المجوس (رواية)
المؤلف | إبراهيم الكوني |
---|---|
البلد | طرابلس - ليبيا |
اللغة | عربية |
الناشر | الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان |
الإصدار | الجزء الأول: 1990 الجزء الثاني: 1991 . |
عدد الصفحات | 432 (1) - 430 (2) |
المجوس هي رواية لإبراهيم الكوني، صدرت في جزئين، الأولى في 1990 والثانية في 1991 من الفكر الأسطوري الملحمي عن الحياة في الصحراء، تطرح أسئلة عن معنى الوجود والمغامرة الإنسانية والمصير والسلطة والحضارة مستخدمة عالم الطوارق بمثابة مادة قصصية تخييلية. حصلت على جائزة اللجنة العليا للآداب المنشورة باللغة الألمانية تقدمها الحكومة الفدرالية السويسرية.[1]. كباقي رواياته حاول أن يشرح واقع نظام القذافي.[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أحداث الرواية
تدور أحداث الرواية حول محاولة إقامة المدينة الأرضية مدينة السعادة المعادلة للفردوس الضائع، لكن الخطيئة التى أخرجت الجد الأكبر للبشر مندام من الفردوس إلى عالم الشقاء الأرضي ما تزال تلاحق نسله.
ورواية المجوس لإبراهيم الكوني والتي تقع في (693) صفحة روايةٌ ملحمية تؤرخ للصحراء الكبرى بقبائلها وعاداتها ودياناتها وعشقها وشِعرها ورجالها ونسائها وغنائها وحكمتها ومعاركها وتحدياتها، صاغها إبراهيم الكوني في إطارٍ روائيٍّ عالي المستوى وسطَّر من خلال شخصياتها المحورية تاريخ شخصية الصحراوي وتاريخ الطوارق كشعبٍ أصيل وكأمة ولغة وتاريخ وعراقة من خلال لغةٍ شعرية وصوفية أدخل فيها الكثير من مفردات حياتهم القاسية .
يحتدم الصراع الوجودي الكبير بين الصحراويين وبيئتهم الجافة والقاسية والوحش الكبير الذي انتصب كبطلٍ رئيسيٍّ للرواية 'القِبلي' وهو الريح الرملية العاتية التي تُدمر كلَّ شيءٍ وأوله الماء والآبار التي عليها تقوم حياة الصحراء والصحراويين.
يبرزُ القِبلي كمحرك أساسي للأحداث والتحديات والبطولات التي يحاول أهل الصحراء انجازها لوقف هذا الوحش عن ابتلاعهم وابتلاع مياههم ووجودهم ويقومون باختراع ادوات لمواجهته ووقف محاصرته لهم بأساليب مبتكرة من خلال إخفاء آبارهم وحمايتها ووضع خرائط لها واعتبار أي إهانة لهذه الآبار كفراً بشريعتهم ويعاقب عليها الله والصحراء. وقد قامت معاركهم على الحفاظ على هذا الكنز ومنع الأعداء من السيطرة عليه واسقطوا ذلك في أساطيرهم والعقوبات التي وقعت لمن خالفوا الناموس وأهانوا أو تهاونوا في حماية المياه .
الشخصيات المحورية الأخرى في الرواية هي الشخصيات المحورية في مجتمع الطوارق الصحراويين :
الدرويش: وهو من سلالة المرابطين وله احترام كبير في المجتمع الصحراوي وشكَّل في الرواية الشخصية الرؤيوية الطيبة والتي كانت ترى ما لا يراه الآخرون وهو الذي يتنبأ بالأحداث وهو الذي ينبه الصحراويين إلى الدراويش الدجالين الباحثين عن الثروة واللصوص والزناديق والقتلة، وهو الذي تأتيه الأسرار وعلى لسانه كانت الرواية تقول لغتها الصوفية العميقة والموحية. شخصية الدرويش شخصية ملتبسة في الرواية فهو يقوم في مشهد من الرواية بإخصاء نفسه وبِمدية العرافة ليتخلص من الأفعى التي أخرجت أجداده من الجنة، من 'واو'، وهو من القلائل الذين نجوا من الشتات بعد دمار القبيلة على يد المجوس وأبناء آوى والجن، ونجا معه زعيم القبيلة الحكيم الذي كان منفياً بعد سيطرة شيخ الطريقة القادرية الدجال على السلطة، ونجت المرأة التي أحبَّها الدرويش 'تفاوت' والعراف المجوسي 'ايدكران'، ربما يشير الى العناصر التي ما زالت فاعلة في المجتمع الصحراوي، ولكن إخصاء الدرويش نفسه وهروبه من 'تفاوت' المرأة الوحيدة الباقية بعد الشتات، لإعادة نسل القبيلة من الانقراض وتكليفه للزعيم بهذه المهمة يضع أمامنا سؤالاً كبيراً حول علاقة العرب المسلمين المستقبلية مع الطوارق والشعوب الأخرى التي انضوت تحت السيطرة العربية الإسلامية في مراحل مختلفة من التاريخ.
