الحجاز
الحجاز هو المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية المعاصرة؛ مدنه الرئيسية جدة، ومكة المكرمة والمدينة المنورة، الطائف وينبع. حدوده التاريخية تبدا من الطائف و الباحة جنوباً وحتى خيبر شمالاً. ويأتي على رأس أشهر القبائل العربية التي استوطنت الحجاز قديمًا قبيلة قريش في مكة و هي التي ينتسب إليها النبي محمد ، والخلفاء الراشدون و الأمويون و العباسيون، وكذلك قبيلة هذيل التي كانت تسيطر على أكثر جبال مكة والطائف بالإضافة الي قبائل كنانة وجرهم وخزاعة بالقرب من مكة والأوس والخزرج في المدينة .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الآثار
ترجع أهمية الحجاز في المقام الأول قبل ظهور الإسلام إلى مركزه الديني، فقد وجدت مواضع عدة في الحجاز كانت ذات حرمة وقدسية في أنظار العرب يقصدها الحجيج في مواسم تشترك فيها القبائل من سكان الجزيرة العربية، وكان أشهر هذه المعابد في منطقة الحجاز «الأقيصر» في مشارف الشام، وهو لقبائل قضاعة ولخم وجذام وعاملة، وبيت «ذي الخلصة» بتبالة بين مكة والطائف، وهو لقبائل دوس وخثعم وبجيلة، ومن كان ببلادهم من العرب، كما كانت «العزى» بنخلة لقريش وبني كنانة، وكانت «اللات» لثقيف في الطائف، وكانت «سواع» لهذيل في رهاط وقيل في وادي نعمان وكانت «مناة» للأوس والخزرج، وكانت مقامة على ساحل البحر الأحمر من ناحية المشلل بقديد، إلا أنه لم يجتمع لبيت من هذه البيوتات المقدسة ما اجتمع للكعبة (بيت الله الحرام) في مكة، ولقد كانت الكعبة منذ القدم مثابة للناس وأمناً لا يمنع أحد من زيارتها والتعبد عندها. والكعبة وقد جلب العرب إلى ساحتها كل أصنامهم غدت مشتملة على جميع الآلهة في نظر العرب، ولكن الأساس الذي قامت عليه قدسية البيت الحرام، هو أن البيت بجملته هو المقصود بالقداسة وغير منظور إلى الأصنام والأوثان التي اشتمل عليها، فالعرب كانوا يعرفون إلهاً أعظم من سائر الآلهة يتوجهون إليه بالدعاء وهذه حقيقة لا يعتريها شك، إنما كانوا يعبدون الأصنام لتقربهم من الله زلفى، كما ورد في القرآن الكريم.
تاريخ
- مقالة مفصلة: تاريخ الحجاز
للحجاز أهمية سياسية في التاريخ العربي والإسلامي القديم والمعاصر، فمنه انطلقت الفتوحات الإسلامية الأولى، ومنه انطلقت الثورة العربية الكبرى عام 1916 م بقيادة الشريف الحسين بن علي، واستقل الحجاز على إثرها من الوصاية العثمانية في دولة عرفت باسم مملكة الحجاز (1918 - 1926 م). دخل الحجاز في الحكم السعودي عام 1926 بعد الاتفاق على تسليم الملك علي بن الحسين مدينة جدة لابن سعود بعد حصار طويل، أعلن بعدها عن قيام مملكة الحجاز ونجد وملحقاتهما (من عام 1926م إلى 1932 م)، وتمتع الحجاز فيه بحكم شبه ذاتي. وفي 23 سبتمبر 1932، أعلن عن توحيد جميع أطراف المملكة العربية السعودية المعاصرة، ومن ضمنها الحجاز، في دولة مستقلة.
وكان الحجاز في النظام الإداري التركي ولاية يقصد بها مكة المكرمة، وقسمت هذه الولاية إلى ثلاثة سناجق، سنجق مكة، وسنجق المدينة وسنجق جدة.
علم الخلفاء الراشدون (632–661)
علم الخلافة الأموية (661–750)
علم الخلافة العباسية (750–1258)
علم الخلافة الفاطمية (967–1094)
علم الخلافة الأيوبية (1094–1254)
علم سلطنة المماليك (1254–1517)
علم الدولة العثمانية (1517–1916)
علم مملكة الحجاز (1916–1925)
علم المملكة العربية السعودية (1925–حاليا)
الحجاز قبيل الإسلام
انقسمت حياة السكان في مناطق الحجاز إلى نوعين شأن باقي أجزاء الجزيرة العربية، وهما حياة البدو، وحياة الاستقرار، ولما كانت معظم الأراضي صحراوية، فإن نمط الحياة البدوية كان يطبع الحياة العامة بطابعه. ولم تقم المدن والقرى إلا في الواحات الخصبة المنتشرة هنا وهناك في أماكن متفرقة أو في المحطات التجارية التي تقوم في منازل اتخذها رجال القوافل محطات فنمت وصارت مدناً، ولم تستطع مدن الحجاز وقراه أن تنفصل عن الحياة البدوية القائمة حولها، بل إنها تأثرت بها في نظم حياتها التي سيطر عليها النظام القبلي بأوضاعه السياسية والاجتماعية.[1]
وقد عاشت في منطقة الحجاز مجموعة كبيرة من القبائل العربية، تنتمي في أصولها إلى كل أنساب العرب المعروفة من عدنانية وقحطانية وقضاعية، أما أماكن الاستقرار فكان أهمها مكة التي كانت في يد قريش التي يربط النسابة نسبها بنسل عدنان حفيد إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام؛ وكانت الطائف في يد قبيلة ثقيف، وكانت المناطق بين الطائف مكة من نخلة الشامية شمالا حتى جبل غزوان بالطائف جنوبا تسكنه قبيلة هذيل. ويثرب وكانت تسكنها قبائل الأوس والخزرج، وهم فرع من قبائل الأزد اليمانية، وكانت تعيش إلى جانبهم عشائر عربية صغيرة.
