بادية الشام
بادية الشام أو البادية السورية، هي منطقة صحراوية تحد من الشمال شبه الجزيرة العربية، تقع في جنوب شرق سوريا وشمال شرق الأردن، غرب العراق تغطي بادية الشام مساحة 518.000 كم مربع. يسمى القسم الجنوبي الأوسط منها "الحماد". في الشمال تحدها منطقة تسمى بالهلال الخصيب. تتميز بادية الشام بمعدلات منخفضة من الأمطار سنوياً تقدر بحوالي 127 مم فقط..
وكان الإغريق يسمونها سوريا الفارغة Coele-Syria. وكان يحكمها البطالمة من مصر، إلا أن السلوقيين من سوريا لم يكفوا عن المطالبة بها دون جدوى. وقد كانت موضع النزاع في الحرب السورية الأولى عام 268 ق.م. بين المملكتين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
الحرب الأهلية السورية
أثار مقتل 40 عنصراً من قوات النظام السوري في 31 ديسمبر 2020 في كمين نصبه داعش لإحدى حافلات القوات الحكومية الكثير من الجدل بشأن استعادة قوته القتالية وتوجيه ضربات موجعة للأطراف التي يحاربها على الأرض.[1]
في 3 فبراير 2021، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن هجوم مباغت جديد شنته داعش ضد مواقع لقوات الجيش السوري ومسلحين موالين لها في شرق حماة ما أسفر عن مقتل 19 عنصراً، بينهم 11 من مجموعة مسلحة محلية. واندلعت إثر الهجوم اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن سقوط قتلى في صفوف التنظيم المتطرف، وفق المرصد، لم يتمكن من توثيق عددهم.
ويصعّد تنظيم الدولة في الآونة الأخيرة من وتيرة هجماته على القوات الحكومية، ما يعكس وفق محللين صعوبة القضاء نهائياً على خلاياه التي تنشط في البادية السورية الممتدة من شرق محافظي حماة وحمص (وسط) وصولاً إلى أقصى شرق محافظة دير الزور (شرق). [2]
ورغم الخسائر الفادحة التي تكبّدها خصوصاً مع إعلان قوات سوريا الديموقراطية، ائتلاف فصائل كردية وعربية تدعمه واشنطن، في مارس 2019 القضاء عليه، يواصل التنظيم المتطرف خوض حرب استنزاف ضد الجيش السوري والمقاتلين الموالين له من جهة والقوات الكردية من جهة ثانية. ومع ازدياد وتيرة هجمات التنظيم، تحولت البادية السورية إلى مسرح لاشتباكات خصوصاً بين الجهاديين وقوات النظام المدعومة روسياً.
وينطلق التنظيم في هجماته على قوات النظام تحديداً، من نقاط تحصّنه في منطقة البادية، رغم الغارات الروسية التي تستهدف مواقعه بين الحين والآخر دعماً للقوات الحكومية التي تقوم بعمليات تمشيط في المنطقة بهدف الحد من هجمات الجهاديين، وفق المصدر. ووثق المرصد منذ مارس 2019، مقتل 1270 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها فضلاً عن أكثر من 700 جهادي جراء الهجمات والمعارك. وأسفر النزاع في سوريا منذ اندلاعه في عام 2011، عن أكثر من 387 الف قتيل، وأدى الى استنزاف البنى التحتية والاقتصاد، عدا عن تشريد أكثر من ستة ملايين سوري داخل البلاد، وتهجير 5,5 ملايين خارجها، وفق الأمم المتحدة.
في 6 أبريل 2021، خطف عناصر من تنظيم داعش، 19 شخصاً غالبيتهم من المدنيين من منطقة البادية في وسط سوريا، في عملية خطف تعتبر الأكبر منذ القضاء عليه، بينما أفادت وكالة أنباء سانا التابعة للحكومة السورية بمقتل مدني وإصابة آخرين على أيدي التنظيم. وأتت عملية الخطف تزامناً مع اشتباكات مع القوات الحكومية في ريف حماة الشرقي، عمد التنظيم خلالها إلى خطف 8 عناصر من الشرطة و11 مدنياً، كانوا يجمعون الكمأة في منطقة قريبة، ولا يزال هناك 40 شخصاً مفقوداً، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.[3]
وفي السياق، أوضح مدير المرصد لوكالة فرانس پرس أن عناصر التنظيم عمدوا في هجمات عدة إلى خطف مدنيين ورعاة وجنود من القوات الحكومية، مشيراً إلى أنه في معظم الأحيان كان يتم إعدام المخطوفين، خصوصاً من عناصر القوات الحكومية. كما أِشار إلى أن العملية الأخيرة "تُعد أكبر حادثة خطف يقوم بها التنظيم منذ إعلان القضاء على الخلافة المزعومة".
