النمسا
|
جمهورية النمسا Austria، هي جمهورية برلمانية ديموقراطية في اوروپا. وهي عضو في الأمم المتحدة منذ 1955، ثم عضو في الاتحاد الاوروپي منذ 1995. تحدها من الشمال جمهورية ألمانيا الاتحادية والتشيك، سلوڤاكيا والمجر من الشرق، سلوڤنيا وإيطاليا من الجنوب، سويسرا وليختنشتاين من الغرب.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أصل الاسم
اسم النمسا (Austria) من كلمة (أوستر Auster) التي تعني ريح الجنوب ثم انصرف معناها ليعني شعبا صارما تيوتونيا وإن كان - رغم صرامته - حسن الطباع محباً للفكاهة يشارك بسعادة في مباهج الحياة ويشارك الإيطاليين جنونهم بالموسيقى.
الجغرافيا
- مقالة مفصلة: جغرافيا النمسا
جمهورية النمسا الحالية Austria هي البقية الباقية من إمبراطورية النمسا-المجر العظيمة، التي كانت تشمل مساحة واسعة في وسط أوربا. وقد تكونت الجمهورية النمساوية الجديدة من العناصر الألمانية بتلك الامبراطورية بعد تقسيمها، نتيجة لهزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وعاصمتها ڤيينا، وهي اليوم دولة ذات حكومة ديمقراطية، لاتزيد مساحتها على 83853كم2 ويسكنها أكثر من 8 ملايين نسمة، وثلثهم يسكن العاصمة.[1]
تشكل الجبال 60% من مساحة النمسا. وتشكل هذه الأخيرة جزءا كبيرا من جبال الألب الشرقية. ويشتهر إقليم تيرول تيرول بمرتفعاته الجبلية، على غرار تاورن العليا وتاورن السفلى، جبال الألب الكلسية في الشمال والجنوب وعلى مقربة من العاصمة فيينا ڤينرڤالد أو (Wienerwald). كما تتواجد في مقاطعتي النمسا السفلى والعليا في شمال الدانوب سلسلة الجبال البوهيمية، وهي من الجبال القديمة التكوين، وتمتد إلى حدود تشيكيا ومنطقة بافاريا في ألمانيا. وعلى الحدود الشرقية تمتد سلسلة جبال كرياسيا.
تتوضع في الشرق أكبر السهول و على طول نهر الدانوب، من بينها سهول الألب وحوض فيينا بالإضافة إلى تلك الواقعة جنوب إقليم الشتايرمارك.
تقل نسبة رطوبة الجو كلما اتجهنا من الغرب إلى الشرق، (تهاطل الأمطار: 100 إلى 50 سم). على الحدود ومع سلوفاكيا والمجر يصبح المناخ قارياُ. التهاطل الوفير للثلوج مكن البلاد من تطوير سياحة شتوية. مدة إشعاع الشمس أطول بحوالي 10-20 بالمائة من نظيرتها في ألمانيا وبالأخص في الجنوب.
السكان
ينحدر 90 % من سكان النمسا الحاليون من قبيلة البايوفارن أو البايرن الجرمانية. انضم إلى التركيبة السكانية عناصر جديد مع تشكيل الإمبراطويرية النمساوية المجرية على غرار العناصر السلافية.
يتكلم غالبية السكان (ح 98 %) اللغة الألمانية. إلى جانب الألمانية تتواجد بالبلاد عدة لهجات محلية، تنحدر أغلب هذه اللهجات من لهجتين أصلييتين:
1- الألمانية في إقليم فورألبرگ وكذا التيرول.
2- البافارية في الأقاليم الأخرى.
إلى جانب الأكثرية الألمانية اللغة، تتواجد أقليات تتكلم اللغات الكرواتية، السلوفينية، المجرية، التشيكية، السلوفاكية، والرومانية على الطريقة النمساوية. اللغات السابقة هي لغات رسيمة معترف بها كما توجد العديد من المدارس الخاصة، والتي يتوافد هليها أبناء المهاجرين من أصول كرواتية وصربية أو تركية.
الدين
التاريخ
- مقالة مفصلة: تاريخ النمسا
سميت المنطقة بجانب الدانوب ما بين انس وغابة فيينا أوستريكي حوالي عام 996 م التي كونت أول نواة للدولة النمساوية. كانت هذه المنطقة تقع في شرق بافاريا وتابعة لها. تحت سلالة بابنبيرگ (996 - 1246) أصبحت النمسا عام 1156 إمارة، ثم آلت عام 1246 إلى سلالة هابسبورگ. دام حكم هابسبورغ حتى عام 1918 م. صعدت هذه السلالة في القرون التالية لتصبح أقوى عائلة حاكمة في أوروبا. انقسمت عام 1521 إلى جزئين: جزء نمساوي و جزء إسباني. ابتداءاً من العصور الوسطى أصبحت المناطق الألبية: تيرول، كيرنتن، كرين وأجزاء من فورالبيرغ تشكل النمسا. أصبح للدولة النمساوية حدود معروفة منذ 1804 م. اتحدت النمسا مع مجريا وشكلا سويةً الإمبراطورية النمساوية المجرية ما بين 1867 - 1914. حدود النمسا الحالية نتجت بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى (1914 - 1919)، وخسارتها لكثير من الأراضي لصالح الحلفاء. وُقعت الهدنة عام 1918 وتنازل القيصر كارل الأول عن العرش. سقطت الملكية وأعلن قيام جمهورية النمسا الألمانية في 2 نوفمبر عام 1918. رفضت الدول المنتصرة اسم الجمهورية الجديد وأجبرت النمسا على توقيع اتفاق سان جرمان اين لاي عام 1919 الذي نص على تغيير الاسم إلى جمهورية النمسا ومنع النمسا من الاتحاد مع ألمانيا.
أصدر الدستور الجديد عام 1920 وأصبح ميخائيل هاينش أول رئيس للجمهورية. الشروط الصارمة لاتفاقات إنهاء الحرب العالمية والوضع الاقتصادي الداخلي السيء أديا إلى تصاعد النازية والفاشية في البلاد. اندلعت حرب أهلية عام 1934 بين الجمهوريين و الحكومة وحاول النازيون عمل انقلاب في نفس العام ولكنه فشل. حاولت الحكومة جاهدة الوقوف أمام المحاولات النازية للوصول إلى الحكم . في النهاية، ضُمت النمسا إلى ألمانيا في عام 1938. مئات الآلاف من النمساويين حاربوا في صفوف الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945). عانت مناطق فيينا ولينز كثيراً من القصف الجوي والهجوم الأرضي أثناء الحرب. أكمل الحلفاء احتلال النمسا عام 1945 وأُعلن الاستقلال في نفس العام. أعلنت النمسا نفسها دولة محايدة عام 1955. صوت 66,6% من النمساويين عام 1994 لصالح انضمام النمسا إلى الاتحاد الاوروبي، الذي تم في العام المقبل. أضحى حزب الحرية النمساوي (FPÖ)، ذو الأفكار العنصرية، عام 1999 ثاني أقوى حزب بالبلاد. شارك في الائتلاف الحكومي عام 2000 مع حزب الشعب النمساوي (ÖVP).