العرافون والعرافات: وهي شخصيات فاعلة في مجتمع الطوارق وبعضها كان يقرأ آية الكرسي من القرآن الكريم وبعض التعاويذ المجوسية في المواقف الصعبة وفي الوقت نفسه مما يُدلل على تزامن الإسلام مع الديانات الأخرى وعدم فرضه السيطرة الدينية المطلقة على الصحراء وشعبها. كان هناك تعايشٌ شرس بين الدرويش والمسلمين والعرافين والعرافات مع فترات تصالح وقبول بالآخر من كلا الطرفين . الزعيم: وهو زعيم القبيلة الحكيم والمحافظ على ناموسها والذي يغرف من كتاب الصحراء المقدس 'آنهي 'وهو ناموس الأجداد والصحراء وحكمتهم المتوارثة والذي ضاع عبر التاريخ في إشارة أخرى الى البحث عن الهوية والشخصية الصحراوية التي ضاعت .
السلطان والنبلاء والذهب والتجار وصراع المدن على الثروة والذهب والأسواق ومراكز التجارة والمؤامرات والقتل واغتصاب السلطة والتعاون مع الأعداء من أجل الذهب وبيع القيم والناموس والتاريخ، ويمثل ذلك بعمق مقطع ليلة الإفراج عن 'أمناي' وهو صنم وإله للزنوج الذين اشترطوا عودة إلههم لمنح تنبكتو الجديدة الذهب والتبر والقوافل. كل هذه شكَّلت شخصيات ومحاور للأحداث في هذه الرواية . اللثام والودّان والنقوش وآنهي والقِبلي والذهب والبئر والمرأة و' واو' المفقودة والغناء الأسطوري والحكمة المعكوسة في رسائل الأجداد والمبثوثة في الحجارة وأفواه الآبار والأفعوان الذي يبرز في مشاهد مُرعبة كتحدّ ٍ وجودي للصحراويين، هو الوحش الأسطوري الذي بُنيت على تحديه وقتله معظم أساطير حوض المتوسط .
المرأة : كان لها وجود طاغ ٍ في الرواية (المرأة العاشقة، تينيري، تفاوت، والمرأة الأم، أم أوداد وأم الدرويش ومربيته، المرأة الخلاسية الشهوانية، نساء البكاي، وامرأة كبير التجار، والمرأة الشاعرة، تميما .. الخ).
هناك جانب شخصي برز في نظرة الرواية الى المرأة باعتبارها اصل كل الشرور وأنها هي الأفعى التي أخرجت جَدَّ الصحراويين من الفردوس وبصور تدل على موقف دوني من المرأة.
الرواية ذات لغة شعرية عالية وبعض مقاطعها ترتقي الى مستوى الملاحم الكبرى ففي بعض المقاطع ترى الصحراء بصهدها ورملها وعطشها وقسوتها وترى القِبليّ وحشاً يتحرك أمامك بكل تفاصيله .
كذلك عالجت الرواية حياة الطوارق وهويتهم ولغتهم وأساطيرهم المؤسِّسة وقيمهم في محاولة لإعادة الروح إلى شخصيتهم التي اختفت في الظل طوال قرون طويلة، وهنا يبرز سؤالٌ حَضاريٌّ كبير أرادت الرواية طرحه بوضوح وهو هيمنة الحضارة العربية الإسلامية على شعوب كثيرة ومسح شخصيتها وإلقاؤها في الظل والهامش. هل كانت هذه الهيمنة بريئة؟ هل خدمت هذه الهيمنة امتزاج الشعوب الإسلامية في بوتقة واحدة؟ أم أنها غطَّت الجمر بقليلٍ من رمادِ معاركها وبقليلٍ من تنظيرٍ فقهيٍّ جامد؟
لعلَّ هذا السؤال يُعيدنا إلى أسئلةٍ فقهيةٍ جذرية كبيرة في التاريخ الإسلامي لم تتم الإجابة عليها واعتُبرت من التابوهات المحرمة وبقيت آثارها إلى اليوم '[[الأمازيغ، [[الأكراد، الأقليات العرقية في العراق ومصر وسورية والجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا..الخ' وهو ما فتحَ البابَ واسعاً أمامَ المستشرقين والمستعمرين الغربيين لفتح هذا الملف، هذا الجرح، لتفتيت الأمة العربية وتفتيت هذه الأمم الشقيقة والتي انضوت في لحظةٍ تاريخية تحت لواء العرب الفاتحين .
