جغرافيا إسپانيا

Coordinates: 40°00′N 4°00′W / 40.000°N 4.000°W / 40.000; -4.000
(تم التحويل من جغرافيا اسبانيا)
جغرافيا اسبانيا
اسبانيا
القارةاوروبا
الإقليمSouthern Europe
شبه جزيرة أيبريا
الأحداثيات40°N 5°W
المساحةالترتيب 52nd
504٬782 km² (194٬897٫4 sq mi)
98.96% land
1.04 % water
الحدودإجمالي الحدود البرية:
1,917.8 كم
البرتغال:
1,214 كم
فرنسا:
623 كم
أندورا:
63.7 كم
المغرب (مليلة):
9.6 كم
المغرب (سبتة):
6.3 كم
جبل طارق:
1.2 كم
أعلى نقطةTeide (جزر الكناري)
3,718 م
مولهاسن (شبه جزيرة أيبريا)
3,477 م
أوطى نقطةالمحيط الأطلسي، البحر المتوسط
0 (سطح البحر)
أطول نهرTagus
أكبر بحيرةLago de Sanabria
خريطة اسبانيا والبرتغال، مصححة ومزيدة من خريطة نشرها D. Tomas Lopez. 1810.

اسبانيا دولة أوربية ذات نظام ملكي عاصمته مدريد، تشغل خمسة أسداس شبه جزيرة إيبرية التي تؤلف جسراً أرضياً من أوربة يمتد نحو إفريقية ويفصل بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، في حين تشغل البرتغال السدس الباقي. وبهذا تكون إسبانية أكبر قطر في أوربة من حيث المساحة بعد روسية وفرنسة، ويعدُّ انفصالها عن أوربة بجبال البيرينه (البرانس) Pyrénées من أعظم العوامل أثراً في تكون شخصيتها القارية المصغرة، وكانت في وقت ما أقوى قطر في أوربا الغربية، وهي تجاهد اليوم لاستعادة مكانتها السابقة.

انعزلت إسبانية عن بقية أوربا منذ حربها الأهلية، غير أنها بدأت التحرك ببطء نحو علاقات طبيعية مع المجتمع الدولي. ففي 1955 قُبلت عضواً في الأمم المتحدة وأصبحت عضواً في هيئة البنك الدولي و منظمة التعاون والتطور الاقتصادي OECD. وفي عام 1977 تقدمت بطلب للانضمام إلى السوق الأوربية المشتركة، ولها اليوم علاقات تجارية مع عدد كبير من دول العالم.

وكان العقد السادس وأوائل السبعينات من القرن العشرين سنوات المعجزة الإسبانية. ففيها حققت إسبانيا أعلى معدلات النمو الاقتصادي في أوربة الغربية، إذ بلغ 6.4% سنوياً بين 1964ـ 1974، مقابل معدل قدره 4.7% لأقطار المجموعة الأوربية، ذلك إنها بدأت في عام 1964 تطبيق الخطط الاقتصادية الرباعية، فنفذت خطتين بنجاح وتخلت عن الخطة الثالثة نتيجة تفكك القيادة السياسية في السنوات الأخيرة من حكم فرانكو. وكان من نتائج تلك الخطط تشجيع الصناعة ونشوء أقطاب للتنمية في برغس Burgos في الشمال ووَلبة Huelva في الجنوب الغربي، وأقطاب للتطور في لاكرونية La Coruna وإشبيلية Sevilla و بلد الوليد (فلادوليد) Valladolid وفيغو Vigo وغرناطة وقرطبة وسرقسطة Zaragoza. وتم بحلول 1974 قيام أكثر من 700 مؤسسة صناعية في هذه الأقطاب، وفرت أكثر من 61000 فرصة عمل جديدة، واحتلت إسبانية في العالم المرتبة العاشرة في الأهمية الصناعية والخامسة في بناء السفن والرابعة في إنتاج الخمور، وهي أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم. ومع ذلك، فإن الكثير من خصائص اقتصاد الدول النامية مازالت باقية فيها.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الموقع والحدود الخارجية

Map of Spain

تقع إسبانيا في جنوب غربي أوربا، ممتدة بين درجتي عرض 36 درجة و43 درجة و47 دقيقة شمالاً وبين درجتي طول 3 درجات و19 دقيقة شرقاً و9 درجات و19 دقيقة غرباً، أي إن امتدادها من الشمال إلى الجنوب يزيد على 850كم تقريباً، ومن الغرب إلى الشرق على 1000كم تقريباً. ويصلها بأوربا برزخ يبلغ عرضه 415كم. وتطل من الشرق والجنوب الشرقي على البحر المتوسط ، في حين تطل في الشمال والشمال الغربي والجنوب الغربي على المحيط الأطلسي ، ويشترك قسم من حدودها الغربية مشتركاً مع البرتغال. وهكذا تكون إسبانية محاطة بالبحار من معظم أطرافها، ويصل طول سواحلها إلى 3000كم تقريباً مقسومة مناصفة بين واجهة الأطلسي وواجهة المتوسط.

تبلغ مساحة إسبانيا القارية 492463كم2، يضاف إليها جزر الخالدات (الكناري) Canarias التي تبلغ مساحتها 7273كم2، و جزر الباليار Baleares ومساحتها 5014كم2، ومستعمرات صغيرة، اغتصبتها من مملكة المغرب التي لا تزال تطالب بها، وتعدها إسبانية ضمن أراضيها وهي مدينتا سبتة ومليلة وبعض الجزر الصغيرة ومساحتها بمجموعها 213كم2. وهكذا يكون مجموع مساحتها 504963كم2 (وردت 504782كم2 و504880كم2 في بعض المراجع). وهي تنفصل عن إفريقية بمضيق جبل طارق Gibraltar (ممر الزقاق) الذي يبلغ عرضه 14كم ويزيد عمقه على 200م. وتطالب إسبانيا بمنطقة جبل طارق التي تحتلها بريطانية. وهي شبه جزيرة متصلة بالبر الإسباني مساحتها 6.5كم2.


الجغرافية الطبيعية

الجيولوجية

يُعدّ القسم الأوسط من شبه الجزيرة الإيبرية جزءاً من التكوينات الهرسينية القديمة التي تكونت في أوربا في أواخر العصر الفحمي ، أي قبل 325 مليون سنة تقريباً. غير أن هذه الكتلة تعرضت لمراحل طويلة من الحت والتعرية وأصبحت مسواة على شكل أشباه سهول. وقد غمرت المياه في الحقب الثاني، أي قبل 225 مليون سنة، وبصورة متكررة، أجزاء كبيرة من هذه الكتلة ووضَّعت فوقها رسوبات سميكة. ثم تعرضت هذه الرسوبات والقاعدة التي تجثم تحتها، في حقبة بناء الجبال الألبية التي بدأت في أواخر الحقب الثاني، أي قبل 70 مليون سنة، إلى ضغوط شديدة أدت إلى نهوض القاعدة وتصدعها والتواء الرسوبات فوقها، فتكونت السلاسل الحالية المحيطة بالهضبة الوسطى، وأخذت شبه الجزيرة شكلها الحالي تقريباً.

أما توضعات الحقب الثالث فقد تركزت في المنخفضات والأحواض التي في الهضبة الوسطى، وفي أحواض نهري إبرو Ebro والوادي الكبير Guadalquivir. وقد كان بعض هذه الأحواض ما يزال مغموراً بالمياه في أواخر الحقب الثاني فتوضعت فيها رسوبات سميكة تصل إلى 3000م، وتوضعت في بعضها الآخر رسوبات قارية يصل ثخنها في بعض الأماكن إلى 4000م. ولم يكن للعصر الجليدي تأثير يذكر في شبه الجزيرة إلا في السلاسل الجبلية الشمالية المرتفعة، حيث أدت الجليديات إلى تعميق مصابّ الأنهار، التي تأثرت بالحت النهري وغمر البحار فيما بعد وتكوين مايسمى بسواحل الرياس Rias (مفردها ريا) المنتشرة على سواحل إسبانية الشمالية، وانتشار الحصى و الركام الجليدي في مناطق محدودة على السفوح الدنيا للجبال.

