اغتيال محمد أنور السادات
| ||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||
|
اغتيال محمد أنور السادات أو حادثة المنصة، وقعت في 6 أكتوبر 1981، حيث أغتيل الرئيس المصري أنور السادات، أثناء العرض العسكري السنوي الذي عُقد في القاهرة، احتفالاً بالعملية بدر، التي عبر خلالها الجيش المصري قناة السويس واستعاد شبه جزيرة سيناء من إسرائيل في بداية حرب أكتوبر.[1] تمت عملية الاغتيال على يد أعضاء في الجماعة الإسلامية.[2]
تمت عملية الاغتيال نتيجة لفتوى من قبل عمر عبد الرحمن، وهو إمام لمسجد تمت ادانته لاحقا من قبل الولايات المتحدة لدوره في التفجير الأول لمركز التجارة العالمي في نيويورك، العام 1993 .[3]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خلفية
في أعقاب اتفاقيات كامپ ديڤد، تقاسم السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيگن جائزة نوبل للسلام 1978. ومع ذلك، فقد قوبلت معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية 1979 بالجدل بين الدول العربية، وخاصة الفلسطينيين. تم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية (ولم تعاد حتى عام 1989).[4] وقال ياسر عرفات قائد منظمة التحرير الفلسطينية: "دعوهم يوقعون على ما يريدون. فالسلام الزائف لن يدوم".[5] في مصر، استخدمت الجامعات الجهادية المختلفة، مثل جماعة الجهاد الإسلامي والجماعة الإسلامية، اتفاقيات كامپ ديڤد لحشد الدعم لقضيتهم.[6] بعد أن كانوا متعاطفين في السابق مع محاولة السادات دمجهم في المجتمع المصري،[7] شعر الإسلاميون في مصر الآن بالخيانة، ودعوا علنًا إلى الإطاحة بالرئيس المصري واستبدال نظام الحكم في البلاد بحكومة قائمة على الشريعة الإسلامية.[7]
شهدت الأشهر الأخيرة من رئاسة السادات انتفاضات داخلية. ونفى الادعاءات القائلة بأن أعمال الشغب كانت بالتحريض على قضايا داخلية، معتقدًا أن الاتحاد السوڤيتي كان يجند حلفائه الإقليميين في ليبيا وسوريا للتحريض على انتفاضة من شأنها أن تؤدي في النهاية إلى إجباره على الخروج من السلطة. بعد فشل الانقلاب العسكري في يونيو 1981، أمر السادات بشن حملة قمع كبرى أدت إلى اعتقال العديد من الشخصيات المعارضة. وعلى الرغم من أنه لا يزال يحتفظ بمستويات عالية من الشعبية في مصر، فقد قيل إنه اغتيل "في ذروة" عدم شعبيته.[8]
جماعة الجهاد الإسلامي
في وقت سابق من رئاسة السادات، استفاد الإسلاميون من "ثورة التصحيح" والإفراج عن النشطاء المسجونين في عهد جمال عبد الناصر،[9] لكن معاهدة السلام مع إسرائيل أثارت غضب الإسلاميين، وخاصة حركة الجهاد الإسلامي. ووفقا للمقابلات والمعلومات التي جمعها الصحفي لورنس رايت، كانت الجماعة تقوم بتجنيد ضباط عسكريين وتجميع الأسلحة، في انتظار اللحظة المناسبة "لإسقاط النظام القائم" في مصر بالكامل. كان كبير استراتيجيي الجهاد عبود الزمر، عقيدًا في المخابرات العسكرية، وكانت خطته هي قتل القادة الرئيسيين في البلاد، والاستيلاء على مقر قيادة الجيش وأمن الدولة، مبنى بدالة الهاتف، وبالطبع مبنى الإذاعة والتلفزيون، حيث سيتم بعد ذلك بث أخبار الثورة الإسلامية، مما يطلق العنان - بحسب توقعه - لانتفاضة شعبية ضد السلطة العلمانية في جميع أنحاء البلاد.[10]
