الدعارة في مصر
الدعارة في مصر غير قانونية حاليا،[1] وإن كانت قانونية في الماضي حتى عام 1949، مثلها مثل أغلب دول العالم الثالث تحارب أجهزة الأمن المصرية الدعارة بشتى الطرق والوسائل الممكنة ومع ذلك لا تزال الدعارة موجودة في مصر تمارسها المصريات أو نساء من جنسيات أخرى كالقادمات من دول شرق أوروبا وأسيا.[2][3][4][5]
وقد تم أول تسجيل للعاهرات في مصر خلال القرن السابع حيث جرى التسجيل في مقر الصوباشي أو رئيس الشرطة. وقد أبقى محمد علي ضريبة الدعارة لبعض الوقت ثم ألغاها عام 1837، ثم بدأت الدعارة في الخضوع للتسجيل والتنظيم منذ تطبيق اللائحة التي سميت بتعليمات بيوت الدعارة والتي استمر العمل بها حتى ألغيت عام 1949.[6] وبعدها بعامين اعتبرت جميع أشكال الدعارة غير قانونية.[7] وصدرت لائحة التفتيش على العاهرات عام 1885 والتزمت العاملات بالجنس بمقتضاها بالتسجيل وإلا عوقبن. وقد تم العثور مؤخرا في دار المحفوظات على وثائق عمرها 118 عامًا تتحدث عن تسجيل العاهرات في مصر. وانقسمت العاهرات إلى قسمين "عايقة" و"مقطورة" والعايقة هي القوادة والمقطورة هي التي تمارس النشاط. وأمام اسم كل من بنات الهوى كان يكتب سنها وسكنها ورقم رخصتها وتاريخ الكشف الطبي عليها وغيرها.[8]
وفي عام 2008 طالبت المخرجة المصرية إيناس الدغيدي بترخيص الدعارة وتنظيمها، على أن تجدد الرخصة سنويا، وأكدت أنها تسعى لحماية المجتمع وحماية من يمتهن هذه المهنة من الأمراض.[9]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
العصر الفرعوني
اهتم المصري القديم بالخصوبة عامة، والمتمثلة في خصوبة الأرض لزيادة المحصول، وكذلك خصوبة المرأة لزيادة النسل، وبالتأكيد الاهتمام بفحولة الرجل، والمفاخرة بالأمر وكان هذا واضحاً مما وصلنا من نقوشهم، وكذلك روايات بعض المؤرخين المعاصرين لهم كالمؤرخ مانيتون والمؤرخ هيرودوت. كما ظهرت النزعة الجنسية في الفن المصري القديم في بعض التماثيل والرسوم بصورة واضحة وبدون أي خجل أو توريه، من خلال تصوره لخلق العالم عن طريق تزاوج إله الأرض جب، وويظهر بلون أخضر رمز الأرض الخصبة، من إلهة السماء نوت، ويظهر بلون أزرق ومرصعة بالنجوم، والنقش يمثل عملية التزاوج. كما يتضح في بعض التماثيل التي تعود للعصر البطلمي أو نهاية العهد الفرعوني، ويمثل ممارسة الجنس في حفلات النبلاء والأمراء وتصوير البعض بالمبالغة في فحولتهم.
كما تم العثور في منطقة سقارة على غرفة داخل المعبد كانت مخصصة لممارسة الجنس مقابل أجر واسمها غرفة الألة بس، وهو إله الخصوبة عند قدماء المصريين، وواضح على جدرانها نقوش فجة وواضحة لعملية ممارسة الجنس عند قدماء المصريين، بصورة يبدو فيها تنوع أوضاع الممارسة والمبالغة في فحولة الرجال على ماهو واضح، لكنها تعكس كذلك مدى تمتع الطرفين مستمتعين بالعملية الجنسية بصورة كبيرة. كما في بعض الأدبيات المصرية القديمة كقصة إيزيس وأوزيريس كان فيها جزء يحكي كيف اختفت ايزيس من ملاحقات الإله ست الشرير في غرفة ملحقة بالمعبد كان فيها النساء البغايا، كما يحكي هيرودوت الإغريقي أن أحد الفراعنة كان يجبر احدى بناته على البغاء لتوفير المال اللازم لبناء المنشآت التي يريد بنائها، وعلى الرغم من أن القصة غير مقبولة تاريخياً ولا منطقياً، لكنها توضح كيف كان المصريين القدماء على معرفة باحتراف البغاء وكان يتم ذلك بمقابل كبير.
