تأسيس روما القديمة
تأسيس روما Founding of Rome ورد الحديث عنه في الأساطير الرومانية القديمة والتي كانت مدخلا للدراسات العلمية الحديثة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نواة الدولة
إن رميولوس اختار مائة من رؤساء العشائر في قبيلته ليعينوه على تشييد روما وليكون منهم مجلس شيوخه. وقد سمى كل واحد من هؤلاء الرجال فيما بعد باتر أي "الأب" وسمي أبناءهم وأحفادهم پتريشي- أي "المنحدرين من الآباء". أما النظرية الحديثة التي تستمد حياتها من تجريح التقاليد المأثورة، فيحلو لها أن تفسر وجود هؤلاء الأشراف بأنهم غزاة غرباء لعلهم سبنيون Sabines غزوا لاتيوم Latium وحكموا العامة (Plebs) اللاتين بعد هذا الغزو ووضعوهم في منزلة دون منزلتهم هم. ولنا أن نعتقد أنهم كانوا يتألفون من عشائر تملكوا خير الأراضي بفضل تفوقهم الاقتصادي أو الحربي ، ثم حولوا زعامتهم الزراعية إلى سيطرة سياسية ، وقد ظلت هذه العشائر المنتصرة- المنلي Manlii، والفليري Valerii، والإميلي Aemaelii، والكرنيلي Cornelii، والفابي Fabii، والهوراشي Horatii والكلودي Claudii والليولي Lulii الخ- خمسة قرون كاملة تمد رومة بالقواد العسكريين والقناصل، والقوانين.
طبقات المجتمع
ولما انضمت القبائل الثلاث الأولى بعضها إلى بعض تكون من رؤساء عشائرها مجلس للشيوخ يتألف من ثلاثمائة من الأعضاء. ولم يكن هؤلاء الأعضاء رجال نعيم وترف كما كان خلفاؤهم فيما بعد، فكثيرًا ما كانوا يمسكون بأيديهم الفأس والمحراث، ويعيشون على أبسط الطعام، ويرتدون أثوابًا من غزل بيوتهم، وكان العامة يعجبون بهم حتى وقت كفاحهم. ويصفون كل ما يتصل بهم تقريبًا بأنه "من الطراز الأول أو الطبقة الأولى Classlscus". وكان يدانيهم في الثراء، وينقص عنهم كثيرًا في السلطة السياسية رجال الأعمال equites.ومن هؤلاء من بلغوا من الثراء درجة أمكنتهم من أن يشقوا طريقهم إلى مجلس الشيوخ، ويكونوا فيه القسم الثاني من الرجال "الأشراف والمسجَّلين معهم". وكان يطلق عل هاتين الطبقتين اسم "الرتبتين" ويلقبون "بالصالحين" Boni، وذلك لأن الحضارات القديمة كانت تقرن الفضيلة بالمرتبة والكفاية والسلطان؛ وكان معنى الفضيلة Virtus عند الرومان هو الرجولة أي الصفات التي تكون من مجموعها الرجل vir. ولم تكن كلمة Populus "الناس" تشمل غير هاتين الطبقتين العاليتين، وكان هذا هو المعنى الذي يفهم في بداية الأمر من هذه الحروف الأربعة S P Q R (Senatus Populusque Romanus) التي كانت تنقش في زهو وخيلاء على عشرات الآلاف من الآثار.
فلما شقت الديمقراطية طريقها في روما تغير معنى كلمة Populus تدرجاً حتى شملت عامة الشعب أيضًا. وكانت الكثرة الغالبة من المواطنين الرومان تتكون من هذه الطبقة. وكان منها الصناع والتجار، ومنها الأرقاء المحررون وكثير منها فلاحون ، ولعلهم كانوا في بداية أمرهم أهل تلال المدينة الذين غلبوا على أمرهم، وكان منهم من يتصل بوصفه مولى Clientes أو تابعًا بشريف Patronus من طبقة عليا؛ وكان هؤلاء الأتباع يساعدون الشريف في وقت السلم ويعملون تحت إمرته في وقت الحرب ، ويقترعون في الجمعية كما يأمرهم أن يقترعوا وذلك في نظير حمايته إياهم وما يمنحهم من الأرض الزراعية.