في فبراير 1981، تم تنبيه السلطات المصرية إلى خطة الجهاد من خلال القبض على عميل يحمل معلومات هامة. في سبتمبر، أمر السادات باعتقال أكثر من 1500 شخص ممن لا يحظوا بشعبية كبيرة، بما في ذلك العديد من أعضاء الجهاد، وكذلك البابا شنودة الثالث وغيره من الأقباط والمثقفين والناشطين من كافة المشارب الأيديولوجية.[11] كما حُظرت جميع الصحف غير الحكومية.[12] لم تتضمن عملية الاعتقال خلية جهادية في الجيش بقيادة ملازم أول خالد الإسلامبولي، الذي نجح في اغتيال أنور السادات في أكتوبر من ذلك العام.[13]
بحسب طلعت قاسم، الرئيس السابق للجماعة الإسلامية في تقرير الشرق الأوسط، لم تكن حركة الجهاد الإسلامي هي التي نظمت عملية الاغتيال وجندت القاتل (إسلامبولي). قبل أسبوعين من عملية الاغتيال، اعتقل أعضاء "مجلس الشورى" التابعين للجماعة - برئاسة "الشيخ الكفيف" الشهير، لكنهم لم يكشفوا عن الخطط القائمة، ونجح الإسلامبولي في اغتيال السادات.[14]
الاغتيال
صباح 6 أكتوبر 1981 وقفت 6 شاحنات عملاقة تحمل جنود الأمن المركزي، خلف جامع جمال عبد الناصر، بالقرب من وزارة الدفاع المصرية، التي تعود السادات زيارتها صباح كل 6 أكتوبر. اصطف جنود الشرطة بطول شارع صلاح سالم، والطرق الفرعية المؤدية الى أرض العرض العسكري. أغلقت حواجز الشرطة العسكرية في الشوارع الرئيسية بالمنطقة، وتولت نقاط الامن المتعددة والمتنوعة تفتيش بطاقات المدعوين لحضور العرض. كانت إجراءات الأمن صارمة شكلياً، إلى حد منع أحد الضباط برتبة عقيد من سلاح الاشارة ومجموعة صغيرة من الضباط-المهندسين من دخول المنصة في الساعة السادسة من صباح ذلك اليوم.
كان السادات يجلس كالعادة في الصف الأول ومعه كبار المدعوين والضيوف. على يمينه جلس نائبه حسني مبارك، ثم وزير الدولة العماني شبيب بن تيمور، مبعوث السلطان قابوس، الذي كان الحاكم الوحيد بين الحكام العرب، الذي لم يقطع علاقته بمصر، ولا بالسادات بعد زيارته للقدس واتفاقية كامپ ديڤد. بعد الوزير العماني، جلس ممدوح سالم، مستشار رئيس الجمهورية الذي كان من قبل رئيساً للوزراء، والذي كان أول وزير للداخلية بعد سقوط مراكز القوى وحركة 15 مايو 1971. بعد ممدوح سالم كان يجلس الدكتور عبد القادر حاتم، المشرف العام على المجالس القومية المتخصصة، وهو من رجال عبد الناصر الذين قربهم السادات إليه. بعده كان يجلس الدكتور صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب. وعلى يسار السادات كان يجلس وزير الدفاع محمد عبد الحليم أبو غزالة، ثم المهندس سيد مرعي صهر السادات ومستشاره السياسي، وبعده كان عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر، ثم الدكتور صبحي عبد الحكيم رئيس مجلس الشورى، فرئيس الاركان عبد رب النبي حافظ، فقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة.
وفي الصف الثاني خلف السادات مباشرة كان يجلس سكرتيرة الخاص فوزي عبد الحافظ. ولا أحد يعرف بالضبط الحوار، والتعليقات المتبادلة بين السادات ونائبه ووزير الدفاع" لكن بعض المصادر تشير إلى أنهم كانوا يتحدثون عن شحنات الأسلحة الأمريكية الجديدة، ومواعيد وصولها، وكانوا يتحدثون عن احتفالات الانسحاب الاسرائيلي الأخير من سيناء في 25 أبريل 1982. كانت حالة السادات النفسية والمعنوية في القمة، وكثيراً ما كان يقف تحية للمارين أمامه، وأحياناً كان يرفع الكاب لهم، وأحيانااً أخرى كان يصفق لهم، أو كان يدخن الغليون، ولم يتوقف السادات عن تبادل التعليقات مع نائبه ووزير الدفاع.
