العلاقات السورية الروسية
روسيا |
سوريا |
---|
العلاقات السورية الروسية (روسية: Российско-сирийские отношения)، هي العلاقات الثنائية بين سوريا وروسيا. لروسيا سفارة في دمشق وقنصلية في حلب، ولسوريا سفارة في موسكو. أصبحت روسيا وسوريا حليفين تدريجياً منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011. وهذا ما أكده زعيما كلا البلدين، ويُعدّ أمراً مسلّماً به في الغرب ودول أخرى في المنطقة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
في 26 أكتوبر 1944: قدم دانيال سولود، أول سفير سوڤيتي في دمشق أوراق اعتماده إلى الرئيس شكري القوتلي. ساهم سولود في صياغة الموقف السوڤيتي المؤيد لاستقلال سوريا. واشتهر بموقفه يوم العدوان الفرنسي على دمشق في 29 مايو 1948، حين تدخل لإخراج رئيس الحكومة سعد الله الجابري المحاصر في فندق الشرق من قبل القوات الفرنسية. وقد تمكن الجابري يومئذ من مغادرة البلاد إلى فلسطين متخفياً بزي راهب، ليتصل بالحكومة البريطانية ويكشف حقيقة الموقف في سوريا.
وفي 30 أكتوبر 1956، في أول زيارة من نوعها لرئيس سوري، فخامة شكري القوتلي يصل الى موسكو طالباً دعماً عسكرياً وسياسياً لمصر بعد ساعات من بدء العدوان الثلاثي. في إجتماع شهير مع الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف، الرئيس القوتلي يطالب بإرسال الجيش الأحمر لحماية مصر من إسرائيل وفرنسا وبريطانيا.
وفي 11 ديسمبر 1957: وقعت سوريا والاتحاد السوڤيتي اتفاقية للتعاون الاقتصادي، يتضمن معونة اقتصادية سوڤيتية لسوريا بقيمة ٣٠٠ مليون دولار ومساعدات تقنية وصناعية. ووقع الاتفاق كل من نائب رئيس الوزراء السوفيتي نيقولاي بولگانين ونظيره السوري خالد العظم. وصرح العظم بأن الاتفاق "يحررنا من الاعتماد على القوى الأجنبية الإمبريالية". وقد عرف العظم في الخمسينات بلقب "المليونير الأحمر" نظراً لخلفيته البرجوازية وتأييده للتقارب مع المعسكر الاشتراكي.
وفي 18 ديسمبر 1966، تم الاتفاق مع الاتحاد السوڤيتي على بدء أعمال البناء في سد الفرات.
تتمتع روسيا وسوريا بتاريخ طويل من التعاون في العديد من المجالات. وكان البَلدان على علاقة وثيقة وبخاصة إبان رئاسة الرئيس حافظ الأسد، إذ تم التوقيع على معاهدة صداقة وتعاون في ذلك الوقت، لكنها كانت أكثر من وثيقة إطارية ولم تفرض أي التزامات قانونية دولية محددة على أيّ من الطرفين. كانت هذه علاقات ثقة صمدت أمام اختبار الحرب مع إسرائيل عام 1973 في مرتفعات الجولان والحرب الأهلية في لبنان (1975-1989)، إذ قاتل الجيش السوري بمشاركة المستشارين العسكريين السوڤييت بشكل غير مباشر. كما كانت هناك خلافات حول الوضع في الحركة الفلسطينية والموقف الشخصي لياسر عرفات. ومع ذلك، تم حلّ هذه الخلافات بالحوار المنتظم القائم على الثقة على أعلى مستوى والمشاورات السياسية العسكرية الوثيقة.
كانت العلاقات الروسية السورية في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما انسحبت روسيا، المثقلة بمشاكلها الداخلية، من الشرق الأوسط، في حالة تدهور. بعد انتخابه رئيساً، قام بشار الأسد بالالتفات نحو أوروپا، وبخاصة فرنسا في عهد جاك شيراك، بكونها مركزاً لاحتواء الولايات المتحدة، التي اتهمت سوريا بدعم المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكي. قام الرئيس بشار الأسد بالزيارة الأولى لروسيا في عام 2005. وغطّت الاتفاقيات التي تم التوصل إليها على أعلى مستوى مجموعة واسعة من القضايا في مجال التعاون العسكري – التقني والاقتصادي في سياق تسوية سورية لديونها بالكامل، وأعطت دفعة جديدة لتطوير العلاقات الثنائية في ظل الظروف الجيوسياسية المتغيرة.
الحرب الأهلية السورية
تحوّل النزاع في سوريا في عام 2011، إلى مواجهة مسلحة. ومنذ ذلك الحين، سيطر المكوّن العسكري على التعاون الروسي – السوري. تدخلت روسيا بشكل مباشر في النزاع بناءً على طلب بشار الأسد، وهي حقيقة تم تأكيدها عبر الاتفاقيات الحكومية الدولية بين البلدين، والتي، على عكس الاتفاقيات العرضية إلى حدّ كبير التي أبرمت مع عدد من الدول العربية في الماضي، تحدد التزامات محددة لكلا الطرفين. وهكذا تمّ منح العلاقات صفة جديدة. إذ تم توجيه كافة الجهود لصد التهديد الإرهابي وإنقاذ الدولة السورية. في المدة التي سبقت التدخل الحاسم للقوات الجوية الروسية، اتفق معظم الخبراء العسكريين في جميع أنحاء العالم على أن الإرهاب الدولي قد وصل إلى ضواحي دمشق، وأن تغيير الحكومة بات وشيكاً، برغم قتال الوحدات الإيرانية وحزب الله اللبناني في سوريا.