من جانبها، أفادت سانا أيضاً عن "خطف عدد من أهالي قرية السعن من قبل تنظيم داعش الإرهابي (...) خلال جمع الكمأة"، مشيرة إلى إصابة آخرين بجروح نقلوا إثرها إلى مستشفى مدينة السلمية. وخلال سيطرته على مناطق واسعة في سوريا والعراق، شنّ التنظيم المتطرف عمليات خطف عدة طالت عشرات المدنيين. يذكر أن داعش صعّد في الأشهر الماضية، من وتيرة هجماته على القوات الحكومية في البادية التي تحولت إلى مسرح اشتباكات.
الجغرافيا
التضاريس
بادية الشام هي نجد صحراوي مثلث الشكل يمتد باتجاه الشمال من صحراء النفود الواقعة في شمال شبه الجزيرة العربية. وهي تقع ـ تقريبًا ـ بين 30° و36° شمال خط العرض. ويرتفع هذا النجد بمقدار يتفاوت ما بين 610م و 910م، فوق سطح البحر، وهو ينحدر باتجاه نهر الفرات الذي يُعدُّ حدوده الشرقية. ثلثا المساحة الجنوبية لهذا النجد صخرية التركيب، والمساحات البركانية في غربه تكسوها الجلاميد الصخرية البازلتية السوداء. ويرتفع جبل عنيزة في منتصف هذا النجد إلى ما يقرب من 910م، وينحدر من هذا الجبل واد عميق ينتهي بنهر الفرات، أما الثلث الشمالي من هذا النجد المثلث الشكل فهو سهل مُسطح رملي كبير يُعد معبرًا طبيعيًا بين كل من سوريا والعراق. وعلى الحافة الغربية من هذا السهل توجد سلسلة من التلال المرتفعة المتكونة من الحجر الجيري. وتحتوي هذه الصحراء على بقايا وآثار تاريخية لعديد من المدن التي وجُدت حول واحاتها. وتُعدُّ مدينة عبور القوافل المسماة تدمر من أشهر تلك المدن. وتم تشييد طريقين يخترقان هذه الصحراء.
البادية جزء من صحراء تمتد من شمالي المملكة العربية السعودية إلى الفرات شاملة بادية الأردن والعراق وسورية. وتقع في إطار ثلاث وحدات بنائية كبرى: الصفيحة العربية ثم منخفض الفرات ومقعر الجبال الوسطى والتدمرية. ولكل وحدة مظاهر صخرية وتضاريسية مميزة.
تتكون القاعدة العربية من صخور الغرانيت والغنايس والشيست والكوارتزيت، وصخور اندفاعية. تعلوها صخور رسوبية ثخينة (2000-4000م).
وتغلب في البادية والمناطق الجبلية الصحراوية الصخور الباليوجينية والنيوجينية الثلاثية إضافة إلى التوضعات الرباعية. وتكثر في صخور الحقب الثالث صخور الحجر الكلسي والحجر الرملي والمارن والصخور الدولوميتية والغضار والصلصال والجص والمشبكات الصخرية (الكونغلوميرات) القارية المنشأ. وتصادف التوضعات الرباعية في بطون الأودية ونهاياتها وفي المنخفضات، وعند أقدام الجبال، وتتكون من المشبكات والمارن والجص والطين الجيري والصخور الملحية والرملية والحصوية. وتكثر الصخور البركانية في جنوبي سورية وشمالي الأردن على هيئة حرات وصبات وأراض محجرة. وتكثر في وسطها التلال والمخاريط البركانية ويكثر فيها البازلت
النبيت
- مقالة مفصلة: نباتات بادية الشام
تنتمي نباتات البادية الشامية إلى المجموعة النباتية الإيرانية الطورانية وإلى مجموعة البحر المتوسط في الجبال خاصة. ويختلف انتشار نباتات البادية وكثافتها من مكان إلى آخر، وهي متدنية عموماً، وتختلف اختلافاً كبيراً من سنة إلى أخرى تبعاً لكميات الهطل. وتغلب عليها الأعشاب الحولية والمعمرة والأنجم (النباتات من دون سوق). لكن كثافة النباتات وتوزعها يرتبطان بالواقع التضاريسي والانحدار ونوعية التربة ولاسيما أفقها الأعلى إضافة إلى الهطل. وبسبب الجفاف تكون القطاعات ذات الانحدارات الشديدة شبه خالية من النباتات، كما في السلاسل التدمرية، وتزداد كثافتها كلما قل الانحدار كما في الأجزاء الدنيا من سفوح هذه السلاسل. وتزداد كثافةً وتنوعاً عند أقدام الجبال لثخانة التربة ووفرة الرطوبة، ولقلة الانحدار مقارنة مع الأماكن علواً وانحداراً. وفوق سطح الهضبة شبه المستوي تنتشر الأعشاب في الأماكن الواقعة بين الأودية والمنخفضات، لأن الجزء الأكبر من رطوبة الشتاء والربيع يتركز في القسم الأعلى من التربة الغنية بالجزيئات الغضارية الخازنة للماء، ولكن قلة ثخانة هذه الطبقة تؤدي إلى نمو الأنجم ذات الجذور الأعمق. في حين تكثر الأنجم في بطون الأودية الواسعة وفي المنخفضات لأن ثخانة التربة أكبر والرطوبة أكثر. ويبرز أثر القاعدة الصخرية والتربة في الخَبْرات الصلبة جداً والغنية بجزيئات الغضار، إذ تختفي الأعشاب والأنجم في أواسطها، وتزداد ازدياداً ملحوظاً عند هوامشها بسبب تناقص صلابة التربة هنا تناقصاً شديداً. وتشاهد لوحة مشابهة في المنخفضات الملحية، إذ تكاد تختفي النباتات في مراكزها وتزداد كثافة في الأطراف لانخفاض مستوى الماء الباطني الملح، والنبات هنا ملحي وعصاري غالباً.
