رجال محمد بن سلمان الأمريكان
رجال محمد بن سلمان الأمريكان، هم مجموعة من السياسيين ورجال الأعمال والمسئولين الأمريكان الذين تربطهم علاقات وثيقة بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خلفية
في نوفمبر 2016، زار وفد سعودي رفيع المستوى الولايات المتحدة، حاملاً رؤية السعودية للشراكة الاستراتيجية للقرن الواحد والعشرين إلى عدد من الشخصيات الأمريكية. وفي وثيقة أخرى حصلت عليها جريدة الأخبار اللبنانية عنوانها "تقرير زيارة الفريق التحضيري إلى الولايات المتحدة"، تكشف مجموعة من اللقاءات مع فريق عمل الرئيس المنتخب دونالد ترمپ.
وفيها مقدمتها وصف للعلاقة بين البلدين، كالتأكيد على أن «السعودية هي الحليف الاستراتيجي الموثوق لواشنطن منذ أكثر من 8 عقود»، وأنها «تسعى إلى استمرارها في لعب دور محوري في القضايا الدولية مع واشنطن واستثمار قوتها السياسية في توسيع التعاون الاستراتيجي، لا سيما في تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط وحل النزاع الفلسطيني ــ الإسرائيلي، وإيران وسوريا والعراق واليمن وغيرها». وتلفت إلى أن «السعودية هي الحليف الأمثل للولايات المتحدة في أجندتها لمحاربة الإسلام المتطرف عسكرياً وفكرياً».
وهي «تُعدّ منارة العالم الإسلامي وصوت الإسلام المعتدل في المنطقة وتمتلك أدوات الفكر اللازمة لتغيير الفكر في المنطقة». وتضيف أنها «تمتلك القدرة على دعم البرنامج الاقتصادي للإدارة الأميركية الجديدة من خلال تعزيز استثماراتها في الصندوق السياسي في الولايات المتحدة». و«أعدت برنامجاً استثمارياً في الولايات المتحدة قد يصل إلى 500 مليار دولار خلال 10 سنوات، مما سيساهم في خلق أكثر من مليون فرصة عمل في الولايات المتحدة». تلخّص الوثيقة «الدروس المستفادة من اللقاءات مع الفريق الرئاسي والاستشاري للرئيس المنتخب»، وتقسّم الفريق إلى 3 دوائر: الدائرة المقربة من ترمپ، والدائرة السياسية، ودائرة مجتمع الأعمال، وتحدّد أولويات كل دائرة على حدى. تشير الوثيقة إلى أن القضية الفلسطينية هي في أعلى سلّم أولويات الإدارة الجديدة، التي «لا تمتلك حتى الآن خطة واضحة في ما يخص الشرق الأوسط، إلا أن الاهتمام المركزي هو في إيجاد حل تاريخي في ما يخص دعم استقرار إسرائيل وحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي». وبعد حل القضية الفلسطينية، الأولوية هي محاربة الإسلام المتطرّف. كما توقّع الجانب الأمريكي من الرياض أن تدعم ترمپ في مواجهته مع المؤسسة العميقة والإعلام، لأن الرئيس المنتخب «في مواجهة قوية مع المؤسسة العميقة والإعلام، ومن اللازم توسيع دائرة الشراكة الاستراتيجية لتشمل قيادات السلطة التشريعية ومجتمع الأعمال ووسائل الإعلام، مع مراعاة إبقاء علاقات نوعية مع الدائرة المقرّبة للرئيس المنتخب ونائب الرئيس».
