عليان
scope=col colspan="2" class="entete defaut" style="background-color:#
| |
---|---|
معلومات القبيلة | |
البلد | السعودية |
المكان | البشائر، باشوت، شواص، العرضيات |
العرقية | عرب |
الديانة | الإسلام |
تعديل |
عليان: قبيلة عربية وإحدى قبائل جنوب المملكة العربية السعودية. تنقسم قبيلة آل عليان جغرافيا إلى فرعين، هما: عليان الحجاز القاطنون في محافظة بلقرن بمنطقة عسير، وعليان تهامة القاطنون في العرضيات بمنطقة مكة المكرمة.[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نسب عليان
اختلف المعاصرون في نسب قبيلة عليان، فنسبها بعضهم إلى خثعم ونسبها البعض وفي بلقرن وهم بني شُكر.[2] ونسبها آخرون إلى الأزد، فجعلها المستشرق هاملتون غيب من سلالة بني شكر، وقال: «بني شكر (بني عليان) يسكنون في شمال – غرب سراة قرن بن عبدالله، وإلى الجنوب من تبالة».[3] وقال ابن الكلبي: « شكر: بطن عظيم بالسراة لهم عدد، وليس بالعراق منهم أحد».[4] وقال أبو سعيد السيرافي: «إنما شكر قرني، وهو نسب».[5]
التاريخ
تعد قبائل عليــان من أعرق القبائل نسبا كما يتضح من تتبع أنساب هذه القبائل في كتب الأنساب المعروفة و المشهورة ، وقد نزلت قبائل عليــان منذ زمن قديم أعالي جبال السراة وما جاورها من أغوار تهامة ، فقد انتشرت من مشارف تبالة شرقاً إلى وادي قنونا غرباً ، ومن بلاد خثعم شمالاً إلى بلاد بالقرن و شمران جنوبا ، وقد كانت لهذه القبائل أيام مشهورة في الجاهلية و الإسلام ، كما أنه كان من أبنائها عدد من المشاهير من القادة و العلماء و الشعراء على مر العصور. [6]
هذه القبائل كانت مستقلة استقلالاً ذاتياً ؛ حيث كان زعماؤها يديرون شؤونها بأنفسهم ، ولجغرافية بلاد عليــان والتي تعد محصنة تحصيناً طبيعياً بالجبال المرتفعة و وعورة مسالكها- أكبر الأثر في الدفاع عنها ، هذا بالإضافة إلى شدة بأس أهلها مما جعلها في مأمن من الطامعين ، و رغم تأثر قبائل عليــان بما دار في عسير و الحجاز و تهامة من حروب آل عايض و الأتراك و الأشراف و الأدارسة ، إلاأن بلاد عليــان وما جاورها من بعض القبائل لم يتم إخضاعها إخضاعاً تاماً لأي من تلك الإمارات قبل العهد السعودي الزاهر ، وخاصة جبال السراة.
حكم الامير عائض
مع آل عايض يعتبر عائض بن مرعي المغيدي المؤسس الأول لإمارة آل عائض حيث تسلم الإمارة في عسير بعد وفاة الأمير علي بن مجثل وذلك في عام 1248 هـ و استطاع أن يقوي إمارته رغم هزيمةالأتراك و بعض القبائل العربية الموالية الحجاز له في معركة بوادي (( عتود )) عام 1250 هـ وقبل ذلك هزيمة الأمير علي بن حيدر أمير بيش له.
و لكن الأمير عائض بن مرعي استطاع أن يجمع رجاله و ينظم صفوفه و يطرد الغزاة عن أبها حيث انسحبوا إلى تنومة في بلاد بني شهر وبعد ذلك قام بعدد من الفتوحات و الإنتصارات على عدد من المناطق المجاورة له.
و في عام 1260 هـ استطاع أن يستولي على بيشة و بللسمر و بلقرن و عليان و شمران و خثعم و غامد و زهران الواقعة في السراة.
و في عام 1268 هـ أكمل استيلاء على بقية قبائل غامد و زهران وأمّر عليها ابنه المير محمد بن عائض في عام 1269 هـ فكان ذلك أول ارتباط لقبائل عليان في السراة بإمارة آل عائض في عسير إلا أن ذلك لم يمتد طويلاً حيث انتشر في عام 1269هـ وباء اجتاح المنطقة امتد إلى عام 1273هـ حيث توفي الأمير عائض بن مرعي في ذلك العام بسبب ذلك الوباء.
