريكية في الحرب ضد المانيا في اوروبا الغربية ، وتم الاتفاق في اثناء المفاوضات بين الاتحاد السوفيتي وبريطانيا والولايات المتحدة على ان يتم افتتاحها في اوروبا في عام 1942. اما في الواقع فان حلفاء الاتحاد السوفيتي قاموا بتأجيل العمليات القتالية في اوروبا الى اقصى أجل ممكن في البداية في عام 1943 ومن ثم في عام 1944 . وتم الاتفاق النهائي على افتتاح الجبهة الثانية في مايو /أيار عام 1944 في مؤتمر طهران الذي عقد في عام 1943 وشارك فيه زعماء الاتحاد السوفيتي وبريطانيا والولايات المتحدة. حقا ان الجبهة الثانية افتتحت فقط في 6 يونيو/حزيران عام 1944 حين جرى انزال القوات الانجلو-بريطانية في نورماندي بشمال فرنسا والقوات الامريكية في جنوب فرنسا في 15 أغسطس/آب.
واستمرت الاتصالات على ارفع مستوى بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في مؤتمر يالطا( 4 – 11 فبراير/شباط عام 1945) ومؤتمر بوتسدام (17 يوليو/تموز – 2 أغسطس/آب عام 1945)، حيث ثبتت أسس النظام العالمي بعد الحرب.
الحرب الباردة
- مقالة مفصلة: الحرب الباردة
كان برنارد باروخ مستشار رئيس الولايات المتحدة هو الذي استخدم لاول مرة يوم 16 ابريل عام 1947مصطلح "الحرب الباردة " الذي كان يعني المجابهة العالمية والجيوسياسية والاقتصادية والايديولوجية بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة والاتحاد السوفيتي وحلفائه من جهة اخرى، ويرى الكثير من المؤرخين ان خطاب ونستون تشرشل المشهور – علما انه لم يكن يشغل حينذاك منصب رئيس الوزراء البريطاني - الذي القاه بمدينة فولتن بولاية ميسوري الامريكية والذي طرح فيه فكرة تشكيل حلف عسكري للدول الانجلوسكسونية بهدف مكافحة الشيوعية العالمية يعتبر البداية الشكلية للحرب الباردة.
وبدأت المجابهة في منتصف الاربعينات من القرن الماضي وانتهت بتفكك الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينات.
وقد اثبت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي مجالين لنفوذهما بتشكيل الكتلتين السياسيتين العسكريتين، وهما حلف شمال الاطلي او الناتو الذي تم تشكيله عام 1949 ومنظمة معاهدة وارسو (1955 – 1991).
ظهرت أول تناقضات بين الحلفاء في التحالف المضاد لهتلر في أعقاب الحرب العالمية الثانية حين خرج الاتحاد السوفيتي من عملية المباحثات لدعمه فكرة وحدة ألمانيا. فيما خشيت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا توسع النفوذ السوفيتي على دول اوروبا، وقامت بدمج مناطق الاحتلال الثلاث في إلمانيا ضمن منطقة واحدة ودعت الى اجراء الانتخابات هناك وتشكيل حكومة. وفي عام 1949 تم اعتماد الدستور في تلك المناطق. هكذا نشأت جمهورية ألمانيا الاتحادية. وبعد مضي فترة قصيرة تم اعلان جمهورية ألمانيا الديموقراطية في منطقة الاحتلال السوفيتية. ومنذ ذلك الحين اصبحت ارض البلاد المقسمة حلبة للمواجهة بين المصالح والاستخبارات. ثمة واقعة تعتبر أكثر إثارة، وهي حفر نفق تحت ارض برلين المقسمة الى القسمين السوفيتي والغربي في عام 1953 من قبل عملاء وكالة المخابلرات المركزية الامريكية وشركائهم من جهازالاستخبارات البريطانية "مي -6". وذلك بغية التصنت على الاتصال الهاتفي العسكري السوفيتي. لكن المخابرات السوفيتية ( كي جي بي) حصلت على معلومات تكشف عن هذا المشروع، وبدأت بتزويد زملائها الغربيين بمعلومات مزيفة . وفي عام 1956 عقدت السلطات السوفيتية مؤتمرا صحفيا كشفت فيه هذه الفضيحة.
أدت الاختلافات الايديولوجية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بقليل الى حدوث مواجهة حقيقية حيث تنامى الوزن السياسي للأتحاد السوفيتي وظهر عدد كبير من الدول السائرة في النهج الاشتراكي في اوروبا الشرقية ومن ثم في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية مما ادى الى تنامي المخاوف في البلدان الغربية ( ولاسيما في الولايات المتحدة وبريطانيا). وبدأت في الولايات المتحدة نفسها هستيريا معاداة الشيوعية اي ما يسمى " صيد الاشباح". لكن لم تحدث عمليات عسكرية رسميا بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. فيما اصبحت النزاعات المسلحة التي اندلعت في العالم أجمع ميدانا للمواجهة بين الدولتين. وفي اثناء الحرب في شبه جزيرة كوريا في اعوام 1950 – 1953 قدم الاتحاد السوفيتي المساعدة العسكرية الى كوريا الشمالية بينما قدمت الولايات المتحدة مساعدتها الى كوريا الجنوبية .الامر الذي ادى فيما بعد الى انقسام البلاد على اساس ايديولوجي والذي لا يزال قائما لحد الآن. ووجدت الولايات المتحدة نفسها بدعمها لحكومة جنوب فيتنام منجرة الى الحرب الاهلية في هذه البلاد الاسيوية. وكان الاتحاد السوفيتي يقدم المساعدة الى فيتنام الشمالية التي دعمت بدورها حركة المقاومة في جنوب البلاد التي كانت تواجه الدكتاتورية والاحتلال الاجنبي.
أصبحت الحروب العربية الاسرائيلية ايضاً مجالا للصراع بين الاسلحة السوفيتية والامريكية الصنع. وكان الاتحاد السوفيتي يرسل اسلحته الى الدول العربية ويقوم باعداد الخبراء العسكريين . اما الولايات المتحدة فكانت تمارس السياسة نفسها حيال اسرائيل.
وكان التنافس المستمر بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة يتسبب احيانا في تغير في توجهات بعض الدول العربية. وعلى سبيل المثال بدأت مصر بممارسة سياسة الانفتاح بعد الحصول على تعهدات امريكية بتقديم المساعدة لها. وأدت هذه السياسة الى انسحاب المستشارين والخبراء السوفيت من هذا البلد في منتصف السبعينات. ثمة مثال آخر. فان العراق الذي كان مقرا لمنظمة المعاهدة المركزية المبنية على اساس حلف بغداد صار يميل الى التقارب مع الاتحاد السوفيتي بعد قيام ثورة عام 1958 وخروج البلاد من الحلف عام 1959.
سباق التسلح وأزمة كوبا
اهم ما اتصفت به الحرب الباردة هو سباق التسلح . وبحلول عام 1945 صنعت الولايات المتحدة السلاح النووي. فيما حصل عليه الاتحاد السوفيتي في عام 1949 فقط . وبات الجيشان الامريكي والسوفيتي يمتلكان السلاح النووي الحراري في عامي 1952 و1953. كانت كلتا الدولتين تنفقان أموالا طائلة على الصناعة الحربية. وكان يمكن ان تتحول الحرب العالمية الثالثة الى واقع.
وأصبحت أزمة الكاريبي عام 1962 من اكثر الاحداث شهرة حيث كان العالم على وشك وقوع كارثة. وسبقت الازمة واقعتان. اولهما هي ثورة عام 1959 في كوبا والتي اوصلت الى الحكم نظام بدأ يتقارب بعد فترة مع الاتحاد السوفيتي، وثانيهما نشر الولايات المتحدة الصواريخ المتوسطة المدى في تركيا ، الامر الذي شكل خطرا مباشرا على المدن الواقعة في غرب الاتحاد السوفيتي، بما فيها موسكو والمراكز الصناعية الكبرى.
وبدأت الازمة في 14 أكتوبر عام 1962 حين اكتشفت طائرة استطلاع امريكية في كوبا الصواريخ المتوسطة المدى السوفيتية الصنع من طراز "ار-12" و"ار-14". وفي 22 اكتوبر توجه الرئيس الامريكي جون كنيدي الى الشعب واعلن وجود السلاح الهجومي السوفيتي في كوبا، مما اسفر عن وقوع ذعر بين سكان الولايات المتحدة. وقامت الولايات المتحدة بفرض الحصار على كوبا. وكانت تناقش آنذاك احتمالات القصف المكثف لهذه البلاد. لم تثر الانذارات الاخيرة التي وجهتها الولايات المتحدة الا استياء الاتحاد السوفيتي. الامر الذي اوصل العالم الى شفير الحرب العالمية الثالثة. وعلى الرغم من ان الجانبين وجدا اخيراً حلاً وسطاً وافق الاتحاد السوفيتي بموجبه على سحب الصواريخ من كوبا مقابل سحب الصواريخ الامريكية من تركيا ، بينت ازمة الكاريبي التي استمرت 38 يوما، الحد الذي يمكن ان تصل اليه البشرية للقضاء على نفسها. وغدا انفراج الازمة منعطفا في تاريخ الحرب الباردة وبداية للانفراج الدولي.
التعامل في مجال نزع السلاح
منذ 31 اغسطس عام 1963 بدأ يعمل خط الاتصال الساخن بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. وفي عام 1963 وقعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا العظمى معاهدة موسكو لحظر التجارب النووية في الجو والفضاء الكوني وتحت الماء.
وفي عام 1968 وقع كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة مع الدول الاخرى معاهدة حظر انتشار السلاح النووي. وفي 30 سبتمبر/ايلول عام 1971 تم توقيع الاتفاقية الخاصة باجراءات الحد من خطر نشوب الحرب النووية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة التي نصت على تقديم إبلاغات عن وقوع حوادث لها علاقة بالسلاح النووي عبر خط الاتصال الساخن. واستمرارا في ممارسة هذا النهج تم التوقيع في 22 يونيو/حزيران عام 1973 على اتفاقية درء وقوع الحرب النووية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. وأكد الجانبان في هذه الوثيقة ان هدف سياستهما هو ازالة خطر الحرب النووية واستخدام السلاح النووي.
في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1969 بدأت في هلسنكي اول مباحثات في تاريخ العلاقات السوفيتية الامريكية حول تقليص الاسلحة الاستراتيجية. وسبقت المباحثات اتصالات سرية أجراها رئيس الوزراء السوفيتي آنذاك ألكسي كوسيگن مع قيادة الولايات المتحدة وبصورة خاصة مع روبرت ماكنمارا وزير الدفاع الامريكي. وتقارب موقفا الجانبين اثناء المباحثات، الامر الذي أدى الى توقيع الاتفاقيات السوفيتية الامريكية الاولى في هذا المجال يوم 26 مايو/آيار عام 1972 ، وبينها معاهدة الحد من نشر منظومات الدرع الصاروخية والاتفاقية المؤقتة الخاصة ببعض الاجراءات الرامية الى الحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بدء الانفراج الدولي
جرت أول زيارة رسمية في تاريخ العلاقات السوفيتية الامريكية قام بها نيكيتا خروشوف زعيم الحزب الشيوعي السوفيتي ورئيس الحكومة السوفيتية الى الولايات المتحدة في 15 – 27 سبتمبر 1959 وتزامنت مع انعقاد دورة الجمعية العامة لهيئة الامم المتحدة.
والتقى خروشوف عدة مرات في اثناء هذه الزيارة بدوايت أيزنهاور رئيس الولايات المتحدة. وأعلن الجانبان في بيانهما المشترك الصادر في 28 سبتمبر/ايلول ضرورة حل المسائل المتنازع عليها خلف طاولة المباحثات وبطرق سلمية ودون استخدام القوة. اما محاولة الوفد السوفيتي مناقشة موضوع الاقتراحات الخاصة بنزع السلاح الشامل التي طرحها نيكيتا خروشوڤ في خطابه بالجمعية العامة للامم المتحدة يوم 18 سبتمر/ايلول فقبلها الجانب الامريكي بنوع من البرودة. وأصبحت القضية الالمانية حجر عثرة في المباحثات. ودعا الاتحاد السوفيتي الى توقيع اتفاقية سلام بين جمهورية ألمانيا الاتحادية وجمهورية ألمانيا الديموقراطية. لكن في حال توقيع مثل هذه المعاهدة مع المانيا الشرقية كان من الضروري طرح مشكلة الوضع القانوني لبرلين الغربية بصفتها جيبا داخل ألمانيا الشرقية ومنطقة محتلة من قبل القوات الغربية ، الامر الذي كان يمكن ان يؤدى الى وقوع نزاع بسبب ان المعاهدة المفترضة كان من شأنها أن تقضي بحصار برلين الغربية. ولذلك تم تأجيل النظر في هذه المسألة. وتقرر عقد قمة بهذا الخصوص في 16 مايو 1960. لكن في 1 مايو 1960 تم اسقاط طائرة تجسس امريكية في أجواء مدينة سڤردلوڤسك ( يكاترينبورگ حالياً) السوڤيتية، مما أدى الى افشال القمة.
الى جانب مناقشة المسائل السياسية أبدى خروشوف أثناء زيارته للولايات المتحدة اهتماما بنجاحات الاقتصاد الامريكي حيث زار عشرات الشركات والمزارع الامريكية، بينها مزرعة الذرة التي أثارت اعجاب الزعيم السوفيتي. الذي باشر بعد عودته الى الوطن بترويج خبرة زراعة الذرة. فطرح شعار " الذرة هي ملكة الحقول الروسية" .
وفي اكتوبر/تشرين الاول عام 1960 زار خروشوف الولايات المتحدة مرة ثانية بصفة رئيس الوفد السوفيتي الى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتضمن خطابه في الامم المتحدة دعوات الى نزع السلاح الشامل والقضاء الفوري على الاستعمار وقبول الصين في هيئة الامم المتحدة. وتميزت هذه الدورة للجمعية العامة بأن خروشوف نزع فردة حذاءه وبدأ يطرق الطاولة بها للتعبير عن عدم موافقته على كلام أحد الخطباء .
وفي يونيو/حزيران عام 1961 التقى خروشوف بالرئيس الامريكي جون كندي وعاد يطرح مطالبه تجاه برلين. وصارت السياسة الخارجية السوفيتية تتصف بالشدة طيلة صيف عام 1961. وتمخض اشتداد السياسة هذا عن خرق الاتحاد السوفيتي لحظر تجارب السلاح النووي الذي كان قد أعلنه منذ 3 سنوات فاجرى سلسلة من التفجيرات النووية.
