الجبهة السورية (حرب أكتوبر)
{{{الصراع}}} | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
| |||||||
المتحاربون | |||||||
سوريا | إسرائيل | ||||||
القادة والزعماء | |||||||
مصطفى طلاس |
موشيه دايان دافيد إلعازار إسحاق حوفي | ||||||
القوى | |||||||
سوريا: 60,000 |
إسرائيل: | ||||||
الضحايا والخسائر | |||||||
سوريا |
إسرائيل 250 دبابة |
الجبهة السورية هي جبهة حرب اندلعت في هضبة الجولان بين سورية وإسرائيل في 6 أكتوبر 1973 بالتزامن مع الهجوم المتفق عليه بين سوريا ومصر. وكانت كل من جمهوريتي مصر وسورية قد اتفقتا على شن حرب تحريرية على إسرائيل التي تحتل هضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء منذ حرب 1967، وأتفق وحسب ما حدده الرئيس حافظ الاسد على أن يكون الهجوم بعد ظهيرة يوم السبت 6 تشرين 1973 الذي يوافق عيد الغفران اليهودي.
قام الطيران السوري في تمام الساعة 13:58 من يوم 6 تشرين بقصف مواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان شارك في الهجوم قرابة الـ 100 طائرة مقاتلة سورية ، كما فتحت ألف فوهة نيران مدافعها لمدة ساعة ونصف لتنطلق وحدات وقطاعات الجيش السوري عبر الجولان مخترقة خط آلون الدفاعي وصولاً إلى مشارف بحيرة طبرية مكبدة القوات الاسرائيلية خسائر فادحة .
وقد تواجد بالجولان وحدات مغربية قبل الحرب عرفت بالتجريدة المغربية ووصلت وحدات عراقية وأردنية والسعودية فور نشوب الحرب.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أسباب الحرب
نتيجة لحرب يونيو 1967، لحقت بالقوات المسلحة المصرية والقوات الأردنية وقسم هام من القوات المسلحة السورية خسائر جسيمة، مقابل خسائر ضئيلة في القوات المسلحة الإسرائيلية، وأدى ذلك إلى اختلال الميزان العسكري الاستراتيجي العربي الإسرائيلي، فقد وصلت القوات الإسرائيلية إلى مناطق طبيعية يسهل الدفاع عنها، واحتلت مساحات واسعة من الأرض العربية، زادت في تحسين دفاعاتها (قناة السويس وصحراء سيناء ووادي الأردن ومرتفعات الجولان السورية)، وقد منحت هذه المساحات الواسعة إسرائيل حرية المناورة على خطوطها الداخلية بكفاءة أكبر، كما صار في وسع الطيران الإسرائيلي العمل بحرية أكبر، مكّنه من كشف أهدافه في العمق العربي على جميع الاتجاهات ومهاجمتها، كذلك غنمت إسرائيل أعتدة حربية كثيرة طورتها وأدخلتها في تسليح قواتها، وزودتها حقول النفط المصرية في سيناء بما تحتاجه من النفط. وقد أتاح هذا الوضع الجديد لإسرائيل إقامة دفاع استراتيجي عميق بإنشاء خط بارليف المحصن على امتداد قناة السويس، وخط آلون المحصن على جبهة الجولان، وضمن لها حرية الملاحة في مضائق تيران والبحر الأحمر.
وقد عمدت إسرائيل بعد حرب حزيران 1967 وصدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 القاضي بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها وتجميد الوضع الراهن، إلى التهرب من تطبيق ذلك القرار بالتسويف والمماطلة أطول مدة ممكنة، بهدف تهويد أكبر مساحة من الأرض العربية، وإقامة أكبر عدد من المستوطنات فيها لهضمها واستثمار ثرواتها. واستندت إسرائيل في تهربها من تنفيذ القرار 242 بتلاعبها اللفظي في النص المكتوب باللغة الإنكليزية، ومؤداه أن القرار ينص على «الانسحاب من أراضٍ احتُلت» في حين كان النص الفرنسي (وكذلك الروسي والصيني والإسباني) صريحاً وواضحاً بوجوب الانسحاب «من الأراضي التي احتُلت» وهو ما يتفق مع ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة، وأكدت إسرائيل نواياها التوسعية بإعلانها ضم مناطق عربية معينة إلى الأراضي التي كانت تحتلها قبل عام 1967، ومنها القدس والجولان وقسم من الضفة الغربية وقطاع غزة. ورفضت وساطة الدول الأربع الكبرى، ممثلة بمشروع «غوناريارينغ» لتنفيذ قرار مجلس الأمن 242، كما عرقلت تنفيذ مشروع روجرز الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية في 19 يونيو 1970، وتنكرت لجميع الجهود التي بذلتها الدول الإفريقية (لجنة الحكماء) عام 1971، واستمرت بالمراوغة والتهرب من التزاماتها.
