العلاقات الإيرانية الهندية

العلاقات الإيرانية الهندية
Map indicating locations of Iran and India

إيران
الهند
البعثات الدبلوماسية
السفارة الإيرانية في نيودلهيالسفارة الهندية في طهران
المبعوث
السفير الإيراني لدى الهند علي چگنيالسفير الهندي لدى إيران گدام دارمندرا
رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي برفقة الرئيس الإيراني حسن روحاني، 2016.


العلاقات الإيرانية الهندية (هندي: भारत-ईरान संबंध; فارسية: روابط هند و ایران)، هي العلاقات الثنائية بين جمهورية الهند والجمهورية الإسلامية الإيرانية. تأسست العلاقات الدبلوماسية بين الهند المستقلة وإيران في 15 مارس 1950. إلا أن العلاقات بين فارس القديمة والهند القديمة ترجع لآلاف السنين. أثناء معظم سنوات الحرب الباردة، عانت العلاقات بين الهند والإمبراطورية الإيرانية السابقة بسبب اختلاف مصالحهما السياسية: أيدت الهند موقف عدم الانحياز لكنها عززت روابط قوية مع الاتحاد السوڤيتي، بينما كانت إيران تنحاز علنياً للكتلة الغربية وتتمتع بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة.[1] في حين أن الهند لم ترحب بالثورة الإسلامية عام 1979، إلا أن العلاقات بين البلدين تعززت بشكل مؤقت في أعقاب تلك الثورة. ومع ذلك، فإن دعم إيران المستمر لپاكستان في الصراع الهندي الپاكستاني وعلاقات الهند الوثيقة مع العراق أثناء [الحرب الإيرانية العراقية]] توترت العلاقات الثنائية إلى حد كبير.[2] في التسعينيات، دعمت كل من الهند وإيران التحالف الشمالي ضد طالبان في أفغانستان، وقد تلقت الأخيرة دعمًا پاكستانياً علنياً وحكمت معظم أنحاء البلاد حتى الغزو الأمريكي عام 2001. واستمروا في التعاون في دعم الحكومة ذات القاعدة العريضة المناهضة لطالبان، بقيادة أشرف غني وبدعم من المجتمع الدولي، حتى استولت طالبان على كابول عام 2021 وأعادت تأسيس إمارة أفغانستان الإسلامية. في ديسمبر 2002 وقعت الهند وايران اتفاقية تعاون دفاعى.[3]

من منظور اقتصادي، تعد إيران ثاني أكبر مورد للنفط الخام إلى الهند، حيث تزودها بأكثر من 425.000 برميل يوميًا. وبالتالي فإن الهند هي واحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في صناعة النفط والغاز الإيرانية.[4] عام 2011، توقفت تجارة النفط السنوية التي تبلغ قيمتها 12 بليون دولار بين الهند وإيران بسبب العقوبات الاقتصادية واسعة النطاق على إيران، مما اضطر وزارة البترول الهندية لسداد الديون من خلال النظام المصرفي عبر تركيا.[5][6]

من منظور جيوسياسي، وعلى الرغم من وجود بعض المصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين، فإن الهند وإيران تختلفان بشكل كبير حول قضايا السياسة الخارجية الرئيسية. أعربت الهند عن معارضتها القوية للبرنامج النووي الإيراني وبينما تستمر الدولتان في معارضة طالبان، دعمت الهند وجودها في القوات بقيادة الناتو في أفغانستان، على عكس إيران.[7]

وفقًا لاستطلاع الخدمة العالمية الذي أجرته بي بي سي في نهاية عام 2005، فإن 71 بالمائة من الإيرانيين ينظرون إلى تأثير الهند بشكل إيجابي، بينما ينظر إليه 21 بالمائة بشكل سلبي - وهو التقييم الأكثر تفضيلًا للهند لأي بلد في العالم.[8]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

خريطة انتشار اللغة الهندو-إيرانية.
امبراطور المغل جهان‌گير يلتقي الشاه عباس الأول، ح. 1620.
حميدة بنو بگم، والدة جلال الدين أكبر، تنحدر من عائلة ذات أصول فارسية.
سعادت علي خان الأول، أول نواب أوده، كان من إيران.



