السودان في الحرب العالمية الثانية
دور قوة دفاع السودان في الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945م
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
معارك شرق أفريقيا
تمثل قوة دفاع السودان فيما يلي:
في 10 يونيو 1940 أعلن موسوليني رئيس ايطاليا الحرب على بريطانيا وقواتها، كان الرئيس الايطالي يطمع في إنشاء إمبراطورية ايطالية في إفريقيا والتي تمتد من طرابلس إلى ارتريا، الحبشة، الصومال الايطالي والسودان ولتحقيق ذلك الطموح حشد موسوليني جيشاً بمعاونة حملة ميكانيكية، أربعمائة مدفع ومائتي طائرة وخصص موسوليني مائة ألف من المشاة تدعمها وحدات من المدفعية والعربات المدرعة، ومائتي طائرة حربية لغزو السودان. وفي مواجهة هذه القوات الايطالية كانت تقف قوة دفاع السودان وقوامها أربعة آلاف وخمسمائة مقاتل مسلحين بالبنادق والرشاشات السريعة على العربات المدرعة مع بعض العربات غير المدرعة هذا بالإضافة إلى بنادق لبوين المضادة للدبابات وقد عملت القوات السودانية ولفرات طويلة بدون غطاء جوي.
قامت القوات السودانية رغم قلة أفرادها وضعف تسليحها بأعمال بطولية وشجاعة مكنتها من تحقيق انتصارات جديد عديد على القوات الايطالية يمكن إجمال ذلك في الآتي:
إفشال الهجوم الأول على كسلا الذي قامت به القوات الايطالية في يوليو 1940 حيث تقدم لواءان ايطاليان قوة كل منهما ثلاثة آلاف مقاتل نحو كسلا تدعمها أربعة كتائب خدمات قوتها ألفي رجل وكانت تسند قوات المشاة ثمانية عشر دبابة، وعدد من قطع المدفعية، وعدد من الطائرات الحربية، القوة السودانية المدافعة عن كسلا كانت تتكون من بلك مشاه آلية بلك مدافع رشاشات، وعدد من أفراد الشرطة.
وقد تمكنت هذه القوة التي لا يزيد تعدادها عن أربعمائة مقاتل من الصمود أمام القوات الايطالية وأدت خسائر في صفوفها بلغت خمسمائة قتيل وتدمير ستة دبابات. أما خسائر القوة السودانية فكانت شهيد وثلاثة جرحي وستة عشر مفقود أستطاع بعض منهم اللحاق بوحداته لاحقا.وقد اضطرت القوة السودانية للانسحاب ولكن بعد أحداث هذه الخسائر الكبيرة في صفوف الإيطاليين.
إفشال الهجوم الثاني على كسلا في الأسبوع الأخير من شهر يوليو 1940 حيث تقدمت قوة ايطالية قوامها 1500 مقاتل اتجاه كسلا وتصدت لها قوة بقيادة الملازم (آنذاك) محمد نصر عثمان قوامها ثلاثين ضابط صف وجندي محمولين على ثمانية من عربات المدافع الرشاشة وتمكنت هذه القوة البسيطة من صد القوات الايطالية وإحداث خسائر في صفوفها والقبض على بعض الأسري دون أن تفقد القوة أي من أفرادها.
تعطيل الهجوم على القلابات بواسطة قوة سودانية قوامها واحد وأربعين مقاتلا بقياد الملازم عبد الله مصطفى. وقد تمكنت هذه القوة من الصمود أمام القوات الايطالية المتفوقة عليها عدة وعتاداً لمدة ستة عشر يوما. وقد منح قائد القوة ميدالية الحرب العالمية الثانية وذلك كأول سوداني يتقلدها.
