عصبة الأمم

(تم التحويل من League of Nations)
League of Nations

Société des Nations (فرنسية)
Sociedad de Naciones (إسپانية)
1920–1946
علم عصبة الأمم
خريطة العالم تظهر الدول الأعضاء في عصبة الأمم من عام 1920 حتى 1945
خريطة العالم تظهر الدول الأعضاء في عصبة الأمم من عام 1920 حتى 1945
المكانةمنظمة حكومية دولية
العاصمةجنيڤ، سويسرا[a]
اللغات الشائعة
الأمين‑العام 
• 1920–33
سير جيمس، إيرل پرث
• 1933–40
جوزيف آڤنول
• 1940–46
شون ليستر
الحقبة التاريخيةفترة ما بين الحربين العالميتين
10 يناير 1920
• أول انعقاد
16 يناير 1920
• حُلت
20 أبريل 1946
تلاها
الأمم المتحدة
  1. ^ اعتبارًا من 1 نوفمبر 1920 كان المقر الرئيسي في قصر ويلسون، جنيڤ، سويسرا، ومن 17 فبراير 1936 في قصر الأمم المخصص لهذا الغرض أيضًا في جنيڤ.

عصبة الأمم (إنگليزية: League of Nations؛ فرنسية: Société des Nations)، هي أول منظمة حكومية دولية عالمية، وكانت مهمتها الأساسية هي الحفاظ على السلام العالمي.[1] تأسست عصبة الأمم في 10 يناير 1920 من قبل مؤتمر پاريس للسلام الذي أنهى الحرب العالمية الأولى. توقفت المنظمة الرئيسية عن العمل في 20 أبريل 1946 عندما نُقل العديد من مكوناتها إلى الأمم المتحدة الجديدة. وباعتبارها نموذجاً للحوكمة العالمية الحديثة، فقد شكلت العصبة العالم الحديث بشكل عميق.

ذُكرت الأهداف الأساسية للعصبة في ميثاقها. وتضمنت منع الحروب من خلال الأمن الجماعي ونزع السلاح وتسوية النزاعات الدولية من خلال التفاوض والتحكيم.[2] وشملت اهتماماتها الأخرى ظروف العمل، المعاملة العادلة للسكان الأصليين، الاتجار بالبشر والمخدرات، وجارة الأسلحة، الصحة العالمية، أسرى الحرب، وحماية الأقليات في أوروپا.[3] تم التوقيع على ميثاق عصبة الأمم في 28 يونيو 1919 باعتباره الجزء الأول من معاهدة ڤرساي، وأصبح ساري المفعول مع بقية المعاهدة في 10 يناير 1920. مُنحت أستراليا حق المشاركة كدولة عضو مستقلة، مما يمثل بداية استقلال أستراليا على المسرح العالمي.[4] عُقد الاجتماع الأول لمجلس العصبة في 16 يناير 1920، وعُقد الاجتماع الأول لجمعية العصبة في 15 نوفمبر 1920. وفي 1919، فاز الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون بجائزة نوبل للسلام لدوره الريادي في تأسيس عصبة الأمم.

تمثل الفلسفة الدبلوماسية وراء العصبة تحولاً أساسياً عن المائة عام السابقة. افتقرت العصبة إلى قوتها المسلحة الخاصة واعتمدت على حلفاء الحرب العالمية الأولى المنتصرين (كانت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان الأعضاء الدائمين الأوائل في المجلس التنفيذي) لتنفيذ قراراتها، والحفاظ على عقوباتها الاقتصادية، أو توفير قوة عسكرية عند الحاجة. كانت القوى العظمى مترددة في كثير من الأحيان في القيام بذلك. وكان من الممكن أن تضر العقوبات بأعضاء العصبة، ولذلك كانوا مترددين في الالتزام بها. أثناء الحرب الإيطالية الإثيوپية الثانية، عندما اتهمت العصبة الجنود الإيطاليين باستهداف الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الخيام الطبية، رد بنيتو موسوليني قائلاً: "إن العصبة في حالة جيدة جدًا عندما تضرب الصيحة العصافير، لكن لا فائدة منها على الإطلاق عندما تسقط النسور".[5]

في أقصى اتساع لها من 28 سبتمبر 1934 حتى 23 فبراير 1935، كانت عصبة الأمم 58 عضوًا. بعد بعض النجاحات الملحوظة وبعض الإخفاقات المبكرة في عالشرينيات، أثبتت العصبة في النهاية أنها غير قادرة على منع عدوات قوى المحور في الثلاثينيات. ضعفت مصداقية المنظمة لعدم انضمام الولايات المتحدة، وانسحاب اليابان وألمانيا عام 1933-1934. انسحبت إيطاليا عام 1937. ولم ينضم الاتحاد السوڤيتي إلا في 1934 وطُرد عام 1939 بعد غزو فنلندا.[6][7][8][9] علاوة على ذلك، أظهرت العصبة نهجااً غير حازماً في تطبيق العقوبات خوفاً من أن ذلد قد يؤدي إلى المزيد من الصراعات، مما قلل من مصداقيتها. أحد الأمثلة على هذا التردد كان أزمة الحبشة، حيث كانت العقوبات الإيطالية محدودة فقط منذ البداية (لم يتم تقييد الفحم والنفط)، ثم تم التخلي عنها تمامًا في وقت لاحق على الرغم من إعلان إيطاليا الدولة المعتدية في الصراع. أظهرت بداية الحرب العالمية الثانية 1939 أن العصبة قد فشلت في تحقيق هدفها الأساسي؛ كانت غير نشطة إلى حد كبير حتى حُلت بعد 26 عاما. خلفتها الأمم المتحدة عام 1946، التي ورثت العديد من الوكالات والمنظمات التي أسستها العصبة.