إثر نشوب الحرب الأهلية السورية، وفي 13 يناير 2012، وصلت سفينة روسية محملة بالذخيرة إلى سوريا. كانت السفينة قد توقفت في قبرص للتزود بالوقود وأوقفتها السلطات القبرصية إلى أن قدمت السفينة تصريحات مكتوبة تؤكد بأن وجهتها ليست سوريا فسُمح لها بالإبحار في اليوم التالي.[1]
التدخل العسكري الروسي
أعلن الجيش الروسي في 14 نوفمبر 2019 عن انتشاره في قاعدة القامشلي الجوية بشمال شرق سوريا، المنطقة التي كانت تتمركز فيها القوات الأمريكية من قبل. وقال قائد القاعدة تيمور خجاييڤ لوكالة الأنباء الرسمية الروسية "تاس"، إن هذه القاعدة التي تسمى رسمياً "مكتب القيادة الجوية" ستنظم "عمليات تحليق متواصلة، لحماية الأراضي والدفاع عنها". وأضاف أن العديد من المروحيات القتالية وصلت إلى القاعدة، موضحا أنها ستقدم الدعم للشرطة العسكرية الروسية التي تقوم بدوريات مشتركة مع الجيش التركي في هذا القطاع. وبثت قناة التلفزيون الروسية زڤيزدا التابعة لوزارة الدفاع، لقطات لوصول المروحيات الثلاث إلى القامشلي، يظهر فيها أيضا النظام الدفاعي المضاد للطائرات پانتسير.[2]
في 9 سبتمبر 2020، قام وفد روسي رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بورسيڤ ووزير الخارجية سرگي لاڤروڤ بزيارة العاصمة السورية دمشق، في زيارة فسرها البعض بأنها لبحث حلول سياسية للخروج من الأزمة السورية، بينما رأى فريق آخر أن الزيارة هدفها توطيد مصالح روسيا في المنطقة.[3]
ينطوي توقيت زيارة لاڤروڤ، وهي الأولى التي قام بها الوزير الروسي للعاصمة السورية منذ 2012، على عدة دلالات تُشير في مجملها إلى أن هناك اهتماماً روسياً بالغاً بملفات الشأن السوري التي جرى بحثها قبل وصول الوفد الروسي إلى دمشق، إذ جاءت الزيارة بعد جولة المفاوضات الأخيرة بين الوفدين الروسي والتركي في موسكو، والتي من المفترض أنها بحثت الكثير من تفاصيل المشهد الميداني في شمال غرب سوريا بالمقام الأول، وهو الملف الذي شغل الروس كثيراً، لا سيما في ظل محاولاتهم للسيطرة الفعلية على طرق التجارة الدولية والوصول لاحقاً للسيطرة على معبر باب الهوى، وهو المعبر الذي ثبتته روسيا كنقطة وحيدة في مجلس الأمن الدولي لعبور المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا.
كذلك، فإن الاجتماع الروسي-التركي في 1 سبتمبر 2020 ناقش تفاصيل المشهد السياسي، خاصة بعد انتهاء الجولة الثالثة من اللجنة الدستورية السورية المنعقدة بمدينة جنيف السويسرية نهاية أغسطس 2020، وهو الملف الذي باتت روسيا تشدد على المضي به قدماً وتتجاوب حوله بفعالية مع الجانب الأمريكي، الذي أكد خلال انعقاد الجولة الفائتة على دعمه للمسار، وفي المقابل عبّرت موسكو على لسان لافروف قبل وصوله إلى دمشق عن رضاها عن سير الجولة، واصفة إياها بالجولة الجيدة والمثمرة "إلى حد كبير". ومن المُرجَّح أن الوزير لافروف قد أبلغ الرئيس الأسد، خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق، بضرورة التعاطي الجدي مع المسار الدستوري، تأكيداً على التزام دمشق بما تطالب به واشنطن حيال الالتزام بتطبيق مسارات العملية السياسية وفق القرار الدولي 2254.