وكان من الأرقاء أدنى الطبقات، وكانوا في عهد الملوك قليلي العدد كثيري الأكلاف ، ولذلك كان سادتهم يحسنون معاملاتهم ويعدونهم أعضاء ذوي نفع كبير في أسرهم. فلما كان القرن السادس قبل الميلاد ، وبدأت روما حياة الغزو والفتح ، بيع عدد من أسرى الحرب مطرد الزيادة إلى الأشراف ورجال الأعمال والى العامة أنفسهم، وانحطت منزلة الرقيق. وكانت القوانين تبيح معاملة العبد كما يعامل الإنسان متاعه، ذلك أنه من الوجهة النظرية، وطبقًا لعادات القدماء، قد فقد حقه في الحياة حين وقع في الأسر، وإن استعباده لم يكن إلا رحمة به وتخفيفًا لحكم الموت الذي استحقه بهزيمته.
وكان يعهد إليه في بعض الأحيان أن يدير أملاك سيده وأعماله التجارية وتصريف أمواله؛ وكثيرًا ما كان يصبح معلمًا أو كاتبًا أو ممثلاً أو صانعًا أو عاملاً أو فنانًا، ويؤدي إلى سيده بعض ما يصل من المال على ما يكفيه لشراء حريته، ومن ثم يصبح عضوًا في جماعة العامة. ولم تكن طبقات كثيرة من الأهلين راضية عن حالها قانعة بحظها، ذلك أن القناعة من الصفات النادرة بين بني الإنسان بقدر ما هي طبيعية بين الحيوان، ولم تستطع حكومة من الحكومات أن ترضي جميع رعاياها. وفي روما كان رجال الأعمال يألمون لحرمانهم من عضوية مجلس الشيوخ، والأثرياء من العامة يألمون لحرمانهم من أن تكون لهم حقوق رجال الأعمال؛ والفقراء يألمون لفقرهم وحرمانهم من الحقوق السياسية وتعرضهم للاسترقاق إذا عجزوا عن الوفاء بما عليهم من الديون. وكانت قوانين الجمهورية في عهدها الأول تبيح للدائن أن يسجن المدين الذي يتكرر عجزه عن الوفاء بدينه في سجن انفرادي، وأن يبيعه بيع الرقيق بل أن يقتله. وقد جاء في القانون أن في وسع الدائنين لشخص ما مجتمعين أن يقطعوا جسد المدين العاجز عن الوفاء ويقسموه فيما بينهم- وهو إجراء يلوح أنه لم ينفذ قط. وطلب العامة أن تلغي هذه القوانين، وأن يخفف عنهم عبء ما تراكم عليهم من الديون، وأن توزع الأرض التي تنال بالحرب وتمتلكها الدولة على الفقراء بدل أن توهب للأغنياء أو تباع لهم بأثمان اسمية؛ وأن يكون من حق العامة أن يختاروا حكامًا وكهنة، وأن يتزوجوا من الأشراف ورجال الأعمال، وأن يكون لهم مثل من طبقتهم في أعلى الوظائف الحكومية. وحاول مجلس الشيوخ أن يقف هذه الحركة بإثارة الحروب الخارجية ، ولكنه دهش إذ رأى أن الدعوة إلى حمل السلاح لم يستجب لها أحد.