وسكنت جاليات أجنبية في الحجاز، أهمها اليهود، وكانت جموعهم تعيش في مدن وادي القرى وقراه شمالي يثرب، خيبر، فدك، تيماء، أذرح، كما كانت تعيش في يثرب ثلاث قبائل يهودية هي بنو قينقاع والنضير وقريظة، وكانت الجاليات الأجنبية في مكة متعددة الجنسيات. منها روم وفرس وأحباش وكان منهم يهود كما كان منهم نصارى، ولكنهم لم يكونوا يؤلفون كياناً محسوساً يعمل له حساب، إنما كانوا أفراداً جاؤوا للتكسب من أعمال التجارة أو للتكسب من أعمال الترفيه للمكيين.
كان لمنطقة الحجاز أهمية من الناحية الاقتصادية لكونها جسراً بين بلاد الشام وحوض البحر المتوسط من ناحية، واليمن والمحيط الهندي من ناحية أخرى، ففي الحجاز كان يمر شريان رئيسي من شرايين التجارة العالمية في ذلك الوقت، وهو الطريق البري الذي يصل بين جنوبي شبه الجزيرة العربية وشماليها ومنه كانت تتفرع طرق تتجه صوب الشرق والشمال الشرقي، وفي موازاته شريان آخر كان له خطره في عالم التجارة العالمية هو طريق البحر الأحمر.
ولأهمية المنطقة حاول اليونان والرومان بعد استيلائهم على الشام ومصر الاستيلاء على الحجاز ليتمكنوا بذلك من الوصول إلى اليمن، ووضع أيديهم على الطريقين البري والبحري، غير أن محاولاتهم لم تنجح، فلما يئسوا من الاستيلاء على الحجاز بالطريق المباشرة وضعوا مشروعاً حربياً لاحتلال الحجاز من الجنوب عن طريق الحبشة حليفة الروم البيزنطيين ، وكان الأحباش قد استولوا على اليمن سنة 525م، فسار القائد الحبشي أبرهة الأشرم بجيش كبير سنة 570م لاحتلال مكة التي أصبحت مركز التجمع العربي ثم السير شمالاً للاتصال بحلفائه الروم، ولكن الحملة الحبشية أخفقت، وأدى تمزق جيش الحبشة إلى ضعف قوة الأحباش في اليمن مما سهل طردهم من اليمن على يد سيف بن ذي يزن وتدخل الفرس، كما دعم في الوقت نفسه مركز الحجاز بين العرب ودعم أهمية مكة.
الحجاز بعد ظهور الإسلام حتى نهاية القرن الثالث الهجري
ارتفع شأن الحجاز ارتفاعاً كبيراً بعد ظهور الإسلام وتأسيس الدولة الإسلامية التي استطاعت أن توحد الجزيرة العربية كلها تحت سلطانها، ثم اندفع العرب في عهد الخلفاء الراشدين في حركة الفتوح، فقامت الدولة العربية الإسلامية الكبرى التي كان مركزها المدينة المنورة، ولكن مقتل الخليفة عثمان بن عفان سنة 35هـ/655م، وما حدث بعد ذلك من خلاف بين الخليفة علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان والي الشام والجزيرة، أثبت أن بلاد الحجاز لم تعد المركز الذي تدار منه شؤون الدولة الإسلامية بعد أن اتسعت رقعتها، وهاجر القسم الأعظم من القبائل الهامة إن لم تكن قبائل برمتها من بلاد الحجاز، فأقامت في المعسكرات التي تحولت إلى مدن زاهرة في الأقاليم المفتوحة.
وحينما انتقلت الخلافة إلى معاوية ابن أبي سفيان سنة 41هـ/661م اتخذ من الشام مركزاً له ومن دمشق عاصمة للدولة الإسلامية، وأصبح الحجاز إقليماً مرتبطاً بالخليفة مباشرة، وانقسم الحجاز إلى ثلاث مناطق إدارية مراكزها المدينة ومكة والطائف. وكانت مكة والطائف تجمع أحياناً لوالي المدينة وأحياناً كان لكل منطقة إدارية واليها، وبقيت المدينة مركز ولاية الحجاز في العصر الأموي، اللهم إذا استثنيت فترة خلافة عبد الله بن الزبير (64-73هـ/683-692م) الذي اتخذ مكة مركزاً له.
خسر الحجاز الامتيازات المالية التي كان يتمتع بها في العصر الراشدي، فقد حرم من فائض الفيء (الخراج + الجزية + عشور التجارة) الذي كان يرسل إلى المدينة المنورة، فصار يرسل إلى بيت المال في دمشق، ومن ثم حٌرِمَ الحجاز من دخل أساسي كان الخليفة يتصرف به، ولاسيما أن الروايات تؤكد أن أرض الحجاز كلها وأرض العرب التي فتحها الرسولr هي أرض عشر لم يجعل على شيء منها خراجاً. وأرض الحجاز هي الأرض الوحيدة في الدولة العربية الإسلامية التي كان كل عناصرها السكانية من المسلمين بعد أن أجلى الرسولr بني قينقاع وبني النضير من المدينة المنورة وأمر بقتل مقاتلة بني قريظة وسبي نسائهم وأولادهم لغدرهم ولنقضهم العهد في أثناء غزوة الخندق[ر]. وقد عمد عمر ابن الخطاب بعد ذلك على إجلاء اليهود من فدك وخيبر.
