تشكيل القوات السورية في حرب أكتوبر 1973

القوات المتواجدة في هضبة الجولان قبل بدء الحرب:[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أولا-القوات السورية

1- الفرقة السابعة مشاة: بقيادة العميد عمر أبراش وتعمل معها قوات مغربية كل منها يضم كل منها لواء مدرع

2- الفرقة التاسعة مشاة: بقيادة العميد حسن تركماني

ويصل حجم الدبابات في كل من الفرقتين السابقتين الى اكثر من 200 دبابة

3- فرقة المشاة الخامسة: بقيادة العميد علي أصلان


4- وفي الخلف تتمركز فرقتان مدرعتان :

أ- الفرقة الأولى المدرعة: بقيادة العقيد توفيق جيهاني وتتكون من اكثر من 250 دبابة

ب- الفرقة الثالثة المدرعة: بقيادة العميد مصطفى شرايا وتتكون من أكثر من 250 دبابة.

5- عدد من الألوية المستقلة

وكان إجمالي القوات السورية المواجهة للدفاعات الاسرائيلية قبل الحشد الأكبر للحرب يصل حتى 5 فرق تضم اكثر من 1500 دبابة من النوع t-55 و t-62 يعاونها اكثر من 1000 مدفع


ثانيا- الدفاعات الاسرائيلية

كانت اجمالي الدفاعات الاسرائيلية كما يلي :

1-خندق مضاد للدبابات على المحيط الخارجي للجولان وألغام على جانبيه ونقط قوية ومراكز مراقبة

2- سبعة عشر نقطة قوية محصنة على خط فيلوت vilote من جبل هيرمون حتى الحدود الاردنية حيث تم إعدادها على التلال الاستراتيجية الحاكمة

3- بنيت النقط القوية على المرتفعات وزودت بجدران من البازلت وأحيطت بحقول الغام كثيفة محاطة بالاسلاك الشائكة

4- اقتصرت الاسلحة المضادة للدبابات على المدافع عديمة الارتداد بالنقط القوية

5-دعمت كل نقطة قوية بثلاث دبابات على الاقل

6- اذا تكونت بنية الدفاعات الاسرئيلية –من ناحية التجهيز الهندسي للأرض- من مجموعة من الترتيبات الدفاعية يتقدمها خط من الحصون الدفاعية على امتداد خط وقف اطلاق النار بعمق (2-3 كم) وهو مكون من مواقع حصينة يستوعب كل منها( فصيلة او سرية) ويدعم كل موقع منها بفصيلة دبابات وجهز بمنعات اسمنتية مدعمة مع ملاجئ وخنادق للمواصلات واحيط كل موقع منها بالاسلاك الشائكة وحقول من الألغام و مصاطب الرمي التي تحتلها دبابات الدعم المباشر وبلغ عدد المواقع الحصينة على هذا الخط اكثر من 52 موقع فيها اكثر من 102 من المعاقل الاسمنتية وكلها موجودة على نقاط الأرض الحاكمة والمشرفة على محاور التقدم

7- كما استفادت اسرائيل بشكل كبير من جبل الشيخ وارتفاعاته العالية فاقامت عليه عددا من التحصينات القوية أهمها (مرصد جبل الشيخ) الذي زود بكافة اجهزة الرصد والاستطلاع البصري والالكتروني والكشف الراداري ومحطات التشويش ويستطيع هذا المرصد كشف كامل المنطقة الممتدة من خط وقف اطلاق النار وحتى مشارف دمشق كما اقامت اسرائيل على الارتفاع 1200 محطتي انذار مبكر وتشويش إلكتروني.