أيضاً، جاءت هذه الزيارة كمحاولة من قبل موسكو لثني واشنطن على تأجيل حزمة عقوباتها الرابعة المقررة في إطار قانون قيصر؛ فرغم إعلان موسكو خلال زيارة لاڤروڤ أن توقيع العقود الاستثمارية مع الجانب السوري يأتي من أجل مواجهة هذه العقوبات التي طبقت آخر حزمها في واخر شهر أغسطس 2020، إلا أن موسكو التي طالما أرادت مسك العصا من المنتصف لا تستطيع الابتعاد عن التفاهم مع واشنطن في ظل ضغوط العقوبات والاستعصاء الحاصل في ملف إعادة الإعمار. لذا، فإن ضغوطاً سياسية محتملة مارستها موسكو خلال الزيارة يمكن أن تتجلى عبر ثني دمشق عن ربط مصيرها بمصير طهران، والدخول الجاد في المسار السياسي ووقف التصعيد العسكري؛ فكل ذلك من شأنه أن يكون وسيلة لتهدئة واشنطن ويحفزها على إعادة النظر في سياسة العقوبات.[4]
ومن الملاحظ أيضاً، أن زيارة لاڤروڤ جاءت بعد أيام قليلة من زيارة وفد من مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" المنضوي تحت راية الإدارة الذاتية الكردية لشمال شرق سوريا إلى موسكو، بَحَثَ خلالها مع القيادة الروسية ملفات سياسية واقتصادية تتعلق بمشاركة الأكراد في العملية الدبلوماسية القائمة حول سوريا، ومنح موسكو حصة من الاستثمارات في نفط المنطقة الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية، مقابل تسهيل دخول الأخيرة في المفاوضات وفي اللجنة الدستورية وتقريب موقفها مع الجانب التركي، بالتوازي مع زيادة وتيرة التقارب مع دمشق، وهو توجُّهٌ كان مطروحاً ويستدعي سرعةً في البحث والتقرير بشأنه بالتشاور مع الأطراف المعنية، وفي مقدمتهم دمشق بطبيعة الحال.
تعمَّد الوفد الروسي من خلال تصريحاته في دمشق الإشارة إلى البعد الاقتصادي للزيارة، وللجهود التي تبذلها موسكو في سياق مواجهة العقوبات الاقتصادية القاسية المفروضة على النظام السوري، من أجل تمرير رسائل باتجاه واشنطن تفيد برغبتها في إنهاء مرحلة الأعمال العسكرية التي رسم خطواتها الأخيرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى دمشق مطلع 2020، حيث بات النفوذ الروسي في الشمال السوري حاضراً بشكل مغاير عما كان عليه في العام الفائت، سواء من خلال السيطرة على الطرق التجارية الدولية "إم 5" و"إم 4" في الشمال الغربي، أو عبر حضورها العسكري في الشمال الشرقي.
وتُدرك موسكو أن أية نتائج للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في الولايات المتحدة في نوفمبر 2020 لن تمنع استمرار عقوبات قيصر على دمشق، ما يعني أن كل الاتفاقات على عقود إعادة الإعمار الموقعة بين دمشق وموسكو لن يفتح لها باب التمويل الأمريكي-الأوروپي دون التوافق على تشخيص المعضلة الرئيسة للحل والمتمثلة بالوجود الإيراني في سوريا، لذا فإن الوفد الروسي وضع رده صراحة في صندوق رسائل واشنطن بالموافقة على الإشارات التي كان أرسلها المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري، حينما قال في شهر مايو الماضي بأن الولايات المتحدة لا تسعى إلى انسحاب روسيا من سوريا، على عكس الاهتمام الأمريكي بانسحاب إيران والقوات التي تحت قيادتها في المنطقة.
بعد خمس سنوات، تم تدمير البنية التحتية العسكرية والإدارية لتنظيم داعش، وإضعاف المعارضة المسلحة، ولم تعد جيوب الإرهاب المتبقية تشكل تهديداً حقيقياً لنظام الأسد. كانت الأهداف في ذلك الوقت واضحة، وبطبيعة الحال، لم تكن هناك أسئلة حول ما ينتظره الشعب السوري من روسيا. لماذا شهدت موسكو ودمشق تصاعداً في الهجمات الإعلامية على غرار من يحتاج من أكثر وما أسباب عدم اليقين والشكوك التي يفكر فيها المحللون السياسيون السوريون بطريقة ودية، متسائلين عما إذا كانت روسيا تنوي التخلي عن سوريا وترك الدولة السورية تتعامل مع الضغط المتزايد من الولايات المتحدة أم لا؟ ما التغييرات التي حدثت بعد أن توقفت المرحلة النشطة من النزاع؟. لا تدع رواية الجانب الروسي الرسمية مجالاً للشك في موقفها المبدئي. يُعدّ الاحتفاظ بالقواعد الجوية والبحرية في البحر المتوسط خطوة استراتيجية، ما يعني أن روسيا ليس لديها أي سيناريوهات انسحاب. وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن دعم العملية السورية بالعتاد لا يتجاوز الأموال المخصصة لذلك في ميزانية الدفاع. ويبقى هذا الدعم مرناً ويميل عموماً إلى التقلص مع تراجع العمل العسكري.[5]
إن إضفاء الشرعية على دخول روسيا هو أمر آخر تماماً، من وجهة نظر الوثائق القانونية المبرمة بين روسيا وسورية وعلى نطاق دولي واسع. وهو شيء لا يعتمد على روسيا وحدها، إذ يجب أن يكون في مصلحة دمشق نفسها بشكل أساس. أي أنه يتوجب على البلدين فعلياً إيجاد توازن القوى على المدى الطويل، سواء في حرب لا يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى، أو في مدة ما بعد الحرب. وتبقى وجهة نظرنا هنا واضحة: باستخدام الواقعية السياسية كنقطة انطلاق، تحتاج روسيا وسورية إلى الموازنة بشكل صحيح بين الأهداف الاستراتيجية المشتركة والبحث عن أفضل السبل للتعامل مع الاختلافات التكتيكية المحتملة.
