العلاقات الإيرانية الكويتية
إيران |
الكويت |
---|---|
البعثات الدبلوماسية | |
سفارة الكويت، طهران | سفار إيران، الكويت |
المبعوث | |
السفير د. علي رضا Anayati[1] | السفير مجدي الظفيري[2] |
ترتبط الكويت وإيران بعلاقات وثيقة. في 2014، وصفت الكويت علاقاتها مع إيران على أنها "ممتازة وتاريخية".[3][4] كما وصف زيارة أمير الكويتي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لطهران في 2014 بـ"النقطة البيضاء في تاريخ البلدين"[5][6]، كما ثمَّن السفير الكويتي في إيران مجدي الظفيري هذه الزيارة[7]. ذكر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أن السيد علي خامنئي مرشد كل المنطقة.[8][9]
تبعد الكويت عن إيران وتحديدًا عن الأهواز حوالي 200 كيلومترًا،[10] ولا يوجد للكويت حدود مباشرة مع إيران، بل يفصل بينهما العراق ومياه الخليج العربي. تبعد مدينة خورمشهر الإيرانية عن العبدلي في الكويت ما لا يزيد عن الساعتين قيادة (مرورًا بالعراق).
تستضيف إيران حوالي 200,000 زائر كويتي لأراضيها سنويًّا[6][11]. يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 150 مليون دولار، هذا المبلغ وصفه وزير التجارة والصناعة الكويتي عبد المحسن المدعج بالأقل كثيرًا من المتوقَّع. [12]
في نوڤمبر 2014، قام وفد الصداقة الإيرانية الكويتية بزيارة طهران ووضع برنامج عمل للسنوات المقبلة يتضمن جميع أشكال التعاون والانشطة والفعاليات الاجتماعية والثقافية وآلية عمل لذلك من خلال إنشاء اللجان الخمسة؛ لاجتماعية والقانونية والثقافية والاعلامية والاقتصادية[13].
في أواخر ديسمبر 2019، استقبل مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي، وفداً من حركة النضال العربي الأحوازي، حركة تنادي باستقلال إقليم الأحواز عن إيران، وتسليمه درع مجلس الأمة إلى الوفد، وذلك على هامش اجتماع في الكويت بعنوان "برلمانيون لأجل الأحواز.
من جانبها، استدعت وزارة الخارجية الايرانية القائم بالأعمال الكويتي في طهران، احتجاجًا على اجتماع "مُمثّل لجماعة إرهابية انفصالية بمسؤولين كويتيين واستضافة هذا البلد لاجتماع معاد لإيران"، وفقا لوكالة أنباء فارس شبه الرسمية.
وقالت وكالة أنباء فارس إن الوزارة أبلغت القائم بأعمال السفارة الكويتية احتجاجها على هذه التصرفات، التي تعد تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لإيران، وانتهاكاً لمبدأ حسن الجوار وتتعارض مع تصريحات المسؤولين الكويتيين حول الصداقة وتتناقض مع مبدأ احترام وحدة الأراضي والسيادة الإيرانية.[14]
وتعد النضال العربي الأحوازي حركة مناهضة للحكومة الإيرانية، وتطالب بإقامة دولة مُستقلة في منطقة الأحواز أو الأهواز (جنوبي غرب إيران).
وسبق أن تبنت الحركة مسؤولية الهجوم المسلح في 22 سبتمبر 2018 في الأحواز، الذي استهدف موكباً عسكرياً في الذكرى السنوية 38 للحرب الإيرانية العراقية، بينما أعلنت جماعات أخرى وقتها مسؤوليتها عن الحادث، منها تنظيم داعش.
وحسب منظمة العفو الدولية، يواجه العرب الأحواز في إيران التمييز والقيود التعسفية، رُغم تمركزهم في إقليم خوزستان الغني بالنفط.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
نالت الكويت استقلالها في 1961، واعترفت إيران بالاستقلال في نفس السنة. فتحت إيران سفارتها في مدينة الكويت في يناير 1962.