8- استفادت اسرائيل كثيرا من المنطقة الجنوبية للهضبة حيث حيث يحدها وادي انهدامي سحيق هو (وادي اليرموك) الذي يعد مانعا مهما يحول مع وعورة الأرض دون المناورة العملياتية بالقوات الآلية وبالرغم من ذلك اقامت اسرائيل عليه عدة نقاط دفاعية 9- استفادت اسرائيل كثير من وعورة ارض الهضبة التي تجعل من الدفاع عنها امرا سهلا وتعرض القوات التي تدخلها الى نيران القوات الاسرائيلية الغزيرة التي تستطيع ان تنزل بها خسائر كبيرة


اما بالنسبة للقوات المتمركزة في هذا النظام الدفاعي فقد كانت كما يلي :

1-كان يتمركز في هذا النظام الدفاعي المعقد لواءان من المشاة –أحدهما اللواء الآلي جولاني -

2- اللواء 188 المدرع وفيه 90 دبابة يقوده العقيد شوماح ويدافع عن القسم الجنوبي من الهضبة حيث يدافع على محور طريق التابلاين

3- اللواء السابع المدرع المشكل من اكثر من 100 دبابة بقيادة العقيد أفيجدور بن حال و يدافع عن القسم الشمالي من الهضبة في المنطقة بين مسعدة والقنيطرة.

4-لدعم هذه القوات كان هناك 11 بطارية مدفعية ميدانية (44 قطعة من عياري 105مم هاوتزر و155مم) وكلها ذاتية الحركة

5-في 26\9\1973 تم نقل تعزيز هذه القوات بنقل اللواء 17 مدرعات من بئر السبع في الجنوب إلى جبهة الجولان وتم النقل جوا بغية كسب الوقت واستعدادا لأي هجوم مفاجئ قد تقوم به القوات السورية.

6-كانت هذه القوات بقيادة العميد رفائيل ايتان الذي اتخذ مقرا لقيادته قرية كفر النفاخ على المحور الرئيسي بين القنيطرة وجسر بنات يعقوب – في حين تولى قيادة المنطقة الشمالية اللواء (إسحق حوفي ومقر قيادته غربي نهر الاردن قرب روشبينا وصفد

7- حشدت اسرائيل قوات مدرعة على عمق 10-15 كم من الحد الامامي كاحتياطي تكتيكي قادر على التحرك بسرعة لتقديم المساعدة الى المواقع الدفاعية المهددة وقد اعدت وجهزت مصاطب للرمي على اجناب المواقع المحصنة واعلى الفرج الكائنة بينها وعلى محاور التقدم الرئيسية لتستخدم كمساتر رمي من قبل قوات الاحتياط التكتيكي (الدبابات والعربات المدرعة والصواريخ المضادة للدروع) كما غطيت الفرج بين المواقع بدوريات متحركة.

التخطيط السوري للمعركة

خطط لبدء الهجوم الساعة 2 ظهرا يوم السبت 6 اكتوبر 1973 بحشد جوي وحشد مدفعي يستمر لمدة خمسين دقيقة وتحت ستر النيران تتحرك القوات المدرعة السورية مع تحرك اخر ثانوي ضد الموقع الاسرائيلي في جبل الحرمون بوساطة القوات المحمولة جوا (الطائرات العمودية) وكان هذا الموقع له اهمية كبيرة لدى اسرائيل حيث توفر لها مراقبة تغطي كل ميدان المعركة وكذلك طرق الاقتراب الى دمشق اضافة الى انه كان موقع رادار مثالي وكذلك للمعدات الالكترونية ويصل حجم القوة المدافعة عن الموقع حتى فصيلتين من المشاة