كان ريتشارد نيكسون أول رئيس للولايات المتحدة في تاريخ العلاقات الثنائية قام بزيارة رسمية الى الاتحاد السوفيتي. وجرت الزيارة في 22- 30 مايو/آيار عام 1972 . ووقع رئيس الولايات المتحدة خلال لقائه بليونيد بريجنيڤ الأمين العام للحزب الشيوعي السوفيتي عددا من وثائق التعاون الثنائي وبصورة خاصة معاهدة الحد من نشر منظومات الدرع الصاروخية والاتفاقية المؤقتة الخاصة ببعض الاجراءات في مجال الحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية، وكذلك اسس العلاقات المتبادلة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، ناهيك عن تحديد بعض التدابير الرامية الى تطوير التجارة وغيرها من العلاقات الاقتصادية.
هذا وقام ليونيد بريجنيف الامين العام للحزب الشيوعي السوفيتي في يوليو/ تموزعام 1973 بزيارة واشنطن حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات الجديدة. لكن في اكتوبر/تشرين الاول شهدت العلاقات السوفيتية الامريكية مزيدا من المشاكل من جراء نشوب الحرب (حرب اكتوبر 1973) بين اسرائيل والدول العربية. وتلقى نيكسون معلومات عن احتمال تدخل الاتحاد السوفيتي في الحرب. فاصدر امرا بوضع الوحدات الأمريكية الاستراتيجية والتكتيكية في حالة التأهب. وتمت تسوية الازمة بعد توقيع اتفاقية وقف اطلاق النار بين الدول العربية واسرائيل.
وبعد استقالة نيكسون تمسك الرئيس الامريكي الجديد جرالد فورد بنهج الانفراج. وقام الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في عام 1975 بتحقيق البرنامج الفضائي المشترك "سيوز-أپولو". وفي مايو/آيار عام 1976 وقعت في واشنطن اتفاقية التجارب النووية تحت الارضية المحققة للاغراض السلمية.
هذا والتقى جرالد فورد بليونيد بريجنيف مرتين ، وذلك في مدينة فلاديفوستوك الروسية عام 1974 حيث تم التنسيق في كافة القيود الناجمة عن معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجة وفي مدينة هلسنكي عام 1975 حيث تم توقيع اتفاقية الامن والتعاون في اوروبا. واثارت سياسة الانفراج نقدا لاذعا من قبل الجناح اليميني للحزب الجمهوري الامريكي الذي اتهم فورد بأنه ثبت في واقع الامر هيمنة الاتحاد السوفيتي على اوروبا الشرقية، الأمر الذي تسبب في وقوع موجة برودة في العلاقات السوفيتية الامريكية وخاصة بعد بدء الحرب في أفغانستان.
"پيرسترويكا" (اعادة البناء) للعلاقات السوڤيتية الأمريكية
عند صعود الامين العام الجديد للحزب الشيوعي السوفيتي ميخائيل گورباتشوڤ الى السلطة في الكرملن وإعلانه نهج الـ"پيرسترويكا" اكتسبت السياسة الخارجية للاتحاد السوفيتي ملامح الانفتاح الأكثر والتوجه نحو اقامة التعاون مع دول العالم الأخرى.
في 19-21 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1985 عقد في جنيف لقاء گورباتشوڤ بالرئيس الامريكي رونالد ريگان. ونوقشت اثناء القمة المسائل الرئيسية للعلاقات السوفيتية الامريكية والوضع الدولي الراهن.
والتقى ميخائيل گورباتشوڤ بصفته اول رئيس للاتحاد السوفيتي تم انتخابه في مارس/آذار عام 1990 برئيس الولايات المتحدة جورج بوش الأب خلال زيارة الدولة التي قام بها الى الولايات المتحدة في 30 مايو/آيار – 5 يونيو/حزيران عام 1990 . وتم خلال الزيارة توقيع رزمة من الوثائق ضمت اتفاقية اتلاف السلاح الكيميائي وعدم تصنيعه والتدابير الرامية الى المساهمة في عقد الاتفاقية المتعددة الجوانب حول حظر السلاح الكيميائي واتفاقية العلاقات التجارية واتفاقية التعاون العلمي التقني في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.
هذا والتقى أول رئيس في روسيا الاتحادية بوريس يلتسين برئيس الولايات المتحدة جورج بوش الأب في 1 فبراير/شباط عام 1992 في كامب ديفيد حيث أعلِن رسميا انتهاء الحرب الباردة. وتم توقيع البيان الذي ثبت صيغة جديدة للعلاقات الروسية الامريكية.
في 3-5 يونيو/حزيران عام 2000 عقد في موسكو اول لقاء بين رئيس روسيا الاتحادية ڤلاديمير پوتين ورئيس الولايات المتحدة بيل كلينتون. ووقع زعيما الدولتين في اثناء المباحثات بعض الوثائق، بينها البيان المشترك حول مبادئ الاستقرار الاستراتيجي والمذكرة حول الاتفاق الروسى الامريكي على انشاء المركز المشترك الخاص بتبادل المعلومات الواردة من منظومات الانذار المبكر والابلاغ عن اطلاق الصواريخ.
في 6 أبريل 2008 عقد في مدينة سوتشي الروسية لقاء رئيس روسيا المنتخب دميتري مدڤييدڤ بالرئيس الأمريكي جورج بوش الابن الذي وصل إلى سوتشي في 5 أبريل/نيسان بزيارة استغرقت يومين .
اوصلت الـ"پرسترويكا" وما اعقبها من مميزات عصر بوريس يلتسين العلاقات بين البلدين الى مستوى جديد. ولكن اعترف المسؤولون الروس الكبار فيما بعد بخيبة آمالهم، اذ ان موسكو التي ضعفت نتيجة تفكك الاتحاد السوفيتي تنازلت امام الغرب وبالدرجة الاولى امام الولايات المتحدة الامريكية في اتجاهات كثيرة دون أن تحصل على اي بديل عملي، فيما تزايد النقد حيالها من طرف الغرب وخاصة فيما يتعلق بحملة مكافحة الارهاب في الشيشان، الامر الي ادى الى وقوع توتر في العلاقات بين موسكو وواشنطن وخاصة في مسائل مثل العلاقات بين روسيا والناتو والاختلاف في الاراء إزاء الوضع في الجمهوريات السوفيتية السابقة. وتفاقم الوضع في فترة رئاسة جورج بوش الابن على الرغم من وجود العلاقات الشخصية الجديدة بينه وبين الرئيس بوتين.
والتقى الرئيس الروسي الجديد دميتري مدڤييدڤ بعد توليه الرئاسة في روسيا برئيس الولايات المتحدة جورج بوش الابن في 7 يوليو/تموز عام 2008، وذلك في اطار قمة الثماني الكبار في جزيرة هوكايدو باليابان.
واشار مدفيديف الى انه يعول على اقامة الحوار مع الولايات المتحدة في كافة المسائل سواء كان مع الادارة الحالية في البيت الابيض او الادارة القادمة. وبحسب قول الرئيس فان اكثر القضايا حدة هي قضايا الامن الاوروبي والدرع الصاروخية.
في 1 أبريل/نيسان عام 2009 عقد لقاء الرئيس دميتري مدڤييدڤ بالرئيس باراك اوباما الذي رسم نهجا نحو اعادة اطلاق العلاقات الروسية الامريكية.
القرن 21
تعتبر العلاقات مع الولايات المتحدة من اولويات السياسة الخارجية الروسية وعاملا هاما في اشاعة الاستقرار الدولي. وقد ثبتت مبادئ حوار الشراكة الثنائي في اعلان موسكو حول العلاقات الاستراتيجية الجديدة الذي وقعه الرئيسان الروسي والامريكي في مايو/أيار عام 2002 . وحددت الاتجاهات الاولية للتعاون الثنائي وهي العمل المشترك لصالح الامن الدولي والاستقرار الاستراتيجي ومكافحة الارهاب الدولي ومواجهة الاخطار والتحديات الاخرى الشاملة الجديدة ودعم حل النزاعات الاقليمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية وتوسيع الاتصالات بين الافراد.
وفي اللقاء الذي جرى في 14 – 15 يوليو/تموز عام 2006 في بطرسبورغ عشية قمة مجموعة "الثماني" صدر البيان المشترك للرئيسين الروسي والامريكي المتعلق بالتعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية ومقاومة الانتشار النووي وكذلك الاعلان المشترك حول المبادرة الشاملة في مكافحة الارهاب النووي.
وفي ختام المباحثات التي جرت في 1 – 2 يوليو/تموز عام 2007 اصدر الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس جورج بوش في كينيبانكبورت(ولاية مين) البيان حول صناعة الطاقة النووية وعدم الانتشار الذي يتضمن برنامج الخطوات الملوسة في مجال تعميق التعاون الثنائي والدولي في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية بشرط الالتزام الصارم بنظام عدم الانتشار.
وفي 6 ابريل/نيسان عام 2008 صدر في ختام قمة سوتشي اعلان الاطر الاستراتيجية للعلاقات الروسية الامريكية الذي عكس الطابع الشامل للتعاون بين روسيا والولايات المتحدة في الاتجاهات الرئيسية بهدف ضمان التواصل المستقر في المستقبل. وتتضمن الوثيقة بصورة موجزة ما تم تحقيقه في الاعوام الاخيرة في مجال الامن وعدم الانتشار ومكافحة الارهاب وبضمنه الارهاب النووي وتطوير الذرة في الاغراض السلمية والمضي قدما في الشراكة بمجال الاقتصاد والتجارة وصناعة الطاقة. كما عكس الاعلان الخلافات الجدية بين الجانبين حول بعض القضايا مثل الدفاع المضاد للصواريخ و معاهدة تقييد القوات المسلحة في اوروبا وتوسيع الناتو وسحب الوسائل الضاربة من الفضاء والتي يجب ان يتواصل العمل في معالجتها.
وأدى دعم واشنطن للعدوان الجورجي في اغسطس/آب عام 2008 ضد قوات حفظ السلام الروسية والاهالي المسالمين في اوسيتيا الجنوبية الى توتر العلاقات الروسية – الامريكية.
ومع هذا بدأت ترد من واشنطن بعد ان تولت السلطة في الولايات المتحدة الادارة الديمقراطية الجديدة أشارات حول الرغبة في اعادة التعاون الثنائي الى مجرى العمل الطبيعي. وصدرت عن الجانب الامريكي موضوعات حول وجوب "اعادة النظر " في العلاقات الروسية – الامريكية والاستعداد لأقامة تعاون شامل في حل المشاكل الحيوية. وقد أعطى ذلك نبضة بناءة الى اول لقاء شخصي بين الرئيس دميتري مدفيديف والرئيس باراك اوباما في اول ابريل/نيسان عام 2009 على هامش قمة " العشرين" في لندن. وتبادل الرئيسان الآراء حول جميع قضايا العلاقات النثائية والوضع الدولي وحددا الاولويات واجندة العمل في الفترة القريبة القادمة. وصدر بيانان مشتركان – حول المباحثات بصدد التقليص اللاحق للأسلحة الاستراتيجة الهجومية والاطر العامة للعلاقات الروسية – الامريكية.
ويتضمن البيان المشترك حول الاطر العامة للعلاقات عمليا جميع جدول العمل الآني وثبت ليس فقط مبادئ التعاون الرئيسية (وجود مصالح مشتركة كثيرة ، والتصميم على العمل المشترك من اجل تعزيز الاستقرار الاستراتيجي والامن والمواجهة المشتركة للتحديات الشاملة وتسوية الخلافات بروح الاحترام المتبادل والاعتراف بمصالح بعضهما البعض)، وكذلك اعداد المهام للمستقبل.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التوترات المتزايدة
حسب موقع دبكة الإسرائيلي، فإن الحريق الذي نشب في 1 يوليو داخل غواصة نووية روسية من طراز AS-12 Losharik، متخصصة في قطع كابلات الإنترنت والتنصت عليها، قتل 14 مختص متميز، حدث بمياه ولاية ألاسكا الأمريكية. غواصة أمريكية اعترضتها وأطلقت النار. فأطلقت غواصة روسية مصاحبة طوربيد من طراز بلقان-2000 أغرق الغواصة الأمريكية. البلدان يتكتمان، لحساسية التفاصيل.[1]
القتلى الروس 14 مختص فريد، بعضهم حاصل على لقب "بطل روسيا الاتحادية". عقد پوتن اجتماع عاجل مع وزير الدفاع، وترمب أمر نائبه بقطع رحلته والعودة فوراً للتشاور.[2]
الغواصة لوشاريك صُممت في عقد الثمانينيات، ودُشنت في 2003، إلا أن تفاصيل قدراتها هي من الأسرار. ويبلغ عدد طاقمها 25 فرد، وتعمل على عمق يزيد على 3,300 متر تحت سطح الماء. وهذا النوع من الغواصات قد يُستخدم في زرع أو تعطيل مصفوفات سونار في قاع المحيط. وهذه المهمة تتفق مع بيان وزارة الدفاع الروسية أن النار شبت أثناء عمل الغواصة مسح باثيمتري (لقاع المحيط) لقياس الأعماق.[3]
في 14 ديسمبر 2020، أفادت وكالة رويترز في تقرير لها أن مجموعة من القراصنة مدعومين من حكومة أجنبية نفذوا هجوماً إلكترونيا على وزارة الخزانة الأمريكية، وقسم من وزارة التجارة الأمريكية. وقد أقرّت إدارة الرئيس ترمپ بذلك أيضاً. [4] وصرح قال جون أوليوت المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: "إن حكومة الولايات المتحدة على علم بهذه التقارير، ونحن نتخذ جميع الخطوات اللازمة لتحديد أي قضايا محتملة تتعلق بهذا الوضع ومعالجتها".
كما نشرت وول ستريت جورنال في خبر عاجل لها أن أجهزة في وكالات حكومية أمريكية تعرضت لقرصنة يعتقد أن وراءها الاستخبارات الروسية.[5] وهناك مخاوف لدى أجهزة الاستخبارات الأمريكية من أن المتسللين الذين استهدفوا وزارة الخزانة الأمريكية والإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات التابعة لوزارة التجارة – التي تُعرف باسم (NTIA)، وهي وكالة أمريكية مكلَّفة بصياغة سياسة الإنترنت والاتصالات – قد يستخدمون أساليب مماثلة لاختراق وكالات حكومية أخرى. وقال أحد الأشخاص المُطّلعين على الأمر: "إن الاختراق خطير للغاية؛ لدرجة أنه أدى إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض يوم السبت".
شمل الاختراق الإلكتروني الذي استهدف إدارة (NTIA) منصة (Microsoft Office 365) الخاصة بالإدارة، وقالت المصادر: "إن القراصنة راقبوا رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالموظفين في الوكالة لعدة أشهر". [6]
وصرّح متحدث باسم وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA) أن خبراء الوكالة يعملون بالتنسيق مع الشركاء فيما يتعلق بالأنشطة المكتشفة التي تستهدف الشبكات الحكومية، ويقدمون المساعدات الفنية إلى الجهات المتضررة لتحديد أي تداعيات محتملة وتخفيف أثرها.
