العلاقات التشادية الفرنسية
تشاد |
فرنسا |
---|
العلاقات التشادية الفرنسية تشير إلى العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية تشاد والجمهورية الفرنسية. سيطرت فرنسا على تشاد منذ عام 1900 حتى حصولها على الاستقلال عام 1960. كلا البلدين عضواً في المنظمة الدولية للفرنكفونية والأمم المتحدة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
الاستعمار الفرنسي
الاستقلال
ما بعد الاستقلال
في 2013 شهدت العلاقات التشادية الفرنسية تدهوراً بعد رفض الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا اولاند استقبال الرئيس التشادي إدريس دبي في قصر الإليزيه بباريس عدة مرات، وهي الزيارة التي كان دبي يعقد أملاً كبيراً للقاء قيادات الاليزيه الجدد، وتحديد موقفهم تجاه مستقبل الحكم في نجامينا. ولكن الاشتراكي اولاند قرر مقاطعة الأنظمة الدكتاتورية في أفريقيا التي كانت تتلقي علي الدوام الدعم السياسي والعسكري من فرنسا طوال عقوداً من الزمن، ولكن تعتبر تلك الخطوة أكثر من مثيرة للدهشة بين البلدين، خاصة وأن الرئيس دبي يعول كثيراً علي باريس لاستقرار حكمه في تشاد، وبالنظر إلي الدور الإقليمي والدولي الكبير الذي تلعبه باريس في القارة الأفريقية، إن قادة الادارة الاشتراكية الجديدة يبدو أنهم قرروا المقاطعة السياسية وفك الارتباط السياسي مع بعض رؤساء الدول الأفريقية الذين أصبحوا عالة علي السياسة الفرنسية في أفريقيا، لا سيما مع قادة أنظمة دول أفريقية لا تتوفر لديها أدني شروط الحكم الرشيد والديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الانسان في بلادها، وفي خلال حملته الانتخابية، كان اولاند قد تعهد بعدم التعامل مع أنظمة دكتاتورية لا تحترم شعوبها، ولا تشرع في اصلاحات واضحة علي الأرض، وأنه قرر أيضاً صراحة سيقاطع البرنامج الفرنسي القديم ذائع الصيت فرانسأفريك]. ويعتبر هذا البرنامج جزءاً من شبكة كبيرة وقديمة ومعقدة تضم أفارقة وفرنسيين من الساسة والمثقفين ورجال الأعمال والاستخبارات والعسكريين الذين يقومون بوضع خطوط مستقبل أي حاكم أفريقي وتحديد علاقته مع باريس، وهي تتحكم في مصير حكام القارة الأفريقة الذين تدعمهم فرنسا في المجال السياسي والمالي، وتثبيت أركان الحكم في بلادهم. ومن أهم مؤسسي فرانسأفريك فوكار أحد مقربي الجنرال ديجول، وهو ضابط في الاستخبارات الفرنسية، ولا يسعنا المجال هنا للتعريف ببرنامج فرانسأفريك، ولكنه ببساطة هو الإطار الذي يحدد من سيحكم في بعض الدول الأفريقية غير الديمقراطية، وتحديداً في افريقيا المركزية والغربية بصفة خاصة، وبتلك الخطوة التي أعلن فيها اولاند مقاطته للبرنامج القديم نال احترم الكثير من الشعوب الأفريقية وقياداته المثقفة، واعتبرت العديد من القوي الأفريقية بأن هذا التوجه من قبل اولاند مسعي حميد من باريس ويجسد بحق مسؤوليته التاريخية ويعكس التزامات فرنسا تجاه أصدقائها الحقيقيون من الشعوب وليست الأنظمة الدكتاتورية بأفريقيا، كما أن مقاطعة فرانسأفريك يخاطب ضمير وإرادة الشعوب الأفريقية والتي كانت في السابق، لا يستشيرها أحد في حكمها، ولا تاخذ في الاعتبار تطلعاتها وآمالها السياسية من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية، وهنا بدأ القادة الأفارقة يتململون من توجهات اولاند الجديدة في أفريقيا، واعتبروه من جابنهم ثورة فرنسية جديدة في القارة تقودها باريس ضدهم، وهي أيضاً محاولة فرنسية لرسم خارطة جديدة لأفريقيا سياسياً، وعكساً لما كان متبعاً من قبل، فإن أي رئيس فرنسي جديد يتقاطر عليه عدداً من رؤساء أفريقيا الدائرة في الفلك الفرنسي، طلبين منه مباركة حكمهم وفق الأساليب المتبعة ضمن اطار فرانسأفريك، وتمديدا للدعم المالي والعسكري لهم.[1]
وهنا نلاحظ سياسة الاشتراكيين الجديدة في القارة الأفريقية من عدة محاور استراتيجية:
1- فك الارتباط التاريخي لباريس مع رؤوسا أفارقة يتصف حكمهم بالاستبداد وقهر شعوبهم وسؤ الادارة والفساد والمحسوبية.