وجود بعض النقوش في كهف داخل جبل منطقة الدير البحري بالأقصر، يوضح علاقة جنسية بين رجل وامرأة وواضح غطاء الرأس الملكي على المرأة وهذا ما جعل الباحثين يعتقدون أنه يمثل الملكة حتشبسوت ومهندسها سننموت ويرجحون أن هذا الرسم كان من بعض العمال الذين كانوا يعملون في بناء معبد الدير البحري وكانوا يستخدمون هذا الكهف للراحة بعد العمل، فكانوا يسخرون فيما بينهم من العلاقة الشائنة التي كانت بين ملكة البلاد والمهندس الذي بنى المعبد عن طريق بعض الرسومات التي تم العثور عليها مؤخراً.
كما يقال أن اللغة المصرية القديمة، والتي استوحت رموزها من الطبيعة المحيطة بها، كانت تعبر عن الفحولة أو الخصوبة برمز جنسي عبارة عن عضو منتصب يقطّر، وهذا له معنى جنسي أو أدبي كالقوة أو الاعتداء أو خلافه، وكذلك المسميات التي عرفها المصريين القدماء للأعضاء التناسلية للذكر والأنثى مماثلة إلى حد كبير للمسميات الدارجة على لسان العامة اليوم. ونجد هذا في العديد من الرموز الأخرى الموجودة في العديد من البرديات و لى جدران غرف ممارسة الجنس في المعابد. ومن هنا نستخلص أن المصري القديم كان يتعامل مع الجنس في حياته اليومية بصورة كبيرة، وكان يستمتع بممارسته بأشكال كتيرة جداً، وكذلك كان له صبغة مقدسة مما يعطى له صورة راقية لأنه كان ينظر للتماثل في الحقوق بين الرجل والمرأة ولم يكن هذا معروف تقريباً بين الشعوب التانية في ذلك الوقت. مما يعكس مدى النضج الذي وصل إليه الإنسان في حضارة مصر القديمة.
الفتح العربي
ولما دخل العرب مصر سنة 642، لا يوجد أحد من المؤرخين بيتكلم عن منع البغاء أو احترافه صراحة في مصر رغم تحريم الديانة الإسلامية للبغاء بكافة صوره، يروي بعض المؤرخين في العصر الفاطمي في عهد الخليفة العزيز بالله بن المعز لدين الله، والذي كان قد أصدر قرار بتحصيل ضريبة من بيوت “الزوانى” (وهذا هو الاسم الذي كانوا يعرفون به في ذلك الوقت)، ويحدد القرار قيمة هذه الضريبة التي أخذت في الزيادة من بعده، وكان هذا في مقابل توفير الحماية لهم من الشرطة، ويوضح هذا أنهم كانوا موجودين في فترات سابقة لكن لم يكن لهم الصبغة القانونية!.. وظل الأمر كذلك في العهد المملوكي كما يحكي ابن إياس الحنفي في بدائع الزهور، الجزء الثاني، عن الأسعد شرف الدين بن صاعد وزير السلطان عز الدين أيبك واذي كان قد أصدر قرار بتحصيل ضريبة من بيوت “الخواطى” (اسم ثاني لبيوت الدعارة في ذلك الوقت) باسم “الحقوق السلطانية” وهذا أيضاً مقابل الاعتراف بهم وتوفير الحماية لهم من قبل الشرطة. فظهر نظام “ضامنات الخواطى” وهم من يدفعون عنهم الضريبة ويستخدمونهم،إلى أن أبطل هذا النظام الناصر محمد بن قلاوون ليعود مرة أخرى على عهد السلطان الأشرف شعبان في صورة تخصيص أماكن بعينها لتجمع الغواني وبنات الخطأ كما يقول المقريزي عن مكان اسمه “بركة الرطلي”.
العصر العثماني
وفي العصر العثماني أخدت الحماية التي توفرها الدولة شكل مختلف عن طريق توفير عسكر مخصص لهم من جنود الشرطة أو الأمن الداخلي يختص بملاحقة من يتأخر في دفع الضريبة إلى جانب توفير الحماية لهم من الزبائن التي لا تدفع ومن تيار المتشددين دينياً والذين كانوا يحاربون وجود الزواني أو الخواطئ، وتم تقسيم المناطق إلى (عرصات) وكل منطقة بتتبع جندي أو عسكري اسمه “شيخ العرصة”، وهو الموكول بحماية بيوت البغايا اللي في حوزته وتحصيل الضريبة منهم، وطبعا عُرِف منها فيما بعد الوصف اللي بيتقال للإنسان الديوث أو اللي بيداري على الفحشاء. وكلمة (عرصة) لغوياً هي الفناء أو الساحة بين الدور.
