العلاقات الإريترية الإسرائيلية

العلاقات الإريترية الإسرائيلية
Map indicating locations of Eritrea and Israel

إرتريا

إسرائيل

العلاقات الإريترية الإسرائيلية Eritrea–Israel relations هي العلاقات الثنائية بين إريتريا وإسرائيل. وأقام البلدان العلاقات الدبلوماسية في عام 1993 بعد استقلال إريتريا. ولإريتريا سفارة في رمات گان في تل أبيب ولإسرائيل سفارة في أسمرة، لكن جرى إغلاقها في 2022. وكان بين البلدين علاقات وثيقة، ولكن بعد عام 2020 ساءت العلاقات. وتشترك كل من إريتريا وإسرائيل بامتلاكها سواحل على البحر الأحمر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حرب الاستقلال الإريترية

في نهاية حرب الاستقلال الإريترية، قدمت إسرائيل الدعم لـإثيوبيا. وذلك لأنها رأت أن الصراع الإريتري الأثيوبي، هو امتداد لـالصراع العربي الإسرائيلي. إذ أيدت غالبية الدول العربية انفصال إريتريا عن إثيوبيا، ورأت الدول العربية أن عدد سكانها المسلمين الكبير (45٪) في إريتريا سيكون ضمانة للتأكد من أن البحر الأحمر سيظل "عربياً". لذا السبب تحالفت إسرائيل مع الحكومة الإثيوبية للاستفادة من الساحل الإريتري الطويل الذي يمتد على مسافة 1080 كيلومتراً. وبدأ التعاون في أوائل الستينيات عندما قامت إسرائيل بمساعدة الحكومة الإثيوبية في حملاتها ضد جبهة التحرير الإريترية (ELF). بعد أن صورت التمرد الإريتري على أنه تهديد عربي للمنطقة الأفريقية، وهي الحجة التي دفعت الإسرائيليين للوقوف إلى جانب الحكومة الإثيوبية في الصراع. كما قامت إسرائيل بتدريب قوات مكافحة التمرد من أجل مواجهة الكفاح المسلح لجبهة التحرير الإريترية.

كانت إسرائيل تخشى أن يؤدي قيام إريتريا المستقلة الموالية للعرب إلى تقييد مرور إسرائيل عبر البحر الأحمر. ومع تطور الحرب، ازدادت المساعدات الإسرائيلية للحكومة الإثيوبية. وبحلول عام 1966، كان هناك حوالي 100 مستشار عسكري إسرائيلي في إثيوبيا. وفي 1967، سيطرت القوات التي دربها المستشارون الإسرائيليون على جزء كبير من إريتريا. في أواخر السبعينيات، أصبحت الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا هي الجماعة التي تقود التمرد في إريتريا، وذلك بعد هزيمة جبهة التحرير الإريترية. وفي مايو 1991، أُطيح بالحكومة الإثيوبية من قبل جبهة تحرير شعب تغراي، المتحالفة مع الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا، وشُكلت حكومة إثيوبية توافقية. وبعد استفتاء دعمته الأمم المتحدة أعلن استقلال إريتريا، الأمر الذي جعل إثيوبيا دولة غير ساحلية.


ما بعد الاستقلال

بدأت علاقة استراتيجية بين الحكومة الإريترية الجديدة وإسرائيل، عندما سافر الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إلى إسرائيل لتلقي العلاج في 1993.[1] واقترح الممثل الأمريكي في العاصمة الإريترية أسمرة الفكرة بعد مرض الزعيم الإريتري، ونقل أفورقي إلى إسرائيل بطائرة أمريكية. وأدى ذلك إلى جانب الجهود الأمريكية إلى افتتاح سفارة إسرائيلية في أسمرة في 15 مارس 1993، وجرى الإعلان الرسمي عنها في 27 أبريل 1993. وتوجد علاقات عسكرية واستخباراتية بين البلدين، إذ قامت إسرائيل بمساعدة إريتريا خلال نزاع جزر حنيش ضد اليمن[2]التي لا تعترف بإسرائيل. علماً أن الحكومة الإريترية لا تعترف بفلسطين.[3][4]

ولإريتريا سفارة في تل أبيب، ولكن لا يوجد سفير دائم حالياً، إذ يتولى ممثل مؤقت هذا المنصب مع عدد قليل من الموظفين إلى جانبه.[5] كما أُغلقت السفارة الإسرائيلية في أسمرة في يوليو 2022.[6]

في سبتمبر 2023، اندلعت أعمال شغب في تل أبيب بين طالبي اللجوء الإريتريين والشرطة الإسرائيلية، وعلى إثرها دعا بنيامين نتنياهو إلى ترحيل طالبي اللجوء.[7]

العلاقات العسكرية

أسياس أفورقي (يسار) مع شمعون بيريز (يمين)
موقع ارخبيل دهلك في البحر الأحمر وموقع جبل إمبا سويرا في إريتريا
موقع أرخبيل دهلك في البحر الأحمر وموقع جبل إمبا سويرا في إريتريا.