يرى الإجماع العلمي الحالي أنه على الرغم من فشل العصبة في تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل في السلام العالمي، إلا أنها تمكنت من بناء طرق جديدة نحو توسيع سيادة القانون في جميع أنحاء العالم؛ تعزيز مفهوم الأمن الجماعي، وإعطاء صوت للدول الصغيرة؛ وعززت الاستقرار الاقتصادي والمالي، وخاصة في وسط أوروپا في العشرينيات؛ وساعدت في رفع مستوى الوعي بمشاكل مثل الأوبئة، العبودية، عمالة الأطفال، والطغيان الاستعماري، أزمات اللاجئين وظروف العمل العامة من خلال لجانها ولجانها العديدة؛ ومهدت الطريق لأشكال جديدة من الدولة، حيث وضع نظام الانتداب للقوى الاستعمارية تحت المراقبة الدولية.[10] يصور البروفيسور ديڤد كندي العصبة على أنها لحظة فريدة من نوعها عندما "أُضفي الطابع المؤسسي" على الشؤون الدولية، على عكس أساليب القانون والسياسة التي كانت سائدة قبل الحرب العالمية الأولى.[11]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

اتفاقية جنيڤ 1864، إحدى الصياغات المبكرة للقانون الدولي.


نشأت الفكرة أساساً على يد وزير الخارجية البريطاني "ادوارد جراي" وتبنّاها بشكل كبير الرئيس الأمريكي "وودرو ولسون" الذي أراد ان يرى معاهدة فيرساي تتضمّن نصّاً يدعو لإنشاء تلك المؤسسة الأممية، وقد تم بالفعل إدراج نص التأسيس في 25 يناير 1919 من الجزء الأول من المعاهدة. وكان "إنشاء منظمة عامة للأمم ذات مواثيق توفر ضمانات متبادلة للإستقلال السياسي واحترام وحدة تراب الأمم الكبيرة والصغيرة على حد السواء" هي احدى النقاط الأربعة عشر للسلام لوودرو ويلسون. ونتيجة لجهود ويلسون فقد مـُنح جائزة نوبل للسلام عام 1919.

عقدت عصبة الأمم أول اجتماعاتها في 10 يناير 1920 وغيرت من معاهدة فرساي لتصبح النهاية الرسمية للحرب العالمية الأولى. وبالرغم من تأييد الرئيس ويلسون لفكرة عصبة الأمم إلا أن الولايات المتحدة، بقيادة الكونجرس الجمهوري، رفضت التصديق على ميثاق العصبة أو الإنضمام لها. فقد رأت الولايات المتحدة في النظام التأسيسي للعصبة محاولة من الدول الأوربية الإستعمارية الكبرى للإستئثار بغنائم الحرب العالمية الأولى. وتجدر الإشارة ان العصبة كانت موفقة في حل النزاعات الثانوية العالمية في عشرينيات القرن العشرين ولكنّها وقفت عاجزة عن كوارث ثلاثينيات القرن أو الحرب العالمية الثانية مما استدعى تفكيك المؤسسة من تلقاء نفسها في 18 ابريل 1946 والإستعاضة عنا بمنظمة الأمم المتحدة.


الخطط والمقترحات

اللورد جيمس برايس، من أوائل الدعاة لتأسيس عصبة الأمم.
يان سموتس ساعد في صياغة مسودة ميثاق عصبة الأمم.


