العلاقات الإيرانية الفرنسية

العلاقات الإيرانية الفرنسية
Map indicating locations of France and Iran

فرنسا

إيران
البعثات الدبلوماسية
السفارة الفرنسية في طهرانالسفارة الإيرانية في پاريس

العلاقات الإيرانية الفرنسية، هي العلاقات الثنائية بين إيران وفرنسا. تتمتع إيران عموماً بعلاقات ودية مع فرنسا منذ العصور الوسطى. واشتهرت فارس الصفوية برحلات جان-باتيست تاڤرنييه. لدى فرنسا سفارة في طهران، كما أن لإيران سفارة في پاريس.

لكن العلاقات توترت مؤخراً بسبب رفض إيران وقف تخصيب اليورانيوم ودعم فرنسا لإحالة إيران إلى مجلس الأمن.

المحتجون على سفر جان-إيڤ لو دريان إلى إيران، رجل دين يحمل لافتة مكتوب عليها: لقد أعطيتنا الدم الملوث بالإيدز وأخذت مقابلها تكنولوجيتنا النووية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الفترة الصفوية

السفير الفارسي حسين علي بگ. أرسل الفرس سفارات إلى أوروپا منذ عام 1599، لكنهم تجنبوا فرنسا، حليفة الدولة العثمانية.

في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حاولت فارس الحصول على دعم من الدول الأوروپية ضد التوسع الپرتغال والعثمانية المجاورة. وبما أن فرنسا كانت مرتبطة بتحالف مع العثمانيين، فقد تجنبت السفارة الفارسية إلى أوروپا (1599-1602) والسفارة الفارسية إلى أوروپا (1609-1615) فرنسا. ومع ذلك، تأسست عام 1627 بعثة رهبانية كپوتشية في إصفهان تحت إشراف پاسيفيك دو بروڤين.

ومع ذلك، كانت هناك اتصالات تجارية، ومن المعروف أن التاجر الفرنسي جان-باتيست تاڤرنييه (1605-1689) قد وصل إلى أصفهان حوالي عام 1632.

اتخذت العلاقات منعطفاً رسمياً في عهد لويس الرابع عشر وجان-باتيست كولبير، عندما أسس كولبير شركة الهند الشرقية الفرنسية عام 1664، ثم طلب بعد ذلك من لالان ولابولاي الذهاب إلى أصفهان لتعزيز المصالح الفرنسية في فارس.[1] رحب الشاه بهم لأنه كان مسروراً بالحصول على فرصة لموازنة النفوذ الإنگليزي والهولندي في بلاده. قدم إعفاءً لمدة ثلاث سنوات من الرسوم الجمركية، ومنح فرنسا نفس الامتيازات التي تتمتع بها البلدان الأخرى.[1] علاوة على ذلك، مُنحت فرنسا مركزاً تجارياً في بندر عباس.[2]

زار تاجر فرنسي آخر هو جان شاردان (1643-1715) فارس وحظي برعاية الملك الصفوي شاه عباس الثاني وابنه شاه سليمان الأول. عاد شاردان إلى فرنسا عام 1670. وفي العام التالي، نشر رواية عن "Le Couronnement de Soleïmaan" ("تتويج شاه سليمان"). ثم زار فارس مرة أخرى بين عامي 1673 و1680.

استمرت العديد من الاتصالات التجارية بين فارس (إيران الحديثة) وفرنسا. عام 1705، أرسل لويس الرابع عشر سفيراً فوق العادة في شخص جان-باتيست فابر، برفقة مجموعة تضم جاك روسو، عم جان جاك روسو، وامرأة تدعى ماري پوتيت، التي كانت تمتلك منزاً للقمار، وربما كان شقيقاً لها أيضاً، في پاريس. توفي فابر في فارس، لكن المفاوضات تولاها پيير-ڤيكتور ميشيل، مما أدى إلى توقيع اتفاقية غير فعالة إلى حد كبير في سبتمبر 1708.[3] قبل ذلك، كان عليه أن يستبعد ماري پوتيت التي حاولت، "باسم أميرات فرنسا"، إقناع الشاه بالاعتراف بها باعتبارها الممثلة الشرعية الوحيدة لفرنسا.[4]

رغبة منه في تعزيز التبادلات، أرسل الشاه سفارة عام 1715، بقيادة محمد رضا بك، السفارة الفارسية إلى لويس الرابع عشر، وزارت السفارة الملك لويس الرابع عشر وحصلت على معاهدة تحالف جديدة تم توقيعها في ڤرساي في 13 أغسطس 1715.[5] ثم انقطع الاتصال مع سقوط الامبراطورية الصفوية عام 1722 والاضطرابات التي تلتها، حتى نهاية القرن.[6]

متأثراً بالزيارات الفارسية، كتب المؤلف الفرنسي مونتسكيو رواية خيالية عن فارس عام 1721، أطلق عليها اسم الرسائل الفارسية.


