اليونان الموكنية
أسماء بديلة | Mycenaean civilization |
---|---|
النطاق الجغرافي | Mainland Greece, Aegean islands and Western Anatolia |
الفترة | العصر البرونزي |
التواريخ | ح. 1750 – ح. 1050 ق.م. |
الموقع النمطي | موكناي |
المواقع الرئيسية | پيلوس، تيرنز، Midea, Orchomenos, Iolcos |
السمات |
|
سبقها | الحضارة المينوسية، ثقافة كوراكو، ثقافة تيرنز |
تلاها | العصور المظلمة اليونانية |
اليونان الموكنية Mycenaean Greece، تشير إلى المرحلة الأخيرة من العصر البرونزي في اليونان القديمة (ح. 1600-1100 ق.م). تمثل أول حضارة متقدمة في البر اليوناني، بدويلاتها الفخمة، تنظيمها الحضاري، الأعمال الفنية ونظم الكتابة.[1] من بين مراكز القوى التي ظهرت، ومن أشهرها تلك التي كانت موجودة في پيلوس، تيرنز، ميديا في المورة، أورخومنوس، طيبة، أثينا في وسط اليونان وإيولكوس في تساليا. وكانت موكناي في أرگوليس من أشهر المواقع، والتي تحمل ثقافة تلك الفترة اسمها. كما ظهرت المستوطنات الموكنية وذات التأثير الموكني في إپيروس،[2][3] مقدونيا،[4][5] على جزر بحر إيجة، على ساحل آسيا الصغرى، بلاد الشام،[6] قبرص[7] وإيطاليا.[8]
انهارت اليونان الموكنية بانهيار ثقافة العصر البرونزي في شرق المتوسط. هناك عدة نظريات مقترحة لنهاية هذه الحضارة، من بينها الغزو الدورياني أو الأنشطة المرتبطة "بشعب البحر". كما اقترحت نظريات إضافية مثل الكوارث الطبيعية وتغيرات المناخ. أصبحت الفترة الموكنية إطاراً تاريخياً للأدب والأساطير اليونانية الأكثر قدماً، ومنها دائرة طراودة الملحمية.[9]
إن ما لدينا من آثار هذه الحضارة أقل من أن يمكننا من أن نصورها في صورة واضحة وضوح الحضارات التي تتكشف عنها خربات كريت أو أشعار هومر. ولكننا نستطيع أن نقول عنها إن الحياة في أرض اليونان القارية كانت أقرب إلى مرحلة الصيد من الحياة في كريت، وإن ما نجده بين بقايا الآثار الميسينية من عظام الظباء، والخنازير البرية، والمعز، والضأن، والأرانب، والثيران، والخنازير - بل عظام السمك والأصداف البحرية - ليدل على أن شهوة الطعام بين أولئك القوم قد وصلت إلى المرحلة التي يصفها لنا هومر، والتي لا تلائم خصر الكريتيين النحيل. وتكشف الآثار في أماكن متفرقة عما بين أساليب الحياة "القديمة" و"الحديثة" من تشابه عجيب، فقد نجد سهاماً من الحجر الزجاجي إلى جانب مثقب برونزي أجوف كان يستعمل في عمل ثقوب في الحجارة للأوتاد.[10]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الهوية
التاريخ
عصر القبر العمودي (ح. 1600–1450 ق.م.)
أما الصناعة، فلم تكن متقدمة تقدمها في كريت، فلسنا نجد في أرض اليونان القارية مراكز صناعية مثل جورنيا، كذلك كان نمو التجارة بطيئاً، لأن البحار كانت عرضة لغارات القراصنة، ومنهم الميسينيون أنفسهم. وكان ملوك ميسيني وتيرينز يستخدمون فنانين كريتيين ليحفروا على الأواني والخواتم، ما كانوا يقومون به من أعمال القرصنة التي يفخرون بها. وكانوا يبنون مدنهم في داخل البلاد ليدفعوا عن أنفسهم شر غيرهم من القراصنة، بعيدة عن البحر بعداً يمكنهم من أن يتقوا الغارات المفاجئة، وقريبة منه قرباً يمكنهم من الإسراع إلى سفنهم. وكان موقع مدينتي تيرينز وميسيني على الطريق الممتد من خليج أرجولي إلى برزح كورنث يمكنهما من فرض إتاوات باهظة على التجار ومن القيام بغارات قرصنة عليهم من حين إلى حين. ولما رأت ميسيني أن كريت قد أثرت من اشتغالها بالتجارة المشروعة، أدركت أن القرصنة، كالضريبة الجمركية وليدتها المتحضرة، قد تخنق التجارة خنقاً وتنشر الفاقة في أوسع نطاق؛ ولذلك أصلحت أمرها وقبلت أن تتطور القرصنة فتصير تجارة. وما وافى عام 1400 حتى بلغ أسطولها التجاري من القوة درجة استطاع بها أن ينازع كريت سلطانها البحري؛ فرفضت أن تنقل بضائع ميسيني الذاهبة إلى أفريقيا عن طريق الجزيرة وأرسلتها إلى مصر مباشرة؛ وقد يكون هذا العمل سبباً أو نتيجة لحرب انتهت بتدمير القلاع الكريتية.
فترة كوينه الموكنية (ح. 1450 ق.م.–1250 ق.م.)