التضاريس

التضاريس في إسبانية شديدة التعقيد، لأن إسبانيا مكونة من نواة هضبية مرتفعة في الوسط، تحيط بها الجبال من ثلاث جهات. ويضاف إلى ذلك احتواؤها الأحواض والمنخفضات والسهول.

الهضبة الوسطى

پيكوس ده اوروپا في شمال اسبانيا

وتعرف باسم الميزيتا Meseta أو المائدة وتعادل مساحتها نصف مساحة إسبانية تقريباً. وهي أرض مائدية مكونة من صخور قاسية تأثرت في تاريخها الجيولوجي بحركات بناء الجبال، مما أدى إلى تصدعها والتوائها. وتنقسم الهضبة بالسلاسل الوسطى إلى قسمين هما قشتالة القديمة في الشمال الغربي، ويبلغ ارتفاعها المتوسط نحو 800م، وقشتالة الجديدة في الجنوب الشرقي ويبلغ ارتفاعها المتوسط 600م تقريباً، ويصل إلى ما بين 250 و400م في إكستريمادورا قرب الحدود البرتغالية، أما السلسلة الوسطى فيكون ارتفاعها الوسطي بحدود 2000م في حين تصل أعلى قممها إلى 2592م في قمة المنظور Pico de Almanzor. وهي مكونة من سلاسل جبلية قصيرة وصعبة العبور مثل سلاسل گاتا وگريدوس Gredos و وادي الرامة Guadarrama، وتندمج باتجاه الشمال الشرقي مع السلسلة الإيبيرية Cordillera Iberico، وباتجاه الشرق مع السلاسل التي تكون الحافة الشرقية للهضبة كسلسلة البراثن Sierra de Albarracin.

السلاسل الجبلية

وتحيط بالهضبة من ثلاث جهات هي الشمال والشرق والجنوب الشرقي، وفيها المرتفعات الشمالية والمرتفعات الشرقية والجنوبية الشرقية.

تضم المرتفعات الشمالية في الغرب مرتفعات غاليسية (جيليقية) Gallicia. وهي هضبة مؤلفة من الصخور القاسية القديمة، ونادراً ما تنخفض عن 900م، في حين تصل إلى أكثر من 2500م في بعض الأماكن. وتصل هذه المرتفعات إلى الساحل مكونة أودية ريا Ria وهي طويلة متشعبة يتوغل بعضها أكثر من 30كم ضمن اليابسة. وإلى الشرق من هذه الهضبة ترتفع السلاسل الكانتابرية Cantabrica التي تمتد على أكثر من 250كم من الغرب إلى الشرق بعرض يصل إلى 80كم تقريباً. وتتكون هذه السلاسل من نواة من الصخور البلورية القديمة المغطاة بالرسوبات في الشرق والمكشوفة على السطح في الغرب. ويصل ارتفاع أعلى قممها إلى 2648م في قمة أوربا Picos de Europa في حين يكون وسطي ارتفاعها بين 1500 و2100م. أما الكتلة الأخيرة باتجاه الشرق فهي جبال البيرينه المكونة من نواة صخرية بلورية محفوفة بصخور كلسية ذات عمر أحدث. وتتجه هذه السلسلة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي بطول يصل إلى 400كم، في حين يكون أقصى عرض لها بحدود 130كم. وتكون سفوح هذه السلسلة غير متناظرة، فهي شديدة الانحدار على الجانب الفرنسي وضعيفة على الجانب الإسباني. وهي سلسلة مرتفعة لا يقل ارتفاع أخفض نقاطها عن 1500م، في حين تصل أعلى نقاطها إلى 3404م في قمة أنتو Pico de Aneto.

أما المرتفعات الشرقية والجنوبية الشرقية فتشتمل في الشمال الشرقي على جبال قطلونية الساحلية المنخفضة الضيقة التي يخترقها نهر الإبرو بوادٍ ضيقٍ قبل وصوله دلتاه. ويكون ارتفاعها قليلاً، إذ نادراً ما يصل إلى 1500م. أما المرتفعات الجنوبية الشرقية فتشتمل على الطيات الألبية لسلاسل الجبال الأندلسية الممتدة مسافة 580كم تقريباً، من جبل طارق في الجنوب الغربي إلى رأس ناو Nao في الشمال الشرقي. وتنقسم هذه المرتفعات إلى نطاقين متوازيين يحصران بينهما منخفضاً طولياً. ويكون النطاق الجنوبي أكثر ارتفاعاً ومظهره شديد الوعورة، ويصل ارتفاع أعلى نقاطه إلى 3482م في سييرا نيفادا، وهي أعلى قمة في إسبانية. أما النطاق الشمالي فيتكوّن من الصخور الرسوبية الحديثة ونادراً ما يرتفع فوق 1200م. وتختفي هذه السلاسل بعد رأس ناو تحت البحر ثم تعود وتظهر في جزر الباليار. ويفصل مجرى نهر الوادي الكبير بينها وبين المرتفعات الواقعة شمالي الوادي والمعروفة بسييرامورينا ، وهي مجزأة ذات قمم مسطحة، تنحدر سفوحها بشدة على الوادي الكبير ولا تزيد ارتفاعاتها على 1200م أيضاً.

الأحواض والمنخفضات والسهول

تكثر الأحواض والمنخفضات في إسبانيا، إلا أن أهمها حوض الإبرو وحوض الوادي الكبير والسهول.

وحوض الإبرو هو الأكبر في إسبانيا، إذ تبلغ مساحته سدس مساحة البلاد تقريباً. ويقع شمال شرقي الهضبة الوسطى بين السلاسل الكانتابرية والبحر المتوسط، بطول يصل إلى 400كم، وعرض يراوح بين 75- 150كم. ويبلغ وسطي ارتفاع هذا الحوض 500م تقريباً، إلا أن سطحه غير مستوٍ تماماً، بل تبرز فوقه تلال كثيرة مسطحة القمم. ويكون مغلقاً في الشرق بجبال قطلونية الساحلية، لولا فتحة المجرى الأدنى للنهر في الجبال.

ويقع حوض الوادي الكبير في جنوب غرب إسبانيا بواجهة عريضة على المحيط الأطلسي تصل إلى 160كم ثم تضيق إلى 50 كم على مسافة 300كم باتجاه الشمال الشرقي. وتكون أرض هذا الحوض مغطاة بالتوضعات الثلاثية وما يليها، غير أن بروزات كلسية ترى في مناطق قليلة. وباتجاه أعلى النهر من إشبيلية، يصبح النهر محاذيا لسفوح سييرامورينا، في حين تكون التضاريس إلى يسار النهر، أي جنوبيه، مكونة من تلال لطيفة مدورة ومقطعة.

وتحتوي إسبانيا على سهول ساحلية ضيقة في أغلب الأحيان. وقد تنعدم في أحيان أخرى. وأهمها سهول مالقة Malaga وألمرية Almeria ومرسية Murcia وفالنسية Valencia. وهناك سهول مرتفعة تقع في وسط الهضبة أهمها سهول القشتالتين القديمة والجديدة و سهل لامانشة La Mancha. وأخيراً هناك السهول التي تحاذي المجاري المائية وأهمها سهول الإبرو وسهول الوادي الكبير.