الفترة القاجارية

المبعوث الفارسي "مرزا محمد رضا-قزويني" يلتقي ناپليون الأول في قصر فنكن‌شتاين، 27 أبريل 1807، لتوقيع معاهدة فنكن‌شتاين. بريشة فرانسوا مولار.
السفير الفارسي عسكر خان أفشار، في پاريس من يوليو 1808 إلى أبريل 1810، ريشة مدام ڤاڤين.

جرت محاولات لاستئناف التواصل في أعقاب الثورة الفرنسية، حيث كانت فرنسا في صراع مع روسيا وكانت ترغب في إيجاد حليف ضد تلك الدولة. عام 1796، أرسلت الديركتوار إلى فارس العالمين فرنسيين جان-گي‌يوم بروگيير وگي‌يوم-أنطوان أوليڤييه، لكنهما لم ينجحا في التوصل لاتفاق.[7]

تأسس التحالف الفارسي الفرنسي لفترة قصيرة بين الإمبراطورية الفرنسية بقيادة ناپليون الأول والإمبراطورية الفارسية بقيادة فتح علي شاه ضد روسيا وبريطانيا العظمى بين عامي 1807 و1809. وكان التحالف جزءاً من خطة ناپليون لتأسيس جبهة أخرى على الحدود الجنوبية لروسيا، حيث كانت إيران وروسيا متاخمتين لبعضهما البعض مباشرة هناك في منطقة القوقاز. علاوة على ذلك، كان الامبراطور الإيراني متورطاً في نزاع إقليمي مع القيصر الروسي في أعقاب ضمه لجورجيا، التي كانت جزءاً متقطعاً من إيران منذ منتصف القرن السادس عشر. وانهار التحالف عندما تحالفت فرنسا أخيراً مع روسيا وحولت تركيزها إلى الحملات الأوروپية، وتوقفت عن دعمها أثناء الحرب الروسية الفارسية (1804-1813)، والتي تحولت في نهاية الأمر إلى هزيمة إيرانية وخسائر إقليمية هائلة، بما في ذلك جورجيا وداغستان ومعظم جمهورية أذربيجان المعاصرة.[8][9]

استؤنفت العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا عام 1839 في أعقاب نزاع بين بريطانيا العظمى وفارس حول مدينة هرات الإيرانية. وكانت بريطانيا العظمى قد سحبت بعثاتها العسكرية والدبلوماسية من فارس، واحتلت جزيرة خرج، وهاجمت بوشهر.[10] في المقابل، استأنف محمد شاه قاجار العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا، وأرسل بعثة دبلوماسية إلى لوي فيليپ تحت قيادة ميرزا ​​حسين خان للحصول على مساعدة عسكرية. ورداً على ذلك، أُرسلت مجموعة من الضباط الفرنسيين إلى فارس مع السفير العائد.[10]

الفترة الپهلوية

Universal Newsreel عن زيارة الشاه لفرنسا عام 1961.

كان هناك تعاون اقتصادي وثيق بين فرنسا وإيران خلال الفترة الپهلوية، وخاصة فيما يتعلق بالعديد من عقود الأشغال العامة.[مطلوب توضيح]

جمهورية إيران الإسلامية

البرنامج النووي

في أعقاب الثورة الإسلامية 1979، رفضت فرنسا الاستمرار في تزويد إيران باليورانيوم المخصب، الذي تحتاجه لبرنامجها النووي. كما لم تسترد طهران استثماراتها من يوروديف، الشركة المساهمة التي أسستها فرنسا وبلجيكا وإسبانيا والسويد عام 1973. في عام 1975، ذهبت حصة السويد البالغة 10% في يوروديف إلى إيران نتيجة لاتفاق بين فرنسا وإيران. أسست الحكومة الفرنسية شركة كوگيما وأسست طهران شركة سوفيديف (Société Franco–iranienne pour l’enrichissement de l’uranium par diffusion gazeuse) بحصة 60% و40% على التوالي. في المقابل استحوذت سوفيديف على 25% من يوروديف، التي أعطت إيران حصتها البالغة 10% في يوروديف. أقرض الشاه رضا شاه پهلوي بليون دولار دولار (و180 مليون دولار أخرى عام 1977) لبناء مصنع يوروديف، وذلك للحصول على حق شراء 10% من إنتاج الموقع.