العلاقات الحالية

الامبراطورة فرح پهلوي والامبراطور محمد رضا پهلوي يلتقيا رئيسة الوزراء الهندية إنديرا غاندي أثناء زيارة رسمية للهند عام 1970.
فرقة البحرية الإيرانية تعزف النشيد الوطني الهندي أثناء عرض احتفالي في ميناء بندر عباس؛ 28 أغسطس 2015.

تتمتع الهند وإيران بعلاقات ودية في العديد من المجالات، على الرغم من عدم ترحيب الهند بالثورة الإسلامية عام 1979. هناك علاقات تجارية هامة بين البلدين، خاصة في واردات النفط الخام إلى الهند وصادرات الديزل إلى إيران. اعترضت إيران بشكل متكرر على محاولات پاكستان صياغة قرارات مناهضة للهند في المنظمات الدولية مثل منظمة التعاون الإسلامي ولجنة حقوق الإنسان.[9] رحبت الهند بإدراج إيران كدولة مراقبة في منظمة اتحاد جنوب آسيا للتعاون الإقليمي.

يلتحق عدد متزايد من الطلاب الإيرانيين بالجامعات في الهند، وعلى الأخص في پونه وبنگالور. وتعتبر حكومة رجال الدين في طهران نفسها زعيمة للشيعة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الهند. يتمتع الشيعة الهنود بدعم الدولة مثل عطلة وطنية معترف بها في شهر محرم. لا تزال لكناو مركزًا رئيسيًا للثقافة الشيعية والدراسة الفارسية في شبه القارة الهندية.

في التسعينيات، دعمت الهند وإيران تحالف الشمال في أفغانستان ضد نظام طالبان. ويواصلان التعاون في دعم الحكومة المناهضة لطالبان المتمركزة في الخارج بقيادة أشرف غني والمدعومة من الولايات المتحدة. ووقع البلدان اتفاقية تعاون دفاعي في ديسمبر 2002.[3]

عام 2010، ناشد القائد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، المسلمين في جميع أنحاء العالم لدعم النضال من أجل الحرية في جامو وكشمير. بدورها استدعت الهند القائم بأعمال السفير الإيراني في نيودلهي لتقديم احتجاج رسمي.[10][11][12]

في أغسطس 2013، بينما كانت إيران تحمل النفط في الخليج العربي، احتجزت إيران السفينة دشي شانتي، أكبر سفينة عابرة للمحيطات في الهند تابعة لمؤسسة الشحن الهندية، التي تحمل النفط الخام من العراق.[13] كانت إيران حازمة، وأصرت على أن احتجاز الناقلة هو "مسألة تقنية وغير سياسية".[14]

في 22 مايو 2016، قام رئيس الوزراء نارندرا مودي بزيارة رسمية إلى إيران.[15] ركزت الزيارة على التواصل الثنائي والبنية التحتية، والشراكة في مجال الطاقة، والتجارة.[16]

قبيل زيارة رئيس الوزراء نارندرا مودي إلى إسرائيل في يوليو 2017، حث القائد الأعلى لإيران آية الله خامنئي المسلمين في كشمير على "التنصل من الظالمين".[17][18]

العلاقات الاقتصادية

انظر أيضاً: خط أنابيب غاز إيران-پاكستان-الهند
رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أثناء قمة البريكس رقم 15 في جوهانسبورگ، جنوب أفريقيا، 24 أغسطس 2023.

عام 2007 تجاوزت التجارة الإيرانية مع الهند 13 بليون دولار أمريكي، أي بزيادة قدرها 80% في حجم التجارة خلال عام واحد.[بحاجة لمصدر] ومن خلال دول ثالثة مثل الإمارات العربية المتحدة، يصل هذا الرقم إلى 30 بليون دولار.[19]

سفينة راسية في ميناء تشابهار 3 ديسمبر 2017
سفينة راسية في ميناء چابهار (3 ديسمبر 2017)

في 13 مايو 2024، وقعت الهند وإيران، عقداً مدته 10 سنوات لتطوير وتجهيز ميناء چابهار الاستراتيجي في إيران، حيث تسعى الهند إلى تنمية التجارة في غرب ووسط آسيا. وسيمنح الاتفاق الهند حق الوصول لمدة 10 سنوات لاستخدام الميناء الواقع بالقرب من الحدود الجنوبية الشرقية لإيران مع پاكستان،.