وإذا كان الحجاز قد فقد الكثير من الامتيازات في المجالين السياسي والمالي، فقد احتفظ بمكانته المرموقة بين أقاليم الدولة الإسلامية لأنه قطب العالم الإسلامي وقبلة المسلمين جميعاً، إذ أصبح يؤم الحجاز سنوياً الألوف من الحجاج من مختلف العالم الإسلامي، وكان خلفاء بني أمية شديدي الحرص على تتبع أحوال الحجاز، فكانت صلتهم بولاتهم مستمرة، وأوامرهم لهم متتابعة كما أنهم كانوا ينفقون بسعة على الكثير من المنشآت والمشروعات كحفر الآبار وإقامة السدود، وشق الطرق، وكانت الدولة تتكفل بنفقات عطاء الجند ورواتب الولاة والقضاة والعمال والموظفين على اختلاف مهامهم.
لم يختلف وضع الحجاز بعد انتقال الخلافة إلى العباسيين وانتقال مركز الثقل إلى بغداد في العراق، فقد بقي الحجاز إقليماً مرتبطاً بالعاصمة بغداد، ويرسل إليه الولاة من أمراء بني العباس أو من شخصيات لها صلة وثيقة بالعباسيين.
ازدهرت الحياة العلمية في كل من مكة والمدنية في هذه الفترة، فمكة لأنها كانت منبع الإسلام وبها كانت نشأة الرسول، وبها كانت الأحداث الأولى من دعوة قريش إلى الإسلام ومناهضتهم الدعوة، وبها كان التشريع المكي، أما المدينة فكانت مهاجر النبيr وأصحابه، وبها كان أكثر التشريع الإسلامي وكانت مركزاً لأكثر الأحداث التاريخية في صدر الإسلام، وبها حدّث الرسول أكثر حديثه، وكانت مركز الخلافة أيام أبي بكر وعمر وعثمان، وفيها كثير من أكابر الصحابة الذين شاهدوا ما فعل الرسول وسمعوا ما قال، وكانوا شركاء في بعض ما وقع من أحداث كغزوات أو فتوح، فهم يحدثون ما سمعوا وما شاهدوا فلا غرو إن كانت مكة والمدينة مركزين من أهم مراكز الحياة العلمية، إلا أن مدرسة المدينة كانت أغزر علماً وأبعد شهرة. تخرج فيها علماء ذلك العصر في التفسير والحديث والفقه والتاريخ، يقصدها طلبة العلم من أقاصي البلدان لتلقي العلم من علمائها ومن علماء مكة.
بجانب هذه الحياة العلمية التي تصفها لنا كتب المحدثين والفقهاء، كانت تسود في الحجاز حياة أخرى، حياة مرح وطرب، وأنتجت الحياة الثانية فناً بديعاً من غناء وتنادر وأدب، وكان أكثر المغنين في قصور بني أمية ممن تخرجوا في مدرسة الحجاز، ولكن هذا الازدهار الفني في الحجاز بدأ يضعف في عهد الدولة العباسية، ولم يكن هؤلاء الواردين على العراق في الأيام الأولى من الخلافة العباسية إلا بقايا الازدهار في العصر الأموي، وسبب ذلك أن الحجازيين خرجوا على الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور مع محمد بن عبد الله النفس الزكية وأخيه إبراهيم سنة 145هـ/762م وقتل محمد بن عبد الله وقتل أخوه، ونكَّل المنصور بالحجازيين، وشدد عليهم ومنعهم من المال، ثم خرج سنة 169هـ/786م الحسين بن علي بن الحسن في المدينة ودعا لنفسه، ثم قصد مكة حيث استقطب أهلها حوله، وعلم الخليفة الهادي بما حدث فجهز جيشاً جعل على قيادته محمد بن سليمان بن علي، فكانت وقعة فخ التي قتل فيها الحسين ابن علي ومعه بعض أهل بيته، وكان لقسوة ولاة العباسيين في معاملتهم لآل علي، ومنعهم المال الذي كان يغدقه الأمويون على أهل الحجاز، أن وقع الحجاز في الفقر، والفقر يودي بالفن والفنانين، ولكن علم الحديث والفقه لم يتأثر كثيراً، لأن الباعث الديني كان كافياً في حمل الناس على طلب العلم على الرغم من الأوضاع المعيشية السيئة.
الحجاز بعد القرن الثالث الهجري
مع الضعف الذي أصاب الخلافة العباسية بدأت الفوضى تنتشر في بلاد الحجاز، ورافق ذلك مجاعة ونقص في المواد الغذائية وزاد من محنة الحجازيين غارات قرامطة البحرين الذين أخذوا يتعرضون لقوافل الحجيج، وفي سنة 318هـ/930م أغار القرامطة على مكة وقتلوا سكانها وحملوا الحجر الأسود إلى البحرين، ولم يعيدوه إلا سنة 339هـ.
شهد الحجاز في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري زيادة في نفوذ العلويين من آل الحسن، وظهرت سلالات حاكمة تنتهي كلها في نسبها إلى موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وارتبط ولاء هؤلاء الأمراء بحكام مصر من فاطميين وأيوبيين ومماليك، فلما سيطر العثمانيون على مصر سنة 923هـ/1517م أُلحق الحجاز بالممالك العثمانية، وصار أمر إدارتها في يد الولاة الموفدين من إسطنبول، ولكن سلاطين آل عثمان تركوا أمراء مكة من بني قتادة الحسينيين (569-1343هـ/1200- 1924م) بمواقعهم.
في سنة 1334هـ/1916م ثار أمير مكة الشريف الحسين بن علي على الدولة العثمانية التي كان تابعاً لها، وفي سنة 1336هـ/1918م قطع صلته بمقام الخلافة وأسس بمعاونة الإنكليز مملكة الحجاز متوارثة في أسرته؛ ولكن العلاقات ساءت بين الإنگليز والملك حسين حينما رفض إبرام معاهدة فرساي احتجاجاً على تسليم سوريا للفرنسيين ووضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، ثم تأزم الموقف أكثر عندما أعلن الملك حسين نفسه في آذار 1924 خليفة، لأن البريطانيين خافوا من فقدان سيطرتهم على الحجاز الذي كانوا يعتبرونه خصماً محتملاً يقف عائقاً دون إحكام سيطرتهم على الشرق الأوسط، كما أن هذا القرار اعتبر تحدياً نحو مشاعر الإخوان الدينية من النجديين وسياسة السلطان عبد العزيز بن سعود.