بدأ العرض العسكري بداية تقليدية، طوابير من جنود وضباط الأسلحة المختلفة، حملة الأعلام، طلبة الكليات العسكرية، بالونات وألعاب نارية في السماء، ثم جاء دور طائرات الفانتوم وراحت تشكيلاتها تقوم ببعض الألعاب البهلوانية، وتنفث سحاباً من الدخان الملون، في نفس الوقت قال المذيع المحلي: "والآن تجيء المدفعية"، ليتقدم قائد طابور المدفعية لتحية المنصة، وهو محاط بعدد من راكبي الدراجات النارية، وأمام الرئيس ونائبه ووزير الدفاع وكبار القادة والضيوف، وكاميرات التلفزيون توقف فجاة أحد هذه الدراجات النارية بعد أن أصيبت بعطل مفاجئ غير متوقع، ليتوقف محرك الدراجة تماماً. لم يتوقف قائد الطابور، حتى لا يرتبك من يتبعونه، وترك قائد الدراجة النارية يتصرف بمفرده، وكان أن نزل الرجل من فوق الدراجة وراح يدفعه بيديه إلى الأمام وكان من حسن حظه أن معدل سير باقي الدراجات النارية كان بطيئاً مما سمح له بملاحقتها، لكن سرعان ما هبط فوق كتفيه طائر سوء الحظ فزلت قدماه، وانكفأ على الأرض، ووقعالدراجة فوقه. فتدخل جندي كان يقف بالقرب من المنصة وأسعفه بقليل من الماء. مر الحادث بسلام وساهم في ذلك تشكيلات الفانتوم التي كانت لا تزال في السماء، وتسرق أنظار ضيوف المنصة الذين راحوا يستمتعون ببراعة الطيارين.
فجأة ارتجت إحدى العربات وانحرفت إلى اليمين قليلاً وتصور الحاضرون أن السيارة تعطلت، بعدها نزل منها ضابط ممتلئ قليلاً، وفوجئ الحاضرون بالضابط يلقى بقنبلة يدوية، تطير في الهواء ثم ترتطم بسور المنصة منفجرة. كان ذلك الظابط هو الملازم خالد الإسلامبولي من اللواء 333 مدفعية. جرى الإسلامبولي الى العربة، وفتح بابها، وأمسك بمدفع رشاش عيار 9 مم طراز بور سعيد. في نفس اللحظة، كان هناك فوق صندوق العربة شخص آخر، يلقي بقنبلة أخرى سقطت بالقرب من المنصة بحوالي 15 متراً وسقط من القاها في صندوق العربة، وكان ذلك الشخص هو عطا طايل.
وقبل أن ينتبه أحد من الصدمة، ألقى خالد الإسلامبولي، القنبلة اليدوية الثالثة في اتجاه المنصة، فسقطت بالقرب منها لكنها لم تنفجر هي الأخرى لكنها أخرجت دخان كثيف. وقبل أن يتبدد الدخان، انفجرت القنبلة الرابعة وأصابت سور المنصة أيضاً، وتناثرت شظاياها في أنحاء متفرقة، لكن الشظايا لم تصب أحد، وكان السبب هو سور المنصة الذي كان بمثابة ساتر حمى من خلفه من الشظايا. كان رامي القنبلة الرابعة هو عبد الحميد عبد العال.
في تلك اللحظة انتبه أبو غزالة، وشعر بأن هناك شيء غير طبيعي يحدث، وتأكد الأمر بعد أن لمح الرشاش في يد الإسلامبولي، واكتشف أنه عار الرأس لا يضع البريه كالمعتاد، وانتبه السادات كذلك وهب من مقعده واقفاً، وتعالى صوته صارخاً: "مش معقول.. مش معقول.. مش معقول". كانت هذه العبارة آخر ما قاله السادات حيث جائته رصاصة من شخص رابع كان يقف فوق ظهر العربة ويصوب بندقيته الآلية عيار 7.92 ملم نحو السادات، الذي كان وقوفه عاملاً مساعداً لسرعة غصابته خاصة مع كون حامل البندقية أحد أبطال الرماية في الجيش المصري وقناص محترف، وهو الرقيب متطوع حسين عباس علي. اخترقت الرصاصة الأولى الجانب الأيمن من عنق السادات في الجزء الفاصل بين عظمة الترقوة وعضلات الرقبة واستقرت أربع رصاصات أخرى في صدره، فسقط في مكانه على جانبه الأيسر واندفع الدم غزيراً من فمه وصدره وعنقه، وتغطت ملابسه العسكرية ووشاح القضاء الأخر الملتف حول صدره والنجوم والنياشين التي كان يعلقها على ثيابه الرسمية المميزة بالدماء.