تولى ابنه الأمير محمد بن عائض الإمارة لكن الأمور تدهورت من بداية إمارته و تحولت إلى الأسوا حيث بدأ الزحف التركي على بلاده بقيادة محمد رديف باشا حيث قامت بمطاردته رغم محاولاته تنظيم قواته حتى لجأ إلى قرية ريده و تحصن بها فحاصرته القوات التركية من جميع الجهات فاستسلم أتباع الأمير محمد بن عائض للقوات التركية و لم يبق معه في القصر الذي تحصن به أحد من أعوانه.
فلم يجد بدّا من الإستسلام و طلب الأمان لنفسه و أهله من أحمد مختار بالأمان و لكن المأمور أحمد مختار غدر بصاحبه و اتباعه و سلمهم لقائد الفريق محمد رديف باشا الذي قام بإيداعهم السجن ثم قتل الأميرمحمد بن عائض و أصحابه البالغ عددهم 35 من رؤساء القبائل وذلك في عام 1289هـ.
وبمقتل الأمير محمد بن عائض بن مرعي انتهت إمارة آل عائض واستولى الأتراك على عسير.
سيطرة الاتراك
مع الدولة العثمانية بعد سقوط إمارة آل عايض سنة 1289هـ و استيلاء الأتراك على عسير ، قاموا بإرسال الرسائل إلى مشايخ القبائل في تلك المنطقة ، حيث بعثوا برسالة إلى الشيخ منصور بن محمد شيخ قبائل آل يزيد عليان في ذلك الوقت يطلبون منه حضوره مع كبار قبيلته للمعاهدة ، وذلك من قضا غامد التابع لهم.
فقام الشيخ منصور بن محمد و كبار قبائل عليان بالتوجه إلى بلاد غامد للمعاهدة ، وقام بعد ذلك نوري عثمان ممثل الدولة العثمانية بإعطائه و ثيقة إلى جميع قبائل عليان ، يأمرهم فيها بالسمع و الطاعة ، وأن الزكاة بنظر الشيخ منصور بن محمد لحين المجيء إلى المنطقة.
وبعد عودة الشيخ منصور بن محمد إلى بلاد عليان كتب إلى الوالي العثماني كتاباً يخبره بموافقة قبائله على تسليم جميع مطاليب الدولة ، ثم قام متصرف وقومندان لواء عسير بالرد عليه في19 شوال سنة 1290هـ يأمره فيه بحفظ المشاهد و إخبار القبائل المجاورة بإحضار مشاهدهم و مسداتهم و أن تتم المحاسبة كل ثلاث سنوات. وبعد ثلاث سنوات تم إرسال مندوبين لجمع الزكاة التي سبق ذكرها ، وقد تم ذلك عام 1293هـ ولم يقم الأتراك في عسير بإرسال أي قوة إلى بلاد عليان وما جاورها حتى1299هـ ، حيث بعث الوالي التركي برسالة إلى الشيخ منصور بن محمد بن غرسان يخبرة فيها بأنه قد تم إرسال الطوابير إلى المنطقة لتحصيل الأموال الخاصة ببيت المال ، حيث لم يستقر الوضع مع كثير من القبائل في تلك المنطقة قبل ذلك.
ومما إتضح من الوثائق أن الشيخ منصور بن محمد بن غرسان قد حضر إلى مقر الوالي ليخبره بكل الأوضاع ، حيث قام بعدها مأمور إصلاحيات و تحصبلات قضاء غامد في عام 1314 هـ بزيارة بلاد عليان و مقابلة الشيخ منصور ، الذي أعطي و ثيقة ؛ امتياز له و تقديراً له مع الدولة العثمانية حيث ثبتت لهم صداقته.
والذي اتضح من كل ما تقدم من أخبار الدولة العثمانية مع قبائل عليان أن الأتراك كان تواجدهم المباشر قليلاً في تلك المناطق ، حيث كان الشيخ منصور يدير أمور قبيلته تحت إشراف الولة العثمانية و من كان معه من مشايخ القبائل آنذاك ، وبعد ذلك تولى الحاكم التركي سليمان باشا ولاية متصرفية عسير ، و حاول أن تستتب الأمور في عسير ، إلا إن السيد الإدريسي حرّض آل عايض ممثلين في الأمير حسن بن عايض على الوالي التركي ، حيث دبت الخلافات بينهم ، و قامت بعض الحروب و الثورات ، و لم تنتهِ حتى تدخل الشريف حسين بن علي بقوة استطاع من خلالها فك الحصار عن الحاكم العثماني ، وعيّن الأمير حسن بن عايض نائباً لمترف عسير سليمان باشا ، و زرع الأمن و الطمأنينة في عسير ، وكما ذكر آنفاً فإن قبائل عليان و ما جاورها لم يخضع إخضاعاً تاماً للحكم التركي كما هو الحال في عسير و الحجاز.