السياسة
النظام السياسي
النمسا و حسب الدستور الفدرالي لـ 1920 جمهورية فدرالية، برلمانية و ديموقراطية. تتكون من تسع مقاطعات فدرالية. رئيس السلطة هو رئيس الفدرالية و الذي يتم انتخابه كل ستة سنوات عن طريق استفتاء عام مباشر. يقو مالرئيس المنتخب بتسمية المستشار الفدرالي، و رغم أن للرئيس كامل الحرية في اختياره لشخص المستشار إلا أن القاعدة تقول باختيار زعيم الأغلبية في المجلس الوطني. المستشار الفدرالي هو رئيس الحكومة الفدرالية و التي يتم تعيين أعضاءها من طرف رئيس الجمهورية بعد أن يقدم المستشار التوصيات بشأنها. يستطيع المجلس الوطني القيام بحل الحكومة عن طريق الدعوة إلى تصويت نزع الثقة.
السياسة الخارجية
- مقالة مفصلة: العلاقات الخارجية للنمسا
اتبعت النمسا منذ عام 1955 سياسة حيادية، وكانت دوماً تلعب دور الوسيط بين الشرق و الغرب. مع انتهاء الحرب الباردة في بداية التسعينات، بدأت الدولة بالاتجاه إلى الغرب. انضمت النمسا إلى الاتحاد الاوروبي عام 1995. مشاركة حزب الحرية النمساوي (FPÖ)، ذو الأفكار العنصرية، في الائتلاف الحكومي عام 2000 أضر كثيراً بعلاقات النمسا الخارجية. فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على النمسا، إلى حين خروج الحزب من السلطة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الأقاليم الفيدرالية
الولايات العشرة (Bundesländer) في النمسا، مرتبة أبجدياً حسب التسمية الألمانية الرسمية، وهي:
الدرع | الولاية (Bundesland) | العاصمة | |||
---|---|---|---|---|---|
العربية | الأصلي | الأصلي | |||
بورگنلاند | أيزنشتات | ||||
كارنثيا | Kärnten | كلاگنفورت | |||
النمسا السفلى | Niederösterreich | سانكت پولتن | |||
النمسا العليا | Oberösterreich | لينز | |||
سالزبورگ | سالزبورگ | ||||
ستيريا | Steiermark | گراتس | |||
تيرول | Tirol | إنسبروك | |||
فورأرلبرگ | بريگنز | ||||
ڤيينا | Wien | – |
الاقتصاد
- مقالة مفصلة: اقتصاد النمسا
إحصائيات عام 2001.
- الناتج القومي الخام: 194.709 مليون USD
- الناتج الخام الفردي: 24.141 USD
- الدخل القومي الخام: 188.546 مليون USD
- القطاعات: الصناعة 33 %; الزراعة 2 %; الخدمات 65 %
- نسبة التشغيل (2000): الصناعة29,1 % الزراعة 0,8 % الخدمات 67,8 %
- نسبة البطالة (6/2003): 5,9%
- الرياضات الشتوية: 5 % من الناتج القومي الخام مرنبط بالنشاطات الشتوية
- متوسط الحياة: 82 (النساء), 76 (الرجال) (2002, عند الولادة)
- نسبة الوفيات عند الأطفال: 0,5 %
الثقافة
تشتهر البلاد بالعديد من الكتاب كأمثال فرانز گريلپارزر، أدالبر شتيفتر، يوهان نستروي، كارل هايرش فاگرل، وغيرهم. ومن الرسامين فردناند گورگ ڤالدمولر، گوستاڤ كليمت، إرنست فوخس وهيرمان نيتش.
الموسيقى
تعتبر الموسيقى النمساوية متنوعة في طبوعها، كالموسيقى الكلاسيكية وروادها من أمثال يوزف هايدن، ڤولفگانگ أماديوس موتسارت، ثم رواد الحركة الرومنسية كأمثالفرانتز شزبرت، يوهانس برامز،أنتون بروكنر، وعائلة شتراوس وحتى أرنولد شونبرگ. إلى جانب الموسيقى الكلاسيكية تتواجد أنواع شعبية أخرى وما يمزها هو اتخاذها للأناشيد وآلات العزف الهوائية. يشتهر إقليم التيرول وسكان جبال الألب بنوع خاص من الطبوع يعرف محليا باسم الـ"يودلر"، و يقوم أهل المنطقة بالغناء أو التخاطب عن طريق التحكم في خروج من الصوت من الصدر عبر الحنجرة، فتشأ عدة أصوات و تركبيات جديدة مما يغني عن استعمال الكلمات.
من الصعب تمييز ما هو نمساوي في هوية الموسيقى النمساوية مما هو غير نمساوي، ولاسيما في القرون الثلاثة الماضية؛ لأن موقع النمسا في وسط أوربا، واستقطاب ڤيينا- بوصفها عاصمة الامبراطورية الرومانية - الجرمانية المقدسة- للمفكرين والمثقفين والموسيقيين الذين قدموا إليها من ألمانيا وإيطاليا وبوهيميا وهنغاريا وسلوڤينيا وسلوڤاكيا وكرواتيا جعل الموسيقى النمساوية تتكون من خليط امتزج به ما هو أوربي بما هو نمساوي. فيوزف هايدن، وموتسارت، وفرانز شوبرت، وأنتون بروكنر، وأرنولد شونبرگ، وأنطون فيبرن، وألبان برگ مع أنهم نمساويون لا يمكن وصف مصنفاتهم بالمصنفات النمساوية! فأعمالهم كانت عالمية قبل مجيء عصر العولمة بمئة إلى مئتي عام! كما أن جميع المؤلفين غير النمساويين الذين عاشوا في ڤيينا وألفوا فيها أعمالهم مثل أنطونيو سالييري وبتهوڤن ويوهانس برامز وگوستاف مالر وغيرهم امتزجت في مصنفاتهم الروح الأوربية بالروح النمساوية. إضافة إلى أن عدداً كبيراً من الموسيقيين الذين لم يعيشوا في النمسا وجدوا طريقهم إليها سواء من أجل إتمام دراستهم أم من أجل تقديم أعمالهم في العاصمة ڤيينا، مثل نيكـّولو پاگانيني، وفرانز ليست، وروبرت شومان، وريتشارد ڤاگنر. والموسيقى النمساوية المحضة التي بالإمكان تسميتها بالموسيقى النمساوية هي موسيقى الڤالس (نوع من الرقص) التي جاء بها يوهان شتراوس الثاني الأب وتطورت على يدي ابنه يوهان.