المناخ

تقع إسبانيا في النطاق المعتدل من نصف الكرة الشمالي، ويتأثر مناخها بحركة مراكز الضغط الجوي التابعة لحركة الشمس الظاهرية، وبالتيارات البحرية الدافئة في المحيط الأطلسي. وهكذا تكون في مناخ إسبانيا ثلاثة نماذج كما يلي:

نموذج المناخ المحيطي

ويسود في المناطق الشمالية والشمالية الغربية حيث تهب الرياح الغربية الرطبة طوال أيام السنة، وتكون الأمطار موزعة على جميع الفصول، وتصل إلى أكثر من 1000مم سنوياً، وتسقط على شكل ثلوج على المرتفعات. أما درجات الحرارة فتكون معتدلة، إذ يبلغ متوسطها 10 ْ مئوية شتاءً و20 ْ مئوية صيفاً.

نموذج المناخ المتوسطي

ويسود في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية. ويكون الصيف جافاً لسيادة ضغط مرتفع على البحر المتوسط، وعدم إمكان وصول المنخفضات الجوية. أما شتاءً فإن الضغط المرتفع يزحف جنوباً ويتراجع ويصبح البحر المتوسط ممراً للمنخفضات الجوية، وهكذا تهطل الأمطار فيه، كما تهطل في الفصول الانتقالية أيضاً. وتراوح كمية الأمطار في هذه المنطقة بين 400ـ 800مم سنوياً على الشريط الساحلي، وتصل إلى أكثر من 1000مم على المرتفعات في الشمال، وأكثر من 2000مم على المرتفعات في الجنوب. أما درجات الحرارة فتكون معتدلة صيفاً وشتاءً، باستثناء الأحواض والمنخفضات حيث تصبح حارة جداً في الصيف وباردة في الشتاء.

نموذج المناخ القاري

ويسود الهضبة الوسطى، حيث يكون الشتاء طويلاً وبارداً والصيف حاراً جداً. وتظهر في هذه المنطقة التباينات الكبيرة في درجات الحرارة وكميات الأمطار، غير أن هذه الأمطار غير كافية بوجه عام نتيجة ارتفاع معدلات التبخر. وتراوح بين 300ـ 400مم. أما معدلات درجات الحرارة فتكون بين 4 ْ مئوية شتاءً و24 ْ مئوية صيفاً.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الشبكة المائية

وهي متأثرة بالتضاريس والمناخ على نحو كبير، سواء في أطوالها أو انحدارها أو نظام جريانها. وعليه يمكن تقسيمها إلى قسمين:

الأنهار الساحلية

The River Guadalquivir in قرطبة

وتنبع من السلاسل الجبلية المحيطة بالهضبة الوسطى وتنحدر بشدة إلى البحر وتكون قصيرة وسريعة الجريان. وتتصف أنهار المحيط الأطلسي بجريانها الدائم على الرغم من تراجع غزارتها في فصل الصيف. أما أنهار واجهة البحر المتوسط فتجف في أشهر الصيف الحارة، إلا أنها أطول من سابقتها بوجه عام، وأهمها أنهار لوبرغات Llobregat وتوريا Turia وخوكار Jucar وشقورة Segura.

الأنهار الناشئة من الهضبة

وتصب جميعها في المحيط الأطلسي عدا نهر واحد يصب في البحر المتوسط هو نهر الإبرو. وقد حفرت جميع هذه الأنهار أودية عميقة دون مستوى سطح الهضبة. وأهم هذه الأنهار نهر مينيو Mino في الشمال الغربي الذي يؤلف مجراه الأدنى قسماً من الحدود بين إسبانية والبرتغال ويبلغ طوله 310كم. و نهر الدورو Douro الذي ينبع من شمال شرقي الهضبة ويجري باتجاه الجنوب الغربي حتى يدخل الأراضي البرتغالية ويبلغ طوله الكامل 895كم. و نهر التاجه (التاجو) Tajo وينبع من شرقي الهضبة ثم يشق مجراه جنوبي السلسلة الوسطى حتى يدخل البرتغال ويبلغ طوله 1007كم. ثم نهر وادي يانه (غواديانة) Guadiana الذي يشق طريقه شمالي سييرامورينا حتى الحدود البرتغالية حيث ينحرف جنوباً ليصب في خليج قادس Cadiz بعد أن يشكل أجزاء من الحدود بين إسبانية والبرتغال ويبلغ طوله 778كم. وأخيراً هناك نهر الوادي الكبير الذي ينبع من المرتفعات الجنوبية الشرقية ويجري باتجاه الجنوب الغربي مُصرِّفاً مياه الحوض المسمى باسمه حتى يصب في خليج قادس أيضاً ويبلغ طوله 657كم. أما نهر الإبرو فينبع من السلسلة الكانتابرية في الشمال ثم يشق طريقه باتجاه الجنوب الشرقي مصرِّفاً مياه الحوض المسمى باسمه حتى يصب في البحر المتوسط قرب طرطوسة Tartosa مؤلفاً دلتا صغيرة ويبلغ طوله 920كم.

الجزر

تيده، أعلى جبل في اسبانيا (تنريفه، جزر الكناري)

التربة

يمكن إرجاع الترب في إسبانية إلى مجموعتين كبيرتين:

مجموعة الترب المشتقة من الصخور المتبلورة

وتوجد في المناطق الغربية والأراضي المرتفعة وغربي الهضبة الوسطى، وتكون غنية بالسيليس والألومينا. وتظهر ضمن مجموعة الترب المتوسطية البنية. وقد جرى تعديل على هذه المجموعة في الشمال الغربي نتيجة المناخ الرطب لتعطي تربة بودزولية بنية رمادية.

مجموعة الترب المشتقة من الصخور الكلسية

وتوجد في شرقي البلاد وجنوبيها، وتظهر ضمن مجموعة الترب المتوسطية الحمراء. ويضاف إلى هاتين المجموعتين مجموعة الترب اللحقية وتوجد في الأودية النهرية وبعض السهول الساحلية المروية والأحواض المغلقة.

النبيت

تغطي الغابات والمراعي نصف مساحة إسبانيا تقريباً، وهي متأثرة بالمناخ تأثراً واضحاً. وعليه يمكن تقسيم إسبانية إلى ثلاث مناطق نباتية هي الشمال والوسط والشرق.

ففي الشمال والشمال الغربي يكون الغطاء النباتي غنياً وهو من نوع الأشجار المخروطية ذات الأوراق العريضة النفضية. وهو أكثر كثافة على السفوح المواجهة للرطوبة حيث تنتشر أشجار السنديان الفليني والزان، في حين تنتشر أشجار البتولا في المستويات العليا. وتصبح الأشجار منخفضة دائمة الخضرة على السفوح المعاكسة، كما هو الحال على سفوح جبال البيرينه.

وفي وسط إسبانيا تحولت مساحات واسعة إلى شبه صحراء تغطيها فصائل النبات المتوسطي المكونة من الأشجار القزمة والشجيرات ذوات الرائحة ومن الأعشاب. ويكون الغطاء النباتي أكثر كثافة في الجزء الشمالي الغربي من الهضبة الوسطى عما هو عليه في الجزء الجنوبي الشرقي. وتسود هذه الفصائل النباتية نفسها في حوضي الإبرو والوادي الكبير مع بعض النباتات الملحة في الأخير.

أما في الشرق فتسود غابات البحر المتوسط من الأشجار الدائمة الخضرة والأشجار المخروطية وذات الأوراق العريضة كالسنديان الفليني. وفي الجنوب يتبعثر النبيت.

الجغرافية البشرية والسكانية

تعرضت إسبانيا على مر العصور إلى الغزو من قبل شعوب كثيرة. ففي أزمنة ماقبل التاريخ سكنتها شعوب من شمال إفريقيا وأوربا، كالقلط (الكلت) الذين سكنوا مناطقها الشمالية. أما في الأزمنة التاريخية فقد غزاها الفينيقيون والقرطاجيون واليونانيون وأسسوا مستعمرات لهم على طول شواطئها الشرقية والجنوبية. أما أول من أخضع كامل شبه الجزيرة الإيبرية لسيطرته، فقد كان الرومان الذين فرضوا عليها نمط الحياة الرومانية. وبعد سقوط الامبراطورية الرومانية ، تعرضت إسبانية مجدداً للغزو من قبل شعوب وقبائل مختلفة كالفاندال والقوط، إلى أن جاء الفتح العربي الإسلامي لإسبانيا في عام 711م(الأندلس)الذي دام حتى 1492م، أي مايقارب ثمانية قرون.