بعد أن أطلق حسين عباس دفعة النيران الأولى، قفز من العربة، ليلحق بخالد وزملائه الذين توجهوا صوب المنصة في تشكيل هجومي، يتقدمهم خالد وعبد الحميد على يمينه وعطا طايل على يساره. وبمجرد أن اقتربوا من المنصة أخذوا يطلقون دفعة نيران جديدة على السادات، وهذه الدفعة من النيران أصابت بعض الجالسين في الصف الأول، ومنهم المهندسين سيد مرعي، والدكتور صبحي عبد الحكيم الذي سارع بالإنبطاح أرضاً ليجد نفسه وجها لوجه أمام السادات الذي كان يئن ويتألم ويلفظ أنفاسه الأخيرة. ومنهم فوزي عيد الحافظ الذي أصيب اصابات خطرة وبالغة وهو يحاول أن يكوم الكراسي فوق جسد السادات، الذي ظن أنه على قيد الحياة، وأن هذه المقاعد تحمي حياته، وتبعد الرصاصات المحمومة عنه.
كان أقرب ظباط الحرس الجمهوري إلى السادات هو العميد أحمد سرحان، وبمجرد أن سمع طلقات الرصاص تدوي، سارع إليه وصاح فيه: "انزل على الأرض يا سيادة الرئيس ..انزل على الأرض ..تنزل"، لكن الوقت- كما يقول العميد سرحان- كان متأخراً، وكانت الدماء تغطي وجهه وحاول سرحان إخلاء الناس من حوله، وسحب مسدسه وأطلق خمسة عيارات تجاه الشخص الذي يوجه نيرانه ضد الرئيس. لم يذكر عميد الحرس الجمهوري من هو بالظبط الذي كان يطلق نيرانه على السادات فقد كان هناك ثلاثة أمام المنصة يطلقون النيران (الإسلامبولي، وعبد الحميد، وعطا طايل)، كانوا يلتصقون بالمنصة ألى حد أن عبد الحميد كان قريباً من نائب الرئيس حسني مبارك وقال له: "أنا مش عايزك .. إحنا عايزين فرعون"، أي السادات. وأشاح الإسلامبولي لأبو غزالة قائلاً: "ابعد"، ثم راح هو وزملائه يطلقون الرصاص، فقتل كبير الياوران اللواء حسن عبد العظيم علام (51 سنة)، وكان الموت الخاطف أيضاً من نصيب سبعة آخرين هم مصور السادات الخاص محمد يوسف رشوان (50 سنة)، وسمير حلمي (63 سنة) وخلفان محمد من سلطنة عمان، وشانگ لوي أحد رجال السفارة الصينية، وسعيد عبد الرؤوف بكر.
وقبل أن تنفذ رصاصات الإسلامبولي، أصيب الرشاش الذي في يده بالعطب وهذا الطراز من الرشاشات معروف أنه سريع الأعطال خاصة إذا امتلاات خزانته (30 طلقة بخلاف 5 طلقات احتياطية)، عن آخرها، وقد تعطل رشاش الإسلامبولي بعد أن أطلق منه 3 رصاصات فقط. مد خالد يده بالرشاش الآخر إلى عطا طايل الذي أخذه منه وأعطاه بدلاً منه بندقيته الألية واستدار عطا طايل ليهرب لكنه فوجئ برصاصة تأتي له من داخل المنصة وتخترق جسده. في تلك اللحظة فوجئ عبد الحميد أيضاً بمن يطلق عليه الرصاص من المنصة، فأصيب بطلقتين في أمعائه الدقيقة ورفع راسه هي اتجاه من اطلق علية الرصاص ليجد رجلاً يرفع طفلاً ويحتمي به كساتر فرفض اطلاق النار عليه، وقفز خلف المنصه ليتأكد من أن السادات قُتل، واكتشف لحظتها أنه لا يرتدى القميص الواقى من الرصاص، وعاد وقفز خارج المنصة وهو يصرخ: "الله أكبر .. الله أكبر!". في تلك اللحظة نفدت ذخيرة حسين عباس فأخذ من الإسلامبولي سلاحه وقال له: "بارك الله فيك.. اجر.. اجر"، ونجح في مغادرة أرض الحادث تماماً، ولم يُقبض عليه إلا بعد يومين.