وضع القوانين المدنية
في عام 494 ق.م "انشق" عليهم عدد كبير من العامة ونزحوا إلى الجبل المقدس على نهر أنيو Anio على مسيرة نحو ثلاثة أميال من المدينة، وأعلنوا أنهم لن يعملوا أو يحاربوا من أجل روما حتى تجاب مطالبهم. ولجأ مجلس الشيوخ إلى جميع الحيل السياسية أو الدينية لإغراء العامة بالرجوع إلى روما، ولكن هؤلاء أصروا على مطالبهم؛ فلما خشى أن تقع البلاد في القريب بين ناري الغزو الخارجي والشقاق الداخلي وافق على إلغاء الديون أو تخفيضها، وعلى تعيين تربيونين وثلاثة إيديلين Aediles يختارون من بين العامة للدفاع عن مصالحهم. ورجع العامة إلى روما ولكنهم أقسموا قبل رجوعهم بأحرج الإيمان أن يقتلوا كل رجل يعتدي على ممثليهم في الحكومة. وكانت هذه هي المعركة الأولى في حرب الطبقات التي لم تنته إلا بانتهاء عهد الجمهورية وبعد أن قضت عليها. وحدث في عام 486 أن اقترح القنصل أسبيوريوس كاسيوس Spurius Cassiue أن توزع على الفقراء الأراضي التي استولت عليها روما في الحرب، فاتهمه الأشراف بأنه يتحبب إلى الشعب ليكون ملكًا على البلاد، وقتلوه. والراجح أن هذا الاقتراح لم يكن أول الاقتراحات الزراعية الكثيرة التي لاقى أصحابها حتفهم على يد أعضاء مجلس الشيوخ، والتي انتهت بمأساة ابني جراكس Gracchi و قيصر. وفي عام 439 وزع سبوريوس ميليوس Spurius Maelius قمحًا على الفقراء بأثمان مخفضة أو بغير ثمن في أثناء قحط أصاب روما، فما كان من مجلس الشيوخ إلا أن بعث برسول اغتاله في منزله بتهمة أنه يعمل لينصب نفسه ملكًا. وفي عام 384 قتلماركس مانليوس Marcus Manlius، وكان قد صد الغزاة اليونان عن روما ودافع عنها دفاع الأبطال، بهذه الحجة نفسها، وذلك بعد أن أنفق ماله في أداء ديون المدينيين العاجزين عن الوفاء.
وكانت الخطوة التالية التي خطاها العامة في سبيل نيل حقوقهم أن طالبوا بأن تكون القوانين المدنية واضحة محددة مدونة. ذلك أن الكهنة والأشراف قد ظلوا حتى ذلك الوقت هم القائمين بتدوين القوانين المكتوبة وتفسيرها، وكانوا يحتفظون بسجلاتها سرًا لا يطلع عليه غيرهم من الأهلين، ويتخذون من هذا الاحتكار، وبما تتطلبه القوانين من مراسم، أسلحة يقاومون بها كل دعوة إلى الإصلاح الاجتماعي. وعارض مجلس الشيوخ في هذه المطالب الجديدة معارضة طويلة، ولكنه وافق في آخر الأمر (عام 454) على أن يرسل إلى بلاد اليونان لجنة مؤلفة من ثلاثة من الأشراف لدراسة شرائع صولون Solon وغيره من المشترعين، وكتابة تقرير عنها. فلما عاد الأعضاء اختارت الجمعية (في عام 451) عشرة رجال- دمسفراي Decemviri- لوضع قانون جديد، وخولتهم أعلى سلطة حكومية في روما مدى سنتين. وكان رئيس هذه اللجنة رجلاً رجعيًا قوي الشكيمة يدعى أبيوس كلوديوس Appius Claudius، وكانت نتيجة أعمالها أن حولت قوانين روما القديمة القائمة على العادة والعرف إلى الاثنتي عشرة لوحة الذائعة الصيت، وعرضت على الجمعية فوافقت عليها بعد أن عدلتها بعض التعديل، وعرضتها في السوق العامة لمن يريد أن يقرأها- وكان قادرًا على قراءتها. وكانت هذه الحادثة التي تبدو في ظاهر أمرها تافهة غير جديرة بالعناية من الحوادث الهامة البالغة الأثر في تاريخ روما بوجه خاص وفي تاريخ العالم كله بوجه عام؛ ذلك أنها كانت أول ما دون من ذلك الصرح القانوني العظيم الذي كان أهم ما قامت به روما من الأعمال وما قدمته إلى الحضارة من هبات. ولما انتهى العام الثاني من العامين اللذين تولت اللجنة فيهما السلطة العليا أبت أن تعيد الحكم إلى قنصلي الأشراف وتربيوني العامة، وظلت تمارس السلطة العليا- وكانت سلطة أقل قيودًا من سلطة القنصل والتربيون وأكثر منها تحررًا من التبعات.