من الممكن البحث عن الأصول المباشرة لعصبة الأمم في المشروعات الفردية والحكومية التي بدأت في الظهور متزايدةً في فترة الحرب العالمية الأولى، وأهمها ما رأى النور في الولايات المتحدة وبريطانيا، ثم وجدت لها انعكاسات في عدد آخر من البلاد ومنها فرنسا وهولندا وسويسرا والدول الاسكندنافية وإيطاليا وحتى ألمانيا ذاتها؛ فقد ازدهرت حركة بحث إمكانات جديدة في التنظيم الدولي في سنوات القتال، بقيادة جمعيات تألفت من أفراد ذوي مكانة مرموقة في بلادهم مثل أعضاء عصبة دعم السلام في أمريكا وعصبة الأمم في بريطانيا. وسرعان ما تجاوب القادة السياسيون مع هذه التوجهات، فقد برز في بريطانيا وفرنسا زعماء وقفوا أنفسهم على الدعوة إلى إقامة منظمة دولية عقب الحرب العالمية الأولى. لكن «ودرو ويلسون» رئيس الولايات المتحدة آنذاك يعدّ بحق أهم هؤلاء القادة على الإطلاق، ولمساعيه الدؤوبة يعود الفضل المباشر في إخراج عصبة الأمم إلى حيّز الوجود، ففي بيانه الذي ألقاه في 2 أبريل 1917 أكدَّ ودرو ولسون أن الهدف القومي لاشتراك بلاده في الحرب هو «السيادة العالمية للحق بتوافق الشعوب الحرة على نحو من شأنه أن يحقق السلام والأمن للأمم كافة ويجعل العالم آمناً». بل إنه بعد ذلك ذهب خطوة أبعد حين التزم في نقاطه الأربع عشرة الشهيرة بإقامة «روابط عامة بين الأمم». وأخذ ويلسون ومستشاره هاوس على عاتقهما مهمة إعداد المشروع الأمريكي للمنظمة المرتقبة. وكانا متأثرين إلى حد كبير بأفكار الفيلسوف إمانوِل كانط بضرورة إقامتهما على نمط التنظيم الداخلي للدول بمعنى أن تكون المنظمة الدولية ذات اختصاصات ذاتية ونفوذ واسع وسلطة تنفيذية تمكّنها من فرض أحكامها على أعضائها جبراً عند الاقتضاء. ولابد أيضاً من الإشارة إلى كتيب صغير وضعه جان كريستيان سموتس أحد دهاقنة السياسة في جنوب أفريقيا وعنوانه «عصبة الأمم: اقتراح عملي»؛ فهو قد يكون من أبرز الأمثلة للمشروعات الحكومية عن التنظيم الدولي قبل عقد مؤتمر السلام في ڤرساي عام 1919.

أما الصياغة الفعلية لعهد العصبة أو صكها أو ميثاقها، فقد جرت في ڤرساي وفي المفاوضات التي تمت لإعلان انتصار الحلفاء وهزيمة ألمانيا وحلفائها. وهناك اختلفت الدول حول طبيعة المنظمة المقترحة وبرزت فكرتان: الفكرة الأوربية أو بالأحرى الفرنسية، وكانت تدعو لتكوين المنظمة على نمط التنظيم السياسي للدولة الاتحادية، ويُلاحظ في هذه الفكرة صدى الآراء التي أطلقها قبل قرون مفكرو القارة الأوربية أمثال كانط وديبوا ودانتي وإرازموس وسواهم، والفكرة الأنگلو-سكسونية، وكان يدافع عنها البريطانيون وقد دعت للاكتفاء بإنشاء المنظمة الدولية التي تعتمد في تحقيق أغراضها على تأييد الرأي العام وعلى مالها من نفوذ أدبي ومعنوي، ويتجلى في هذه الفكرة صدى آراء المفكرين الأنگلو-ساكسون المبكرين وعلى رأسهم وليام پن وسورس وبنتام.

نشرت عصبة لفرض السلام هذا الإعلان الترويجي على صفحة كاملة في صحيفة النيويورك تايمز في يوم عيد الميلاد، سنة 1918.[12] وقررت أن العصبة "يجب أن تضمن السلام من خلال إزالة أسباب الخلاف، ومن خلال حل الخلافات بالوسائل السلمية، ومن خلال توحيد القوة المحتملة لجميع الأعضاء كتهديد دائم ضد أي دولة تسعى إلى زعزعة السلام في العالم".[12]

يُقال في كتب تاريخ العصبة إن ويلسون كان أصلاً من الرأي الأول، ولكنه أمام ضغط حلفائه في باريس من جهة وأعضاء الكونگرس الأمريكي من جهة أخرى مال إلى تأييد الفكرة الثانية التي تولت لجنة «هيرست - ميلر» صياغتها في مشروع ميثاق عصبة الأمم الذي تم إقراره في مؤتمر ڤرساي للسلام في 28 أبريل 1919 جزءاً من معاهدات الصلح بين الحلفاء وبين المنهزمين وعلى رأسهم ألمانيا.

في رحلته بديسمبر 1918 إلى أوروبا، ألقى وودرو ولسون خطباً "أعادت التأكيد أن صناعة السلام وخلق عصبة الأمم يجب تحقيقهما كهدف واحد لا ينفصم".[13]


التأسيس

أثناء مرحلة التأسيس في 1919-1920، أنشئ طاقم عمل الرابطة مؤقتًا في لندن، في 117 بيكاديللي (يسار) وسندرلاند هاوس (المعروف لاحقًا باسم لومبارد هاوس، في شارع كورزون يمين).[14]
المشاركات في مؤتمر نساء الحلفاء عام 1919، "لقد حصلن على المساواة للمرأة في عصبة الأمم".
انعقد الاجتماع الأول لعصبة الأمم في 16 يناير 1920 في قاعة دي لورلوج بفندق كواي دورساي في پاريس.
انعقد الاجتماع الأول لعصبة الأمم في 15 نوفمبر 1920 في قاعة الإصلاح بجنيڤ.
في 1924، سُميت مقرات العصبة في جنيڤ (فندق ناسيونال سابقاً) باسم "قصر ويلسون"، على اسم وودرو ويلسون،، الذي يعتبر "مؤسس عصبة الأمم".