وقد ذكر الشريف فيصل نجل أمير مكة في رسالة بعث بها إلى متصرف عسير سليمان باشا آنذاك و هي بتاريخ 17 مايو 1912م قوله:
"أما مسألة تأمين المواصلات بين عسير و الحجاز من طريق الجبال فهو طريق غير صالح لسير القوافل ، و فضلاً عن ذلك فإن القبائل التي تسكن تلك المناطق لم تكن لها علاقة قط بالحكومة منذخمسة عشر عاماً ، و ما برحت في حالة العصيان ، و إن حمل هذه القبائل على الرضوخ للطاعة تأميناً لذلك الطريق لا يكون إلا بعد زمن طويل ، و استخدم قوات عظيمة " و قد تلقى سليمان باشا هذه الرسالة عندما كان في النماص في زيارة لشمال عسير آنذاك ، و قد ذكر ذلك سليمان باشا ذلك في الحلقة الحادية و العشرين من مذكراته التي نشرها له " جريدة الأهرام " القاهرية ، حيث قامت بنشر الحلقة الأولى يوم الخميس 9 ربيع الثاني عام 1343هـ و بلغ عدد تلك الحلقات خمس و عشرون حلقة .
و بقيت الأحوال كما كانت عليه حتى تم تسليم إمارة عسير للأمير حسن بن عائض الذي كان مساعداً للمتصرف التركي في عسير وذلك نتيجة للحرب العاليمة الأولى حينما اشترك الأتراك في الحرب إلى جانب الألمان.
حكم الامير حسن بن عائض
الأمير حسن بن عائض قاد المنطقة إلى مستقبل مجهول حيث دبت الخلافات بين آل عائض و الإدريسي في عام 1337 هـ ثم ما تبع ذلك من شكوى رؤساء بعض القبائل في عسير إلى الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود و الذي كانت قواته تواصل انتصارتها على قوات الشريف حسين في تربه حيث انتهت إمارة آل عايض في عسير على يد الأمير فيصل بن عبدالعزيز ودخلت بلاد عسير في الحكم عام 1341 هـ.
مع الأشراف كان الأشراف يبسطون نفوذهم على أجزاء من مناطق تهامة ، ومن ضمن ذلك قبائل عليان في تهامة ، اما في السراة فقد امتد نفوذهم من الطائف إلى تربة جنوباً ، ووصل إلى بلاد غامد و زهران في وقت من الأوقات . وقد كان لشريف " ليّه" حادثة مشهورة مع قبائل عليان في عام 1319هـ تتلخص فيما يلي:
القصة
[ قصة أنقاذ بنت الشيخ ابن دوشة ]
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله الطاهرين ، وصحبه الطيبين ، وبعد : أيها الناظر في هذا الطرح التاريخي : اعلم بارك الله فيك ، أن أجمل ما في هذه القصة وأطيب وأحسن وأصدق ، هو أن الذي دونها هو : ( السير كبتن : أحمد أبو زلبة باشا ) وهو من قرية دار السقيفة من قبيلة عليان أصلا ومنسبا .
[ ابــن دوشـــــة ]
الإسم : محمد بن سعد بن ساهر الشمراني
منصبه : شيخ قبيلة شمران . مقره : مركز بلدة القرن في باشوت .
والمعروفة اليوم بـ : ( بقرن ابن ساهر ) نسبة إلى جده الأعلى مؤسس البلدة ، وأول من أختطها .
ودوشة : هي أمه ، وهي بنت سعيد بن الصهباء كبير وجهاء قرى العاسرة من قبيلة عضيدات من قبائل بني عمرو .
[ الأحـــداث ]
قال السير كبتن : ( أحمد أبو زلبة باشا ) وهو أحد أبناء قرية السقيفة بباشوت ، ومن قبيلة عليان ، والذي كان يعمل برتبة نقيب ، وكان رئيس مديرية الأمن في حكومة الأشراف بمكة المكرمة يومئذ ، وفي العقدين : الثالث ، والرابع من القرن الثالث عشر الهجري ، حيث قال :
- في يوم السابع عشر من شهر ذي الحجة من عام 1251هـ ، كان الشيخ : محمد بن سعد بن ساهر ، والملقب بـ : ( ابن دوشة ) عائدا من مكة المكرمة ، ومعه ما تبقى من إبله ، وغنمه ، وبقره ، التي كان قد جلبها في حج ذلك العام ، وكانت ترافقه بنته التي كان يصطحبها لطهي الطعام ، وكانت بنته من أجمل نساء الأرض .