ونتيجة لهذا التعنت الإسرائيلي أخذت مصر وسورية تعدان العدة لاسترجاع أراضيهما المحتلة بالقوة، فعوضتا خسائرهما وركزتا جهودهما على إعادة القدرة القتالية لقواتهما وزيادة تسليحها، ودخلتا في صراع مسلح مكشوف ومحدود لإنهاك القوات الإسرائيلية وإجبارها على التخلي عن المناطق المحتلة في معارك محلية وقصف جوي ومدفعي على طول الجبهتين الشمالية والجنوبية فيما سمي «حرب الاستنزاف»، وقد دخلت مصر هذه الحرب يوم 8 مارس 1967، في حين لم تتوقف أصلاً على الجبهة السورية منذ حرب حزيران 1967. ونشطت في هذه الأثناء أعمال المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج، وبرزت قوة فاعلة أدهشت المراقبين وأنعشت آمال الأمة العربية، وأصبح الجو مهيأً لجولة تحرير جديدة هي حرب تشرين 1973.[7]
قرار الحرب
بدأت القيادتان السورية والمصرية باتخاذ خطوات مهمة لتحويل الاتفاقات المكتوبة إلى آمال إيجابية. وفي يوم 26/11/1970 وقّعت الحكومتان المصرية والسورية اتفاقية عسكرية، حددت أهداف الصراع المقبل وأعمال التنسيق بين القيادتين. وفي اجتماع تاريخي ضم الرئيسين حافظ الأسد وأنور السادات في 25/2/1973، اتخُذ قرار الحرب بهدف تحرير الأراضي العربية المغتصبة. وبُلغ القرار إلى قيادة القوات المشتركة التي شرعت في التخطيط لها، وتقرر أن تكون ساعة الصفر في الساعة 14 من يوم السبت في 6/10/1973، ومن أجل ضمان نجاح عمليات الهجوم والعبور اتخذت القيادتان مجموعة إجراءات واسعة النطاق لتحقيق المفاجأة الاستراتيجية والعملياتية، ولم تتمكن المخابرات الإسرائيلية من اكتشاف أي استعدادات للهجوم على كلتا الجبهتين إلا في يوم بدء الحرب.
القوات الإسرائيلية في الجولان
كانت القوات السورية تواجه القوات الإسرائيلية عبر خط متعرج طوله 70 كم، تتخلله سلسلة جبال وعرة، صخرية، حادة الارتفاع، وهي ما يعرف باسم هضبة الجولان. وبعد عام 1967، ركز الإسرائيليون على تحصين مواقعهم في القطاع الشمالي من الجبهة لما يمثله من أهمية استراتيجية بالنسبة للجبهة السورية، لأنه لو احتلتها سوريا سيمكنها ذلك من الانحدار جنوباً لتلتف حول خطوط الدفاع الإسرائيلية في القطاعين الجنوبي والأوسط مع ما سيترتب عليه من مضاعفات أخرى ستشمل تهديد شمال فلسطين المحتلة، وسهل الحولة، والجليل الأعلى إضافة للسيطرة على مصادر المياه التي تصب في نهر الأردن، كما أنه من الناحية التعبوية التكتيكية منح هذا القطاع القوات الإسرائيلية القدرة على الحركة والمناورة ، فإذا أرادت إتباع مبدأ الهجوم تكون الأوضاع مهيأة لها، وإن أرادت الدفاع سيكون بمقدورها ذلك لأن الوضع في هذا القطاع يعطيها نوعاً من السيطرة على القوات السورية العاملة في مواجهتها ويمكن للصهاينة تهديد دمشق.
وهكذا اندفعت القوّات السورية خلال هجومها في الجولان على ثلاثة محاور رئيسية:
1- المحور الشمالي.
2- المحور الأوسط.
3- المحور الجنوبي.