ولم يقتصر هذا على القاهرة وحدها، لكنه كان مطبق أيضاً في جميع الأقاليم الأخرى. يحكي المقريزي عن وجود بعض “ضامنات للمغانى” في بلبيس وشمال الصعيد، وضامنات المغاني الذين كانوا يشترون البنات ويتولوا ادارة عملية البغاء وتحصيل الضريبة عن الفتيات، أو بالمعنى الحديث “القوادة”.
كما أن بيوت البغاء، واللي بقا اسمها “كراخانة” وهي لفظة تركية، لم تكن تقدم خدمة الجنس فقط لزبائنها ولكن أيضا كانت تقدم لهم الخمر وبعض المخدرات مثل الحشيش والقنب، وكمان كانت الزبائن تسلّي وقتها هناك بالاستماع للمغنى ومشاهدة رقص الجواري قبل أن يختار الزبون ما يريده من فتيات، وكانت تحتوي أيضاً على مجموعة من الغرف محكمة الإغلاق لتسهيل ممارسة الغرض المطلوب في مكان آمن.
الحمله الفرنسية
وفي أيام الحملة الفرنسية (1798 – 1801) يحدثنا الجبرتي أن السلطات الفرنسية أصدرت قرارات بتخصيص بعض المساكن في منطقة اسمها (غيط النوبي) كمنازل للبغاء للترفيه عن عساكر الجيش، وكانت السلطات تنظم تقديم هذه الخدمة مقابل أجر، وبالتأكيد استعانت السلطات بغواني كانوا أغلبهم جواري في منازل المماليك الذين فروا من البلاد عندما دخلوها العسكر الفرنسيين، وتم رصد بعض هذه المنازل بلوحات الفنانين وفي كتاب وصف مصر.
عصر محمد علي
وفي أيام محمد علي باشا لم تختلف الأوضاع كثيراً إلى أن اكتشف الوالي التأثير السيء لهذه البيوت على عساكر الجيش المصري، اللي كان قد أسسه في أوائل فترة حكمه، والمتمثل في تفشي الأمراض مثل الزهري والسيلان، والتي تنتشر بين الجنود جراء ارتياد هذه الأماكن. ولذلك اتخذ قرار بابعاد جميع منازل الغوانى من القاهرة إلى أقاصي الصعيد في إسنا وأسوان، وكان هذا في سنة 1834.
القرن 19
وفي فترة حكم والي مصر عباس الأول في أواسط القرن التاسع عشر، أصدر قراره بعودة بيوت الغواني من جديد للقاهرة والإسكندرية والتي كان اسمها “ماخور”، فأعادوا الفتيات التي كن يعملن في هذه المهنة. وفي سنة 1855 صدرت لائحة لتنظيم العمل بالبغاء، تم تسميتها لائحة مكتب التفتيش على “النسوة العاهرات” وتم إصدارها للسيطرة على الضرايب التي يتم تحصيلها منهم حيث كانوا ملزمين بتجديد الترخيص مرتين سنوياً، وأصبحت هذه المهنة أكثر تنظيماً واحترافية، وقد يعود هذا إلى دخول بعض الأوروبيات مثل اليونانييات أو الإيطاليات في العمل بالكراخانات فأصبحت مديرة المطرح أو المكان أو البيت تسمى (العايقة) والفتاة التي تعمل معاها أصبح اسمها (مقطورة) وقد يكون السبب في هذا لأن العايقة كانت تستعرض فتياتها في الشارع امام الناس ليستعرضن “الأصناف” التي لديها كنوع من “جرّ الرِجْل” أو اصطياد الزبائن، فكانت تمسكهم وتمشي بهم في طابور أثناء دخولها أو خروجها. وعادت الدولة من جديد تحصل الضريبة من مثل هذه البيوت كما كان يحدث من قبل. والملاحظ في البيوت هذه البيوت، كنوع من تطوير الأداء، كانت تقدم خدمات أخرى مثل الرقص والغناء والخمر وخلافه إلى جانب الخدمة الأساسية ولكن بصورة أكثر تطور عن العهود السابقة.