ويأتي هذا الكشف بعد أقل من شهر من إقالة الرئيس دونالد ترمپ، كريستوفر كرپس أحد كبار المسؤولين في الأمن السيبراني في الولايات المتحدة، بسبب أنه أعطى بيانًا غير دقيق حول أمن الانتخابات الرئاسية 2020. وقد كان كرپس مسؤولًا عن الأمن السيبراني للانتخابات الأمريكية، كما كان مديرًا لوكالة الأمن السيبراني ومسؤولًا عن أمن البنية التحتية التابعة لوزارة الأمن الداخلي.
بدورها، استنكرت السفارة الروسية في الولايات المتحدة وصفته بمحاولات وسائل الإعلام الأمريكية اتهام موسكو بالهجمات السيبرانية على موقع وزارة الخزانة الأمريكية والإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات، مشيرة إلى كوها "أخبار ملفقة لا أساس لها من الصحة". وأصدرت السفارة الروسية في واشنطن بياناً رسمياً، قالت فيه :"تحاول، مرة جديدة، وسائل إعلام أمريكية مختلفة اتهام روسيا بالهجمات السيبرانية على مختلف المواقع الأمريكية وآخرها موقع وزارة الخزانة، وهذه المعلومات ليست دقيقة وعارية من الصحة تماما".[7]
في 25 يناير 2021، قدمت موسكو، احتجاجًا تتهم فيه السفارة الأمريكية في روسيا وشركات الإنترنت الكبرى، بلعب دوراً في تأجيج المظاهرات التي تشهدها روسيا منذ أيام.[8]
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروڤا إنّ السفير الأمريكي في موسكو جون ساليڤان التقى نائب وزير الخارجية، سيرگي ريابكوڤ، الذي أبلغه احتجاج الخارجية الروسية، كما اتهمت زاخاروڤا شركات الإنترنت العملاقة "بالتدخل في شؤوننا الداخلية"، على ما نقلت عنها وكالات الأنباء الروسية.
رئاسة بايدن
في 26 يناير 2021، أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن أول اتصال هاتفي منذ توليه الرئاسة الأمريكية مع نظيره الروسي ڤلاديمير پوتن، لمناقضة عدة قضايا، وفق ما أعلنه البيت الأبيض.[9]
حسب بيان البيت الأبيض، فقد شدد بايدن على موقف الولايات المتحدة الحازم في الدفاع عن مصالحها الوطنية، رداً على أي أفعال من روسيا قد تضر بالبلاد، كما شملت المحادثة اقتراح بايدن تمديد معاهدة نيو ستارت، للحد من الأسلحة النووية مع روسيا لخمس سنوات، وأكد على دعم واشنطن القوي لسيادة أوكرانيا في وجه الاعتداءات الروسية المستمرة. كما ناقشا الهجوم الإلكتروني الكبير الذي استهدف شركة سولار ويندز، والتقارير حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020، والأخرى المتعلقة بتخصيص روسيا مكافآت مقابل قتل جنود أمريكيين في أفغانستان، إلى جانب قضية تسميم المعارض الروسي ألكسي ناڤالني، ومعاملة قوات الأمن الروسي للمحتجين السلميين.
في 2 مارس 2021، نشرت وزارة الخزانة الأمريكية قائمة بأسماء الأشخاص والكيانات التي تم فرض عقوبات عليها على خلفية قضية المعارض الروسي ألكسي ناڤالني، وطالت العقوبات الشخصيات التالية[10]:
- رئيس جهاز الأمن الفدرالي ألكسندر بورتنيكوڤ
- رئيس الهيئة الفدرالية الروسية لتطبيق العقاب (السجون) ألكسندر كالاشنيكوڤ
- النائب الأول لرئيس مكتب إدارة الرئيس الروسي سيرگي كيريينكو
- المدعي العام إيگور كراسنوڤ
- نائب وزير الدفاع ألكسي كريڤوروتشكو
- نائب وزير الدفاع پاڤيل بوبوڤ
- رئيس إدارة الشؤون الداخلية في مكتب إدارة الرئيس الروسي، أندريه يارين
- معهد الأبحاث العلمية الحكومي للكيمياء العضوية والتكنولوجيات
- المؤسسة الحكومية الفدرالية "المركز العلمي رقم 27"
- المعهد المركزي للأبحاث العلمية والتجارب رقم 33 التابع لوزارة الدفاع الروسية.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلنكن عن إدراج روسيا على قائمة الدول التي يحظر توريد التكنولوجيات الدفاعية إليه، وذلك مع بعض الاستثناءات في القطاع الفضائي. كما أعلن بلنكن عن حظر تقديم القروض لروسيا من قبل المؤسسات المالية الحكومية الأمريكية. وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروپي قد أعلنا عن فرض عقوبات على موسكو على خلفية إصدار المحكمة الروسية حكما بالسجن على المعارض ألكسي ناڤالني في قضية اختلاس الأموال، التي صدر بحقه ضمنها حكم السجن مع وقف التنفيذ في وقت سابق.
في 17 مارس 2021، أعلنت الخارجية الروسية عن استدعاء السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوڤ إلى موسكو للتشاور، حيث سيتم تقييم آفاق العلاقات مع واشنطن. وقال مصدر في الخارجية الروسية إن الهدف من المشاورات هو "بحث الخطوات المطلوبة والاتجاه اللازم اتباعه على خلفية حال العلاقات مع الولايات المتحدة".[11]
وأضاف أن الإدارة الأمريكية قريبة من تجاوز مرحلة المئة يوم الرمزية على توليها السلطة، وهي مناسبة جيدة لمحاولة تقييم ما نجح فيه فريق جو بايدن، وما لم ينجح فيه. وأضاف أن الأهم بالنسبة لموسكو هو "تحديد السبل الممكنة لترميم العلاقات الروسية الأمريكية" التي تمر بمرحلة متأزمة بسبب سياسة واشنطن. وأشار إلى أن من مصلحة موسكو "منع تدهور لا رجعة عنه لهذه العلاقات إذا كان الأمريكيون يدركون خطورة تداعيات ذلك".[12]
جاء ذلك في أعقاب قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الرئيس الروسي ڤلاديمير پوتين، "سيواجه عواقب" على ما تعتبره واشنطن جهوداً روسية للتأثير في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة لصالح دونالد ترمپ.
وقال بايدن في مقابلة بثتها قناة إيه.بي.سي نيوز التلفزيونية في 17 مارس، إن پوتين "سيدفع الثمن"، مضيفا أنه "حذر" پوتين من رد محتمل خلال "مكالمة هاتفية مطولة" بينهما في أواخر يناير 2021. ورداً على سؤال عن العواقب التي يقصدها قال بايدن: "سترون قريباً" دون ذكر مزيد من التفاصيل. كما أجاب بـ"نعم" على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن پوتين "قاتل". مع ذلك، اعتبر بايدن أنه يمكن التعاون مع روسيا بشأن المواضيع التي "من مصلحتنا المشتركة العمل معاً"، مشيراً بهذا الصدد إلى قراره تمديد اتفاقية ستارت الجديدة مع روسيا في يناير.
وفي وقت سابق اليوم، قال سيرگي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو تنظر بهدوء إلى تهديد واشنطن بفرض عقوبات جديدة بعد صدور تقرير للاستخبارات الأمريكية يتهم روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية الأخيرة. ووصف ريابكوڤ هذه المزاعم بأنها عديمة الأساس، لافتاً إلى أن "صياغة العبارات فيه مبهمة، وأن عدم الدقة المتعمدة للبيانات تستخدم مرة أخرى كأساس للتهديد، بإجراءات وخطوات مادية محددة للغاية".
في 25 مايو 2021، أعلن البيت الأبيض وكذلك الكرملين أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي ڤلاديمير پوتن سيلتقيان لأول مرة منذ وصول بايدن للحكم، وسيعقدان قمة في 16 يونيو في جنيڤ.
ويأتي هذا الاجتماع الأول بين الرئيسين منذ تولي بايدن الرئاسة وسط توتر حاد بين واشنطن وموسكو على خلفية تبادل عقوبات واتهامات وسيتم عقده على هامش اجتماعات قادة مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي الذين يسعون إلى تشكيل جبهة واحدة ضد موسكو.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان مقتضب إن "الرئيسين سيبحثان مجموعة من القضايا الملحة، في وقت نأمل بجعل العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا أكثر استقراراً". ومن جانبها، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن الكرملين أن الرئيسين سيناقشان العلاقات الثنائية والاستقرار الاستراتيجي وتسوية النزاعات الإقليمية والتعاون في مكافحة جائحة ڤيروس كورونا. ويشار إلى أن پوتن ظل على مدار فترة طويلة دون تحديد لموقفه من دعوة بايدن لحضور قمة شخصية. [13]
ويتزامن إعلان انعقاد هذه القمة مع قول المعارض الروسي المسجون ألكسي ناڤالني إنه مستهدف بثلاثة تحقيقات جنائية مع تكثيف الضغط منذ أسابيع عدة على حركته وأنصاره. وأفاد مصدر أمريكي أن ثمة حرصاً كبيراً على ألا يكون اللقاء مع پوتن بمثابة مكافأة للأخير بل أن يشكل الوسيلة الأكثر فاعلية لإدارة العلاقات بين البلدين، علما بانها صعبة وستظل كذلك.
وبمناسبة هذا الاجتماع، يعتزم بايدن خصوصاً إثارة قضية بلاروس ونظامها برئاسة ألكسندر لوكاشنكو وخصوصا أن موسكو هي داعمها الأكبر. وتزداد عزلة بلاروس مع بدء فرض قيود على مجالها الجوي رداً على مينسك التي اعترضت طائرة مدنية بهدف اعتقال معارض شاب كان بين ركابها. وسبق أن فرضت على نظام لوكاشنكو الذي يتولى الحكم منذ 1994 سلسلة عقوبات غربية لقمعه العنيف لحركة احتجاجية غير مسبوقة شهدت تظاهر عشرات الألاف في الشوارع خلال 2020 اثر انتخابات أغسطس الرئاسية والتي يرى الأوروبيون أنها كانت "مزورة". كذلك، أوضح المصدر الأمريكي أن جدول أعمال القمة يتضمن قضية مراقبة الأسلحة النووية. وسيبحث الرئيسان أيضا ملفي إيران وكوريا الشمالية النوويين إضافة الى قضية القطب الشمالي والتغير المناخي وصولاً إلى الأزمة السورية.
في 10 يوليو 2021، نجحت واشنطن وموسكو في ما عجزت عنه الاجتماعات الماراثونية السابقة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فقد اختار الرئيسان جو بايدن وڤلاديمير پوتن، الاتفاق على كيفية الاستمرار في إيصال المساعدات الإنسانية الى ملايين السوريين. ولأنهما اتفقا، فإن مجلس الأمن صوّت بالإجماع على هذه الخطوة. وقالت صحيفة واشنطن پوست إن ما حصل هو "اختبار للعلاقات الدولية ولعله مثالٌ عابر لاستئناف التعاون بين الدولتين لكن القضايا العالقة بينهما ما تزال كثيرة وبينها قضية الأمن الالكتروني".
أقرّ مجلسُ الأمن آلية إدخال المساعدات الى سوريا عبر معبر باب الهوى عند الحدود السورية التركية، وتستمر هذه الآلية عاماً كاملاً تنقسم على فترتين من 6 أشهر، بحيث يُصدر الأمين العام للأمم المتحدة تقريراً في أعقاب الأشهر الستة الأولى يؤكد أو ينفي فيه حدوث شفافية في خلال إيصال هذه المساعدات عبر الجبهات المستمرة بين الجيش السوري والمسلحين. ويبدو أن قسمة التمديد الى مرحلتين جاء كمخرج للطرفين الروسي والأمريكي، ذلك أن واشنطن كان تريد ذلك لعام كامل وروسيا لستة أشهر فقط.[14]
وقد جاء هذا القرار متوازناً بين مطالب روسيا التي أصرّت طيلة الفترة الماضية على أن تمر المساعدات بالحكومة المركزية السورية، وبين اقتراح آخر تقدّمت به كل من النرويج وإيرلندا مدعومتين من أبرز القوى الأطلسية، وقد بدت التسوية مقبولة لكل الأطراف، وتبادل الرئيسان بوتين وبايدن في أعقابها الشُكر والتنويه.
أجواء الرئيسين انعكست على المجلس، فقال المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا:” إننا نشهدُ اليوم لحظة تاريخية، فنحن والأمريكيون لم نتوصل فقط الى اتفاق، وانما قدمنا نصا مشتركا لاقى تأييد وإجماع كل زملائنا في المجلس، وان سورية لن تكون الرابحة الوحيدة من ذلك وانما كل الشرق الأوسط والعالم”
كذلك الأمر بالنسبة للمندوبة الأمريكية ليندا توماس-گرينفيلد التي قالت : "إن ما حدث هو لحظة مهمة في العلاقات مع روسيا، وأنه يظهر ما يمكن فعله مع الروس إذا تم العمل دبلوماسيًا على أهداف مشتركة.وإننا نتطلع إلى البحث عن فرص أخرى للعمل مع الروس حول القضايا ذات الاهتمام المشترك لحكومتينا".
والى الروس والأمريكيين، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو گوتـِرِش مُشيدا بالتعاون والقرار وقال: "إن الأمم المتحدة ستكون قادرة الآن على توفير مساعدات لما يقارب 3 ملايين ونصف المليون سوري، لكن الاحتياجات تبقى أكبر ويمكن للأمم المتحدة القيام بالمزيد لمساعدة الاعداد الإضافية من المحتاجين وذلك من خلال معابر وتمويل إضافيين".
يُشار الى أن روسيا التي أصرّت ونجحت في إشراك الحكومة السورية في إيصال المساعدات لأن معبر باب الهوى الحدودي يقع في محافظة إدلب الخاضعة وفق التعبير الروسي الرسمي لقبضة المسلحين الإرهابيين، كانت نجحت مع الصين في رفع مستوى الضغوط داخل الأمم المتحدة لحصر المعابر جميعا بمعبر واحد ورفض أي تجديد للمعابر الأخرى.
في 2 أغسطس 2021، صرح السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوڤ في مقابلة مع مجلة ناشيونال انترست، إن الولايات المتحدة طلبت من 24 دبلوماسياً روسياً مغادرة البلاد بحلول 3 سبتمبر بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم. وقال السفير إن جميع الدبلوماسيين تقريبًا سيغادرون بسبب تشديد إجراءات إصدار التأشيرات التي وضعتها واشنطن دون إخطار مسبق. وقالت أنتونوڤ إن قيودًا مماثلة على فترة تكليف مدتها ثلاث سنوات للموظفين الروس طبقها الجانب الأمريكي في ديسمبر 2020، مضيفاً أن هذا الشرط لم يطبق على أي دولة أخرى. [15]
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد پرايس هذا الادعاء بقوله إن "توصيف أنتونوڤ للوضع غير دقيق". وصرح للصحافيين خلال مؤتمر صحفي "إن الحد الأقصى لمدة ثلاث سنوات لصلاحية التأشيرة للروس، ليس بالأمر الجديد. عندما تنتهي صلاحية التأشيرات.. هذا كل ما في الأمر. ونفى پرايس أيضًا أن تكون الولايات المتحدة تستخدم تأشيرات الدبلوماسيين الروس للرد، لكنه قال: "نحتفظ بالحق في اتخاذ الإجراءات المناسبة للرد على تصرفات روسيا".
كانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت في أبريل 2021 حظراً كاملاً على البعثات الدبلوماسية الأمريكية من توظيف مواطنين من روسيا أو دول ثالثة في مناصب إدارية وفنية رداً على العقوبات الأمريكية وطرد الدبلوماسيين الروس.
بعد اجتماع جنيڤ في 21 يناير 2022، أشار كبار الدبلوماسيين الأمريكيين والروس إلى أن المحادثات ستستمر، حتى مع نشر روسيا المزيد من القوات بالقرب من أوكرانيا ووافقت الولايات المتحدة على مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا قيمتها 200 مليون دولار. وتعهد وزير الخارجية الأمريكي توني بلنكن برد مكتوب على مطالب روسيا، حيث حاول الجانبان السيطرة على التوترات. وأعلنت الولايات المتحدة تسليم أوكرانيا صواريخ ستينگر المضادة للطائرات. [16]
"كانت المناقشة اليوم مع وزير الخارجية الروسي سرگي لاڤروڤ صريحة وموضوعية. لقد نقلت موقف الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا الأوروپيين بأننا نقف بحزم مع أوكرانيا في دعم سيادتها وسلامة أراضيها. لقد كنا واضحين: إذا تحركت أي قوات عسكرية روسية عبر الحدود الأوكرانية، فهذا يعد اجتياحًا متجددً. سيقابل برد سريع وحاد وموحد من الولايات المتحدة وشركائنا وحلفائنا. نحن متحدون في التزامنا بإيجاد طريق للمضي قدمًا من خلال الدبلوماسية والحوار. ولكن بنفس القدر ، في عزمنا على فرض عواقب وخيمة إذا اختارت روسيا طريق المواجهة والصراع. لقد أعربت مرة أخرى للوزير لافروف أنه فيما يتعلق بالمخاوف الأمنية التي أثارتها روسيا في الأسابيع الأخيرة، فإن الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا الأوروپيين مستعدون لمتابعة الوسائل الممكنة لمعالجتها بروح المعاملة بالمثل." |
قال الجانبان إن الدبلوماسيين يعتزمون التحدث مرة أخرى لاحقاً، وتركوا الباب مفتوحًا أمام محادثة أخرى بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونطيره الروسي ڤلاديمير پوتن لمحاولة حل الأزمة.
لكن في أوكرانيا، استمرت التوترات في التصاعد. وتنقل روسيا المزيد من القوات والدروع والأنظمة المضادة للطائرات المتطورة تجاه بلاروس، الحليف الروسي والجارة الشمالية لأوكرانيا، مما يضع قوة متنامية في مرمى العاصمة الأوكرانية كييڤ، فيما أصرت روسيا على أنها مجرد تدريبات.
وسمحت الولايات المتحدة لإستونيا ولاتڤيا ولتوانيا بإرسال صواريخ ستينغر المضادة للطائرات إلى القوات الأوكرانية، مما يزيد من شحنات صواريخ جاڤلين المضادة للدبابات إلى أوكرانيا التي بدأتها بريطانيا هذا الشهر. كما أكدت وزارة الخارجية هذا الأسبوع أن إدارة بايدن وافقت على 200 مليون دولار إضافية كمساعدات عسكرية دفاعية لأوكرانيا، علاوة على 450 مليون دولار في السنة المالية 2021.
وقالة جن پساكي، السكرتيرة الإعلامية للبيت الأبيض، للصحفيين في واشنطن: "سيتوجه الرئيس في نهاية هذا الأسبوع إلى كامب ديڤد مع فريقه للأمن القومي لمناقشة الوضع - سيكون البعض افتراضيًا، والبعض سيكون هناك شخصيًا". "سنواصل التشاور مع حلفائنا وشركائنا وسنرد الأسبوع المقبل كتابيًا".
ومع ذلك، بعد أسابيع من الخطاب المحتدم، ظهرت دلائل على أن الجانبين كانا يحاولان السيطرة على التوترات وإعطاء الدبلوماسية وقتًا. أدت موافقتهم يوم الجمعة على مواصلة التفاوض إلى بدء سلسلة من المحادثات التي بدأت في 30 ديسمبر بمكالمة هاتفية بين پوتن وبايدن، واستمرت بسلسلة من ثلاثة اجتماعات الأسبوع الماضي لم تقدم أي اختراقات ولكنها منعت روسيا من ذلك. تصوير استخدام القوة كخيارها الوحيد.
ليس من الواضح من الذي قد يستفيد أكثر من التأخير، إذا ظلت روسيا مستعدة لغزو أوكرانيا - وهو قرار يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن بوتين لم يتخذه بعد ، على الرغم من حشده لأكثر من 100.000 جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية. قال بايدن هذا الأسبوع إنه يعتقد أن پوتن سيحاول "اختبار الغرب" من خلال شن غزو، وهو توقع تجاوز بكثير التقييمات الاستخباراتية الرسمية التي وصفها مسؤولو البيت الأبيض.
قد ترحب الولايات المتحدة بمزيد من الوقت لحشد الحلفاء وتنسيقهم والتخطيط لخيارات الطوارئ. لكن الروس قد يقدرون ظهور جهود دبلوماسية موسعة وحسنة النية قبل أي غزو محتمل، وقد يرحبون بالوقت لحشد المزيد من القوات. ووصف لاڤروڤ المحادثات بأنها "مناقشة مفيدة وصادقة"، في حين وصفها بلنكن بأنها "باشرة، وعملية وليست جدلية.
وتشمل مطالب روسيا وقفًا ملزمًا قانونًا لتوسع الناتو باتجاه الشرق وانسحاب قوات الناتو من دول مثل پولندا ودول البلطيق التي كانت متحالفة مع الاتحاد السوڤيتي أو جزءًا منه. ورفضت الولايات المتحدة هذه المطالب ووصفتها بأنها غير بادئة، حتى مع عرض المسؤولين الأمريكيين إجراء محادثات بشأن مسائل أخرى، مثل التدريبات العسكرية ووضع الصواريخ.
قال بلنكن: "نتوقع أننا سنتمكن من مشاركة مخاوفنا وأفكارنا مع روسيا بمزيد من التفصيل وفي كتابي الأسبوع المقبل". "لم نتوقع حدوث أي اختراقات اليوم، لكنني أعتقد أننا الآن على طريق أوضح من حيث فهم مخاوف بعضنا البعض."
وكرر لاڤروڤ، مخاطباً وسائل الإعلام بشكل منفصل بعد الاجتماع، نفي روسيا أن لديها أي خطط لمهاجمة أوكرانيا وقال إن روسيا ستنتظر الرد المكتوب من الولايات المتحدة الأسبوع المقبل قبل اتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية. حذر السيد پوتن من أن روسيا ستتخذ إجراءات "عسكرية تقنية" غير محددة لضمان أمنها إذا لم يوافق الغرب على مطالبها. قال لاڤروڤ: "لا أستطيع أن أقول ما إذا كنا على الطريق الصحيح أم لا". سوف نفهم هذا عندما نحصل على الرد الأمريكي مكتوباً لجميع النقاط في مقترحاتنا.
في 19 يوليو 2022، صرحت الحكومة الأرمينية أن رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي سرگي ناريشكن التقى برئيس الوزراء الأرميني نيكول پاشينيان هذا الأسبوع، بعد ثلاثة أيام فقط من زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام برنز إلى يريڤان لإجراء محادثات. التقى سرگي ناريشكن، مدير المخابرات الخارجية الروسية، پاشينيان في 18 يوليو في نفس الغرفة التي استقبل فيها پاشينيان برنز في 15 يوليو، وفقًا لصور اللقاءين التي نشرتها الحكومة الأرمينية.[17]
كانت التصريحات الأرمينية بشأن الاجتماعين متشابهة: فقد ناقشا العلاقات الثنائية وأيضًا مسائل الأمن الدولي والإقليمي، بما في ذلك في جنوب القوقاز، على حد قول الحكومة الأرمينية. ونقلت وكالة سپوتنيك الروسية الرسمية للأنباء عن ناريشكن قوله: "زيارتي إلى يريڤان بالتأكيد ليست مرتبطة بوصول زميلي الأمريكي. لكنني لا أستبعد أن تكون زيارته على العكس من ذلك مرتبطة بزيارتي".
في 30 يناير 2023، أشاد وزير الخارجية الروسي سرگي لاڤروڤ بالموقف المصرى المتوازن والمسؤول تجاه الأزمة الأوكرانية والتي تدعو لحل الأزمة، مشيراً إلى أن بلاده مستعدة لسماع أى اقتراحات جادة لتسوية الأوضاع جميعها بشكل كامل وشامل، مؤكداً أنه استمع لرسائل وزير الخارجية سامح شكري لضرورة وقف روسيا لكافة العمليات العسكرية، منتقداً تصريحات الأمين العام لحلف الناتو التي تطرق فيها لضرورة هزيمة روسيا في أوكرانيا.[18]
أكد لاڤروڤ في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية سامح شكري أن وجهة نظر حلف "الناتو" تدفع نحو الصراع لأنهم يريدون "هزيمة روسيا وانتصار أوكرانيا"، مشيرا إلى أن الدول الغربية تقوم بإملاءات على النظام الحاكم في أوكرانيا. وأعرب لاڤروڤ عن امتنانه لإيصال الوزير سامح شكري رسالة من وزير الخارجية الأمريكي توني بلنكن حول ضرورة وقف العمليات العسكرية وخروج موسكو من أوكرانيا.
وبحسب لاڤروڤ: "كانت موسكو مستعدة دائمًا لسماع اقتراحات جادة، وأؤكد على كلمة جادة تشمل جميع جوانب القضية". وأضاف لاڤروڤ: "استمعنا مجددا من وزير الخارجية المصري إلى الرسالة بأن على روسيا أن توقف هذه الأعمال وهو ما سيؤدي إلى نجاح العمل، إلا أن هذه الدعوات هي الوحيدة التي قدمها بلنكن".
ونوه وزير الخارجية الروسي بأن الجزء الثاني من الدعوة الأمريكية والأوروپية قدمها ستولتنبرگ عندما تحدث عن أن على روسيا أن تنهزم، وأن الغرب لا يسمح لأوكرانيا بالخسارة والهزيمة لأن ذلك يعني أن أوروپا تنهزم، وأن العالم كله سينهزم. أخذ على عاتقه ليس أعضاء الناتو، وإنما بقية العالم. إن ذلك يعني أن "الناتو" سينفذ مسؤوليته الكاملة في هذا المجال.[19]
وأشار سرگي لاڤروڤ إلى أن الحديث هنا لا يدور حول أوكرانيا، ولا على نظام كييڤ الذي لا يتمتع بأي استقلالية، وإنما خضع لإملاءات الولايات المتحدة، وبالتالي لا يريدون أي أحداث يمكن أن تمس بهيمنة الولايات المتحدة. أطلب من نظيري بلنكن أن يكمل رسالته عندما يطالب ليس فقط بخروج روسيا من أوكرانيا.
من جانبه قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في معرض حديثه عن الرسالة: "روسيا دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، وعضو في الرباعية الدولية، ودائما كانت داعمة للقضية الفلسطينية، لا غنى عن التواصل بيننا، وإيجاد الأطروحات التي تعزز تواجد الرباعية الدولية، نستمر في التنسيق بيننا للدفع قدما بجهود التسوية ونهاية الأزمة. نتطلع لأن يكون لهذا الجهد المشترك يخرجنا من دائرة الصراع والتصعيد، التي لا تخدم مصالح الاستقرار، والتي تؤدي على العكس لتعزيز التوجهات المتطرفة، وهو ما لا يصب في مصلحة دول المنطقة، وجهودها للارتقاء بالشعوب".
وتابع شكري: "ناقشنا مع الجانب الأمريكي الرؤية الأمريكية إزاء التطورات الأخيرة، وأتيحت لي الفرصة تناول هذه القضايا بالمثل مع معالي الوزير لاڤروڤ، وطرح الرؤية الروسية لهذه الأزمة. مصر في كل اتصالاتها الخاصة بالأزمة الأوكرانية تقترح مفاوضات تؤتي بنتائج لإنهاء الصراع العسكري بما يلبي المصالح لكافة الأطراف، سنتابع التطورات في إطار العلاقات الثنائية والعلاقات مع الشركاء الدوليين، وسوف نستمر في السعي لإيجاد حلول دبلوماسية لهذه الأزمة".
ويزور وزير الخارجية المصري سامح شكري موسكو، بعد لقائه اليوم السابق بنظيره الأمريكي توني بلنكن في القاهرة، حيث جاءت الزيارة مفاجئة لتوجيه رسالة من واشنطن إلى موسكو عبر مصر.
في 14 مارس 2023، أفادت القوات الجوية الأمريكية بأن مقاتلة نفاثة روسية أجبرت مسيرة أمريكية طراز MQ9 على الهبوط بعد إحداث عطب بمروحة المسيرة. كان المسيرة ريپر ومقاتلتان روسيتان طراز سو-27 فلانكر تحلقان فوق المياه الدولية في البحر الأسود، عندما حلقت إحدى المقاتلات الروسية أمام المسيرة عمداً وألقت بالوقود أمامها. وقال أحد مسئولي القوات الجوية الأمريكية إن إحدى الطائرات أتلفت بعد ذلك مروحة المسيرة الأمريكية المثبتة في مؤخرتها. أجبر الضرر الذي لحق بالمروحة القوات الأمريكية على إسقاط ريپر في المياه الدولية في البحر الأسود.[20]
يمثل الحادث المرة الأولى التي تتواصل فيها الطائرات العسكرية الروسية والأمريكية بشكل مباشر منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، ومن المرجح أن تزيد التوترات بين البلدين، حيث وصفت القوات الجوية الأمريكية التصرفات الروسية بأنها "متهورة، غير سليمة بيئياً وغير احترافية". وقال الجنرال جيمس هيكر، قائد القوات الجوية الأمريكية في أورپا في البيان، إن هذا الحادث يدل على نقص الكفاءة بالإضافة إلى كونه غير آمن وغير احترافي.
أطلق مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليڤان الرئيس الأمريكي بايدن على الحادث، بحسب جون كربي، منسق الاتصال في مجلس الأمن القومي الأمريكي. لكنه قال إن تلك الحادثة كانت فريدة من نوعها من حيث مدى "عدم الأمان، وعدم الاحترافية، والتهور" في التصرفات الروسية.
كانت الولايات المتحدة تشغل مسيرات ريپر فوق البحر الأسود منذ ما قبل بداية الحرب، مستخدمة تلك المسيرات لمراقبة المنطقة. يمكن أن تطير المسيرة ريپر ارتفاع يصل إلى 50000 قدم، ولديها أجهزة استشعار وقدرات لجمع المعلومات الاستخبارية وإجراء الاستطلاع لفترات طويلة من الوقت، مما يجعلها منصة مثالية لتتبع الحركات في ساحة المعركة وفي البحر الأسود.