بعد توقف المرحلة النشطة من الحرب في سوريا، فإن التحديات والتهديدات التي تواجهها سوريا هي تحديات اقتصادية، وتأثيرها مدمر بسبب العقوبات، وبخاصة قانون قيصر، مع انتشار جائحة ڤيروس كورونا الذي يزيد الوضع سوءاً. لا توجد في الحقيقة أي متطلبات مسبقة تقريباً لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار الكبرى بعد الحرب في سوريا. يقاتل معظم السوريين من أجل البقاء في مواجهة تزايد ارتفاع الأسعار والغذاء ونقص الطاقة والوقود والبنية التحتية المدمرة. تحشد الحكومة السورية مواردها المالية المحدودة للتخفيف من العواقب الاجتماعية والاقتصادية على البلاد، مع التركيز على دعم الأنشطة التجارية والحفاظ على نظام الدعم. من الواضح تماماً في الوقت نفسه، أن حلّ مشكلة استمرار قصور الأداء الاقتصادي لا يمكن حلّه دون مساعدة خارجية عاجلة. لكن من الواضح أيضاً، على عكس حالة لبنان، أن مصادر مثل هذه المساعدة لسوريا قليلة جداً.
إن اتّباع نهج مرن من جانب دمشق وفهم أفضل لنواياها سيساعدان روسيا بالتأكيد، ويمنحها أرضية صلبة لتقف عليها في اتصالاتها مع شركائها الغربيين والعرب. بينما يصعب في الواقع الحالي إعادة تأهيل سوريا اقتصادياً دون جهود دولية منسقة
وتقوم الحكومة الروسية، بدورها، بتقديم المساعدات لسوريا (شحنات عاجلة من الحبوب والأدوية والمعدات على شكل منح أو عقود؛ إعادة بناء مرافق البنية التحتية المدنية وخطوط الاتصال؛ تقديم المساعدات الإنسانية، إلخ). تشجع الحكومة الروسية الشركات الروسية على التعاون مع الشركات السورية بشكل أكثر فاعلية وإقامة الشراكات بين القطاعين العام والخاص. تتوقع روسيا أن تتخذ الحكومة السورية مزيداً من الخطوات لإنشاء أنظمة حكم مركزية ومحلية تضمن التعامل مع الفساد، وتقدم تسهيلات للمستثمرين الأجانب، وتتأكد من تنفيذ وإطاعة القوانين، وأن يفسح الاقتصاد العسكري بطبيعة المجال لعودة التجارة والعلاقات والاقتصادية بأسرع ما يمكن. يمكن النظر لخطاب بشار الأسد أمام أعضاء الحكومة المشكلة حديثاً كخطوة رئيسة في هذا الاتجاه.
قال الرئيس الروسي ڤلاديمير پوتن في مناسبات عديدة إن موقف روسيا من قضية التسوية السورية ينطلق من فرضية أن الحل العسكري مستحيل. وأكد سيرگي لاڤروڤ وزير خارجية روسيا في المحادثات التي جرت مع المبعوث الخاص للأمين العام لسوريا غير بيدرسون بموسكو في 3 سبتمبر 2020 (التي جرت بعد أيام قليلة فقط من جلسة لجنة صياغة اللجنة الدستورية في جنيڤ)، أن روسيا تدعم جهود بيدرسون لمساعدة الشعب السوري على التوصل إلى اتفاق بشأن الإصلاح الدستوري وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 كدولة ذات سيادة وأحد الضامنين لمسيرة أستانا. وصادق على هذا الموقف ترويكا أستانا وهو معروف لدى القيادة السورية ولا يثير اعتراضات علنية.
يتوقع بعض المحللين السياسيين الروس المطلعين أن يقوم السوريون، وربما الرئيس بشار الأسد نفسه، بقيادة بعض المبادرات الرئيسة التي ستطلق عملية جنيڤ – ليس كعودة إلى الوضع في عام 2011، ولكن كوسيلة لاستعادة الدولة السورية ووحدة الأراضي وتعزيز كيان الدولة على أساس الوفاق الوطني الشامل. إن اتّباع نهج مرن من جانب دمشق وفهم أفضل لنواياها سيساعدان روسيا بالتأكيد، ويمنحها أرضية صلبة لتقف عليها في اتصالاتها مع شركائها الغربيين والعرب. بينما يصعب في الواقع الحالي إعادة تأهيل سوريا اقتصادياً دون جهود دولية منسقة.
وهذا نوع من تقارب المصالح الذي من شأنه أن يسهل إمكانية الجمع بين المساعدات الخارجية والتقدم في الحوار السوري الداخلي في حزمة واحدة لتحقيق الاستقرار.
لا يخفى على أحد أن الدوائر السياسية الخارجية في كلا البلدين التزمت دائماً بتبادل عملي للمعلومات الحالية. هذا ينطبق بخاصة على الوضع الحالي. إذا كان هناك أي عدم يقين لدى الشعب السوري أو مجتمع الخبراء السوريين حول هذه الحقيقة، فقد يفسر ذلك بحرص روسيا المفرط بشأن المعلومات الحساسة التي تتعلق بعلاقاتها مع حلفائها، أو بسبب عدم قدرة وسائل الإعلام الروسية على نشر أي نوع من المعلومات الدقيقة عندما يتعلق الأمر بالخطوات السياسية الخارجية في هذا المجال، وشرح نوايا روسيا بشكل صحيح للعالم بأسره. بالمناسبة، سورية نفسها أكثر حذراً و”سرية” في تغطيتها الإعلامية لعلاقاتها مع روسيا – التي غالباً ما تكون، بصراحة، جائرة ومتحيزة إلى حدٍّ كبير.