والموسيقى النمساوية مثلها مثل الموسيقى الفرنسية أو الإيطالية، نشأت في الكنائس ومن التراتيل الغريغورية، ولكن أول فرقة موسيقية يشير إليها التاريخ في النمسا هي فرقة بلاط ڤيينا التي أسسها الامبراطور ماكسيميليان الأول عام 1496، والتي وصلت في عهد خليفته فرديناند الأول (1503- 1564) ثم رودولف الثاني - الذي انتقل بها من ڤيينا إلى براگ - إلى أوجها (1552- 1612). وشهد العصر الباروكي المتأخر ظهور مؤلفين نمساويين مثل يوهان يوزيف فوكس (1660-1741) أحد أكبر فلاسفة الموسيقى والمنظرين في التاريخ. ولكن هذا العصر تميز بغزو المؤلفين الإيطاليين للعاصمة النمساوية الذين جاؤوا إليها ليقدموا أعمالهم فيها، والذين شغلوا مراكز كبيرة في البلاط النمساوي مثل أنطونيو كلدارا (1670-1736) الذي كتب أكثر من ثمانين اوپرا وثلاثين أوراتوريو، وعمل مؤلفاً في البلاط النمساوي، وأنطونيو دراگي (1635-1700) الذي عاش في النمسا وألف أكثر من 120 أوبرا بأسلوب أساتذة مدرسة البندقية. وتركت المدرسة الإيطالية أثراً كبيراً في الموسيقى النمساوية، وفي المؤلفين الألمان الذين جاؤوا إلى ڤيينا ليقدموا أعمالهم فيها مثل كرستوفر ڤيليبالد گلوك الذي قام بتطوير الاوپرا الإيطالية الجدية. ومع أنه حقق أكبر انتصاراته في باريس جرى تقديم اوپراه «أورفيو» التي تعد اليوم فاصلاً بين الأوبرا الجدية القديمة والأوبرا الجديـة الحديثة في ڤيينا عام 1762. ومع ذلك بقيت السيطرة للمؤلفين الإيطاليين وللأوبرا الإيطالية على الموسيقى في ڤيينا حتى وقت متأخر من القرن الثامن عشر، ولم يستطع موتسارت نفسه التخلص من تأثيرات أساتذة المدرسة الإيطالية في عدد كبير من أعماله الأوبرالية، مثل أوبرا «دون جوفاني» التي أطلق عليها ڤاگنر لقب «أوبرا الأوبرات» فهي ليست أوبرا نمساوية وإنما «إيطالية» في كلماتها وأسلوبها وروحها وطابعها، لذا فإن بتهوڤن كان يفضل عليها أوبرا «الناي السحري» ويعدها أول أوبرا ألمانية حقيقية.
اتفق المؤرخون وأساتذة الموسيقى على تسمية أساتذة المدرسة الكلاسيكية مثل هايدن، وموتسارت، وبتهوڤن، بأساتذة مدرسة ڤيينا الأولى، وسبق هؤلاء أستاذ لا يشير إليه التاريخ كثيراً اليوم هو گيورگ كريستوف ڤاگنسايل (1715-1777) الذي عمل أستاذاً للبيانو في بلاط الامبراطورة ماريا تيريزا. وقد وجدت نظرياته عن موسيقى الآلات امتداداً في أعمال هايدن ثم موتسارت، وقد ألف نحو 16 أوبرا، ولكن أعماله المهمة كانت في مجال الموسيقى السمفونية، وتأثر هايدن بمصنفاته، وخاصة بأعماله لموسيقى الآلات، وألف 104 سمفونيات وحواريات(كونشرتات) عديدة لمختلف أنواع الآلات. وقد ورث لودفيگ ڤان بتهوڤن عنه اهتمامه بموسيقى الآلات لكنه لم يؤلف سوى أوبرا واحدة هي «فيديليو»، ومع أن بتهوڤن كان أول أستاذ من أساتذة الموسيقى الرومنسية؛ فإنه غالباً ما يصنف بين الكلاسيكيين (التقليديين) الذين جاءت بهم مدرسة ڤيينا، وورث اسمَهم جميعُ الأساتذة الذين رفضوا الخروج عن القوالب التقليدية في التأليف أو تأليف أعمال بالأسلوب الطليعي الذي جاء به بتهوڤن والذي أُطلق عليه فيما بعد «الأسلوب الرومانسي».
لم تبدأ الرومانسية في الموسيقى مع برليوز وسمفونيته «الفانتاستيك» في باريس، وإنما مع بتهوڤن وسمفونيته السادسة في ڤيينا (1808)، التي ربما تكون أول سمفونية حقيقية ذات برنامج program music في تاريخ الموسيقى، إذا ما تجاوزنا عناوين سمفونيات هايدن. ولكن أول سمفونية كُتبت بالأسلوب الرومنسي المتأخر لأساتذة القرن التاسع عشر كانت السمفونية الكبيرة من مقام دو الكبير لابن ڤيينا الأصيل فرانز شوبرت التي ألفها نحو عام 1825، وعثر عليها شومان مصادفة لدى زيارته إلى النمسا عام 1838، وقدمها فيلكس مندلسون في لايبزيگ عام 1839، وأصبحت إنجيلاً لعدد كبير من المؤلفين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتأثر بها بروكنر كثيراً وهو يؤلف سمفونياته الرومنسية من خلف آلة الأرغن، ولكن شوبرت لم يكن أستاذاً رومنسياً لأنه ألف السمفونيـة من مقام دو الكبير فقط، وإنما لأنه ألف عدداً كبيراً من الأغاني (الليد) التي تركت أثراً بالغاً في الموسيقى في القرن التاسع عشر، وخاصة في أعمال أساتذة الجيل التالي من المؤلفين الأوربيين، ابتداءً من شومان وانتهاء بيوهانس برامز الذي جاء من هامبورغ ليعيش في ڤيينا، ولم يخرج عن التقليدية أبداً، فتمسك بالقوالب الكلاسيكية المتحدرة من يوهان سباستيان باخ وهايدن وبتهوڤن، ولكنه تأثر كثيراً في أعماله الغنائية (الليد) بمصنفات شوبرت الرومنسية. كذلك انتقل تأثير شوبرت إلى أستاذ الليد الأول في ڤيينا في نهاية القرن التاسع عشر هوگو ولف، الذي كتب أكثر من 300 أغنية على قصائد للشعراء الألمان، تعد اليوم من أعمق الأعمال في تاريخ الموسيقى «النمساوية». ومع ذلك فالرومنسية لم تنتصر انتصاراً كاملاً في الموسيقى النمساوية، على الرغم من كثرة مؤيديها. فبروكنر أكبر المخلصين للموسيقى الرومنسية والذي ألف تسع سمفونيات لم يكن قادراً في نهاية القرن التاسع عشر على تبني إرث الثقافة الموسيقية النمساوية؛ لأنه كان مجرد ريفي متدين بثقافة متواضعة، يحب ڤاغنر، ويؤلف أعماله وهو يعزف بالأرغن، لذا لم يستطع بسط سيطرته لا على العقلية ولا على الروح الموسيقية في ڤيينا. والذي سيطر على الموسيقى النمساوية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر كان التقليدي برامز، الذي امتلك مؤهلات ثقافية مكنته من محاربة مؤيدي الرومنسية، وإبعاد ڤاغنر ومؤيديه من الرومنسيين عن ڤيينا، وكان هو الذي ساعد غوستاف مالر، وأيد توليه قيادة فرقة أوبرا ڤيينا. ولكن مالر لم يكن مخلصاً للأسلوب التقليدي في التأليف، وخلط بين الرومنسية والكلاسيكية في أعماله السمفونية، وبرز في البداية تأثير ڤاغنر فيه، ولكنه لم يكن ڤاغنرياً حتى النهاية، وأعماله ذاتية جداً طبعت أساتذة موسيقى الجيل التالي من المؤلفين الذين أُطلق عليهم أساتذة مدرسة ڤيينا الثانية.