كما كان يرافقه ثلاثة من عماله ومواليه الخاصة ، الذين يقومون برعي مواشيه ، وخدماته الزراعية والمنزلية .
وبينما هو عائدا من بمن معه مما ذكرنا ، ويسيرون عبر وادي ( ليّة ) جنوب الطائف ، متجها إلى بلاده وقبيلته ، إذ بحراس وموالي الشريف : محمد بن عون بن محسن ، وكان حاكما للطائف يومئذ ، ويقيم في مزرعته بوادي لية ، إذ بهم يشاهدون الشيخ ابن دوشة ، ومعه ابنته ، وقد رأوا من جمالها وقوامها ، ما أبهرهم .
فهرع الموالي إلى سيدهم الشريف ، يخبرونه ويصفون له ما شاهدوا من جمال البنت ، مما لا يساويه جمال ، حتى أصبح يرى نساءه لا شيء أمام هذه الموصوفة الباهرة .
فأصدر الشريف أمره على بعض جنده ومواليه ، باستدعاء ابن دوشة لمقابلة سيدهم ، ولكن ابن دوشة ، قال : من له بنا حاجة فليأتينا .
أبلغ الشريف بذلك ، فركب في كوكبة من الخيل والفرسان حتى وقف على ابن دوشة ، فسلم عليه ، ورحب به وبعد التعارف بينهما دعاه الشريف لتناول طعام الغداء ، والح عليه في ذلك ، وأقنعه بأن عَلْيَة القوم لا يتجاوزونه ، حتى يكرمهم كما هي عادة العرب .
- تظاهر الشريف بذلك المكر ، وانخدع ابن دوشه بمكره وحيلته فصدقه ، وبعد تناول طعام الغداء ، قام الشريف وطلب من ابن دوشة عقد النكاح على ابنته .
- فرد عليه ابن دوشة قائلا : إنها مخطوبة لابن عمها وقدج حجر عليها ، وأخذ يقدم للشريف الأعذار والحجج ، يبتغي بها الخلاص مما هو فيه ، لكن الشريف رفض تلك الحجج ، وأصر على عقد نكاحه بها ، بل وأمر بعدم خروجها من بيته البته .
وتحت الهيمنة ، والتهديد المسلح من الشريف ، ومن حراسه ومواليه المدججين بالسلاح ، لرجل أعزل آمن ، يسمع ويرى بين مكذب ومصدق ، وكأنه حلم ، ألتفت إلى نفسه ، فإذا ليس معه إلاّ بنته ، وثلاثة موالي مع قطيع البهائم ، فكر ابن دوشة في حيلة يخرج بها من هذا الظلم القاتل .
- فطلب من الشريف إمهاله والسماح له بالسفر ومعه بنته إلى قومه وباقي أهله ، لأخذ رأيهم ثم الحضور إلى الشريف لإقامة الفرح .
- لكن الشريف قال له : أما أنت فلا بأس سافر ، وأما البنت فلا ، ستبقى معنا هنا حتى عودتكم ، وأعاهدك ألا أمسها بسؤ حتى تعود ، وأنا عند وعدي ، وضرب له موعدا إذا أخلفه ، ولم يأتي فيه ، فإن البنت تكون زوجة له بدون وليها وبدون أي إلتزام كان ، فوافقه ابن دوشة وحددا الزمن بشهر كامل من تاريخ ذلك اليوم .
وطبعا تحت كل هذه الهيمنة ، والقوة وافق ابن دوشة ، وأخذ يتظاهر أمام ذلك الظالم بالرضاء ، خوفا على بنته ، وغادر وادي ليّة وقلبه يتقطع حسرة وحزنا ، يسير الليل مع النهار حتى دخل على شيخ قبائل زهران ، فأخبره وطلب منه النصرة وفك أسر بنته من الشريف .
رحب به ابن رقوش وقال : إن لزهران مع القبائل المجاورة ثارات ، ولن يسمحوا لزهران بالسير في بلادهم ، ولكن أسرع إلى أخوالك بني عمرو قبل حلول الموعد ، فلن ينصرك غيرهم .