لقد تركت جميع الشعوب السابقة آثارها في الشعب الإسباني فيما يتعلق بملامحه ولغته وثقافته ونمط حياته الاجتماعية وحضارته بوجه عام. وإذا لم يكن هنالك عرق واحد في إسبانية، فإن فيها شعباً متجانساً صهر في بوتقة واحدة جميع المؤثرات التي خلفتها الشعوب السابقة، مع بروز التأثيرات الباسكية في الشمال والتأثيرات العربية في الجنوب الشرقي والجنوب. ولا يشذ عن هذه القاعدة سوى الغجر الذين لا يزالون يعيشون بحسب طريقتهم المعتمدة على التنقل والترحال، إلا أن عددهم ضئيل جداً بالمقارنة مع بقية الشعب الإسباني، وهم ينتشرون في أنحاء الهضبة الوسطى غالباً.

أعداد السكان وتوزيعهم

Spain's cities and main towns

تعدّ إسبانية اليوم بلداً قليل السكان بالمقارنة مع بقية دول أوربا الغربية، إذ وصل عدد سكانها إلى 40.321.143 نسمة في 1998، يتألفون من 73% من الإسبان القشتاليين و18% من القطلونيين و6% من الغاليسيين و2.3% من الباسك وقرابة 500.000 من الغجر وأكثر من 461.364 من الأجانب. وهكذا تكون الكثافة السكانية العامة 78 نسمة في الكم2. غير أن هذه الكثافة لا تكون منتظمة نتيجة اختلاف توزع السكان الناجم عن اختلاف البيئات الطبيعية والموارد الاقتصادية. ففي المناطق الداخلية التي تمثل 69% من مساحة البلاد، يقطن 48% من السكان، يتركز ثلثهم في مدينة مدريد، وبذا تكون الكثافة بحدود 15 نسمة/كم.2 أما في المناطق الهامشية التي تمثل 31% من المساحة، فيقيم 52% من السكان، يتركز 18% منهم في منطقة برشلونة، وعليه تكون الكثافة بحدود 250 نسمة/كم2. وينطبق هذا القول على المناطق الهامشية الشمالية والشمالية الشرقية أكثر مما ينطبق على مناطق الجنوب الشرقي التي تماثل كثافة السكان فيها الكثافة في بعض المناطق الداخلية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أكبر المدن تعداداً

أكبر المناطق الحضرية

المناطق الحضرية الرئيسية في اسبانيا

The most important metropolitan areas and their 2007 populations are:[1]

  1. Madrid 5,603,285
  2. Barcelona 4,667,136
  3. Valencia 1,671,189
  4. Sevilla 1,294,081
  5. Bilbao 950,829
  6. Málaga 897,563
  7. Asturias (Gijón-Oviedo) 857,079
  8. Alicante-Elche 748,565
  9. Zaragoza 731,803
  10. Vigo 662,412
  11. Las Palmas de Gran Canaria 616,903
  12. Bahía de Cádiz (Cádiz-Jerez de la Frontera) 615,494
  13. Santa Cruz de Tenerife 573,825
  14. Murcia 563,272
  15. Palma de Mallorca 474,035
  16. Granada 472,638
  17. سان سباستيان 402,168
  18. Tarragona 406,042
  19. A Coruña 403,007
  20. بلد الوليد 400,400
  21. Santander - Torrelavega 391,480
  22. Cordoba 323,600
  23. Pamplona 309,631
  • التعداد السكاني في الجزر:

المصادر واستخدام الأراضي

المصادر الطبيعية: الفحم, اللگنيت, خام الحديد, اليورانيوم, الزئبق, الپيريت، الفلوسپار, الجبس, zinc, الرصاص, التنگستن, النحاس, الكاولين, الپوتاش, الطاقة المائية، والأراضي القابلة للزراعة.

استغلال الأراضي:

  • أراضي قابلة للزراعة: 30%
  • محاصيل دائمة: 9%
  • مراعي دائمة: 21%
  • غابات ومخاشب: 32%
  • غيرهم: 8% (1993 est.)

الأراضي المروية: 34,530 كم² (تقدير 1993)

نمو السكان وتركيبهم

كان سكان إسبانيا 15.6 مليون نسمة في سنة 1860، وأصبح 18.5 مليون عام 1900، ثم وصل إلى أكثر من 40 مليون في 1998، منهم 685088 نسمة في جزر الباليار و1.444.626 نسمة في جزر الكناري و125000 نسمة في الأراضي المغربية المحتلة من قبل إسبانية. ويتوقع أن يصل عدد السكان إلى 45 مليون نسمة في عام 2000. وتعود هذه الزيادة إلى الفرق بين معدل الولادات البالغ 10 بالألف ومعدل الوفيات البالغ 9 بالألف في عام 1995. وهكذا يكون معدل الزيادة الطبيعية 1 بالألف سنوياً. غير أن نزيف الهجرة الخارجية وتحديد النسل بتنظيم الأسرة يخفض هذا المعدل بنسبة تقل عن 10 بالألف. ويختلف هذا المعدل من منطقة ألى أخرى، فهو أعلى ما يكون في جزر الكناري إذ يبلغ 18 بالألف تليها مرسية والمعدل فيها 14 بالألف، ثم الأندلس ومناطق الباسك والمعدل فيها 13 بالألف. أما أخفض المعدلات فقد تم تسجيلها في الهضبة الوسطى.

تعاني إسبانيا من الهجرة بكل أنواعها، غير أنه جرى تحول في اتجاهها من هجرة إلى دول أمريكة اللاتينية قبل الحرب العالمية الثانية إلى دول أوربا الغربية بعدها. وقد قُدر عدد المهاجرين الإسبان في المدة 1960- 1987 بنحو 3 ملايين، منهم 600 ألف في فرنسا و250 ألف في ألمانية الغربية (سابقاً). أما المهاجرون إلى إسبانيا فعددهم أقل من ذلك بكثير، إذ كان 150.000 نسمة عام 1970 ونحو 250.000 عام 1989 و461.364 نسمة عام 1994 منهم نحو 64000 مغربي. وهم بمعظمهم من دول أوربا الشرقية والبرتغال وكوبا والقليل من المتقاعدين الأثرياء من أوربا الغربية و الولايات المتحدة.

ويُلاحظ، فيما يتعلق بالتركيب العمري والنوعي للسكان، أن الشعب الإسباني يتجه نحو الشيخوخة بوجه عام. فقد ازدادت نسبة من هم في عمر يزيد على 65 سنة من 5.2% في 1900 إلى 9.4% في 1994. أما من هم دون 15 سنة فتصل نسبتهم إلى 27% من السكان. وكما هو الحال في أغلب الدول الغربية، فإن عدد النساء يزيد في إسبانية على عدد الرجال. أما متوسط العمر فهو 81 سنة للنساء و73 سنة للرجال لعام 1997.

التجمعات البشرية

يعيش معظم سكان إسبانيا، أو 77% (1996) منهم في مدن يزيد عدد سكانها على 10 آلاف نسمة، أما الباقي فيعيشون في القرى والمزارع. ويختلف حجم القرية ونمط مساكنها في مناطق إسبانيا المختلفة تبعاً للبيئة الطبيعية. ففي الهضبة الوسطى والأحواض المنخفضة تبدو القرى قليلة ومتباعدة وكبيرة الحجم نسبياً، أما مساكنها فمتراصة ويبدو ذلك أكثر وضوحاً في الجزء الجنوبي منها عما هو عليه في الجزء الشمالي. ويتوضع معظم هذه القرى على قمم التلال المنعزلة أو تكون معلقة على أطراف الأودية العميقة. أما في المناطق الهامشية فالقرى صغيرة الحجم ومساكنها مبعثرة، وتكثر فيها المزارع.