كما ستقوم شركة الهند للموانئ العالمية المحدودة (IPGL) باستثمار 370 مليون دولار في "توفير المعدات الاستراتيجية" و"تطوير البنية التحتية للنقل في الميناء". ووقع وزير التنمية الحضرية الإيراني مهرداد بازرباش ووزير الموانئ والشحن الهندي سارباناندا سونوال العقد في مدينة چابهار.

ويعود التعاون بين إيران والهند في هذا الميناء الإستراتيجي إلى عام 2003 وفيه زار الرئيس الإيراني آنذاك محمد خاتمي الهند. ومنذ ذلك الحين، واجه المشروع عدة تأخيرات، وتأثر بالعقوبات المفروضة على طهران. وفي 2016 وافقت الهند على تمويل تطوير الميناء الإيراني ليصبح مركزاً تجاريا لآسيا الوسطى في وقت كان يسعى فيه رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى إحياء العلاقات الاقتصادية مع طهران بعد رفع العقوبات.

حينها أشرف مودي والرئيس الإيراني السابق حسن روحاني على توقيع مذكرة تفاهم لتوفير خط ائتماني من بنك EXIM الهندي لتطوير الميناء. لكن توقف تطوير الميناء بسبب العقوبات التي بدأت الولايات المتحدة في إعادة فرضها في عام 2018 بعد الانسحاب من جانب واحد من الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران.[20] ومن جانبها حذرت الولايات المتحدة الشركات الهندية من خطر عقوبات تُفرض عليها إذا استثمرت في إيران بعدما وقعت نيودلهي وطهران اتفاقاً لتطوير ميناء تشابهار.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل لصحفيين "على كلّ كيان -أي كان- معني بصفقات تجارية مع إيران أن يكون على دراية بالمخاطر المحتملة التي يعرض نفسه لها والمخاطر المحتملة للعقوبات".

في السنوات الأخيرة ازدادت أهمية الميناء، حيث سهّل شحنات مثل 20.000 طن من مساعدات القمح إلى أفغانستان في 2023، وفي تزويد إيران بمبيدات حشرية صديقة للبيئة في عام 2021. ويعد چابهار أكبر ميناء بحري في إيران، وجزءاً من ممر العبور بين الشمال والجنوب في جنوب شرق البلاد، وجسرا يصل الهند بدول الشمال.[21] ويطل ميناء چابهار على المحيط الهندي على بعد حوالي 100 كيلومتر غرب الحدود الپاكستانية.



الغاز والنفط

تجدد زيادة واردات النفط

المصالح النووية الإيرانية

على الرغم من العلاقات الوثيقة وتقارب المصالح مع إيران، صوتت الهند ضد إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2005، الأمر الذي فاجأ إيران. ونُقل عن علي لاريجاني قوله: "كانت الهند صديقتنا".[22] كما أقر ستيفن رادمكر أيضًا بأن تصويت الهند ضد إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان "بالإكراه":[23]

"إن أفضل مثال على ذلك هو التصويتان اللذان قامت بهما الهند ضد إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأنا أول شخص يعترف بأن التصويتين تما بالإكراه".

تعتبر الولايات المتحدة أن الدعم المقدم من الهند – وهي عضو في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكون من 35 عضوًا – أمر حاسم في الحصول على أغلبية كبيرة لاقتراحها بإحالة الأمر إلى مجلس الأمن لاتخاذ إجراء عقابي إيجابي ضد إيران. وقال گرگ شولت، سفير الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، "إن صوت الهند سيكون له وزن خاص... آمل أن تنضم الهند إلينا في توضيح مخاوفنا الجماعية بشأن برنامج إيران النووي". لم ينكر شولت أن الاتفاق النووي الأمريكي الهندي كان مشروطًا بدعم الهند للولايات المتحدة في قضية إيران. وفي معرض تقييمه للوضع تجاه إيران، قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى لصحيفة نيويورك تايمز إن "الهنود يخرجون من وضع عدم الانحياز ويصبحون قوة عالمية، وعليهم أن يبدأوا في التفكير حول مسؤولياتهم. عليهم أن يتخذوا خيارًا أساسيًا".[24] إلا أن إدارة بوش اعترفت بعلاقات الهند الوثيقة مع إيران وقللت من موقفها، قائلة إن الهند تستطيع "المضي قدماً في صفقة خط الأنابيب التي تشمل إيران وپاكستان. إن قضيتا مع إيران، وليس خط الأنابيب".