وتروي قصة أخرى في صحتها- إرتيابنا في قصة لكريشيا- إن أبيوس كلوديوس شغف حبًا بفرجينيا الحسناء إحدى بنات العامة، وعمل على أن يعد من الجواري الرقيقات ليتمكن بذلك من الاستيلاء عليها لنفسه، وغضب لذلك أبوها لوسيوس فرجينيوس Lucius Virginius واحتج على هذا العمل، ولما أبى كلوديوس أن يصغي إلى احتجاجه قتل الرجل ابنته، وهرول إلى فرقته واستعانها على خلع الطاغية الجديد. "وانسحب" العامة الغاضبون مرة أخرى إلى الجبل المقدس، ونهجوا كما يقول ليفي "نهج آبائهم وحذوا حذوهم في اعتدالهم، فامتنعوا عن كل عنف(7)". وعلم الأشراف أن الجيش يناصر العامة، فاجتمعوا في دار مجلس الشيوخ، وخلعوا العشرة الحكام، ونفوا كلوديوس، وأعادوا نظام القنصلين وزادوا سلطان التربيونين، واعترفوا بتحريم الاعتداء عليهما، وأيدوا حق العامة في الالتجاء إلى مجلس المائة لاستئناف ما يصدره كبار الموظفين أيًا كانت منزلتهم من أحكام(8). وبعد أربعة أعوام من ذلك الوقت (445) عرض المحامي كيوس كنيوليوس Caius Canuleius اقتراحًا يطلب فيه أن يكون للعامة حق الزواج من الأشراف، وأن يختار منهم قناصل. ورأى مجلس الشيوخ أن البلاد مهددة مرة أخرى بأن يغزوها جيرانها ليثأروا لأنفسهم منها، فأجابوا أول المطلبين وتخلصوا من المطلب الثاني بأن رضوا أن يكون لستة من التربيونين الذين تختارهم جمعية المائة سلطة القناصل. ورد العامة على هذا الجميل بمثله فاختاروا الستة tribuni militum consulari potestate من بين طبقة الأشراف. وضمت الحرب الطوية التي قامت بين روما وفياي (405-396)، وهجمات الغالبين عليها، صفوف الأمة إلى حين، فهدأت ثائرة النزاع الداخلي، ولكن النصر والهزيمة على السواء تركا العامة فقراء معدمين، فقد أهملت أراضيهم أو انتزعت منهم وهم يدافعون عن بلادهم، وتراكمت عليهم فوائد الديون حتى لم يعد في وسعهم أن يوفوا بها. ولم يرحمهم الدائنون أو يصغوا لشكاياتهم، بل أصروا على طلب حقهم من رؤوس أموال وأرباح، وإلا كان الإسترقاق والسجن جزاء المدينين. وفي عام 376 اقترح التربيونان ليسنيوس Licinius وسكستيوس Sextius أن تخفض أصول الديون بقدر ما وفي به من فزائدها، وأن يؤدي الباقي بعدئذ في خلال ثلاث سنين، وألا يحق لإنسان فيما بعد أن يمتلك أكثر من خمسمائة يجيرا iugera (نحو ثلاثمائة فدان) من الأرض، وألا يتجاوز العبيد الذين يعملون فيها نسبة معينة من العمال الأحرار، وأن يختار أحد القنصلين من العامة على الدوام. وظل الأشراف يعارضون في هذه المطالب عشر سنين؛ وكانوا في أثناء ذلك على حد قول ديوكاسيوس Dio Cassius "يثيرون حربًا في إثر حرب حتى يشغلوا بذلك الشعب فلا يثير مطالبه الخاصة بامتلاك الأرض". ولما تهددهم العامة آخر الأمر بانسحاب جديد قبل مجلس الشيوخ "قوانين ليسنيوس" وخلد كميليوس Camilius زعيم المحافظين هذا الاتفاق بين الطبقات بإنشاء هيكل وفاق فخم في السوق العامة. وكانت هذه الخطوة من أكبر الخطى في نماء الديمقراطية الرومانية المقيدة، وأخذ العامة من ذلك الوقت يتقدمون تقدمًا سريعًا في سبيل المساواة بالطبقتين الممتازتين- طبقتي الأشراف ورجال الأعمال- في الشؤون السياسية والقانونية. ففي عام 