ولم تكن الثروة التي أفادتها البلاد من هذه التجارة مصحوبة بثقافة تتناسب معها، ونستطيع أن نتبينها فيما بقي من الآثار. وتعزو الروايات اليونانية إلى البلاسجيين فضل تعلم الحروف الهجائية من التجار الفينقيين، وقد وجدت في تيرينز وطيبة جرار عليها رموز لم تحل بعد، ولكن لم تكشف قط ألواح من الصلصال، أو نقوض، أو وثائق؛ وأكبر الظن أن ميسيني حين أرادت أن يتعلم أهلها الكتابة استخدمت فيها مواد سريعة العطب، كما فعل الكريتيون في المرحلة الأخيرة من تاريخهم، ولذلك لم يبق شيء من هذه المواد. ونهج الميسينييون في الفن نهج الكريتيين، وقلدوهم فيه بأمانة جعلت علماء الآثار يظنون أنهم كانوا يأتون بكبار الفنانين من كريت، ولكن يرد على هذا بأنه بعد أن اضمحل الفن الكريتي ازدهر فن التصوير أيما ازدهار في أرض اليونان، فترى النقوش التي تزدان بها أطراف الجدران وحلياتها ترقي إلى المرتبة الأولى في الفن وتبقى إلى عصر ازدهار الحضارة اليونانية؛ وكذلك يدل ما بقي من المظلمات على إحساس قوي بالحياة والنشاط. وترى "النساء اللاتي في المقاصير" من كبريات السيدات اللائي تزدان بأمثالهن دور التمثيل في هذه الأيام، وقد صففن شعرهن وارتدين من الملابس ما يتفق مع أحسن طراز في الوقت الحاضر؛ وهن أقرب إلى الحياة الحقة من "السيدات الراكبات في العربة" اللائي خرجن للتنزه في الحقول آخر النهار وتكلفن الجمود في ركبتهن. وخير من سيدات المقاصير منظر "صيد الخنازير البرية"، وهو نقش من نقوش تيرنز. إن الخنزير والأزهار قد تحكم في تصويرهما العرف إلى حد لا يصدقه العقل، واللون القرنفلي الغير المعقول قد شوهته بقع أرجوانية وسوداء وزرقاء تتفق مع النمط المألوف وقتئذ، والنصف الخلفي من الخنزير المندفع في جريه يدق تدريجاً حتى يشبه عذراء عالية الحذائين تسقط من عريشة في قصرها. ولكن المطاردة رغم هذا مطاردة حقيقية، والخنزير قد أعياه الطراد حتى وصل إلى درجة اليأس، والكلاب تقفز بأقصى سرعتها في الهواء؛ والرجل، وهو أقوى الوحوش المفترسة عاطفة وأشدها قسوة، واقف متأهب برمحه القاتل الفتاك. ومن حق الإنسان أن يستدل من هذه النماذج على ما كان يستمتع به الموكنيون من حياة نشطة ومن أجسام قوية، وما كان لنسائهم من جمال وما كان في قصورهم من زينة واضحة جميلة.
الانخراط في آسيا الصغرى
الانهيار (ح. 1250–1100 ق.م.)
الانحدار الأولي والصحوة
الانهيار النهائي
التنظيم السياسي
الفن والحرف اليدوية
وأرقى فنون ميسيني كلها ما كان منها على المعادن، ففيها بلغت بلاد اليونان ما بلغته كريت، وبلغ من جرأتها في هذه الناحية أن اتبعت فيها أشكالها الخاصة وزينتها. وإذا لم يكن شليمان قد عثر بحق على عظام أجاممنون، فقد عثر على ما يعادل وزنها فضة وذهباً. عثر على حلي كثيرة الأنواع، وبكميات تدل على الإسراف الشديد، وعلى أزرار ذات رؤوس خليقة بأن تكون في ملابس الملوك؛ وحجارة كريمة حفرت عليها مناظر صيد أو حرب أو قرصنة؛ ورأس بقرة من الفضة البراقة لها قرنان وجبهة من الفضة نقشت عليها ورود، يتوقع الناظر إليها في أية لحظة من اللحظات أن تخور خواراً محزناً، قد يفسره شليمان، وهو الذي لا يعدم وسيلة لتفسير كل ما يراه، بأنه اسم موكناي. وأجمل ما وجد في تيرنز وموكناي من آثار معدنية خنجران من البرنز مرصعان بمزيج من الذهب والفضة، ومصفحان بالذهب المجلو المصقول، وعليهما نقوش تمثل قططاً برية تطارد بطاً، وأساداً تطارد فهاداً أو تحارب أناسي. وأغرب من هذه كلها الأقنعة الذهبية التي كانت على ما يظهر تغطي بها وجوه الموتى من الملوك. ويشبه أحد هذه الأقنعة وجه قطة؛ وقد دفعت شليمان شهامته إلى أن يعزو هذا القناع لأجاممنون لا لكليتمنسترا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
العمارة
القصور
على تل منخفض طويل، على بعد ميل واحد في شمال البحر، كان يقوم في القرن الرابع عشر قبل الميلاد قصر تيرينز الحصين. ويستطيع الإنسان أن يصل إلى خرائب هذا القصر بعد رحلة ممتعة من أرجوس أو ناوبليون Nsuplia، ومشهد هذه الخرائب تكاد تضيع معالمها بين حقول القمح والذرة الهادئة الساكنة. فإذا صعد السائح قليلاً فوق درجات حجرية باقية من أزمنة ما قبل التاريخ، وقف أمام الجدران الضخمة السيكلوبية التي بنيت كما تقول الرواية اليونانية للأمير الأرجوسي پرويتوس Proetus قبل حرب طروادة بمائتي عام. ولقد كانت المدينة حتى في ذلك الزمن البعيد قديمة العهد فقد شادها كما تقول الرواية القديمة المأثورة البطل تيرنز بن أرجس Argus ذو المائة عين، والعالم لا يزال في طفولته. ةتضيف القصة إلى ذلك أن بروتيوس أهدى القصر إلى برسيوس الذي حكم تيرينز مع الملكة أندرمدا Andromeda الحمراء.
وكان ارتفاع الأسوار التي تحمي المدينة بين عشرين وخمسين قدماً، وقد بلغ من سمكها أن كانت تحتوي في بعض المواضع على معارض واسعة ذات قباب وعقود فيها قطع حجرية ضخمة مركبة بعضها فوق بعض في وضع أفقي.