القضايا العسكرية والسياسية
تجري المناقشة العامة للقضايا السياسية والعسكرية ليس على ارفع مستوى او على مستوى الوزراء فقط، بل وفي محافل نزع السلاح التقليدي ودوائر الرقابة على التصدير والهيئات المختصة التي تشكلت في اطار المعاهدات الثنائية والدولية. ويعار الاهتمام الرئيسي الى قضايا الاستقرار الاستراتيجي والامن الدولي.
وبحثت على هامش مناقشة قضايا الدفاع المضاد للصواريخ الاقتراحات الامريكية حول تدابير تعزيز الثقة والشفافية فيما يخص منطقة التموضع الثالثة التي يخطط لأقامتها في اوروبا والتي لا تتفق عموما مع مصالح روسيا. وتتخذ ادارة اوباما موقفا متزنا أكثر حيال نشر عناصر هذه المنظومة في بولندا وتشيكيا بتركيزها على تقييم نفقات هذا المشروع واختبار قدرة المنظومة على العمل في اثناء الاختبارات الشاملة وواقعية الخطر الصاروخي من جانب ايران وضرورة اجراء مشاورات مع الحلفاء في الناتو وروسيا. وفي اثناء اللقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الامريكية هيلاري كلينتون في لاهاي في 31 مارس 2009 سلمت الى الامريكيين الصيغة المجددة " للاقتراح الجامع" الذي ينص على تحليل التهديدات الصاروخية في مختلف مناطق العالم وامكانيات اقامة منظومة متعددة الاطراف للرقابة على اطلاق الصواريخ بمشاركة روسيا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول المعنية.
ويجري العمل في تنفيذ الاتفاقات مع الولايات المتحدة في اطار مبادرة " مجموعة الثماني" حول الشراكة الشاملة ضد انتشار سلاح ومواد الدمار الشامل. واقيم التعاون من اجل تنفيذ القرار رقم 1540 الصادر عن مجلس الامن الدولي بمبادرة روسيا في أبريل 2004 وايدته الولايات المتحدة حول عدم انتشار سلاح الدمار الشامل وكذلك في اطار مبادرة الولايات المتحدة حول الامن في مجال مكافحة انتشار سلاح الدمار الشامل. وفي سبتمبر 2005 كان الرئيسان الروسي والامريكي في طليعة الموقعين على الاتفاقية الدولية لمكافحة افعال الارهاب الدولي والتي صادقت عليها الجمعية العامة لهيئة الامم المتحدة بمبادرة من روسيا.
كما يتطور التعاون الروسي الامريكي حول القضايا الدولية والاقليمية الآنية. وتتعاون روسيا والولايات المتحدة في المنظمات والمحافل الدولية ولاسيما في هيئة الامم المتحدة ومجموعة " الثماني" وكذلك على الصعيد الثنائي في مجال مواجهة التحديات الجديدة للامن الدولي مثل انتشار سلاح الدمار الشامل ووسائل ايصاله والارهاب عبر الحدود وتهريب المخدرات . وتعتبر مجموعة العمل الروسية – الامريكية في مكافحة الارهاب من أهم عناصر هذا التعاون.
اما جدول العمل الاقليمي للتعاون الروسي – الامريكي فقد تركز على دعم الجهود الدولية في مضمار اعمار العراق وافغانستان بعد الحرب وتنشيط تسوية قضية الشرق الاوسط وكذلك تحريك المفاوضات السداسية حول القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية.
في 12 فبراير 2022، صرحت وزارة الدفاع الروسية أنه تم اكتشاف غواصة أمريكية من نوع ڤرجينيا في المياه الإقليمية الروسية بالقرب من جزيرة أوروب في منطقة الكوريل. وبحسب البيان: تم اكتشاف غواصة تابعة للبحرية الأمريكية من نوع ڤرجينيا في منطقة التدريبات المخطط لها لأسطول المحيط الهادئ في المياه الإقليمية الروسية بالقرب من جزيرة أوروب.[21]
يشار إلى أنه تم إرسال رسالة إلى طاقم الغواصة باللغتين الروسية والإنجليزية جاء فيها: "أنتم في المياه الإقليمية لروسيا، إلى السطح على الفور!" بينما تجاهلت الغواصة مطلب الجانب الروسي. وتابعت الرسالة: "وفقًا للإرشادات الخاصة بحماية حدود روسيا تحت الماء، استخدم طاقم فرقاطة "مارشال شاپوشنيكوڤ" التابعة لأسطول المحيط الهادئ، الوسائل المناسبة (لإبعادها)".
تم تحديد أن الغواصة الأمريكية استخدمت جهاز ذاتي الدفع لتقسيم الهدف على وسائل الرادار والتحكم الصوتي وبعد ذلك غادرت المياه الإقليمية لروسيا بأقصى سرعة. يضاف إلى ذلك أن مجموعة من سفن أسطول المحيط الهادئ تواصل التدريبات المخطط لها وتمارس حقوقها في منع انتهاكات حدود الدولة.
على إثر ذلك، استدعت وزارة الدفاع الروسية الملحق العسكري الأمريكي. وقال البيان "فيما يتعلق بانتهاك غواصة البحرية الأمريكية لحدود روسيا، استدعت وزارة الدفاع الروسية الملحق العسكري في السفارة الأمريكية في موسكو".
العلاقات الاقتصادية
القاعدة التعاقدية والقانونية. تعتبر اتفاقية العلاقات التجارية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الموقعة في عام 1990 وبدأ تنفيذها حيال روسيا في عام 1992 الوثيقة الاساسية التي تتحكم بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وفي عام 1993 بدأ سريان مفعول المعاهدة الموقعة في 17 يونيو/حزيران عام 1992 بين روسيا والولايات المتحدة حول تجنب الضريبة المزدوجة والحيلولة دون التهرب من الضرائب فيما يخص ضريبة الدخل والرأسمال.
وقعت معاهدة التشجيع والحماية المتبادلة لرؤوس الاموال في عام 1992 لكنها لم تبرم من قبل روسيا لأنها كانت تتجافى مع مواقف روسيا المعلنة في عملية المفاوضات الخاصة بانضمامها الى منظمة التجارة العالمية. وقد اختتمت المفاوضات بهذا الشأن فقط بعد مرور 15 عاما.
في 19 نوفمبر عام 2006 وقع بروتوكول اختتام المباحثات الثنائية مع الولايات المتحدة حول شروط انضمام روسيا الى منظمة التجارية العالمية وكذلك ست اتفاقيات بين الحكومتين هي: الاتفاقية حول التكنولوجيا الحيوية الزراعية واتفاقية تجارة لحوم البقر والاتفاقية حول تفتيش المؤسسات واتفاقية تجارة لحوم الخنازير واتفاقية حماية حقوق الملكية الذهنية والاتفاقية حول تدابير منح رخص استيراد السلع الحاوية على وسائل الشيفرة.
تعتبر الولايات المتحدة واحدة من اكبر الشركاء التجاريين لروسيا. وازداد التبادل السعي الروسي – الامريكي في ختام عام 2008 بنسبة 35 بالمائة وبلغ 1ر36 مليار دولار. علما ان حجم الصادرات الروسية الى الولايات المتحدة ازداد بمبلغ 5ر7 مليار دولار وبلغ 8ر26 مليار دولار بينما ازداد الاستيراد منها بمقدار 9ر1 مليار دولار.
وازداد حجم الفائض التجاري بالنسبة الى روسيا بنسبة 45 بالمائة (4ر5 مليار دولار) وبلغ 5ر17 مليار دولار ، علما ان الزيادة في الصادرات من روسيا بلغت نسبة 38 بالمائة ، اما استيراد السلع من الولايات المتحدة فقد ازداد بنسبة 27 بالمائة. وتشغل روسيا المرتبة الثالثة والعشرين في قائمة الشركاء التجاريين للولايات المتحدة من حيث حجم السلع.
وتحتفظ الصادرات الروسية بالتوجه نحو توريد المواد الخام ، وتهيمن فيها موارد الطاقة وفي مقدمتها النفط ومشتقاته (17 مليار دولار او نسبة 4ر63 بالمائة من الارساليات). وتشكل نسبة كبيرة صادرات المعادن ومصنوعاتها (9ر3 مليار دولار) ومنتجات الصناعة الكيميائية (8ر1 مليار دولار) وكذلك المعادن والاحجار الثمينة ومصنوعاتها (6ر1 مليار دولار).
وكانت غالبية الاستيرادات الروسية تتألف من وسائل النقل البري والمائي والجوي وقطع الغيار لها ومعداتها(7ر2 مليار دولار) والسيارات والمعدات والآليات (6ر2 مليار دولار) والمواد الغذائية (4ر1 مليار دولار).
وفي نهاية عام 2008 شغلت الولايات المتحدة المرتبة الثامنة (8ر8 مليار دولار) من حيث حجم الاستثمارات الاجنبية في روسيا(او نسبة 3ر3 بالمائة من الحجم العام ويقدر بحوالي 265 مليار دولار). بينما تشغل الولايات المتحدة المرتبة السادسة من حيث حجوم الاستثمارات الاجنبية المباشرة في الاقتصاد الروسي (2ر3 مليار دولار).
ويتم توظيف الاستثمارات الامريكية المباشرة في صناعة النفط والغاز. ويتم ذلك بصورة اساسية في مشاريع " ساخالين -1" ("ايكسون موبيل") و" كونسرتيوم انابيب بحر قزوين"("شيفرون" و" ايكسون موبيل" و" كير ماك غي").
ويعتبر الحوار في مجال الطاقة عموما احد الاتجاهات الواعدة للتعاون الثنائي. واتجاهات تطور التعاون الثنائي في هذا المجال هي اقامة البنية التحتية من اجل توريد النفط الى الولايات المتحدة من محطة الشحن في بحر بارنتس واستثمار مكامن النفط والغاز في الجرف القاري في ساخالين وبضمنها القدرات الصناعية والبنية التحتية من اجل ارساليات الغاز المسيل.
وتشكل الاستثمارات الامريكية في المجالات غير الانتاجية بروسيا نسبة 25 بالمائة من الاستثمارات الامريكية المباشرة الموجهة قبل كل شيء الى القطاع المصرفي ("سيتي بنك" وغيره) وقطاع التأمين ("اي –اي – جي " وغيرها) وكذلك الى مجال الخدمات المعلوماتية والاستشارية.
ونورد أدناه بعض الامثلة على ذلك:
تتعاون الشركات الامريكية الكبرى في مجال الطيران والفضاء ("بوينغ" و" لوكهيد مارتن" و"برات اند وتني") على مدى الاعوام الاخيرة تعاونا نشيطا مع المؤسسات الروسية في اطار مشاريع اطلاق الاجهزة الفضائية وانتاج محركات الطائرات وتصميم نماذج جديدة من الطائرات.
وتبدي شركة " بوينغ" اكبر نشاط في هذا الميدان. وتنص الاتفاقية الموقعة بين وكالة الفضاء الروسية و" بوينغ" على توسيع التعاون في تنفيذ البرامج الفضائية ومجال صناعة الطائرات. ويذكر من بين اكبر المشاريع المحطة الفضائية الدولية ومنصة اطلاق الصواريخ في المحيط الخاصة بأطلاق الاجهزة الفضائية لأغراض تجارية(" مورسكوي ستارت"). ويوجد في موسكو مركز التصاميم والتشكيل الذي افتتحته شركة " بوينغ " مع عدد من معاهد البحوث العلمية الروسية الخاصة بالطيران من اجل تصميم بعض اجزاء الطائرات وعقدها. وقد استثمر في المشاريع المذكورة 2ر1 مليار دولار . كما تقدم شركة " بوينغ" المشاورات الى شركة " طائرات سوخوي المدنية" في العمل في الاتجاهات الرئيسية لصنع الطائرة الاقليمية الروسية " سوبر جيت 100 ". وتوجد مشاريع اخرى.
ويزداد نشاط شركة " جنرال الكتريك" في السوق الروسية . وتعمل في روسيا حاليا جميع فروعها الحيوية. ويزداد التعاون في صناعة السيارات. وتنفذ شركة " فورد " في مدينة فسيفولجسك بمقاطعة لينينغراد منذ عام 2002 مشروع انتاج السيارات من طراز "فوكوس"، بموجب الاتفاقية الاستثمارية الموقعة مع وزارة الاقتنصاد والتنمية الروسية في يوليو/تموز عام 1999. وبلغت القدرة الانتاجية للمصنع 60 ألف سيارة وتجاوزت الاستثمارات مبلغ 230 مليون دولار. ويعتبر هذا المشروع اول مشروع للاستثمارات الاجنبية ينفذ في روسيا بصورة مستقلة ويعمل بموجب التكنولوجيا المتكاملة.
وتنتج شركة " جنرال موتورز" سوية مع شركة " افتوفاز" السيارة " شيفي – نيفا" الخاصة بالطرق الوعرة بمصنع السيارات في مدينة تولياتي (تبلغ قدرة انتاج المصنع 75 ألف سيارة سنويا وكلفة المشروع 330 مليون دوزلار). وبدأ في روسيا تجميع النموذج المدني للسيارة " هامر " الخاصة بالطرق الوعرة.
ويعمل الامريكيون بنجاح في السوق الروسية في عدة فروع مثل صناعة الاغذية والتبغ ومطاعم الخدمة السريعة.
كما يبدي البزنيس الروسي نشاطا كبيرا في السوق الامريكية. ففي عام 2008 بلغ حجم رؤوس الاموال الروسية الموظفة في الاقتصاد الامريكي 5ر5 مليار دولار منها 7ر4 مليار دولار بشكل استثمارات مباشرة.
ونذكر من بين المستثمرين الكبار : " لوك اويل" (شبكة محطات البنزين) و" نوريلسكي نيكل" (مصنع لانتاج معادن مجموعة البلاتين) و" سيفيرستال"(عدة شركات لانتاج الصلب ومنجم لأستخراج الفحم) و" يفرازجروب"(انتاج الانابيب ومصنع انتاج الفاناديوم) وغيرها.
الحواجز التجارية
تشكل الحواجز التجارية التي تقيمها الولايات المتحدة امام روسيا عقبة كبيرة امام تطوير العلاقات التجارية المتبادلة. وقد وعدت ادارة بوش مرارا بأن تحل مشكلة الغاء تعديل جاكسون – فينيك على قانون التجارة لعام 1974 . ان بقاء هذا التعديل حتى لحظة انضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية يمكن ان يؤدي الى رفض الولايات المتحدة تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بمنظمة التجارة العالمية. علاوة على ذلك فان التعديل يخلق ظروفا غير مناسبة بالدرجة الاولى الى المصدرين الامريكيين بحرمانهم من التسهيلات المتأتية عن انضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية. وشكل رجال البزنيس الامريكي ائتلافا تحت رعاية مجلس الاعمال الروسي – الامريكي يرمي الى العمل مع الكونغرس بغية الغاء التعديل المذكور.
