نزاع جزر حنيش

نزاع جزر حنيش
جزء من النزاعات في القرن الأفريقي
Hanish.jpg
خريطة لجزر حنيش.
التاريخ15–17 ديسمبر 1995
الموقع
النتيجة الانتصار العسكري الإرتري [1]
التغيرات
الإقليمية
قررت محكمة التحكيم الدائمة أن معظم الأرخبيل ينتمي إلى اليمن، في حين أن بعض الجزر الصغيرة الأقرب إلى إريتريا تنتمي إلى إريتريا..[2][3]
المتحاربون
 إرتريا  اليمن
القادة والزعماء
إرتريا إسياس أفورقي
إرتريا سبحت إفرم
اليمن علي عبد الله صالح
القوى
500 حوالي 200
الضحايا والخسائر
12 قتيل [4] 15 قتيل [4]
196 أسير[5]
17 مدني يمني معتقل [5]

نزاع جزر حنيش[أ]، هو نزاع بين اليمن وإرتريا على جزيرة حنيش الكبرى في البحر الأحمر، إحدى أكبر الجزر في أرخبيل حنيش-زقر المتنازع عليه في ذلك الوقت. دارت المعارك على مدى ثلاثة أيام من 15 حتى 17 ديسمبر 1995. وفي عام 1998، قررت محكمة التحكيم الدائمة أن هذه المنطقة تابعة لليمن.[3]

خلفية

يقع أرخبيل جزر حنيش جنوب البحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب. حيث يبلغ عرض البحر الأحمر حوالي 60 ميلاً (100 كم) في منطقة الأرخبيل. ومنذ الاحتلال البريطاني لـعدن، اعتبارت الجزر جزءاً من اليمن.

وبعد حصولها على الاستقلال وعضوية الأمم المتحدة، بدأت الحكومة الإريترية الجديدة مفاوضات مع اليمن بشأن وضع الأرخبيل. وجرت جولتان من المحادثات قبل الغزو:

أصدر الوسيط الفرنسي غوتمان نص اتفاق المبادئ، الذي وقعته إريتريا واليمن في 21 مايو. واتفق الجانبان على اللجوء إلى التحكيم والامتناع عن استخدام القوة والالتزام بحكم هيئة التحكيم. وكادت جهود الوساطة الفرنسية أن تنهار عندما احتلت القوات الإريترية جزيرة حنيش الصغرى في 10 أغسطس. ومع تهديد اليمن باتخاذ إجراء عسكري، أمر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القوات الإريترية بالإنسحاب من الجزيرة. وسحبت أسمرة قواتها في 27 أغسطس. ومع استمرار النزاع، قامت إريتريا، في نهاية أغسطس، بالبدء في نشر صواريخ سام-2 روسية الصنع على طول ساحلها، والتي حصلت عليها من إثيوبيا.

— هنري لوفيفر.[6]

وفي 22 نوفمبر 1995، التقى وزير الخارجية اليمني عبد الكريم الإرياني في صنعاء بثلاثة مسؤولين إريتريين لمناقشة المشكلة. ثم حضر الإرياني على رأس وفد يمني، اجتماعاً في إريتريا يوم 7 ديسمبر. حيث اتفق الجانبان على حل نزاعهما بشأن الحدود البحرية من خلال المفاوضات، التي كان من المقرر إجراؤها في فبراير 1996. وإذا فشلت تلك المفاوضات، اتفق الجانبان على إحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.

— Lefebvre.[7]

وحتى عام 1995، لم يكن يسكن حنيش الكبرى، وهي إحدى الجزر الثلاث الرئيسية في الأرخبيل، سوى عدد قليل من الصيادين اليمنيين. وفي عام 1995 بدأت شركة ألمانية، برعاية يمنية، ببناء فندق ومركز للغوص في الجزيرة. ثم أرسل اليمنيون قوة قوامها 200 رجل لحراسة موقع البناء. واعتقد المسؤولون الإريتريون أن أعمال البناء في حنيش الكبرى كانت محاولة لفرض الأمر الواقع قبل بدء المفاوضات المقررة في فبراير. "وبدافع من القلق بشأن مشروع البناء اليمني في حنيش الكبير، أصدر وزير خارجية إريتريا بيتروس سولومون، في 11 نوفمبر 1995، إنذاراً نهائياً يمهل صنعاء شهراً واحداً لسحب القوات العسكرية اليمنية والأفراد المدنيين من حنيش الكبيرى".[8]