تأثر أساتذة الموسيقى النمساوية بمؤلفات برامز، ومالر الذي ترك في المؤلفين الطليعيين أثراً كبيراً، خاصة من خلال سمفونيتيه التاسعة والعاشرة الناقصة، وهكذا اتجه أرنولد شونبرگ إلى تأليف أعمال بنظام الاثني عشر صوتاً، أو ما سمي جدلاً الموسيقى اللالحنية، (مما أزعج شونبرگ). وتأثر أنطون فيبرن بمصنفات شونبرغ، وألف أعماله كلها بنظام الاثني عشر صوتاً، وافتقدت مصنفاته للشاعرية، وعوّض هذا النقص التلميذ الثاني لشونبرگ، ألبان برگ الذي تأثر في البداية بمصنفات ڤاگنر وخاصة بدراما «تريستان وإيزولدِه»، ومزج بين شاعرية ڤاگنر والمفاهيم النظرية لشونبرگ في أعمال متميزة مثل: «حوارية الكمان والأوركسترا» (1935)، وأوبرا «لولو» Lulu التي قدمت أول مرة بعد وفاته عام 1937.
جاء الخط المعارض للاتجاه الطليعي عن طريق مؤلفين تقليديين أقل شهرة من شونبرگ وڤيبرن وبرگ، وأفضلهم هو فرانز شميت ت(1874-1939) تلميذ بروكنر الذي ألف أعماله بالأسلوب الرومنسي المتأخر. ولكن مصنفاته وخاصة سمفونياته الأربع لم تحقق نجاحاً كبيراً، في الوقت الذي انتشرت فيه الموسيقى اللالحنية في أوربا في النصف الثاني من القرن العشرين، ووجدت لها مؤيدين في جميع أنحاء العالم. ومع نهاية القرن العشرين لم يعد هناك مؤلفون نمساويون متميزون على غرار المؤلفين الذين عرفتهم النمسا في القرون الماضية. وبرزت فرقة ڤيينا الفيلهارمونية التي تعد واحدة من أعرق الفرق الأوركسترالية في العالم، وفرقة دار أوبرا ڤيينا. ومنذ عام 1920 يقام في سالتسبورگ - مسقط رأس موتسارت - مهرجان سالتسبورگ الموسيقي وذلك في شهري تموز/يوليو وأغسطس.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الفن والعمارة
يصعب على المهتم بالنمسا وفنونها أن يقطع جازماً بأن للنمسا قبل مرحلة الباروك وحركات الانقطاع (عن الماضي) sezession فناً أصيلاً، إذ كان فنانو هذا البلد على الدوام متأثرين غاية التأثر بالفنين الألماني والإيطالي، وكان نتاجهم الفني بعيداً كل البعد عن المحلية، ما أدى إلى تعذر تكوين فن نمساوي متماسك ومتسق، في حين صار الفن النمساوي في مرحلتي الباروك وحركات الانقطاع (في نهاية القرن التاسع عشر) غنياً ومفعماً بالحياة وذا طابع وطني أصيل، بل إنه بلغ في بعض الأحيان درجة من التعقيد فأوشك أن يكون مَرَضياً.[2]
ليس ثمة ما يميز القرون الوسطى النمساوية من مثيلتها الألمانية، سواء كان ذلك في الفنون وأساليبها أم في العمارة، باستثناء أمثلة نادرة في العمارة الرومية الواضحة في أديرة الرهبان وصومعاتهم، إذ إن التأثير الكارولنجي بادٍ فيها، وقد سبق هذا الطراز الكنائس القوطية الأولى التي بناها البندكتيون، واستمر الطراز الرومي طويلاً في النمسا وفي ألمانيا على السواء حتى المرحلة القوطية المتأخرة في القرن السادس عشر. وثمة كنائس كثيرة في النمسا شيدت وفق نموذج كنائس القاعات الألمانية.
تعود بواكير أعمال التصوير الجديرة بالاهتمام إلى نهاية القرن الثاني عشر (جداريات كاتدرائية گورك)، وفي نهاية القرن الرابع عشر قدم أحد المصورين المعلمين لوحة لمذبح كنيسة هايليگنكرويتس تلفت الانتباه بدقة رسمها ورهافة ألوانها، وفي القرن الخامس عشر بدأ التصوير النمساوي يكتسب بعض سماته الشخصية بظهور مدرسة سالزبورگ والمنحوتات متعددة الألوان مثل منحوتة مذبح كِفَرماركْت (نحو عام 1476)، وصار بلاط هابسبورگ بدءاً من مطلع القرن السادس عشر مركزاً رفيع المقام لمناصري الفنون ومشجعيها؛ ما أدى إلى ظهور مدرسة نمساوية حقيقية وتكلفية اتسمت بالدقة المفرطة وجموح الخيال، وكان من أبرز مصوريها: يوسف هاينتس (ڤينوس النائمة - ڤيينا) والإيطالي جوسپه أرچيمبولدو والألماني آخن Achen والثلاثة كانوا في خدمة رودولف الثاني.
كانت الساحة النمساوية مستعدة لاستقبال الباروك القادم في البداية من إيطاليا، ولكنه ما لبث أن تطور ذاتياً وعلى نحو مستقل. أما في العمارة وبعد أن عُهد إلى فنانين إيطاليين مثل أنطون إرهارد مارتينلي وكرٻوفورو تنكالا وأليبراندي وسانتيني تشييد أبنية مستوحاة من العمارة الرومانية ظهرت أبنية مدنية ودينية ذات مرونة ومهارة لا مثيل لها، أقيمت بأيدٍ نمساوية، وكان من أشهر المعماريين يوهان فيشر فوخ ايرلاخ (1656-1723) الذي صمم مجمع سالزبورگ ونفذه (1696- 1707) وقصر شڤارتسنبرگ (1705) وبناء قنصلية براگ، وكنيسة سان شارل بوروميه في ڤيينا (1737) وهي من روائع أعماله. والمعمار الثاني كان يوهان لوكاس ڤون هيلدبرانت (1668-1745) وله من المنشآت قصر كينسكي (1716) وبناء بلڤِدير ڤيينا، وبناء البلفِدير العالي (1719)، والبلڤِدير السفلي (1922) وقصر ميرابِل في سالتسبورگ (1721). والمعمار الثالث هو الفرنسي نيكولا جادو الذي صمم وأنشأ قصر أكاديمية العلوم في ڤيينا (1755).
وفي مجال النحت الباروكي اشتهر في ڤيينا جورج رفايل دونر ت(1693-1741) وكان قد نفذ منحوتات قصر ميرابِل وزخارفه في سالزبورگ (1726) ونافورة السوق الجديد في ڤيينا (1739). وفي براتسلاڤا نفذ منحوتاته في كاتدرائية سان مارتان، وهي مجموعة تمثل القديس سان مارتان ممتطياً فرساً، مسكوبة بالرصاص وليس من الرخام (1734).