1- في القطاع الشمالي:المدافع عنه باللواء المدرع الاسرائيلي السابع : يتم الهجوم عليه بوساطة الفرقة السابعة المشاة السورية المدعمة بعناصر من الفرقة الثالثة المدرعة واللواء المغربي 2- في القطاعين الاوسط والجنوبي : المدافع عنهما بوساطة اللواء 188 المدرع الاسرائيلي : وهو يمثل اتجاه المجهود الرئيسي للقوات السورية كان التخطيط للهجوم عليه بوساطة الفرقتان الخامسة والتاسعة مشاة يدعمهما عناصر من الفرقة الاولى المدرعة على ان ينطلق اللواء 90 المدرع السوري على طريق التابلاين 3- تطوير الهجوم السوري اعتبارا من منتصف ليلة الاحد 7 اكتوبر بنجاح الفرق المشاة في هجومها والوصول لعمق 10 كيلومترات يتم دفع الفرقتين المجرعتين الثالثة والاولى أ-الفرقة الثالثة : وتطور هجومها في اتجاهين 1- الاتجاه الاول: باتجاه القنيطرة-تل محافي 2-الاتجاه الثاني: في اتجاه ابو خريز [-الفرقة المدرعة الأولى: وتطور هجومها باتجاه الرفيد-كوزابيا

ولم يعرف بهذه الخطة و توقيت هجومها في سورية سوى ثلاثة أشخاص وهم: رئيس الجمهورية -ووزير الدفاع-ورئيس هيئة الاركان العامة

ولم يتلق القادة في الميدان معلومات عن الحرب الى قبل أيام معدودة وكانت التحركات الى الجبهة تتم داخل الليل فقط وقد تمكن السوريون من الحفاظ على سرية الخطة والمعدات والاسلحة بنجاح كبير. حتى أنه في 13 سبتمبر 1973 حلق سرب من الطائرات المقاتلات الاسرائيلية شمالا فوق البحر المتوسط على مقربة من الساحل السوري في مواجهة الميناء السري طرطوس الذي يبعد عن اسرائيل باكثر من 200 كم في محاولة منها لاكتشاف نظام الدفاع الجوي الذي زود التحاد السوفيتي السوريين والمصريين به واكتشاف مد فعاليته الان الاوامر السورية كانت واضحة وشديدة اللهجة بعدم تدخل وحدات الفاع الجوي في هذه المعركة مهما كانت النتائج فنشب قتال استمر اقل من خمس بين سرب من طائرات الميج-21 وسرب من طائرات الفانتوم والميراج اسقطت خلالها تسع طائرات ميج سورية وطائرة ميراج اسرائيلية واحدة هبط طيارها بوساطة مظلته الى البحر فقامت الطائرات الاسرائيلية بتغطية عملية الانقاذ حيث قامت هلكوبتر اسرائيلية بانتشال هذا الطيار وفي اثناء ذلك اسقطت 4 طائرات ميج سورية حاولت ايقاف عمليةالانقاذ وكان هذا العمل فردياً إلا أنه كان بطولياً حيث تمكن هؤلاء الطيارين الأربعة الأبطال من إبطاء عملية الانقاذ بشكل كبير أملاً في أن تتدخل طائرات اخرى سورية ووحدات من الدفاع الجوي إلا أن هذا لم يتم تلبية للاوامر الصارمة.

والحقيقةان هذه الضربة كانت موجعة للسوريين وفد كان الاسرائيلون متاكدون بان السوريين سيردون بقسوة الا انهم تصوروا ان العملية ستكون مجرد اشتباك لعدة ساعات على هضبة الجولان ولم يتصوروا ابدا ان تكون حربا كبيرة بحجم حرب اكتوبر وتم بعد هذه المعركة تسريب اشاعة ضمن خطة التضليل العربية من دمشق بان خلافا نشب بين دمشق ومستشاريها الروس لأن السلاح الجوي السوري غير راضي عن الطائرات الروسية انه يطالب بشدة بطائرات الميج-25 لان احدا لم يكن يعرف أن طائرات الميج-25 كانت موجوده فعلا في سورية وبعدد جيد الا ان السوريين أبوا أن يقحموها في معركة صغيرة مثل هذه.

