عبد الرحيم الحويطي
عبد الرحيم الحويطي | |
---|---|
وُلِدَ | 1973 |
توفي | 14 أبريل 2020 |
الجنسية | سعودي |
الديانة | مسلم |
عبد الرحيم أحمد أبو طقيقة الحويطي (1973 - 14 أبريل 2020)، هو مواطن سعودي من أبناء قبيلة الحويطات، واشتهر بانتقاده لتهجير أبناء قبيلته من قبل السلطات السعودية في إطار مشروع مدينة نيوم الاقتصادي في شمال غرب البلاد.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته
وُلد عبد الرحيم سنة 1973 في قرية الخريبة بمنطقة تبوك، في شمال غرب السعودية، وينتمي إلى قبيلة الحويطات، وهي قبيلة عربية لها أفرع في مصر والأردن وفلسطين.
أصبح اسمه من أكثر الأسماء تداولاً في محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي بعد نشره لمقطع ڤيديو على تويتر عن رفضه لترك داره وأرضه التاريخية ووصف الحكومة السعودية بـ"دولة الإرهاب لإجباره بقوة السلاح على تسليم منزله لقوات الأمن استكمالاً لمتطلبات مشروع نيوم".[1]
مقتله
رفض الحويطي بيع أرضه حيث تعرض الحكومة السعودية على أصحاب الأراضي في المنطقة أسعار سخية مقابل إخلاء أرضهم وبيعها للحكومة كجزء من عمليات إنشاء مشروع نيوم. قبل ساعات من مقتله، سجل الحويطي وصيته وقال فيها: "أنا عبد الرحيم بن أحمد محمود الحويطي، أرفض الترحيل بالقوّة، ولا أخاف السجن أو الموت، فلا معنى للحياة في ظل حكم ابن سلمان". وفي كلمته إلى رجال الدين التابعين للأمير، قال: "بئس وعاء العلم أنتم". ويضيف: "ما أستغرب لو جو يقتلوني في بيتي ويرموا عندي سلاح زي ما يسووا في مصر، يقتلوا المواطن ويرموا سلاح عنده ويقولوا إرهابي". وهذا بالضبط ما أعلنته قوّات الأمن السعودي في بيانها الرسمي لاحقاً.
تمسك الحويطي حتى اللحظة الأخيرة بموقفه ولم يخرج من منزله إلى أن أطلقت قوات الأمن الرصاص عليه وأردته قتيلاً في 14 أبريل 2020 فيما وصفته الرياض بـ"حملة مداهمة".
وقد حدثت عملية القتل بعد محاصرة القوّات الأمنية لقرية الخريبة، التي تسكنها قبيلة الحويطات، من أجل إجبار أبناء القبيلة على ترك منازلهم الواقعة في المناطق الداخلة ضمن مشروع نيوم. وكما تظهر الصور المتداولة على المواقع الإخبارية آثار الرصاصات على جدران منزل الحويطي إثر عملية الهجوم من جانب قوات الأمن، الأمر الذي فسرته وسائل الإعلام الموالية للحكومة أنها مؤشر على امتلاك الحويطي خبرة عسكرية جعلته يصمد لفترة أمام قوة أمنية كبيرة استعدت بدورها لاحتمال أن يكون الحويطي أكثر من مجرد رافض لتسليم منزله.[2]
وأضاف الموقع: "نسفت تلك المواجهة المسلحة التي استخدم الحويطي فيها أكياس الرمل كحاجز يحمي به نفسه كما يحدث في حروب الجبهات، والزجاجات الحارقة (المولوتوف) التي ألقاها على رجال الأمن أو التي تم العثور عليها بمنزله بجانب عدد من الأسلحة الفردية والذخيرة، روايته الأولى في سلسلة الفيديوهات التي نشرها وقال إنه لا يمتلك سلاحا وإنه قد يقتل على يد رجال الأمن، ويتم وضع سلاح في منزله لإدانته".
في 15 أبريل 2020، أعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة أمن الدولة في السعودية، عن مقتل "المطلوب" عبد الرحيم الحويطي، بعد تبادل إطلاق النار بينه وبين رجال الأمن الذين طوقوا منزله في محاولة لإلقاء القبض عليه بسبب رفضه ترك منزله وتسليمه لقوات الأمن، وأدى ذلك في النهاية إلى مقتله وإصابة اثنين من رجال الأمن.