ينظر معظم الخبراء الروس إلى العلاقات الروسية السورية في ما يتعلق بمسائل الحرب والسلام على أنها علاقة توأم تربطها خيوط متشابهة. يشترك المحللون الغربيون في وجهة النظر هذه، مشيرين إلى أنه لم تعد الولايات المتحدة وأوروپا تشددان على الامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بالإطاحة بالأسد، وتبنّوا بدلاً من ذلك مفهوم الإصلاح الدستوري والانتخابات الديمقراطية تحت إشراف الأمم المتحدة. من الطبيعي أن يكون لدى الحلفاء في نزاعات طويلة ومعقدة بعض سوء الفهم. يلاحظ عقيل محفوض أن الشعب السوري يفهم […] أن روسيا لا تتعامل مع القضية من منظور سوري. المهم أنه إذا كانت هناك “ثوابت” استراتيجية، وهذا هو الحال بلا شك، فيجب حلّ الخلافات التكتيكية في الوقت المناسب، على أساس الانفتاح والثقة.
على مستوى الحكومة السورية وقوات المعارضة، يجب على الشعب السوري أن يأخذ في الحسبان حقيقة أن لروسيا مصالحها العالمية الخاصة التي لا تتوافق دائماً مع مصالح الشرق الأوسط. لا يمكن النظر إلى العلاقات الروسية السورية بعين المساواة لعلاقاتها مع فاعلين إقليميين مؤثرين تقوم على اعتبارات مختلفة. لكن شيئاً واحداً يجمعهم: تاريخ مشترك، مصالح متزامنة في مناطق خارج سورية وتعاون متبادل المنفعة، بما في ذلك في المنطقة العسكرية. وبالتالي، من الخطأ طرح سؤال "إما/أو".
لم يخف المسؤولون الروس حقيقة أن ذلك يعني سحب الوحدات العسكرية الإيرانية والموالية لإيران من المنطقة الأمنية على طول 80 كيلومتراً واستخدام مبادئ المصالحة الوطنية لتشكيل سلطات محلية. يحق لروسيا أن تتوقع من سورية الامتثال لهذه الشروط
ومن ناحية أخرى، يكشف تقييم واقعي للوضع على الأرض أن وجود ترتيبات ظرفية معينة مع إسرائيل وتركيا هو أمر يفيد سوريا نفسها. لنأخذ، مثلاً، الاتفاقات الخاصة بجنوب سوريا، التي شاركت فيها إسرائيل بشكل غير رسمي. هذه الاتفاقات هي التي سمحت لسوريا باستعادة السيطرة على المحافظات الجنوبية بشرط الالتزام بشروط لا تنتهك حقوقها السيادية. ولم يخف المسؤولون الروس حقيقة أن ذلك يعني سحب الوحدات العسكرية الإيرانية والموالية لإيران من المنطقة الأمنية على طول 80 كيلومتراً واستخدام مبادئ المصالحة الوطنية لتشكيل سلطات محلية. يحق لروسيا أن تتوقع من سورية الامتثال لهذه الشروط.
ولنأخذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين رئيسي روسيا وتركيا في 4 مارس 2020 بشأن إدلب في إطار تنفيذ اتفاقية منطقة “خفض التصعيد” التي وضعتها “أستانا ترويكا” بمشاركة سوريا. وبهذا التطور، من الممكن تجنب السيناريو الأسوأ، والذي لن يكون في مصلحة سورية وروسيا وتركيا. وهي لا تغير بأي حال من الأحوال الموقف من مشكلة إدلب كجزء من النهج المبدئي لاستعادة وحدة أراضي سوريا والحرب المشتركة ضد الإرهاب.
أما بالنسبة للعلاقات الأمريكية–السورية، فإن روسيا تنتهج سياسة واقعية هنا تهدف إلى منع الحوادث التي قد تؤدي إلى صدام مسلح، وفي الوقت نفسه تبحث عن فرصٍ للتفاعل في تلك المجالات والتي قد تتوافق فيها مصالح روسيا والولايات المتحدة دون المساس بالثوابت الاستراتيجية لعلاقات روسيا مع حليفها السوري. ازدادت في الآونة الأخيرة التوترات في شمال شرق سوريا، حيث يتركز الوجود العسكري الأمريكي بشكل ملحوظ، ما يجعل من الصعب التنبؤ بالمزيد من التطورات. وبالتالي، يركز الطرفان بشكل خاص على وجود قناة لحل النزاع ويرسمان في الوقت نفسه خطوطاً حمر لا ينبغي تجاوزها. سياسياً، تسعى روسيا إلى تعزيز التفاهم بين دمشق والأكراد حول وضعهم الدستوري، ما يزيد من فرص استعادة سورية لوحدة أراضيها كجزء من تسوية ما بعد الصراع.