وفي سنة 1924 تحركت الجيوش الوهابية إلى الحجاز، فاستولت بعد معركة دامية على الطائف، ثم دخلت مكة دون حرب، فانسحب الحسين مع ابنه علي إلى جُدَّة، وتخلى له عن الملك ليواصل الحرب، فقدم ابن سعود نفسه وحوصرت جدة قرابة سنة حتى استسلمت في 24 كانون الأول سنة 1925م واستسلمت كذلك المدينة، بينما انسحب علي إلى العراق، وكان الإنجليز قد نقلوا الشريف حسين إلى قبرص حيث توفي، أما لقب ملك الحجاز فقد انتقل إلى ابن سعود الذي بايعه الحجازيون والنجديون في مكة في مطلع عام 1926م باسم ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها.
حكام الحجاز
تولى عدد من أمراء بني اميه حيث كان عتاب بن أسيد الاموي اول من ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم على مكة ثم تولاها بعد ذالك عبدالله بن خالد بن أسيد في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم تولاها مره أخرى سنة 44هـ في خلافة معاوية بن أبي سفيان , ثم تولى الأمارة على مكة ابنه عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد في خلافة عبدالملك بن مروان بن الحكم وأيضا تولاها في ولاية سليمان بن عبدالملك بن مروان وكذالك في خلافة عمر بن عبدالعزيز وكذالك في خلافة يزيد بن عبدالملك بن مروان وبعد نهاية الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية حيث دأب الخليفة على تعيين أفراد من البيت العباسي الهاشمي ،أمراء على مكة والمدينة وبعد ضعف الخلافة ومنذ بداية القرن الرابع الهجري حكم الحجاز الأشراف الهواشم الحسنيين، ومن بعدهم أبناء عمومتهم من الأشراف القتادية والذي ظل حكمهم عليها حتى قيام دولة آل سعود ، و من العوائل التي حكمتها آل زيد وآلبركاتية و العبادلة وذوي سرور, وقد كانت إمارات الحسنيين غير مستقلة وتابعة إلى الخلافة الإسلامية العباسية أحيانا وإلى الدولة العبيدية وعندما انتقلت الخلافة العباسية إلى مصر في عهد المماليك استمر أمراء مكة الحسنيين يدينون بالولاء للخليفة العباسي بمصر حتى انتهت الخلافة العباسية الثانية بالقاهرة عام 923هـ بعد دخول العثمانيين وانتقل ولاء الأمراء اشهر الامير هو عايد ابن سمره الرشيدي إلى الدولة العثمانية حتى عهد الشريف الحسين بن علي الذي استقل بالحجاز لفترة بسيطة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مكانة الحجاز
وللحجاز أهمية روحية، وثقافية، واقتصادية. فهو مصدر الرسالة المحمدية، وفيه يقع الحرمين الشريفين؛ الكعبة المشرفة, وهي قبلة المؤمنين في صلواتهم اليومية، ويوجد به((بئر زمزم)) و المسجد النبوي الذى يوجد به قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، و قبور أصحاب الرسول. كما ارتبط الحجاز بحركة التجارة الدولية القديمة، عبر رحلتي الشتاء والصيف. والتي كان يتجه من خلالها العرب شمالا نحو الشام وجنوبها حيث اليمن
الثقافة والنشاط السكاني
ويحتفظ الحجاز بثقافة مدنية رفيعة، تنعكس في مظاهر الحياة الاجتماعية الرهفة، والأعمال الأدبية والفنية، والمعمار الحجازي الأنيق واللباس التقليدي الجميل لأهل الحجاز وهو العقال الذهبي المقصب والثوب العربي
اشتغل أغلب أهالي المنطقة تاريخياً في أعمال اقتصادية، كالمطوفين والزمازمة والتجار والحرفيين وأصحاب الخدمات بمكة، والأدلاء والتجار والحرفيين بالمدينة، والبيوت التجارية والوكلاء والصياديين والحرفيين وأصحاب الخدمات بجدة، كما ازدهرت البادية بالأعمال الإنتاجية الزراعية والحيوانية.
أعلام الحجاز
جزء من سلسلة مقالات عن |
النهضة الحجازية |
---|
للاقتراحات، اضغط هنا |
أعلام الحجاز في القرن العشرين
- محمد علي رضا زينل، التاجر النهضوي ومؤسس التعليم النظامي بالجزيرة العربية عبر سلسلة مدارس الفلاح التي أسسها في جدة ومكة، ومن ثم افتتح فروعاً لها في حضرموت ودبي وبومباي والبحرين.
- محمد سرور الصبان أحد زعامات النخب الوطنية في الحجاز ورجل الدولة القوي ووزير المالية ورائد العمل المؤسسي المدني وأول ناشر بالجزيرة العربية.
- محمد حسن عواد أحد مؤسسي النهضة الفكرية بالحجاز منذ عام 1926م.
- حمزة شحاتة رائد الأدب الحداثي ورصيف العواد وفيلسوف الجزيرة العربية الأوحد، ومنهم محمد طاهر الدباغ أول وزير للمعارف بعد الوحدة بين الحجاز ونجد، وأمين عام الحزب الحجازي الوطني ومهندس عودة النخبة الحجازية من المهجر للعمل في بناء الدولة السعودية، ومؤسس مدرسة تحضير البعثات ( أول مدرسة ثانوية في تاريخ السعودية أسست على النظام العصري الحديث)، والرجل الذي نشر التعليم النظامي في جميع أطراف المملكة بعد الوحدة،
- الشيخ ماجد الكردي الرجل المعرفي ورائد حركة النشر والطباعة الأهلية في مكة، ومحسون جلال، أستاذ الإدارة والاقتصاد والمصرفي الرائد والرجل الذي أحدث ثورة في المفاهيم الإدارية والاقتصادية والمصرفية بالدولة السعودية الحديثة.