ونعيد الى الاذهان ان تعديل جاكسون – فينيك قد حظر منح وضع الدولة الاولى بالرعاية في التجارة وتقديم قروض الدولة والضمانات الائتمانية الى البلدان التي تنتهك او تقيد كثيرا حقوق مواطنيها في الهجرة. كما نص التعديل على فرض تعريفات جمركية ورسوم مجحفة على سلع البلدان حيث لا يوجد اقتصاد السوق والتي يجري استيرادها في الولايات المتحدة.وقد طبق هذا التعديل شكليا بسبب فرض القيود على هجرة المواطنين السوفيت لكنه طبق ايضا ضد الصين وفيتنام والبانيا. علما ان الاتحاد السوفيتي قد زال من الوجود منذ وقت طويل لكن الولايات المتحدة لا تلغي هذا التعديل بينما تعتبر مسألة هامة بالنسبة الى روسيا الحصول على وضع الدولة الاولى بالرعاية (حسب المصطلح الامريكي اقامة علاقات تجارية طبيعية)في التجارة مع الولايات المتحدة.
زد على ذلك فرضت الولايات المتحدة العقوبات ضد عدد من المؤسسات والشركات الروسية لأتهامها بالتعاون مع ايران وسورية بزعم انها تساعد على انتشار سلاح الدمار الشامل والتكنولوجيات العسكرية.
وفي نوفمبر عام 2005 عمد جورج بوش ، بسبب الوضع الصعب الذي اضحت فيه وكالة الفضاء الامريكية(ناسا) الناجم عن حدوث مشاكل ل " المكاكيك"، مما ادى الى عدم تنفيذ التزاماتها بموجب برنامج المحطة الفضائية الدولية ،عمد الى توقيع مشروع قانون يتضمن تعديلا على القانون " حول عدم الانتشار حيال ايران " الصادر في عام 2000 يلغي القيود السياسية على التعاون مع روسيا الاتحادية في المحطة الفضائية الدولية. وبهذا حصلت " ناسا" على امكانية شراء المعدات والخدمات من المؤسسات والمصانع الروسية العاملة في صناعة الصواريخ والاجهزة الفضائية للفترة حتى 1 يناير عام 2012 من اجل ضمان مشاركة الولايات المتحدة في برنامج المحطة الفضائية الدولية.
ويعتبر تطبيق تدابير مكافحة التخفيض المقصود للأسعار في الاسواق العالمية حيال المصدرين الروس عاملا كبيرا في عرقلة التجارة الروسية – الامريكية.
تم في أعقاب المباحثات الروسية الامريكية التي جرت في موسكو على ارفع مستوى يوم 6 يوليو/تموز توقيع البيان المشترك حول التقليص والحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية والبيان المشترك لرئيسي روسيا والولايات المتحدة حول الدرع الصاروخية.
وبالاضافة الى ذلك وقع الجانبان الاتفاقية بين الحكومتين حول ترانزيت الاسلحة والمعدات والمواد العسكرية عبر الاراضي الروسية نظرا لمشاركة القوات المسلحة الامريكية في الجهود الرامية الى ضمان الامن والاستقرار والاعمار في جمهورية افغانستان الاسلامية. وتم توقيع مذكرة تطوير التعاون بين القوات المسلحة لروسيا الاتحادية والولايات المتحدة ومذكرة اقرار خطة العمل الخاصة بتطوير التعاون العسكري بين جيشي البلدين في عام 2009. ووقع الجانبان البيان الخاص بالتعاون في المجال النووي والبيان المشترك حول افغانستان.
وبالاضافة الى ذلك تم اقرار خطة العمل الرئاسية. وافاد سيرغي بريخودكو مساعد الرئيس الروسي ان خطة العمل هذه تتضمن التكليفات الملموسة للوزارات المعنية فيما يتعلق باتجاهات التعاون المتبادل في المجالين الاقتصادي والتجاري. وحسب قول بريخودكو فان هذه الخطة يجب ان تصبح اساسا لاقامة الحوار الاقتصادي بين الحكومتين واستحداث هيئة التنسيق اللازمة لذلك. واتخذ في اعقاب المباحثات قرار بتشكيل اللجنة الرئاسية الروسية الامريكية الخاصة بتطوير التعاون.
هذا وتم تبادل مذكرتين حول عمل اللجنة الخاصة بشؤون الاسرى والمفقودين.
ووقع الجانبان ايضا مذكرة بين وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية في روسيا ووزارة الصحة في الولايات المتحدة.
- وسط المواجهات الروسية الأمريكية حول العالم: وفد من گازپروم الحكومية الروسية وصل أنكوردج للتباحث في الاستثمار في مشاريع الطاقة في ألاسكا. الوفد، غير المسبوق في حجمه، يضم عدة مساعدين مباشرين لپوتين.[1]
العقوبات الاقتصادية
هناك رأي شائع في الغرب، أن الغرب استطاع أن يفوز في التنافس الاقتصادي مع الشرق جراء سباق التسلح الذي خاضه الاتحاد السوڤيتي وأنهكه اقتصادياً، وتسبب في انهياره. والآن توجد رؤية بأن الغرب بصدد محاولة جديدة لتكرار نفس السيناريو، ومستعد للذهاب في مجال العقوبات الاقتصادية ضد روسيا إلى أبعد مدى.[22]
لقد صرح الرئيس الروسي ڤلاديمير پوتن أكثر من مرة أن روسيا لن تشارك في سباق التسلح، بعد أن نجحت في امتلاك أسلحة نووية أكثر من كافية لتدمير أي عدو، لذا تتجه روسيا منذ عام 2018 إلى خفض ميزانيتها العسكرية، ولا يوجد خطر على الاقتصاد الروسي من هذا الجانب.
من ناحية أخرى فإن تأجيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامپ لقراره بتأكيد الحزمة الجديدة من العقوبات على روسيا يؤكد حقيقة أن المشكلة الأساسية في تلك العقوبات هي أنها سلاح ذو حدين، فإلى جانب استنفاذها لجدواها النسبية، فإن ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من إجراءات عقابية يعود عليها بتأثير سلبي موجع. إضافة إلى ذلك، فإن العقوبات ضد روسيا تعضد من جسد الاقتصاد الروسي أكثر مما تضرّه على المدى البعيد، ما يدفع إلى الظن بأن ذلك السبب تحديدا هو ما دفع ترامب إلى تأجيل تنفيذ عقوبات جديدة، كان قد أعلن عنها سابقا عقابا للدعم الروسي لسوريا، فلابد من دراسة مستفيضة لجدوى تلك العقوبات.
ومن أجل فهم مدى عرضة روسيا للعقوبات الأمريكية، علينا العودة إلى الماضي قليلا. كان العالم قبل انهيار الاتحاد السوڤيتي ينقسم إلى منطقتين اقتصاديتين تنتج كل منهما كل ما تحتاجه من أجل الحياة، وعقب انهيار الاتحاد السوڤيتي، فقدت روسيا دورها المركزي في منطقتها الاقتصادية، وانفرط عقد شبكتها التكنولوجية، وأغلقت الكثير من مصانعها، بل إن روسيا فقدت آنذاك جزءا كبيرا من سوقها الداخلي، الذي غزته البضائع الغربية، وكان ذلك هو السبب المباشر في "القرن الذهبي" الذي عاشت فيه أوروبا طوال فترة التسعينات من القرن العشرين. وبعد عام 1991، تضاعف إنتاج المصانع الغربية عدد من المرات، ليتمكن من تحقيق متطلبات سوق الاتحاد السوفيتي السابق. كانت أوروبا آنذاك تسبح في بحر من النقود، وسعى الكثير من الشركاء السابقين في المنطقة الاقتصادية الشرقية إلى ذلك الحلم الاقتصادي "الغربي" في مقابل التنازل عن استقلالهم. كانت تلك هي الجنة، التي طرد منها الغرب ولن يستطيع العودة إليها مجددا.
على الجانب الآخر، ، فقد ازدهرت روسيا في السنوات الأخيرة القطاعات المطلوبة في الغرب، بينما كانت وظيفة روسيا في منظومة الاقتصاد الغربي هي وظيفة مستعمرة لاستيراد المواد الخام، وسوق لتصدير المنتجات الجاهزة القادمة من الغرب، شأنها في ذلك شأن معظم الدول العربية.
في تلك الظروف كان الحفاظ على القدرة الصناعية الروسية حتى الألفية الجديدة وما بعدها أمرا يقترب من المعجزات التي اشتهرت بها روسيا، ولم تكن دولة أخرى لتتمكن من الحفاظ على ذلك تحت تلك الظروف.
اليوم، وعلى الرغم من التغيرات الجذرية التي طرأت على روسيا في الـ 15 سنة الأخيرة، إلا أن الوضع في قطاعات شتى قد ظل على ما هو عليه فيما يتعلق بسيطرة البضائع الغربية على السوق الروسية الداخلية. وهنا بدأت العقوبات الاقتصادية الأمريكية، وبدأ الغرب في إزاحة روسيا تدريجيا من المنظومة الاقتصادية الغربية، التي تشغل فيها روسيا مرتبة دنيا لا تحقق من خلالها سوى حدا أدنى من مصالحها، بينما يحقق الغرب الحد الأقصى من مصالحه.
لقد وصل الاقتصاد الروسي في التسعينات إلى القاع، والآن لم يعد لدى روسيا ما تخسره، أما الغرب فلديه الكثير مما يمكن ان يخسره من الإنجازات التي حققها عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، والتي يحتاجها من روسيا.
علاوة على ذلك فقد نشأ في روسيا في السنوات الأخيرة اقتصاد سوق مرن، يتضمن فئات كثيرة من رجال الأعمال والشركات المتنامية، وهو ما أصبح يميز روسيا عن الاتحاد السوفيتي، لذلك يصبح أي حظر على الاستيراد للبضائع الغربية حافزا لنمو اقتصادي للقطاعات التي يقع فيها الحظر. فعقب العقوبات الروسية التي ردّت بها روسيا على نظيراتها الغربية عام 2014، يلاحظ نمو سريع في القطاع الزراعي، حتى أصبح تصدير المنتجات الغذائية يفوق تصدير السلاح. كذلك سوف يكون الحال في أي قطاع إنتاجي آخر، وسوف تعيد روسيا سيطرتها على سوقها الداخلي. حقا أن التمدد نحو الأسواق الغربية في تلك الظروف سوف يكون صعبا، لكن التمدد نحو الغرب لم يكن مطروحا بالأساس، عقب خسارة السوق الداخلي.
لا شك أن خسارة أسهم عملاق صناعة الألومنيوم الروسية "روسال" هو وضع شائك إلى حد كبير، لكنها تظل مشاكل ليست مرتبطة بالإدارة أو بالإنتاج، ولكنها مرتبطة بالائتمان الذي حظره الغرب. لقد أدى ذلك على الفور إلى ارتفاع أسعار الألومنيوم في العالم بنسبة الثلث، أي أن الغرب لم يسلم من الأذى الذي أراد أن يحيق بروسيا وحدها. سوف تُحل مشكلة الائتمان، وقد أعلنت الحكومة الروسية عن دعمها للشركات المتضررة، أما الغرب وبقية العالم فلن يستطيع بشكل جذري أن يتنازل عن النفط، أو عن الغاز الطبيعي، أوعن المعادن وسائر البضائع التي يوفرها القطاع الروسي من السوق. لن يتمكن الغرب من فعل ذلك دون أن يصيب نفسه بإصابات مميتة لاقتصاده.
بهذه الكيفية فإن المشكلات التي تصيب الشركات الضخمة التي طالتها يد العقوبات هي مشكلات مؤقتة، قد يكون حلّها على أسوأ الظروف من خلال اللجوء إلى أسواق أخرى. بطبيعة الحال سوف يتمكن الغرب من خلق صعوبات للاقتصاد الروسي، بما في ذلك تذبذب العملة المحلية ومؤشرات الأسواق، بل ومن الممكن أن تتراجع معدلات النمو في الاقتصاد أو حتى انخفاض طفيف للناتج المحلي الإجمالي على المدى القصير، لكن الاقتصاد الروسي سوف يستفيد جذريا من تغيير النموذج الاقتصادي، في قطاعات الصناعة والزراعة بالدرجة الأولى.
تستعد الحكومة الروسية – وفقا لتصريحاتها – إلى أكثر السيناريوهات قسوة، حيث تجدر الملاحظة أن السيناريوهات التي تعتبرها الحكومة تهديدا حقيقيا هي العقوبات المالية.
انقطاع خدمة التحويلات البنكية
أول العقوبات المتوقعة هي قطع خدمة التحويلات البنكية "سويفت" عن روسيا. لن يؤثر ذلك الانقطاع على وظائف النظام البنكي الروسي، حيث أن روسيا قد أنشأت بالفعل نظاما ذاتيا للتحويلات البنكية خاص بها. لكن الأهم، أن روسيا تتعامل من خلال نظام سويفت مع الغرب، وهو نظام يمثل حياة أو موت بالنسبة للغرب، ولن تتمكن أوروبا من الحياة بدون المواد الخام الروسية، وسوف تنهار السوق الروسية لتصريف البضائع الأوروبية بالكامل. أعتقد أن إجراء كهذا لن يحدث إلا إذا ما بدأت أعمال عسكرية بين الجانبين.
الدولار الأمريكي
في 3 يونيو 2021، أعلن وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوڤ، أن بلاده ستغير من هيكلة صندوق الثروة السيادية وستتخلى نهائياً عن الدولار. وقال الوزير الروسي للصحفيين، على هامش منتدى پطرسبورگ الاقتصادي الدولي: "لقد اتخذنا قراراً، مثل البنك المركزي، بخفض استثمارات صندوق الثروة السيادية في الأصول الدولارية".
وأضاف سيلوانوڤ قائلاً: "إذا كان لدينا اليوم حوالي 35 بالمئة من استثمارات صندوق الثروة السيادية بالدولار و35 بالمئة باليورو من حيث الهيكل، فقد قررنا الخروج من الأصول الدولارية بالكامل، واستبدال الاستثمارات بالدولار بزيادة اليورو، وزيادة الذهب".[23]
وخلص الوزير قائلاً: "الهيكلة الجديدة ستصبح الدولار صفر، اليورو 40 بالمئة، اليوان 30 بالمئة، الذهب 20 بالمئة، الجنيه البريطاني والين 5 بالمئة لكل منهما. أي أننا استبدلنا الدولار بزيادة قدرها 5% باليورو والذهب واليوان". يذكر أن منتدى پطرسبورگ الاقتصادي الدولي 2021 يعقد في الفترة من 2 إلى 5 يونيو في معرض إكسپوفورم ومركز المؤتمرات في سانت پطرسبورگ، بحضور حوالي خمسة آلاف شخص.
قطع الائتمانات على روسيا
ثاني العقوبات المتوقعة أن تقطع الولايات المتحدة الأمريكية كافة الائتمانات لروسيا والشركات الروسية كأقسى إجراء عقابي ضدها.
