بس (إله)
بس | |
---|---|
إله المرح والسرور ، إله حامي للطفولة | |
مركز العبادة الرئيسي | دير المدينة، العمارنة |
الرمز | قزم |
بس Bes or Bisu هو أحد الآلهة المصرية القديمة، وكان يحظى بشعبية كبيرة خلال الدولة الحديثة. هو رب المرح والسرور في مصر القديمة، والرب الحامى للطفولة في العصرين اليونانى والرومانى.وهو معبود ذو أصل آسيوى .[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الاسم
تعددت الآراء حول أصل الاسم "بـس"، فعلى سبيل المثال يرى (Dasen) أنه ربما يكون مرتبطاً بكلمة (bs)، والتى تعنى (الشعلة)، وذلك في إشارة إلى السمة النارية التى يتصف بها "بـس" بوصفه (أقنوم المعبود "رع"). ويشير أحد الآراء الأخرى إلى أن اسم "بـس" قد يكون مشتقاً من الاسم (bs)، والذى يعنى (الخفاء، الأسرار، أو الصورة الخفية). أما (Malaise) فيرى أن الاسم مشتق من الفعل (bsA)، والذى ظهر منذ الدولة الوسطى، ويعنى: (يحمى، يحرس). ويجدر القول أن هذا المعنى يتماشى مع الدور الذى يلعبه "بـس" بوصفه رباً حامياً يحمى البشر من شتى الأضرار والأخطار. وقد عرف المعبود "بس" بأسماء أخرى، مثل: (Ati) ؛ و: (aHAwti)؛ و: (iHti).
الهيئة
يظهر على هيئة قـزم. وقد لعب دوراً هاماً في مصر القديمة كرب للمرح والسرور، فضلاً عن أنه كان يتسم بصورة أو هيئة هزلية ومريعة في آن واحد، هيئة تجمع ما بين البشرية والحيوانية، وتشيع الضحك والفزع في آن واحد. وقد حمل "بس" كرب حامٍ صفاتٍ شافية خاصة للسيدات الحوامل، كما كان حامياً للنائمين.
هيئةفي عصر الدولة القديمة
ظهرت هيئة المعبود "بس" بشكل واضح منذ عصر الدولة الوسطى، إلا أن أقدم هيئة معروفة له ترجع غالباً لعصر الدولة القديمة، وإن كانت لا تصور المعبود نفسه، وإنما تمثل (قناع المعبود)، والذى يتخذ شكل المعبود في وضع أمامى بلبدة الأسد ، فضلاً عن وجود إشارات لهيئات مشابهة لهيئة "بس" ذات ملامح أنثوية، مثل الثدى المترهل، والبطن المنتفخة.
هيئته في عصر الدولة الوسطى
ظهرت هيئة المعبود "بـس" في الدولة الوسطى على بعض نماذج من العصى السحرية التى كثيراً ما صور عليها هذا المعبود ضمن أشكال سحرية أخرى، وإن عرف الشكل الذى ظهر به باسم (aHA)، والذى يمثل الجد أو السلف الذى ظهر عليه المعبود "بـس" فيما بعد.
وقد عرف "بـس" بالهيئة التى ظهرت على العصى السحرية من الدولة الوسطى، مع بعض التغيرات، وإضافة بعض السمات الشكلية الأخرى التى اشتهر بها هذا المعبود. فقد صور "بـس" على هيئة قزم ذى جسم معوج غير متناسق، مع كتف عريض، وصدر مترهل، وبطن منتفخة، وسيقان قصيرة مقوسة، وأذرع طويلة، وذيل يبرز من ثنية الفخذ وينسدل حتى الأرض.
وامتازت ملامح الوجه بأنه كان عريضاً وممتلئاً، وذا لحية مربعة، ولبدة أسد تظهر من أسفلها أذناه، والأنف أفطس، ويمتد لسانه للخارج في بعض الأحيان. وعادة ما كان يعلو رأسه تاج من الريش، وأحياناً ما كان يصور بالأجزاء التناسلية ظاهرة.