- عبدالله عريف الهذلي رئيس تحرير جريدة -البلاد السعودية الأديب والإداري والذي أحدث ثورة في مفهوم الإدارة المحلية فلا تكاد تذكر أمانة العاصمة المقدسة الا ويذكر أسمه.
- سعود دشيشة لسان المدنيين.
علماء الحجاز البارزين في القرن العشرين
- الشريف محمدحسن بن أحمد العباس مؤذن الحرم المكي من قدماء السادة العباسيين ذرية العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه أبو تراب الظاهري، أسعد دهّان، إبراهيم فطاني، درويش عجيمي، زكي البرزنجي، عبدالرحيم صديق ، سعيد محمد يماني، محمد صالح سعيد يماني، علي سعيد يماني، عيسى رواس، عبدالله اللحجي، عبدالله دردوم، محمد ادريس كلنتن، محمد العربي التباني، ياسين الفاداني،إبراهيم النوري، أنور قاروت، وأحمد بن يوسف قستي ،وعلي عيدروس البار (في الفقه الشافعي)، وجمال مالكي، حسن المشاط، علي حسين المالكي، السيد عباس المالكي، علوي عباس المالكي، عابد المالكي، محمد علي بن حسين المالكي، محمد نور سيف، محمد علوي مالكي، عبدالقادر مشّاط، وعبدالوهاب أبو سليمان (في الفقه المالكي)، وأحمد القاري، إبراهيم البرّي، أحمد ناضرين، محمدإبراهيم الكتبي الحسني، أحمد هرساني، سليمان مرداد، أمين مرداد، يحيى أمان، (في الفقه الحنفي )، ومحمد بن مانع (الفقه الحنبلي)، وخليفة النبهاني (في علم الفلك)، وزيني كتبي (في الحسابات والرياضيات)، وسالم شفي، وعباس المالكي,،والقاضي العالم محمد نور الكتبي الحسني (في القضاء والأحكام)ومنهم؛ محمد سعيد سنبل القرشي وابنه طاهر سنبل ، محمد فودة، خليل طيبه, عبدالقادر مصطفى طيبه, محمد خليل عبد القادر طيبه، محمد المرزوقي، محمد سرّاج، محمد حسن كتبي، أحمد أمين منصوري، أحمد أمين بيت المال، إسماعيل زيني، حسين فدعق، صالح شطا، علي كمال، عباس بن صديق، عبد الرحمن العجيمي،عباس عبدالله حداوي ، محمد رضوان، أبوبكر خوقير، حمزة كردي ، عبدالله بن حميد، عبدالله باروم، عثمان بشناق، عبدالله الشيبي، عبد القادر مفتي، عبدالله صدقة دحلان، صادق عبدالله دحلان, عبد الحميد قُدس، أحمد الكماخي , محمد صادق السعيدي والشيخ محمد سعيد بابصيل مفتي مكة المكرمة في عهد الاشراف.
قراء الحجاز الأكثر شهرة بالقرن الماضي
الشيخ عباس مقادمي والشيخ محمد زكي داغستاني والشيخ محمد بويان والشيخ محمد الكحيلي والشيخ عبد المعين بن إبراهيم الكردي الدعدي والشيخ جعفر جميل البرمكي والشيخ سراج قاروت .
أدباء الحجاز
ومن أشهر أدباء ومفكري الحجاز والمشتغلين في الفكر والابداع من الطبقة الباكرة؛ عبدالواحد الأشرم، حسن سحرة، زين العابدين الكبير، عثمان الراضي، طاهر الصباغ، حسين ميش، محمد صبحي، بكر شرف، أحمد فقيه في مكة، وإبراهيم الاسكوبي، أنور عشقي، عبدالجليل برادة في المدينة، وعثمان قاضي، عبدالله كمال، أحمد النجار في الطائف.
ومن طبقة النهضة الأدبية والعلمية بالقرن الماضي؛ أبو تراب الظاهري , عبدالمحسن الصحاف، محمد سرور الصبان، أمين مدني، محمد حسن عواد، محمد سعيد عبدالمقصود، حمزة شحاتة، حسين محمد نصيف، عمر صيرفي، مصطفى أندرقيري، عبدالحميد مرداد، عبدالقادر عثمان، جميل مقادمي، عبدالقدوس الأنصاري، إبراهيم خليل علاف، محمد سراج خرّاز، أحمد عبدالله الفاسي، طاهر زمخشري، حسن صيرفي، محمد علي مغربي، عبدالوهاب آشي، عبيد مدني، الطيب الساسي، ماجد أسعد الحسيني، محمد نور جوهري، حسن الصبّان، أحمد عبدالغفور عطار، محمود عارف، أحمد الغزاوي، أحمد العربي، عثمان حافظ، علي حافظ، عمر عرب، عزيز ضياء، مطلق الذيابي, محمد حسين زيدان، إبراهيم الغسّال، محمد بياري، محمد حسن فقي، ضياء رجب، أحمد جمال، أحمد قنديل، أحمد السباعي، حسين سرحان، حسين نظيف، يوسف دمنهوري، إبراهيم فلالي، حسين عرب، هاشم زواوي، محمد عمر توفيق، محمد سعيد عامودي، حسن عبدالحي قزاز، حسين سراج، عبدالسلام الساسي، مصطفى زقزوق، سميرة خاشقجي، عبدالمجيد شبكشي، يعقوب الكتبي الحسني ، و حمزة محمد بوقرى ، ابراهبم مصطفى توفيق.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الجغرافيا
- مقالة مفصلة: جغرافيا الحجاز
الموقع الجغرافي
الحجاز هي في الأصل سلسلة جبال السروات التي تبدأ جنوبًا من اليمن وتمتد شمالاً إلى قرب الشام، و سميت حجازًا لأنها تحجز تهامة والغور عن نجد.