أما بالنسبة لمستقبل العلاقات الروسية السورية، فمن المعروف أن الشعب السوري يتبنى وجهات نظر مختلفة حول أوضاع البلاد ودور روسيا في الشأن السوري. يوجد حالياً جزء من المجتمع المدني خارج سورية، وهم ليسوا إرهابيين أو روسوفوبيا (يخشون روسيا). وبالتالي، كونها تدعم بشار الأسد، تؤكد روسيا على ضرورة التوصل لاتفاق سوري داخلي يشكل نموذجاً لدولة سورية المستقبلية ويحصّنها ضد الحروب الأهلية الدموية. ومن الواضح أنه لا عودة إلى عام 2011، وعلى الشعب السوري نفسه أن يقرر كيفية إصلاح دولته ومجتمعه. كانت الولايات المتحدة في الحروب التي طال أمدها في أفغانستان والعراق والبلقان، منخرطة في الهندسة الاجتماعية وبناء الدولة، لكن أثبتت هذه المهام أنها كبيرة للغاية بالنسبة لها. كانت لروسيا أيضاً تجربتها المؤسفة في أفغانستان، لأن كلّ حرب لها منطقها الخاص الذي يتخطى السياسة عاجلاً أم آجلاً.
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية السورية في صيف 2021، يغصّ المجتمع الدولي والسوريون من مختلف الانتماءات السياسية بشعور باليأس والتوقعات القلقة. يتم تطوير سيناريوهات عديدة، متشائمة إلى حد كبير – في ما يتعلق ببلقنة سوريا (تكرار تجربة البلقان) أو حتى حدوث صدام بين الولايات المتحدة وروسيا، أو بين روسيا وتركيا على الأراضي السورية.
وبالتالي هناك شيء واحد يمكننا قوله: تعتمد تسوية الصراع السوري على التوصل إلى حلول وسط، يمكن أن تكون بمثابة سابقة للمجتمع العالمي ومفتاح لحلّ عُقد الصراع الأخرى. وبدلاً من ذلك، إذا لم يتم استخلاص الاستنتاجات الصحيحة من دروس عام 2011، فقد تتحول التسوية السورية إلى قنبلة موقوتة بالنسبة للتنمية المحلية المستدامة في سورية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
2023
في 14 مارس 2023 وصل الرئيس السوري بشار الأسد واتخذت هذه الزيارة طابعاً مختلفاً، إذ تم تنظيمها كزيارة دولة رسمية، وذلك مع التزامن مع مرور 12 عاماً على بدء الحرب الأهلية السورية. واستقبل الرئيس الأسد ميخائيل بوغدانوف ممثلاً خاصاً للرئيس بوتين، وألكسندر يفيموف سفير روسيا في دمشق، وبشار الجعفري سفير سورية في موسكو، وفق بيان لرئاسة النظام السوري. وفي اليوم التالي التقى الأسدبالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفيما نقلت وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري "سانا" عن بوتين قوله للأسد في مستهل المحادثات: "سعيد برؤيتكم في موسكو وأشكركم على تلبية هذه الدعوة ونشهد تطوراً كبيراً في العلاقات بين بلدينا"، لفت الأسد إلى أن اللقاءات بين مسؤولي البلدين لا تنقطع "ولكن التغيرات الدولية خلال العام الماضي تتطلّب منا أن نلتقي لوضع تصورات مشتركة لهذه المرحلة".
كما زار الأسد ضريح الجندي المجهول في موسكو حيث جرت له مراسم استقبال تضمنت استعراض حرس الشرف، بينما كانت الأوركسترا الرسمية تعزف لحن الجندي المجهول والنشيد الوطني السوري.
وكانت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام قد ذكرت أن الأسد سيجري مع بوتين "مباحثات موسعة تحضر فيها ملفات تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية، والتعاون الاقتصادي بين البلدين، وكذلك تطورات المنطقة والإقليم وملف الاجتماعات المعنية في بناء الحوار بين دمشق وأنقرة".
وقالت الصحيفة إن وزيري الخارجية فيصل المقداد والدفاع علي محمود عباس في حكومة النظام يجريان مباحثات منفصلة مع نظيريهما سيرغي لافروف وسيرغي شويغو. وذكر بيان للكرملين أن الزعيمين سيبحثان التعاون في مجالات السياسة والتجارة والإغاثة "بالإضافة إلى آفاق تسوية شاملة للوضع في سورية ومحيطها".