في نهاية عهد الخديوي إسماعيل وبداية عهد الخديوي توفيق وتحديدا سنة 1880، القاهرة أصبحت مدينة كبيرة وتوسعت عن مساحتها أيام محمد علي باشا أكبر من الضعف، أحياء جديدة أضافها اسماعيل باشا على النمط الأوروبي وبالذات الفرنسي، وبنية تحتية وشبكة طرق وانارة ومياة شرب غيرت منظر القاهرة تماماً، إلى جانب عدد كبير جداً من الأوروبيين جاءوا للسكن والاقامة فيها وتركوا بلادهم بحثاً عن معيشة أفضل في مصر التي اعتبروها بلد ناشئة، وليست بلد عمرها أكتر من 5000 سنة. جاء الأجانب بعاداتهم وتقاليدهم وعاشوا معها في قلب المجتمع المصري وقليل جداً منهم انخرط في المجتمع وخرج من العادات الأجنبية.
لم يعجب الأجنب كثيراً ببيوت الخواطي، التي كانت في مصر فبدأوا في تأسيس الموخير الخاصة بهم في أماكن أخرى، وفي الوقت نفسه بدأ المجتمع المصري يتضرر من وجودهم فيه بعادات غير العادات الشرقية، فصدر قانونالضبطية عام 1880 والذي يحدد أماكن معينة (في حى الأزبكية وباب الشعرية وشارع كلوت بيه) ومواصفات معينة لبيوت الخواطى مثلا: “ولا يكون للبيت إلا باب واحد فقط ولا يجوز اتصال بينها وبين مساكن أخرى أو دكاكين أو محلات عمومية منعاً لشكوى أرباب العائلات.. وضرورة موافقة قنصل الدولة لرعاياه الأجانب بتصريح مثل هذه الدور والعقوبات التى توقع على المخالفين وكذلك تحديد الحد الادنى لعمر العاهرات واثبات توقيع الكشف الطبى الدورى عليهن. “
وبعيداً عن البيوت التي يذهب إليها هؤلا، كانت بيوت الدعارة الشعبية في منطقة عرب المحمدي والعزبة السودانية وغيرها، وكانت من أرخص الأماكن سعراً والتي توفر الخدمة دي في بعض الأحيان عن طريق حفرة في الأرض بتنام فيها العاهرة وبيغطوها بقماشة كبيرة أو ستارة وبتتثبت بطوب في الأرض، يدخل الزبون ويشدوا عليه الستارة وعند انتهاؤه ترفع الستارة ويخرج ويدخل من يليه وهكذا!.. أما في الأزبكية فالأمر كان أثر آدمية، في ظل الفنادق والبيوت التي كانت معدة خصيصاً لتقديم هذه الخدمة وكانت طبعاً تفرق بشكل كبير في السعر عن تلك الأكثر شعبية والأرخص ثمناً. كما كانت أغلب أسماء الفتيات (طبقاً لسجلات حكمدارية بوليس العاصمة سنة 1895) فيها ألقاب كأنها ماركة مسجلة أو أسماء شهرة مثل حسنة الطرابية وزينب الفطاطرية وبهية الزايطة وفطومة الإسكندرانية وبمبة العربجية ….الخ. في الإسكندرية انحصرت أماكن الدعارة في كوم بكير وجبل ناعسة وشارع طيبة ومنطقة قسم اللبان.
الاحتلال الانگليزي
وفي سنة 1885 وبعد الاحتلال الانگليزي صدرت لائحة جديدة من مكتب التفتيش علي النسوة العاهرات وألزمتهم بالكشف الدوري عليهم كل 3 شهور في مستشفى الأمراض الجلدية والتناسلية في منطقة الحوض المرصود بالسيدة زينب، مع استثناء (العايقات) اللي كانوا بيعدوا سن الـ50 سنة وطبعااً كان هذا حرصاً علي الصحة العامة لجنود الاحتلال اللي كانوا أكتر ناس طلباً على هذه الخدمة. وكانوا المندوبين التابعين للسرية الطبية البريطانية يجلسون أمام المواخير كي يسلموا كل عسكري قبل دخوله الماخور واقي ذكري وعلبة مرهم وكراسة بالتعليمات.