ولا تزال بعض هذه الحجارة فـي أماكنها حتى الآن، والكثير منها يبلغ طوله ست أقدام وعرضه ثلاثاً وسمكه مثلها، أما أصغرها فيقول بوسنياس "إنه يصعب على زوج من البغال أن يحركها من أماكنها". وكان في داخل الأسوار، وراء مدخل شيد على نمط كثير من مداخل الحصون فناء واسع مرصوف، حوله طائفة من الأعمدة، ومن حول هذه الأعمدة عدد كبير من الحجرات شبيهة بحجرات نوسس، تجتمع حول بهو فخم سعته ألفا وثلاثمائة قدم مربعة، أرضه مرصوفة بالأسمنت المطلي وسقفه مقام على أربعة عمد بينها موقد. وهنا وجد مبدأ جرت عليه العمائر اليونانية يختلف عما كان متبعاً في كريت - وهو فصل الجناح الذي تقيم فيه النساء عن حجرات الرجال. فقد كانت حجرة الملك وحجرة الملكة متجاورتين ولكنهما - على قدر ما نستطيع أن نستدل عليه من آثارهما - منفصلتان إحداهما عن الأخرى كل الانفصال ولا صلة بينهما من داخلهما. ولم يعثر شليمان من هذا القصر الحصين إلا على أساس الطابق الأرضي، وقواعد الأعمدة، وأجزاء من الجدران. وفي أسفل التل وجدت بقايا البيوت المقامة من الحجارة أو الآجر، والقناطر، وقطع من الفخار القديم. وفي هذا الموضع كانت مدينة تيرينز يف عهد ما قبل التاريخ تتقارب بيوتها لتحمي نفسها تحت أسوار القصر. ذلك أنه لا مفر لنا من أن نتصور بلاد اليونان في عصر البرنز تحيا حياة غير آمنة حول هذه القلاع الإقطاعية وفي داخلها.
وعلى بعد عشرة أميال شمالي هذه المدينة شاد برسيوس (إذا أردنا أن نصدق قول بوسنياس) مدينة ميسيني - أعظم عواصم اليونان قبل التاريخ. وهنا أيضاً نشأت حول قلعة منيعة مدينة من عدة قرى، تضم عدداً من السكان النشيطين زراع، وتجار، وصناع، ورقيق، كانوا سعداء لأنهم ليس لهم تاريخ. وبعد ستمائة عام من ذلك الوقت وصف هومر ميسيني بأنها "مدينة حسنة البناء واسعة الطرقات، موفورة الذهب". ولقد أبقى الزمان على أجزاء من هذه الجدران الضخمة رغم ما مر بها من مئات الأجيال التي تكفي لتخريب أقوى الصروح؛ وإن ما بقي منها ليشهد برخص الأيدي العاملة وعدم اطمئنان الملوك على أنفسهم في تلك الأيام. وفي ركن من أركان السور يوجد باب الأسد الشهير، وهناك فوق أسكفة ضخمة نحت على حجر مثلث الشكل أسدان كبيران أبلاهما الزمان وحطم رأسيهما، وأبقى على جسميهما ليحرسا وهما صامتان ذلك المجد العتيد الزائل. وعلى الرابية القريبة من هذا الباب ترى أطلال القصر. وفي وسعنا أن نفعل هنا ما فعلناه في تيرينز فنتبين فيها حجرة العرش، وحجرات المخازن، وحجرة النوم، وحجرات الاستقبال. وهنا كانت في غابر الأيام أرضيات منقوشة، ومداخل ذات عمد، وجدران ذات مظلمات، وسلالم فخمة.
وقد كشف عمال شليمان، بالقرب من باب الأسد في بقعة ضيقة تحيط بها دائرة من القطع الحجرية المسطحة، عن تسعة عشر هيكلاً عظيماً، وعن عاديات قيمة ثمينة لا يسع من يراها إلا أن يغفر لهذا الهاوي العظيم ظنه أن هذه الحفر هي الحجرات التي دفن فيها أبناء أتريوس. كيف لا وقد وصف بوسنياس القبور الملكية بأنها "في أطلال ميسيني؟"، لقد كان من بين هذه الهياكل العظيمة جماجم رجال عليها تيجان من الذهب، وعلى عظام وجوهها أقنعة ذهبية؛ وكان من بينها هياكل سيدات لهن تيجان من الذهب كن يلبسنها على رؤوسهن التي لم يبق لها وجود. ومن بين ما وجد في هذه المقابر آنية عليها رسوم جميلة، وجفان من البرنز، وكأس من فضة، ورؤوس وسيوف مزخرفة، ولوحة للعب شبيهة بالتي وجدت في نوسس، وكل ما يستطيع أن يتصوره الإنسان من الأدوات مصنوعة من الذهب الخالص - أختام وخواتم، ودبابيس، ومشابك، وأقداح، وخرز وأساور، ودروع، وآنية للزينة، وأثواب مزركشة بصفائح رفيعة من الذهب، وليس ثمة شك في أن هذه الجواهر جواهر ملوك، وأن هذه العظام عظام ملوك.
وقد كشف شليمان وغيره من العلماء في سفح التل المقابل للسفح الذي شيد عليه هذا الحصن، تسعة قبور تختلف كل الاختلاف عن "القبور البئرية". فإذا ما خرج الإنسان عن الطريق النازل من القلعة دخل عن يمينه دهليزاً على جانبيه جدران من الحجارة الكبيرة الجيدة القطع، وفي آخر الدهليز مدخل بسيط كان يزدان فيما مضى بعمودين أسطوانيين رفيعين من الرخام الأخضر محفوظين في المتحف البريطاني الآن، ومن فوق العمودين أسكفة بسيطة من حجرين طول أحدهما ثلاثون قدماً ووزنه 113 طناً. فإذا اجتاز السائح هذا المدخل ألفى نفسه تحت قبة ارتفاعها خمسون قدماً وقطرها خمسون، وجدرانها من الحجارة المنشورة، مقواة بصفائح من البرنز نقش عليها الورد، وتركب كل طبقة من الحجارة على ما تحتها حتى تسد أعلى الطبقات قمة القبة. وقد اعتقد شليمان أن هذا الصرح العجيب هو قبر أجممنون، ولم يتردد في أن يصف قبة أخرى أصغر من هذه وجدت إلى جوارها وكشفتها زوجته بأنها قبر كليتمنسترا Clytaemnestra. وكانت كل القبور التي وجدت في ميسيني والتي تشبه خلية النحل في كثرتها خالية، لأن اللصوص سبقوا علماء الآثار إليها بعدة قرون.