تقع الحجاز على طول سلسلة جبال الحجاز و تمتد بمحاذات البحر الاحمر "بحر الحجاز"، ومن بلدتي القنفذة والليث جنوباً مروراً بمكة والطائف وجدة ورابغ والمدينة وينبع وقراهم وضواحيهم وباديتهم وهجرهم، إلى شمالي أملج وبدر والعلا والحناكية ومدائن صالح وقراهم. ومن البحر الأحمر غرباً إلى شرقي قرى كلٍ من الطائف والحوية ورنية و تربة والخرمة وشرقي قرى أواسط جبال الحجاز والمدينة والعلا ومدائن صالح.
والحجاز اليوم مقسم إلي منطقتيين:
- منطقة مكة وتضم الطائف وجدة ورابغ والليث والقنفذة والكامل و الجموم و بحرة و مستورة والجعرانة والهدا و بريمان و السيل و الخرار وعين شمس ورنية وابحر وتربة وعسفان وراس الحجاز والمثناة و ذهبان الخ...
- منطقة المدينة و تضم ينبع و أملج و العلا و بدر و الحناكية و مهد الذهب و مدائن صالح وخيبر وراس
إلا أنه قد تم اقتطاع جزء غالي من الحجاز وهي مدينة أملج والقرى التابع لها لتصبح تابعة لمنطقة تبوك في شمال السعودية، وتبوك قديمآ كانت جزء من صحراء بادية الشام و فلسطين.
التضاريس
ويميز في هذا الإقليم ثلاث وحدات تضريسيه:
السهل الساحلي
يمتد على طول ساحل البحر الأحمر، ويُطلق عليه اسم تهامة الحجاز، وتعني كلمة تهامة المكان المنخفض ذا الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية والرياح الساكنة. تشكل السهل من مواد وتكوينات رسوبية بحرية وقارية، ومنقولات رملية وحصوية، ولايزيد عرضه على 25كم. يختلف عرض السهل من منطقة إلى أخرى، فهو يضيق في الشمال ويتسع في الجنوب، وهو منبسط وينحدر انحداراً تدريجياً من الشرق إلى الغرب. تتدرج التربة في هذا السهل من المرتفعات في الشرق إلى ساحل البحر في الغرب، فبالقرب من الجبال تنتشر الأراضي التي تكثر فيها الحجارة والحصى، بينما تنتشر الترب الطميية على أطراف الأودية، تليها الترب الرملية الفقيرة التي تتصل مع الأراضي الملحية والسبخات المحاذية لشاطئ البحر.[2]
يتميز ساحل البحر الأحمر باستقامته وقلة تعرجاته وكثرة جزره المرجانية، مما يجعله غير صالح لرسو السفن، لذلك تتم إقامة الموانئ المناسبة بتكاليف مادية كبيرة، لتصبح صالحة لاستقبال السفن، كما في ميناء جدة وميناء ينبع.
النطاق الجبلي
يعد النطاق الجبلي الظاهرة الأهم في إقليم الحجاز، فهي الأكثر أمطاراً، ومنه تنطلق الوديان المتعددة، وتختزن فيها ثروات معدنية مهمة ومتنوعة. ويتكون هذا النطاق من سلاسل جبلية موازية لساحل البحر الأحمر، تُعرف باسم جبال السروات أو السراة، أي الأرض المرتفعة، أو جبال الحجاز، لأنها تحجز بين تهامة وهضبة نجد. تمتد على مسافة 1200كم بين الشمال والجنوب، وتتكون من صخور نارية ومتحولة، تغطيها في بعض الجهات صخور رسوبية، يراوح عرضها بين 120-200كم، ويبلغ أقصى اتساع لها بين الوجه وينبع، يزداد ارتفاعها من الشمال إلى الجنوب، ويبلغ متوسط ارتفاعها 1300م بين العقبة ومكة المكرمة، وفيها بعض القمم التي يتجاوز ارتفاعها 2000م، في بلاد مدين في الشمال، وبلاد غامد في الجنوب.
الهضاب والحرات
يمتد إلى الشرق من النطاق الجبلي عدد من الهضاب والحرات التي يتزايد ارتفاعها من الشمال إلى الجنوب، ويراوح بين800 -1500م فوق سطح البحر، وأهمها:
أ- هضبة الحسمي: وتقع في الشمال، بين جبال السروات ووادي السرحان، يبلغ متوسط ارتفاعها 900م، يخترقها وادي سابا من الجنوب إلى الشمال، ماراً بمدينة تبوك، ووادي فجر الذي يتجه من الجنوب الغربي نحو الشمال الشرقي، وهي تتكون بصورة عامة من الصخور الرملية، يوجد فيها عدد من الحافات والتلال الحتية.
ب- هضبة الحجاز: تقع إلى الجنوب من هضبة الحسمي، ممتدة بين المرتفعات الجبلية والنفوذ الكبرى حتى حرة بني رشيد. يصل متوسط ارتفاعها إلى 1000م تقريباً، وهي تتكون من الصخور الرملية، يجري فيها بعض الأودية مثل وادي العقيق والحمض، وادي الجزل.
ج- سهل ركبة: يقع إلى الشرق من مدينة الطائف، بين حرة كشب شمالاً وحرة حضن جنوباً. يتكون من الصخور الأركية، تغطيها بعض المفتتات المنحدرة من الجبال، يبلغ متوسط ارتفاعه 1100م، يمر فيه الطريق البري بين الرياض ومكة المكرمة.