عام 1982، رفض الرئيس فرانسوا ميتران، الذي انتُخِب في العام السابق، إعطاء أي يورانيوم لإيران، التي طالبت أيضاً بديون بقيمة بليون دولار. في عام 1986، اغتيل مدير يوروديف جورج بيس؛ ويُزعم أن المسلحين اليساريين من أكشن دايركت هم من نفذوا من هذه الجريمة. ومع ذلك، فقد نفوا أي مسؤولية أثناء محاكمتهم.[بحاجة لمصدر] في تحقيقهما الجمهورية الذرية، فرنسا وإيران والاتفاق النووير، أشار ديڤيد كار براون ودومينيك لورينتز إلى مسؤولية أجهزة المخابرات الإيرانية. كما زعما أن فضيحة الرهائن الفرنسيين كانت مرتبطة بالابتزاز الإيراني. وفي النهاية تم التوصل إلى اتفاق في عام 1991: أعادت فرنسا أكثر من 1.6 بليون دولار. وظلت إيران مساهمة في يوروديف من خلال سوفيديف، وهي شركة فرنسية-إيرانية مساهمة بنسبة 25% في يوروديف. ومع ذلك، امتنعت إيران عن المطالبة باليورانيوم المنتج.[11][12]

في فبراير 2023، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مخاوفها بشأن التعديلات غير المعلنة في موقع فوردو النووي الإيراني، الذي يعمل على تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهي خطوة أقل من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة. ويتعارض هذا التطور مع التزامات إيران بموجب اتفاقية الضمانات، ويقوض قدرة الوكالة على تنفيذ تدابير الضمانات الفعالة.[13]

الحرب الإيرانية العراقية (1980–1988)

علاوة على ذلك، دعمت فرنسا، إلى جانب الولايات المتحدة ودول أخرى، صدام حسين في حربه على إيران (1980-1988).[بحاجة لمصدر] كانت القوات الجوية العراقية تضم عشرات من طائرات داسو ميراج إف1، وداسو-بريجيه سوپر إيتندارد، وإيروسپاسيال گازيل، بالإضافة لأسلحة أخرى. عام 1985 بلغ إجمالي المشتريات العسكرية العراقية من فرنسا 5.5 بليون دولار، مما دفع السناتور الأمريكي تيد ستڤنز، ورئيس لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ الأمريكي، إلى إعلان بيع فرنسا للمعدات العسكرية للعراق "خيانة دولية".[14]

ساعد جاك شيراك في بيع المفاعلين النوويين لصدام حسين، الأمر الذي وضع بغداد على الطريق نحو اكتساب القدرة على تصنيع الأسلحة النووية. وبحلول عام 2000، أصبحت فرنسا أكبر مورد للمعدات العسكرية والمعدات ذات الاستخدام المزدوج للعراق، وفقاً لعضو بارز في الكونگرس رفض الكشف عن هويته.[15]

كان الفرنسيون قلقين من أن دعمهم للعراق قد يضر بعلاقاتهم مع إيران، لكن مصالحهم الاقتصادية والتجارية في العراق كانت هامة للغاية. عزز الجيش الفرنسي وجوده البحري في الخليج رداً على التهديدات الإيرانية بتدهور العلاقات. يعود تاريخ فرنسا مع بغداد إلى عقود مضت. كانت فرنسا تحظى بشعبية كبيرة في الشرق الأوسط بعد موقفها العلني من الحياد في حرب 1967. استحضر الجنرال ديگول إشارات رمزية للتعاون بين شارلمان والخليفة العباسي هارون الرشيد، ووعد العراق المتحالف مع الاتحاد السوڤيتي بالتعاون الفرنسي في وقت كان فيه العراق معزولاً سياسياً عن الغرب نتيجة لتوترات الحرب الباردة. بدأت شركات بيرليه وساڤيم وپانار الفرنسية في بيع المركبات العسكرية للجيش العراقي. زار صدام حسين فرنسا عام 1972 لإتمام اتفاقيات التعاون النفطي رسمياً بين البلدين بعد تأميم صناعة النفط العراقية. أعطى حسين الفرنسيين قائمة بالأسلحة التي يرغب الجيش العراقي في الحصول عليها بما في ذلك الرادارات والمروحيات والطائرات المقاتلة.[16]

