ابراهيم محمد الباجوري

ابراهيم محمد الباجوري
Bagoury.jpg
شخصية
ولد

ابراهيم بن محمد بن أحمد الباجوري المصري الشافعي (ت. 1277هـ/1861م)، من فقهاء الشافعية وشيخ الجامع الأزهر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مولده ونشأته

ولد في الباجور، وهي قرية بالمنوفية بمصر، وإليها نسبته، ونشأ بها، وقرأ على والده القرآن وأتقن تجويده، وظهرت عليه أمارات النجابة ثم قدم إلى الأزهر لطلب العلم سنة 1212هـ، وأدرك مشايخَ الأزهر الجهابذةَ، كالشيخ محمد الأمير، وعبد الله الشرقاوي، وداود القلعاوي، وكانت أكثر تلمذته للشيخ محمد الفضالي، والشيخ حسن القويسني، وحصل الآداب والعلوم الشرعية والعقلية، وصار عمدة فيها.

ظهر نشاط الباجوري في التدريس والتأليف، فقد اشتغل في التدريس بالجامع الأزهر، ولزم الإفادة والتعليم حتى صارت سجية له، واستمر فيه بعد قيامه بمشيخة الأزهر، وكان الخديوي عباس باشا يزوره في درسه بالأزهر، وكان يحضر دروسه أفاضل علماء الأزهر، وكان يدرّس العلوم الشرعية والعربية والعقلية، ودرّس في آخر حياته «تفسير الفخر الرازي» ولم يكمله بسبب مرضه الذي توفي على أثره.


توليه المشيخة

ولمكانة الشيخ الباجوري العلمية، وقدراته الإدارية فقد أسندت إليه رئاسة الجامع الأزهر، سنة 1263هـ/1847م، واستمر في التدريس مع القيام بشئون المشيخة، وكان يمتاز بالهيبة والوقار، والحرص على كرامة العلماء، وكان السلطان عباس الأول يحضر دروسه أحيانًا كثيرةً بالأزهر ويقبِّل يده.

وتوالت في زمانه أحداثٌ كثيرةٌ، فلقد أقعده المرض وضعف الشيخ الباجوري عن إدارة شئون مشيخة الأزهر وتصريف أمورها، فصدر أمر بتعيين أربعة وكلاء لمساعدته على القيام بأعباء وظيفته، واجتمع العلماء واختاروا كلا من الشيخ أحمد العدوي والشيخ إسماعيل الحلبي والشيخ خليفة الفشني والشيخ مصطفى الصاوي وجعلوا الشيخ مصطفى العروسي رئيسًا عليهم، واحترامًا للشيخ الإمام الباجوري لم يُعَيَّن أحدٌ مكانه في المشيخة حتى لقي ربه.[1]

وقد تخرج على يده طائفةٌ كبيرةٌ من علماء الأزهر من أبرزهم رفاعة الطهطاوي، الذي لازمه ودرس عليه شرح الأشموني وتفسير الجلالين وغيرهما.

مؤلفاته

ألف الشيخ الباجوري كتباً وحواشي كثيرة في علم التوحيد والعقيدة وعلم الكلام، ومعظمها مطبوع ومنها: «تحفة المريد على جوهرة التوحيد» للقاني، وحاشية على «أم البراهين والعقائد» للسنوسي، وحاشية على كتاب «الدرر الحسان على فتح الرحمن فيما يحصل به الإسلام والإيمان» للزبيدي، وحاشية على رسالة «لا إله إلا الله» لشيخه الفضالي، و«رسالة في علم التوحيد». وتحقيق كتاب «المقام على كفاية العوام فيما يجب عليهم من علم الكلام» لشيخه محمد الفضالي.

وصنّف في الفقه الشافعي: «التحفة الخيرية» حاشية على «الفوائد الشنشورية» في علم الفرائض. وحاشية على «شرح ابن القاسم الغزي لمتن أبي شجاع في الفقه الشافعي» وكتاب «منح الفتاح على ضوء المصباح». وصنف في علوم اللغة والبلاغة: «فتح الخبير اللطيف بشرح متن ونظم الترصيف في علم التصريف» لابن لميس العمري، المعروف بالمرشدي، و«فتح رب البريّة على الدرة البهية في شرح ونظم الآجروميّة» لشرف الدين العمريطي في النحو. وحاشية على متن «السمرقندية في الاستعارات في علم البلاغة والبيان».

كما صنف كتباً أخرى في المنطق والسيرة والمدائح النبوية وغيرها منها: حاشية على كتاب «تحفة البشر على مولد ابن حجر»، وحاشية على قصيدة «بانت سعاد لكعب بن زهير» وحاشية على متن «البردة الشريفة للبوصيري»، و«المواهب اللدنيّة على الشمائل المحمدية للترمذي».

وفاته

لقد كرَّس فضيلة الشيخ الباجوري حياته من أجل الأزهر ورفعته حتى أقعده المرض، وحال بينه وبين ما يريد، وقد لبى الشيخ الباجوري نداء ربه سنة 1277هـ/1861م، وصُلِّيَ عليه في الأزهر، وأجريت له المراسم المعتادة من قبل زملائه من العلماء وتلاميذه النجباء، وشُيِّعَ في جنازة مهيبة، تتفق وجهاده في سبيل رفعة الأزهر وطلابه وعلمائه، وهكذا رحل عالمنا الجليل إلى مثواه الأخيربعد أن ملأ الدنيا علمًا ونورًا.


المصادر

  1. ^ "فضيلة الإمام الشيخ إبراهيم الباجوري". مشيخة الأزهر الشريف.