على جزيرتين في أرخبيل دهلك، فاطمة ودهلك الكبرى، تقع أكبر قاعدة بحرية إسرائيلية في الخارج. تضم هذه القاعدة راداراً لمراقبة السعودية واليمن والسودان، وكذلك البحر الأحمر، وحركة ناقلات النفط.[8] تأسست القاعدة البحرية الإسرائيلية في أرخبيل دهلك نتيجة لاتفاقية تم توقيعها عام 1995. أعطت إريتريا حق السيطرة على الجزر لإسرائيل لمساعدتها في احتلال جزر حنيش اليمنية. وقد استخدمت اريتريا زوارق حربية إسرائيلية ودعماً لوجستياً كبير من تلك القاعدة البحرية أثناء احتلالها جزيرة حنيش اليمنية عام 1996.

كما تستخدم القاعدة كمحطة لتشغيل الغواصات الإسرائيلية المزودة بالصواريخ النووية، التي تقوم بمراقبة حركة الملاحة عند مضيق باب المندب جنوب البحر الأحمر. كانت روسيا تتخذ من الجزيرة قبل ذلك كقاعدة للسيطرة على البحر الأحمر قبل خروجها منها في بداية التسعينات من القرن العشرين.

في 5 أغسطس 2024 ذكرت وسائل إعلام محلية أن انفجارات عدة وقعت في قاعدة استخباراتية تابعة للجيش الإسرائيلي في أرخبيل دهلك قبالة سواحل إريتريا. ولم يتم تحديد أسباب هذه الانفجارات، ولكن من المرجخ أن تكون القاعدة الاستخباراتية الإسرائيلية تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة وصواريخ من قبل حركة أنصار الله. ويُعد هذا الهجوم الثاني الذي يضرب القواعد العسكرية الإسرائيلية في أرخبيل دهلك منذ أكتوبر 2023، ففي 27 أكتوبر 2023 تعرضت القوات إسرائيلية متمركزة في أرخبيل دهلك لهجوم، وأسفر عن مقتل ضابط إسرائيلي. وقال الأنباء حينها أن الهجوم جرى بقصف صاروخي لحركة أنصار الله، فيما لم يتم التاكد من الأمر.[9]

ومنذ عام 2016، أنشأت إسرائيل قاعدة بيانات ضخمة عن جبل إمبا سويرا، الواقع على بعد 135 كيلومتراً جنوب العاصمة الإريترية أسمرة. ويصل ارتفاع جبل إمبا سويرا لـ 3018 متراً، وهو أعلى جبل في إريتريا. وتهدف هذه القاعدة إلى مراقبة حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، والسيطرة الكاملة على مضيق باب المندب، وكذلك السيطرة الاستخباراتية على السواحل اليمنية.

ولعبت هذه القاعدة دوراً خلال التوتر الأخير بين إسرائيل واليمن وأصبح أكثر دورها أكثر بروزاً من ذي قبل، ويعتقد أن العمليات الأخيرة التي قامت بها القوات الإسرائيلية ضد اليمن تمت بقيادة وسيطرة من هذه القاعدة.[10]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "EAST AFRICA - Eritrea.(relations with Israel and Ethiopia)(Brief Article) - APS Diplomat Strategic Balance in the Middle East | HighBeam Research". October 25, 2012. Archived from the original on 2012-10-25.
  2. ^ Lauterpacht, E.; Greenwood, C. J. (1999). International Law Reports (in الإنجليزية). Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-64244-6.
  3. ^ "A Week in the Horn October 15, 2010". www.mfa.gov.et. Archived from the original on 28 September 2011. Retrieved 12 January 2022.
  4. ^ TesfaNews (22 September 2011). "Palestinian UN Bid for Independence and Eritrea" (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 4 September 2023.
  5. ^ Tibon, Amir (3 September 2023). "Tel Aviv Riots Put Spotlight on Israel's Covert Ties With Eritrea's Dictator". Haaretz (in الإنجليزية). Retrieved 4 September 2023.
  6. ^ "PM Lapid approves closure of the Israeli embassy in Eritrea". The Jerusalem Post (in الإنجليزية الأمريكية). 9 July 2022. Retrieved 4 September 2023.
  7. ^ Roth-Rowland, Natasha (5 September 2023). "How Eritrean regime agents persecute asylum seekers in Israel". +972 Magazine (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 7 September 2023.
  8. ^ "Lebanese TV channel: Unidentified persons attacked an Israeli military base in Eritrea". جريدة اليوم السابع. 2024-08-05. Retrieved 2024-08-05.
  9. ^ "Attack On Israeli Intelligence Base In Eritrea; An Israeli Officer Was Killed". iswnews.
  10. ^ "Explosions Rock Israeli Intelligence Base Off Eritrea". iswnews.