برزت كذلك في الرواية روح محبة للعرب والثقافة الإسلامية ولما قدموه من إضافات حضارية وفكرية للمجتمع الصحراوي بدا ذلك من خلال التبجيل الذي كان يحظى به الدراويش وشيوخ الطريقة القادرية، والهجوم على المجوسية والوثنية الزنجية القادمة للصحراء من أدغال الجنوب.
في هذه الرواية يُعالج إبراهيم الكوني قضايا فلسفية عميقة للحياة والتاريخ والسلطة والحكم والإنسان والأسطورة وأسرارها، واللغة وتاريخها السريّ الذي يختزن التاريخ العميق والسريّ للجماعات والشعوب، كل ذلك من خلال بناء ملحمي مثير ومشوّق وأصيل .
ومن القضايا الفلسفية التي عالجتها الرواية بطريقة مُدهشة من خلال المصارعة والحرب التي دارت بين الزعيم المنفي من شيخ الطريقة القادرية وبين 'بوبو' أحد أتباع الطريق القادرية، وهو الصراع بين رؤيتين للسلطة والحكم أولاهما والتي مثَّلها الزعيم والتي ترى كلَّ الناس سواسية أمام الله والطبيعة والتاريخ والسلطة ومن حقِّهم أن يكونوا أحراراً في حياتهم وقراراتهم ومستقبلهم وعليهم تَحمُّل نتيجة هذه الحرية والرؤية الثانية التي مثَّلها 'بوبو' ممثل الشرع والطريقة القادرية والذي يرى الناس قطيعاً وغير مؤهلين لتلقي الحقيقة وتحمُّل مسؤولية قراراتهم كيلا يتوهوا فهم بائسون وبحاجة الى راع ٍ يقود خُطاهم بشكل مباشر ويومي .
ينتهي الصراع بانتصار الزعيم وانتحار 'بوبو' وهذا موقف فلسفي يقف فيه إبراهيم الكوني مع الإنسان بما هو إنسان ضد النخبوية والكهنوتية والتسلط الذي وسمَ التاريخ العربي الإسلامي وفقاً للتبرير الفقهي الذي هزمته الرواية .
كذلك من المقاطع العميقة في الرواية 'الرهان 'ورحلة صعود 'أوداد' الذي يُمثِّل الروح الصحراوية بجموحها وأصالتها الى قمة جبل 'ايدينان' للفوز بالأميرة تينيري والتحديات الكبرى التي واجهها في رحلته فكأنَّ إبراهيم الكوني يستعيد الرحلات الكبرى في التاريخ الإنساني لتجاوز الجدار وتجاوز البيئة وشروطها وقهرها وقسوتها، كانت المقاطع التي تصف رحلته ومشاقـّها في قمة الحرارة والصدق والعمق، والقارىء لهذه المقاطع يعيش مع 'أوداد' تلك اللحظات العنيفة في رحلته ويلتقط أنفاسه معه لحظةً بلحظة.
برزت في الرواية روح صوفية مولعة بالأسرار ولغة صوفية مُنبثَّة في أنحاءِ الرواية (المحو، الحلول، الوجد، العروج نحو 'واو' الاستشهاد بمقولات الصوفيين الكبار كالنفَّري وفريد الدين العطار وابن عربي ..الخ) .
يصعب في هذه العُجالة الحديث بتفاصيل عمل روائي شائك وثري وعميق ويقع في (693) صفحة، ويمكن القول باختصار شديد أنَّ هذا العمل عملٌ روائي فَذ ويستحق أن يُقرأ ويُسلط عليه الضوء وعلى مواضيعه ورؤاه وطروحاته وفنياته وتقنياته وبشكلٍ واسع .
ملاحظة أخيرة لا بُدَّ منها وهي المتعلقة بعنوان الرواية 'المجوس': هل كانت المجوسية موجودة قبل الإسلام بهذه الكثافة والقوة في الصحراء الكبرى وقبائل وسط افريقيا؟؟ سؤال للمؤرخين والمهتمين بالتاريخ .[4]
أقتباسات
*****
--كل من عبد الذهب اقام في قلبه معبدا لشعائر المجوس...
--الاشياء تبقي سماوية مالم تمد اليها يد الاثم...