كانت العلاقات بين پاريس وبغداد تقترب أكثر فأكثر. ومع نهاية السبعينيات، كان هناك أكثر من 65 شركة فرنسية تعمل في العراق. وكانت مجموعة بويگ قد بنت ملاجئ تحت الأرض للجيش العراقي. كما باعت للعراق صواريخ ومعدات حربية أخرى. ومن ناحية أخرى، كانت العلاقات مع إيران تقتصر في المقام الأول على التبادلات الثقافية. وكانت فرنسا تعتبر الشاه صديقاً بشكل عام، ولكنها أدانت الخط الاستبدادي للنظام. وكانت طهران تعتبر ضمن المجالين الأمريكي والبريطاني، وكانت پاريس أقل اهتماماً بطهران من بغداد لأنها لم تكن قادرة على بيع الأسلحة الفرنسية لإيران. وقد طورت پاريس وبغداد علاقات تجارية أخرى بما في ذلك المعدات النووية، وفي عام 1974 دخلت الحكومة الفرنسية في اتفاق لبيع محطات الطاقة النووية لإيران. ومنح الشاه فرنسا قرضاً بقيمة بليون دولار مقابل حصة 10% في يوروديف مما يسمح لإيران بشراء 10% من اليورانيوم المخصب الذي تنتجه محطة تريكاستين.[16]

ظلت فرنسا ملتزمة بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني. وعندما طُرد آية الله الخميني من إيران، منحته الحكومة الفرنسية اللجوء السياسي، لكن الخميني عاد لاحقاً لتولي السلطة بعد قيام الثورة الإسلامية عام 1979. وانسحبت الحكومة الإسلامية من اتفاقيات التعاون النووي مع فرنسا، وأدى النزاع حول شراكة يوروديف إلى إلحاق أضرار جسيمة بالعلاقات بين البلدين. وعندما انتُخب فرانسوا ميتران في مايو 1981، أرسل رسائل علنية إلى صدام حسين يعبر فيها عن دعم فرنسا له. وكان العراق يُعَد مثالاً للقيم العلمانية والتقدمية والحداثية التي تتناقض مع التوجه المحافظ الإيراني. ويذكر كلود شيسون أن "العراق هو الحاجز الوحيد أمام الهجوم الإسلامي الذي من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة بأكملها ويطيح بالأنظمة العربية المعتدلة".[16]

الغارة على مجاهدي خلق 2003

في يونيو 2003، داهمت الشرطة الفرنسية ممتلكات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، بما في ذلك قاعدتها في أوڤير-سور أواز. ثم ألقت القبض على 160 شخصاً يشتبه في انتمائهم إلى المنظمة. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي في ذلك الوقت نيكولا ساركوزي أن منظمة مجاهدي خلق "أرادت مؤخراً أن تجعل من فرنسا قاعدة دعم لها، وخاصة بعد التدخل في العراق"،[17] في حين اتهم السناتور الأمريكي الجمهوري سام براونباك، الفرنسيين بالقيام "بعمل قذر لصالح الحكومة الإيرانية". وبالتعاون مع أعضاء آخرين في الكونگرس، كتب براونباك رسالة احتجاج إلى الرئيس الفرنسي جاك شيراك، في حين كان مؤيدو مجاهدي خلق الإيرانية ينتقدون منذ فترة طويلة أمثال الديمقراطية شيلا جاكسون لي، اعتقال مريم رضوي.[18] أسقطت لاحقاً جميع الاتهامات عن المشتبه بهم.[19][20][21]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أخرى

عام 2019، أُعتقلت الأكاديمية الفرنسية الإيرانية فريبا عادلخواه والأكاديمي الفرنسي رولان مارشال بتهم أمنية.[22] تم الإفراج عن مارشال لاحقاً في عملية تبادل للسجناء. حُكم على عادلخواه عام 2020 بالسجن خمس سنوات بتهمة أمنية وسنة واحدة بتهمة الدعاية. وبحسب فرانس 24، كانت القضية "شوكة في العلاقات" بين فرنسا وإيران. طلبت لجنة دعم الأكاديميين من المؤسسات العلمية "تعليق جميع أوجه التعاون العلمي مع إيران".[23] في مايو 2022، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية أنها اعتقلت أوروپيين اثنين، تم التعرف عليهما لاحقاً على أنهما مواطنان فرنسيان، بتهمة إثارة "إنعدام الأمن" في إيران. وفي أكتوبر 2022، أعلنت السلطات الإيرانية عن المزيد من الاعتقالات في "قضية الجواسيس الفرنسيين"، متهمة المعتقلين بـ "التآمر والتواطؤ" للإضرار بالأمن القومي الإيراني.[24]