تألف عهد العصبة من ديباجة أو مقدمة وست وعشرين مادة، وقد ورد ذكر أهدافها في مقدمة العهد، إذ قالت إن العصبة تهدف إلى تنمية التعاون بين الأمم وضمان السلم لها وفق المبادئ الآتية:

أـ عدم اللجوء إلى الحرب.

ب ـ تأسيس العلاقات الدولية على أساس قواعد العدل والشرف.

ج ـ التقييد بقواعد القانون الدولي.

د ـ التعهد باحترام المعاهدات والمواثيق الدولية.

وقد ضمت العصبة ثلاث فئات من الأعضاء:

1ـ الأعضاء الأصليون (أو المؤسسون) وهم ممثلو الدول الحليفة التي وقعت على معاهدة ڤرساي وعددهم 33 عضواً.

2ـ الأعضاء المدعوون، وهم الدول المحايدة أيام الحرب العالمية الأولى التي دعتها جماعة الدول المؤسسة للانضمام، ومنها إسبانيا وسويسرا والدول الاسكندناڤية وبلجيكا وهولندا وعدد من دول أمريكا اللاتينية (13 دولة).

3ـ الأعضاء المنضمون (أو المنتخبون) الذين تقبلهم الجمعية العامة للعصبة بناء على طلب يقدم لها طلب، وتبتُّ فيه بأغلبية الثلثين، وقد انضم على هذا الأساس نحو عشرين دولة.

أما الانسحاب من العضوية فكان ممكناً شريطة إعلام مجلس العصبة بهذه الرغبة قبل سنتين من تنفيذها، وبعد إتمام العضو الراغب في الانسحاب لالتزاماته المالية تجاه المنظمة. وقد انسحبت عشرون دولة من العصبة بين عامي 1919 و1939.

وهناك إلى جانب الانسحاب الطوعي، الانسحاب القسري أو الفصل من العضوية؛ إذ قرر مجلس العصبة وجمعيتها العامة ذلك في حال مخالفة الدولة المعنية أحكام عهد العصبة، وقد فصل الاتحاد السوڤيتي من العصبة في 14 ديسمبر 1939 أثر اعتدائه على فنلندا.

بلغ عدد أعضاء العصبة حده الأعلى عام 1932 حين وصل إلى 60 دولة، وهبط إلى حده الأدنى في عام 1939 إذ وصل إلى 44 دولة فقط.

تألفت عصبة الأمم من مجلس، وجمعية عامة وأمانة عامة، وكل هذه شكلت هيئاتها الرئيسة، إضافة إلى عدد من الهيئات المساعدة على النحو الآتي:


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المجلس

كان المجلس يضم أعضاء دائمين، هم ممثلو الدول الكبرى وأعضاء غير دائمين وهم منتخبون من الجمعية العامة لفترة محدودة. وفي البداية كان عدد الأعضاء الدائمين خمسة والأعضاء غير الدائمين أربعة. لكن هذا التوازن اختل بالتدريج حتى أصبح عدد الدول غير الدائمة أحد عشر عضواً مقابل ثلاث دول دائمة العضوية في مستهل عام 1939. كان مجلس العصبة يعقد أربع دورات سنوية، ثم أنزلت إلى ثلاث دورات مع نهاية العشرينات، وكان بإمكان المجلس الانعقاد في دورات استثنائية عند الحاجة الماسة.

كان مجلس العصبة أداتها الأكثر نشاطاً والأوسع اختصاصاً ويتخذ قراراته بالإجماع، عدا المسائل الإجرائية التي كان يكتفي فيها بالأغلبية (ولا تحسب أصوات الدول المتنازعة)، أما اختصاصات مجلس العصبة فكانت كما يأتي: مراقبة إدارة الأراضي الموضوعة تحت الانتداب، مراقبة حماية الأقليات، مراقبة معاهدات الصلح بما في ذلك مراقبة إدارة حوض السَّار ومنطقة دانزنگ واستقلال النمسا وتنظيم تسليح ألمانيا.

الجمعية العامة

وكانت تتألف من ممثلين عن جميع الدول الأعضاء، وكانت تعقد دورة سنوية واحدة في شهر سبتمبر من كل سنة، ولكن كان من حقها أن تجتمع في دورات استثنائية (حدث ذلك في مارس 1926 ومارس 1932 ونوفمبر 1934 ومايو 1937). وجلسات الجمعية كجلسات مجلس الأمن علنية، والتصويت فيها مبدئياً بالإجماع (عدا أصوات الدول المتنازعة). أما اختصاصاتها فكان من أهمها: قبول الأعضاء الجدد وانتخاب أعضاء المجلس غير الدائمين وإعادة النظر في المعاهدات وتصديق الموازنة. وقد نص عهد العصبة على عدد من الاختصاصات كان لكل من المجلس والجمعية العامة ممارستها على انفراد وهي: اتخاذ التدابير من أجل الحفاظ على السلام (م3 و4) واستطلاع رأي المحكمة الدائمة للعدل الدولي (Permanent Court of International Justice) التي أنشئت بموجب (بروتوكول) خاص لتعمل إلى جانب العصبة وليس كهيئة فيها. والواقع أن المجلس كان يحتكر المبادهة في هذين الاختصاصين إلا في حالات محددة كانت الجمعية العامة فيها أسبق منه. كما نص العهد على عدد من الاختصاصات الأخرى كان لابد لممارستها من تعاون مشترك بين المجلس والجمعية العامة وهي: انتخاب محكمة العدل الدولي (م 4 من النظام الأساسي للمحكمة) والتصويت على تعديل الميثاق (العهد) (المادة 26) وزيادة أعضاء المجلس (م4 ف 5) وتسمية الأمين العام (م 6) وفصل أو طرد أحد الأعضاء (م 16 ف 4).