وهذه الآثار الدارسة شواهد باقية على حضارة كانت قديمة في أيام بركليز قدم شليمان إلينا نحن. ويرجع المؤرخون المحدثون تاريخ المقابر البئرية إلى عام 1600 ق.م (أي قبل التاريخ الذي يحددونه لأجممنون بأربعمائة عام)، أما المقابر التي في الجهة الأخرى من التل فيرجع تاريخها في زعمهم إلى حوالي عام 1450، ولكن تأريخ ما قبل التاريخ عملية بعيدة كل البعد عن الدقة. ولسنا نعرف كيف بدأت هذه الحضارة، كما لا نعرف من هم أولئك الأقوام الذين شادوا مدائن في موضعي ميسيني وتيرينز، بل وفي مواضع إسبارطة، وأمكلي Amyclae وإيجينا Aegina، وإليوزيس Eleusis، وقيروينا Chaeronia، وأرثومينوس Orthomenos ودلفي. وأكبر الظن أن هؤلاء الأقوام كانوا كغيرهم من الأمم قد أصبحوا خليطاً من سلالات مختلفة، ورثوا ثقافات متعددة؛ فلقد كانت بلاد اليونان مختلطة دماء أهلها قبل غزو الدورين (1100 ق.م) اختلاط دماء سكان إنجلترا قبل فتح النورمان. ومبلغ ما نستطيع أن نهتدي إليه بظننا أن الميسينيين كانوا يمتون بصلة القرابة العنصرية للفريجيين والكاريين سكان آسيا الصغرى، وللمينويين سكان كريت. وللأسدين اللذين وجدا في ميسيني وجهان شبيهان بآساد أرض النهرين. ولعل هذه الفكرة القديمة قد انتقلت إلى هذه البلاد عن طريق أشور وفريجيا.
وتسمى الراوية التاريخية الميسينيين باسم "بلاسجى" Pelasgi (وربما كان معناه أهل البحر - بلاجوس Pelagos)، وكانوا يصورونهم كأنهم آتون من تراقية وتساليا إلى أتكا والبلويونيز في زمن يبلغ من القدم حداً جعل اليونان يطلقون عليهم اسم السكان الأصليين، أوتوكتنوي Autochthonoi. وقد صدق هيرودوت هذه القصة وقال إن الآلهة الأولمبية من أصل بلاسجي، ولكنه "لا يستطيع أن يقول وهو واثق ماذا كانت لغة البلاسجي"، ولسنا نحن أكثر منه علماً بها.
وما من شك في أن أولئك الأوتوكتنويين قد قدموا في عصر متأخر إلى أرض كانت تزرع من أيام العصر الحجري الحديث؛ ذلك أنه لا يوجد في بلد من بلاد العالم سكان أصليون. وقد غلبهم على مر الزمان أقوام آخرون، وشاهد ذلك أننا نجد في العصور المتأخرة من تاريخ الميسينيين حوالي عام 1600 ق.م دلائل كثيرة على غزوة تجارية ثقافية، إن لم تكن سياسية عسكرية، لأرض البلويونيز، من حاصلات كريت أو من مهاجريها. وحجتنا في هذا القول أن قصور تيرينز وميسيني قد خططت وزينت على غرار القصور المينوية إذا استثنينا أقسام النساء في الأولى وهي التي لا نظير لها في الثانية. يضاف إلى هذا أن الآنية والأنماط الفنية الكريتية وصلت إلى إيجينيا وكلسيس Chalcis وطيبة، وأن سيدات ميسيني وإلهاتها قد قلدن الطراز الكريتي الساحر في الملبس والزينة، وأن الفن الذي كشف عنه في القبور البئرية المتأخرة مينوي بلا ريب. وجلي أن اتصال الميسنيين بحضارة أرقى من حضارتهم كان له فيهم أثر حافز قوي، وأنه هو الذي رفع ميسيني إلى أرقى من حضارتهم كان له فيهم أثر حافز قوي، وأنه هو الذي رفع ميسيني إلى أرقى ما وصلت إليه حضارتها.