في يناير 2023، استولت القوات الخاصة الفرنسية على قارب في خليج عمان محملاً بأسلحة وذخائر قادمة من إيران والتي كانت متجهة إلى مسلحين في اليمن.[25][26]

العلاقات الاقتصادية

بحصة بلغت 6.25% من سوق الصادرات إلى إيران، أصبحت فرنسا عام 2005 سادس أكبر مورد لإيران.[27] تحتل إيران الترتيب 27 كأكبر عميل لفرنسا (ثالث أكبر عميل لها في الشرق الأوسط). وتتركز 55% من الصادرات الفرنسية في قطاع السيارات. كما تنشط الشركات الفرنسية بشكل كبير في صناعة النفط، والنقل بالسكك الحديدية والشحن، والقطاع المالي. وفي الغالب، تتكون الواردات الفرنسية من إيران من النفط الخام. وفي المجمل، يأتي 3% من واردات الهيدروكربون الفرنسية من إيران. لقد دخلت اتفاقية متبادلة لحماية وتشجيع الاستثمار، والتي وقعها وزير التجارة الخارجية الفرنسي في 12 مايو 2003 في طهران، حيز التنفيذ في 13 نوفمبر 2004. كما قام وزير التجارة الإيراني السيد محمد شريعت مداري بزيارة رسمية إلى فرنسا في الفترة من 20 إلى 23 يناير 2004. كما قام وزير الدولة الفرنسي للنقل والبحر السيد فرانسوا جولار بزيارة إيران في 20 يونيو 2004، بمناسبة استئناف رحلات إير فرانس من پاريس إلى طهران. إن القضية النووية سوف تحدد أي تغييرات في مناخ الأعمال في إيران. وقد أكدت فرنسا وشركاؤها الأوروبيون لإيران الآفاق الواعدة التي قد تنجم عن حل تفاوضي. ومع ذلك، فإن التدهور الحالي للأزمة النووية من شأنه أن يلحق الضرر بالتعاون الاقتصادي الفرنسي مع إيران على الأمد البعيد.

يعود تاريخ تعاون آيكو مع پيجو الفرنسية إلى أكثر من عقدين، وكانت سبعة موديلات مختلفة من بيجو تمثل حوالي 64% من إجمالي 542.000 سيارة ركاب وشاحنة صغيرة أنتجتها آيكو عام 2007. تنتج آيكو وثاني أكبر شركة سيارات في إيران، سايپا، سيارة لوگان في مشروع مشترك مع رينو الفرنسية.[28]

العلاقات الدبلوماسية

السفارة الإيرانية في پاريس.

وقد جرت أحدث الزيارات الثنائية بين الزعماء السياسيين خلال النصف الأول من عام 2005:

  • التقى الرئيس خاتمي بالرئيس الفرنسي في پاريس في 5 إبريل 2005، على هامش مؤتمر في اليونسكو، حيث ألقى كلمة حول الحوار بين الحضارات. كما استقبل الوزير نظيره الإيراني السيد كمال خرازي، الذي كان يرافق الرئيس الإيراني.
  • قام السيد كزاڤييه داركو، الوزير المنتدب للتعاون والتنمية والفرنكوفونية، بزيارة طهران وبام يومي 22 و23 مايو 2005.

لقد أدان الرئيس الفرنسي بشدة التصريحات التي أدلى بها الرئيس الإيراني والتي تروج لتدمير إسرائيل وتنفي الإبادة الجماعية النازية، وقد تم استدعاء السفير الإيراني إلى وزارة الخارجية في 27 أكتوبر 2005 بخصوص هذه المسألة. وقد أعربت الحكومة الفرنسية للحكومة الإيرانية عن قلقها بشأن وضع حقوق الإنسان في إيران.

