حرب أوجادين

الحرب الإثيوپية الصومالية
Ethiopian-Somali War
جزء من الحرب الباردة
Ogaden-eth.jpg
منطقة اوگادين في إثيوپيا
التاريخ13 يوليو 1977[1] – 15 مارس 1978
الموقع
النتيجة
المتحاربون
إثيوپيا
 كوبا
 اليمن الجنوبي
 الاتحاد السوڤيتي

الصومال الصومال
جبهة تحرير الصومال الغربي بدعم من
الولايات المتحدة الولايات المتحدة
جيبوتي جيبوتي
المملكة المتحدة المملكة المتحدة

إيطاليا إيطاليا
القادة والزعماء
منگستو هايله مريم[4]
أبـِرا هايله مريم[5]
الاتحاد السوڤيتي ڤاسيلي پتروڤ[6]
كوبا أرنالدو اوچوا[7]
الصومال سياد بري
الصومال قائد-لواء علي ماتان هاشي
الصومال اللواء محمد علي سمتر
القوى
بداية الحرب:
47,000 جندي
على الجانب الصومالي:
4 كتائب مشاة (1 ميكانيكية)
2 كتيبة دبابات
2 كتيبة مدفعية
3 كتائب محمولة جواً[8]
Later:
75,000 fulltime soldiers in 1980[9]
1,500 Soviet advisors
18,000 Cubans[7]
2,000 من اليمن الجنوبي
بداية الحرب:
35,000 جندي
23 كتيبة ميكانيكية
9 كتائب دبابات
9 كتائب مدفعية
4 كتائب محمولة جواً[8]
نهاية الحرب:
SNA 63,200[10]
WSLF 15,000
الضحايا والخسائر
إثيوپيا:
6,133 قتيل[11]
10,563 جريح[11]
3,867 أسير أو مفقود (منهم 1,362 تائه في الصحراء)[11][12]
كوبا:
400 قتيل[12]
اليمن الجنوبي:
100 قتيل[12]
الاتحاد السوڤيتي:
33 قتيل ومفقود[13]
الخسائر في العتاد:
23 طائرة[11]
139 دبابة[11]
108 APCs[11]
1,399 مركبة[11]
6,453 قتيل[11]
2,409 wounded[11]
275 أسير أو مفقود[11]
الخسائر في العتاد:
28 طائرة[11] (1/2 من القوات الجوية)
72 دبابة[11]
30 APCs[11]
90 مركبة[11]

الحرب الإثيوپية الصومالية أو حرب الأوجادين (بالجيم المصرية)، هي نزاع تقليدي بين الصومال وإثيوپيا وقع فيما بين يوليو 1977 ومارس 1978 على اقليم اوگادين شرق إثيوپيا.[14] في تصوير مميز لطبيعة تحالفات الحرب الباردة، تحول الاتحاد السوڤيتي عن تقديم دعمه للصومال ليقدمه إلى إثيوپيا، والتي كانت في السابق مدعمة من قبل الولايات المتحدة. هذه المرة دعمت الولايات المتحدة الصومال. انتهت الحرب بعد تراجع القوات الصومالية خلف الحدود وإعلان الهدنة.


خلفية

التقسيم الاقليمي

إثر الحرب العالمية الثانية، احتفظت بريطانيا بالسيطرة على كل من أرض الصومال البريطاني وأرض الصومال الإيطالي كمحميتين. وفي 1945، أثناء مؤتمر پوتسدام، منحت الأمم المتحدة إيطاليا الوصاية على أرض الصومال الإيطالي، ولكن فقط تحت رقابة لصيقة وبشروط اقترحتها رابطة الشباب الصومالي (SYL) ومنظمات سياسية صومالية وليدة أخرى، مثل حزبيا دگل مرفله صومالي (HDMS) والرابطة الوطنية الصومالية (SNL)—حتى حقق الصومال استقلاله في عشرة أعوام.[15][16] وقد بقي أرض الصومال البريطاني محمية لبريطانيا حتى 1960.[17]

في 1948، تحت ضغط من حلفاء الحرب العالمية الثانية ولامتعاض الصوماليين،[18] "أعاد" البريطانيون Haud (منطقة مراعي صومالية هامة كانت من المفترض أنها 'محمية' بالمعاهدات البريطانية مع الصوماليين في 1884 و 1886) واوگادين للحبشة، بناء على معاهدة وقعوها في 1897 تنازل فيها البريطانيون عن أرض صومالية للامبراطور الحبشي منليك مقابل مساعدته ضد غارات العشائر الصومالية.[19] وأدرج البريطانيون فقرة مشروطة تقضي باحتفاظ المقيمين الصومالين باستقلاليتهم، لكن سرعان ما إدعت إثيوپيا سيادتها على المنطقة.[15] أدى هذا إلى حث البريطانيين على القيام بمحاولة غير ناجحة عام 1956 لاستعادة الأراضي الصومالية التي تنازلت عنها.[15] كما منحت بريطانيا حق الادارة للأراضي التي يشكل الصوماليين غالبية سكانها،[20] إقليم التخوم الشمالية (NFD) إلى القوميين الكينيين بالرغم من أن استفتاء غير رسمي أوضح الرغبة العارمة لسكان المنطقة في الانضمام إلى الجمهورية الصومالية حديثة التشكل.[21]

علم اتحاد الشباب الصومالي، أول حزب سياسي صومالي.

