بيان صادر عن المؤتمر الثاني لرؤساء دول خط المواجهة مع إسرائيل
بيان صادر عن المؤتمر الثاني لرؤساء دول خط المواجهة مع إسرائيل، القاهرة، 9 فبراير 1970، منشور من جريدة الأهرام: العدد الصادر في 10 فبراير 1970.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المنشور
إن دول المواجهة التي تضطلع بمسؤولية الدفاع المباشر عن الأمة العربية أمام العدوان الإسرائيلي إذ تجتمع في هذه الظروف الخطيرة التي تتسم بتصاعد الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، ليؤكد من جديد عزمها على تحرير الأرض العربية المغتصبة وإيمانها المطلق بحتمية الانتصار.
إن دول المواجهة لعلى يقين من أن الأمة العربية التي صمدت في وجه التحديات الكبرى عبر التاريخ لقادرة على ردع العدوان واستخلاص الحق العربي من المغتصبين.
ومن هنا فإن تصميمنا على مواصلة النضال ضد العدو ورفض الخضوع لإرادته ينطلق من قاعدة أصيلة مزودة بكافة عوامل النصر.
وينعقد اجتماعنا هذا في وقت تتخذ فيه الولايات المتحدة الأمريكية موقفاً عدائياً جديداً ضد الأمة العربية، وتكشف عن ارتباطاتها الحقيقية مع الصهيونية والمخطط التوسعي الإسرائيلي.
وما كانت إسرائيل لتتمادى في عدوانها وتستهتر بجميع القيم والمبادئ الإنسانية وتتحدى الرأي العام العالمي وتنتهك ميثاق الأمم المتحدة ومقرراتها، لولا اعتمادها المتواصل على مساندة الولايات المتحدة لها وتزويدها بالأسلحة والطائرات والسماح لمواطنيها بالخدمة في القوات الإسرائيلية المسلحة وتأييدها سياسياً في المجال الدولي.
ويجري هذا الدعم والمساندة في الوقت الذي اغتصبت فيه إسرائيل فلسطين بأسرها وشردت شعبها واحتلت أراضي لثلاث دول عربية أعضاء في الأمم المتحدة بغرض التوسع ومواصلة العدوان.
والأمة العربية ترفض أن ترى مواردها وخيراتها تستغل وتحول لتقدم عوناً وسلاحاً لإسرائيل، وإن استمرار مثل هذا الاستغلال ليعتبر عملاً استعمارياً يستوجب على الأمة العربية أن تعمل على تصفيته.
إن الولايات المتحدة الأمريكية بمسلكها هذا، وبدعمها المتواصل لإسرائيل، إنما تعمل على تعريض الأمن والسلام في الشرق الأوسط والسلام العالمي للخطر فتتحمل بهذا مسؤولية خطيرة أمام المجتمع الدولي والإنسانية جمعاء.
وفي هذه المرحلة الخطيرة التي تجتازها الأمة العربية يصبح لزاماً على الدول العربية جميعاً والشعب العربي بكافة مؤسساته وهيئاته أن تعبئ قواها وتحشد طاقاتها إزاء هذه التحديات في معركة المصير.
والأمة العربية في نضالها هذا لا تقف وحدها أمام هذا العدوان بل تقف معها جميع الشعوب المحبة للحرية والتقدم والسلام، وإن دول المواجهة تتوجه إلى هذه الشعوب وحكوماتها لتقف بحزم في جبهة مشتركة لردع العدوان وتوطيد دعائم الحق والعدل والسلام.