الأمانة العامة

وتتألف من الأمين العام ومساعد واحد وثلاثة نواب، وقد تضخم عدد العاملين في الأمانة العامة ليصل إلى 800 موظف ينتمون إلى خمسين دولة، وقد تولى السير ايريك دروموند مهمة أول أمين عام للعصبة بموجب نص خاص في صك إنشائها، وعندما استقال عام 1932 حل محله السيد أڤفينول. أما اختصاصات الأمانة العامة فكانت تشتمل على تنفيذ مقررات المجلس والجمعية العامة وتهيئة الأعمال الضرورية لعملهما وتهيئة موازنة العصبة. إلى جانب هذه الهيئات الرئيسة الثلاث ضمت العصبة مجموعة من الهيئات المساعدة منها الإدارات الفنية واللجان الاستشارية العامة والمؤقتة واللجان الإدارية أو التنفيذية.

كما قامت إلى جانب العصبة مؤسسات وهيئات دولية متممة لها لكنها مستقلة عنها استقلالاً ذاتياً مثل منظمة العمل الدولية والمحكمة الدائمة للعدل الدولي التي حل محلها في بنيان الأمم المتحدة محكمة العدل الدولية (ولكن كواحدة من هيئات الأمم المتحدة الرئيسة) والمعهد الدولي لتنظيم العمل.

عاشت عصبة الأمم حياة مهزوزة نتيجة للتيارات السياسية التي تجاذبتها ولنقاط الضعف التي عانت منها في تركيبها الدستوري والأخطاء التي وقعت فيها في أثناء ممارستها لمهامها الكبرى. واجهت العصبة في حياتها ستين نزاعاً دولياً تفاوتت في الأهمية والخطورة، وقد تمكنت العصبة في حدود إمكاناتها المادية والتنظيمية من أن تخمد خمسة وثلاثين نزاعاً منها بينما تركت الباقي، ولعله الأكثر أهمية ليحله الفرقاء المتنازعون، وبوسائلهم الخاصة.

المراحل

يذهب گودسبيد إلى أن العصبة مرت في حياتها بثلاث مراحل:

1ـ مرحلة التكامل، وفيها حاولت العصبة تثبيت أقدامها والبرهنة على قدرتها في التصدي للرياح التي هبت عليها تبتغي تحطيم مكانتها، ونجحت في هذه المرحلة في حل عدد من النزاعات كنزاع السويد ـ فنلندا على جزر آلاند، وبذلت مساع جديرة بالتقدير في عدد آخر من النزاعات، كالنزاع الألباني على الحدود ونزاع ممر كورفو… إلخ.

2ـ مرحلة الاستقرار وقد استمرت بين عامي 1924 و1932، وقد سادت في بداياتها روح الثقة بالعصبة نتيجة تمكنها من الوقوف على قدميها في وجه الأعاصير، ونتيجة قيام مجلسها بالتصدي لعدد من المنازعات، كما بدأت نشاطات العصبة في المجالات غير السياسية المختلفة، وتأسست المحكمة الدائمة للعدل الدولي، ولعل من أهم ما حلته العصبة في هذه الفترة النزاع اليوناني البلغاري. كما أسهمت في انقشاع الغيوم المتلبدة في أجواء العلاقات الفرنسية ـ الألمانية، وبلغت العصبة ذروة مجدها بانضمام ألمانيا إليها عام 1929 بوصفها دولة كبرى لها مكانتها داخل العصبة وخارجها. ولكن بعد ثلاث سنوات بدأت الأعاصير تهب في وجه العصبة، منها الأزمة الاقتصادية العالمية وما تلاها من هزات سياسية، ومنها إحياء مبدأ القوميات على أسس ثورية عدوانية، وأهمها جو الشك المتزايد الذي عصف بعلاقات الدول.

3ـ مرحلة الانهيار، وبحلول خريف عام 1931 بدأ الكل يشعر أن العصبة سائرة إلى انهيار، وحدث الغزو الياباني لمنشوريا فما استطاعت العصبة التصرف فيه، وتبعه الغزو الإيطالي للحبشة، فما كان حظ العصبة أحسن حالاً. ثم تجدد الصراع الصيني ـ الياباني عام 1937، وأخيراً ضرب هتلر ضربته الكبرى وأُعلِنَت الحرب العالمية الثانية فانهارت العصبة عملياً. أما رسمياً فلم يعلن انقضاء العصبة إلا في 18 أبريل 1946، أي بعد ولادة هيئة الأمم التي ورثت عنها أملاكها ومشاكلها وخبراتها.