عقد استفتاء في جيبوتي (التي كان اسمها آنئذ أرض الصومال الفرنسي) عام 1958، قبيل استقلال الصومال 1960، لتقرير ما إذا كانت جيبوتي ستنضم إلى جمهورية الصومال أو ستظل مع فرنسا. كان نتيجة الاستفتاء لصالح البقاء مع فرنسا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تصويت جماعة العفر العرقية بالموافقة وكذلك الأوروپيين المقيمين.[22] وانتشر أيضاً في الاستفتاء عمليات تزوير، بعد طرد الفرنسيون للآلاف الصوماليين قبل وصولهم لصناديق الاقتراع.[23] وكان غالبية أصواتهم لصالح الانضمام لدولة الصومال الموحدة، مثلما اقترح محمود حربي، نائب رئيس مجلس الحكومة. بعد عامين، لقى حربي مصرعه في حادث تحطم طائرة.[22] في النهاية حصلت جيبوتي على استقلالها عن فرنسا عام 1977، وأصبح الصومالي حسن جولد أپيتيدون، الذي كان يدعو للتصويت بنعم في استفتاء 1958، أول رئيس لجيبوتي (1977-1991).[22]

أصبح الصومال البريطاني مستقلاً في 26 يونيو 1960 بقيام دولة الصومال، وبعد خمس سنوات أُعلن مجلس أراضي الصومال (الصومال الإيطالي السابق).[24] في 1 يوليو 1960، اتحدت المنطقتان ليشكلا جمهورية الصومال.[25][26] تشكلت حكمت برئاسة عبد الله عيسى وأعضاء آخرون في من الحكومات الواصية والمنتدبة، وكان حاج بشير إسماعيل يوسف رئيساً للمجلس الوطني الصومالي، عدن عبد الله عثمان دار، رئيساً لجمهورية الصومال وعبد الرشيد علي شرمركه رئيساً للوزراء (فيما بعد أصبح رئيساً من 1967-1969]]). في 26 يوليو 1961 وحسب نتائج استتفاء شعبي، صدق الشعب الصومالي على الدستور الجديد، والذي صدرت أول مسودة له عام 1960.[27]

في 15 أكتوبر 1969، بينما كان الرئيس شرمركه في زيارة لبلدة لاس أنود الشمالية، أطلق عليه الرصاص أحد حراسه الشخصيين فأراده قتيلاً. بعد اغتياله وقع انقلاب عسكري في 21 أكتوبر 1969 (بعد يوم من جنازته)، استولى فيه الجيش الصومالي على السلطة بدون أي مقاومة مسلحة - وبدون إراقة دماء. كان الانقلاب تحت قيادة اللواء محمد سياد بري، الذي كان قائداً للجيش في ذلك الوقت.[28]

المجلس الأعلى للثورة

تقلد بري بالإشتراك مع المجلس الأعلى للثورة بعد اغتيال الرئيس شرمركه، بقيادة العقيد سالاد گابيره كديه وقائد الشرطة جاما كورشل. حمل كديه رسمياً لقب "أبو الثورة"، وبعد فترة وجيزة أصبح بري رئيساً للمجلس الأعلى للثورة.[29] وأعاد المجلس الأعلى للثورة تسمية البلاد بالجمهورية الديمقراطية الصومالية،[30][31] وقام بحل البرلمان والمحكمة العليا، وأوقف العمل بالدستور.[32]

بالإضافة إلى التمويل والدعم العسكري السوڤيتي السابق للصومال، أرسلت مصر للصومال أسلحة بملايين الدولارات، وأرسلت خبراء عسكريين لتدريب الجيش الصومالي حديث التأسيس، في إطار دعم السياسة المصرية لتأمين نهر النيل.

الدرگ

شارة نظام الدرگ الإثيوپي، ح. 1979).