د- الحرات: تتكون من صهير اللابات البركانية التي اندفعت إلى سطح الأرض من خلال الشقوق في القشرة الأرضية، خلال الزمن الثالث الجيولوجي، يراوح ارتفاعها بين 1100-1300م، أهم هذه الحرات العويرض بين العلا وتبوك، وخيبر إلى الشمال الشرقي من المدينة المنورة، ورهاب بين المدينة والطائف.
المناخ
تقع الحجاز ضمن النطاق الصحراوي لشبه الجزيرة العربية، وتأثير البحر الأحمر ضعيف، ويظهر في زيادة الرطوبة والضباب في سهل تهامة، وبعض الأمطار في المناطق الجبلية. يتميز المناخ بارتفاع درجة الحرارة، وخاصة في فصل الصيف، إذ يكون الجو صافياً، قليل الغيوم، فيزداد تعرض المنطقة لأشعة الشمس، مما يزيد شدة البخر، وتقل الاستفادة من الهطل السنوي القليل. يبلغ معدل الحرارة العظمى في الصيف 43درجة مئوية في المدينة المنورة، و40درجة في تبوك، و37درجة في جدة، و33درجة في الوجه. أما معدل النهاية الصغرى، فيراوح بين 20درجة مئوية في الطائف، و25درجة مئوية في المدينة المنورة، و27درجة في جدة. في الشتاء ينخفض معدل الحرارة العظمى في شهر كانون أول، ويراوح بين 18درجة مئوية في تبوك و28.5درجة مئوية في جدة.
أمطار الحجاز قليلة، وهي صيفية موسمية في الجنوب، متوسطية شتوية في الشمال، تتفاوت كمية الأمطار من سنة إلى أخرى ومن موقع إلى أخر. ولاتوجد أنهار دائمة الجريان في الحجاز، بل توجد أودية سيلية تجري بالمياه عقب سقوط الأمطار، ثم لا تلبث أن تجف. ومن أهم الأودية وادي فاطمة ونعمان وسابا والحمض والعقيق وفجر والجزل. بما أن أرض الحجاز تتكون بمعظمها من الصخور النارية والمتحولة، وتتلقى كميات قليلة من الأمطار، لذا كانت مياهها الجوفية سطحية وقليلة، تتجمع في مناطق المجروفات السيلية والرمال. وقد أُقيمت سدود عدة أمام المياه السيلية والوديان للاستفادة منها للشرب والزراعة.
الترب
تتنوع الترب في أراضي الحجاز من حيث تكوينها، وصلاحيتها للزراعة، ففي بطون الأودية توجد ترب طينية رملية، لونها مائل إلى الصفرة أو الاحمرار، بحسب المكونات المعدنية للصخر الذي تكونت منه، وهي عميقة في بطون الأودية الكبرى، خاصة في المناطق الجنوبية حيث يزداد الهطل السنوي، وهي ترب صالحة للزراعة. كما تكثر الترب الرملية والترب الملحية في سهل تهامة، حيث يمكن استصلاح بعضها وإضافة الأسمدة إليها، واستغلالها في الزراعة. وفي مناطق الحرّات، توجد ترب عميقة طينية حصوية ذات نفاذية متوسطة، يمكن استصلاحها واستخدامها في الزراعة.
النبات والحيوان
تقع الحجاز في نطاق الإقليم المداري الجاف، لذلك فإن معظم غطائها النباتي الطبيعي يتكون من نباتات صحراوية فقيرة، مثل الأعشاب الشوكية والنباتات القصيرة التي تنمو بعد سقوط الأمطار. تظهر الغابات في الأودية والمرتفعات الجبلية، وتسود فيها أشجار العرعر والطلح والأثل والسدر ونخيل الدوم والزيتون البري.
الحيوانات البرية قليلة جداً، وتقتصر على الطيور المحلية والمهاجرة، والزواحف.
الجغرافية البشرية
قُسمت المملكة العربية السعودية عام 1992 إلى 13منطقة إدارية، منها خمس مناطق حجازية هي: منطقة تبوك، المدينة المنورة، مكة المكرمة، الباحة، الجوف (القريات).
بلغ عدد سكان الحجاز نحو 2.657مليون نسمة حسب تعداد 1974، أي ما يعادل 33% من مجمل سكان المملكة. ارتفع عدد السكان إلى نحو 4.371مليون نسمة عام 1985، ووصل إلى نحو 5.463مليون نسمة تقريباً في عام 1991، وهو ما يعادل 32% من مجموع سكان المملكة، منهم 3.201مليون نسمة في منطقة مكة المكرمة، و1.307مليون نسمة في منطقة المدينة المنورة، و487.564 ألف نسمة في منطقة تبوك، و467.649ألف نسمة في منطقة الباحة، و243782 في منطقة الجوف. أهم مدن الحجاز من الناحية السكانية: مدينة جدة، إذ بلغ عدد سكانها نحو 2.046مليون نسمة في عام 1993، وتأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد مدينة الرياض، ثم مكة المكرمة وعدد سكانها 965.697ألف نسمة، والمدينة المنورة 608ألف نسمة، والطائف 416.131ألف نسمة، وتبوك 292ألف نسمة، وينبع 120ألف نسمة، والباحة 16ألف نسمة. غالبية السكان من الحضر، والقليل من سكان الأرياف والبدو الرحل، إذ تراوح نسبة الحضر بين 50 و70% من مجموع السكان بحسب المناطق، فيكثر البدو الرحل في منطقة المدينة المنورة (46%)، ومكة المكرمة (14%)، بينما تنخفض نسبة الحضر بصورة استثنائية في منطقة الباحة إلى نحو 3% من مجموع السكان، وترتفع نسبة سكان الريف إلى نحو 82% من مجموع السكان بسبب غلبة النشاط الزراعي في المنطقة.