في 1973، قالت إيران بأنها ستقف مع الكويت ضد تهديدات العراق وعبَّرت عن استعدادها لإرسال قوات عسكريَّة للكويت. قال رئيس الوزراء الإيراني آنذاك أن إيران لن تسمح لأي تغيير في النظام الجيو-سياسي في المنطقة.
بعد الثورة الإسلامية في 1979، اعترفت الكويت بالنظام الجديد إلا أنها ظلت حذرة ومُترقِّبة حول التطورَّات هناك. زار وزير الخارجية الكويتي آنذاك إيران بعد الثورة حسب قول المحلِّل البحريني أشرف كشك.
بدأت التوترات في العلاقات الإيرانية-الكويتية عند اندلاع الحرب الإيرانية العراقية في سبتمبر 1980؛ وقفت الكويت موقفًا مُحايدًا وطلبت من كلتا الدولتين إنهاء الحرب. قال ولي العهد الكويت آنذاك أن الكويت مُستعدَّة للتوسط بين الدولتين للوصول لتسوية تُرضي كلا الطرفين.
بعد ميل الحرب لصالح إيران، قامت الكويت بدعم العراق بشكل كبير جدًّا؛ ففتحت منافذها للعراق وأعطت العراق قروضًا بلا فائدة بقيمة 4 مليار دولار أمريكي (تساوي 10 مليارات دولار في 2014). بعد ذلك، أصاب حقل أم العيش الكويتي صاروخ نفت إيران مسؤوليتها عنه، إلى أن طائرة حربية مُتمركزة في السعودية أكَّدت على كونه صادر من إيران. [15].
استمرت العلاقات في أدنى مستوياتها لغاية احتلال العراق للكويت في أغسطس 1990، حيث رفضت إيران الاحتلال وأكَّدت أنها لن تسمح للعراق باحتلال الكويت حتى إذا فشلت الدُول العربية في التعامل مع الموضوع بشكل حاسم. دعت إيران لانسحاب كلّ القوات العراقية من الكويت وشدَّدت على دعمها كل العقوبات الاقتصادية لخروج القوات العراقية من الكويت.
كثرت الزيارات الدبلماسية بعد وصول الرئيس محمد خاتمي للسلطة في 1997. في نفس السنة، زار وزير الخارجية الإيراني الكويت بهدف تعزيز علاقات إيران مع دول مجلس التعاون الخليجي.
في 2002، زار وزير الدفاع الإيراني الكويت وفي نفس السنة زار المُتحدِّث في مجلس الأمة الكويتي إيران. في 2003، زار وزير الخارجية الكويتي إيران ووقَّع ثلاث اتفاقيَّات تجارية مع إيران.[16]
في يوليو 2015 وبعد التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني، هنَّأ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح المرشد الأعلى للثورة الإسلاميَّة علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني بالاتفاق، معربًا عن تطلعاته لإسهام الاتفاق في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ونهضة دول المنطقة، وكذلك فعل ولي العهد الشبخ نواف الأحمد الصباح ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح.[17][18]
نزاعات
حقل الدرة، أو كما يسميه الإيرانيون حقل "أراش"، اكتشف عام 1960 ويقع شمال الخليج العربي، على شكل مثلث مائي، الجزء الأكبر منه يقع على الحدود المشتركة بين الكويت والسعودية، كما يقع جزء مشترك من الحقل مع الجانب الإيراني، وقد توصلت الرياض والكويت لاتفاق بشأن الحدود البحرية بينهما العام 2000.[19]
يعود النزاع حول هذا الحقل إلى الستينات عندما منحت إيران حق التنقيب والاستغلال للشركة الإيرانية - البريطانية للنفط، في حين منحت الكويت الامتياز لشركة رويال داتش شل، وقد تداخل الامتيازان في الجزء الشمالي من حقل الدرة.
وفي 26 أغسطس 2015، إستدعت الخارجية الكويتية القائم بأعمال السفارة الإيرانية لديها احتجاجا على طرح إيران مشروعين لتطوير حقل الدرة النفطي، حسبما ذكرت الخارجية الكويتية.