يسجل مؤرخو العصبة بضعة أسباب لإخفاقها منها عدم انضمام جميع الدول الكبرى إليها، ولاسيما الولايات المتحدة التي أخفق وودرو ويلسون في إقناع الكونگرس بالموافقة على عهدها ومنها انسحاب عدد من الدول منها مثل اليابان وألمانيا وإيطاليا وبعض جمهوريات أمريكا اللاتينية وطرد الاتحاد السوڤيتي منها سنة سقوطها، ومن أسباب إخفاقها بُعُدها عن مبادئ العدالة في حلولها، ومنها ولعله من أهمها أن دستورها أو عهدها جاء مندمجاً في نصوص معاهدة ڤرساي، وبذا اختلطت بمعاهدة الصلح التي كانت تذكرة مستمرة للمنتصرين بانتصارهم وللمهزومين بانهزامهم. ومن أسباب إخفاق العصبة أيضاً أخذها بنظام المركزية في نشاطاتها، فلا هي اعتمدت على التنظيمات الإقليمية، ولا على المنظمات المتخصصة، ومن أسباب إخفاقها أيضاً بعض العيوب والثغرات في عهدها، فهو لم يحرم الحرب نهائياً، وكذلك جاء مائعاً في تحديد الصلاحيات والاختصاصات لكل من مجلس العصبة وجمعيتها العامة. ومن أسباب إخفاق العصبة أيضاً ما اتصل بنشاطاتها التي أحاطتها السّرية ولونتها العواطف الوطنية للعاملين فيها. لكن أهم أسباب إخفاق العصبة يكمن في رأي غالبية مؤرخيها في إخفاق الدول التي أنشأتها أو أسهمت في عضويتها في تحمل مسؤولياتها التي تعهدت بالقيام بها بموجب عهدها وسعي هذه الدول باستمرار إلى تسخير العصبة في خدمة أهدافها الوطنية الضيقة على حساب التجربة الرائدة في السعي نحو العالمية، وهي ما قامت العصبة أصلاً من أجله.

لقد انتهت العصبة بكل مالها وما عليها، وأصبحت جزءاً من التاريخ السياسي للعالم المعاصر. لكن الأفكار التي بلورتها والآمال التي شجعتها والوسائل والمؤسسات التي ابتكرتها أو طورتها أصبحت كما يقول وولترز جزءاً لا يتجزأ من التفكير السياسي للعالم المتمدن، وسيستمر أثرها باقياً حتى يصل الناس إلى مرحلة يتجاوزون فيها مرحلة تقسيم العالم إلى دول وأمم، وكانت من دون شك مدرسة يفترض أن هيئة الأمم المتحدة التي خلفتها تعلمت منها ما هو مفيد ونافع.

معاناة العصبة

كان للعصبة مجلساً يتكون من 4 مقاعد دائمة لكل من بريطانيا، ايطاليا، فرنسا، واليابان بالإضافة إلى مقاعد أخرى غير دائمة وكانت الإجتماعات تُمثّل بمندوبين عن دول العصبة. وتمثل الإشكال في التصويت على القرارات بشكل جماعي، الأمر الذي لم يكن وارداً على أرض الواقع ناهيك عن عدم اكتمال النصاب من قبل الدول الأعضاء بعدم التمثيل الدائم في جنيڤ مقر العصبة، بالإضافة إلى انشغال العصبة في أمور دولية اخرى كالمحكمة الدولية.

أسباب الفشل

  • لم يكن للعصبة قوات مسلحة.
  • إعتماد التصويت بالإجماع بدلا من اتباع رأي الأغلبية.
  • عدم احتواء العصبة على الدول المهمة كالولايات المتحدة، وطرد الاتحاد السوڤيتي بعد غزوه فنلندا، انسحاب كل من إيطاليا واليابان الأعضاء الدائمين، وانظمام ألمانيا لفترة قصيرة من تاريخ العصبة.
  • عدم فاعلية العصبة تجاه الغزو الإيطالي لإثيوپيا منصف الثلاثينيات.
  • بطء اتخاذ القرارات التي كانت تتطلب الحسم.
  • التفات الأعضاء المهمين لمصالحهم الوطنية وعدم الإكتراث لبقية العالم.

الزوال والإرث

خريطة العالم توضح الدول الأعضاء في عصبة الأمم (بالأخضر والأحمر) في 18 أبريل 1946، عندما حُلت عصبة الأمم.
أرشيف عصبة الأمم، جنيڤ.[15]

مع تصاعد الوضع في أوروپا إلى الحرب، نقلت الجمعية ما يكفي من السلطة إلى الأمين العام في 30 سبتمبر 1938 و14 ديسمبر 1939 للسماح للعصبة بالاستمرار في الوجود بشكل قانوني ومواصلة العمليات المخفضة.[16] وظل مقر العصبة، قصر الأمم، شاغرًا لست سنوات تقريبًا حتى انتهت الحرب العالمية الثانية.[17]

في مؤتمر طهران 1943، وافقت القوى المتحالفة على تأسيس هيئة جديدة لتحل محل العصبة: الأمم المتحدة. واصلت العديد من هيئات العصبة، مثل منظمة العمل الدولية، عملها وأصبحت في نهاية المطاف تابعة للأمم المتحدة.[18] وكان مصممو هياكل الأمم المتحدة يهدفون إلى جعلها أكثر فعالية من العصبة.[19]