ومن أشهر المصورين النمساويين كان بوزو، فمنذ العام 1702 أنجز زخارف كنيسة الجامعة وقصر ليختنشتاين . وكان من أتباعه والمتأثرين بأسلوبه مجموعة من المصورين المزخرفين مما جعل الفن الزخرفي مزدهراً في ذلك العصر، ومثال هذه المنجزات الزخرفية يُرى في البلفدير السفلي مما أنجزه الرسام التومونتي، وسقف الصالة الكبرى للمكتبة الوطنية في ڤيينا التي أنجزها المصور گران (1694-1757)، وزخارف قبة كنيسة سان شارل للرسام روتماير (1660-1730)، ويذكر أيضاً بصورة خاصة زخارف دير گوتْڤِگ التي أنجزها مِلْك.
وقد تقدم هذا الفن التزييني بتأثير ماولبِرتْش (1724-1796). ويعد بلاتسر (1702-1761) مؤسس تيار الروكوكو[ر] في ڤيينا.
وفي مجال تصوير الوجوه برز المصور فوگر (1751-1818) إلى جانب المصور لامبي القديم (1751-1830)، كما برز الرسام والمزخرف كرويتسينگر (1757-1829) بتصوير المنمنمات والرسوم الإيضاحية في المؤلفات.
وفي عام 1718 أُسس في ڤيينا مصنع الخزفيات بإدارة زورْگنْتال. كما نمت في ڤيينا الصناعات الزجاجية - الكريستال - على غرار الكريستال البوهيمي.
وبين عامي 1815- 1848 صارت المملكة النمساوية الهنغارية تحت هيمنة مترنيخ، وصارت ڤيينا أهم مركز ثقافي ولاسيما في نطاق الموسيقى حيث استقر بيتهوڤن وفرانتس ليست في ڤيينا. وفي هذه المدينة العاصمة استقر النحات كانوڤا قادماً من البندقية.
وأنجز تساونر (1746-1822) تمثال الملك يوزف الثاني، وكان مديراً لأكاديمية الفنون، كما أنجز الصرح المأتمي للملك ليوبولد الثاني. وفي مجال التصوير كان تأثير تيار الاتباعية الجديدة (الكلاسية المحدثة) الذي ظهر في فرنسا واضحاً على المصورين النمساويين، ولا سيما فوغر.
وفي الوقت ذاته فإن عدداً من المصورين الأوربيين قدموا إلى ڤيينا حاملين أساليبهم الفنية، من أمثال لورانس مصور الوجوه الإنكليزي، ومصور المنمنمات الفرنسي إيزابي بأسلوبه الرومانسي، وتركوا العديد من اللوحات الوجهية للحكام والدبلوماسيين والنساء الجميلات، مما ترى آثاره في المصورين النمساويين ومنهم ڤالدمولّر في لوحاته الوجهية التي تأثر فيها بالمصور لورانس، وكان ممثلاً لأسلوب أطلق عليه أسلوب طراز بيدرماير.
وفي جانب آخر ظهر تصوير المشاهد الطبيعية بأسلوب مبسط قريب من السذاجة في لوحات لودر (1781-1868) والمصور لوس F.Loos ت(1797-1890) وكوخ (1768-1839) في لوحاته الأسطورية.
وتأثر عدد من المصورين بالمدرسة الإنگليزية التي أسست تحت اسم الناصريين أو النازاريين.
ومنذ عام 1864 انقطعت صناعة الخزف أو البورسلين في ڤيينا بعد إغلاق مصنع الدولة. أما صناعة الزجاج الملون أحياناً، والشديد التزيين فحافظت على جودتها.
وجدت التحولات التي تمت في أوربا بعد الثورة الفرنسية (1789-1794) وحروب نابليون (1799- 1815) ما يسمى بأوربا الجديدة، حيث ظهرت المشاعر القومية عند الشعوب الأوربية، وبدت ضرورات الإصلاح والتجديد، وتتالت المدارس الفنية، من الكلاسية المحدثة التي جاء بها داڤيد إلى الرومنسية التي أسسها دولاكروا وصولاً إلى الانطباعية.
وكانت الوحدة النمساوية الهنغارية قد انتصرت على تبعية الدولتين لملك واحد هو فرانتس يوزف، وفي عهده تطور العمران في ڤيينا، ونسقت الشوارع العريضة بتصميمات فورستر (1797-1836)، كما أنشئت محطات القطار في الشمال بتصميم هوفمَن، وفي الجنوب محطات من تصميم فلاتيش بأسلوبه المرتبط بعمارة عصر النهضة المثقل بزخارف غير ضرورية، ثم ظهرت في العمارة تأثيرات الأسلوب «القوطي الحديث» مما يرى في عمارة بناء البلدية (1883) من تصميم فون شميت (1825-1891).
ومن أكثر المنشآت أهمية بناء البرلمان الذي صممه فون هانسون (1813-1891) بأسلوب كلاسي محدث، وبناء الجامعة الذي صممه فِرْستِل وأنجزه في العام 1874، متأثراً بأسلوب عصر النهضة، وبناء الأوبرا (1869) الذي صممه فان دير نول وفان سيكاردسبورگ مشابهاً لبناء الأوبرا في باريس. ولقد أنشأا معاً بناء الآرسينال (دار السلاح) أيضاً.
وينتقل فن العمارة في النمسا باتجاه ما سمي بالفن الحديث على يد أوتو ڤاگنر (1841-1918)، تجلى ذلك بعمارة محطة كاريس بلاتس (1901) وبزخارف بناء مايوليكا هاوس (1898) الذي أكد ظهور عمارة الحداثة، وفي عمارة البنك البريدي (1906)، ومن جهة أخرى كان أولبريش (1867-1908) قد أسس للأسلوب الوردي في عمارة معرض جماعة الانقطاع (1899).
واستمرت حركة الحداثة في النمسا بالانتشار بفضل مدرسة الانقطاع بعد أن ترأسها المعمار أولبريش (1867- 1908) وأنشأ لهذه الجماعة بناء أطلق عليه اسم دارمشتات.
ولم يزدهر النحت الحديث في النمسا، بل ظهر مدرسياً، ويذكر من النحاتين شيلينگ في عمله التذكاري عن الشاعر شيلر في ڤيينا، وهيلمر في نصب الشاعر گوته، وتسومْبوش في نصب بيتهوڤن.
وفي مجال التصوير كان الاهتمام بتصوير الوجوه مما يرى عند روميكو (1832-1889) بأسلوبه الشاعري الغريب، وكان له تأثير في كوكوشكا. وظهرت مدرسة الانقطاع عن طريق المصور كليمْت (1862-1918) وكان أول رئيس لجماعة الانقطاع في ڤيينا وأسهم في تحرير مجلة «ربيع مقدس»، وكان الأب الشرعي للحداثة الفنية في النمسا.
بعد الحرب العالمية الأولى (1914- 1918) تحول الفن باتجاه الإبداع والحداثة، وصار الاهتمام به أوضح بعد أن تكاثرت المتاحف والمعارض والإعلام الفني، وظهر فن التصوير الضوئي على يد نادار في فرنسا كما ظهرت السينما.
وكان تأثير المعمار ڤاگنر واضحاً في تكوين عمارة حديثة، بدت في أعمال تلاميذه من أمثال المعمار هوفمَن الذي تزعم إدارة جناح بلاده في معرض باريس عام 1925.