بعد اكتساب الصومال لقوتها العسكرية، أصبحت إثيوپيا أكثر ضعفاً. في سبتمبر 1974، أطاح الدرگ (المجلس العسكري) بالامبراطور هايله سيلاسي، لتبدأ فترة الفوضى في إثيوپيا. سرعان ما تدخل الدرگ في النزاع الدولي لتحديد من سيكون له الأسبقية. في الوقت نفسه، بدأ مختف المناهضين لنظام الدرگ بالإضافة إلى الحركات الإنفصالية في الظهور في إثيوپيا. وأصبح ميزان القوى الاقليمي الآن لصالح الصومال.

بدأ إحدى الجماعات الإنفصالية الاستفادة من حالة الفوضى، وهي جبهة تحرير الصومال الغربي المؤيدة للصومال، والتي تتمركز في منطقة اوگادين التي يعيش فيها أغلبية من الصوماليين، والتي نجحت في أواخر عام 1975 في ضرب العديد من بؤر الاستيطان الحكومية. من عام 1976 حتى 1977، قدمت الصومال لجبهة تحرير الصومال الغربي الأسلحة ومساعدات أخرى.

في إشارة لإعادة الاستقرار أعلن الدرگ منگستو هايله مريم رئيساً للدولة في 11 فبراير 1977. ومع ذلك، فقد ظلت البلاد تعاني من الفوضى في ظل محاولات العسكر بمقع المعارضين المدنيين. بالرغم من العنف، فقد اعتقد الاتحاد السوڤيتي، الذي كان يراقب عن كثب التطورات الجارية، أن إثيوپيا في طريقها لأن تصبح دولة ماركسية لنينية ومن ثم فقد إهتم السوڤيت بالنظام الحاكم الجديد. بالتالي تقرب السوڤيت سراً من منگستو بعروض مساعدات وقبلها. أغلقت إثيوپيا مقر البعثة العسكرية ومركز الاتصالات الأمريكي في أبريل 1977.

في يوليو 1977، اتهم منگستو الصومال بتسلل جنود من الجيش الوطني الصومال إلى منطقة اوگادين للقتال إلى جانب حركة تحرير الصومال الغربي. بالرغم من وجود الأدلة الدامغة حول صدق هذا الاتهام، إلا أن بري أنكره بقوة، وقال "لقد سُمح "لمتطوعين" من الجيش الوطني الصومالي بمساعدة جبهة تحرير الصومال الغربي".

المشهد الإقليمي

في 18 فبراير 2023، في حواره مع قناة "هنولاتو" ذكر جنرال غافو أن المخابرات الأمريكية خططت لحرب أوجادين ١٩٧٧. بعد مؤتمر عدن الذي شاركت فيه كوبا، ألمانيا الشرقية واليمن الجنوبي أدركت CIA أن مخاطر الشيوعية انتقلت من القرن الأفريقي إلى الجزيرة العربية، وكان تهديدا مباشرا لمصالح الغرب في الشرق الأوسط.[33]

إعلان الحرب

الامتداد التقريبي للصومال الكبير.

قام الجيش الوطني الصومالي بغزو اوگادين في الساعة 03.00 في 13 يوليو 1977، حسب الوثائق الإثيوپية (حسب بعض المصادر الأخرى في 23 يوليو)، وكان عدد القوات الصومالية 70.000 جني، 40 طائرة مقاتلة، 250 دبابة، 350 مدرعة، و500 مدفع، مما يعني مشاركة الجيش الصومالي بالكامل.[34] بنهاية الشهر كان 60% تحت سيطرة قوات الجيش الصومالي وجبهة تحرير الصومال الغربية، بما فيها گوده، على نهر شابله. لاقت القوات الصومالية مقاومة من المدافعين الإثيوپيين في ديره داوا وجيجيگا مما كبدها خسائر فادحة في القوات. كذلك بدأت القوات الجوية الإثيوپية احراز تفوق جوي باستخدام طائراتها نورثروپ إف-5، بالرغم من التفوق العددي المبدئي لطائرات ميگ-21 إس الصومالية. ومع ذلك، فقد تغلب الصوماليون بسهولة على العتاد العسكري والقدرات التكنولوجية الإثيوپية. أرسل الجنرال ڤاسيلي پتروڤ من القوات المسلحة السوڤيتية تقريره إلى موسكو عن "الحالة المزرية" للجيش الإثيوپي. كما عانت فرقة المشاة الإثيوپية الثالثة والرابعة suffered the brunt of the Somali invasion had practically ceased to exist.[35]

كان الإتحاد السوڤتيي يحاول التوسط بين الجانبين لإيقاف وقف إطلاق النار. عندما فشل في ذلك، توقف السوڤييت عن الحوار مع الصومال. توقفت جميع المساعدات المقدمة لنظام بري، بينما تزايدت المساعدات المقدمة لإثيوپيا. تدفقت المساعدة العسكرية السوڤيتية (الثانية من حيث الحجم مقارنة بالإمدادات الهائلة للقوات السورية أثناء حرب أكتوبر 1973) والمستشارين العسكريين إلى البلاد بالإضافة إلى 15.000 مقاتل كوبي. عرضت بلدان الشيوعية أخرى مساعداتها: عرضة جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية مساعدات عسكرية كما ساعدت كوريا الشمالية في تدريب "المليشيا الشعبية"؛ عرضت ألمانيا الشرقية تدريبات عسكرية، قوات هندسية وداعمة.[36] بعد اتضاح حجم المساعدات الشيوعية في نوفمبر 1977، قطعت الصومال العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوڤيتي وطردت جميع المواطنين السوڤيت من أراضيها.