2- ايجاد صيغة سياسية بديلة لبرنامج فرانسأفريك يمكن أن تحفظ لفرنسا ما وجهها امام الشعوب الافريقية والتي تتطلع الي تحقيق الديمقراطية والحكم الرشيد والتخلص من الطغاة الأفارقة وكسر الحلقة المفرغة التي تدور حول الحكم العسكري والانقلابات المتتالية والمكلفة اقتصاديا وبشريا للشعوب الأفريقية.
3- تريد باريس التخلص من قيادات أفريقية أصبحوا عبءاً ثقيلاً علي ميزانيتها خلال حقبا طويلة تقدم لهم باريس الدعم المالي والسياسي والعسكري.
4- تريد باريس أيضاً مصالحة الشعوب الافريقية عبر تحديث الأنظمة السياسية فيها، الامر الذي يمكن الشعوب من تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية، خاصة وان الحروب حول الحكم كانت سببا وجيها في مأساة الكثير من شعوب القارة، ونتج عن ذلك أزمات إنسانية واقتصادية كبيرة وصلت اطرافها التراب الفرنسي عبر المهاجرين الافارقة، وذلك السبب ادخل باريس في حرج دولي بالغ عندما وجدت نفسها امام سيلا من المهاجرين الأفارقة الفارين الي أراضيها بسبب ممارسات سياسية غير إنسانية يقوم بها قادة تدعمهم باريس سياسيا وماليا وعسكريا.. وهي الهجرة التي سماها المراقبون الأوروبيون (هجرة القارة الافريقية الي أوروبا).
5- بعد النجاح الذي لاقته الثورات العربية رأت باريس بان هنالك فرصة ذهبية للشعوب الافريقية للتعبير عن ذاتها، وتحقيق تطلعاتها وفرض إرادتها في أوطنها الاصلية بدلا من ترك الدكتاتوريين في الحكم واستمرار عمليات القمع الشعبي والسياسي ويرسلون اليها طوفانا من المهاجرين الأفارقة وطالبي الحماية السياسية.
6- الأزمة الاقتصادية الخانقة في العالم جعلت من باريس التفكير مليا لتقليص الدعم المالي لبعض دكتاتوري افريقيا وتوجيهه الي دعم برامج التنمية ذات الطابع الشعبي في افريقيا بدلا من إعطائها إلي المفسدين.
في 8 أكتوبر 2013، قام مسوولي مراسم قصر إدريس دبي بتحديد موعداً للقيام بزيارة رسمية للريس التشادي إلي فرنسا من اجل اللقا بالريس الفرنسي الجديد فرنسوا اولاند والتباحث معه في اطار العلاقات الثنائية بين البلدين، وكالمعتاد تأتي زيارة اي مسوول افريقي كبير الي باريس ضمن برنامج فرانسأفريك، ولكن يبدو ان القيادة التشادية لم تحسب اي حساب لتعهدات الرئيس الفرنسي الجديد وإعلانه مقاطعة ذلك البرنامج، ولذلك ألغيت زيارة دبي من قبل الاليزيه دون تحديد موعدا آخراً لها، ومن هنا جاات ردود الأفعال بين البلدين، فقد قرر دبي بالمقابل مقاطعة قمة الفرنكوفونية في كنشاسا عاصمة الكونغو، وعلل دبي عدم مشاركته في القمة بان له ارتباطا مسبقا في دولة غينيا الاستوائية لحضور احتفالات ذكري استقلال تلك الدولة الصغيرة، وقد اصدر مدير المكتب الإعلامي برئاسة الجمهورية في أنجمينا بيانا لتوضيح الموقف، وتلتها من بعد ذلك اتهاما تشاديا للإعلام الفرنسي، وصفه المتحدث الرسمي بانجمينا بان الصحافة الفرنسية بدات(بشن حملة تشويه اعلامية ضد ادريس دبي)، ولذلك صدرت اوامر للصحافة التشادية الموالية لدبي بالرد علي الفرنسيين فورا والتعامل بالمثل، وخلال كتابة هذه السطور، إن الاذاعة والتلفزيون في تشاد يشنان حملة إعلامية حامية الوطيس علي فرنسا ورئيسها فرانسوا اولاند وبصورة منظمة، وقد فسرت اوساط مراقبة في باريس، بان ادريس دبي بتلك الخطوة بات يشكل خطرا علي مصالح باريس في القارة الافريقية، ووصفوه بانه رئيس غير مسؤول وناكر للجميل الفرنسي الذي اسدته اليه باريس طوال فترة حكمه المضطربة، واختتمت تلك الاوساط بان دبي سيدفع ثمن ذلك.. واتخذ دبي خطوات اخري اكثر ريديكالية لمغازلة باريس سياسيا واعلاميا في افريقيا وإرسال رسائل الي باريس وقيادة قصر الآليزيه علي وجه التحديد، حيث انه قام بتشكيل شبكة من القادة الأفارقة ضد فرنسا ومحاصرتها في المنطقة، من أهم اهداف تلك الشبكة الأفريقية هي:
1- أبعاد شبح ردة الفعل الفرنسية ضده، وعلي الرغم من ان باريس حتي الان لا تزال ضابطة لأعصابها ولم ترد علي اتهامات دبي لأجهزة أعلامها.