واتبع هذه المدرسة النحات هاناك (1875-1934)، أما النحات ڤوتروبا (1907) فقد ابتدأ نحته كلاسياً ثم تحول نحو التعبيرية المبسطة ثم عاد إلى الواقعية. واستعمل النحات لاينفِلْنَر (1911) المعادن بأسلوبه الهندسي الجاف. وكذلك شأن هوفْلينَر (1916) الذي تمادى في تحطيم الأشكال باستعماله المعادن المختلفة.
وفي مجال التصوير لمع اسم كوكوشكا وكان شاعراً ومصوراً درامياً تظهر في لوحاته الألوان المتضادة بشدة، وإغون شيليه (1890-1918) الذي برع في الرسم والتصوير ونزعته التعبيرية، وتأثر الفن في النمسا بالتيارات التي ظهرت في فرنسا، وكان الموسيقي شونبرگ (1874-1951) على اتصال بجميع تلك التيارات بوصفه مصوراً أيضاً، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة. وما زالت تيارات الحداثة الفنية سارية في النمسا وأوربا الغربية.
السينما والمسرح
السينما
تم افتتاح أول دار عرض سينمائي في النمسا عام 1903. وفي عام 1906 قام المخرجان أنطون كولم ، وياكوب فليك بإصدار أشرطة إخبارية. أما أول فيلم روائي فكان «من درجة إلى درجة» (1908) للمخرج هاينتس هانوس.[3]
في عام 1912 أسس كولم وفليك شركة إنتاج سينمائي باسم «ڤينَر كونست فيلم»، قامت بأفلمة أعمال كبار الأدباء الألمان والنمساويين. وقد عرفت المرحلة الصامتة للسينما النمساوية ذروة ازدهارها بين عامي 1920- 1924 حين تـم إنتاج أفلام عـدة مهمة مثل: «الأمير والفقير» (1920)، وشمشون ودليلة (1923)، وكلاهما من إخراج ألكسندر كوردا، و«سادوم وعامورة» (1922)، للمخرج ميخائيل كورتيس، وهو من إنتاج ألماني نمساوي مشترك.
مع ظهور الصوت في السينما النمساوية لاقت الأفلام الغنائية رواجاً كبيراً. من أهم تلك الأفلام: «الحب الكبير» (1932) للمخرج أوتو پرِمينگر، و«أغنياتي تبتهل بهدوء» (1933) للمخرج فيلي فورست، وهو فيلم يدور حول الموسيقار النمساوي فرانز شوبرت . ومن الأفلام المهمة الأخرى في تلك المرحلة: «حدث عابر» (1935) للمخرج ڤالتر رايش، و«ماري باشكيرتسِف» (1935) للمخرج هنري كوستِر.
وقد أثر الاتحاد القسري للنمسا مع ألمانيا عام 1938 وصعود النظام النازي في مسيرة التطور في السينما النمساوية؛ مما أدى إلى هجرة العديد من كبار المبدعين مثل بيلي فيلدر Billy Wilder، وبِرمينغر وغيرهما.
مع سقوط النازية واستقلال النمسا بعد الحرب العالمية الثانية ارتفع الإنتاج السينمائي ارتفاعاً ملحوظاً، وظهرت أفلام تعالج قضايا المجتمع النمساوي الراهنة، مثل: «الطريق البعيد» Der weite Weg ت(1946) إخراج إدوارد هوش Eduard Hoesch، عن المصير المأساوي لجندي عائد من الحرب، و«الجسر الأخير» Die letzte Brücke ت(1953) إخراج هِلموت كويتنِر Helmut Käutner، عن الفظائع التي ارتكبتها الفاشية في يوغسلافيا، و«الفصل الأخير» Der letzte Akt ت(1955) إخراج غيورغ ڤيلهلم بابست Georg Wilhelm Pabst عن نهاية الامبراطورية الهتلرية، وفيلم «السيد بونتيلا وتابعه ماتي» Herr Puntila und sein Knecht Matti ت(1955) عن مسرحية لبرتولت برخت Bertolt Brecht إخراج ألبرتو كڤالكانتي Alberto Cavalcanti.
ومع ذلك ظلت الأفلام الغنائية، وتلك التي تتحدث عن سير مشاهير الممثلين والموسيقيين تحتل مركز الصدارة في الإنتاج السينمائي النمساوي. من أهم هذه الأفلام: «السمفونية البطولية» (1949) إخراج ڤالتر كولم فِلتي، عن لودڤيگ فان بيتهوفن، و«أعطني يدك يا حياتي» (1955) إخراج كارل هارتل، عن موتسارت،
و«ممثل من ڤيينا» (1954) إخراج ك. باريلا عن الممثل النمساوي الشهير جيراردي، وأفلمة أوبرا «دون جوان» (1954) إخراج ف. كولم فِلتي.
في الخمسينيات والستينيات اجتاحت الصالاتِ السينمائيةَ النمساوية موجةٌ من الأفلام الغنائية ذات الطابع الاستعراضي الذي تختلط فيه الأجناس الفنية بعضها ببعض. هذا إضافة إلى الأفلام «الكوميدية» الساخرة والأفلام «البوليسية»، وأفلام «دراما الصالونات الأرستقراطية».
منذ مطلع الستينيات بدأت السينما النمساوية تعاني أزمة خانقة سببها غياب الدعم الحكومي عن المنتجين السينمائيين، وتزايد حدة المنافسة مع التلفاز، وأسباب أخرى عديدة؛ مما أدى بالإنتاج السينمائي إلى الاقتصار على أفلام هدفها الأساسي التسلية والترفيه عن المشاهدين. وفي نهاية الستينيات انخفض الإنتاج السينمائي إلى فيلم واحد أو فيلمين في العام، مما أدى إلى هجرة بعض السينمائيين الكبار مثل: ماكسيميليان شيل Maximilian Schell وماري شِلا Maria Schell، ورومي شنايدر Romy Schneider وغيرهم. وقد وقع الإنتاج السينمائي النمساوي تحت سيطرة ما كان يعرف وقتها بألمانيا الغربية.
في السبعينيات ظهرت بضعة أفلام تتميز بميلها للاهتمام بالمشكلات الاجتماعية مثل: «حكايات من غابة ڤيينا» (1979) إخراج ماكسيميليان شِل، وفيلم «كاسباخ» (1979) إخراج پيتر باتساك Peter Patzak المكرس لفضح الفاشية والنازية الجديدة.
ما تزال السينما النمساوية في الوقت الراهن تعاني أزمة في التمويل، ومع ذلك حقق السينمائيون النمساويون نجاحات متعددة. من الأفلام النمساوية المعاصرة المهمة: «عازفة البيانو» للمخرج ميشيل هانكه الحائز الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي لعام 2001، و«القيظ» للمخرج أولريش زايدل الذي نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة الكبرى في مهرجان البندقية السينمائي لعام 2001، إضافة إلى جوائز عديدة أخرى.
يعد الأرشيف السينمائي النمساوي من أضخم الأرشيفات في أوروبا وأغناها.