أما الثلاثة الآخرون فقد أسرعوا- بعد تأكدهم من مصرع السادات- يغادرون موقع المنصة في اتجاه رابعة العدوية، وعلى بعد 75 متراً وبعد قرابة دقيةق ونصف انتبه رجال الحرس وضباط المخابرات الحربية للجناة فأطلقوا الرصاص عليهم، فأصابوهم، وقبضت عليهم المجموعة 75 مخابرات عربية، وهو في حالة غيبوبة كاملة. بعد أن أفاق الحراس من ذهول المفاجأة، وبعد إصابة المتهمين الثلاثة، بدأ إطلاق النار عشوائياً على كل من يرتدي الزي العسكري ويجري في نفس اتجاه الجناة فأصيب ثلاثة أشخاص آخرين، وفيما بعد ثبت من تحقيقات المحكمة أن عبد الحميد وعطا كانا ينزفان وهم يجريان، وثبت أيضاً أن رجال المجموعة 75 مخابرات حربية أخذوا أسلحتهم بعد إصابتهم، وثبت كذلك أن بعض هذه الأسلحة كان به ذخيرة.
وقال العقيد محمد فتحي حسين قائد المجموعة 75 أمام المحكمة أن أسلحة بعض المتهمين كان فيها ذخيرة وأنهم لم يردوا على رجال المخابرات عندما أطلقوا عليهم الرصاص، وكان عدم الرد على رصاص رجال المخابرات الحربية قناعتهم بانتهاء مهمتهم عند قتل السادات، ولأنهم اعتبروا أنفسهم شهداء منذ تلك اللحظة. وفيما بعد شوهد ممدوح سالم في الفيلم التلفزيوني الإيطالي الذي صور الحادث وهو يلقي عدداً من المقاعد في اتجاه السادات، وشوهد وهو يشد حسني مبارك إلى أسفل، وشوهد نائب رئيس وزراء سابق وهو يتسلل باحثا مهرب من هذا الجحيم.
الشخصيات الرئيسية الضالعة في الاغتيال
- خالد الإسلامبولي: المخطط والمنفذ الرئيسي لعملية الاغتيال، ترجل من سيارته أثناء العرض بعد إجبار سائقها - والذي لم يكن مشتركا في العملية - على إيقاف السيارة، ثم اتخذ طريقه بشكل مباشر نحو المنصة وهو يطلق النار بغزاره على الصف الأول مستهدفا السادات، وبالفعل استطاع توجيه رصاصات نافذه إلى صدر السادات بشكل عام وقلبه بشكل خاص وكانت من أسباب وفاته ، أصيب في ساحة العرض وتم القبض عليه ومحاكمته ومن ثم إعدامه رميا بالرصاص بعد ذلك. وهو الذي اختار فكرة الهجوم بشكل مباشر على المنصة من الأمام من خلال عدة بدائل كانت مطروحة آنذاك منها مهاجمة المنصة بواسطة إحدى طائرات العرض العسكري أو مهاجمة استراحة السادات أثناء إقامته فيها.[بحاجة لمصدر]
- عبود الزمر: شارك في تخطيط وتنفيذ في عملية الاغتيال وهو الذي اختار فكرة الهجوم بشكل مباشر على المنصة من الأمام من خلال عدة بدائل كانت مطروحة آنذاك منها مهاجمة المنصة بواسطة إحدى طائرات العرض العسكري أو مهاجمة استراحة السادات أثناء إقامته فيها. وصدر عليه حكمان بالسجن في قضيتي اغتيال السادات (25 عاما) وتنظيم الجهاد (15 عاما) وقد قررت المحكمة في 2007 التنحي عن النظر في الاستشكال الذي تقدم به عبود الزمر
- حسين عباس: قناص بالقوات المسلحة، كان ضمن فريق الاغتيال المنفذ للعملية ، وكان يجلس فوق سيارة نقل الجنود التي كانت تقل فريق التنفيذ، وانتظر حتى حصل على فرصة اقتناص السادات وبالفعل اطلق طلقة واحدة اخترقت رقبة الرئيس الراحل وكانت من الأسباب الرئيسية لوفاته، وبعد قنص السادات ترجل من السيارة وتابع ما حدث لزملائه من خلال تسلله إلى منصة المشاهدين ثم رحل كأي شخص عادى ولم يتم القبض عليه إلا بعد ثلاثة أيام من خلال اعترافات زملاؤه تحت التعذيب [15].