التحصينات
الجصيات
ولكن أروع روائع الفن الميسيني بلا جدال لم يعثر عليها في تيرينز ولا في ميسيني، بل عثر عليها في قبرص ففيو Vaphio بالقرب من إسبرطة، حيث كان أحد صغار الأمراء ينافس ملوك الشمال في التفاخر والعظمة. وقد عثر في ذلك المكان، بين كنز آخر من الحلي، على قدحين من الذهب المطروق بسيطين في شكلهما ولكنهما بذل في صنعهما كل ما يستطيع الفنان المحب لفنه العظيم أن يبذله فيه من الصبر والإتقان. وتشبه صناعة هذين القدحين أحسن الصناعة المينوية، وقد أغرى ذلك بعض العلماء على أن يعزوهما إلى فنان كريتي عظيم بلغ من المنزلة في كريت ما بلغه سليني عند الإيطاليين. ولكننا يحزننا أن تحرم الثقافة الميسينية أحسن ما خلفت من آثار. نعم إن موضوع النقوش التي على القدحين - وهو اقتناص ثور وترويضه - يبدو من الموضوعات التي اختصت بها كريت؛ ولكن كثرة هذا المنظر وأمثاله محفورة على الخواتم والأختام الميسينية، أو مصورة على جدران القصور، تشهد بأن مصارعة الثيران كانت منتشرة في أرض اليونان انتشارها في الجزيرة. وقد نقش على أحد القدحين منظر القور وقد صيد في شبكة من الحبال السميكة، وفتح فاه ومنخريه وهو لا يكاد يستطيع التنفس من شدة الغضب وفرط التعب، وكلما حاول التخلص من الشرك ضاقت عليه حلقاته؛ وعلى الجانب الآخر ثور ثان يقفز قفزة الرعب والهلع، وثالث يهاجم غلاماً من الرعاة أمسكه بشجاعة نادرة من قرنيه. وعلى القدح الثاني يساق الثور المصيد؛ فإذا أدرنا القدح رأيناه قد رضي بقيود الحضارة، وانهمك على حد قول إيفنز في "حديث غرامي" مع بقرة. وقد مضت قرون كثيرة بعد ذلك العهد قبل أن يظهر مثل هذا الصنع البديع في بلاد اليونان.
ويوجد الميسيني نفسه، كما توجد معظم مخلفات فنه، في قبوره، ذلك أنه كان يطوي موتاه ويدفنهم في جرار غير مريحة، وقلما كان يحرق جثثهم كما كان يُفعل بها في عصر الأبطال.
الديانة
ويستدل من مخلفاته على أنه كان يؤمن بحياة من نوع ما في الدار الآخرة، لأن أدوات ذات قيمة ونفع قد وجدت في قبوره. وفيما عدا هذا فإن الدين الميسيني، على قدر ما تكشف لنا من مقوماته، قوي الدلالة على أنه نشأ من الدين الكريتي أو كان قوي الصلة به، ففيه - كما في كريت - نجد البلطة المزدوجة، والعمود المقدس، واليمامة الإلهية، وعبادة أم إلهة ممثلة في إله غلام لعله ولدها؛ وهنا أيضاً نجد أرباباً صغاراً في صور أفاع. وقد بقيت الأم الإلهة في بلاد اليونان خلال كل ما حدث في دينها من تطور وتغيير، فقد جاءت بعد ريا Rhea الكريتية دمتر Demeter أم اليونان الحزينة، وبعد دمتر جاءت العذراء أم الإله. وإذا ما وقف الإنسان اليوم على أطلال ميسيني رأى في القرية الصغيرة القائمة أسفلها كنيسة مسيحية متواضعة، لقد ولى عصر الأبهة والفخامة ولم تبق إلا البساطة والسلوى.
الاقتصاد
وازدهرت ميسيني بعد سقوط كنوسس كما لم تزدهر من قبل، واستخدمت الثروة الطائلة المتزايدة التي كانت "لأسرة القبور البئرية" في تشييد القصور الفخمة على تلال ميسيني وتيرينز، واتخذ الفن الميسيني لنفسه طابعاً خاصاً، واستولى على أسواق بحر إيجة، ووصلت تجارة أمراء البلاد شرقاً إلى قبرص وسورية، وجنوباً إلى مصر مارة بجزائر سكلديس، وغرباً إلى أسبانيا مارة بإيطاليا، وشمالاً إلى نهر الدانوب مخترقة يؤوتيا وتساليا، ولم تقف في سبيلها إلا طروادة. وكما أن رومة قد استحوذت على حضارة اليونان ونشرتها في أنحاء العالم، كذلك فعلت ميسيني فاستحوذت على ثقافة كريت المختصرة، ونشرت الطور الميسيني من أطوار تلك الحضارة في عالم البحر الأبيض المتوسط كله.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التجارة
انظر أيضاً
المصادر
الهوامش
- ^ Fields 2004, pp. 10–11.
- ^ Hammond 1976, p. 139: "Moreover, in this area a small tholos-tomb with Mycenaean pottery of III B style and a Mycenaean acropolis have been reported at Kiperi near Parga, and another Mycenaean acropolis lay above the Oracle of the Dead on the hill called Xylokastro."
- ^ Tandy 2001, p. xii (Fig. 1); p. 2: "The strongest evidence for Mycenaean presence in Epirus is found in the coastal zone of the lower Acheron River, which in antiquity emptied into a bay on the Ionian coast known from ancient sources as Glykys Limin (Figure 2-A)."
- ^ Borza 1992, p. 64: "The existence of a Late Bronze Age Mycenaean settlement in the Petra not only confirms its importance as a route from an early period, but also extends the limits of Mycenaean settlement to the Macedonian frontier."
- ^ Aegeo-Balkan Prehistory – Mycenaean Sites
- ^ van Wijngaarden 2002, Part II: The Levant, pp. 31–124; Bietak & Czerny 2007, Sigrid Deger-Jalkotzy, "Mycenaeans and Philistines in the Levant", pp. 501–629.
- ^ van Wijngaarden 2002, Part III: Cyprus, pp. 125–202.
- ^ Peruzzi 1980; van Wijngaarden 2002, Part IV: The Central Mediterranean, pp. 203–260.
- ^ The extent to which Homer attempted to or succeeded in recreating a "Mycenaean" setting is examined in Moses I. Finley The World of Odysseus, 1954.
- ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
المراجع
- Alden, Maureen Joan (2000). Well Built Mycenae (Volume 7): The Prehistoric Cemetery - pre-Mycenaean and Early Mycenaean Graves. Oxford: Oxbow Books. ISBN 978-1-84-217018-2.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - D'Amato, Raphaelo; Salimbeti; illustrated by Giuseppe Rava, Andrea (2011). Bronze Age Greek Warrior 1600–1100 BC. Oxford, UK: Osprey Pub Co. ISBN 9781849081955.