المسرح
بعد أن تمكنت المؤسسة الكنسية المسيحية الفتية في مطلع القرون الوسطى من القضاء على المسرح، بعده فعل غواية شيطانياً يقود إلى الضلال - بحسب رأي آبائها الأوائل - عاد المسرح في أواخر تلك القرون للظهور مجدداً. واللافت في الأمر هو أن ولادته الجديدة كانت في رحم الكنيسة، وفي بلدان أوربية عدة في الوقت نفسه، ومنها النمسا حيث تبدت البوادر الأولى للمشهدية المسرحية في قداسات الفصح، أي في التمثيل المجازي لقيامة السيد المسيح من قبل الكهنة، ترتيلاً وغناءً وحركة. وكلما تقدم الزمن باتجاه عصر النهضة صار الأداء التمثيلي أكثر واقعية وتفصيلاً، ولاسيما في مسرحيات آلام المسيح في منطقتي ڤيينا والتيرول حيث كانت مواكب العروض تستمر أياماً عدة، إما على العربات وإما على منصات مؤقتة نصبت لهذا الغرض في ساحة السوق أمام الكنيسة. وما يثير الاهتمام بهذه العروض هو أن الممثلين كانوا من شخصيات المجتمع المحترمة، ومَنْ صمَّم المشاهد والأزياء كانوا من كبار الفنانين. والأكثر إثارة في الأمر هو التخلي عن اللغة اللاتينية والتمثيل باللهجة المحلية التي تحولت تدريجياً إلى لغة قومية، كالإيطالية والألمانية والفرنسية وغيرها، وإقدام النمساويين منذ مطلع القرن السادس عشر على السماح للمرأة بأداء الأدوار النسائية بدلاً من الغلمان، على حسب ما جرت العادة حتئذٍ، عدا إيطاليا.[4]
أدت حركة الإصلاح الديني إلى تراجع الاهتمام بالمسرحيات الدينية الموكبية، إلا أن هذه المسرحيات عادت إلى الازدهار في عصر الباروك على يد الجماعات الكاثوليكية، ولاسيما منها جماعة الجزويت (اليسوعيون) الذين استخدموا فخامة مسرحيات آلام المسيح وأبهتها ومسرحيات موكب خميس الجسد للتأثير في المؤمنين ضد حركة الإصلاح البروتستنتية. وكلما ازداد إقبال الريفيين على هذه الاحتفالات الموكبية صارت أكثر خشونة وغلظة، مما أدى مرات عديدة إلى منعها في أثناء القرن الثامن عشر. إلا أن بعضها مازال يقام حتى اليوم برعاية مالية وفنية كبيرة.
إضافة إلى مسرحيات آلام المسيح، ظهرت في النمسا مسرحيات دينية مؤثرة أخرى مثل مسرحيات الميلاد ومسرحيات الرعاة ومسرحيات الأسرار والمسرحيات الموكبية ومسرحيات ليلة الصيام . كما تعود إلى القرن الرابع عشر جذور أولى المسرحيات الدنيوية، وهي مسرحيات نايدهارت (احتفالاً بقدوم الربيع وانبعاث الحياة). وبمرور الزمن صارت نصوصها شعرية تتخللها الأغاني ويرافقها الرقص والموسيقى مع ملابس فخمة.
منذ مطلع القرن السادس عشر جهد بعض العلماء الإنسانيين لإحياء مسرح روما اللاتيني، فقدموا في قصور النبلاء وفي باحات الجامعة مسرحيات لپلاوتوس وتِرِنْس، إضافة إلى بعض مسرحيات المديح. ثم راجت المسرحيات المدرسية البروتستنتية التعليمية للكاتب ڤ. شملْتسِل في الريف، في حين هيمن المسرح اليسوعي الكاثوليكي الفخم في المدينة.
بدأ مسرح الباروك النمساوي عام 1584 بعرض مسرحية «مرآة الحياة البشرية» بقلم الأمير فرديناند الثاني وفي بلاطه في إنْسبروك، وهي أول ملهاة نثرية في اللغة الألمانية. ولقد اصطبغ مسرح الباروك بسمات المسرح المدرسي ومسرح اليسوعيين إلى جانب مؤثرات الملهاة المرتجلة الإيطالية والفرق الجوالة الإنكليزية التي تجوب المدن والبلدات والقرى مشجعة على تأسيس فرق محترفة محلية. إلا أن أكبر تأثير تعرض له هذا المسرح هو الاوپرا الإيطالية، ولاسيما على صعيد تصميم المناظر والأزياء والحيل المسرحية النابعة من خيال واسع والمنفذة بتقانات مدهشة. أما العروض الأوبرالية فقد بقيت حكراً على الطبقة الأرستقراطية حتى عهد الامبراطورة ماريا تريزيا التي حولت قاعة الرقص الملكية عام 1741 إلى مسرح أسمته «مسرح القلعة» وسمحت للبرجوازية بمشاهدة عروضه الأوبرالية والمسرحية. وفي الوقت نفسه انفتحت مسارح الجماعات المسيحية المتعددة على جميع الشرائح الاجتماعية، ولاسيما مسرح البندكتيين بمسرحيات الكاتب س. رِتِّنباخر في مدن وبلدات عدة في الوقت نفسه. وفي تلك المرحلة خرج من تقاليد الفرق الجوالة والمسرح الشعبي الممثل الكوميدي الكبير شترانيتسكي الذي طوَّر الشخصية الشعبية الفكاهية هانس ڤورست واستقر عام 1709 في مسرح كِرْنْتنَرتور. وقد صمد هذا المسرح الشعبي المعتمد على الارتجال أكثر من أي ظاهرة مشابهة أخرى - في منطقة اللغة الألمانية - في وجه هجوم المصلح المسرحي غوتْشِد[ر] في لايبزيگ، الذي عدَّ نموذج «التراجيديا» الفرنسية الكلاسيكية قدوة لمستقبل المسرح الألماني، وعلى الرغم من أن السلطات قد انصاعت لآراء غوتشد والمصلح النمساوي الآخر زونِّنِفلز، ومنعت المسرحيات الشعبية المرتجلة، فقد تمكن الكاتب هافْنر من تأليف مسرحيات لأدوار شعبية محددة بأسلوب ذكي لم تجد الرقابة عليه مأخذاً يسوغ منعه، فاستمرت المسرحية الشعبية النمساوية بوصفها نوعاً أدبياً جديداً ومستقلاً عن الأنواع السائدة.