وكان "بس" يصور في وضع أمامى، وهو وضع امتاز به والمعبودة "بات". وعادةً ما كان يصور بالنقبة القصيرة مربوطة بحزام، ويتدلى من خلفها ذيل حيوانى. وأحياناً ما كان يظهر عارياً، أو يرتدى جلد الفهد أو الأسد.
وقد ظهر اسم المعبود "بـس" منذ الدولة الحديثة.
التصوير
وقد ذاعت شهرة "بس" كرب حامٍ يتصدى للشر، ويطرد الشياطين والأرواح الشريرة ؛ لذلك كثيراً ما كان يصور وهو يمسك ثعابين في يديه، أو مع علامة (sA)، رمز الحماية، وذلك مثل الربة "تاورت".
وعلاوة على ذلك فقد صور وهو يحمل السكاكين أو السيوف، والتى يستخدمها لدفع القوة العدائية، وحماية البشر من الكائنات الضارة. كما صور أيضاً وهو يحمل الدروع التى يتصدى بها للقوى الشريرة.
ونظراً لارتباطه بالرقص والموسيقى، فكثيراً ما يصور وهو يمسك إحدى الآلات الموسيقية، مثل الدف أو الطبلة، ويؤدى بها رقصات ترفيهية تدخل المرح والسرور على القلوب، وتطرد الأرواح الشريرة في نفس الوقت، إذ تزعجها أصوات تلك الآلات.
العبادة
كان مركز عبادته في "دير المدينة" و"العمارنة"؛ إذ وجدت العديد من الأدلة لمقاصير عبادة محلية داخل منازل قرية العمال في "دير المدينة" و"العمارنة"، كانت تعبد فيها المعبودات المحلية، مثل "بـس" مع الربة "تا ورت".
ويؤكد على ذلك القطع الجصية الملونة التى عثر عليها في قرية العمال في "دير المدينة" و"العمارنة"، تشير إلى تزيين وزخرفة الغرف الداخلية بالمنزل بأشكال مختلفة للمعبودات الشعبية المختصة بالحماية، وفى طليعتهم المعبود "بس"، والمعبودة بهيئة أنثى فرس النهر "تا ورت"، بهدف الحماية من الأرواح الشريرة والعفاريت.
ولم تقتصر عبادة "بـس" على مكان بعينه، إذ امتدت إلى مختلف أرجاء البلاد، واستمرت حتى العصر الرومانى. وفى الدولة الحديثة وضعت تماثيله داخل المنازل، وذلك تبركاً به، فضلاً عن أنهم كانوا يطلقون اسمه على الأبناء.
ارتباطه بالآلهة الأخرى
وقد ارتبط المعبود "بـس" بالكثير من الأرباب، حيث ارتبط برب الشمس منذ زمن بعيد، حيث عرف بأنه يمثل الهيئة الشعبية للمعبود "رع".
وارتبط كذلك بالمشرق والمغرب من خلال ارتباطه بالأسدين اللذين يمثلان المشرق والمغرب. وارتبط كذلك بالمعبود "حور با غرد" (حور الطفل)، وبالسمات والرموز الخاصة به، وذلك منذ أواخر عصر الدولة الحديثة.
وارتبط كذلك بالربة "حتحور"، حيث دخل إطار الأساطير المتعلقة بها، وذلك من خلال مرافقتها في رحلة العودة من بلاد "النوبة"، وقام بتهدئتها بالرقص والعزف.
دوره
اتسم "بـس" بالقدرة على تهدئة روع الأرباب، وبالترويح عنهم من خلال أداء رقصاته وعزف الموسيقى، والذى كان سبباً في كونه رباً مختصاً بالمرح والسرور وإحداث البهجة. وقد ارتبط "بـس" بمفهوم الحماية، حيث لعب دوراً كبيراً في حماية البشر، وبالأخص الحوامل والأطفال الصغار، فكان يقوم بطرد الأرواح الشريرة، وإبعاد الأمراض التى قد تصيبهم، هذا فضلاً عن دوره في تسهيل عملية الولادة للسيدة الحامل، وتخفيف آلام المخاض.