وتحكي بعض المصادر عن مذكرات ميجور توماس راسيل حكمدار بوليس العاصمة سنة 1917 والذي يحكي عن شخص يسمى ابراهيم الغربى واللي كان قد جاء إلى مصر من أسوان في أواخر القرن 19 بعد ما انتهت تجارة الرقيق على يد الخديوى اسماعيل، واشتغل في الدعارة في القاهرة ويؤكد أنه في ظرف أعوام قلائل كان يمتلك أكثر من 15 بيت في أماكن مختلفة ويعمل فيهم أكثر من 150 فتاة، ويصف الميجور راسيل المدعو ابراهيم الغربي أنه كان مخنث وكريه المنظر:
ويقول أيضاً لما مات في السجن سنة 1926 ترك وراءه 54 منزل بقيمة اكثر من 50 ألف جنيه (بقيمة عشرينات القرن العشرين) وكمية من الأساور (165 سوار) ولألئ وماس وتاج من الدهب كان يرتديه تم تقديره بمبلغ 3 آلاف جنية (أيضاً سنة 1926) وبدلة تشريفة من خيوط ذهبية كانت قيمتها 500 جنيه!..
القرن العشرين
وفي الربع الأول من القرن العشرين بدأت كازينوهات (أو تياترات أو كباريهات) شارع عماد الدين تبقا مكان جديد لاصطياد زبائن جداد وظهرت نوعية جديدة من صور الدعارة من ناحية أن من كانوا يعملون في هذا المجال أصبحوا يعملون فنانين وراقصين في تلك الأماكن، والدرجة التانية هي الفتاة التي تعمل على إاراء الزبون "فتاحة"، أي تفتح زجات الخمر للزبائن مقابل أجور مبالغ فيها أو تراقص الزبائن بأجر، وكان هذا لأن المجتمع بدأ يتطور ويرفض وجود الداعرين لدرجة جعلتهم يتنكرون من أصلهم، فكان لابد من تغيير الشكل العام، وبهذه الطريقة ظهرت صورة عصرية أكتر لمواخير القرن الـ19. وكان أكتر رواد هذه الأماكن من الأجانب وبعض من الطبقات الراقية وكان هؤلاء بالطبع زبائن مثاليين لممارسة الدعارة والعائد المادي منها كان كبير.
ثورة 1919
وخلال أحداث ثورة سنة 1919 بيسجل بعض المؤرخين أن بيوت الدعارة المصرية رفضت استضافة جنود الاحتلال وتقديم أي خدمات لهم، الى جانب أن القوادين والبلطجية من حماة أحياء ومناطق الدعارة كانوا يمنعوا دخول عساكر الإنجليز إلى البيوت، ويسجلوا الموقف كنوع من الوطنية مما دعى سلطات الاحتلال أن تستورد بنات من روسيا واوروبا الشرقية وغيرها للترفيه عن جنودهم في حين أنها منعت البنات والسيدات البريطانيات من امتهان الدعارة في مصر!.. وومع مرور الوقت أصبحت القاهرة مركز عالمي لتوريد وتجارة الرقيق الأبيض في النص الأول من القرن العشرين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فترة الثلاثينات والأربعينات
في فترة الثلاثينات والأربعينات بدأ الوازع الديني يزيد عند الناس بتنامي نشاط الجمعيات الدينية مثل جماعة أنصار السنة والجمعية الشرعية والأخوان المسلمين وغيرهم والذي أحرج موقف الازهر فبدأ أيضاً يقوم بدوره، وقد ساعد هذا على ازدياد جبهة الرفض لعملية الدعارة المقننة تحت سمع وبصر الدولة بل والتي كانت تتكسّب منها أيضاً، وتفرض عليها ضرايب، فبدأت الناس يطالبون نواب الشعب في البرلمان بأن يحدّوا من قانونية الدعارة في مصر، فجاءت جهود النائب المخضرم سيد جلال نائب عن باب الشعرية، والتي تضم شارع كلوت بك أحد معاقل الدعارة في القاهرة. وفي سنة 1949 تم تكليل جميع الجهود بالنجاح بصدور مشروع قانون للحد من الدعارة وبيتم اقراره في البرلمان ليصدر سنة 1951 القانون النهائي للأداب العامة والذي تتبناه مصر حتى اليوم، والذي يجرم أي شكل من أشكال الدعارة ويزج بفاعلها في السجن. وبعد ثورة 1952 ورحيل الملك وبداية عصر الجمهورية، في سنة 1958 أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرار بإلغاء الدعارة في سوريا ضمن حكومة الوحدة، لتنطوي بالكامل صفحة الدعارة المقننة في مصر وسوريا وتبدأ صفحة جديدة من الدعارة غير المقننة التي تطاردها الشرطة.