اختتمت الجلسة الأخيرة لعصبة الأمم في 18 أبريل 1946 في جنيڤ.[20][21] وحضر الاجتماع مندوبون من 34 دولة.[22] اهتمت هذه الجلسة بتصفية العصبة: حيث نقلت أصولًا تبلغ قيمتها حوالي 22.000.000 دولار (أمريكي) عام 1946[23] (بما في ذلك قصر الأمم ومحفوظات العصبة) إلى الأمم المتحدة، وأعاد الأموال الاحتياطية إلى الدول التي زودتها بها، وقام بتسوية ديون العصبة.[22] في كلمة ألقاها في الجلسة الأخيرة قال روبرت سسل:

دعونا نعلن بجرأة أن العدوان أينما وقع وأيًا كانت طريقة الدفاع عنه، فهو جريمة دولية، وأنه من واجب كل دولة محبة للسلام أن تستاء منه وأن تستخدم كل ما يلزم من قوة لسحقه، وإن ميثاق الأمم المتحدة، الذي لا يقل عن آلية العهد، كافي لتحقيق هذا الغرض إذا استخدم بشكل صحيح، وأن كل مواطن حسن النية في كل دولة يجب أن يكون مستعدًا لتحمل أي تضحيات من أجل الحفاظ على السلام... ونجرؤ على الضغط عليه. أيها المستمعون، إن العمل العظيم من أجل السلام لا يعتمد فقط على المصالح الضيقة لدولنا، بل يعتمد بشكل أكبر على تلك المبادئ العظيمة للصواب والخطأ التي تعتمد عليها الأمم، وكذلك الأفراد.

عصبة الأمم ماتت. لتحيا الأمم المتحدة.[22]

أصدرت الجمعية قرارًا مفاده أنه "اعتبارًا من اليوم التالي لاختتام الدورة الحالية للجمعية [أي 19 أبريل]، ستنتهي عصبة الأمم من الوجود إلا لغرض وحيد هو تصفية شؤونها على النحو المنصوص عليه في القرار الحالي".[24] قضى مجلس التصفية المكون من تسعة أشخاص من بلدان مختلفة الخمسة عشر شهرًا التالية في الإشراف على نقل أصول عصبة الأمم ووظائفها إلى الأمم المتحدة أو الهيئات المتخصصة، التي حلت محلها أخيرًا في 31 يوليو 1947.[24] نُقل أرشيف عصبة الأمم إلى مكتب الأمم المتحدة في جنيڤ وهو الآن أحد مدخلات سجل ذاكرة العالم التابع لليونسكو.[25]

في العقود القليلة الماضية، من خلال البحث باستخدام أرشيف العصبة في جنيڤ، استعرض المؤرخون إرث عصبة الأمم حيث واجهت الأمم المتحدة مشاكل مماثلة لتلك التي واجهتها في فترة ما بين الحربين العالميتين. يرى الإجماع الحالي أنه على الرغم من فشل العصبة في تحقيق هدفها النهائي المتمثل في السلام العالمي، إلا أنها تمكنت من بناء طرق جديدة نحو توسيع سيادة القانون في جميع أنحاء العالم؛ تعزيز مفهوم الأمن الجماعي، وإعطاء صوت للدول الصغيرة؛ ساعدت في رفع مستوى الوعي بمشاكل مثل الأوبئة، العبودية، عمالة الأطفال، والطغيان الاستعماري، أزمات اللاجئين وظروف العمل العامة من خلال لجانها ولجانها الفرعية العديدة؛ ومهدت الطريق لأشكال جديدة من الدولة، حيث وضع نظام الانتداب للقوى الاستعمارية تحت المراقبة الدولية.[10] يصور البروفيسور ديڤد كندي العصبة على أنها لحظة فريدة من نوعها عندما "أُضفي الطابع المؤسسي" على الشؤون الدولية، على عكس أساليب القانون والسياسة التي كانت سائدة قبل الحرب العالمية الأولى.[11]

الحلفاء الرئيسيون في الحرب العالمية الثانية (المملكة المتحدة، الاتحاد السوڤيتي، فرنسا، الولايات المتحدة، وجمهورية الصين) أصبحوا أعضاء دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 1946؛ وفي 1971، حلت جمهورية الصين الشعبية محل جمهورية الصين (التي كانت تسيطر آنذاك على تايوان) كعضو دائم في مجلس الأمن، وفي 1991 حلت روسيا الاتحادية محل الاتحاد السوڤيتي المنحل. قرارات مجلس الأمن ملزمة لجميع أعضاء الأمم المتحدة، ولا يشترط اتخاذ قرارات بالإجماع، على عكس مجلس عصبة الأمم. الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن فقط يمكنهم ممارسة حق النقض لحماية مصالحهم الحيوية.[26]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أرشيف عصبة الأمم