في تقرير صدر في فبراير 2019، أوضح النواب الديمقراطيون في الكونگرس الأمريكي كيف ضغط كبارُ مسؤولي إدارة ترمپ، ومنهم مايكل فلن وجارد كوشنر، لتزويد الحكومة السعودية بالتكنولوجيا المطلوبة لإنشاء محطات طاقة نووية. وهو ما قد يضع السعودية على طريق تطوير أسلحة نووية، ما ينذر بتهديد استقرار الشرق الأوسط. ويعتبر دور كوشنر الأكثر إثارة للقلق؛ لأنه بصفته صهر الرئيس السابق وكبير مستشاريه هو الذي مهّد الطريق للعلاقة بين ترمپ والأمير محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية، وعززها. وتعتبر صداقة كوشنر والأمير محمد بن سلمان مفتاح العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، وهي أيضاً سبب محاولة ترمپ لحماية ولي العهد من المسائلة في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وقد تكيّف ترمپ وكوشنر، اللذان اعتادا إبرام صفقات عقارية في الخفاء، بسرعة مع أسلوب السعودية في المحسوبية والمحاباة، فقدمت إدارة ترمپ دعماً راسخاً للوعود بإبرام صفقات الأسلحة والصفقات التجارية الأخرى.[1]
بدأ مشروع بيع محطات الطاقة النووية للسعودية أواخر عام 2016، خلال الفترة الانتقالية للرئاسة، عندما توحدت مجموعة من جنرالات الولايات المتحدة المتقاعدين ومسؤولي الأمن القومي ضد مايكل فلن، وكان حينها مستشار الأمن القومي الأول لترمپ. وحتى بعد إقالة فلن في فبراير2017، أحيا مسؤولو البيت الأبيض الآخرون الخطة رغم اعتراض المستشارين القانونيين في الحكومة الذين أبدوا مخاوفهم من أن ينتهك هذا المقترح قوانين الولايات المتحدة التي تهدف لمنع الانتشار النووي. ولا تزال الفكرة قائمة: فقد التقى ترمپ في فبراير 2019 الرؤساء التنفيذيين لعدة شركات خاصة تعمل في مجال الطاقة النووية والذين طلبوا مساعدته لإنشاء محطات طاقة في الشرق الأوسط.
بينما يتركز معظم الاهتمام على دور فلن، فكوشنر متورط في الكثير من نزاع المصالح حول المشروع السعودي، وذلك وفقاً لتقرير مكون من 24 صفحة أصدرته لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي في مجلس النواب الأمريكي. ومن ضمن المستفيدين المحتملين من الصفقة النووية السعودية شركة وستنگهاوس إلكتريك المملوكة لفرع من شركة بروكفيلد لإدارة الأصول وهي شركة عقارية أنقذت مؤخراً شركة كوشنر وعائلته من صفقتهم المشؤومة المتمثلة في شراء برج إداري عنوانه 666 بالجادة الخامسة بمقاطعة مانهاتن بقيمة 1.8 مليار دولار أمريكي.
ألقى التحالف بين كوشنر والأمير محمد بظلاله على السياسة الأمريكية: فقد تجاهل ترمپ المهلة المقررة لتقديم تقرير إلى الكونگرس حول ما إذا كان ولي العهد السعودي مسؤولاً بصفة شخصية عن مقتل خاشقجي وتقطيع جثته في القنصلية السعودية بإسطنبول، حسبما خلُصت أجهزة المخابرات الأمريكية. لكن كما هو الحال مع المحاولات السابقة لترمپ لحماية الأمير من المسائلة بشأن مقتل خاشقجي، ستأتي هذه المرة بنتائج عكسية. فبالدفاع المستميت عن الأمر محمد جعل ترامب الأزمة أسوأ وحفز رد فعل أكثر صرامة في الكونگرس.
فبعد انتخاب ترمپ بفترة قصيرة، استهدف ولي العهد السعودي ومستشاروه كوشنر كمدخل إلى الدائرة الداخلية لترمپ. فقد أدركوا أن كوشنر كان طيعاً بسبب صفقاته التجارية وجهله بشؤون الشرق الأوسط وسعيه للتفاوض بشأن اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. إذ كتب أعضاء وفد من المسؤولين السعوديين -أرسلهم الأمير محمد إلى الولايات المتحدة في نوفمبر 2016- في مذكرة نُشرت لاحقاً في جريدة الأخبار اللبنانية: "الدائرة الداخلية لترامب هم محترفو إبرام صفقات بالدرجة الأولى ولكنهم لا يعرفون العادات السياسية والمؤسسات العميقة وهم يدعمون جاريد كوشنر".