وهذه أول زيارة يتم الإعلان عنها بشكل رسمي للأسد إلى موسكو منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011، ولكنه سبق أن قام بزيارتي عمل عامي 2018 و2021، أُعلن عنهما بعد عودة الأسد إلى دمشق. كذلك زار موسكو في 2015 أيضاً.[6]
التعاون العسكري
يوجد في ميناء طرطوس قاعدة بحرية روسية أنشئت حسب اتفاقية وقعت في عام 1971. وتأسست القاعدة أثناء الحرب الباردة لدعم الأسطول السوڤيتي في البحر المتوسط. منذ أن تنازلت روسيا عن ديون قيمتها 9.8 بليون دولار من إجمالي 12.4 بليون مستحقة لها لدى سوريا، أثناء الفترة السوڤيتية، أصبحت روسيا هي مورد السلاح الرئيسي لسوريا، ودارات محادثات بين البلدين لتطوير وتوسيع القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، ومن ثم تقوية وجودها في البحر المتوسط.[7]
گورباتشوڤ
في آخر زيارة له، قبل انفراط عقد الاتحاد السوفياتي ألح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد على ميخائيل گورباتشوڤ بطلب حصول سوريا على منظومة "إس-300"الصاروخية. الطلب الذي تصدر أولويات دمشق على مدى عقود ما بعد هزيمة 67 ولم يجد آذانا صاغية من الحليف السوفيتي. وكانت تلك الزيارة، علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين موسكو التي بدأ زعيم الكرملين الجديد، يشرع أبوابها تحت شعار الشفافية "گلاسنوست" أمام الغرب وزعيمته الولايات المتحدة، ويغمض العين عن نشاط عملاء التاثير الموالين لاسرائيل والمتعاونين مع اللوبيات الصهيونية.[8]
واذا كان سلف جورباتشوف؛ ليونيد بريجنيف، تعامل بتفهم اكبر مع الطلب السوري، وان كان يؤجل البت فيه لاسباب يطول شرحها، فان گورباتشوف قطع دابر الحديث عن المنظومة الصاروخية المتطورة منذ الدقائق الاولى للقاء مع حافظ الأسد.
فقد استهل "گوربي"، النعت الذي أطلقته الصحافة الغربية على الزعيم السوفيتي المنفتح، حديثه مع الرئيس السوري بالقول إن روسيا هذا العام ستحتفل بمناسبة مرور ألف عام على اعتناق المسيحية (1988) في إشارة التقطها فورا الأسد الأب الذي أدرك أن زعيم الدولة الشيوعية العظمى يريد إبلاغه بأن الكرملين بدأ يُطلق الثوابت الإيديولوجية التي دأب الثوريون العرب على سماعها في موسكو. وأن الرياح السوفيتية بدأت تهب من الغرب.
الرئيس السوري "رد التحية بأحسن" منها فقال لغورباتشوف: تعلمون جيدا أن المسيحية انطلقت من أرضنا أي أن ثوابتنا غير قابلة للتحويل. وسجل هدفا في ملعب گوربي الذي أغلق الأبواب أمام الحديث عن "اس- 300".
بعد تلك الزيارة تعثرت صادرات موسكو من الأسلحة الى دمشق. وتوقفت نهائيا، ربما بعد مجي الرئيس الاصلاحي، كما يوصف في الغرب، بوريس يلتسن وفريقه من ذوي البناطيل الملونة؛ على حد نعت نائب يلتسين المقال ألكسندر روتسكوي، وكان طيارا أسره "المجاهدون" في أفغانستان وأذاقوه صنوف العذاب فاخشوشن.
العصر الحديث
مع مطلع الألفية الثالثة، دخلت روسيا حقبة بوتين الذي أعاد الى رأس النسر في الشعار الروسي التفاتته نحو الشرق. وعادت الحياة إلى صادرات الأسلحة الروسية لسوريا.
وحين حلقت الطائرات الاسرائيلية فوق قصر الرئيس السوري الشاب بشار الأسد، أعلن الرئيس الروسي ڤلاديمير پوتين؛ أن موسكو ستزود دمشق بالمنظومة المتطورة ذات المدى في الرصد والدفاع يصل الى 300 كيلومتر " كي لا تحلق طائرات تل أبيب ثانية فوق القصر الرئاسي السوري" هكذا صرح حينها بوتين.
لكن تل أبيب، استنفرت كل قواها للتشويش على الصفقة؛ وتدخل حماة إسرائيل في واشنطن لاجهاضها. وباتت زيارة كبار المسؤولين في الدولة العبرية إلى موسكو تتم في غالبيتها تحت عنوان منع وصول "إس- 300" إلى السوريين.
في 22 يناير 2021، أعلن عن وصول تعزيزات عسكرية روسية تضم عربات وجنود إلى مطار القامشلي.[9]
العلاقات الاقتصادية
في أبريل 2018، صدق الرئيس السوري بشار الأسد على عقد مدته 50 عاماً تقوم بموجبه شركة سترويترانسگاز لوجستيك باستخراج خامات الفوسفات من مناجم الشرقية الضخمة في تدمر وسط سوريا، والتي تقدر احتياطياتها بـ1.8 مليار طن.[10]
يذكر أن الصفقة تمنح الشركة الروسية حق استغلال الفوسفات في تدمر لمدة 50 عام، وسيتم تقاسم الإنتاج بين سترويترانسگاز الروسية بنسبة 70%، بينما تحصل المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية السورية على الـ30% المتبقية. وستتحمل المؤسسة السورية النفقات التالية: دفع قيمة حق الدولة عن كميات الفوسفات المنتجة، وتسديد قيمة أجور الأرض والتراخيص، وأجور ونفقات إشراف المؤسسة والضرائب والرسوم الأخرى والبالغة بحدود 2% ولمدة 50 سنة، وبإنتاج سنوي قدره 2.2 مليون طن من مناجم تبلغ احتياطياتها الجيولوجية 105 ملايين طن.