الخطة
كانت الخطة السورية تتضمن استعادة الجولان في 30 ساعة بحسب ما قدرت القيادة لسورية أن إسرائيل ستحتاج إلى ضعف هذا الوقت لكي تعبئ احتياطاتها، وقد تقرر دفع 3 فرق مشاة سورية ضد خطوط الدفاع الإسرائيلية في الجولان لفتح ثغرة تندفع بها الفرقتين المدرعتين الأولى والثالثة فرق المشاة الثلاث هي فرقة المشاة الخامسة وفرقة المشاة السابعة وفرقة المشاة التاسعة ، وتتألف كل فرقة من لواءي مشاة آليين ولواء مدرع ولواء مشاة وتضم كل فرقة مشاة 180 دبابة.[8]
وقبل الهجوم كانت القوات الإسرائيلية في الجولان مؤلفة من 3 ألوية إسرائيلية 2 دروع و لواء مشاة و11 بطارية مدفعية.
الهجوم السوري
6 أكتوبر
في يوم 6 أكتوبر 1973 وبعد قصف تمهيدي بالمدفعية والطيران دام حوالي 90 دقيقة اشتركت فيه حوالي 140 بطارية مدفعية ميدانية، ومدفعية صاروخية كاتيوشا، وحوالي 100 طائرة ميگ 21 وسوخوي 70 اندفعت القوات السورية لسحق دفاعات خط ألون الممتدة على طول الجبهة الشرقية لهضبة الجولان من مجدل شمس شمالاً وحتى وادي اليرموك جنوباً. وبعد ساعة من بدء الهجوم استطاعت فرق المشاة الميكانيكية اجتياز الخندق المضاد للدبابات بمساعدة البلدوزرات، وجسور الاقتحام (دبابات حاملة جسور)، وبأسلوب الحرب الخاطفة وبقيت ساعات يوم 6 أكتوبر وليلة 7 أكتوبر.
7 أكتوبر
في صباح يوم 7 أكتوبر كانت القوات السورية قد اخترقت الجبهة في أكثر من موقع واحتلت الجوخدار والخشنية ودمرت اللواء 37 الإسرائيلي بشكلٍ كامل، كما دمّرت جزءاً من اللواء المدرّع السابع ولواء گولاني.[9]
=8-10 أكتوبر
في الساعة 830. من صباح يوم 8 أكتوبر بدأ الإسرائيليون هجومهم المعاكس بثلاثة ألوية مع تركيز الجهد الرئيسي على المحورين الأوسط والجنوبي، ودارت في الفترة من 8 إلى 10 تشرين أول معارك عنيفة قرب القنيطرة، وسنديانة وكفر نفاخ، والخشنية، والجوخدار، وتل الفرس، وتل عكاشة، وكان السوريون يتمتعون خلال هذه المعارك بتفوق في المدفعية والمشاة، في حين كان العدو متفوقاً بعدد الدبابات المستخدمة نظراً للخسائر التي أصابت الدبابات السورية، وكان الطيران السوري الذي انضمت إليه أسراباً من الطيران العراقي وبدأت تنفيذ واجباتها منذ صباح يوم 10 أكتوبر لتقوم بدعم وإسناد القوات البرية . ومنذ صباح يوم 8 أكتوبر تحوّل ميزان القوى بالدبابات لصالح العدو، لأن القوات السورية لم تعد تملك قطعات دبابات سليمة ولم تشترك في القتال العنيف من قبل سوى 3 ألوية في حين دفعت القوات الإسرائيلية قواتها الاحتياطية والتي قدرت ب6 ألوية مدرعة سليمة لم تشترك في القتال.
وفي مساء يوم 10 أكتوبر ظهر أمام القيادة الإسرائيلية وضع جديد يتطلب قراراً سياسياً على أعلى المستويات، فقد وصلت قواتها في معظم أجزاء الجبهة السورية، ولم يعد أمامها لاحتلال الجولان، سوى الضغط باتجاه منطقة القنيطرة، لدفع القوات السورية إلى ما وراء خط وقف اطلاق النار.
واتخذت جولدا مائير، قراراً باحتلال دمشق، حيث عارض هذا القرار موشى دايان وقد كلف أليعازر، أمراً باسئتناف الهجوم. وفي صباح يوم 11 أكتوبر استؤنف الهجوم والتقدم باتجاه دمشق وتهديدها بشكل يجبر السوريون على طلب وقف القتال.