ونتيجة جهود حثيثة في نهاية القرن الثامن عشر تأسست في محيط ڤيينا مسارح عدة، كان أهمها «مسرح مدينة ليوبولد» - معقل المسرح الشعبي - الذي صار اسمه على لسان الناس «مسرح كاسبِرل»، على اسم أبرز ممثليه الفكاهيين. وفي هذا المسرح قُدمت معظم مسرحيات الكاتب الملهم فرديناند رايموند (1790-1836). أما آخر كتاب المسرح الشعبي النمساوي وأبرزهم يوهان نِسْتروي فقد عرضت معظم مسرحياته في مسارح محيط ڤيينا. ولما كان نستروي في الوقت نفسه ممثلاً كوميدياً بارعاً ومرتبطاً بعقد عمل مع «مسرح كارل» فقد لعب فيه أربعمئة وعشرة أدوار مختلفة، جانحاً نحو الارتجال وموجهاً نقده إلى جميع مظاهر الفساد في البلاط والحكومة، من وجهة نظر البرجوازية المتوسطة والصغيرة. وبصفته مديراً لهذا المسرح (1854- 1860) فقد مهد الطريق لفن الأوبريت بإعداداته عن المؤلف الموسيقي الفرنسي جاك أوفنباخ. ومنذ عرض «هيلينا الجميلة» جج(1865) باللغة الألمانية صارت الأوبريت فناً مميزاً لمدينة ڤيينا، وموجهاً خاصة إلى جمهور الطبقة الوسطى. وفي عام 1776 كان الامبراطور يوسف الثاني Joseph II قد اتخذ قراراً ذا أهمية تاريخية على صعيد الفن المسرحي في النمسا، بأن أعلن تحويل «مسرح القلعة» إلى «مسرح بلاط الملك والامبراطور والمسرح القومي» لتقدم فيه عروض مسرحية باللغة الألمانية بدلاً من الأوبرا والباليه الإيطاليتين، وتعاقد مديره بروكْمَن مع أبرز الممثلين والممثلات من جميع مسارح منطقة اللغة الألمانية للنهوض بالفن المسرحي شكلاً ومضموناً. وعلى الرغم من هيمنة الأوبرا الإيطالية على هذا المسرح مجدداً في ظل الامبراطور ليوبولد الثاني فقد استعاد فعاليته المسرحية القومية بإدارة شرايفوگل (1814-1832) الذي برمج لمواسمه عرض نصوص أوربية مهمة بإعدادات محلية معاصرة. ومن مآثره أيضاً اكتشاف الكاتب فرانتس جريلبارتسر، وعرض مسرحياته. وفي مرحلة إدارة هاينريش لاوبِه للمسرح (1849- 1867) طُبقت أول مرة مفاهيم الإخراج المسرحي بالمعنى المعاصر لهذا الفن الحديث. وفي حين ركّز لاوبِه على الإلقاء اللغوي - سواء بالفصحى أم بالمحكية - أولى خَلَفه دينگلْشتِت اهتمامه للمشهدية البصرية. أما الخلف الثاني ڤيلدبرانت فقد ركّز على استعادة المآسي اليونانية الكبرى للجمهور المعاصر، وقدم بذلك خدمة كبيرة لهذا المسرح ببناء جسر ثقافي بين الماضي والحاضر.
نحو نهاية القرن التاسع عشر فتح «مسرح القلعة» في مقره الجديد أبوابه لمسرحيات الحركة الطبيعية، وتبنى بشجاعة تقديم مسرحيات آرثر شنيتسلر. وعلى أثر انهيار النظام الملكي في النمسا استعاد «مسرح القلعة» اسمه الأول، وصار تدريجياً المسرح الذي يمثل توجهات الجمهورية الحديثة رسمياً، وفي عام 1922 صار «مسرح الأكاديمية» تابعاً لـ«مسرح القلعة» فتوسع تمثيل فكر الدولة عن طريق فن المسرح، وضاقت في الوقت نفسه إمكانات التعبير الأدبي الفني الحر. إلا أن المسارح الخاصة الأخرى في العاصمة وخارجها لم تأبه لتوجيهات السلطة الجمهورية، وتابعت عروضها بتوجهاتها المختلفة ما بين المسرح الشعبي والمسرح الحديث والأوبريت والأوبرا. وكان المسرح الأكثر إثارة للاهتمام بينها هو «مسرح مدينة جوزف» في قلب ڤيينا، بأسلوبه الذي طوره ماكس راينهاردت منذ عام 1924 والذي أسهم كذلك في تأسيس مهرجانات سالسبورگ الشهيرة، وفي تأسيس «معهد راينهاردت للتمثيل» الذي اتحد لاحقاً مع الأكاديمية الحكومية للفنون المسرحية.
تراجعت الروح الديمقراطية النقدية في أثناء الحكم النازي وحلّت مكانها «ديماغوجية» شعبية لا علاقة لها بالفن الأصيل. كما هاجر كثير من الكتاب والفنانين، ولم يعد معظمهم إلا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. ولم ينج من قبضة الرقابة النازية سوى القليل من دور الكباريه السياسي الصغيرة وذات التأثير المحدود، مثل «ڤينَرْ ڤِركِل».
ولكن سرعان ما عادت المسارح ودور الأوبرا إلى تقديم عروضها عقب الحرب مباشرة، وصار «مسرح الشعب» منذ عام 1945 يقدم عروضه في الولايات الأخرى خارج العاصمة أيضاً. ومنذ مطلع الخمسينيات عادت المهرجانات المسرحية والفنية إلى نشاطها مع قيام مهرجانات جديدة في ڤيينا وگراتس وبريگنز إضافة إلى سالسبورگ، كما اُفتتح كثير من المسارح الجديدة في معظم المدن الكبيرة والصغيرة. ومنذ سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين ظهرت بعض المسارح ذات التوجهات التجريبية الحديثة، وصارت النمسا عامة أحد أهم المراكز الناشطة مسرحياً على صعيد القارة الأوربية، على الرغم من تطور الحركة السينمائية و«الدراما» التلفازية فيها.
الرياضة
العسكرية
انظر أيضا
الهوامش
- ^ "النمسا (جغرافياً)". الموسوعة العربية.
- ^ عفيف البهنسي. "النمسا (الفن في ـ)". الموسوعة العربية.
- ^ محمود عبد الواحد. "النمسا (السينما في ـ)". الموسوعة العربية.
- ^ نبيل الحفار. "النمسا (المسرح في ـ)". الموسوعة العربية.
وصلات خارجية
تعريفات قاموسية في ويكاموس
كتب من معرفة الكتب
اقتباسات من معرفة الاقتباس
نصوص مصدرية من معرفة المصادر
صور و ملفات صوتية من كومونز
أخبار من معرفة الأخبار.
- Austrian Industry information.
- النمسا travel guide from Wikitravel
- Travel tips Austria
- Connections Europe to Austria
- aeiou Encyclopedia homepage
- Austrians Yesterday and Today
- Austria.info Official homepage of the Austrian National Tourist Office
- History of Austria: Primary Documents
- Federal Chancellery of Austria
- Austrian Law Information on Austrian Law
- Austria entry at The World Factbook
- Library of Congress Portals on the World - Austria
- US Department of State Facts and Information (updated February 2005)
- World Intellectual Property Handbook: Austria
- Austria News News from Austria in English language
- Entry Requirements to Austria
- الصور
المصادر
- Brook-Shepherd, Gordon (1997). The Austrians: A thousand-year odyssey. Carroll & Graf Publishers, Inc.; 19 West 21st Street; New York, NY 10010. ISBN 0-7867-0520-5.
- CIA World Factbook—Austria. Retrieved on December 7, 2007.
- Lonnie Johnson (1989). Introducing Austria: A short history. Ariadne Press, 270 Goins Court, Riverside, CA 92507. ISBN 0-929497-03-1.
- Jelavich, Barbara (1987). Modern Austria. Cambridge University Press. ISBN 0-521-31625-1.
- Schulze, Hagen (1994). States, Nations and Nationalism. Blackwell Publishers Inc, 350 Main Street, Malden, Massachusetts 02148, USA.