غادر ابن دوشة مرورا بقبائل غامد ، وخثعم يعرض نفسه وما أصابه ، وكل يعتذره ، فلما وصل شمران قالوا له لماذا لم تبقى وخل الشريف يقتلك فأنت دون عارك ، ولم يقبلوا منه أي عذر .
فعرض نفسه على عليان فقالوا أبشر لكن كم عددنا إلى عدد وعدة من قبلنا ،
وقامت قبيلة شمران ، ونصبت أخوه لأبيه شيخا عليهم بدلا منه ،
فغضبت عليان من ذلك الإجراء ، وقالوا له هات أخوالك وحنا معك .
وفعلا غادر ابن دوشة باشوت إلى أخواله في قرية العاسرة في بني عمرو ، وأخبر خاله بما حل به ، فعشاه وأكرمه ، وبعثه ليلا إلى الشيخ حسن بن سلطان بن مناع في قرية لزمة ، وأخبره بالخبر .
وفي ساعات السحر قام الشيخ حسن ، فأستقبله ، ثم أكرمه ورسم له خطة يجذب بها قبائل بني عمرو في سوقهم يوم الثلاثاء .
- وصل ابن دوشة إلى السوق وكان قائما ذلك اليوم في مركز بني عمرو الحالي ، وصعد على أعلى مرتفع فيه ، وكان ملثما ومقنعا حتى لا يعرفه أحد ، ثم نادى مهللا ، ومكبرا ، وهو يقول : ( لا إله إلا الله محمد رسول الله) ، وأخذةيكررها حتى هدأ السوق وجلس الناس لسماع ما سيقول ، وصوبوا إليه أنظارهم ،
وقال : (( يا بني عمرو يا أخوالا في النسب ، ويا ناصرين المظلوم ومخرجينه من النشب ، جئت إليكم يا حلا لة العقد ، ففكوا هذه العقد )) .
- وكان قد عقد طرفي العمامة كل طرف عقدتين ، ثم جمعهما في عقدة واحدة ، كما أرشده الشيخ حسن بن مناع .
صعد إليه الشيخ حسن ، وكأنه لا يعرفه ، وصعد معه كبير كل قبيلة من بني عمرو، فأستشارهم الشيخ ابن مناع في الأمر فقالوا أفعل ما تريد ونحن معك نوفيك ، فقال ابن مناع : قوموا وكل مقدم قبيلة يفك عقدة ، ثم أقوم أنا وأميط اللثام عن وجهه لمعرفته .
ثم أصطف الشيخ وكبار القبائل معه والمنادي وسطهم ، ثم أماط اللثام عنه ، فعرفه الناس ، وأعلن ما حل به أمامهم ، وبعد سماع قوله ، أمروا به إلى بيت أحد المجاورين للسوق ليقوم بضيافته ، وشرعوا في تبادل الأراء حتى أتفقوا على نصرته وتعاهدوا عليها .
ثم أعلن الشيخ ابن مناع ومشائخ القبائل ونوابهم يحيطون به ، قائلا : اسمعوا يا سماعة الكلام ، اشتورنا وأجمعنا رأينا على أننا نزبن دخيلنا ، وننصره ، وما عاد هناك من عذر لنا بعد أن كشفنا لثامه ، وفكينا العقد من عمامته ، فما قولكم أنتم . قالوا نحن عليه موافقون ، ونحن معكم في بر أو بحر .