11-15 أكتوبر: الهجوم المعاكس
في صباح يوم 11 أكتوبر، كان قادة العدو الإسرائيلي يعتقدون أن نجاح قواتهم في خرق الخط الدفاعي السوري الأول سيؤدي إلى انهيار الجبهة كاملة، ويرجع هذا الاعتقاد إلى خبرة حرب حزيران 67، وقد رسّخت في أذهانهم لأن خرق أية جبهة عربية في نقطة من النقاط سيؤدي إلى انهيار الجبهة بشكل آلي ..والحقيقة أن الخرق الإسرائيلي للجبهة في القطاع الشمالي من الجبهة يوم 11 أكتوبر، وتعميق هذا الخرق، في يوم 12 أكتوبر كان يمكن أن يؤديا إلى انقلاب التوازن الاستراتيجي للجيش السوري لولا العوامل الخمس التالية:
- صمود الفرقتين الآليتين السورية 7 و9، والقوات المدرعة السورية التي دعمتها على محور سعسع.
- صمود الفرقة الآلية السورية الخامسة عند الرفيد، على المحور الجنوبي.
- وصول اللواء المدرع العراقي 12 إلى منطقة الفجوة ليلة 10/10/73، وانطلاقه مع جزء من اللواء الآلي العراقي 8 لمهاجمة مجموع ألوية لانر في يوم 12 أكتوبر، ورغم عدم تكافؤ القوى، الأمر الذي جعل الإسرائيليون يقدرون القوى العراقية بأكبر من حجمها ويلجأون للدفاع بدلاً من الهجوم عبر الفجوة.
- اقتراب خط الاشتباك من شبكة الصواريخ أرض – أرض السورية المنتشرة جنوبي دمشق بشكل حد من عمل الطيران لدعم الهجوم، أو إيقاف ألأرتال العراقية المتقدمة نحو خطوط الاشتباك.
- صعوبة الأرض على محور القنيطرة، سعسع - دمشق وعدم صلاحيتها لحركة قوات مدرعة كبيرة، ورغم هذه العوامل فقد بقي الوضع في يومي 13-14 أكتوبر حرجاً إلى حدٍ ما، خاصّة بعد أن بدأ العدو إخراج مجموعة ألوية بيليد وزجها في الجبهة، واستخدام اللواء المدرع 20 في دعم ألوية لانر.
قامت مجموعتا ألوية لانر ورفول، بعدة محاولات لخرق الدفاع على المحور الشمالي دون جدوى، وفي يوم 14 أكتوبر وقع تطور هام على الجبهة المصرية ، وقد طلب السوريون من القيادة المصرية بالضغط على العدو من الجنوب لتخفيف الضغط على الجبهة السورية، وبدأت معارك عنيفة بالدبابات على الضفة الشرقية لقناة السويس، الأمر الذي أجبر العدو على نقل مركز ثقل جهده الجوي إلى الجبهة المصرية، وتخفيف الضغط على جبهة الجولان.
احتلال مرصد جبل الشيخ
- مقالة مفصلة: معركة جبل الشيخ الثانية
نفذت وحدات من القوات الخاصة السورية عملية عسكرية لاحتلال مرصد جبل الشيخ الذي تسيطر عليه اسرائيل نجحت القوة السورية في احتلال المرصد وقتلت واسرت كافة افراد الجيش الاسرائيلي في الموقع, وسجلت هذه المعركة التي كانت بالسلاح الابيض بطولات نادره للجندي السوري وسيطرت على المرصد الإسرائيلي في جبل الشيخ بالرغم من قيام لواء الجولاني بمحاولة إنزال لإسترجاع المرصد الا ان القوات السورية الحقت به هزيمة وخسائر كبيرة.
وقد تمكنت القوات السورية من اختراق خط الدفاع الإسرائيلي إلى عمق نحو 20 كم داخل هضبة الجولان وهو العمق للمنطقة المحتله حتى أصبحت الوحدات السورية على مشارف بحيرة طبرية.
وبحلول مساء اليوم الثاني للقتال 7 أكتوبر كانت القيادة الإسرائيلية قد أستكملت تعبئة وحدات الاحتياطي وإرسالها إلى هضبة الجولان، وقد استطاعت هذه القوات المدعومة بسلاح الجو الإسرائيلي أن تصد الزحف السوري، كما أتخذت القيادة الإسرائيلية قرارا بالتركيز على الجبهة السورية وإعطائها الأولوية كون الجبهة السورية، كانت تمثل الخطر الاكبر على اسرائيل.
واستمر الطيران الإسرائيلي في هجومه المركز على المدرعات والقوات السورية، في خلال الأيام الثلاثة الأولى من الحرب وعلى الرغم من فداحة الخسائر التي تحملها الجيش الاسرائيلي نتيجة لقوة الدفاع الجوي السوري واسقاط عدد كبير من الطائرات الاسرائيلية. وقد أدى اشتراك سلاح الجو الإسرائيلي في القتال إلى تدمير عدد ىمن المدرعات السورية، وهو ما ساعد القوات البرية الإسرائيلية على صد الهجوم السوري.