بدء الهجوم السوري يوم 6 اكتوبر

كان حجم القوات لسورية في الجولان خمس فرق اضافة الى عدد من اللوية المستقلة ووحدات اسناد من مختلف الصنوف وقد وضعت ثلاث فرق مشاة في الخط الاول (النسق العملياتي الاول) مستعدة للدفاع في حال حدوث هجوم اسرائيلي وقائي ومباغت كما يمكنها التحول للهجوم من اوضاعها الدفاعية وهو ما كانت قد تدربتعليه جيدا خلال السنوات الماضية وكانت الالوية المدرعة المستقلة في الخط الثاني (النسق العملياتي الثاني) وعليها مساندة فرق المشاة في الدفاع بشن بهجمات مضادة في المناطق المحتمل اختراقها بوساطة القوات الاسرائيلية كما كانت مكلفة بعم فرق المشاة (بواقع لواء مدرعة لكل فرقة مشاة) عند التحول للهجوم.

أما الفرق المدرعة فكانت تتمركز في الخلف بالقرب من الخط الثالث (النسق العملياتي الثالث) في مناطق انتشار وكانت مكلفة بتدمير القوات المدرعة الاسرائيلية التي على الفرق المشاة والالوية المدرعة المستقلة صدها في الخط الثاني

وهذه التوضعات موضحة بالخريطة التالية

http://www.7mbc.com/up/upc8/7mbc_472158973.jpg


كانت الخطة السورية مبنية على هجوم الفرق المشاة الثلاثة السابعة والخامسة والتاسعة المدعمة بعدد من الالوية المدرعة المستقلة و اعداد من البلدوزرات وكانت مهمتها تدمير الدفاعات الاسرائيلية الكثيرة والحصينة حول الخندق ثم تقوم بعبور الخندق وبمجرد قيامها بذلم تنشئ رؤؤس جسور على الجانب الاخر ثم كان عليها متابعة التقدم حتى عمق عشرة كيلو كترات لتهيئ الموقف لتندفع الفرقتان المدرعتان الاولى والثالثة خلال فرق المشاة بسرعة كبيرة ويكون هدفها وصول نهر الاردن وتحرير الجولان بنهاية يوم 7 اكتوبر ثم اعادة تنظيم الدفاعات على طول نهر الاردن

وبالفعل هذا ما حصل فبعد ان تمكنت قوات الصاعقة السورية من احتلال موقع الحرمون تقدمت الفرق المشاة السورية تدعمها عدد من الالوية المدرعة وعدد من الجرافات و بعد ان ردمت الجرافات حوافه الحادة في بعض النقاط قامت المشاة بعبور الخندق عبر هذه النقاط واقانت رؤؤس جسور على الجانب الاخر الا ان الطيران الاسرائيلي تمكن من تدمير عدد من هذه الجرافات وبضعة دبابات كانت تستعد لعبور الكباري

في القطاع الشمالي هوجم اللواء السابع المدرع الاسرائيلي بوساطة (الفرقة السابعة مشاة) مدعومة بعناصر من الفرقة الثالثة المدرعة ولواء مغربي وحصلت معه اشتباطات ومعارك عديدة اثبت خلالها الجنود السوريين تفوقا كبيرا وتدريبا عاليين وللشهادة فقد استبسل اللواء المغربي في القتال وحقق المهام الموكلة اليه بكفاءة وها امر يشهد له به.

اما في القطاع الاوسط ( حيث يتركز الهجوم السوري ) وحيث يدافع اللواء 188 المدرع الاسرائيلي وفد قام بالهجوم الفرقتان الخامسة والتاسعة المشاة تدعمهما عناصر من الفرقة الاولى المدرعة وجرت هناك اعنف معارك الحرب خاصة على محور التابلاين حيث كان اللواء 90 المدرع السوري قد اوكلت له مهمة مهاجمة هذا المحور وقد حققت اهذه القوات نجاحات اولية سريعة وتمكنت من اختراق قط الدفاع الاسرائيلي الى عمق 20 كم داخل الهضبة حتى اصبحت على مشارف بحيرة طبريا

كانت القوات السورية تتقدم بسرعة مرعبة حتى ان سلاح الجو الاسرائيلي كان يجد صعوبة في معاونة القوات الاسرائيلية المدافعة خاصة في اليوم الاول من القتال فقد كانت الدبابات السورية قريبة جدا من الدبابات الاسرائيلية فلم يكن الاسرائيليون يستطيعون القصف خوفا على دباباتهم.