وصل عدد المدن التي يزيد سكانها على 100 ألف نسمة إلى أكثر من 41 مدينة في عام .1994 وتقع هذه المدن بمعظمها في المناطق الهامشية أو على السواحل، ما عدا ثلاث مدن كبيرة تقع على الهضبة الوسطى هي مدريد وسرقسطة وقرطبة. وأهم المدن الإسبانية هي:

ـ مدريد:أصبحت عاصمة إسبانيا منذ 1561م نتيجة وقوعها في وسط البلاد. وقد نمت بسرعة هائلة منذ ذلك التاريخ ووصل عدد سكانها إلى 4.95 مليون نسمة في التسعينات من القرن العشرين. وتتركز المدينة في مساحة ضيقة ومبانيها مرتفعة. وهي اليوم مركز صناعي مهم وتربطها بباقي البلاد شبكة من الطرق البرية والحديدية والجوية الجيدة.

ـ برشلونة: أسسها القرطاجيون على الساحل الشمالي الشرقي لإسبانية. وقد بلغ عدد سكانها نحو 5.000.000 نسمة في عام .1996 وهي المرفأ الرئيس لإسبانية على البحر المتوسط، وتعد مركزاً صناعياً مهماً.

ـ فالنسية: وتقع على الساحل الشرقي وعدد سكانها 746.700 نسمة في 1996. وتشتهر المدينة بحدائق البرتقال المحيطة بها ووقوعها وسط سهل فسيح.

ـ إشبيلية: وتقع في إقليم الأندلس على نهر الوادي الكبير. ولها وظائف إدارية وثقافية وتجارية ودينية مهمة، إضافة إلى كونها مرفأ نهرياً وعقدة مواصلات وقد بلغ عدد سكانها 697.500 نسمة في 1996.

ـ سرقسطة: وتقع على نهر الإبرو في منطقة قليلة السكان. وقد كانت في وقت ما عاصمة لإسبانية بعد استرداد إسبانيا من العرب في عام 1118م. وهي اليوم سوق زراعية مهمة وقد بلغ سكانها 601.000 نسمة في 1996.

ـ مالقة: أسسها الفينيقيون على الساحل الجنوبي لإسبانية على البحر المتوسط، وهي مدينة الأزهار اليوم، وقد بلغ عدد سكانها 550.000 نسمة في 1996.

ـ بلباو: وتقع على الساحل الشمالي لإسبانيا، وتشتهر بأفرانها العالية وصناعاتها الثقيلة، وهي مرفأ إسبانيا الأول وبلغ عدد سكانها 359.000 نسمة في 1996.

وهناك إضافة إلى ما سبق بعض المدن التي ارتبطت بالتاريخ العربي الإسلامي في الأندلس وهي بلد الوليد في شمالي الهضبة وعدد سكانها 319.800 نسمة في سنة 1996، وقرطبة التي كانت عاصمة الخلافة والتي تضم الكثير من الآثار الإسلامية وسكانها 306.000 نسمة سنة 1996، وغرناطة الشهيرة بقصر الحمراء وتقع في جنوبي إسبانيا وسكانها 246.000 نسمة في سنة 1996.

اللغات والأديان

تعد اللغة الإسبانية أو القشتالية اللغة الرسمية للدولة، وهي لغة التعليم والإدارة والقضاء والتجارة كما سيجيء. وتعود هذه اللغة بأصولها إلى اللغة اللاتينية، إلا أنها تأثرت فيما بعد باللغتين الرومانية والعربية. ولا يزال تأثير اللغة العربية باقياً حتى العصر الحاضر. ويتجلى ذلك في الأسماء الكثيرة ذات الأصل العربي مثل مدينة بلد الوليد و جبل طارق و جبال وادي الرامة و نهر الوادي الكبير والجزيرة Algeciras والقلعة Alcala والقصبة Caspe و قمة المنظور و نهر وادي يانة ، والكثير غيرها في المفردات اليومية الدالة على أسماء الأزهار مثل الياسمين Jazmines وأسماء المحصولات مثل الأرز Arroz وشؤون الري مثل السد Azuda وغيرها الكثير مما يصعب حصره. ولقد أحصي أكثر من 2800 تسمية جغرافية من أصل عربي أو معربة.

وهناك اللغة القطلونية أيضاً، وهي محدودة الانتشار، إذ تنتشر في منطقة قطلونية في الشمال الشرقي. وهي قريبة جداً من لغة سكان مقاطعة اللانغدوك في فرنسا. وهناك أيضاً اللغة الغاليسية (الجيليقية) وهي قريبة من اللغة البرتغالية ويتكلمها سكان منطقة غاليسية (جيليقية) في شمال غربي إسبانيا. ثم لغة الباسك ، وهي أكثر اللغات غير القشتالية وضوحاً، إلا أن أصولها غير مؤكدة. ويتكلم هذه اللغة المزارعون والصيادون في منطقة الباسك، وقد اتخذها سكان المنطقة ذريعة للمطالبة بانفصالهم عن الحكومة المركزية.

ويدين معظم الشعب الإسباني بالمسيحية وفق المذهب الكاثوليكي الذي يعد الدين الرسمي للدولة، وتتم وفقه مراسم التعميد والزواج والدفن. وهناك أقليات مسيحية يقدر عددها بنحو 50 ألف نسمة من مجموع السكان، ومعظمهم من البروتستنت والأرثوذكس إضافة إلى المسلمين (120.000) واليهود (7000).

الجغرافية الاقتصادية

تعد إسبانيا بلداً فقيراً إذا قورنت بالدول الصناعية المتقدمة. فقد بلغ معدل الدخل الفردي السنوي 14350دولاراً في 1996. وبهذا يكون رابع أخفض دخل في أوربة الغربية بعد إيرلندة واليونان والبرتغال.

مصادر الكهرباء والطاقة

بلغ إنتاج إسبانية من الكهرباء 82400 مليون كيلو واط. ويتم توليد هذه الكهرباء بنسبة 32% من مصادر مائية و59% من مصادر حرارية و9% من محطات ذرية. وتوجد المراكز الرئيسة لإنتاج الكهرباء المائية في حوض الدورو الأعلى وحوض نهر مينيو.

ولقد أدى التحول من الفحم إلى النفط لإنتاج الطاقة، إلى انخفاض نسبة الطاقة الناتجة عن الفحم إلى 16% فقط والباقي من المصادر المذكورة.

يستخرج الفحم المستخدم من أحواض في شمال غربي البلاد، أما النفط فهو مستورد من أقطار الشرق الأوسط والجزائر على نحو رئيس، ويأتي الغاز من الجزائر أيضاً. أما الطاقة الذرية فتعتمد على المخزون المهم من الأورانيوم في مناطق مختلفة من إسبانيا. وتخطط الحكومة لإنشاء وتشييد محطات ذرية إضافية لإنتاج 22000 مليون كيلو واط في المستقبل القريب.

المواد الخام

تحتوي الأرض الإسبانية، نتيجة تركيبها الجيولوجي المعقد، على الكثير من الفلزات. فهي تأتي في مقدمة دول أوربة الغربية بإنتاج الزئبق ، وتنتج كميات مهمة من النحاس والرصاص والفضة. وإنتاجها من الحديد والتوتياء والبوكسيت متوسط، وتنتج القليل من التنغستين والبوتاس وبعض أكاسيد الأورانيوم.