{{cite book}}
: CS1 maint: multiple names: authors list (link) - Balmuth, Miriam S.; Tykot, Robert H. (1998). Studies in Sardinian Archaeology, Volume 5. Ann Arbor, MI: Oxbow Books.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Beckman, Gary M.; Bryce, Trevor R.; Cline, Eric H. (2012). Writings from the Ancient World: The Ahhiyawa Texts (PDF). Atlanta: Society of Biblical Literature. ISSN 1570-7008.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Borza, Eugene N. (1992). In the Shadow of Olympus: The Emergence of Macedon. Princeton, NJ: Princeton University Press. ISBN 978-0-691-00880-6.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Bryce, Trevor (2005). The Kingdom of the Hittites (New ed.). Oxford: Oxford University Press. ISBN 9780199279081.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Budin, Stephanie Lynn (2009) [2004]. The Ancient Greeks: An Introduction. Oxford and New York: Oxford University Press. ISBN 978-0-19-537984-6.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Castleden, Rodney (2005). The Mycenaeans. London and New York: Routledge. ISBN 0-415-36336-5.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Cavanagh, William G.; Mee, Christopher (1998). A Private Place: Death in Prehistoric Greece [SIMA 125]. Jonsered: Paul Aströms Förlag. ISBN 978-9-17-081178-4.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Chadwick, John; Baumbach, Lydia (1963). "The Mycenaean Greek Vocabulary". Glotta. Vandenhoeck & Ruprecht (GmbH & Co. KG). 41 (3/4): 157–271.
{{cite journal}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Chadwick, John (1976). The Mycenaean World. Cambridge, UK: Cambridge University Press. ISBN 0-521-29037-6.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Cline, Eric H. (2007). "Rethinking Mycenaean International Trade with Egypt and the Near East". In Galaty, M.; Parkinson, W. (eds.). Rethinking Mycenaean Palaces II: Revised and Expanded Edition. Los Angeles, CA: Cotsen Institute of Archaeology. pp. 190–200.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Cline, Eric H., ed. (2012). The Oxford Handbook of the Bronze Age Aegean. Oxford: Oxford University Press. ISBN 978-0-19-987360-9.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Cline, Eric H. (2014). 1177 B.C. The Year Civilization Collapsed. Princeton, NJ: Princeton University Press. ISBN 978-1-40-084998-7.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - de la Cruz, José Clemente Martín (1988). "Mykenische Keramik aus Bronzezeitlichen Siedlungsschichten von Montoro am Guadalquivir". Madrider Mitteilungen (29): 77–92.
{{cite journal}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Dickinson, Oliver (1977). The Origins of Mycenaean Civilization. Götenberg: Paul Aströms Förlag.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Dickinson, Oliver (December 1999). Invasion, Migration and the Shaft Graves. Vol. 43. pp. 97–107. doi:10.1111/j.2041-5370.1999.tb00480.x.
{{cite book}}
:|journal=
ignored (help); Invalid|ref=harv
(help) - Dickinson, Oliver (2006). The Aegean from Bronze Age to Iron Age: Continuity and Change between the Twelfth and Eighth Centuries BC. New York, NY: Routledge. ISBN 978-0-20-396836-9.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Drews, Robert (1993). The End of the Bronze Age. Princeton, NJ: Princeton University Press. ISBN 978-0-69-102591-9.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Feuer, Bryan Avery (2004). Mycenaean Civilization: An Annotated Bibliography through 2002. Jefferson, NC: McFarland & Company, Inc. ISBN 978-0-78-641748-3.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Fields, Nic; illustrated by Donato Spedaliere (2004). Mycenaean Citadels c. 1350–1200 BC (3rd ed.). Oxford: Osprey Publishing. ISBN 9781841767628.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help)CS1 maint: multiple names: authors list (link) - Fields, Nic; illustrated by Brian Delf (2006). Bronze Age War Chariots. Oxford: Osprey. ISBN 9781841769448.
{{cite book}}
: CS1 maint: multiple names: authors list (link) - Finley, Moses I. (1954). The World of Odysseus. New York, NY: New York Review Books. ISBN 978-1-59-017017-5.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Fisher, Elizabeth A. (1998). The Mycenaeans and Apulia. An Examination of Aegean Bronze Age Contacts with Apulia in Eastern Magna Grecia. Jonsered, Sweden: Astrom.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Freeman, Charles (2014). Egypt, Greece and Rome: Civilizations of the Ancient Mediterranean (3rd ed.). Oxford: Oxford University Press. ISBN 9780199651924.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Graziado, Giampaolo (July 1991). "The Process of Social Stratification at Mycenae in the Shaft Grave Period: A Comparative Examination of the Evidence". American Journal of Archaeology. Archaeological Institute of America. 95 (3): 403–440.
{{cite journal}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Hajnal, Ivo; Posch, Claudia (2009). "Graeco-Anatolian Contacts in the Mycenaean Period". Sprachwissenschaft Innsbruck Institut für Sprachen und Literaturen. Retrieved 4 April 2015.
{{cite web}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Hammond, Nicholas G.L. (1967). "Tumulus Burial in Albania, the Grave Circles of Mycenae, and the Indo-Europeans". Annual of the British School at Athens. 62.
{{cite journal}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Hägg, Robin; Marinatos, Nannó (1981). Sanctuaries and Cults in the Aegean Bronze Age: Proceedings of the First International Symposium at the Swedish Institute in Athens, 12-13 May, 1980. Stockholm: Svenska Institutet i Athen. ISBN 978-9-18-508643-6.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Hammond, Nicholas G.L. (1976). Migrations and Invasions in Greece and Adjacent Areas. Park Ridge, NJ: Noyes Press. ISBN 978-0-8155-5047-1.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Howard, Dan (2011). Bronze Age Military Equipment. Barnsley: Pen & Sword Military. ISBN 9781848842939.