--أن الهزيمة الاقسي هي تلك التي تتخفي في ثياب ورطة لا تملك حياة لتفاديها، وهي حيلة داهية تدبرها الاقدار لكسر سيف المحارب الشجاع
-- الناس مجرد قطيع من الاغنام البائسة تمشي خلف الراعي الذي يستدرجها بحزمة عشب، ولا تكلف نفسها عادة عناء التساؤلات عن نوايا هذا الراعي، ولا تعرف انة يقودها يقينا، الي المرعي الكلأ ما دام يتحايل عليها بربطة عشب، الراعي الذي يغوي القطيع بهذة الحيلة يقودها عادة الي المذبح، ولكن هيهات ان تفهم الاغنام المسكينة قبل أن ترى السكين..
--الصحراء مثل الاغاني السماوية، إذا لم ترتو من لحنها قتلك العشق والجنون
--مغامر إدعي أنة من اتباع القادرية ، وعدنا بتحرير النفس من سلطان الشيطان فمكناة من انفسنا وسمحنا له بأن يرينا أصول الدين ففسدة وافسد وانحرف واستعبد كما يحدث في الحياة
-- فوق القمم العارية يقترب من الآلهة . يتحرر من البدن ويصبح بمقدورة أن يمد يده ويقطف أو يجني النجوم ..
من هذا الموقع يروق له أن يراقب الناس في حضيضهم ..يتسابقون بنشاط النمل فيظن أنهم قد حققوا معجزة ، ينزل أرضهم فيجد أنهم دراويش اشقياء يجدون في البحث لكنهم لايجنون سوي الباطل
--
المجوس ج٢ ...
داخل الرواية قصة جميلة
عن قاضي أراد أن يحكم علي رجل درويش لمجرد انة سرق تميمة من امرأة(تعمل عرافة) وجدها مقتلوة ... رغم اعتراف الدرويش انة سرق التميمة ولم يقتل ..لم يقتنع القاضي فحكم علية بالاعدام ،،ثم مر رجل علية وقال الدرويش لم يقتل امهلني ٤٥ يوما وأتي لك بالدليل ..لم يقبل القاضي... كان الرجل اعمي وأخذ مادة وضعها علي عينة وقالت له العرافة لا تفتح عينيك بعد٤٥ يوميا لان لو فتحتها قبل المدة ستري فترة وتعمي مرة ثانية ...لما رأي القاضي متعند فتح عينية وقال رأيت رجل آخر هو من قتل ووصف لة مايلبس وشكلة حتي يعرف أن رجع له نظرة ، ولكن سيفقدة مرة أخري لانة كشف عينية...عندما رجع القاضي للسلطان عنتة وقال لماذا لم تصبر علي الرجل ٤٥ يوميا ؟؟ وهل عرفت القاتل ؟؟ قال القاضي نعم هو فلان ؟؟ قال السلطان ستعدمة ؟؟ قال القاضي نعم ؟ قال السلطان اتعرف لماذا فلان سرق ؟؟ قال القاضي لا أعرف ولكن أعرف أن قتل وسوف يعدم !! قال له السلطان انة قتل المرأة العرافة ليسرق الذهب ليفتدي بة ابنة وزوجتة من قبيلة رهينة لديهم ....
الخلاصة هناك أسباب دائما للظلم يجب أن تراها قبل صدور الحكم وان تتمهل وتنتظر ... الاسباب هي ليست مبرر لاي جريمة ولكن قد نتجنبها قبل أن تقع الواقعة...
وكذب المنجمون ولو صدقوا
النقد
هي رواية عربية صحراوية تتمثل في التوظيف المبدع لجنس أدبي غربي قائم على الاجتماع والمدينة أساسا، وتكريسه للكتابة عن الصحراء القائمة على الانفصال والوحدة. صنفت في المركز الحادي عشر في قائمة أفضل مئة رواية عربية.
وصلات خارجية
- المجوس : الجزء الأول (المجوس #1) آراء قراء موقع غودريدس.
- ( المجوس ) لإبراهيم الكوني - بقلم: محمد غيث الحاج حسين الأوان.
المصادر
- ^ رواية المجوس تفوز بالجائزة الكبرى في سويسرا !! باب، تاريخ الولوج 5 مارس 2012
- ^ إبراهيم الكوني: "حاولتُ أن أكون ضمير ليبيا طوال هذه السنوات" سويس إنفو، 5 مارس 2012
- ^ المجوس ج 2 ص 182
- ^ رواية 'المجوس' لإبراهيم الكوني: ملحمة الطوارق الكبرى