وابتداء من يوم اليوم الثالث للقتال شن الطيران الإسرائيلي هجماته في العمق السوري فتم قصف أهداف عسكرية ومدنية على السواء في دمشق، كما هوجمت محطة الكهرباء ومصفاة النفط في حمص، وخزانات النفط في طرطوس و اللاذقية.
ومع تقدم القوات السورية وصباح يوم 8 أكتوبر وأمام الزحف والتقدم للقوات السورية قررت القيادة الإسرائيلية شن هجوم مضاد في القطاع الجنوبي وتقدمت القوات الإسرائيلية في منطقة العال متجهة شمالاً، حتى بلغت خط الجوخدار ـ الرفيد. وعلى المحور الأوسط، تقدمت القوات الإسرائيلية حتى أوشكت أن تغلق الطرف الشمالي للكماشة المطبقة على الخشنية من قبل الجيش السوري، التي جرت حولها معارك عنيفة، حتى اضطرت القوات السورية إلى الانسحاب من الخشنية يوم 10 أكتوبر خشية تعرضها لعملية إلتفاف.
أما في القطاع الشمالي فقد انطلقت القوات السورية بقوة في الهجوم في المنطقة الواقعة إلى الشمال من مدينة القنيطرة واستمر الهجوم في أثناء الليل . وبعد قتال استمر طوال يومي 7 و 8 والحقت المزيد من الخسائر في صفوف الجيش الاسرائيلي الذي طلب المساعدة من الولايات المتحده لايقاف التقدم السوري.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الهجوم الإسرائيلي
ومع الدعم ووصول المساندة الامريكية العاجلة الى ساحة المعركة وانزال الدبابات والمدرعات في وسط القنيطرة التي حررها السوريون وظهيرة يوم 11 أكتوبر بدأ الهجوم الإسرائيلي المضاد ، بقيادة الفرقة المدرعة 240 بقيادة الجنرال دان لانر وبإمرتها كل من اللواء المدرع 679 بقيادة العقيد أوري أور و اللواء المدرع 17 بقيادة العقيد ران ساريك على أن تكون فرقة ايتان في المقدمة لتتولى قيادة العناصر الأمامية وتم دفع أيضا فرقة موسى بيليد للجبهة، خلال الهجوم المضاد الإسرائيلي ما بين 11 إلى 14 أكتوبر أستطاعت القوات الإسرائيلية بمساعده امريكية ايقاف القوات السورية .
كثف سلاح الطيران السوري هجومه واسقطت المضادات والصواريخ السورية اعداد كبيرة من الطائرات الاسرائيلية في أثناء الهجوم الإسرائيلي المضاد , في نفس الوقت وصل اللواء الآلي الثامن أولى طلائع الفرقة المدرعة الثالثة العراقية إلى سورية في 10 أكتوبر وتبع ذلك وصول اللواء المدرع 12 من نفس الفرقة في صبيحة يوم 11 أكتوبر وأتخذ مقر قيادته في أنخل وضم اللواء 12 كتيبتي دبابات فيما تركت الكتيبة الثالثة للواء في العراق لعدم وجود الناقلات.
تحركت قوات اللواء المدرع 12 لمهاجمة الجيش الإسرائيلي في ظهيرة يوم 12 أكتوبر قرب تل شمس وكفر ناسج [10] واحتشد في منطقة الشيخ مسكين، على الطريق المؤدي إلى القنيطرة. وقد باشرت القوات العراقية عملياتها بهجمات مضادة على القوات الإسرائيلية كما أرسلت السعودية 14 أكتوبر جسراً جوياً للواء مشاة يضم 2,000 جندي وشاركت مع القوات السورية وقيامها بهجمات مضادة، فقد ساعد ذلك على ثبات الجبهة وصمودها.
وبعد تجمد الموقف بدأت القوات السورية باعادة التخطيط والتحضير لشن هجوم مضاد شامل على القوات الاسرائيلية . وكانت القيادة العسكرية السورية، قد خططت للقيام بهذا الهجوم، والبدء به في أسرع وقت ممكن، لمنع العدو من تحصين وضعه الدفاعي، ولتخفيف الضغط على الجبهة المصرية، بعد نجاح اختراق القوات الإسرائيلية في ثغرة الدفرسوار وتراجع الجيش المصري .