الديموغرافيا
وتعيش فيها قبائل البدو الرحل التي تعتمد على الماشية والابل، واكثرها قبائل عنزة النجدية منهاالسبعة والفدعان والحسنة وغيرها .. وفيها قلة من قبائل العقيدات وتعتبر قبيلة النعيم من أكبر القبائل التي تسكنها وترجع أصولها إلى آل البيت فهي قبيلة هاشمية، وقيس ولهيب وبني خالد ...
لا تزيد كثافة السكان العامة في البادية على شخص واحد/كم² بسبب الجفاف، لذا فالتجمعات البشرية صغيرة ومتباعدة وتتركز أساساً في الأجزاء الهامشية من بادية الشام. ومن أبرز هذه المراكز مدينة تدمر وهي الأكبر، ثم السخنة والقريتين والطيبة والكوم وغيرها، ويُقدر عدد سكان المراكز الحضرية في البادية عام 1990 بنحو 26,500 نسمة، وعام 2000 بنحو 51,000 نسمة.
وأما في الأردن والعراق فهناك مدينتا معان والأزرق ومحطات ضخ النفط ومخافر أمن تحولت إلى تجمعات مثل الرطبة والرويشد وغيرهما، أما البدو الرحل فلا يزيد عددهم على بضع عشرات الآلاف ومن أبرز عشائرهم وفروعهم: الرولة وولد علي والغياث والموالي والسبعة والعمارات والعمور والعقيدات والفواعرة وغيرهم.
يعيش سكان المدن ـ الواحات على زراعة الخضر والأشجار المثمرة وعلى الصناعات والفعاليات المرتبطة بحياة البدو. ويعيش البدو على تربية الضأن والمعز التي يقدر عددها بنحو 8-9 مليون رأس وإنتاجيتها متدنية كثيراً لفقر المراعي. إذ تحتاج الشاة الواحدة إلى ثلاثين هكتاراً من المراعي.
الاقتصاد
تابلاين
ويجتاز هذه البادية الشامية من جهتها الجنوبية خط الأنابيب تابلاين الذي سُمح بأنشأه لشركة أرامكو السعودية والذي يقوم بإيصال النفط من رأس تنورة في المملكة العربية السعودية عبر سوريا إلى ميناء صيدا على ساحل البحر المتوسط.
الثروات الطبيعية
فيها كميات ضخمة من الفوسفات وفيها النفط والغاز إضافة إلى خامات أخرى أهمها الأملاح الصخرية ورمل الزجاج.
إلا أن الثروة الأساسية فيها، هي المراعي التي تعاني الرعي الجائر والأرض القابلة للزراعة على هوامشها ولاسيما في سورية. ومستقبل البادية بل وبلدانها عامة يرتبط بتوفير مياه الري والتغلب على الملوحة واستخدام الطرق والمعطيات العلمية لتوفير الماء وحل مشكلة الملوحة وتطوير الزراعة وتربية الحيوانات.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
انظر أيضاً
معرض الصور
لافتة مرورية عند مفترق طرق حمص - تدمر - بغداد
المصادر
- ^ "بعد مقتل 40 عنصرا من النظام السوري.. هل استعاد داعش قوته القتالية؟".
- ^ "سوريا: هجوم لتنظيم "الدولة الإسلامية" يوقع 19 قتيلاً في صفوف النظام بمنطقة البادية". مونت كارلو الدولية. 2021-02-03. Retrieved 2021-02-03.
- ^ "أكبر عملية خطف.. داعش يباغت 19 شخصاً وسط سوريا". العربية نت. 2021-04-06. Retrieved 2021-04-06.