وأوقع السعوديون بكوشنر في هذه الزيارة، وبحلول مارس 2017، رتب كوشنر عشاءً رسمياً لترامب والأمير محمد في البيت الأبيض، حيث حظي الأمير باستقبال مهيب شبيه باستقبال رؤساء الدول. ثم أقنع كوشنر ترمپ بجعل السعودية المحطة الأولى لرحلته الخارجية الرسمية الأولى في مايو 2017. وفي هذه المرحلة أدرك السعوديون أن ترمپ يحب التملق والاحترام، فأسرفوا في الترحيب به مع كثير من المآدب ومظاهر الولاء. فلم يكن من المدهش أن يتفاخر الأمير محمد لاحقاً، وفقاً لموقع إنترسپت الأمريكي، بأن كوشنر كان "في جيبه" وقدم معلومات حول منافسيه في العائلة السعودية المالكة.
كان كوشنر بالأخص صيداً سهلاً بسبب صفقة عائلته الخاصة بشراء برج رقم 666 بالجادة الخامسة بمقاطعة مانهاتن عام 2007، في أوج ارتفاع أسعار العقارات التي ما لبثت أن انهارت بعد عام. وخلال العامين الماضيين كانت شركات كوشنر تتفاوض من أجل خطة إنقاذ للعقار مع مستثمرين من الصين وقطر لديهم علاقات قوية بحكومتي البلدين. إلا أن هذه المفاوضات باءت بالفشل إذ خشي المستثمرون من الرقابة الإضافية الناتجة عن دور كوشنر في البيت الأبيض.
وفي ربيع 2018 توصلت شركات كوشنر إلى اتفاق مبدئي مع شركة بروكفيلد لإدارة الاصول، لتأجير البرج الإداري المتعثر لمدة 99 عاماً. وبينما كان ذراع بروكفيلد العقاري يعقد صفقته مع شركات كوشنر، أعلن فرع آخر لبروكفيلد شراءه شركة وستنگهاوس إلكتريك بقيمة 4.6 مليار دولار، وهي شركة مفلسة للخدمات النووية كانت جزءاً من مجموعة الشركات التي كانت تتنافس لإنشاء محطات طاقة في السعودية.
كانت صفقة الشراء تلك تحتاج إلى موافقة إدارة ترامب: فقد كانت تتوقف على مراجعة لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة التي تتضمن كبار المسؤولين من 9 هيئات حكومية أمريكية. واستلزمت الصفقة موافقة الحكومة الأمريكية لأن شركة بروكفيلد التي يقع مقرّها في كندا هي شركة أجنبية تسعى لشراء شركة أمريكية تعمل في مجال الصناعة النووية. وفي الماضي أجبرت اللجنة بعض الشركات الأجنبية على ترك أو إجراء تعديلات على صفقاتهم المقترحة. لكن استيلاء بروكفيلد على وستنگهاوس إلكتريك قد اعتُمد وأُبرمت الصفقة في الأول من أغسطس 2018.
وفي 3 أغسطس أعلنت الذراع العقارية لشركة بروكفيلد أنها أبرمت صفقتها مع شركات كوشنر وأنها ستدفع الإيجار مقدماً نظير المدة 99 عاماً كاملة: بمعنى ضخ 1.1 مليار دولار لمساعدة شركات كوشنر على سداد جزء كبير من قيمة الرهون العقارية التي تبلغ 1.4 مليار دولار المستحقة في فبراير 2019. ودون هذه الصفقة كان من الممكن أن تُجبر أقساط الرهون المستحقة شركات كوشنر على بيع عقار الجادة الخامسة بخسارة فادحة.
من غير الواضح ما إذا كانت مصالح كوشنر التجارية لعبت دوراً في موافقة الحكومة الأمريكية على شراء بروكفيلد للشركة النووية. لكن هذه الصراعات تكشف توجه إدارة ترمپ نحو السعودية وحلفائها. فبهذا التأييد الأعمى لولي العهد المتهور أظهر ترمپ أن التحالف الأمريكي – السعودي أكثر من مجرد صفقات ترتكز على النفط والسلاح وبعض المصالح الأمنية المشتركة.