وقالت الخارجية الكويتية إنها سلمت مذكرة احتجاج بسبب تقارير أشارت إلى قيام شركة النفط الوطنية الإيرانية بإصدار نشرة بشأن الفرص الاستثمارية النفطية في إيران متضمنة فرصا للاستثمار في أجزاء من امتداد حقل الدرة، الواقع في المنطقة البحرية المتداخلة التي لم يتم ترسيمها بين الكويت وإيران.
حقل الدرة
في 26 مارس 2022 قالت وزارة الخارجية الإيرانية بأن الاتفاق بين الكويت والسعودية على تطوير حقل الدرة للغاز الطبيعي مخالف للقانون لأنه تجاهل بأن إيران تشارك بالحقل، وبالتالي من الضروري أن تكون طرف في أي عملية تشغيل أو تطوير له. ونشرت على حسابها الرسمي على تويتر "حقل آرش(الإسم الإيراني لحقل الدرة)/الدرة للغاز هو حقل مشترك بين دول إيران والكويت والسعودية" وأكدت أن "هناك أجزاء منه ضمن المياه الغير المحددة بين إيران والكويت. وتحتفظ الجمهورية الإسلامية لنفسها بالحق في استغلال حقل الغاز". من ناحيته، قال المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن بلاده تعارض الاتفاق الكويتي السعودي، لانه يعارض مفاوضات السابقة مع الكويت لترسيم حدود الحقل.
وأضاف "التحرك الأخير من جانب الكويت والسعودية في إطار وثيقة تعاون مخالف لما تم التفاوض عليه سابقاً، وغير قانوني".
وأشار، خطيب زاده، أن الاتفاقية الأخيرة لن تغير الوضع القانوني للحقل، مشدداً على أن حقل مشترك بين إيران والكويت والسعودية، ومن حق طهران الاستثمار فيه، وأن أي إجراء لتشغيله أو تطويره يجب أن يتم بالتنسيق بين الدول الثلاث.
كما أبدى استعداد طهران للدخول في مفاوضات مع الكويت والسعودية لترسيم الحدود في الحقل، وبدء العمل فيه.[20]
يُذكر أنه في 21 مارس 2022 وقع وزير النفط الكويتي الدكتور محمد الفارس ووزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، على محضر لتطوير حقل الدرة المغمور، في الخليج العربي، لاستغلاله. وستقوم شركة عمليات الخفجي المشتركة، وهي مشروع مشترك بين شركة أرامكو لأعمال الخليج والشركة الكويتية لنفط الخليج، بالاتفاق على اختيار استشاري يقوم بإجراء الدارسات الهندسية اللازمة لتطوير الحقل وفقا لأفضل الأساليب والتقنيات الحديثة والممارسات التي تراعي السلامة والصحة والحفاظ على البيئة، ووضع التصاميم الهندسية الأكثر كفاءة وفاعلية من الناحيتين الرأسمالية والتشغيلية.
ومن المتوقع أن يؤدي تطوير حقل الدرة إلى إنتاج مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي يوميا، بالإضافة إلى إنتاج 84 ألف برميل من المكثفات يومياً.
وسيتم تقسيم الإنتاج بالتساوي بين الشريكين، استنادا إلى خيار «الفصل البحري»، بحيث يتم فصل حصة كل من الشريكين في البحر، ومن هناك ترسل حصة شركة أرامكو لأعمال الخليج من الغاز الطبيعي وسوائل الغاز والمكثفات إلى مرافق الشركة في الخفجي، فيما ترسل حصة الشركة الكويتية لنفط الخليج من الغاز الطبيعي وسوائل الغاز والمكثفات إلى مرافقها في الزور.[21] في 27 مارس 2022 قالت مصادر كويتية مسؤولة، أن ادعاءات إيران بشأن حقل الدرة للغاز باطلة، مؤكدة أن هذه الادعاءات تخالف القانون الدولي وقواعد ترسيم الحدود البحرية.