وقد فكرة القتال القريب فكرة رائعة حقيقة شلت سلاح الجو الاسرائيلي في كثير من المواقع اضافة الى ذلك كانت وحدات الصواريخ السورية المضادة للطائرات تشكل رعبا حقيقيا لليطارين الاسرائيلين حيث حتى ان الاشاعات اصبحت تنتشر في صفوف الطيارين الاسرائيلين عن استحالة نفاذ الطيارة اذا اعترضتا احدى وحدات الصواريخ السورية.

واصلت القوات السورية هجومها في المساء اذ كانت الدبابات السورية مجهزة للرؤية الليلية بالاشعة تحت الحمراء زالحقيقة ان ما حققته قوات المشاة والالوية المدرعة كان عظيما حيث انهم تمكنوا من جعل الوحدات الاسرائيلية تتناثر في منطقة كبيرة تحت عبء الهجوم المستميت وهو الأمر الذي سهل للفرقتين المدرعتين السوريتين الاولى والثالثة الكثير لاختراق الجبهة بسرعة كبيرة و تدمير الجزء الاكبر من القوات الاسرائيلية المدافعة ويقال ان الجنود الاسرائيليون فوجئوا بالهجوم الليلي وبعنف هذا الهجوم.

تمكنت الدبابات السورية في منتصف ليلة 6\7 اكتوبر من الوصول على مسافة عدة كيلو مترات من (معسكر نفاخ) على الطريق الرئيسي بين جسر بنات يعقوب والقنيطرة والذي كانت قيادة المنطقة الشمالية تتمركز فيه وفي الثانية صباحا اضطر قائد المنطقة الشمالية الى اخلاء مركز قيادته من معسكر نفاخ

في الساعات الاولى من من يوم 7 اكتوبر بدات قوات الاحتياط الاسرائيلية في الوصول الى الجبهة وفي الوقت نفسه قامت قامت وحدات صواريخ ارض-ارض السورية باطلاق الصواريخ على مستوطنات وادي يزراعيل كما يسميه الصهاينة لكن الحقية لم يكن الهدف المقصود هو هذه المستوطنة وانما كان القصد من القصف هو مطار رامات دافيد الا ان القصف لم يكن دقيقا لانه لا السوريون ولا المصريون كانوا قد تدربوا على اطلاق صواريخ الارض ارض من قبل

وفي الساعة الثانية فجرا من هذا اليوم (7 اكتوبر) وصل (موشى ديان ) وزير الدفاع الاسرائيلي الى مركز قيادة الدفاع الجوي وابلغ بليد بانه ((يجب التغاضي عن الجبهة المصرية لان الموقف على الجبهة مع سورية رهيب ولا يوجد شئ يستطيع الوقوف امامهم وطلب منه تركيز هجوم السلاح الجوي الاسرائيلي على الجبهة السورية )) وهذا بالفعل اربك الجيش الاسرائيلي فقد كان السوريون والمصريون يعلمون بالتناوب فاذا حصل ضغط على احدى الجبهتين تكثف الجبهة الاخرى هجومها لتخفف الضغط عن الاخرى

وطوال الليل استمرت المدرعات السورية بالهجوم مخترقة هضبة الجولان ومتجهة نحو هدفها نهر الاردن. وكان الاسرائيليون المحاصرون في دفاعاتهم يبلغون عن اعداد المدرعات السورية المهاجنة وعن اتجاهاتها.