النزاع المسلح

عندما انقضى الموعد النهائي للإنذار الإريتري ولم تنسحب القوات العسكرية اليمنية والمدنيون، شنت إريتريا حملة للاستيلاء على الجزيرة بالقوة. واستخدم الإريتريون جميع السفن الصالحة للإبحار المتوفرة لديهم لإنزال قوات برية على الجزر. إذ نزلت بعض القوات الإريترية في سفن صيد، كما استعانوا بعبارة مصرية مستولى عليها. واستخدم الإريتريون الطائرات لنقل القوات إلى الجزيرة. وهاجمت القوات الإريترية الوحدة اليمنية واجتاحت الجزيرة بأكملها خلال ثلاثة أيام من القتال. فيما شنت الطائرات المقاتلة اليمنية غارات جوية خلال القتال من قاعدة الحديدة الجوية.[9] وأثناء القتال، تعرضت سفينة تجارية روسية لأضرار جراء إضربها من قبل قوات إريتيرية بعد أن ظنوا أنها سفينة بحرية يمنية.[9]

التدخل أجنبي والدوافع وراء الهجوم

قال اليمنيون أن الهجوم الإريتري على جزر حنيش كان مدعوماً من إسرائيل.[10]وبحسب مصادر يمنية، ربما كانت العملية الإريترية قد تمت بقيادة ضباط إسرائيليين.[11] وبحسب مصادر مقربة من مكتب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن عدة إسرائيليين أداروا العملية، بما في ذلك مقدم يُدعى مايكل دوما. واستند بذلك لعدة رسائل مشفرة باللغة العبرية قال أن المخابرات اليمنية اعترضتها.[9] ورغم ذلك، لم يقدم اليمن أي شكوى رسمية لإسرائيل.[12]


في عام 1996، رأى بريان ويتاكر أنه بصرف النظر عن "سبب الحرب" العلني فيمكن تصنيف وجود ثلاثة أسباب أخرى للهجوم الذي شنه الإريتريون على الجزيرة. وبحسب مصادر المعارضة اليمنية أنه خلال عام 1994، تلقى اليمن مساعدة عسكرية سرية من إسرائيل وصلته عبر الإريتريين، وعندما فشل اليمن في تسليم المدفوعات الموعودة استولى الإريتريون على حنيش. السبب الثاني يتمثل بادعاء الجيش اليمني بأنه اعترض رسائل لاسلكية باللغة العبرية وأن الإسرائيليين ساعدوا في توجيه العملية الإريترية، دفع الجامعة العربية إلى الإشارة إلى أن الدافع الحقيقي للهجوم هو أن إسرائيل كانت تنوي إقامة قاعدة في الجزيرة. أما السبب الثالث المطروح هو احتمال وجود نفط في البحر الأحمر وأن الحقوق الإقليمية في قاع البحر كانت السبب الكامن وراء الحرب.[9][12]

التحكيم

وبعد تعذر الوصول إلى حل للمشكلة في المحادثات الثنائية، رفعت قضية الأرخبيل لالمحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي في هولندا.[13] وقررت المحكمة الدائمة للتحكيم أن معظم الأرخبيل يتبع لليمن، بينما تحتفظ إريتريا بالحق في صيد الأسماك في المياه المحيطة بجميع الجزر والسيادة على بعض الجزر الصغيرة القريبة من إريتريا.[2][12]

نص حكم محكمة التحكيم

بعد انتهاء هيئة التحكيم من جميع إجراءات الترافع، وبعد فحص الاعتبارات القانونية والوقائع التاريخية ذات الصلة بموضوع النزاع كافة، وبعد الاستعانة ببعض الآراء الفقهية، والاستشهاد ببعض الأحكام التي وردت في بعض القضايا المماثلة، صدر حكم المحكمة بإجماع المحكَّمين الخمسة، أقرَّ طبقاً لتوازن مدروس بين العدالة المطلوبة بين أطراف النزاع، وبين مطالب العدالة الدولية، والوصول إلى حل سلمي ومرضي لكل الطرفين من أجل المحافظة على سلم وأمن الدولتين في المنطقة.