توجد مكامن فلز الحديد في المناطق الشمالية والشمالية الغربية، إلا أن الفلز من نوعية رديئة، ونسبة الحديد فيه 50% تقريباً. وقد بلغ إنتاج إسبانية من الفلز 8 ملايين طن، أعطت 3400000 طن من الحديد الصافي، وقد زاد الإنتاج على 12.154 مليون طن عام 1996. وهناك خطط لزيادة الإنتاج ليصل إلى ما بين 15- 16 مليون طن من الفلز لتعطي 14 مليون طن من الحديد الصافي. أما مكامن النحاس فتوجد في سييرامورينا قرب الحدود البرتغالية. وقد تضاعف الإنتاج مؤخراً فبلغ 35 ألف طن. وتقع مكامن الفحم بمعظمها في شمال غربي إسبانية، إلا أنه من نوعية رديئة وصعبة الاستخراج. وقد انخفض الإنتاج من 10.200.000 طن في 1965 إلى 6.900.000 طن في 1973، لكنه عاد فارتفع إلى 17.500.000 طن عام 1996. أما إنتاج الرصاص والتوتياء فقد كان مهماً في الماضي وقد تراجع نتيجة أساليب الاستثمار غير الناجعة.

لقد أدى التنقيب عن النفط و الغاز الطبيعي منذ عام 1960 إلى كشف عدد من الحقول. وقد قدر احتياطي البلاد بـ40 مليون طن، في حين بلغ متوسط الإنتاج 1.7 مليون طن في 1985 ـ .1995 وأخيراً لا بد من الإشارة إلى المخزون المهم من الأورانيوم المستخدم في تنفيذ برامج الطاقة الذرية المحلية.

الصناعة

شهدت إسبانيا تحولاً صناعياً كبيراً في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية ، ولاسيما منذ 1960، وقد انعكس ذلك في نسبة العاملين فيها، إذ بلغت 30% في عام 1996، وفي إسهامها في الدخل القومي إذ وصلت إلى 33% في عام 1996

تعد الصناعات الثقيلة ، ولاسيما صناعة الحديد والفولاذ ، أساساً لكثير من الصناعات الأخرى، فقد وصل الإنتاج إلى 12.15مليون طن في عام 1996. وتوجد أهم مراكز هذه الصناعة على الشاطئ الشمالي والشاطئ الشرقي. أما الصناعة الكيمياوية فقد كانت أسرع نمواً منذ عام 1970، وتسهم بأكثر من 11% من قيمة الإنتاج الصناعي منذ عام .1975 وتتركز في برشلونة وعلى طول الشاطئ الشمالي وقرب مصافي تكرير النفط.

وتعد صناعة بناء السفن من الصناعات التقليدية في إسبانية، وتأتي في المرتبة الخامسة في العالم. وقد وصلت طاقة البناء إلى ما حمولته 1.6 مليون طن. وفي إسبانية حوضان لبناء السفن التجارية من حمولة 100 ألف طن وحوضان لبناء السفن من حمولة 200- 250 ألف طن وحوض لبناء ناقلات النفط من حمولة 400 ألف طن. أما الصناعات الهندسية فتشتمل على صناعة السيارات، إذ تأتي إسبانية في المرتبة الخامسة في أوربا، ويكفي الإنتاج للسوق المحلية ويزيد فائض للتصدير، وقد بلغ الإنتاج 2.226.000 سيارة في عام 1996، صُدِّر منها 7%. وتتوضع مصانع السيارات في مدريد وبرشلونة وإشبيلية وبلد الوليد. وتشتمل كذلك على صناعة الحفارات والمضخات و محركات الديزل و العنفات البخارية والجرارات وماكينات النسيج وأجهزة صنع الأحذية. وتسهم الصناعات الهندسية بنسبة 24% من قيمة الإنتاج الصناعي منذ عام 1975. أما الصناعات النسيجية وصناعة الألبسة فقد أسهمت بنسبة 16% من قيمة الإنتاج الصناعي، وتتركز هذه الصناعة في برشلونة على نحو أساسي. وأخيراً هناك الصناعات الغذائية التي تشمل صناعة التعليب وحفظ الأطعمة وصناعة الخمور والمشروبات.

الزراعة والتحريج والصيد

وصلت نسبة الأرض المزروعة في إسبانيا في عام 1990 إلى 41% من المساحة العامة وعمل بها 9% من السكان العاملين وقدمت 14% من مجموع الدخل القومي لعام .1996 وتواجه الزراعة عقبات تعود لأسباب طبيعية وأخرى اجتماعية بشرية.

أما العقبات الطبيعية فتتمثل في قلة الأمطار وعدم انتظامها وارتفاع درجات الحرارة صيفاً. في حين تتمثل العقبات الاجتماعية البشرية في تباين حجوم الملكيات الزراعية وقلة رؤوس الأموال وعجز أعمال التسويق. وتحاول الحكومة الإسبانية تلافي هذه السلبيات، فقد نفذت مشروعات حماية التربة والري وبناء السدود. فبنت أكثر من 250 سداً منذ عام 1940، ووفرت الري لأكثر من 2.4 مليون هكتار من أصل 21 مليون هكتار من الأراضي الزراعية. وتهدف الخطط إلى زيادة هذا الرقم إلى 3.8 مليون هكتار تقريباً. ونفذت منذ عام 1954 دمج أكثر من 4.1 مليون هكتار من الأراضي الزراعية فأصبح متوسط حجم الملكية 8 هكتارات.

وتعدّ الحبوب أهم المحصولات الزراعية في إسبانيا، فقد شغلت 50% تقريباً من الأرض المزروعة أنتجت 19.185 مليون طن من الحبوب عام 1997. ويأتي القمح في مقدمتها إذ شغل نصف هذه المساحة. وقد ارتفع الإنتاج إلى 4.6 مليون طن. وتتركز زراعته في المناطق الداخلية. أما الشعير فيزرع للعلف، وهكذا تزايد الطلب عليه فارتفع إنتاجه إلى 8.57 مليون طن. ومناطق زراعته ترافق مناطق زراعة القمح. وهناك الذرة التي تزرع للعلف أيضاً، وقد بلغ الإنتاج 4.38 مليون طن. وتزرع في الشمال الغربي أساساً وفي مناطق فالنسية وسرقسطة وغرناطة. أما الأرز فيزرع لتلبية الطلب المحلي وتوفير بعض الصادرات. وقد بلغت المساحة المزروعة 61 ألف هكتار في حين بلغ الإنتاج 760 ألف طن. وهذا من بين أعلى المردودات في العالم إذ بلغ 6000 كغ/هكتار. وتتركز زراعته في مناطق إشبيلية وفالنسية وطرقونة Tarragona.

المجموعة الأخرى من المحصولات هي الخضر. وأهمها البطاطا التي تؤلف الغذاء الأساسي للسكان، والإنتاج ثابت تقريباً، إذ يبلغ 5.3 مليون طن، في حين تبلغ المساحة المزروعة 385 ألف هكتار. وتزرع البطاطا في أنحاء إسبانية المختلفة وخاصة في منطقة غاليسية. والبندورة التي تزرع للتصدير على نحو أساسي، وتحتل المرتبة الرابعة بين الصادرات الزراعية، وقد بلغ الإنتاج 2.5 مليون طن، وهي تزرع في مختلف أنحاء إسبانيا وفي جزرالكناري.

ولمحصولات البحر المتوسط التقليدية أثر حيوي في الاقتصاد الإسباني. وتأتي الحمضيات في مقدمتها، ولاسيما البرتقال، إذ تبلغ المساحة المزروعة 211 ألف هكتار، ويصل الإنتاج إلى 2.5 مليون طن. وتتركز زراعته على الساحل الشرقي في مقاطعتي فالنسية وقشتالة. أما الزيتون، فقد بلغت المساحة المزروعة به مليوني هكتار، أكثر من نصفها في مقاطعة الأندلس. إذ بلغ إنتاجه 411 ألف طن في عام 1996. ثم هناك الكرمة التي تزرع في مختلف مناطق إسبانيا تقريباً. وقد بلغت المساحة المزروعة بها 1.6 مليون هكتار. وأخيراً اللوز الذي يزرع في جزر الباليار ومناطق الساحل الشرقي، والتفاح في الشمال والشمال الغربي.