في 12 ديسمبر 2005، منح رئيس الوزراء جائزة حقوق الإنسان الفرنسية لزوجة عماد الدين باقي، المعارض الإيراني الذي يكافح من أجل حقوق السجناء وضد عقوبة الإعدام في إيران. وفي إطار سياستها الداعمة للمدافعين عن حقوق الإنسان، استدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال الإيراني في پاريس في أغسطس 2005 للتعبير عن قلقها إزاء مصير الصحفي أكبر گاندجي ومحاميه السيد سلطاني (الذي حصل على جائزة حقوق الإنسان الفرنسية في ديسمبر 2003 نيابة عن مركز الدفاع عن حقوق الإنسان، الذي ترأسه السيدة شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام).

انتهى سفير إيران في پاريس السيد صادق خرازي من منصبه في 22 نوفمبر 2005. ويشغل خليفته علي أهاني حالياً منصب السفير الجديد في عهد الرئيس أحمدي نجاد وما بعده.

لقد شهدت العلاقات الإيرانية الفرنسية فتوراً في السنوات الأخيرة. وقد تم قبول بعض قادة منظمة مجاهدي خلق في فرنسا، وشاركوا في حملات نشطة ضد النظام الإسلامي.[بحاجة لمصدر] منذ انتخاب الرئيس أحمدي نجاد عام 2005، أصبحت العلاقة أكثر توتراً. ففي يناير 2007، حذر جاك شيراك في مقابلة صحفية من أن "إطلاق إيران لسلاح نووي ضد دولة مثل إسرائيل من شأنه أن يؤدي إلى تدمير طهران على الفور"، ولكنه سرعان ما تراجع عن تعليقاته.[29] عام 2009، دعمت فرنسا مرشحي المعارضة الذين خسروا الانتخابات بعد إعادة انتخاب أحمدي نجاد. كما أقام المخرج السينمائي الإيراني محسن مخملباف في فرنسا أثناء جولة الإعادة في الانتخابات عام 2009، وكان ينشر الدعاية المناهضة للحكومة ويروج للثورة المخملية الخضراء. كما اتهمت إيران السفارة الفرنسية بالاضطلاع بدور في التحريض على الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات من خلال موظفي سفارتها في طهران.

في أواخر أغسطس 2010، وصفت صحيفة كايهان الإيرانية اليومية المملوكة للدولة السيدة الأولى الفرنسية كارلا بروني-ساركوزي بـ "العاهرة" بعد أن أدانت حكم الرجم ضد سكينة محمدي أشتياني بتهمة الزنا في رسالة مفتوحة، إلى جانب عدد من المشاهير الفرنسيين.[30] كما طالبت الصحيفة في وقت لاحق بإعدام بروني بسبب دعمها لسكينة أشتياني، وبسبب ما وصفته الصحيفة بالفساد الأخلاقي الذي تعاني منه بروني، وكونها هي نفسها كانت لها علاقات خارج إطار الزواج. ورغم أن صحيفة كايهان هي صحيفة ترعاها الدولة، ورغم أنها واصلت هجومها العنيف على بروني إلى جانب وسائل إعلام إيرانية أخرى تديرها الدولة، فقد حاول المسؤولون الإيرانيون النأي بأنفسهم عن هذا الموقف العنيف، في حين انتقد متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية هذه التعليقات ووصفها بأنها "غير مقبولة".[31] وسرعان ما وجدت هذه الحادثة طريقها إلى السياسة الداخلية الإيرانية.

في 10 أبريل 2019، أجرى الرئيس الإيراني حسن روحاني محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إمانوِل ماكرون، ناقشا فيها كيف كان تصنيف الحرس الثوري الإسلامي الإيراني كمنظمة إرهابية على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية بمثابة عملاً استفزازياً للغاية تم اتخاذه ضد إيران.[32]

في 12 مايو 2022، استدعت فرنسا مبعوثاً إيرانياً رفيع المستوى بعد سجن اثنين من مواطنيها في طهران بشكل تعسفي، وفقاً للحكومة الفرنسية.[33]

في 15 يوليو 2022، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا طلبت من إيران إطلاق سراح ثلاثة مخرجين سينمائيين تم اعتقالهم في وقت سابق من ذلك الشهر.[34]

في مكالمة هاتفية مع مسعود پزشكيان في 29 يوليو 2024، حذر ماكرون إيران من دعمها المستمر للحرب الروسية في أوكرانيا. وأعرب ماكرون عن مسؤولية إيران عن المساعدة في منع تصعيد التوترات بين لبنان وإسرائيل من خلال وقف دعمها للجهات الفاعلة المزعزعة للاستقرار. بالإضافة إلى ذلك، حث إيران على وقف التصعيد المثير للقلق لبرنامجها النووي والامتثال للمنظمات الدولية. كما أكد ماكرون أن إطلاق سراح الرهائن الفرنسيين الثلاثة سيكون ضرورياً لتحسين العلاقات الإيرانية الفرنسية.[35]