وكان الحويطي قبل مقتله بأيام، قد نشر مقطعاً مصوراً له على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، يتحدث فيه عن رفضه للتهجير القسري عن أرضه ومنزله في الخريبةبمنطقة نيوم التابعة لمنطقة تبوك، واصفاً ما تقوم به قوات الأمن في السعودية بتنفيذ مخططات "الدولة الإرهابية".
ونشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) تصريح المتحدث باسم أمن الدولة الذي قال فيه: "في صباح يوم الاثنين، وأثناء قيام الجهات المختصة بمهام القبض على أحد المطلوبين ويدعى عبدالرحيم بن أحمد محمود أبوطقيقة الحويطي (سعودي الجنسية) بمنزله في منطقة تبوك، بادر بإطلاق النار على رجال الأمن، وكان متحصنا في أعلى المبنى خلف سواتر رملية".
وأضاف: "ستتعامل الجهات المختصة بكل حزم مع من يحاول الإخلال بأمن الدولة".
واستنكر الشيخ عون عبد الله أبو طقيقة، شيخ قبائل الحويطات، ما قام به عبدالرحيم الحويطي، قائلاً: "تصرّف المدعوّ الحويطي تصرف فردي لا يمثّل القبيلة... نحن مع مشاريعنا التي فرح بها أبناء المنطقة، واستبشرنا بها الخير كلّه".
وفي حملة غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، علّق مواطن سعودي عبر تدوينة على تويتر، بالقول: "بيان رئاسة أمن الدولة بخصوص مقتل عبد الرحمن الحويطي، إنما هو أحد الأساليب الأمنية، فعندما ترتكب الدولة خطأ ما بحق أحد المواطنين، وفي حال كُشف الخطأ وكثرت البلبلة بخصوصه فإن الدولة تلجأ إلى أسلوب إحداث بلبلة مضادة عن طريق تشويه صورة الشخص الذي قُتل أو حُبس، كذلك ما حدث مع الحويطي".
وأدانت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، في بيان، عمليات الإخلاء القسري لأبناء قبيلة الحويطات وغيرهم من السكّان المحلّيين. وانتقدت المنظّمة الشركات الدولية التي تساعد وتحرّض على الحملة الإجرامية، داعية كل الشركات إلى الابتعاد عن المشروع حتى يتخلّى النظام عن ممارساته الإقطاعية ويتفاوض مع السكّان المحلّيين بما يحفظ حقوقهم المتواصلة والقديمة في أراضي أجدادهم.
تهجير الحويطات
بعد بدء إنشاء مشروع نيوم، بدأت السلطات السعودية في عمليات تهجير لقبيلة الحويطات من قريتهم الخريبة، التابعة لمنطقة تبوك، والتي يقع جزء من المشروع على أراضيها، إلا أن عددا من أبناء المنطقة رفضوا تسليم ديارهم لتمسكهم وارتباطهم بجذورهم التاريخية.
وبحسب ناشطين لم يكن أمام السكان سوى تسليم منازلهم، وتركهم لديارهم سواء كان ذلك بالتراضي أو بالقوة كما حدث مع عبد الرحيم الحويطي.
وتباينت الآراء حول ما تقوم بها السلطات السعودية، فمنها ما ناشد الحكومة بإعادة النظر في قرار نقلهم من أرضهم، وآخر وصف ما تقوم به الدولة بأنه نوع من "التهجير القسري والإرهاب" بحق سكان المنطقة الأصليين، وأثنى ثالث على قرار الحكومة ورأى أنه من أجل تطوير البلاد.
منظّمات حقوقية كانت قد حذّرت من أن المشروع المرتقب ينتهك حقوق السكّان الأصليين في عملية ترحيل قسري لأكثر من 20 ألفاً من أرض أجدادهم، وعلى رأسهم قبيلة الحويطات التي سبقت ملكيّتها للأرض قيام دولة آل سعود بفترة طويلة ولها فروع تتوزّع في الأردن وفلسطين ومصر، وذلك مقابل وعود بتعويضات سخيّة بدل الانتقال من أراضيهم، مع التهديد باستخدام القوّة في حال عدم الامتثال.