أما المحصولات الصناعية فأهمها قصب السكر ، وقد وصل الإنتاج إلى 6.3 مليون طن، ثم القطن، فالقنب، فالتبغ الذي يزرع بكميات قليلة.

وتحتل إسبانيا مركزاً متقدماً بين دول أوربا الغربية في الثروة الحيوانية، إذ تمتلك 4،4 مليون رأس من البقر و15.7 مليون رأس من الغنم و2،2 مليون رأس من الماعز و8.5 مليون خنزير و262 ألف حصان. وتتركز تربية الأبقار في المناطق الشمالية، أما الأغنام ففي المناطق الوسطى. وقد أسهمت صادرات الثروة الحيوانية بأكثر من 50% من القيمة الكلية للمنتجات الزراعية والحيوانية.

يتكون إنتاج الغابات والأحراج في إسبانية من أخشاب الصنوبر والفلين والراتنج على نحو رئيسي، مع كميات جيدة من أخشاب الزان والسنديان. فهي تنتج خمس إنتاج العالم من الفلين. في حين وصل إنتاجها الكلي من الأخشاب إلى 6.8 مليون م3. ويأتي معظم هذا الإنتاج من المناطق الشمالية ومن مقاطعة اكستريمادورا في الوسط. أما في مجال الصيد البحري، فإن إسبانيا تحتل المركز الثالث بين دول أوربا الغربية في كميته، إذ بلغت 1.320 مليون طن عام 1995. ويتكون من أسماك التونا والسردين والقشريات خاصة.

السياحة

وتعد من أكثر الصناعات أّهمية في إسبانيا، فهي تقدم 60% من العملة الصعبة، وتؤلف أساس التوسع الاقتصادي فيها، وقد غطى الدخل منها معظم العجز التجاري حتى عام 1995. وبلغ معدل نموها 15% تقريباً في السنوات 1951ـ 1972، وانخفض إلى 10% فقط في المدة 1973- 1975. ومع ذلك فقد وصل عدد السيّاح الذين أموا إسبانيا إلى 63.256 مليوناً في عام 1995، ووصلت عائداتهم إلى 10447مليون دولار. ويتوزع عدد السياح في المتوسط العام بحسب النسب التالية: 32% من فرنسة و13% من ألمانية و12% من البرتغال و11% من بريطانيا، والباقي من بقية دول العالم.

ويعود ازدهار السياحة في إسبانيا إلى عدة عوامل منها غزارة الآثار القديمة ولاسيما ما خلفه العرب المسلمون فيها، وجوها الجميل وشمسها المشرقة وقوة الحكومة المركزية التي تتجلى في تسهيل الاستثمار وضبط الأسعار، وتوفر الخدمات السياحية. أما النتائج الناجمة عنها فهي في معظمها إيجابية انعكست في ازدهار الصناعات الحرفية، وتوافر الكثير من فرص العمل، وازدهار الاحتفالات والمهرجانات الثقافية، وأما النتائج السلبية فتتجلى في التضخم المالي وخراب المظهر الطبيعي وتلوث البيئة.

التجارة الخارجية

ارتفعت قيمة الصادرات بنسبة 75% تقريباً في المدة ما بين 1971- 1976، وارتفعت قيمة الواردات بنسبة 165% في المدة نفسها. وقد أدى ذلك إلى عجز تجاري وصل إلى 3800 مليون دولار في 1976. وفي عام 1996 بلغت قيمة الصادرات 85072 مليون دولار والواردات 101552مليون دولار، وهكذا وصل العجز إلى 6480 مليون دولار. أما ميزان المدفوعات فقد كان رابحاً أول مرة في عام 1970 وذلك منذ عام .1964 واستمر ذلك حتى عام 1973، ثم عاد بعد ذلك وسجل عجزاً وصل إلى 3500 مليون دولار في عام 1975 ومازال في حالة عجز. ويعود هذا العجز إلى الزيادة الضخمة في المستوردات. غير أن عائدات السياحة والأموال التي يرسلها العاملون في الخارج تُمكن من تغطية هذا العجز.

تتكون الصادرات الإسبانية من المواد الغذائية، ولاسيما الحمضيات والمشروبات الروحية وزيت الزيتون والأسماك، ومن المعادن والمنتجات المعدنية ووسائط النقل، ومن المواد الكيمياوية والأدوات الكهربائية والهندسية. أما الواردات، فيأتي في مقدمتها النفط ثم الآلات والتجهيزات ووسائط النقل والقطن والمنسوجات وبعض المواد الغذائية والمنتجات الحيوانية. ومعظم علاقات إسبانيا التجارية بدول السوق الأوربية المشتركة، وبالولايات المتحدة وبعض دول أمريكا اللاتينية وبعض الدول العربية ودول أوربا الشرقية.

النقل والمواصلات

طرأ تطور كبير على شبكة المواصلات في إسبانية منذ 1960، ويعود ذلك إلى التطور الاقتصادي والازدهار السياحي في البلاد. وقد بدأت السكك الحديدية في إسبانية بافتتاح خط برشلونة ـ ماتارو Mataro عام 1848 وكانت بضعة كيلومترات فقط، ثم وصلت إلى مايزيد على 17 ألف كم، منها 34 ٪ تعمل بالكهرباء. وتتصف هذه الشبكة بتنظيمها الشعاعي الذي يصل بين العاصمة ومدن المقاطعات، وهي سكك عريضة غير متفقة مع السكك الفرنسية المجاورة. ويقدر ما تنقله هذه السكك بـ 50 مليون طن تقريباً من البضائع ونحو 500 مليون مسافر في منتصف التسعينات. وجرى منذ أوائل الستينات تحديث هذه السكك والعربات العاملة عليها واستبدال قاطرات الديزل والكهرباء التي تسير بسرعة 150كم/سا بالقاطرات البخارية.

وما قيل في السكك الحديدية ، ينطبق على طرق السيارات في تنظيمها الشعاعي. وكان طول هذه الطرق نحو 800كم عام 1800 ووصلت إلى 6500 كم في عام 1908. غير أن هذه الطرق لم تكن مناسبة للسيارات، لذا بدئ بإعادة بنائها منذ عام 1924. وهكذا كان هناك أكثر من 45000كم من الطرق في عام 1976، منها 12 ٪ فقط معبد. وقد اضطرت الحكومة، أمام الأعداد المتزايدة من السيارات، إلى إجراء تحسينات على الطرق الرئيسة وتحويلها إلى طرق سريعة ذات مسارب تصلح لسرعات تتجاوز 100كم في الساعة. وقد وصلت نسبة الطرق المحسنة إلى 6.3 ٪ من المجموع العام، استوعبت 33 ٪ من حركة المرور الكلية و34 ٪ من النقل بالشحن و44 ٪ من النقل السياحي. وتخطط الحكومة لزيادة هذا الطول زيادة ملحوظة.

لقد ازداد عدد السيارات على الطرق الإسبانية بوضوح مؤخراً وبلغ 2.226.000مليون سيارة ومليون شاحنة و40 ألف باص. وأصبح المعدل 147 سيارة لكل 1000 شخص.

أما رحلات الطيران، فتقوم بها شركة وطنية تأسست عام 1927 وغدت لها رحلات منتظمة إلى أكثر من 25 دولة في الثمانينات. وقد تضاعفت حركة الهبوط في المطارات الإسبانية أكثر من ثلاث مرات عام 1996، فزادت على 600 ألف رحلة. كذلك ازداد عدد المسافرين القادمين من 6.7 مليون في عام 1964 إلى نحو 50 مليوناً في النصف الثاني من الثمانينات. وينطبق هذا على البضائع أيضاً.