أعلنت الحكومة السورية في 22 أبريل 2019 عن تأجيرها ميناء طرطوس للحكومة الروسية، ويعتبر ميناء طرطوس من أكبر موانئ سوريا، حيث يشغل مساحة 3 مليون م²، منها 1.2 مليون م² مساحة الأحواض المائية و1.8 مليون م² مساحة الساحات والمستودعات والأرصفة.[11]
في 29 مايو 2020، وقع الرئيس الروسي أمراً رئاسياً يوعز بموجبه إلى وزارتي الدفاع والخارجية إجراء محادثات مع الحكومة السورية لنقل ملكية المزيد من العقارات والمياه الإقليمية السورية إلى القوات العسكرية الروسية المنتشرة على أراضيها.
وجاء في الوثيقة: "نؤيد تبني العرض المقدم من قبل حكومة الاتحاد الروسي حول توقيع المحضر رقم 1، الملحق بالاتفاق الموقع بتاريخ 26 أغسطس 2015 بين روسيا وسوريا حول الصفة الرسمية للمجموعة الجوفضائية التابعة للقوات المسلحة الروسية على أراضي سوريا، والذي ينص على نقل ملكية المزيد من العقارات والمياه".
وجاء في الأمر الرئاسي أيضاً:"نكلف وزارة الدفاع الروسية بإجراء مباحثات مع الجانب السوري بمشاركة وزارة الخارجية الروسية، وعند التوصل إلى اتفاق، التوقيع على المحضر ذي الصلة نيابة عن الاتحاد الروسي، ونسمح بإجراء التعديلات التي وافقت عليها حكومة الاتحاد الروسي على مشروع الوثيقة على أن لا تمس مبادئه الأساسية".
يذكر أن روسيا تمتلك في سوريا قاعدة جوية في "حميميم" وقاعدة بحرية في ميناء طرطوس.
وتجدر الإشارة الى هاتين القاعدتين تقوم بحمايتهما انظمة دفاع جوي "Pantsir-S وtor-M2" القصيرة المدى، وكذلك نظام "S - 400 "Triumph البعيد المدى.
في الوقت نفسه اعتبر نائب رئيس لجنة الدوما للدفاع يوري شفيتكين اليوم، أن التوسيع المخطط له للقواعد العسكرية الروسية في سوريا، "سيعزز وظائفها وأمنها".[12]
كان بوتين أصدر قبل أيام مرسوماً بتعيين سفير موسكو لدى دمشق، ألكسندر يفيموف، “ممثلا خاصا للرئيس الروسي لتطوير العلاقات مع الجمهورية العربية السورية”، في خطوة وصفها معارضون لرئيس النظام بشار الأسد بأنها “تعيين مندوب سامي لروسيا في دمشق”.[13]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
انظر أيضاً
مرئيات
تقرير عن تأجير ميناء طرطوس لروسيا، قناة أورينت، 22 أبريل 2019. |
ڤيديو أذاعه التلفزيوني الروسي لمروحيات روسية تصل من قاعدة حميميم الجوية إلى قاعدة القامشلي في شمال سوريا، 14 نوفمبر 2019. |
المصادر
- ^ "سفينة ذخيرة روسية تصل سوريا". الجزيرة نت. 2012-01-13. Retrieved 2012-01-12.
- ^ "روسيا تنشئ قاعدة عسكرية في القامشلي بشمال شرق سوريا". يورونيوز. 2019-11-14. Retrieved 2019-11-14.
- ^ [bbc.com/arabic/inthepress-54089543 "الحرب في سوريا: ماذا يحمل وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف في جعبته في زيارة دمشق؟"]. بي بي سي. 2020-09-09. Retrieved 2020-09-14.
{{cite web}}
: Check|url=
value (help) - ^ "زيارة لافروف إلى دمشق: الأهداف والدلالات". مركز الإمارات للسياسات. 2020-09-13. Retrieved 2020-09-14.
- ^ ألكسندر أكسينينوك (2020-09-23). "روسيا وسورية: الفروق الدقيقة في علاقات الحلفاء". 180 پوست. Retrieved 2020-09-23.
- ^ أمين العاصي. "أول زيارة دولة للأسد إلى روسيا منذ الثورة: بحث تصورات مشتركة". العربي الجديد.
- ^ Weitz, Richard (2010). Global security watch--Russia : a reference handbook. Santa Barbara, Calif.: Praeger Security International. p. 30. ISBN 9780313354342.
- ^ سلام مسافر (2015-11-25). "أردوغان يحقق حلم حافظ الأسد!". روسيا اليوم.
- ^ "تلفزيون سوريا/وصول تعزيزات عسكرية روسية تضم عربات إلى مطار القامشلي". نبض. 2021-01-22. Retrieved 2021-01-25.
- ^ "الأسد يصادق على عقد ضخم مع شركة روسية لاستخراج الفوسفات السوري". روسيا اليوم. 2018-04-16. Retrieved 2018-04-16.
- ^ "تعرف على ميناء طرطوس والأرباح التي ستجنيها سوريا من تأجيره". سپوتنيك نيوز. 2019-04-22. Retrieved 2019-04-22.
- ^ "بوتين يفوّض بإجراء محادثات مع سوريا لتسلم منشآت إضافية". قناة الميادين. 2020-05-09. Retrieved 2020-09-18.
- ^ "روسيا تطالب النظام السوري بمنشآت جديدة وتوسيع نفوذها". الناس نيوز. 2020-05-30. Retrieved 2020-09-18.
وصلات خارجية
بعثات دبلوماسية
- (بالعربية) (إنگليزية) (بالروسية) Embassy of Russia in Damascus