نص الحكم الصادر في 9 نوفمبر 1998 على تقسيم الجزر المتنازع عليها بين الطرفين على النحو التالي:

  • الجزر والجزيرات والصخور ونتوءات انحسار المد التي تشكل جزر المحبكة المتضمنة على غير وجه الحصر وجزيرة (سابل) وجزيرة (حربي) وجزيرة (المسطحة) وجزيرة (العليا) جميعها تخضع للسيادة الإقليمية الأريتيرية.
  • الجزر والجزيرات والصخور ونتوءات انحسار المد التي تشكل جزر (هيكوك) بما فيها عن غير الحصر جزيرة هيكوك (الشمالية الشرقية) جزيرة هيكوك (الوسطى) جزيرة هيكوم (الجنوبية الغربية) وجزيرة (العليا) جميعها خاضعة للسيادة الإقليمية الأريتيرية.
  • الصخور الجنوبية الغربية جميعها خاضعة للسيادة الإقليمية الأريتيرية.
  • الجزر والجزيرات والصخور ونتوءات وانحسار المد الذي تشكل مجموعها جزر زقر وحنيش والمتضمنة من غير وجه الحصر صخرة ثلاثة اقدام وصخرة باركن والجزيرات الصخرية وصخرة بن سيول حنيش والجزيرة الوسطى وجزيرة القمشين والجزيرة المدورة الشمالية، وجزيرة الزاوية الشمالية الخارجية (شمالا 13 د/43ت شرقاً 42د / 48ت)، صخرة كور وجزيرة حنيش الكبرى وجزيرة القمة المشجرة وجزيرتا الدرايل وجزيرة هيكوك( شمالاً 13د/47ت وشرقا 42د /47ت) والتي لا يجب الخلط بينها وبين جزيرة الهيكوك الواقعة جنوبي غربي جزيرة حنيش الكبرى وجزيرة المنخفضة (شمالاً 13د/52ت وشرقاً 42د/49ت) بما في ذلك الجزر والجزيرات والصخور التي لم يرد تسميتها الواقعة قرابتها الى الشمال والشرق وجنوبا جزيرة حنيش الصغرى بما في ذلك الجزيرات والصخور الواقعة قرابتها الى الشمال الشرقي و جزيرة اللسان والجزر التي لم يرد تسميتها الواقعة قرابتها الى الجنوب الشرقي، وجزيرة اللخم، وجزيرة جبل زقر، وجزيرة العليا، وجزيرة أبو علي، بما في ذلك كل من جزيرة كوبن (شمالا 14د /05 وشرق 42د/49ت) وجزيرة بابل الكومة جميعها تابعة للسيادة الإقليمية اليمنية.
  • السيادة التي قضى بها لليمن يتبعها ديمومة نظام الصيد التقليدي في المنطقة، بما في ذلك الحرية التي يتمتع بها الصيادون بكل من أريتريا واليمن.
  • وبذلك تكون المحكمة قد فصلت نهائياً في مسألة تحديد السيادة الإقليمية على الجزر المتنازع عليها الحكم لكل طرف بعدد معين من هذه الجزر.[14]


وكان في 1 نوفمبر 1998 "رفع وزير الدفاع اليمني محمد ضيف الله محمد علم بلاده فوق جزيرة حنيش الكبرى بينما اتخذت قوات الجيش والبحرية اليمنية مواقعها عليها. وفي الوقت نفسه غادرت القوات الإريترية على متن مروحية وسفينة بحرية" .[15]

الهوامش

  1. ^ Other names for the conflict:
  1. ^ Stansfield 2001, p. 34.
  2. ^ أ ب Permanent Court of Arbitration Eritrea/Yemen: Chart 4 Archived 2015-09-05 at the Wayback Machine
  3. ^ أ ب "Ḥanīsh Islands | islands, Red Sea | Britannica". www.britannica.com (in الإنجليزية). Retrieved 2022-08-27.
  4. ^ أ ب Pike 2012.
  5. ^ أ ب ICRC staff 1995.
  6. ^ Lefebvre 1998, p. 381 quoted by Younis 2004
  7. ^ Lefebvre 1998, p. 373 Quoted by Quoted by Younis 2004
  8. ^ Lefebvre 1998, pp. 372–373 quoted by Younis 2004
  9. ^ أ ب ت ث Whitaker 1996.
  10. ^ Stansfield 2001, pp. 41–43.
  11. ^ Stansfield 2001, p. 42.
  12. ^ أ ب ت Carol 2012, p. 363.
  13. ^ BBC WS staff 1998.
  14. ^ عارف محمد صالح السنيدي. "التحكيم الدولي في تسوية النزاع الحدودي بين الجمهورية اليمنية ودولة اريتريا على جزر أرخبيل حنيش". مجلة العلوم الإنسانية والطبيعية بجامعة عدن.
  15. ^ UN press release 1998.

المصادر

قراءات إضافية

وصلات خارجية