- وبينما ابن دوشة يتناول طعام الغداء ، إذ ببني عمرو يعلنون نصرته ، والسير معه إلى ليه لفك أسر بنته ، وأنتدبوا من كل قبيلة رجال للحرب كل بسلاحه وعتاده ، وتواعدوا على أن يكون مكان اجتماعهم بين جبلي الضورين صباح يوم الخميس : 4/1/ 1252هـ الموافق : 18 ابريل عام 1836م ، وفي هذا الإجتماع وإعلان النصرة يقول شاعر بني عمرو :
لنا من الليل همتنا ونور الشمس لبس أردان فللطيـب ســلا الخـاطـر وللظـالـم بــلا بـالـي مواريـد علـى العليـا مصاديـر عـلـى بـرهـان مجالسنـا بهـا الحكمـة مبادينـا الغـلا الغالـي بيارقنـا نصبناهـا وتحـت ظلالـهـا الشيـخـان لـهــم رأي وتـدبـيـر ولـهــم مـنــا التقـبـالـي فــلا ربــع بــلا رأي ولا خـيــل بـــلا مـيــدان يـجـي لـلـشـور عـرافــه وللـمـيـدان خـيـالـي علـى مـا مـر الدنيـا ومـا قفـت بــه الأزمــان لنا فـي صفحـة التاريـخ مجـد يشـرح البالـي
الشيخ ابن دوشة :
غادر الشيخ ابن دوشة إلى أهله وإلى قبيلة عليان ، فأخبرهم بما وعد به من قبائل بني عمرو ، فخرج ومعه عدد من رجال قرية دارالسقيفة ومعهم الإبل والغنم لخدمة وإكرام بني عمرو ، وكان قد رسم لهم موعدا مع بني عمرو في أسفل وادي شواص ، مما يلي قصر شهاب ( رأس الغول ) ،
- وهناك ألتقى ابن دوشة ببني عمرو ومعه أهل دار السقيفة من عليان ، يقودهم السير كبتن : أحمد بن هشبول الملقب بأبي زلبة ، وقد كان أبو زلبة رئيسا لمديرية الأمن في حكومة شريف مكة يومئذ ، الشريف : عبد المطلب بن غالب ، وقد تولى أمارة مكة المكرمة من سنة ( 1234 ـــ 1256هـ ) ، وكان أبو زلبة ذا خبرة تامة بالأشراف ومساكنهم ، وحشمهم ، وحواشيهم .
أجتمع ابن دوشة ومن معه مع بني عمرو في وادي شواص ، ثم ساروا معا على بركات الله عبر الأودية يسيرون ليلا ، ويهدؤن نهارا حتى لا يراهم أحد ، فدخلوا وادي لية من أسفله يقودهم زعيمهم يومئذ الشيخ حسن بن سلطان بن مناع ، ودخلوا قرى لية على حين السحر ، مساء ليوم الأثنين ليلة الثلاثاء : 9/1/1252 هـ الموافق : 23/ 4/1836م ، وكان الزمان صيفا .
خطة الهجوم :
في فجر يوم الثلاثاء : 9/1/1252 هـ الموافق : 23/ 4/1836م ، وصلت القوة إلى قرية لية العليا حيث يسكن الشريف ، يقود القوة الشيخ حسن بن مناع ، ويدلهم الكبتن أحمد بن هشبول أبو زلبة العلياني الخبير في شئون الأشراف .
وعلى مقربة من مشارف قصر الشريف ، قسم القائد القوة إلى قسمين ، قسم يبقى في الوادي لمحاصرة القرية عن بعد ، ويمنع دخول أي قادم من خارجها ، وقسم أصطحبه الشيخ حسن ، والنقيب أبو زلبة وهجموا على قصر الشريف ، وكان عدد القوة المهاجمة .
ولما أحاطوا بالقصر ، قسم الشيخ القوة إلى ثلاثة أقسام ، القسم الأول يحيطون بأسوار القرية ، ويصعدون حصون لية ، و القسم الثاني ، يحكمون الطوق على القصر ، و القسم الثالث يقتحمون جدار القصر الذي يبلغ ارتفاعه خمسة عشر مترا ، على أكتاف بعضهم البعض .
- أقتحمت فرقة الإقتحام القصر مما يلي الأكمة السوداء الواقعة في شرق القصر ، ونزلوا داخل القصر واشتبكوا مع حراسه ، وكان عدد الحراس ثلاثة من العسكريين وأحد الموالي .
فأما العسكريين فقتلوا ، وأما المولى فأمسك المقتحمون به ، وفتحوا باب القصر ، ودخلت بواقي الفرقة المقتحمة إلى جوف القصر ، وتقدم المهاجمون ومعهم المولى يدلهم على حجرة الشريف التي بات فيها ليلته تلك ، وسمعوا احدى بنات الشريف تنادي في أبوها وتقول له : قم يا أبتي فأني أرى النجوم وقد سقطت على الأرض ، تعني بذلك بنادق الفتيل ولم تدري ماذا يحصل .
- طرق المهاجمون على الشريف باب حجرته ، فخرج في حالة ذعر وهلع ، وهو يسب المولى والحراس ، يظنهم هم لوحدهم ، وأشهر سيفه في وجوه المهاجمون ويهو يسب ويشتم ، فرد عليه الحارس قائلا : مهلا عليك وانظر فنظر فإذا المهاجمون وقد شهروا في وجهه اسلحتهم المختلفة من بنادق ، ورماح ، وسيوف ، وجنابي فصاح وسقط منه سيفه ، وهم يقولون : نحن مزبنة الدخيل ، نحن قوم البنت الأسيرة عنك يا ظالم ، فأخذ يتوسل إليهم أن لا يقتلوه ، وهو يقول ما مسستها ، ما قربتها أنا على عهدي مع أبيها ، فردوا عليه وهم يقولون هون عليك ، إذا صدقت ، فأبشر نطلقك ، ولا نمسك بسوء .