- عطا طايل.
- عبد الحميد عبد السلام.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التبعات
بالتزامن مع عملية الاغتيال، اندلع تمرد في أسيوط بصعيد مصر. وسيطر المتمردون على مقر الأجهزة الأمنية ليوم واحد وصدوا القوات الحكومية ليوم آخر. قتل في القتال ستة مهاجمين و68 شرطياً وجندياً. لم تستعيد الحكومة سيطرتها حتى وصول جنود المظلات من القاهرة وأرسلت القوات الجوية طائرتين لردع المسلحين. تلقى معظم المسلحين المدانين بالقتال أحكامًا مخففة وقضوا ثلاث سنوات فقط في السجن.[16]
لاقت عملية الاغتيال ترحيباً من بعض حكومات العالم الإسلامي، التي اعتبرت السادات خائنًا بإبرامه السلام مع إسرائيل. كان العنوان الرئيسي لصحيفة السورية الرسمية، تشرين: "مصر اليوم تودع الخائن المطل"، في حين قامت إيران بتسمية أحد الشوارع في طهران باسم الإسلامبولي.[17] كان الرئيس الصومالي سياد بري ونظيره السوداني جعفر نميري، إلى جانب ولي العهد الإيراني المخلوع رضا بهلوي، هم القادة السياسيون المسلمون الوحيدون الذين حضروا جنازة السادات.[17]
في البداية، خلف السادات صوفي أبو طالب، رئيس مجلس الشعب، الذي تولى منصب الرئيس بالنيابة وأعلن على الفور حالة الطوارئ. بعد ثمانية أيام، في 14 أكتوبر 1981، أدى حسني مبارك، نائب السادات، اليمين الدستورية كرئيس جديد لمصر، وظل في منصبه لما يقرب من 30 عامًا حتى استقالته في أعقاب ثورة 25 يناير 2011.[18][19][20]
الجنازة
دُفن السادات في قبر الجندي المجهول في حي مدينة نصر بالقاهرة. وكُتب على شاهد قبره: "بطل الحرب والسلام".[21] حضر الجنازة ثلاث رؤساء أمريكيين سابقين هم رتشارد نكسون، جيرالد فورد، وجيمي كارتر — وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيگن، الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، مستشار ألمانيا الغربية هلموت شميدت، الرئيس الإيطالي ساندرو پرتيني، الرئيس الأيرلندي پاتريك هيلري، رئيس الوزراء الإسپاني ليوپولدو كالڤو-سوتيلو، وبودوين ملك بلجيكا.[22] اختار الرئيس الأمريكي الحالي رونالد ريگان، الذي نجا من محاولة اغتيال قبل عدة أشهر، عدم الحضور بسبب الوضع السياسي المتوتر، على الرغم من أن إرسال ممثلين عن إدارته هم وزير الخارجية ألكسندر هيگ، ووزير الدفاع كاسپر واينبرگر، والسفيرة الأمريكي لدى الأمم المتحدة جين كيركپاتريك. كما حضر ستيڤي ووندر و والتر كرونكايت.[22][17]
إعدام الجناة
حوكم الإسلامبولي والقتلة الآخرين وأُدينوا وحُكم عليهم بالإعدام. نُفذ حكم الإعدام في 15 أبريل 1982، حيث أُعدم اثنان من رجال الجيش على يد رمياً بالرصاص وشُنق ثلاثة مدنيين.[23]
انظر أيضاً
- اغتيال إسحق رابين
- العلاقات الإسرائيلية المصرية
- تاريخ مصر تحت حكم أنور السادات
- تاريخ مصر تحت حكم جمال عبد الناصر
- تاريخ مصر الحديث
الهوامش
المصادر
- ^ "1981 Year in Review: Anwar Sadat Killed". UPI. Archived from the original on 19 January 2011. Retrieved 13 February 2011.