أرشيفات عصبة الأمم هي مجموعة من السجلات والوثائق. وهي تتألف من ما يقرب من 15 مليون صفحة من المحتوى يعود تاريخها إلى إنشاء عصبة الأمم عام 1919 وحتى حلها في 1946. وهي موجودة في مكتب الأمم المتحدة في جنيڤ.[27] عام 2017، أطلقت مكتبة الأمم المتحدة وأرشيفها في جنيڤ مشروع الوصول الرقمي الكامل إلى أرشيف عصبة الأمم (LONTAD)، بهدف الحفاظ على الرقمنة، وتوفير الوصول عبر الإنترنت إلى أرشيفات عصبة الأمم. اكتمل المشروع عام 2022.[28]

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ Christian, Tomuschat (1995). The United Nations at Age Fifty: A Legal Perspective. Martinus Nijhoff Publishers. p. 77. ISBN 978-90-411-0145-7.
  2. ^ "Covenant of the League of Nations". The Avalon Project. Archived from the original on 26 July 2011. Retrieved 30 August 2011.
  3. ^ See Article 23, "Covenant of the League of Nations". Archived from the original on 26 July 2011. Retrieved 20 April 2009., Treaty of Versailles. Archived from the original on 19 January 2010. Retrieved 23 January 2010. and Minority Treaties.
  4. ^ Rees, Dr Yves (2020). "The women of the League of Nations". www.latrobe.edu.au (in الإنجليزية الأسترالية). Retrieved 2023-10-28.
  5. ^ Jahanpour, Farhang. "The Elusiveness of Trust: the experience of Security Council and Iran" (PDF). Transnational Foundation of Peace and Future Research. p. 2. Archived (PDF) from the original on 27 July 2014. Retrieved 27 June 2008.
  6. ^ Osakwe, C O (1972). The participation of the Soviet Union in universal international organizations.: A political and legal analysis of Soviet strategies and aspirations inside ILO, UNESCO and WHO. Springer. p. 5. ISBN 978-90-286-0002-7.
  7. ^ Pericles, Lewis (2000). Modernism, Nationalism, and the Novel. Cambridge University Press. p. 52. ISBN 978-1-139-42658-9.
  8. ^ Ginneken, Anique H. M. van (2006). Historical Dictionary of the League of Nations. Scarecrow Press. p. 174. ISBN 978-0-8108-6513-6.
  9. ^ Ellis, Charles Howard (2003). The Origin, Structure & Working of the League of Nations. Lawbook Exchange Ltd. p. 169. ISBN 978-1-58477-320-7.
  10. ^ أ ب Pedersen, Susan (October 2007). "Back to the League of Nations". The American Historical Review. American Historical Review. 112 (4): 1091–1117. doi:10.1086/ahr.112.4.1091. JSTOR 40008445.
  11. ^ أ ب Kennedy 1987.
  12. ^ أ ب "Victory / Democracy / Peace / Make them secure by a League of Nations". The New York Times. 25 December 1918. p. 11.
  13. ^ "Text of the President's Two Speeches in Paris, Stating His Views of the Bases of a Lasting Peace". The New York Times. 15 December 1918. p. 1.
  14. ^ Muriel Hoppes (July 1961), "The Library of the League of Nations at Geneva", The Library Quarterly 31 (3): 257–268, doi:10.1086/618894, https://www.journals.uchicago.edu/doi/10.1086/618894 
  15. ^ League of Nations archives, United Nations Office in Geneva. Network visualization and analysis published in Grandjean, Martin (2014). "La connaissance est un réseau". Les Cahiers du Numérique. 10 (3): 37–54. doi:10.3166/lcn.10.3.37-54. Archived from the original on 27 يونيو 2015. Retrieved 15 أكتوبر 2014.
  16. ^ Magliveras 1999, p. 31.
  17. ^ Scott 1973, p. 399.
  18. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة ILO
  19. ^ Northedge 1986, pp. 278–280.
  20. ^ Chaudron, Gerald (8 November 2011). New Zealand in the League of Nations: The Beginnings of an Independent Foreign Policy, 1919-1939 (in الإنجليزية). McFarland. p. 257. ISBN 978-0-7864-8898-8.
  21. ^ League of Nations Chronology Archived 30 ديسمبر 2004 at the Wayback Machine Philip J. Strollo
  22. ^ أ ب ت Scott 1973, p. 404.
  23. ^ "League of Nations Ends, Gives Way to New U.N.", Syracuse Herald-American, 20 April 1946, p. 12
  24. ^ أ ب Denys P. Myers (1948). "Liquidation of League of Nations Functions". The American Journal of International Law. 42 (2): 320–354. doi:10.2307/2193676. JSTOR 2193676. S2CID 146828849.
  25. ^ "League of Nations Archives 1919–1946". UNESCO Memory of the World Programme. Archived from the original on 30 September 2008. Retrieved 7 September 2009.
  26. ^ Northedge 1986, pp. 278–281.
  27. ^ United Nations Library of Geneva (1978). Guide to the Archives of the League of Nations 1919–1946. United Nations. p. 19. ISBN 978-92-1-200347-4.
  28. ^ "Digitization Programmes: Total Digital Access to the League of Nations Archives (LONTAD) Project". United Nations Geneva. Archived from the original on 8 May 2020. Retrieved 18 December 2019.

وصلات خارجية