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

البنية التحتية

رواق الشمال-جنوب الدولي للنقل

للمزيد من المعلومات: رواق الشمال-جنوب الدولي للنقل
مسار رواق الشمال-جنوب الدولي للنقل عبر الهند، إيران، أذربيجان، وروسيا.



التعليم

الديانات

للمزيد من المعلومات: الزرداشتية في إيران

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Nanda, Prakash (2007). Rising India: Friends and Foes. Lancer Publishers, 2008. ISBN 9780979617416.
  2. ^ Hunter, Shireen (2010). Iran's foreign policy in the post-Soviet era: resisting the new international order. ABC-CLIO, 2010. ISBN 9780313381942.
  3. ^ أ ب Zeb, Rizwan (12 February 2003). "The emerging Indo-Iranian strategic alliance and Pakistan". CACI Analyst. Retrieved 21 August 2013.
  4. ^ "Iran's major oil customers, energy partners". tehrantimes.com. 7 June 2009. Retrieved 13 July 2017.
  5. ^ Solomon, Jay; Sircar, Subhadip (29 December 2010). "India Joins U.S. Effort to Stifle Iran Trade". Wall Street Journal magazine. Retrieved 1 January 2011.
  6. ^ "India paid $5 bn Iran oil debt in full: central bank, AFP, 4 September 2011". google.com. Retrieved 13 July 2017.
  7. ^ "India's Iran calculus". Foreign Policy magazine. Archived from the original on 25 December 2018. Retrieved 1 January 2011.
  8. ^ BBC World Service Poll Archived 18 يناير 2007 at the Wayback Machine GlobeScan
  9. ^ Indian Council of World Affairs(ICWA): Iran-India Relations: Exploring Co-operation in Challenging Times Retrieved 6 August 2010
  10. ^ "Twice in seven-day, Iran talk of oppressed Kashmiri". The Times of India. Retrieved 5 July 2017.
  11. ^ "Iran's supreme leader Khamenei rakes up Kashmir bogey twice in two weeks". Retrieved 5 July 2017.
  12. ^ "For the First Time in Seven Years, Ayatollah Khamenei Rakes Up Kashmir". The wire. Retrieved 27 June 2017.
  13. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة :0
  14. ^ "Indian ship detention purely a technical issue: Iran". The Hindu. Chennai, India. 17 August 2013. Retrieved 18 August 2013.
  15. ^ Iran, and greater West Asia. Retrieved 22 May 2016
  16. ^ "India to sign contract on Chabahar port during PM Narendra Modi's Iran visit". The Economic Times. Retrieved 2016-05-20.
  17. ^ TIMESOFINDIA.COM (5 July 2017). "As Modi embraces Israel, Iran's Ayatollah Khamenei urges support for "oppressed Muslims" of Kashmir". The Economic Times. Retrieved 13 July 2017.
  18. ^ "Iran's Ayatollah Ali Khamenei urges Muslims in Kashmir to 'repudiate oppressors'". firstpost.com. 26 June 2017. Retrieved 13 July 2017.
  19. ^ www.business-standard.com http://www.business-standard.com/india/news/iran-seeks-investmentindia-wants-direct-bilateral-trade/70822/on. Retrieved 14 August 2009. {{cite web}}: Missing or empty |title= (help)قالب:Title missing
  20. ^ "India, Iran sign 10-year agreement to develop strategic Chabahar port". almayadeen.
  21. ^ "الهند توقع اتفاقية مع إيران لتطوير ميناء تشابهار.. وأميركا تحذر". الجزيرة.
  22. ^ "India was our friend". Rediff.com. Retrieved 2012-09-08.
  23. ^ "India's anti-Iran votes were coerced, says former US official". www.payvand.com. Retrieved 13 July 2017.
  24. ^ Rajghatta, Chidanand (20 September 2005). "US-India nuclear deal under Iran gun". The Times of India. Archived from the original on 17 May 2012.

قراءات إضافية

وصلات خارجية

تمّ الاسترجاع من "https://www.marefa.org/w/index.php?title=العلاقات_الإيرانية_الهندية&oldid=3984136"