يوم 7 اكتوبر

الموقف صباح 7 اكتوبر

في صباح يوم الاحد 7 اكتوبر 1973 كان اللواء المدرع الاسرائيلي188 قد دمر بكامله تقريبا واصبح ما يفوق 90% من رجال هذا اللواء بين قتلى وجرحى بما فيهم قائد اللواء ونائبه ولم يبقى من اللواء من الضباط القدامى سوى ضابط الاستخبارات واصبح الموقف على طول خطوط وقف اطلاق النار _في مرتفعات الجولان _ اكثر خطورة بل يدعو الى اليأس ففي السادسة من صباح هذا اليوم تمكنت الفرقة الاولى المدرعة السورية من اكتساح معسكر الخشينة في قلب مرتفعات الجولان واكتسحت سفوحه واتجهت الى الغرب لتصل الى نهر الاردن الذي اصبح قريبا كما جتازت ايضا قرية اليهودية وهي قرية عربية مهجورة واستاطعت ان تص الى التل المشرف على الطريق الجديد الذي يتجه من شمال بحيرة طبرية الى( الماجور) داخل مرتفعات الجولان

انطلقت الفرقة المدرعة الاولى (اكثر القوات السورية نجاحا وتوغلا في الدفاعات الاسرائيلية ) من تقاطع الرفيد على خط وقف اطلاق النار الى قلب هضبة الجولان عند الخشنية ثم تفرقت الى ثلاثة اتجاهات : الاول الى الغرب حيث وصل بسرعة الى التلال التي تطل على منخفض طبرية عند الصنوبر ثم انطلق منها بسرعة الى مضيق (مافورهاما) للاستيلاء على المحور الجنوبي المؤدي من هضبة الجولان الىسهل الاردن بالقرب من جسر بنات يعقوب

اما الاتجاهان الاخران فقد تقدما باتجاه بحيرة طبرية وتمكنت الدبابات السورية من الوصول الى نحو 1000 ياردة من محطة الضخ الرئيسية في القناة المائية وهي القناة التي تعتبر الشريان الحيوي الذي يوصل المياه الى اسرائيل

الموقف مساء يوم الاحد 7 اكتوبر

في هذا الوقت كانت القوات الاسرائيلية قتد بدات بالتوافد بأعداد هائلة حيث تم سحدب عدد من الالوية المدرعة من الجبهة المصرية لان التوغل السوري اصبح يهدد اسرائيل نفسها ومساله وجودها وليس مجرد مسالة الجولان وسيناء كما ان عددا كبيرا من القوات التي كانت مستعدة لدعم القوات الاسرائيلية على الجبهة المصرية تم تحويل وجهتها وانتقل تركيز سلاح الجو الاسرائيلي الذي كان بركز في البداية على الجبهة المصرية انتقل تركيزه الى الجبهة السورية

ونتيجة هذا تمكن القوات الاسرائيلة من تعطيل تقدم احد الالوية المدرعة السورية من الفرقة الثالثة المدرعة على طريق دمشق القنيطرة

لكن فشلت القوات الاسرائيلية المتواجدة في القطاعين الاوسط والجنوبي وعلى الرغم من التدعيمات الكبيرة التي حصلت عليها فشلت في ايقاف المدرعات السورية المندفعة من تقاطع االرفيد و التي تمكنت من تطوير هجومها في الساعة الرابعة بعد الظهر في اتجاه نفاخ الواقعة غرب الهضبة (وفي هذه المنطقة كان يتواجد مقر القيادة الاسرائيلية المسؤولة عن الجولان بالكامل) واندفعت باتجاه جسر بنات يعقوب بهدف فصل الجولان في جزاين على امتداد عرض الهضبة كما اندفع جزء من الدبابات السورية باتجاه وادي الحولة وتمكنت من السيطرة على هذا الوادي الممتد امامها والسيطرة كذلك على الطريق المؤدية الى قلب الهضبة وتم ذلك بعد معارك ضارية مع المدرعات الاسرائيلية التي امرت بالدفاع عن هذا المحور حتى النهاية لانه لو تمكن السوريون من السيطرة سيتمكنون من الوصول الى جسر بنات يعقوب بسهولة وبالفعل في الساعة الحادية عشرة مساءا وبعد اكثر من سبع ساعات من القتال المستميت تمكن الاسود السوريون من السيطرة على نفاخ وكان هذا الموقف يمكن ان يشكل نصرا حاسما للقوات السورية لان الطريق بات مفتوحا امامهم الى (جسر بنات يعقوب) ثم الى (اروش بينا) و (كريات شمونه) ثم (الجليل الاعلى)