- هدأ روعه ، وسار بهم إلى المكان الذي ترقد فيه مع زوجته الثانية وبعض خدمه ، وفتح الباب ، وأخرج لهم البنت التي مضى عليها عشرة أيام لم تذوق الطعام ، صعقت البنت حين رأت والدها ، ثم أجهشت بالبكاء فرحا ، وخوفا وهي لا تصدق ما ترى .
- فحصتها أمها التي كانت ترافق الحملة ، وبشرتهم بأن البنت سالمة من أي إعتداء ، وأنه على عهده لأبيها .
- عند ذلك قال له المهاجمون : بما أنك أوفيت بوعدك وإن كان قبيحا فعلك ، فأذهب ، ولا تثير أحدا علينا فنثور عليك ، وخرجوا بأسيرتهم ، فلما وصلوا بطن الوادي وكان مزروعا ، وقد استوى على حصاده ، وإذا بالأصوات تعلوا ، العدو ، العدوا ، (فقام السكان ):العسكري منهم ، والمدني ، يطلقون عياراتهم النارية على المهاجمين من بني عمرو ، وكانوا يسمعون بعضهم ، ولا يرى بعضهم بعضا بأسباب الظلام .
- فرد ت الفرقة التي ترابط في الحصون عليهم ، فهرعوا وأحتموا بالمنازل ،
- وقام الذين في الوادي وأضرموا النيران في المزارع ، وجاءت بقية القوة التي كانت ترابط على بعد مايقارب ستمائة متر أو أكثر ، وهجمت على حصون ومنازل قرى لية لينقذوا أخوانهم ثم أحرقوا القرية ، والمزارع بكاملها ، ونهبوا أبلهم ، وأغنامهم ، وأبقارهم ، وعدد من الخيول ، وغادروا ليّة في شكل ، ( دمات ) من نوع عرضة الفروسية الحربية .
وكان يوما أذل الله فيه الظلم والظالمين ، ونصر الحق والمظلومين ، وفي وصف ذلك قال شاعر بني عمرو :
مزبنـة الدخيـل انحـن نصرنـا شـاكـي الطغـيـان
حمينـا عرضـه المنهـوب مـن سومـات لا نـذال
عبرنـا معـه إلـى ليـة ولقصـور الشريـف أفنـان
ومن حوله حرس وجيـوش وأصـوار وسلسـال
دمرناهـا بمـن فيهـا وخــاب الظـلـم والشيـطـان
وبنت اللي نخا ابني عمرو سلمـت والله الوالـي
رددناهـا مـع بـوهـا وهــو فــي نـشـوة طـربـان
من ابني عمرو سيف النصر وقت المر والحالي
جرح من بني عمرو ، سبعة وعشرين فارسا ، وليس بينهم ولله الحمد أي قتيل ، أما الجانب الأخر فلا يعلم حالهم ، إلا الحرائق فلم يبقى لهم شيء .
عودة بنو عمرو بالأسيرة :
عاد بنو عمرو بالأسيرة ــ بنت ابن دوشة ــ إلى دار السقيفة ببلاد عليان ، في باشوت ،
وقد أستضافهم أثناء عودتهم شيخ وقبائل زهران ، ورفعت لهم الرايات البيضاء من أسواق زهران ، ثم غامد ، ثم خثعم ، ثم وصلوا بها إلى دار السقيفة ، فأستقبلتهم قبيلة عليان استقبالا حافلا ، وأقامت لهم حفلا كبيرا لم يسبق له مثيل ، ولما كان عددهم كبيرا ، ولم تتسع له أماكن القرية ، أقاموا العرضات في : ( المزرعة المعروفة بحائط آل مقدح ) ، وهي من أملاك أسرة آل مستور بن محمد العلياني ، من دار السقيفة .