- ^ "Sadat as a president of Egypt". News Egypt. 8 October 2009. Archived from the original on 23 October 2012. Retrieved 23 December 2012.
- ^ الجزيرة - تاريخ الولوج 3 أغسطس-2008
- ^ BBC Timeline: Arab League
- ^ "1979: Israel and Egypt shake hands on peace deal". BBC News. 1979-03-26. Retrieved 2023-11-01.
- ^ "Camp David Accords". Archived from the original on 17 March 2014. Retrieved 2013-06-05.
- ^ أ ب Palmer, Monte; Palmer, Princess (2007). At the Heart of Terror: Islam, Jihadists, and America's War on Terrorism. Rowman & Littlefield. p. 87. ISBN 978-0742536036.
- ^ Kepel 1993, p. 192.
- ^ Kepel 1993, p. 74.
- ^ Wright 2006, p. 49.
- ^ 'Cracking Down', Time, 14 September 1981
- ^ Kepel 1993, pp. 103–104.
- ^ Wright 2006, p. 50.
- ^ For an account that uses this version of events, look at Middle East Report's January–March 1996 issue, specifically Hisham Mubarak's interview with ? On pp. 42–43 Qasim deals specifically with rumors of Jihad Group involvement in the assassination, and denies them entirely.
- ^ عبود الزمر كيف اغتلنا السادات؟ بقلم محمود فوزى
- ^ Sageman, Marc (2004). Understanding Terror Networks. University of Pennsylvania Press. pp. 33–34. ISBN 978-0-8122-3808-2.
- ^ أ ب ت خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة:0
- ^ MacManus, James (2010-10-07). "From the archive, 7 October 1981: President Sadat assassinated at army parade". The Guardian (in الإنجليزية البريطانية). ISSN 0261-3077. Retrieved 2023-08-04.
- ^ Mohy El Deen, Sherif (2017-08-10). "Egypt's Unexceptional State of Emergency". Arab Reform Initiative (in الإنجليزية). Retrieved 2023-12-09.
- ^ "Profile: Hosni Mubarak". BBC News (in الإنجليزية البريطانية). 2011-01-27. Retrieved 2023-12-09.
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةCNN1011
- ^ أ ب Apap (1981-10-10). "OFFICIALS FROM AROUND THE WORLD ATTENDING SADAT'S FUNERAL". The New York Times (in الإنجليزية الأمريكية). ISSN 0362-4331. Retrieved 2021-12-04.
- ^ "Sadat Assassins are Executed". The Glasgow Herald. 16 April 1982. Retrieved 16 February 2011.
المراجع
- Kepel, Gilles (1993). Le Prophète et Pharaon: aux sources des mouvements islamistes [The Prophet and Pharaoh: at the origins of Islamist movements] (in الفرنسية). Éditions du Seuil. ISBN 978-2-02-019429-7.
- Wright, Lawrence (2006). The Looming Tower: Al-Qaeda and the Road to 9/11. Knopf. ISBN 978-0-375-41486-2.
وصلات خارجية
- Pages using gadget WikiMiniAtlas
- CS1 الإنجليزية البريطانية-language sources (en-gb)
- CS1 الإنجليزية الأمريكية-language sources (en-us)
- Short description is different from Wikidata
- Coordinates on Wikidata
- مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر
- CS1 الفرنسية-language sources (fr)
- عقد 1980 في القاهرة
- محاكمات عقد 1980
- جرائم 1981
- إطلاق نار جماعي في 1981 في أفريقيا
- جرائم قتل 1981 في مصر
- قتل جماعي في القرن 20 في أفريقيا
- أنور السادات
- سياسيون مصريون مغتالون
- اغتيالات في مصر
- وفيات حسب الشخص في مصر
- أحداث أدت إلى محاكمات عسكرية
- اغتيالات مصورة
- الإرهاب الإسلامي في القاهرة
- حوادث إرهاب إسلامي في عقد 1980
- مذابح 1981
- قتل جماعي في القاهرة
- مذابح في مصر
- إطلاق نار جماعي في مصر
- مواكب عسكرية
- محاكمات قتلة
- أحداث أكتوبر 1981
- أحداث أكتوبر 1981 في أفريقيا
- سياسة مصر
- جمهورية مصر
- حوادث إرهابية في القاهرة
- حوادث إرهابية في مصر 1981
- محاكمات في مصر