وهذه ليست المرّة الأولى التي يقوم فيها النظام بتهجير سكّان من مناطقهم، إذ تشير المعلومات إلى أن السلطات السعودية الرسمية عملت على تهجير سكّان مكة المكرمة بحجّة توسعة الحرم المكي. وعملت بشكل ممنهج على تهجير قبائل جيزان، على الحدود مع اليمن، خلال سنوات الحروب السابقة والحالية مع الحوثيين، وبلغت حدّ التهجير بالقوّة وسجن الرافضين لترك قراهم وحقولهم مقابل وعود بتعويضات فورية لم تسجّل حتى اللحظة في ميزان المدفوعات.[3]
ينسحب حال شمال وجنوب المملكة على شرقها، إذ قامت السلطات بتجريف أراضي السكّان في العوامية التي تحوّلت إلى ساحة حرب حقيقية في مايو 2017. والمشهد الأكثر قسوة، كان من نصيب تدمير حي المسوّرة التاريخي، الذي يتخطّى تشييده أكثر من 400 سنة، كما قامت بتجريف وقف الرامس الزراعي وطرد العاملين المحلّيين منه، انتقاماً من الاحتجاجات في المنطقة الشيعية ضد التهميش.
مشروع نيوم
أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في أكتوبر 2017، عن مشروع لإنشاء منطقة استثمارية تجارية وصناعية على الساحل الشمالي الغربي من البحر الأحمر يحمل اسم "نيوم". ويأتي المشروع في إطار استراتيجية وضعها بن سلمان بهدف تحقيق انفتاح اقتصادي وللحد من الاعتماد على عوائد النفط ولتخفيف القيود الإجتماعية الصارمة. وتبلغ تكلفة المشروع 500 مليار دولار، ويقع على البحر الأحمر وخليج العقبة بمساحة إجمالية تصل إلى 26500 كيلومتر مربع.
ويمتد المشروع من شمال غربي السعودية، ويشتمل على أراض داخل الحدود المصرية والأردنية. وسيتم دعمه من صندوق الاستثمارات العامة، بالإضافة إلى المستثمرين المحليين والعالميين.
وأنشأت السعودية ومصر صندوقاً مشتركاً بقيمة 10 مليارات دولار، لتطوير أراض على مساحة تزيد على ألف كم² في جنوب سيناء ضمن مشروع نيوم، وسيعتمد المشروع على مصادر الطاقة المتجددة فقط.
وستنشىء السعودية 7 مواقع بحرية ومشروعات سياحية في نيوم، لجذب السياح، بالإضافة إلى 50 منتجعاً وأربع مدن صغيرة في مشروع سياحي منفصل بالبحر الأحمر، في حين ستركز مصر على تطوير منتجعي شرم الشيخ والغردقة. كما سيركز مشروع نيوم على 9 قطاعات استثمارية متخصصة.
ويعد هذا المشروع منطقة استثمار خاصة مستثناة من أنظمة وقوانين الدولة الاعتيادية، كالضرائب والجمارك وقوانين العمل والقيود القانونية الأخرى على الأعمال التجارية، ما عدا الأنظمة السيادية، مما سيتيح للمنطقة القدرة على تصنيع منتجات وتوفير خدمات بأسعار منافسة عالمياً.
انظر أيضاً
مرئيات
الڤيديو الأخير لعبد الرحيم الحويطي وقصف منزله، أبريل 2020. |
المصادر
- ^ "عبد الرحيم الحويطي: من هو السعودي الذي "قتله مشروع نيوم"؟". بي بي سي. 2020-04-16. Retrieved 2020-04-17.
- ^ "مقتل عبدالرحيم الحويطي.. تقارير "تلقيه تدريبا عسكريا" وهجوم "إعلام معاد" وتعليقات مغردين". سي إن إن. 2020-04-12. Retrieved 2020-04-12.
- ^ "عبد الرحيم الحويطي: بطل "مدن الملح" من جديد". بي بي سي. 2020-04-17. Retrieved 2020-04-17.