العلاقات الثقافية والعلمية والتقنية

تدار علاقات التعاون في إطار الترتيب العام المؤرخ في 14 سبتمبر 1993 والترتيب الثقافي المؤرخ 31 يناير 1999. وقد تم تحديد أربع أولويات:

  • تعزيز الشراكات بين الجامعات والتدريب الفرنسي المتقدم. وتعد فرنسا الدولة السادسة الرائدة من حيث استضافة العلماء الإيرانيين. ومن المقرر أن تُجمع الإجراءات الداعمة للتعاون الجامعي التي تقوم بها السفارة في طهران (الترحيب بالطلاب وتوجيههم، وتحسين مهارات اللغة، وتوفير فرص التواصل مع العلماء السابقين) في مركز للمعلومات والتبادل الجامعي.
  • زيادة تدريس اللغة الفرنسية في التعليم الثانوي والعالي في إيران. فقد قدمت العديد من المدارس الثانوية العامة في إيران دروساً باللغة الفرنسية في خريف 2003.
  • هناك كلمات مستعارة من اللغة الفرنسية، وتشابه اللغة بسبب كونهما لغتين هندو-أوروپيتين.
  • تعزيز الشراكات العلمية (علم الزلازل، علم الأحياء، العلوم البيئية، تخطيط المدن، العلوم الإنسانية والاجتماعية، الطب البيطري) بما يتفق مع قواعد اليقظة وبتمويل مشترك من إيران. وانتهى برنامج العمل المتكامل الذي استمر لمدة عامين (والذي أطلق عليه اسم "گنديشاپور") في يوليو 2004.
  • التنمية الثنائية في الحوار الثقافي. تقدم السفارة خدمات الترجمة والنشر التطوعية وتنظم الفعاليات الثقافية والعلمية. يعد معهد الأبحاث الفرنسي في إيران المركز البحثي الأجنبي الوحيد المخول له بالمشاركة في نشر المعلومات حول الثقافة الإيرانية.

استطلاعات الرأي

بحسب استطلاع أجرته خدمة بي بي سي العالمية عام 2012، فإن 7% فقط من الفرنسيين ينظرون إلى نفوذ إيران بشكل إيجابي، بينما عبر 82% عن وجهة نظر سلبية.[36] وبحسب مسح أجرته مؤسسة پيو للمواقف العالمية عام 2012، فإن 14% من الفرنسيين ينظرون إلى إيران بشكل إيجابي، مقارنة بـ 86% ينظرون إليها بشكل سلبي؛ 96% من الفرنسيين يعارضون امتلاك إيران للأسلحة النووية و74% يوافقون على "عقوبات أكثر صرامة" على إيران، بينما أيد 51% استخدام القوة العسكرية لمنع إيران من تطوير الأسلحة النووية.[37]

2016

في 10 ديسمبر 2015 أفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أن واردات فرنسا من إيران في الأشهر التسعة الأولى من عام 2016 أظهرت ارتفاعا بمقدار 34 ضعفا مقارنة بالفترة المقابلة من عام 2015.[38]