من الممكن أن يتم إجراء كهذا، لكن المواقف الروسية بهذا الشأن صلبة بشكل كبير، فلدى روسيا في التجارة الخارجية فائض مستمر، أي أن معدل المكاسب التي تحققها روسيا من التجارة مع الغرب أكثر من معدل الإنفاق الذي تنفقه على هذه التجارة، لكن جزءا كبيرا من هذه الأموال يعود إلى الغرب من خلال شراء روسيا لسندات الحكومة الأمريكية، وخروج مكاسب المؤسسات الغربية من روسيا، وخروج رساميل رجال الأعمال الروس. بإمكان روسيا أن تغلق هذا التيار المتدفق من الأموال، وساعتها سوف يفقد الغرب عشرات المليارات من الدولارات. حقا أن هناك صعوبات محددة سوف تواجه أوساط الأعمال، لكن ذلك الإجراء سوف يعوض الخسارة الناجمة عن العقوبات، وسيوجه في الوقت نفسه ضربة موجعة للغرب.
علاوة على ذلك فإن روسيا للشهر الثالث على التوالي تقلّل من استثماراتها في الديون الأمريكية، التي بلغت في فبراير الماضي إلى 93.8 مليار دولار، وتلك أحد أوراق الضغط التي لم تستخدمها روسيا حتى الآن بالشكل الكافي، بل إن تحويل روسيا للسندات الأمريكية التي تمتلكها إلى الذهب، فإن ذلك كفيل بتدمير الاقتصاد الغربي. فالدولار يحتفظ بقيمته فقط بينما تحافظ البنوك الغربية، من خلال تلاعباتها، على الذهب رخيصا، دون أن تسمح له كي يعود ويصبح الوسيلة الأساسية لخلق الاحتياطيات التي تغطي العملة الورقية، كما كان الحال قبل تغيير ارتباط الذهب بالدولار عام 1971.
إن الذهب هو "القنبلة الذرية" الاقتصادية ضد الولايات المتحدة الأمريكية، فاستثمارات روسيا في الديون الأمريكية (93.8) تعادل وفقا لأسعار اليوم حوالى 2160 طنا من الذهب، كذلك فإن احتياطي روسيا من الذهب في يناير 2018 بلغ 1826 طن (السابعة على مستوى العالم بعد الصين 1842 طن، فرنسا 2435 طن، إيطاليا 2451، والولايات المتحدة "وفقا لمزاعمها! يقول الخبراء أن هذا الرقم مبالغ فيه للغاية" 8133 طن)، كما بلغ احتياطي روسيا من العملة الصعبة في بداية العام الحالي 345.5 مليار دولار، ما يعادل 7960 طن من الذهب، وهو ما يعادل تقريبا احتياطي الذهب للولايات المتحدة الأمريكية.
إن لدى روسيا إمكانية قلب موازين السوق العالمية للذهب، من خلال مضاعفة سعره وتحطيم الدولار بهذه الآلية، إن روسيا تستطيع أن تدمر الولايات المتحدة الأمريكية بدون قنبلة ذرية، فقط باستخدام آليات اقتصادية، كل ما يوقفها عن ذلك هو أن انهيار الدولار سوف يسبب ضررا شديدا لها إلى جانب سائر دول العالم، لكن في حالة عزلها عن الغرب، فإن آلية كهذه من الممكن أن تصبح مقبولة.
هناك أيضا نظرة بعيدة المدى، فالفوضى الحالية والصراعات القائمة في العالم هي نتاج لسقوط الغرب على المستوى العسكري، وقبله على المستوى الاقتصادي، أي أننا نعيش اليوم على تخوم تحولات حادة، فقد كان الغرب لقرون مضت يسيطر على الاقتصاد العالمي، والآن سوف يسيطر الشرق، بقيادة الصين، على الاقتصاد العالمي. ومثلما كان وقوع أي دولة داخل منظومة الاتحاد السوفيتي الاقتصادية يمثل خسارة اقتصادية لها أثناء انهياره، فإن الوقوع داخل المنظومة الاقتصادية الغربية الآن، أثناء سقوط تلك المنظومة، سيمثل صعوبات كبيرة للدول المحسوبة على تلك المنظومة. فالتخصص الدقيق الموجود في إطار المنظومة الغربية لن يكون مطلوبا في الشرق، وكل من يتمكن الآن من الدخول مبكرا إلى المنطقة الاقتصادية الشرقية سوف يحصل على الحظ الأكبر من المكاسب. المدهش أن الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها هي من يسرّع بتلك العملية من خلال إجراءاتها التي لا تنظر، كالعادة، لمدى أبعد من أربع سنوات.
بهذه الطريقة فإن أي تطور ممكن للأحداث، وحتى بافتراض سيناريو العقوبات الغربية القصوى على روسيا، فإن روسيا لن تكرر مصير الاتحاد السوفيتي. وحتى لو أصاب الضرر الاقتصاد الروسي على المدى القصير، فإن الاقتصاد على المدى الاستراتيجي ، سوف يحصل على دفعة للنمو الاقتصادي المستقل عن المنطقة الاقتصادية الغربية وفقا لأسوأ الافتراضات، ووفقا لأفضلها، وهو الأقرب احتمالا، سوف يصبح جزءا من الاقتصاد المستقبلي البديل لتلك المنطقة الاقتصادية.
بالإضافة إلى أنه إلى جانب تحقق الاستقلال الاقتصادي، سوف تنمو لدى روسيا القدرة والرغبة في سياسة أكثر حزما وصرامة مع الغرب، بما في ذلك فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط. فالغرب نفسه هو من يدفع روسيا مجددا نحو مصير الدولة العظمى.
اليورانيوم المخصب
في 14 يونيو 2023 قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن شركات الطاقة النووية الأميركية لا تزال تعتمد على اليورانيوم المخصب المصنع في روسيا، وذلك رغم العقوبات التي فرضت عليها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
الأمر الذي يشكل تناقضاً في سياسة الولايات المتحدة اتجاه روسيا.
إلا أن التغير المناخي يزيدد من الحاجة إلى طاقة خالية من الانبعاثات الحرارية.
وبحسب الصحيفة، فإن استيراد اليورانيوم المخصب يعتبر أحد أهم التدفقات المالية التي لا تزال مستمرة من الولايات المتحدة إلى روسيا، وذلك رغم الجهود المضنية بين حلفاء الولايات المتحدة لقطع العلاقات الاقتصادية مع موسكو.
إذ تدفع الشركات الأميركية حوالي مليار دولار سنوياً للوكالة النووية الروسية المملوكة للدولة لشراء الوقود الذي يولد أكثر من نصف الطاقة الخالية من الانبعاثات في الولايات المتحدة.
وترتبط الشركات التابعة للوكالة النووية الروسية "روساتوم"، ارتباطا وثيقا بالجهاز العسكري الروسي.
وأشارت إلى أن اعتماد الولايات المتحدة على الطاقة النووية مهيأ للنمو، إذ تهدف البلاد إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.إلا أنه توجد شركات أميركية تعمل في تخصيب اليورانيوم.
في فترة من الفترات هيمنت الولايات المتحدة على سوق اليورانيوم المخصب، لكن بسبب العديد من العوامل، وأبرزها صفقة شراء اليورانيوم المخصب بين روسيا والولايات المتحدة، التي صممت لتعزيز البرنامج النووي السلمي لروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، سمحت بتمكين روسيا من السيطرة على نصف السوق العالمية، إذ أن الولايات المتحدة توقفت عن تخصيب اليورانيوم بالكامل.
ورغم توقف الولايات المتحدة وأوروبا عن شراء الوقود الأحفوري الروسي كعقاب لها على غزو أوكرانيا. إلا أن بناء سلسلة إمداد جديدة لليورانيوم المخصب سيستغرق سنوات، وتمويلا حكوميا أكبر بكثير مما هو مخصص حاليا.[24]
وأشارت الصحيفة إلى أن بقاء المنشأة الضخمة في بيكيتون بولاية أوهايو فارغة تقريبا بعد مرور أكثر من عام على الحرب الروسية في أوكرانيا هو دليل على صعوبة الاستغناء عن اليورانيوم الروسي. وتصطف في المنشأة الآلاف والآلاف من الثقوب الفارغة على الأرض الخرسانية العارية.
يضم 16 منها فقط أجهزة الطرد المركزي الطويلة التي يبلغ ارتفاعها 30 قدمًا والتي تخصب اليورانيوم وتحويله إلى المكون الرئيسي الذي يغذي محطات الطاقة النووية.
حالياً، يجري استيراد ما يقرب من ثلث اليورانيوم المخصب المستخدم في الولايات المتحدة من روسيا، وهي أرخص منتج في العالم، ويتم استيراد معظم الباقي من أوروبا، كما يوجد 12 دولة أخرى حول العالم تعتمد على روسيا في أكثر من نصف اليورانيوم المخصب.
وتقول الشركة التي تدير مصنع أوهايو، أن الأمر قد يستغرق أكثر من عقد لإنتاج كميات تنافس الوكالة النووية الروسية، والتي تنتج وقودا منخفض التخصيب ووقودا يستخدم في صنع الأسلحة للأغراض المدنية والعسكرية الروسية.
وأضافت الشركة أن "روساتوم" لعبت دوراً أيضاً في أوكرانيا بعد الاستيلاء على محطة زاپوريژيا للطاقة النووية، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، ما أثار مخاوف من أن تتسبب المعارك حولها في تسريبات مادة مشعة أو حتى انصهار للمواد.
وقال السناتور الديمقراطي جو مانشين الذي يقود لجنة الطاقة في مجلس الشيوخ، قوله: "لا يمكن أن نكون رهائن من قبل الدول التي ليس لديها نفس قيمنا، لكن هذا ما حدث". ويرعى مانشين مشروع قانون، لإعادة بناء قدرة التخصيب الأميركية التي من شأنها تعزيز الإعانات الفيدرالية لصناعة خصخصتها الولايات المتحدة في أواخر التسعينيات.
فالاعتماد على روسيا يترك المحطات النووية الحالية والمستقبلية في الولايات المتحدة عرضة للإغلاق الروسي لمبيعات اليورانيوم المخصب، والتي يقول المحللون إنها استراتيجية يمكن أن ينفذها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي غالبا ما يستخدم الطاقة كأداة جيوسياسية.
لكن مع دخول الحرب عامها الثاني وعدم ظهور نهاية في الأفق، ذكرت الصحيفة أن الحكومة الأميركية أظهرت شيئا من الحماسة في بدء التصنيع المحلي، لكن لا تزال مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي المحتمل عالقة في العمليات البيروقراطية.
يُذكر أن شركة "تيراباور" (TerraPower)، والتي أسسها بيل جيتس، اضطرت إلى تأجيل افتتاح ما يمكن أن يكون أول محطة نووية جديدة في الولايات المتحدة لمدة عامين، لأنها تعهدت بعدم استخدام اليورانيوم الروسي المخصب.
وسيتم بناء منشأة TerraPower في موقع محطة حرق الفحم في منطقة "كمرر" النائية، التابعة لولاية وايومنگ، التي سيتم يتم إيقاف تشغيلها في عام 2025. فيما وعدت شركة "تيراباور" بتوفير الوظائف وإعادة تدريب جميع عمال محطة الفحم، لكن التأجيل ترك بعض الشكوك.[25]
العلاقات الثقافية
تسلسل زمني للسلام بين الولايات المتحدة وروسيا
موضح أدناه التسلسل الزمني للسلام بين الولايات المتحدة وروسيا بعد نهاية الحرب الباردة:
- 1992: يلتسن يزور الولايات المتحدة.
- 1992: روسيا تشارك في قمة واشنطن.
- 1994: أول مهمة مكوك فضائي مشترك بين الولايات المتحدة وروسيا.
- 1996: التصديق على معاهدة ستارت 2.
- إطلاق محطة الفضاء الدولية.
- 2002: الرئيس الأمريكي جورج و. بوش والرئيس الروسي ڤلاديمير پوتن يلتقيان في موسكو ويوقعان معاهدة بشأن الحد من الهجمات الاستراتيجية والإعلان عن علاقة استراتيجية جديدة.
- 2007: روسيا تعرض على الولايات المتحدة وضع دفاعات صاروخية في أذربيجان.
- * اجتماع مستشاري الأمن القومي الأمريكي (جون بولتون) والروسي (نيقولاي پاتروشيڤ) والإسرائيلي (مئير بن شبات) في القدس لمناقشة الحرب السورية،[26] 18 يونيو 2019.
العلاقات العسكرية
سباق الفضاء
في أواخر يوليو 2020، وجهت قيادة قوات الفضاء الأمريكية اتهاماً لروسيا باختبار سلاح مضاد للسواتل في المدار. خلفية هذا الاتهام هي حادثة وقعت، وفق الرواية الأمريكية، في يناير 2020 حين اقترب ساتل روسي من ساتل أمريكي، وتجددت الهواجس بشأنها في 15 يوليو 2020، حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن اطلاق ساتل جديد لمسح السواتل الأخرى من مسافات قريبة.
الساتل المثير للجدل لا يمثل في الواقع تطوّراً جديداً في عالم الفضاء، فهو ينتمي إلى تلك الأقمار التي تُطلق عليها تسمية القمر المفتش أو القمر الماسح، ولها أهداف عدّة، بينها مراقبة السواتل الأخرى، وبحث تأثير عوامل الفضاء المصطنعة والطبيعية عليها، والاسهام في توفير الحماية لها.[27]
وكانت روسيا قد أطلقت في أوقات سابقة سواتل يوكل إليها هذا الدور، من بينها، على سبيل المثال، الساتل كوزموس-2521 الذي تم اطلاقه في يونيو 2017، والمخصص لمراقبة ساتل آخر، وبعده الساتلان كوزموس-2535 وكوزموس-2536 اللذان أعلن عن اطلاقهما نحو المدار الأرضي في أغسطس ونوفمبر 2019.
برغم تأكيد الجانب الروسي على سلمية السواتل المفتشة، وتشديدها على عدم الرغبة في عسكرة الفضاء، إلا أن الولايات المتحدة تصر على أن طبيعة الاختبارات التي قامت بها القوات الفضائية الروسية تتجاوز الغرض المعلن.
الهواجس الأمريكية لا يمكن تبديدها بسهولة، فمن المعروف جيداً أن لكل ساتل، سواء كان أمريكياً أو وروسياً أو غير ذلك، هدفاً مزدوجاً، احدهما مدني (اتصالات، بث فضائي، استكشاف علمي… الخ)، والآخر عسكري، وتلك حقيقة علمية لا جدال فيها، وإن كان يصعب تحديد المهمة العسكرية بشكل دقيق، لا سيما أن تفاصيلها تبقى معروفة فقط لدائرة ضيقة من المختصين، وهو ما يفتح المجال للتخمينات والافتراضات المتعددة.