كما عرف المعبود "بـس" بدوره في حماية النائمين، وحماية البشر أثناء ساعات النوم، حيث أن الإنسان يدخل أثناء فترة نومه في عالم فوضوى، ويسكن في منطقة انتقالية تقع على الحدود ما بين عالمين، عالم الأحياء، والعالم الآخر. تلك المنطقة هى منطقة خطيرة تحف بها الأرواح الشريرة والعفاريت، والتى تهدد سلامة النائم، وتلحق به الأذى من الكوابيس والأحلام المفزعة.
وفى هذا الصدد يجدر بنا الذكر أن المعبود "بـس" قد انبثق من عالم المَرَدة والشياطين التى تقطن العالم السفلى، وتعيش على أطراف الكون؛ إذ كان واحداً من تلك المخلوقات المخيفة على نحو ما يتضح من العديد من البرديات الأسطورية (الميثولوجية).
وفى الفصل (رقم 28) من "كتاب الموتى" يظهر المعبود "بـس" وهو يحمل سكيناً لمنع قلب المتوفى من أن يؤخذ منه. وقد ظهر أيضاً كأحد المخلوقات الخرافية التى تحرس بوابات العالم السفلى، وتحضر محاكمة الموتى، وظهر كذلك على مقصورة "توت عنخ آمون".
وقد أدت كل تلك الخصائص التى اتسم بها المعبود "بـس" أن لجأ إليه المصريون للدفاع عنهم أثناء نومهم ضد كافة الأخطار التى قد تصيبهم، ليس فقط لكونه إلهاً حامياً، وإنما لكونه أحد المخلوقات الخرافية التى تقطن أطراف الكون التى يسكنها النائم أثناء فترة نومه.
وفى ضوء ذلك فقد اتجه المصرى للمعبود "بـس" لما له من دور كبير في دفع أية أخطار قد يتعرض لها النائم، حيث يقوم "بـس" بالتصدى لأية أرواح شريرة وعفاريت قد تهاجم المرء أثناء فترة نومه، فيطردها بعيداً عنه، وذلك من خلال الهيئة المخيفة والمرعبة له، واللسان المتدلى للخارج. كل تلك السمات الشكلية الموحشة كان الغرض منها دفع القوى العدائية، وطرد أية كائنات مؤذية قد تصيب النائم بأى أذى.
وهذا فضلاً عن ارتباط المعبود "بـس" بالرقص والموسيقى، فكان يتزود بالآلات الموسيقية، مثل الدف أو الطبلة والقيثارة، والتى يؤدى العزف عليها إلى إصدار أصوات صاخبة تثير الأرواح الشريرة والعفاريت، فتطردها بعيدًا عن النائم. وقد أدى ذلك كله إلى اعتبار المعبود "بس" في العصر البطلمى ربَّ الأحلام الذى يساعد البشر على أن تنعم بالأحلام السعيدة الطيبة.
ولم يتوقف دوره كرب حامٍ للأحياء فقط، إذ أنه لعب دوراً كربٍّ حامٍ للموتى، فكان يقوم بحماية المتوفى، ويساعده من أجل عدم تعرض رأسه للقطع بواسطة شياطين العالم الآخر. كما ارتبط المعبود "بس" أيضاً بالبعث والولادة، إذ كان يساعد الموتى على البعث من جديد في العالم الآخر.
وقد صور المعبود "بـس" كثيراً على العصى السحرية خلال الدولة الوسطى، والتى تهدف إلى حماية السيدات الحوامل والأطفال المواليد.
وكان يصور في الغالب بجانب الربة "تاورت" (أنثى فرس النهر)، بالإضافة إلى عدد من المخلوقات الأخرى. وعادة ما يظهر في أوضاع مختلفة تعكس دوره الرئيسى في حماية البشر، وتظهر مدى قوته وبأسه في القضاء على الأعداء، والتصدى لأية أرواح شريرة. وقد ازدادت شهرة المعبود "بـس" كأحد أكثر المعبودات الشعبية المختصة بالحماية.
قائمة المراجع
- The Complete Gods and Goddesses of Ancient Egypt, Richard H. Wilkinson. ISBN 0-500-05120-8
- The Oxford History of Ancient Egypt, Ian Shaw. ISBN 0-19-28
المصادر