وفي 20 أكتوبر وزعت القيادة العليا للجيش السوري المهام على القوات والوحدات القتالية السورية والاسلحة المختلفة ووتم تحديد مهام القوات العربية المسانده وكان حجم القوات التي تقرر اشتراكها في الهجوم المضاد الشامل كافياً للهجوم على القوات الإسرائيلية الموجودة في جيب سعسع ، ثم متابعة الهجوم لتحرير هضبة الجولان غير أن صدور قرار مجلس الأمن رقم 338 في22 أكتوبر بوقف إطلاق النار وقبول مصر له أصاب الجبهة السورية بمفاجأة فاضطرت إلى وقف تنفيذ خطة الهجوم المضاد برغم عدم قبول سوريا في البداية بوقف القتال واستمر القتال على الجبهة السورية .
في الكويت تشكلت قوة عسكرية في 15 أكتوبر اطلق عليها اسم قوة الجهراء المجحفلة ارسلت فورا إلى سورية[11] تضم القوة أكثر من 3,000 عسكري[12] وتتألف من كتيبة دبابات فيكرز وكتيبة مشاة ومغاوير وحدات المدفعية مكونة من سرية مدفعية فرنسية عيار 155 ملم ذاتية الحركة وسرية هاون 120 ملم فرنسي وضم الرتل الإداري الثاني وحده 96 آلية منها 35 شاحنة محملة بالذخيرة [13] بالإضافة لسرية دفاع جوي تضم 270 فرد [11] وحدات قنص دبابات مزودة بمدافع كارل جوستاف مضادة للدروع والوحدات المساندة الأخرى، وتكاملت القوات في سوريا خلال 15 يوم وبقيت حتى منتصف 1974.[12] فيما سبقت القوة طائرات سلاح الجوي الكويتي في الذهاب إلى مصر فور اندلاع الحرب.
حرب الاستنزاف
واصلت القوات السورية عملياتها العسكرية في حرب مفتوحة هي ماعرفت بحرب الاستنزاف في الجولان بعد وقف إطلاق النار واستؤنفت الأعمال القتالية بشكل محدود في البداية ثم تطورت تلك الأعمال حتى اتخذت بدءاً من 13 مارس 1974، شكل "حرب استنزاف" استمرت ثمانين يوماً في محاولة لكسر الموقف الأمريكي ـ الإسرائيلي تجاه الوضع في الجولان، وفي 31 مايو 1974 توقفت الأعمال القتالية على الجبهة السورية وتم توقيع اتفاقية فصل القوات.
نتائج حرب 73 على الجبهة السورية
استطاعت سوريا في حرب تشرين تحرير ما يقارب نصف مساحة هضبة الجولان المحتلة منذ 1967 واسترجاع مدينة القنيطرة مركز الجولان ورفع العلم السوري من جديد فوق مدينة القنيطره وتحقيق عدة نتائج اهمها:
- تحرير جزء من هضبة الجولان وعودة مدينة القنيطرة للسيادة السورية.
- تحطيم اسطورة الجيش الذي لايقهر واعادة الثقة للجندي السوري.
تسلسل زمني للحرب على الجبهة السورية
- 6 أكتوبر: المدفعية السورية مهدت لهجوم المدرعات والمشاة بقصف استمر حوالي 60 دقيقة اشترك فيها حوالي 1000 مدفع وكانت الطائرات السورية ميج 21 والسوخوي قد بدأت بهجوم على المواقع والتجمعات الإسرائيلية من ارتفاعات منخفضة، وحوالي الساعة الثالثة كانت الدبابات السورية وناقلات الجنود قد اجتازت الخندق الإسرائيلي المضاد للدبابات. بمساعدة البلدوزرات والدبابات حاملة الجسور التي اخذت تردم الخنادق المضادة للدبابات وتقيم عليه المعابر. ومع تقدم القوات البرية في محيط القنيطرو والرفيد والخشنية.
- 7 أكتوبر: استطاعت القوات السورية فرقة المشاة التاسعة من التقدم في القطاع الأوسط وتمكنت من فتح الثغرات والاندفاع بسرعة فائقة باتجاه جسر بنات النبي يعقوب وحررت الرمثانية وعين وردة والسنديانة وعبرت محور جسر بنات يعقوب جنوبي القليعة ووصلت الى قرية الدبورة واشتبكت مع القوات الاسرائيلية في تل الشعاف وتل العرايس وتل فزارة بالتعاون مع لواء الدبابات 51 المعزز للفرقة وفي ذات الوقت استطاعت باقي الفرق والالوية من التقدم في تل يوسف جنوبي غربي القنيطرة. وقد تمكنت كتيبة لواء حطين من جيش التحرير الفلسطيني من السيطرة على تل شعاف.