الموقف الاسرائيلي

اخذت ظلال الهزيمة تخيم على اسرائيل في اليوم السابع من اكتوبر 1973 حتى ان (بنحاس سابير) وزير المالية الاسرائيلي علق فيما بعد قائلا : ((لم تكن هناك سوى خطوة واحدة ثم تباد اسرائيل تماما ))

خلال هذه الساعات الحاسمة كانت الهزيمة العسكرية تهدد اسرائيل وهي بالننسبة لاسرائيل لا تعني احتلالا او ضياع الاستقلال ولكنها تعني ببساطة محوا تاما من على الخريطة الجغرافية لذلك فان اسرائيل لا يمكن ان تسمح بهزيمة عسكرية كهذه

وفي مساء الاحد وصلت الالوية من المدرعة من الجبهة المصرية وكذلك قوات الاحتياط كما تم تعبئة فرقة مدرعة كاملة وكتيبة دبابات و فرقة مشاة بالاضافة الى ذلك اشتركت مجموعة العمليات المدرعة بقيادة العميد (موشي ديان) ومجموعة عمليات (دان لاند) واللواء مدعومتين باللواء 120 المدرع الاسرائيلي

واتجهت هذه القوات الى هضبة الجولا نموزعة بين القطاعات الشمالي والاوسط والجنوبي الا انه كان واضحا جدا ان القسم الاكبر من هذه القوات اتجه الى القطاع الجنوبي لايقاف تقدم الفرقة الاولى المدرعة السورية التي شلت قيادة القيادة الاسرائيلية وفاجات حتى القيادة السورية حيث انها تمكنت من تحقيق المهام الموكلة اليها بنجاح كبير وقبل الوقت المتوقع بكثير

وبالفعل اندفعت القوات الاسرائيلية بسرعة نحو القطاع الجنوبي وخاضت الفرقة الاولى المدرعة السورية مع هذه القوات معارك ضارية.

لكن الحقيقة هذه القوات كانت اكبر من الفرقة السورية بكثير ومزودة بمعدات افضل بكثير وكان سلاح الجو الاسرائيلي قد صب تركيزه كله على هذه الفرقة اضف الى ذلك ان الفرقة السورية استمرت تقاتل 32 ساعة دون اي توقف او استراحة ثم واجهت بعد ذلك هذه القوات التي تفوقها عددا وتسليحا وكانت هذه القوات في اغلبها مرتاحة وكانت هذه اول معركة تشترك بها في هذه الحرب واستمرت الفرقة الاولى المدرعة السورية تقاتل بعناد و كانت مصرة على استمرار التقدم وكانت الخطة هي فتح ثغرة وسط هذه القوات والتقدم خلالها في جنح الليل وخلال هذا الوقت تكون قوات سورية قد وصلت لدعمها من الخلف وبالتالي يتم اطباق فكي كماشة على هذه القوات الاسرائيلية.

لكن وصلت الاخبار بان القوات الداعمة السورية تتأخر بالوصول لذلك فضل قيادة الفرقة ايقاف التقدم واخذ وضع دفاعي تحسبا لقيام القوات الاسرائيلية بأي هجوم مضاد. وبالفعل تم ذلك وحينها كانت القوات الاسرائيلية قد اُرهِقت بشكل كبير واستـُنزِفت. واثبتت الفرقة الاولى المدرعة السورية انها افضل الفرق المشاركة في الحرب.