ضرب خطوط إمداد القوات الايطالية مواصلاتها مع إرتريا بواسطة بلكات المدافع الرشاشة السودانية. أدي نشاط العمليات حول مدينة كسلا الذي لعبت فيه بلكات المدافع الرشاشة السودانية دورا كبيرا إلى انسحاب القوات الايطالية من كسلا في ليلة 17 -18- يناير 1941. شاركت بلكات المدافع الرشاشة في احتلال كل من مدينة كرن، أسمرة ومدينة قندرة، كان دور القوات السودانية كبيرا حيث استسلم لها إحدى عشر ألف وخمسمائة من القوات الايطالية واثنا عشرة من الأفارقة هذا بالإضافة إلى الاستيلاء على أربعمائة مدفع رشاش وأربعة وعشرون مدفع مورتار وثمانية وأربعين صحن مدفع ميدان من مختلف العيارات، وقد وصف جاكس دور القوات السودانية في المعارك الثلاثة بقوله ( خلال هذه لمعارك قاتلت قوة دفاع السودان بشهامة وشجاعة بالرغم من التفوق العددي والتفوق في الأسلحة والمعدات التي كان يتمتع بها الجيش الايطالي.وفد استطاع الجنود السودانيون الالتحام بالسلاح الأبيض مع الجنود لايطاليين الذين اضطروا للتراجع من مواقعهم وتحصيناتهم.
حراسة الإمبراطور هيلا سلاسي بعد عودته من انجلترا وإعادته إلى أديس أبابا في 5 مايو 1942م على ظهر جواد وذلك بعد الاستيلاء على منطقة قوجام ومنطقة دبرمارقوس 6/4/1941، وقد قامت بكل هذه الأعمال أورطة الحدود السودانية بقيادة يعقوب بو سعيد وعاونتها في ذلك أورطة اللاجئين الإثيوبيين.
معارك شمال أفريقيا
كما ساهمت القوات السودانية ببطولة وشجاعة في معارك شرق إفريقيا فقد قامت بنفس هذا الدور في معارك شمال إفريقيا. بينما كانت القوات السودانية تعمل منفردة في معارك شرق إفريقيا مما أبرز دورها الفاعل إلا إنها وفي معارك شمال إفريقيا تم حصرها في قوات الشرق الأوسط وعملت وفق قيادة الجيش الثامن، ولكن رغم ذلك فقد برز الدور الفاعل للقوات السودانية والذي يمكن إيجازه فيما يلي:
- أ . شاركت أول قوة سودانية في العمليات العسكرية بشمال إفريقيا عندا أرسلت وحدة استطلاع في مارس 1941 تحت قيادة اثنين من الضباط الإنجليز واثنين من الضباط السودانيين هنا اليوزباشي عبد اللطيف الضو والملازم يوسف حمد النيل وكانت مهمة القوة الاستطلاع واستكشاف طريق سهل والهجوم على الكفرة وجالوا بشمال إفريقيا.
- ب . انضمت قوة الاستطلاع التي حددت في الفترة الأولى في منطقة العوينات إلى مجموعة الصحراء بعيدة المدى وهي قوة متعددة الجنسيات فيها عدد من السودانيين. كانت مهمة القوة هو منع القوات الايطالية من القيام بأية عمليات هجومية ضد السودان ومصر كما قامت هذه القوة بدور كبير في حماية مؤخرة القوات البريطانية.
- ج. كلفت الأورطة الأولى السودانية باحتلال جالو لشل حركة القوات الألمانية وقد استبسل ضباط وجنود الأورطة وهم يقتحمون طوابي جالو بمهارة فائقة وذلك بالرغم من قوة دفاعات العدو وسيطرته الجوية.
- د. في معركة العلمين قامت الأورطة الثانية السودانية بحماية ظهر الجيش الثامن وتمثل دورها في الأتي:
كلفت قوات سودانية بحراسة المدن وحراسة خطوط المواصلات داخل أراضي العدو. علمت كل من أورطة الحدود الثانية، الأورطة 14 شرقية، فرقة المهندسين، يلك النقل، أقسام الإشارة والسجن الحربي عملت في الصحراء الغربية بالاشتراك مع القوات البريطانية خاصة في مناطق جعد، طبرق، دونا، برقة، بنغازي وطرابلس الغرب.
لخص (دون كان) دور القوات السودانية في معارك شرق شمال إفريقيا بقوله( آثار الحرب العالمية الثانية كانت أعمق في إفريقيا، وأن إفريقيا أصبحت مدينة بحصولها على حريتها للجيش السوداني)