وهذه رزفة ( أو قصيدة )المدقال من شاعر القوة ، قالها يوم وردوا إلى دار السقيفة :
يــا الله إنــا طلبـنـا عـالــم سـدنــا
يا سلا ل سيف راسـى فـي البراعـة
يا بني خثعم أهـل النيمسـي أهلهـا
حن بني عمرو يشهد لي فعل جدنا
والحنيني إذا ما جا يـذب الزراعـة
وأن تقلوى يغط اجبـال وسهولهـا
{ من قصائد بعض الشعراء يشيدون بفعل بني عمرو}
ويقول الشاعر الكبير: طالع بن محسن العمري من قرية الفرشة ، في قرية العدوة في بلاد بني شهر قبل معركة لبني عمرو مع الأتراك:
لا بتي عمرين ما نرضى الهيانـة مـن شريبنـا
قد نصرنا ولد ابن دوشة وهو شمراني في ليّة
يـوم جانـا هـارب مـن الضيـر طولنـا شواربـه
كـب عنـي ذا قنـا تـرك ، ومزمـار ، وسلطـنـة
ويقول الشاعر محمد بن زاهر بن صخيف من قرية الفرشة في سوق ربوع السرو:
يالله لا تكتـب علينـا سيّـة * كـم بـلاد ولفنـا بهـا
لا بتي عمرين خذنا ليّة * وألف راقد وألف نابها
وقال الشاعر محمد بن سعد الرافعي في تنومة ، يرد على شاعر آخر :
استمـع للقـول يالـي تقـول إنـك تـقـول
مـــــــــا يـــــقـــــول إلاّ الـــعـــقــــول
حـن بنـو عمريـن ياجاهـل مــا تــدرى
لـــيــــت لــــــــك عــــيــــن تــــــــرى
يوم صبحنا وجبنا الطلب من قصر ليّة
أسأل التاريخ وتعال حتـى أهـرج معـك
وقال شاعر رجال الحجر عامة ، وشاعر بني عمرو خاصة : حامد بن ظافر العمري من قرية الملوية من آل سليمان ، يرد على شاعر شمراني :
ربعي دول عمرين ما جا ء قصور
سـيـف بـريـع ســد بــاب وصــور
مـا أظـن تنسـى يـوم صبـاح لـيّـة
والبـنـت تـدعـي فـــي معازيـبـهـا
وقال الشاعر : صالح بن دحمان من آل سعد الحتار ، في الرياض :
أتقـول مـع الأبـطـال وأبــدي سهـيـل
بين ربعي هل الطولات وأهل الجميل
وأهل تاريخ منقوش على اصوار ليّة
حن بني عمـرو مـن يزبـن بنـا نمنـه
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قبائل عليان
|
|
قبائل أخرى تحمل نفس الاسم
- آل عليان من الجحادر من قحطان.[7]
- عليان بطن من أشجع من غطفان.[8]
- عليان بن أرْحب بطن من بكيل من همدان.[9]
- عليان بن زيد بطن من حاشد من همدان.[10]
- آل علَيّان عشيرة من بني هاجر.[7]
- عليان بن عسير بن عبس من عك سكان ضمد.[11]
المصادر
- ^ قبيلة عليان تلاحم ووفاء في البلد المعطاء - مرعي بن ظافر الثابتي - الصفحة 3. Archived 2020-02-03 at the Wayback Machine
- ^ تاريخ بني خثعم وبلادهم في الماضي والحاضر - عواجي - الصفحة 60. Archived 2020-02-03 at the Wayback Machine
- ^ The Encyclopaedia of Islām - H. A. R. Gibb - page 811. Archived 2020-02-03 at the Wayback Machine[وصلة مكسورة]
- ^ نسب معد واليمن الكبير - ابن الكلبي - الصفحة 465. Archived 2020-02-03 at the Wayback Machine
- ^ فرحة الأديب - الأسود الغندجاني- الصفحة 26 . Archived 2020-02-03 at the Wayback Machine
- ^ "مع آل عايض مع الدولة العثمانية مع الأشراف مع الدولة السعودية".
- ^ أ ب معجم قبائل المملكة العربية السعودية - حمد الجاسر - الصفحة 554. Archived 2020-02-03 at the Wayback Machine
- ^ الأنساب - السمعاني - الصفحة 44. Archived 2020-02-19 at the Wayback Machine
- ^ الإکلیل - الهمداني - الصفحة 34 . Archived 2020-02-03 at the Wayback Machine
- ^ الإکلیل - الهمداني - الصفحة 23 . Archived 2020-02-03 at the Wayback Machine
- ^ التعريف بالانساب والتنويه بذوي الاحساب - الأشعري - الصفحة 31. Archived 2018-11-18 at the Wayback Machine