الجغرافية الاقتصادية
ترتبط الزراعة بوجود المياه السطحية من بحيرات وأنهار ووديان، إضافة إلى المياه الجوفية والأمطار، وبما أن المياه بأشكالها المختلفة قليلة في الحجاز، فالزراعة محدودة، لكن التطور الحديث في بناء السدود، وحفر الآبار العميقة لاستخراج المياه الجوفية، أفاد التقدم في الإنتاج الزراعي، وخاصة في السنوات العشرين الأخيرة، وتشتهر الحجاز بزراعة القمح والشعير والذرة والدخن، وإنتاج الخضراوات، وخاصة حول مدن الطائف وجدة والمدينة وينبع، كما تشتهر الحجاز بإنتاج التمور الجيدة، وخاصة في منطقة المدينة المنورة.
تُربى الأغنام والأبقار والماعز والإبل في المناطق الجبلية والهضاب لتوافر المراعي. وبلغت نسبة أعداد الثروة الحيوانية في الحجاز نحو 22% من مجموع أعداد الثروة الحيوانية في المملكة العربية السعودية عام 1995.
تضم الحجاز ثروات معدنية متعددة ضمن نطاق الصخور النارية والمتحولة، وأهم هذه الثروات خامات الحديد في منطقة وادي فاطمة ووادي الصواوين في منطقة تبوك ومواقع أخرى. وتوجد خامات النحاس في وادي العقيق بجانب مهد الذهب وفي شمالي جدة ومناطق أخرى، ويوجد الذهب في جنوب شرقي المدينة المنورة في مهد الذهب.
يعد الحج من أهم المناسبات السنوية لتنشيط الحركة الاقتصادية في الحجاز، وخاصة في منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة.
شهد الحجاز تطوراً كبيراً في المجال الصناعي، تعد مدينة جدة أقدم وأكبر مدينة صناعية في الحجاز، ففيها صناعة الحديد والصلب، والصناعات المعدنية التحويلية، وصناعة السيارات وتكرير النفط الخام، وصناعة الإسمنت ومواد البناء، وصناعة السفن والزوارق، والأدوات المعدنية المنزلية والزجاج والأسمدة وصناعة المنسوجات والأثاث المنزلي. في الشمال أقامت مدينة ينبع الصناعية الحديثة على ساحل البحر الأحمر ميناء لتصدير النفط الخام وتكريره وتصدير الكثير من منتجات النفط والغاز وتصنيع بعضها محلياً، كما تطورت فيها الصناعات البتروكيمياوية والصناعات المعدنية والأسمدة وصناعة الإسمنت. كما تقوم في مدينة الطائف الصناعات الغذائية ومواد البناء وصناعة الأثاث، كما تكثر في المدينة المنورة ومكة المكرمة الصناعات الغذائية والنسيجية ومواد البناء، والأدوات الكهربائية والأثاث المنزلي والمكتبي.
ترتبط مدن الحجاز بشبكة من الطرق المعبدة، تربطها ببقية مدن المملكة في الجنوب والشرق والشمال الشرقي، كما ترتبط مع العالم الخارجي عن طريق الموانئ المقامة على البحر الأحمر، وخاصة ميناء جدة وينبع وضبا، أو عن طريق النقل الجوي عبر مطارات جدة والمدينة المنورة والطائف وتبوك وينبع والوجه.
المدن
الفلكلور
ومن الفلكلور الحجازي الفني، شعر المحاورة وفن حيوما والمجرور والتعشير والحداية والزهم والزير وجميعها فنون عربية أصيلة
قالوا عن الحجاز
وحدد الأصمعي الحجاز في كتابه جزيرة العرب: "الحجاز من تخوم صنعاء من العبلاء وتبالة إلى تخوم الشام، وإنما سمي حجازًا لأنه حجز بين تهامة ونجد؛ فمكة تهامية والمدينة حجازية والطائف حجازية". وقال في موضع آخر: الحجاز اثنتا عشرة دارًا: المدينة وخيبر ومذك وذو المروة ودار بلي ودار أشجع ودار مزينة ودار جهينة ونفر من هوازن وجُلُّ سليم وجُلُّ هلال وظهر حرة ليلى وممايلي الشام شغب وبدا.
وقد أكثر شعراء العرب من ذكر الحجاز ومما قيل فيه قول بعض الأعراب: تطاول ليلى بالعراق ولم يكن علي بأكناف الحجاز يطول فهل لي إلى أرض الحجاز ومن به بعاقبة قبل الفوات سبيل إذا لم يكن بيني وبينك مرسل فريح الصبا مني إليك رسول
وقال مالك بن فهم الدوسي ملك عمان عندما هاجر من ارض السراة متوجها إلى عمان :
ستغنيك عن أرض الحجاز مشارب رحاب النواحي واضحات المسالك
وقال آخر: سرى البرق من أرض الحجاز فشاقني وكل حجازي له البرق شائق فواكبدي مما ألاقي من الهوى إذا حنَّ إلفٌ أو تألق بارق
وقال آخر: كفى حزنًا أني ببغداد نازل وقلبي بأكناف الحجاز رهين إذا عنَّ ذكر للحجاز استفزني إلى من بأكناف الحجاز حنين فوالله ما فارقتهم قاليا لهم ولكن ما يُقضى فسوف يكون
وقال الأشجع بن عمرو السلمي: بأكناف الحجاز هوى دفين يؤرقني إذا هدت العيون أحن إلى الحجاز وساكنيه حنين الإلف فارقه القرين
وقال لبيد: مُرِّيَّةٌ حلت بفيد وجاورت أرض الحجاز فأين منك مرامها؟
انظر أيضا
|
الهوامش
- ^ نجدة خماش. "الحجاز (التاريخ في-)". الموسوعة العربية.
- ^ محمد الحمادي. "الحجاز (الجغرافية في-)". الموسوعة العربية.