- 8 أكتوبر: أسقطت القوات السورية خمسة وثلاثين طائرة اسرائيلية كما احتلت الجزء الأكبر من القطاع الأوسط في الجولان وقام الطيران السوري بتنفيذ ضربات جوية على القيادة الإسرائيلية بالمنطقة الشمالية ودمّر القوى الاحتياطية التي دفعت بها اسرائيل إلى الجولان.
- 9 أكتوبر: القوات المصرية في سيناء تقرر التوقف عن التقدم باتجاه سيناء والبقاء في وضعية الدفاع هذا القرار المفاجئ الغير مسبوق دفع بإسرائيل الى تعزيز قواتها الجوية والبرية في الجولان وتقرر شن هجوم مضاد على القوات السورية في محور خط التابلاين بين كفر نفاخ والسنديانة، ورغم الطلب السوري المتكرر من القيادة العامة للقوات الاتحادية المصرية السورية في القاهرة بتطبيق خطة بدر بجميع مراحلها واستثمار النجاح العسكري في التقدم وتحرير الأرض الا ان القوات السورية صمدت في صد الهجوم الإسرائيلي حتى ساعات المساء حيث شنت اسرائيل 79 هجوما على خط التابلاين وتلال قرية الرمثانية والخشنية واستطاعت استرداد بعض المواقع فيه بسبب سحب الجيش السوري لبعض بطاريات صواريخ سام 6 لمواجهة القصف الجوي الإسرائيلي لدمشق فيما صمدت القوات السورية في البقاء في قرية الخشنية.
- 10 أكتوبر: إسقاط طائرة ميراج اسرائيلية فوق القطاع الأوسط في الساعة السابعة والنصف وطائرة أخرى من طراز سكاي هوك انفجرت فوق منطقة الجولان.
- 11 اكتوبر: تمكن الجيش السوري من إسقاط 93 طائرة اسرائيلية وقد بدأت إسرائيل منذ الساعة السابعة صباحاً غارات جوية على المطارات والمواقع السورية. ومن جهة أخرى تمكنت القوات البحرية السورية من إغراق ثمانية زوارق منها خمسة أغرقت أمام شواطئ اللاذقية وثلاثة أمام الشاطئ بين بانياس وطرطوس. فيما استطاعت القوات الاسرائيلية من استعادة احتلال العديد من المناطق في الجولان.
- 12 أكتوبر: استمرت المعارك العنيفة
- 13 أكتوبر: استمرت القوات البرية التي تساندها تشكيلات من القاذفات المقاتلة في شن هجوها الذي بدأته على القوات الإسرائيلية في القطاع الشمالي وخاضت معارك قاسية.
- 14 أكتوبر:منذ الساعة الثانية صباحاً دارت معارك عنيفة القوات السورية والاسرائيلية في القطاع الشمالي من الجبهة، وقد حاولت الطائرات الإسرائيلية الإغارة على أحد المطارات السورية فاسقطت طائرتين اسرائيليتين.
- 15 أكتوبر: استمرار المعارك الجوية والبرية والبحرية على مختلف الجبهات والقطاع الاوسط والجنوبي من الجولان واستعادة احتلال معظم مناطق الجولان من جديد. ولأول مرة يقول (موشي دايان) الحقيقة مضطراً في حديث له باللغة العبرية إذ قال: (لقد فقد طيران إسرائيل زمام المبادرة، وتم ضربه بعنف، وإن الطيران العربي يسود الآن الأجواء). وتابع قائلاً: (إن عدد القتلى الإسرائيليين كبير، وإن المعركة طويلة.. طويلة وقاسية، وإن خسائر إسرائيل فيها كبيرة ولا أحد يعرف كيف ستنتهي.
- 16 أكتوبر: قام طيران العدو بالإغارات على منشآت مدنية في منطقتي الرستن وتلكلخ وحرستا، فتصدت له وسائط الدفاع الجوي ولم تمكنه من تحقيق أهدافه ولم تحدث سوى أضرار طفيفة.
وفي الساعة الواحدة من بعد الظهر جرى اشتباك جوي فوق الحدود السورية اللبنانية قرب منطقة الزبداني أسقطت فيها طائرة إسرائيلية من طراز (فانتوم) واستمرت الوحدات المدرعة بمهاجمة مواقع إسرائيلية في (القطاع الشمالي) من الجبهة في حين فشلت القوات العراقية والاردنية والسورية من تنظيم هجوم مضاد لاجبار الجيش الاسرائيلي عن التخلى عن المواقع التي اعاد احتلالها.