2- يخالج دبي شكوكا ممزوجة بالخوف من توجهات الادارة الفرنسية الجديدة تجاه حكمه، ووضع عدة احتمالات خشية من فتح ملفات تشادية عبر المحاكم الدولية هو في غني عنها في هذه الايام، ومن بين تلك الملفات المرشحة للتصعيد هي تمثل إزعاجا حقيقيا لانجمينا، اذا ما تم فتحها قانونيا في باريس، ومن بينها ايضا قضايا فساد واغتيالات سياسية حدثت في تشاد خلال حكم دبي، وغضت الطرف عنها الادارة السابقة بقيادة ساركوزي مقابل تسويات سياسية بين باريس وانجمينا.
3- كان دبي في السابق يستعمل القذافي بعبعا مخيفا في المنطقة، ويقول دائماً انه بامكان القذافي احتلال تشاد، كما فعل في العام 1980م، ولذلك يصر دبي علي بقا قوات فرنسية علي الارض التشادية لحمايته من اي طارئ في المنطقة، وحاليا وبعد سقوط القذافي لم يجد دبي مشروعا جديدا لإقناع باريس لحمايته وإيجاد الدعم الذي كان يتلقاه دائماً بسبب معادلات استراتيجية لفرنسا في المنطقة(ربما حان الوقت لباريس ان تعدل الخارطة السياسية في افريقيا ما بعد القذافي).
4- إحساس دبي بتخلي الفرنسيين عنه بسبب تدخله العسكري في ليبيا لصالح القذافي وهو الدور الذي تري فيه باريس بان دبي خدعها خدعة كبيرة في احداث مصيرية تتعلق بالمصالح الدولية في ليبيا، وبفقد القذافي تري باريس ان اكبر معوق اقليمي تم إزالته عن طريق باريس والغرب عموما في منطقة المتوسط، لان القذافي كان حجر عثرة في طريق اي مسعي سياسي ايجابي في المنطقة الافريقية خلال العقود الماضية(انتهت المعاكسات السياسية للقذافي في القارة).
5- محاسبة القادة الأفارقة الداعمين للقذافي خلال الحرب، ومن ضمنهم دبي لوقوفه غير المسؤول مع القذافي خلال الحرب الليبية العام الماضي.. وللعلم ان للقذافي شبكات إفريقية كبيرة تدار عبر تشاد كشفها الفرنسيون بعد سقوطه في سرت، وتضم تلك الشبكة العديد من القادة الأفارقة الذين يعملون مع القذافي مقابل المال في ظل حربه ضد الغرب في افريقيا، وتلك تعتبر من وجهة النظر الفرنسية والغربية خطوطا حمرا تجاوزها دبي بجدارة، وتخطي التزاماته الإقليمية والدولية مع باريس والقوي الغربية الأخري.
6- خلاف باريس مع دبي حول إرسال قوات تشادية الي مالي مقابل خدمات تعتبرها باريس نوعا من الابتزاز السياسي واختزال الموقف المالي لتحقيق أغراض سياسية في داخل تشاد.. لا سيما وان هناك مؤشرات تدل علي ان دبي طلب من باريس أموالا وأسلحة متطورة مقابل التدخل العسكري التشادي في مالي، هذا فضلا عن تمديد فترات حكمه بمساعدة فرنسية كما كان عليه الامر في السابق.
العلاقات العسكرية
تتواجد القوات الفرنسية في تشاد منذ عام 1986 ضمن ما يعرف بعملية ميسان، حيث يوجد قاعدة عسكرية في مدينة انجامينا. هذه العملية تمت عبر اتفاقية الدفاع المشترك بين فرنسا وتشاد بغرض احتواء الغزو الليبي للأراضي التشادية شمال خط عرض 16 درجة شمالًا. في تشاد تم التخطيط لعمليات فرنسية مشتركة مع دول أفريقية أخرى مثل مالي وموريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر من أجل التصدي للميليشيات المسلحة في منطقة الساحل الغربي لأفريقيا.[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
العلاقات الاقتصادية
البعثات الدبلوماسية
انظر أيضاً
مرئيات
التدخل الفرنسي في تشاد ودعم فرنسا للرئيس إدريس دبي. |
المصادر
- ^ "تدهور العلاقات التشادية الفرنسية". سودارس. 2013-05-24. Retrieved 2019-11-28.
- ^ علاء الدين السيد. "أين تنتشر القوات الفرنسية حول العالم؟". ساسة بوست.
- ^ Embassy of Chad in Paris (in French)
- ^ Embassy of France in N'Djamena (in French)