يعدّ النقل البحري ضئيلاً جداً في بلد كإسبانية يطل على البحار. فقد وصلت حمولة الأسطول التجاري الإسباني إلى 6 ملايين طن. وتخطط الحكومة لزيادة هذا الرقم إلى 10- 11 مليون طن. أما البضائع التي عبرت الموانئ الإسبانية فقد بلغت قرابة 200 مليون طن في الثمانينات. ويأتي ميناء بلباو في المقدمة، يليه برشلونة ثم الموانئ النفطية في سانتاكروز في جزر الكناري وقرطاجة وطرقونة.

المشكلات الاقتصادية والاجتماعية

على الرغم من التطور الاقتصادي السريع الذي شهدته إسبانيا في الآونة الأخيرة، فإنها لا تزال تعاني من مشكلات اقتصادية واجتماعية كثيرة. وأول هذه المشكلات فقر إسبانيا إلى المواد الخام ورداءة المتوافر منها في أغلب الأحيان، وذلك إضافة إلى التجهيزات التعدينية القديمة. وهذا ما يدفع البلاد إلى استيراد هذه المواد ويعرضها لتقلبات الأسعار العالمية. والمشكلة الثانية هي تفكك الصناعة الإسبانية والتصاقها بالفردية وصغر مؤسساتها، فهي أصغر بـ 8 ـ 10 مرات من مثيلاتها الأوربية. وإذا ما أضيف إلى ما سبق قلة الإنفاق على البحث والتطوير ونقص رؤوس الأموال وهجرة الأدمغة وتدني مستوى التعليم الفني، تجلى مقدار النزيف المالي الذي تتعرض له إسبانية. أما المشكلة الثالثة فهي التوزيع غير العادل للأرض. فلا يزال في إسبانيا سكان بلا أرض، وأرض بلا سكان. ويؤدي هذا إلى تدني إسهام الزراعة في الناتج القومي. ففي عام 1976 على سبيل المثال، تمت زراعة 25% فقط من أصل 5.76 مليون هكتار، وهي تؤلف مزارع مساحتها أكبر من 500 هكتار. والمشكلة الرابعة هي قلة رؤوس الأموال ونقص الآلات الزراعية وتدني الإنفاق العام على الأرض. فمعدل الإنفاق في اسبانية يبلغ 15 دولاراً للهكتار مقابل 60 دولاراً في الأقطار الأوربية المتقدمة. أما المشكلة الخامسة فهي تدني المردود الزراعي وتذبذبه، مما يؤدي إلى أزمات استيراد أو فيض إنتاج. وإذا ما أضيف إلى هذه المشكلة تخلف أساليب التسويق وضعف النقل بالسكك الحديدية، ظهر مدى الخسائر الناجمة عن ذلك.

أما المشكلات الاجتماعية فأصعب وأكثر تعقيداً من المشكلات السابقة. وتتلخص أولاً بمشكلة التباين الإقليمي الكبير في توزيع الثروة ومستوى المعيشة. فمعظم الصناعة الإسبانية تتركز في ثلاث مناطق هي الساحل الشمالي ومدريد وبرشلونة. ويؤدي هذا إلى وجود مناطق غنية وأخرى فقيرة، ومعدل الدخل الفردي في الأولى ضعف ماهو عليه في الثانية. والمشكلة الثانية هي الهجرة من الريف إلى المدينة ومن المناطق الفقيرة إلى المناطق الغنية. وقد نجم عن هذا تضخم المدن ونموها بسرعة، إضافة إلى تفريغ الريف من العناصر الشابة. وهذا ما جعل متوسط عمر القوة العاملة الزراعية 50 سنة. وأخيراً هناك مشكلة النزاعات الانفصالية والانشقاقات التي تعاني منها إسبانية، وأوضح مثال على ذلك حركة الباسك الانفصالية التي تستخدم مختلف الأساليب لتحقيق أهدافها.

نظام الحكم والإدارة

توصلت إسبانيا المعاصرة بعد سلسلة من التشريعات والتعديلات القانونية استمرت بين عامي 1938 و1958 إلى وضع دستور عام 1967 الذي سارت على هديه حتى عام 1978 وعدلته عام 1992. في ضوء دستور 1978 وتعديلاته فإن نظام الحكم في إسبانية ملكي برلماني، علماً أن المادة الأولى من دستور عام 1967 كان ينص أن إسبانية «دولة ملكية كاثوليكية ديمقراطية اشتراكية». تتمثل السلطة بالملك رئيس البلاد (خوان كارلوس الأول دو بوربون منذ عام 1975)، والملك هو المثل الأعلى للأمة ويشخص السيادة الوطنية. وبحسب نصوص الدستور الأخير وتعديلاته يساعد الملك في الحكم البرلمان المعرف بـ«كورتيز غنرالِس» Cortes Generales، ويتألف من: مجلس للنواب عدد أعضائه 350 عضواً وهو أعلى هيئة يشارك بها الشعب في تسيير شؤون الدولة ويتم انتخاب أعضائه لمدة أربع سنوات من قبل أفراد الشعب الذين أتموا الثامنة عشر من العمر، ومجلس للشيوخ وله صفة استشارية وصلاحيات عالية في أمور كثيرة منها تعيين أصحاب المناصب الرفيعة في الدولة ويتألف من 255 عضواً منهم 208 عضو ينتخبون مباشرة و47 عضواً هم مبعوثو المناطق ذات الحكم الذاتي. ودورة مجلس الشيوخ أربع سنوات أيضاً. وينص الدستور على وجود مجلس ثالث هو مجلس الدولة، وهو أعلى هيئة استشارية في الدولة وعدد أعضائه 23 عضواً.

وإسبانيا بلد تعددية حزبية. أبرز أحزابها السياسية الحزب المحافظ (حزب الشعب)و حزب العمال الاشتراكي الإسباني ونحو عشرة أحزاب صغيرة أخرى. أما ناحية التقسيمات الإدارية فتتألف المملكة الإسبانية من 17 منطقة ذات حكم ذاتي، و52 مقاطعة بما فيها مستعمرات إسبانية خارج البر الإسباني (سبتة ومليلة وىجزر مغربية)، إضافة إلى جزر الكناري وجزر الباليار. وفي المقاطعات بلديات لها مجالس تدير شؤونها الإدارية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وتقسم إسبانية إلى أربعة أقاليم جغرافية كبيرة لاتتطابق حدودها مع حدود المناطق، وهي: إقليم وسط إسبانية وإقليم شمالي إسبانية وإقليم شرقي إسبانية وإقليم الأندلس. وتعد حركة الباسك الانفصالية ـ الاستقلالية واحدة من أبرز المسائل الإقليمية التي تواجهها البلاد، إضافة إلى مطالبة المملكة المغربية إعادة أراضيها المحتلة إليها ومطالبة إسبانية ذاتها إعادة منطقة جبل طارق المحتلة من قبل بريطانيا إلى سيادتها.

تحتفل إسبانيا بعيد استقلالها بحسب التقاليد الرسمية القديمة العائدة إلى تاريخ قيام المملكة الإسبانية باتحاد مملكتي قشتالة ـ ليون وأراغون ـ قشتالة عام 1479م. أما عيدها القومي فهو في الثاني عشر من شهر تشرين الأول، وهو يوم كشف أمريكا عام 1492م..[2]

المخاوف البيئية

المطالبات البحرية

انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ Ruiz, Francisco (2007). "Población de las áreas urbanas y metropolitanas" (xls). Población de España - datos y mapas (in Spanish). Alarcos Research Group. Retrieved 2008-12-10.{{cite web}}: CS1 maint: unrecognized language (link)
  2. ^ إسبانية (الجغرافية), الموسوعة العربية

المصادر

وصلات خارجية

40°00′N 4°00′W / 40.000°N 4.000°W / 40.000; -4.000