356 عين أحد العامة دكتاتورًا مدة عام، وفي عام 351 كان منهم رقباء Censors، وفي عام 337 كان منهم البريتور Praetor، وفي عام 300 كان منهم كهنة. وكانت آخر هذه الخطوات أن وافق مجلس الشيوخ في عام 287 على أن تكون لأحكام الجمعية القبلية The Tribal Assembly أيضًا قوة القانون، وإن تعارضت هذه الأحكام مع قرارات مجلس الشيوخ. وإذ كان من السهل على العامة في هذه الجمعية أن يتفوقوا على الأشراف عند الاقتراع فإن هذا القانون المعروف بقانون هورتنسيا Lex Hortensia كان خاتمة انتصار الديمقراطية الرومانية. لكن مجلس الشيوخ لم يلبث أن استعاد سلطانه بعد هذه الهزائم فأُسكت المطالبون بتوزيع الأراضي بإرسال الرومان لاستعمار البلاد المفتوحة. وكان ما يلزم من المال للحصول على المناصب الحكومية والبقاء فيها- وكانت هذه المناصب لا يؤجر عليها أصحابها- في حد ذاته حائلاً بين الفقراء وبين توليها. يضاف إلى هذا أن الأثرياء من العامة، بعد أن أصبح لهم ما للأشراف من سلطان سياسي وفرص متكافئة، لم يلبثوا أن انضموا إلى الأشراف في معارضة التشريعات المتطرفة؛ واستكان الفقراء من العامة الذين أصبحوا لا موارد لهم فظلوا قرنين كاملين وليس لهم حظ كبير في تصريف شؤون روما. ووافق رجال الأعمال على سياسية الأشراف لأن اتفاقهم معهم يتيح لهم فرص التعاقد على القيام بالمنشآت العامة، ويفتح لهم أبواب استغلال الولايات، والمستعمرات الرومانية، وتكليفهم بجباية الضرائب للدولة. وظلت جمعية المئات، التي كانت طريقة الاقتراع فيها تمكن الأشراف من أن يكون لهم فيها السلطان الأكبر، هي التي تختار الحكام وكبار الموظفين، وتختار تبعًا لذلك أعضاء مجلس الشيوخ. واتخذ التربيونون، الذين كانوا يعتمدون على الأثرياء من العامة، سلطان وظيفتهم للحد من التطرف، وأصبح كل قنصل، ولو كان ممن يختارهم العامة، من أشد الناس محافظة على القديم، حين يصير عضوًا في مجلس الشيوخ مدى الحياة بعد أن تنتهي سنة توليه منصبه. وصار مجلس الشيوخ هو الذي يبدأ باقتراح القوانين، وقوى العرف والعادات المأثورة من سلطانه فجعلاه فوق منطوق القانون. ولما ازدادت أهمية شؤون الدولة الخارجية، وكان مجلس الشيوخ هو الذي يتولى تصريفها، كان حزمه مما زاد في مكانته وسلطته. ولما أن اشتبكت روما في عام 264 في حرب مع قرطاجنة دامت مائة عام للسيطرة على عالم البحر الأبيض المتوسط ، كان مجلس الشيوخ هو الذي تولى قيادة الأمة إلى النصر في كل مأزق من المآزق؛ ولذلك خضع الشعب البائس المعرض للأخطار لسلطان هذا المجلس وزعامته دون احتجاج أو اعتراض.
قراءات إضافية
- Forsythe, Gary. A critical history of early Rome : from prehistory to the first Punic War. Berkeley: University of California Press, 2005 (hardcover, ISBN 0520226518); 2006 (paperback, ISBN 0520249917).
- Raaflaub, Kurt A. Social Struggles in Archaic Rome: New Perspectives on the Conflict of the Orders. Malden, MA: Blackwell Publishing, 2005 (hardcover, ISBN 1405100605; paperback, ISBN 1405100613).
وصلات خارجية
المصادر
ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.