- Iacovou, Maria (2013). "Chapter Twenty-Two Aegean-Style Material Culture in Late Cypriot III: Minimal Evidence, Maximum Interpretation". In Killebrew, Ann E.; Lehmann, Gunnar (eds.). The Philistines and other "Sea Peoples" in Text and Archaeology. Atlanta, GA: Society of Biblical Literature. pp. 585–618. ISBN 978-1-58-983721-8.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Immerwahr, Sara A. (1990). Aegean Painting in the Bronze Age. University Park: Pennsylvania State University Press. ISBN 978-0-27-100628-4.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Latacz, Joachim (2004). Troy and Homer: Towards a Solution of an Old Mystery. Oxford: Oxford University Press. ISBN 9780199263080.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Kelder, Jorrit M. (2010). "The Kingdom of Mycenae: A Great Kingdom in the Late Bronze Age Aegean". www.academia.edu. Bethesda, MD: CDL Press. Retrieved 18 March 2015.
{{cite web}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Kling, Barbara (1989). Mycenaean IIIC:1b and Related Pottery in Cyprus. Lund: P. Aströms Förlag. ISBN 978-9-18-609893-3.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Lewartowski, Kazimierz (2000). Late Helladic Simple Graves: A Study of Mycenaean Burial Customs (BAR International Series 878). Oxford: Archaeopress. ISBN 978-1-84-171079-2.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Moore, A.D.; Taylour, W.D.; French, Elizabeth Bayard (1999). Well Built Mycenae (Volume 10): The Temple Complex. Warminster, England: Aris & Phillips. ISBN 978-1-84-217000-7.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Mylonas, George Emmanuel (1961). Eleusis and the Eleusinian Mysteries. Princeton, NJ: Princeton University Press.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Mylonas, George Emmanuel (1966). Mycenae and the Mycenaean Age. Princeton, NJ: Princeton University Press.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Nikolaou, Kyriakos (1973). The First Myceneans in Cyprus. Nicosia: Department of Antiquities, Cyprus.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Nilsson, Martin Persson (1940). Greek Popular Religion. New York: Columbia University Press.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Nilsson, Martin Persson (1967). Geschichte der Griechischen Religion (3rd ed.). Munich: C.H. Beck Verlag.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Olsen, Barbara A. (2014). Women in Mycenaean Greece: The Linear B Tablets from Pylos and Knossos. Hoboken, NJ: Taylor and Francis. ISBN 978-1-31-774795-6.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Palaima, Tom (1999). "Mycenaean Militarism from a Textual Perspective" (PDF). Polemos: Warfare in the Aegean Bronze Age (Aegaeum). 19: 367–378. Retrieved 14 October 2015.
- Papadimitriou, Nikolas (2001). Built Chamber Tombs of Middle and Late Bronze Age Date in Mainland Greece and the Islands (BAR International Series 925). Oxford: John and Erica Hedges Ltd. and Archaeopress. ISBN 978-1-84-171170-6.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Pelon, Olivier (1976). Tholoi, Tumuli et Cercles Funéraires. Paris: Diffusion de Boccard.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Peruzzi, Emilio (1980). Mycenaeans in Early Latium. Rome: Edizioni dell'Ateneo & Bizzarri.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Petrie, Sir William Matthew Flinders (1894). Tell el-Amarna. London: Methuen & Co.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Renfrew, Colin; Mountjoy, Penelope A.; Macfarlane, Callum (1985). The Archaeology of Cult: The Sanctuary at Phylakopi. London: British School of Archaeology at Athens. ISBN 978-0-50-096021-9.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Ridgway, David (1992). The First Western Greeks. Cambridge and New York: Cambridge University Press. ISBN 978-0-52-142164-5.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Runnels, Curtis Neil; Murray, Priscilla (2001). Greece before History: An Archaeological Companion and Guide. Stanford, CA: Stanford University Press. ISBN 978-0-8047-4050-0.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Shear, Ione Mylonas (January 2000). "Excavations on the Acropolis of Midea: Results of the Greek–Swedish Excavations under the Direction of Katie Demakopoulou and Paul Åström". American Journal of Archaeology. 104 (1): 133–134.
{{cite journal}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Schofield, Louise (2006). The Mycenaeans. Los Angeles, CA: J. Paul Getty Museum. ISBN 9780892368679.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Stubbings, Frank H. (1951). Mycenaean Pottery from the Levant. Cambridge: Cambridge University Press.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Tandy, David W. (2001). Prehistory and History: Ethnicity, Class and Political Economy. Montréal, Québec, Canada: Black Rose Books Limited. ISBN 1-55164-188-7.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Tartaron, Thomas F. (2013). Maritime Networks in the Mycenaean World. Cambridge: Cambridge University Press. ISBN 9781107067134.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Taylour, Lord William; French, Elizabeth Bayard; Wardle, K.A. (2007). Well Built Mycenae (Volume 13): The Helleno-British Excavations within the Citadel at Mycenae 1959-1969. Warminster, England: Aris & Phillips. ISBN 978-1-84-217295-7.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Taylour, Lord William (1969). "Mycenae, 1968". Antiquity. 43: 91–97.
{{cite journal}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Taylour, Lord William (1970). "New Light on Mycenaean Religion". Antiquity. 44: 270–280.
{{cite journal}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Taylour, Lord William (1958). Mycenaean Pottery in Italy and Adjacent Areas. Cambridge: Cambridge University Press.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Thomas, Carol G. (1995). "The Components of Political Identity in Mycenaean Greece" (PDF). Aegaeum. 12: 349–354.