العصر الحالي
شبكة الدعارة
اعتمد ِشبكة الدعارة في مصر في أغلب الأوقات على شخصية القواد، على الرغم من قدرة المومس على العمل بمفردها إلا أنهم كانوا يفضلون العمل معه لتنظيم الأمور ودفع الضرائب مقابل نسبة من العائد، ومن هنا ظهر مصطلح شبكة الدعارة المنتشر آنذاك في القاهرة، الأسكندرية وباقي المدن الكبيرة أكثر من الأرياف.
نكاح المتعة
نكاح المتعة هو زواج محدد بفترة زمنية قد تبدأ من ساعه وحتى عام استخدم لفترة للتحايل على قوانين محاربة الدعارة. وهو ليس من الشريعة الإسلامية.[10]
زواج المسيار
يأتي العديد من رجال الأعمال والأثرياء إلى مصر خلال العطلات وأشهر الصيف ويتزوجوا من شابه مصرية صغيرة تكون غالبا تحت السن القانوني فترة مؤقته تسمى بالزيجات الصيفية أو زواج المسيار. يتم الزواج في الغالب عن طريق وسيط ويتلقى عائلة الفتاة العديد من الهدايا والأموال كمهر لها. ينتهي الزواج مع عودة الزوج إلى بلده.[11]
الدعارة والاقتصاد
لم تعد الدعارة قانونية في مصر الأن وبهذا لا تجني الدولة أي ضرائب من هذه الأعمال، فإذا ما تم الكشف عن بالغ يمارس الدعارة يتعرض للسجن لمدة تبدأ من 6 أشهر وحتى 3 سنوات.[12]
الهوامش
- ^ "Legislation of Interpol member states on sexual offences against children - Egypt" (PDF). Interpol. 2006. Archived from the original (PDF) on 14 July 2007. Retrieved 2 أبريل 2018.
- ^ Dr Yunan Labib Rizk (7–13 June 2001). "A Diwan of contemporary life". Al-Ahram Weekly. Archived from the original on 17 March 2008.
{{cite news}}
: Unknown parameter|وصلة مكسورة=
ignored (help) - ^ "Egypt deports 'east European prostitutes'" BBC News, 27 June 2002 Archived 2007-02-03 at the Wayback Machine
- ^ Shaden Shehab (22–28 February 2007). "Devil in the detail". Al-Ahram Weekly. Archived from the original on 22 April 2009.
{{cite news}}
: Unknown parameter|وصلة مكسورة=
ignored (help) - ^ "The Virgin Prostitute!" by Marwa Rakha, American Chronicle, 29 May 2007 Archived 2018-07-22 at the Wayback Machine
- ^ يوم إلغاء البغاء في مصر Archived 2018-03-12 at the Wayback Machine
- ^
{{cite web}}
: Empty citation (help) - ^ "تقنين البغاء في مصر" بين التاريخ وموقف بنات الهوى، بي بي سي Archived 2017-09-15 at the Wayback Machine
- ^ المخرجة إيناس الدغيدي تطالب بترخيص الدعارة في مصر، مصراوي Archived 2012-01-11 at the Wayback Machine
- ^ "What We Don't Know about Sex in the Middle East". Zocalo. Retrieved April 22, 2017.
{{cite web}}
: Unknown parameter|تاريخ الأرشيف=
ignored (help); Unknown parameter|مسار الأرشيف=
ignored (help) - ^ Milena, Veselinovic (14 يوليو 2012). "Scandal of 'summer brides'". The Independent. Retrieved April 22, 2017.
{{cite web}}
: Unknown parameter|تاريخ الأرشيف=
ignored (help); Unknown parameter|مسار الأرشيف=
ignored (help) - ^ "100 Countries and Their Prostitution Policies". ProCon.org. 18 مايو 2016.
{{cite web}}
: Unknown parameter|تاريخ الأرشيف=
ignored (help); Unknown parameter|مسار الأرشيف=
ignored (help)
المصادر
- "Sex Tourism in Cairo" by Karim el-Gawhary, Middle East Report, Vol. 25, no. 5, September–October 1995; hosted by Hartford Web Publishing
- "In Egypt, 'Prostitute' Is a Slippery Term" by L.L. Wynn, American Sexuality magazine, 26 June 2008