- 17 أكتوبر: استمرار المعارك العنيفة في الجبهتين العربيتين السورية والمصرية، وقصف مطار دمشق واللاذقية ومواقع في العمق السوري.
- 18 أكتوبر:استمرار المعارك العنيفة في جبهة الجولان دون نجاح الاسرائيلين في احداث المزيد من التقدم باتجاه دمشق.
- 19 أكتوبر: استمرار القصف المدفعي العنيف بين القوات الاسرائيلية والسورية حيث تحاول اسرائيل التمسك بمواقعها الدفاعية في النقاط التي كان قد نجح في الوصول إليها في القطاع الشمالي من الجبهة. وقد هاجمت القوات السورية بعض المراكز الهامة في الدفاعات الاسرائيلية في هذا القطاع، كما قامت المدفعية السورية منذ الصباح بقصف مقر القيادة الاسرائيلية في الجبهة. والرئيس انور السادات يطلب وقف اطلاق النار من مجلس الامن الدولي دون تنسيق مع القيادة السورية.
- 20 أكتوبر: الطائرات السورية تقوم بقصف مصفاة حيفا للبترول وقصف إسرائيلي في العمق السوري
- 21 أكتوبر: جرت معارك جوية كبيرة بين الطائرات السورية والطائرات الإسرائيلية استمرت من الساعة الرابعة وحتى الخامسة مساء فوق منطقة جبل الشيخ مواقع إسرائيلية في القطاع الشمالي من الجبهة وفي جبل الشيخ دارت معركة بين القوات والقوات الإسرائيلية منذ الساعة الثالثة بعد الظهر. حيث استطاع لواء غولاني وكتيبة مظليين محمولة بطائرات الهيلوكبتر بهجوم على جبل الشيخ ونجح في إعادة احتلاله واسترداد المرصد.
- 22 أكتوبر: صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 338: بدعوة جميع الأطراف بوقف القتال بصورة كاملة.
انظر أيضًا
المصادر
- ^ أ ب اللواء الطيار الركن علوان حسون علوان العبوسي
- ^ أوبلانس. ص.228
- ^ العقيد حسين عسيى. ص.207
- ^ قبل أن يغادرنا التاريخ، الفريق الركن رعد مجيد الحمداني
- ^ أوبلانس. ص.322
- ^ أوبلانس. ص.240
- ^ الموسوعة العربية - حرب تشرين التحريرية - الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة
- ^ أوبلانس. ص.153
- ^ عبدالوهاب محمد الجبوري (2010-09-26). "خلاصة العمليات الجوية والبرية للجيش العراقي في حرب تشرين 73". المنتدى العربي للدفاع والتسليح. Retrieved 2010-10-10.
- ^ أوبلانس. ص.226
- ^ أ ب اللواء حسين عيسى، ص.218
- ^ أ ب اللواء حسين عسيى، ص.207
- ^ اللواء حسين عسيى، ص.220
المراجع
- اللواء حسين عيسى مال الله، دور الجيش الكويتي في الحروب العربية الإسرائيلية في جبهتي سيناء والجولان.
- إدجار أوبلانس حرب أكتوبر العبور والثغرة ، ترجمة سامي الرزاز ، سينا للنشر ، 1988
- دور الجيش العراقي في حرب تشرين 1973 ، إعداد المركز العربي للدراسات الإستراتيجية، إصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، ط1 ، 1975.
- دور الجيش العراقي في حرب تشرين 1973 ، كراس من إعداد كلية القيادة العراقية، 1985.
- حرب تشرين عام 1973، دراسة أعدتها ( جامعة البكر للدراسات العسكرية العليا ) بغداد، 2002
- العميد الركن عبدالرزاق اسود، الموسوعة الفلسطينية، المجلد الثالث ، العسكرية الصهيونية والحروب العربية الإسرائيلية ، نشر وتوزيع الدار العربية للموسوعات .
- من أرشيف الجيش العراقي.
- دور الجيش العراقي في حرب 1973
- جريدة الثقافة العسكرية العراقية أكتوبر 1986
- مذكرات الفريق جبار شنشل 1990
- تاريخ القوات المسلحة العراقية الاجزاء الحادي والعشرون-والجزء العشرون
- موقع الجولان
- الموسوعة الفلسطينية ج2
- الموسوعة العسكرية ج1
- أرشيف يديعوت احرونوت
- المرصد السوري
- موسوعة المقاتل