في 16 أكتوبر 2018، في اليوم نفسه الذي وصل فيه وزير الخارجية مايك پومپيو إلى الرياض للقاء كل من ملك السعودية وولي العهد للتباحث بشأن مصير خاشقجى، أودع مسؤولون سعوديون 100 مليون دولار سبق التعهد بها لإدارة ترمپ في أغسطس 2018 للإسهام في استقرار مناطق سورية حُررت من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وكان الدبلوماسيون الأمريكيون متشككين في وصول هذه الأموال حتى ظهرت فجأة في حسابات الولايات المتحدة.
كان توقيت تحويل الأموال إشارة إلى ترمپ بلغة إبرام الصفقات التي يفهمها: بمعنى أن السعودية ستستمر في الوفاء بالتزاماتها المالية والتجارية مع الولايات المتحدة إذا تعاون ترامب في الأزمة التي أثارها مقتل خاشقجي. كما أوضح المسؤولون السعوديون لترامب وكوشنر أنهم يقدرون جداً الولاء للأسرة الحاكمة وأن المصالح المالية فوق أي اعتبار.
رجال بن سلمان
يظهر الجدول التالي، حسب جريدة الأخبار، أبرز «القضايا التي اهتم لها الفريق الاستشاري والرئاسي في الإدارة الأمريكية الجديدة والمبادرات الممكن استخلاصها». وتُظهر الوثيقة توصيفات مهمة لبعض هذه الشخصيات كاسم «عراب مايكل فلين» (مستشار الأمن القومي الأول لترمپ)، ومجموعة من المستثمرين «المقرّبين من الرئيس» والذين يديرون بعض استثماراته مما يدل على تأثيرهم عليه. وتتضّح أهمية جارد كوشنر، إذ أكدت أكثر من شخصية أن «صهر الرئيس سيكون أساسياً في المرحلة المقبلة».[2]
أندرو ليڤرس | مدير دايو للكيماويات | |
آرثر كلڤهاوس | سياسي عتيد منذ عهد ريگان، قائد فريق عملية اختيار وتحديد نطاق عمل نائب الرئيس الأمريكي المنتخب | |
جارد كوشنر | مستثمر ومطور عقاري، ناشر أمريكي، وكبير مستشاري حموه، الرئيس دونالد ترمپ. برفقة كبير الموظفين رينس پريبس يشكلان فريق قيادة ترمپ. يقال أن كوشنر أكثر مستشاري ترمپ الموثوقين، الذي يظهر "الولاء الراسخ" لحميه.[3] | |
جون پولسون | مستثمر أمريكي بارز، ويبدو مؤسسياً ومتحفظاً | |
هاورد لوربر | مستثمر عقاري بارز وصديق مقرب من ترمپ | |
مايكل كوهن | مقرب من ترمپ ومستشاره القانوني ويدير استثماراته الترفيهية | |
جيمس لوكهارت | سياسي من عهد جورج دبليو بوش، ومرش لمنصب نائب وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس | |
كارل آيكان | مستثمر بارز وصديق مقرب من ترمپ | |
كنث دوبرستين | كبير موظفي البيت الأبيض في عهد ريگان | |
ستانلي مكريستال | عراب مايكل فلن، وجنرال سابق في الجيش الأمريكي | |
جون ثورنتون | رئيس شركة بريك گولد والرئيس السابق لبنك گولدمان |
انظر أيضاً
المصادر
- ^ "الصداقة بين كوشنر والأمير محمد مفتاح العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية". بلومبرگ. 2019-03-13. Retrieved 2022-02-28.
- ^ "رجال ابن سلمان في مكاتب «فريق الظل» الأميركي". جريدة الأخبار اللبنانية. 2018-12-06. Retrieved 2018-11-07.
- ^ Rice, Andrew. "Jared Kushner's Rise to Unimaginable Power". New York Magazine. Retrieved 15 January 2017.