على المحور الشمالي اصطدمت الفرقة السابعة المشاة السورية المدعمة بلواء مدرع واحد من الفرقة الثالثة المدرعة باللواء السابع المدرع الاسرائيلي المدعم بالقوات الاسرائيلية الواصلة حديثا وجرت على هذا المحور معارك طاحنة وقد اثبتت هذه المعركة تفوق الدبابات السورية و فرق صائدي الدبابات تفوقها الكبير على نظيراتها الاسرائيلية حيث انه لم يبق من المدرعات الاسرائيلية على هذا المحور سوى 7 دبابات وتمكنت القوات السورية من اختراق هذا الخط ولهول هذه المعركة وكثرة الدبابات الاسرائيلية المدمرة فيها سمى الاسرائيليون هذه المعركة معركة وادي الدموع. الا انه بعد ذلك تمكنت قوات الاحتياط المدعومة بسلاح الجو الاسرائيلي من ايقاف التقدم السوري على هذا المحور

وعلى المحور الاوسط والجنوبي وصلت مجموعة العمليات المدرعة الاسرائيلية بقيادة العميد موشي بليد والتي تم تعبئتها اعتبارا من مساء 6 اكتوبر 1973 _ وكانت مخصصة للعمل احتياطي قيادة عامة _ بالتحرك مساء الاحد على طريق ال عال كما تقدمت مجموعة عمليات( دان لاند) على طريق الخشنية وفي نفس الوقت وصل اللواء 20 المدرع الاسرائيلي الذي توضع على يمين مجموعة (موشي بيليد ) فكان على الفرقة التاسعة مشاة مواجهة الهجوم المضاد لهذه القوات جميعها بالاضافة الى الطيران الاسرائيلي الكثيف وقاومت هذه الفرقة السورية بعناد شديد جدا وسجل جنودها بطولات رائعة وعجزت القوات الاسرائيلية عن اختراقها في اثناء ذلك وصلت طلائع الدبابات من اللواء 46 المدرع السوري وقد تمكنت هذه الطلائع من قلب نتيجة المعركة وتحولت القوات السورية الى الهجوم وتمكنت من كسر القوات الاسرائيلية وهزيمتها وتابعت تقدمها عبر المدق السلطاني وقد خسر اللواء المدرع السوري في هذه المعركة نحو 35 دبابة اغلبها دمرها الطيران الاسرائيلي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

دور القوات الجوية الاسرائيلية مساء 7 اكتوبر

كان الطيران الاسرائيلي هو سبب ابطاء الاختراق السريع الذي نجحت فيه القوات السورية في البدء والذي فاجأ قيادات الحرب كلها الا ان مساء 7 اكتوبر حمل في اجنحة ظلمته تطورات جديدة حيث تضاعفت القوات الاسرائيلية مرتين ان لم يكن اكثر و هذا التضاعف شمل بشكل خاص الطيران الاسرائيلي وبالفعل تمكن الطيران الاسرائيلي من تدمير عدد كبير من المدرعات السورية و ابطا تقدمها كثيرا على الرغم من الخسائر الفادحة التي لحقت بالطيران الاسرائيلي من قوات الدفاع الجوي السوري اولا ثم الطيران السوري ثانيا بالمقابل نشط الطيران السوري بشكل واضح وكبير الا ان الطيران الاسرائيلي قام بضرب المطارات ومراكزالقيادة الامر الذي عمل على تحييد الطيران السوري بشكل كبير واكثر ما ركز عليه الطيران الاسرائيلي كان الفرقة الاولى المدرعة السورية التي هددت عمق اسرائيل بشكل مباشر

الهامش

  1. ^ Demon (2007-12-19). "اسئله عن حرب اكتوبر علي الجبهه السوريه". ساحات الطيران العربي. Retrieved 2010-10-11.