البعثات الدبلوماسية المقيمة

انظر أيضاً


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهوامش

  1. ^ أ ب Iradj Amini, p.16
  2. ^ Iradj Amini, p.17
  3. ^ Iradj Amini, p.19
  4. ^ Lauzon, Matthew (2014). ""In the Name of the Princesses of France": Marie Petit and the 1706 French Diplomatic Mission to Safavid Iran". Journal of World History. 25 (2–3): 341–371. doi:10.1353/jwh.2014.0019. S2CID 144305226.
  5. ^ Iradj Amini, p.22
  6. ^ Iradj Amini, pp.23-24
  7. ^ Amini, p.6
  8. ^ Timothy C. Dowling Russia at War: From the Mongol Conquest to Afghanistan, Chechnya, and Beyond p 728 ABC-CLIO, 2 dec. 2014 ISBN 1598849484
  9. ^ Napoleon and Persia: Franco-Persian Relations Under the First Empire, by Iradj Amini, Mage Publishers, 1 Jan 1999
  10. ^ أ ب Ghanī, Sīrūs (May 2, 1987). Iran and the West: A Critical Bibliography. Kegan Paul International. ISBN 9780710302434 – via Google Books.
  11. ^ Dominique Lorentz (November 11, 2001). "La république atomique" (in الفرنسية). Le Monde. Archived from the original on 2007-05-09.
  12. ^ "Iskandar Safa and the French Hostage Scandal". Middle East Intelligence Bulletin. February 2002. Archived from the original on 2006-02-14.
  13. ^ "Iran in 2023: Timeline | The Iran Primer". iranprimer.usip.org (in الإنجليزية). 2023-12-14. Retrieved 2024-02-21.
  14. ^ "French connection armed Saddam." Bill Gertz, The Washington Times, September 8, 2004.
  15. ^ Ibid.
  16. ^ أ ب ت Razoux, P. (2015). The Iran–Iraq War. (n.p.): Harvard University Press.
  17. ^ "France investigates Iran exiles". BBC News. June 22, 2003.
  18. ^ Rubin, Elizabeth, New York Times. "The Cult of Rajavi". Archived from the original on 2009-02-23. Retrieved 2006-04-21.
  19. ^ Jolly, David (12 May 2011), France Will Drop Charges Against Iranian Dissidents, https://www.nytimes.com/2011/05/13/world/europe/13iht-iran13.html, retrieved on 5 January 2019 
  20. ^ France drops case against Iranian dissidents after 11-year probe, Reuters, 17 September 2014, https://www.reuters.com/article/us-france-iran-ncri/france-drops-case-against-iranian-dissidents-after-11-year-probe-idUSKBN0HC1OR20140917, retrieved on 5 January 2019 
  21. ^ France Drops Case Against Iranian Dissidents, Radio Free Europe/Radio Liberty, 17 September 2014, https://www.rferl.org/a/france-drops-iran-dissidents-case/26590826.html, retrieved on 20 January 2020 
  22. ^ "Iran yet to give evidence against detained French pair: lawyer". Reuters (in الإنجليزية). 28 October 2019. Retrieved 16 May 2020.
  23. ^ "Iran sentences French academic Fariba Adelkhah to five years in prison". France 24 (in الإنجليزية). 16 May 2020. Retrieved 16 May 2020.
  24. ^ "Iran says more arrests made in French 'spies' case". Reuters (in الإنجليزية). 2022-10-25. Retrieved 2022-10-25.
  25. ^ Faucon, Dion Nissenbaum and Benoit. "WSJ News Exclusive | French Forces Seize Iranian-Supplied Weapons Bound for Yemen". WSJ (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2023-02-02.
  26. ^ "France seizes Iran assault rifles, missiles heading to Yemen". AP NEWS (in الإنجليزية). 2023-02-02. Retrieved 2023-02-02.
  27. ^ "Payvand". Archived from the original on 9 July 2011. Retrieved 9 August 2023.
  28. ^ Economyiran-daily.com Archived 8 أبريل 2020 at the Wayback Machine
  29. ^ Sciolino, Elaine; Bennhold, Katrin (February 1, 2007), "Chirac Strays From Assailing a Nuclear Iran", The New York Times, https://www.nytimes.com/2007/02/01/world/europe/01france.html 
  30. ^ Black, Ian (August 31, 2010). "Iranian media warned after paper calls Carla Bruni-Sarkozy a 'prostitute'". The Guardian.
  31. ^ "Iranian newspaper says French first lady deserves to die". CNN. 2 September 2010.
  32. ^ "Rouhani Tells Macron U.S. Move Against Guards 'Very Provocative And Dangerous'". RFE/RL. 10 April 2019.
  33. ^ "France says two citizens detained in Iran, demands immediate release". Reuters. Reuters. 12 May 2022. Retrieved 16 May 2022.
  34. ^ "France urges Tehran to release film makers arrested in Iran". Reuters. Reuters. 15 July 2022. Retrieved 18 July 2022.
  35. ^ "France's Macron warns Iran against continuing support to Russian war against Ukraine, Elysee says". 29 July 2024. Retrieved 30 July 2024.
  36. ^ Opinion of Iran Archived 2019-05-13 at the Wayback Machine BBC
  37. ^ A Global “No” To a Nuclear-Armed Iran Pew Research Center
  38. ^ "Tasnim News Agency - France's Import from Iran Skyrockets in 2016". Tasnim News Agency. Retrieved 2016-12-20.

المصادر

  • Amini, Iradj (2000). Napoleon and Persia: Franco-Persian relations under the First Empire. Washington, D.C.: Taylor & Francis. ISBN 0-934211-58-2.

وصلات خارجية