ومنذ إطلاق أول قمر اصطناعي من قبل السوڤت (سپوتنيك-1) في الرابع من أكتوبر عام 1957، تغير الكثير في الفضاء، وبات عدد السواتل يحسب بالآلاف، حيث تمتلك أكثر من 60 دولة سواتلها الخاصة، وهي كلها أجسام هشة، إذ من غير العملي حمايتها من الهجمات.
لا بد من الإشارة إلى أن أربع دول فقط، هي الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند، تمتلك أسلحة مضادة للسواتل من فئة "أرض – مدار"، ويبدو أن هذه الأنظمة تتجه إلى مرحلة جديدة تتمثل في تطوير أسلحة مضادة من فئة "مدار – مدار"، وهو أمر ليس حكراً على الثنائي الروسي والأمريكي، لا سيما أن الصين بدورها تخطو خطوات مهمة في هذا المضمار.
هذا ما يثير قلق الأمريكيين إزاء الاختبارات الروسية الأخيرة، حيث يُشتبه في أن روسيا طوّرت نموذجاً لساتل يمكن تشبيهه بدمية الماتريوشكا الروسية الشهيرة، لكونه قادراً على حمل سواتل صغيرة.
ليست هذه المرة الأولى التي تُتهم فيها روسيا باختبار سواتل من هذا القبيل، ففي أغسطس 2017، قال الأمريكيون إن جسماً صغيراً أطلق عليه اسم كوزموس-2521 انفصل عن الساتل كوزموس-2519، ثم أطلق ما اعتبره الأمريكيون قذيفة متوسط سرعتها 250 كيلومتر في الساعة.
وبحسب الاتهامات الأمريكية، فإن الحديث يدور عن تجربة عسكرية، وهو ما عبر عنه قائد القوات الفضائية الأمريكية جون ريمون بالقول إن "الساتل الروسي أجرى تجارب أسلحة في المدار، وهو ما دفعنا إلى الإعراب عن قلقنا في وقت سابق من هذا العام عندما كانت روسيا تناور بالقرب من قمر صناعي تابع للحكومة الأمريكية".
يشير جون ريمون في ذلك إلى رصد اقتراب الساتل كوزموس-2542 الروسي، الشبيه بالساتل كوزموس-2519 السابق الذكر، بشكل خطير من ساتل التجسس الأمريكي يوإسإيه-245، الذي ينتمي إلى فئة السواتل المعروفة بكاي هول Key hole ويحمل الرمز كيإتش-11.
وبحسب المعلومات التي سرّبها الجانب الأمريكي فإنّ روسيا أطلقت الساتل كوزموس-2542 من قاعدة بليسيتسك الفضائية على متن صاروخ سويوز ليحلق على مسافة تتراوح من 250 إلى 550 ميلاً فوق سطح الأرض، وهو مزوّد بأجهزة استشعار تمكّنه من القيام بعمليات مسح ضوئي للسواتل الأخرى، وبالإمكان أيضاً تحويله إلى سلاح يستهدف تدمير سواتل معادية في حال تزويده بمتفجرات أو إمكانات أشعة ليزر.
الأمر المثير هو أن الساتل الروسي كوزموس-2542 اقترب في منتصف يناير من ساتل التجسس الأمريكي يوإسإيه-245، وبدلاً من الانحراف بعيداً كما يفعل عادة، نفذ مجموعة من المناورات في الفترة الممتدة بين 20 و23 يناير، قبل أن يدخل مدار الساتل الأمريكي.
هذه المناورة لاحظها هاوٍ متتبع لحركة السواتل يدعى نيكو جانسن، وقد أرسل ملاحظاته إلى طالب الدكتوراه الأمريكي مايكل طومسون الذي كتب عبر تويتر في 30 يناير ما يلي: "يحوم الساتل الروسي كوزموس-2542 خلف الساتل الأمريكي يوإسإيه–245، وبينما أكتب ذلك، تتراوح المسافة بينهما بين 150 و300 كيلومتر، بناء على موقعهما في المدار".
وبحسب طومسون فإنّ "المدار النسبي للساتل الروسي صُمم بذكاء بالغ. يمكن للساتل الروسي كوزموس-2542 رصد أحد جانبي الستل كيإتش-11 عندما يكون كلا الساتلين في ضوء الشمس، وبمرور الوقت، عند دخول منطقة الكسوف، ينتقل إلى رصد الجانب الآخر".
الجانب الفعلي من حالة الهلع التي تولدها الماتريوشكا الفضائية يكمن في أن الاختبارات الروسية تعزز فرضية أن موسكو وبكين أصبحتا تمثلان تهديداً استراتيجياً للتفوق الأمريكي في الفضاء، وهو ما أورده التقرير الذي كشف النقاب عنه قبل فترة في الولايات المتحدة والذي يحمل عنوان "استراتيجية دفاعية أمريكية جديدة في الفضاء"، وقد جاء فيه أن "الفضاء بات الآن منطقة حرب منفصلة".
وتكمن المخاوف الأمريكية في شبهة قيام الروس بتطوير نظام فضائي حاولت الولايات المتحدة القيام به في نهاية خمسينيات القرن العشرين، أي بعد إطلاق الساتل سپوتنيك-1، من خلال برنامج مكافحة السواتل، ومن خلاله تم إطلاق صاروخ بولد أوريون من قاذفة بي-47 من أجل اختبار إمكانية ضرب مركبة فضائية بأسلحة نووية. ومع أن هذا المشروع اعتبر غير فعال وتم تقليصه في وقت لاحق، إلا أن كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد السوڤيتي حاول باستمرار اختبار أنظمة مضادة للسواتل، لا بل أن السوڤيت سعوا في الثمانينيات لتطوير مشروع ساتل انتحاري.
في التسعينيات، تأكدت خسارة روسيا لسباق الفضاء، لا سيما بعد التطورات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوڤيتي، ما جعل الولايات المتحدة تتمتع بالتفوق في هذا المجال، وثمة تقارير تتحدث عن أنها طوّرت بالفعل نماذج من سواتل مماثلة لتلك التي تشكو من قيام روسيا بتطويرها حالياً، ما يعني أن جانباً جوهرياً من الاتهامات الموجهة لروسيا حالياً بعسكرة الفضاء مردّها أن موسكو قد كسرت بالفعل ذلك التفوق الأمريكي، أو على الأقل في طريقها إلى ذلك.
ولا بد من الإشارة في هذا السياق إلى أن التوجهات الروسية في مجال الفضاء اتخذت منحى جديداً خلال السنوات الماضية، ففي عام 2015، أعادت روسيا تشكيل القوات الفضائية كفرع منفصل في الجيش؛ وفي عام 2019، كان الرئيس الروسي ڤلاديمير پوتن واضحاً في حرص بلاده على تطوير النشاط الفضائي حين شدد على أن "الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي والتكافؤ العسكري يستند إلى القدرة على حل المهمات الأمنية في الفضاء بشكل فعال".
ومع ذلك، تنفي روسيا أنها تسعى إلى عسكرة الفضاء، فقبل يومين من إطلاق الساتل الأخير، قال وزير الخارجية سرگي لاڤروڤ: "نحن على استعداد للتحدث مع زملائنا الأمريكيين لإقامة تعاون من أجل الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي"، وهو ما كررته وزارة الخارجية الروسية في منتصف يوليو 2020 حين أكدت أن "التجارب التي أجرتها وزارة الدفاع الروسية في 15 يوليو لم تشكل تهديداً لأجسام فضائية أخرى، والأهم من ذلك، لم تنتهك قواعد ومبادئ القانون الدولي"، واضعة الاتهامات الأمريكية في سياق "حملة إعلامية مستهدفة قامت بها واشنطن لتشويه سمعة الأنشطة الفضائية الروسية ومبادراتنا السلمية لمنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي".
هذا الموضوع سيحتل حيزاً أساسياً في اجتماع يعقده الجانبان الروسي والأمريكي في ڤيينا. بصرف النظر عن نتائج هذه اللقاءات، فإنّ الأجواء المشحونة على خط موسكو – واشنطن تشي بأنّ العالم مقبل على نسخة جديدة من السباق إلى الفضاء، الذي كان أحد ميادين المواجهة في الحرب الباردة، والذي خسره الاتحاد السوڤيتي لحظة هبوط الأمريكيين على سطح القمر عام 1969. بعد خمسين عاماً على هذا الحدث، يمكن افتراض أن روسيا استخلصت الكثير من العبر، ما يدفع الى الاعتقاد بأنّ السباق الجديد سيكون محكوماً بقواعد مختلفة تماماً عن سلفِه.
انظر أيضاً
مرئيات
مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الأمريكي بلنكن ونظيره الروسي لاڤروڤ، جنيڤ، 21 يناير 2022. |
تعليق وزير الخارجية الروسي سرگي لاڤروڤ حول موقف مصر من الأزمة الأوكرانية والعرض الأمريكي لتسوية الأزمة، 30 يناير 2023. |
---|
المصادر
- ^ Diane Shalem (2019-07-02). "Urgent consultations in Washington, Moscow on reported US-Russian submarines in firefight". موقع دبكة الإسرائيلي.
- ^ Diane Shalem (2019-07-03). "The mystery of the ultra-secret Russian "Losharik" submarine disaster". موقع دبكة الإسرائيلي.
- ^ Alexandra Ma and Ryan Pickrell (2019-07-04). "The Russian submarine that caught fire and killed 14 may have been designed to cut undersea internet cables". businessinsider.
- ^ Christopher Bing (2020-12-14). "REFILE-EXCLUSIVE-U.S. Treasury breached by hackers backed by foreign government - sources". رويترز.
- ^ "عدد كبير من الوكالات الحكومية تعرضت لاختراق.. فصل التيار الكهربائي عن أجهزة بمؤسسات فدرالية أميركية". سكاي نيوز. 2020-12-14. Retrieved 2020-12-14.
- ^ "اختراق وزارة الخزانة الأمريكية على أيدي قراصنة تدعمهم حكومة أجنبية". البوابة العربية للأخبار التقنية. 2020-12-14. Retrieved 2020-12-14.
- ^ "سفارة روسيا بواشنطن تنتقد اتهام وسائل إعلام أمريكية لموسكو بالمسؤولية عن هجمات القرصنة". مصراوي. 2020-12-14. Retrieved 2020-12-14.
- ^ "موسكو تقدّم "احتجاجاً شديداً" إلى السفير الأميركي بعد تظاهرات السبت". جريدة النهار اللبنانية. 2021-01-25. Retrieved 2021-01-25.
- ^ "الرئيس الأمريكي يتصل بنظيره الروسي ويبحث معه ملفات عدة في صلب التوتر بين البلدين". فرانس 24. 2021-01-26. Retrieved 2021-01-26.
- ^ "بالأسماء.. العقوبات الأمريكية على روسيا بسبب قضية نافالني". روسيا اليوم. 2021-03-02. Retrieved 2021-03-02.
- ^ "روسيا تستدعي سفيرها من واشنطن للتشاور". روسيا اليوم. 2021-03-17. Retrieved 2021-03-17.
- ^ "بايدن حول "التدخل الروسي" في الانتخابات: بوتين سيدفع الثمن". روسيا اليوم. 2021-03-17. Retrieved 2021-03-17.
- ^ "قمة تجمع بين بوتين وبايدن في جنيف... ما أبرز ملفاتها؟". دويتشه فيله. 2021-05-25. Retrieved 2021-06-13.
- ^ "أول اتفاق بين بايدن وبوتين حول سورية". لعبة الأمم. 2021-07-10. Retrieved 2021-07-10.
- ^ "U.S. asks 24 Russian diplomats to leave by Sept. 3: Russian ambassador". cgtn.com. 2021-08-03. Retrieved 2021-08-03.
- ^ "U.S. Will Reply to Russian Demands as Military Buildups Continue Around Ukraine". نيويورك تايمز. 2022-01-22. Retrieved 2022-01-22.
- ^ "Russian spy chief meets Armenian PM days after CIA chief Burns did". رويترز. 2022-07-19. Retrieved 2022-07-19.
- ^ "لافروف: تلقينا رسالة أمريكية حول أوكرانيا من وزير الخارجية المصرى". جريدة اليوم السابع. 2023-01-31. Retrieved 2023-01-31.
- ^ "لافروف يرد على رسالة واشنطن عبر مصر لخروج القوات الروسية من أوكرانيا". روسيا اليوم. 2023-01-31. Retrieved 2023-01-31.
- ^ "Russian fighter jet forces down US drone over Black Sea after intercept". سي إن إن. 2023-03-14. Retrieved 2023-03-14.
- ^ "اكتشاف غواصة أمريكية في مياه روسيا الإقليمية والرد الفوري عليها واستدعاء الملحق العسكري في موسكو". سپوتنيك نيوز. 2022-02-12. Retrieved 2022-02-12.
- ^ "العقوبات الاقتصادية – هل تكرر روسيا مصير انهيار الاتحاد السوفيتي؟". روسيا اليوم. 2018-04-20. Retrieved 2018-04-20.
- ^ "روسيا تقرر التخلص من الدولار في صندوق الثروة السيادية خلال شهر". سپوتنيك نيوز. 2021-06-03. Retrieved 2021-06-03.
- ^ "في ظل حرب أوكرانيا.. لماذا تدفع الولايات المتحدة المليارات للوكالة النووية الروسية؟". الحرة.
- ^ "The U.S. Is Paying Billions to Russia's Nuclear Agency. Here's Why". nytimes.
- ^ "الخارجية الروسية: هدف اللقاء الأمني الروسي الأمريكي الإسرائيلي التسوية في سوريا والشرق الأوسط". روسيا اليوم. 2019-06-25. Retrieved 2019-06-18.
- ^ وسام متى (2020-07-27). ""ماتريوشكا" فضائية تثير هلع الأميركيين!". 180 پوست. Retrieved 2020-07-27.
وصلات خارجية
مراجع مكتبية عن العلاقات الأمريكية الروسية |
- A Guide to the United States' History of Recognition, Diplomatic, and Consular Relations, by Country, since 1776: Russia
- Report from the Commission on U.S. Policy Toward Russia Harvard Kennedy School's Belfer Center
- US-EU-Russia: New Strategic Dynamics after Bush, ACDIS Swords and Ploughshares, ed. by Matthew A. Rosenstein, published by the Program in Arms Control, Disarmament, and International Security (ACDIS), University of Illinois (winter 2008-9)[dead link]
- From Cooperation to Confrontation: Russia and the United States since 9/11, ACDIS Occasional Paper, by Roger E. Kanet, published by the Program in Arms Control, Disarmament, and International Security (ACDIS), University of Illinois (May 2009).
- Back to the Future? US-Russia Relations after Georgia, by Marcin Zaborowski, European Union Institute for Security Studies, Analysis, September 2008.
- translations of foreign newspaper articles about Russian-American relations from nonprofit WorldMeets.US
- link to PDF slideshow, 'The "Reset": Theory, Results, Future' released by Michael McFaul U.S. Ambassador to the Russian Federation during the Twitter War of May 28, 2012
- U.S.-Russia Bilateral Presidential Commission: Spring 2012 Joint Report