كما شددت المصادر لصحيفة "القبس" الكويتية على أن مزاعم إيران بالمشاركة في تطوير حقل الدرة للغاز باطلة.[22]
وكان قد صرح مصدر كويتي، أن "الجانب الإيراني يرغب في ترسيم الحدود الكويتية ـ الإيرانية (الجرف القاري) خارج قانون البحار، وتطبيق أسلوب الترسيم للحدود البحرية الإيرانية - السعودية، بحيث يتم ترسيم الحدود من جزيرة خرج الايرانية إلى البر الكويتي" وذلك بعد أن اعرب سفير إيران بالكويت عن أمل استئناف المفاوضات المتوقفة مع الكويت منذ 10 سنوات.
في 29 مارس 2022 قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، ضمت تصريحات ألقاها في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي، الذي يزور الكويت، إن "حقل الدرة هو موضوع ثلاثي بين الكويت، والسعودية، وإيران". وأضاف "هناك هواجس كويتية وخليجية من الاتفاق النووي الإيراني نتمنى مراعاتها". فيما صرح الوزير الفرنسي جان-إيڤ لو دريان، "من مصلحتنا جميعاً أسعار مستقرة للنفط ومن مصلحة الدول المنتجة أيضاً".[23]
انظر أيضاً
المصادر
- ^ http://en.alforatnews.com/modules/news/article.php?storyid=7846
- ^ http://www.kuna.net.kw/ArticleDetails.aspx?id=2411024&Language=en
- ^ "Kuwait's relations with Iran 'excellent, historic'". Kuwait News Agency.
- ^ "Kuwait says relations with Iran are 'excellent'". The National.
- ^ http://www.alqabas.com.kw/node/885872
- ^ أ ب http://www.kuna.net.kw/ArticleDetails.aspx?id=2380103&language=ar
- ^ http://www.kuna.net.kw/ArticleDetails.aspx?id=2380070&language=ar
- ^ أمير الكويت من طهران: «خامنئي» ليس مرشدًا للثورة الإيرانية ولكن للمنطقة كلها - المصري اليوم - 2 يوليو 2014 - تاريخ الاطلاع 25 مايو 201
- ^ أمير الكويت : مرشد الثورة الاسلامية هو مرشد كل المنطقة ونأمل حل الازمة في سوريا عبر الطرق السلمية - 2 يوليو 2014 - تاريخ الاطلاع 25 مايو 2015
- ^ http://www.timeanddate.com/worldclock/distances.html?n=123
- ^ http://www.alanba.com.kw/ar/kuwait-news/official/471979/27-05-2014
- ^ لقاء خامنئي والشيخ صباح أكد على أمن الخليج والتصدي للتطرف في المنطقة - جريدة الشرق الأوسط - 3 يونيو 2014 - تاريخ الاطلاع 25 مايو 2015
- ^ http://www.kuna.net.kw/ArticleDetails.aspx?id=2411017&language=ar
- ^ "استقبال وفد أحوازي بالكويت يثير عاصفة من الجدل.. وإيران تستدعي القائم بالأعمال الكويتي". سي إن إن. 2019-12-28. Retrieved 2020-01-04.
- ^ The longest war: the Iran-Iraq military conflict، Dilip Hiro، p.77
- ^ http://gulfnews.com/news/mena/iran/kuwait-and-iran-a-fluctuating-history-1.1341755
- ^ الكويت تهنئ إيران بالاتفاق النووي - إرم نيوز - 14 يوليو 2015
- ^ سمو أمير البلاد يهنىء ايران بالاتفاق النووي مع مجموعة (5 + 1) - وكالة الأنباء الكويتية "كونا" - 14 يوليو 2015
- ^ "الكويت تحتج على مشروع إيراني لتطوير حقل الدرة النفطي". روسيا اليوم. 2015-08-26. Retrieved 2015-08-26.
- ^ الجزيرة نت]
- ^ إيهاب حشيش (2022-03-21). "الكويت والسعودية توقعان محضر تطوير حقل الدرة المغمور للغاز https://www.alraimedia.com/article/1581769/اقتصاد/الكويت-والسعودية-توقعان-محضر-تطوير-حقل-الدرة-المغمور-للغاز". صحيفة الرأي الكويتية.
{{cite web}}
: External link in
(help); line feed character in|title=
|title=
at position 59 (help) - ^ العربية
- ^ أخبار 24