{{cite journal}}
: Invalid|ref=harv
(help) - van Wijngaarden, Geert Jan (2002). Use and Appreciation of Mycenaean Pottery in the Levant, Cyprus and Italy (1600–1200 BC). Amsterdam: Amsterdam University Press. ISBN 978-9-05-356482-0.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Vianello, Andrea (2005). Late Bronze Age Mycenaean and Italic Products in the West Mediterranean: A Social and Economic Analysis. Oxford: Archaeopress. ISBN 978-1-84-171875-0.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Wardle, K.A.; Wardle, Diana (1997). Cities of Legend: The Mycenaean World. London: Bristol Classical Press. ISBN 978-1-85-399355-8.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Wikander, Örjan (January–March 1990). "Archaic Roof Tiles the First Generations". Hesperia. 59 (1): 285–290. doi:10.2307/148143.
{{cite journal}}
: Invalid|ref=harv
(help)
قراءات إضافية
- Barlow, Jane Atwood; Bolger, Diane L.; Kling, Barbara (1991). Cypriot Ceramics: Reading the Prehistoric Record. Philadelphia, PA: University of Pennsylvania Museum of Archaeology and Anthropology. ISBN 978-0-92-417110-9.
- Burkert, Walter (1987) [1985]. Greek Religion: Archaic and Classical. Oxford and Malden: Blackwell Publishing Limited. ISBN 978-1-11-872499-6.
- Doumas, Christos (1980). Thera and the Aegean World II: Papers Presented at the Second International Scientific Congress, Santorini, Greece, August 1978. London: Thera and the Aegean World. ISBN 978-0-95-061332-1.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - French, Elizabeth Bayard (2002). Mycenae: Agamemnon's Capital. Stroud: Tempus. ISBN 0-7524-1951-X.
- Gitin, Seymour; Mazar, Amihay; Stern, Ephraim; Dothan, Trude Krakauer (1998). Mediterranean Peoples in Transition: Thirteenth to Early Tenth Centuries BCE. Jerusalem: Israel Exploration Society. ISBN 978-9-65-221036-4.
- Güterbock, Hans G. (April 1983). "The Hittites and the Aegean World: Part 1. The Ahhiyawa Problem Reconsidered". American Journal of Archaeology. 87 (2): 133–138.
- Güterbock, Hans G. (June 1984). "Hittites and Akhaeans: A New Look". Proceedings of the American Philosophical Society. 128 (2): 114–122.
- Hagg, Robin; Wells, Berit (1978). Opuscula Atheniensia XII. Lund: Paul Astroms Forlag. ISBN 978-9-18-508612-2.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Hänsel, B. (ed.); Podzuweit, Christian (1982). "Die mykenische Welt und Troja". Südosteuropa zwischen 1600 und 1000 V. Chr (in German). Berlin: Moreland Editions. pp. 65–88.
{{cite book}}
:|first1=
has generic name (help)CS1 maint: unrecognized language (link) - Higgins, Reynold Alleyne (1997). Minoan and Mycenaean Art. London and New York: Thames & Hudson. ISBN 978-0-50-020303-3.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Hooker, J.T. (1976). Mycenaean Greece. London: Routledge & Kegan Paul.
- Huxley, G.L. (1960). Achaeans and Greeks. Oxford and New York: Oxford University Press.
- Mellink, Machteld J. (April 1983). "The Hittites and the Aegean World: Part 2. Archaeological Comments on Ahhiyawa-Achaians in Western Anatolia". American Journal of Archaeology. 87 (2): 138–141.
- Mountjoy, Penelope A. (1986). Mycenaean Decorated Pottery: A Guide to Identification (Studies in Mediterranean Archaeology 73). Göteborg: Paul Aströms Forlag. ISBN 978-9-18-609832-2.
- Nur, Amos; Cline, Eric (2000). "Poseidon's Horses: Plate Tectonics and Earthquake Storms in the Late Bronze Age Aegean and Eastern Mediterranean" (PDF). Journal of Archaeological Science. 27 (1): 43–63. doi:10.1006/jasc.1999.0431.
- Preziosi, Donald; Hitchcock, Louise A. (1999). Aegean Art and Architecture. Oxford: Oxford University Press. ISBN 978-0-19-284208-4.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Robertson, Martin (1959). Les Grands siècles de la peinture: La peinture Grecque. Genève-Paris: Skira.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Skeat, T.C. (1934). The Dorians in Archaeology. London: de la More Press.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Taylour, Lord William (1990) [1964]. The Mycenaeans. London: Thames & Hudson Limited. ISBN 978-0-50-027586-3.
- Vermeule, Emily; Karageorghis, Vassos (1982). Mycenaean Pictorial Vase Painting. Cambridge, MA: Harvard University Press. ISBN 978-0-67-459650-4.
- Vermeule, Emily Townsend (March 1960). "The Fall of the Mycenaean Empire". Archaeology. Archaeological Institute of America. 13 (1): 66–76. doi:10.2307/41663738.
{{cite journal}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Weiss, Barry (June 1982). "The Decline of Late Bronze Age Civilization as a Possible Response to Climatic Change". Climatic Change. 4 (2): 173–198. doi:10.1007/bf00140587. ISSN 0165-0009.
وصلات خارجية
- Godart, Louis (2013) [January 1997]. "Les citadelles mycéniennes" (in French). Clio.
{{cite web}}
: CS1 maint: unrecognized language (link) - Hemingway, Seán; Hemingway, Colette (2000–2013). "Heilbrunn Timeline of Art History: Mycenaean Civilization". The Metropolitan Museum of Art.
- Horejs, Barbara; Pavúk, Peter, eds. (2007). "The Aegeo-Balkan Prehistory Project". The Aegeo-Balkan Prehistory Team.
- Rutter, Jeremy B. "Prehistoric Archeology of the Aegean". Hanover, NH: Dartmouth College.
- Salimbetti, Andrea (September 2015). "The Greek Age of Bronze".
- "The Mycenaeans and Italy: The Archaeological and Archaeometric Ceramic Evidence". University of Glasgow School of Humanities.
- Wright, James C. (2002). "The Nemea Valley Archaeological Project: Internet Edition". Bryn Mawr College Department of Classical and Near Eastern Archaeology.