لم تقف جميع الدول الشيوعية مع إثيوپيا. فقد دعمت الصين الصومال دبلوماسياً وأمدتها بمساعدات عسكرية. وأوقفت رومانيا تحت حكم نيكولاي سيشيسكو علاقاتها الدبلوماسية مع السوڤييت وأقامت علاقات دبلوماسية جيدة مع سياد بري.

في 17 أغسطس وصلت عناصر من الجيش الصومالي إلى ضواحي مدينة ديره داوا الاستراتيجية. ولم تكمن فقط أهمية المدينة في أنها تضم ثاني أكبر قاعدة جوية في البلاد، بالإضافة إلى أنها كانت تقاطع للطرق المؤدية لاوگادين، إلا أنها كانت أيضاً تضم خط السكك الحديدية الإثيوپي المؤدي للبحر الأحمر، وفي حال سيطرة الصوماليين على ديره داوا، فلن تتمكن إثيوپيا من تصدير حاصلاتها الزراعية أو إستيراد احتياجاتها إذا ما إستمر القتال. قدر گبره تاركه تقدم الصوماليين للمدينة بكتيبتين آليتيين، كتيبة دبابات واحدة وبطارية صواريخ؛ في المقال كان بالمدينة الكتيبة المسلحة الثانية، كتيبة نبلبال رقم 201، كتيبة رقم 781 من اللواء 78، السرية الميكانيكية الرابعة، وفصيلة دبابات.[5] كان القتال ضاري بين الجانبين، لكن بعد يومين، وبالرغم من التفوق الجوي الصومالي في ذلك الوقت، فقد قام الإثيوپيين بصد الهجوم وأجبروا الصوماليين على الانسحاب، ومن بعدها لم تكن ديره داوا عرضة للهجوم.[37]

كان الانتصار الوحيد العظيم الذي حققته القوات الصومالية وجبهة تحرير الصومال الغربي في الهجوم الثاني على جيجيگا في منتصف سبتمبر (معركة جيجيگا)، والتي انسحبت فيها القوات الإثيوپية من البلدة. لم تكن القوات المحلية المدافعة عن المدينة مناسبة لأعداد الصوماليين وكانت القوات العسكرية الإثيوپية قد أجبرت على الإنسحاب إلى النقطة الاستراتيجية الحصينة في ماردا پاس، في منتصف الطريق بين جيجيگ وهرر. في سبتمبر كانت إثيوپيا قد اضطرت للاعتراف بسيطرتها على 10% فقط من اوگدين وأن المدافين الإثيوپيين قد تراجعو إلى المناطق غير الصومالية في هررجه، باله وسيدامو. بالرغم من ذلك، فلم يستطع الصوماليون الحفاظ على مكاسبهم بسبب الاستنزاف الكبير في كتائب الدبابات، قطع الغارات الجوية الإثيوپية لخطوط إمداداتهم، وبدء موسم الأمطار الذي جعل الطرق غير صالحة للاستخدام. في ذلك الوقت، شرعت الحكومة الإثيوپية في تدريب قوة عسكرية ضخمة تضم 100.000 عسكري ودمجهم مع القوات المقاتلة النظامية. بالرغم من ذلك، رغم أن الجيش الإثيوپي كان يعتمد على السلاح الأمريكي، فوجب عليه التألقم سريعاً مع الأسلحة الجديدة القادمة من حلف وارسو.

من أكتوبر 1977 حتى يناير 1978، كانت قوات الجيش الصومالي وجبهة تحرير الصومال الغربي تحاول الاستيلاء على هرر، حيث تصدى لها 40.000 إثيوپي وبعد اعادة تنظيم أنفسهم والتسلح بالمدفعية المدرعات السوڤيتية؛ وإستعانتها ب1500 مستشار عسكري سوڤيتي و11.000 جندي كوبي، التحم الإثيوپيين بالصوماليين في قتال شرس. وصلت القوات الصومالية إلى ضواحي المدينة في نوفمبر، بعد أن أنهكت قواهم بما لا يمكنهم من الاستيلاء على المدينة، وانسحبوا انتظاراً للهجوم الإثيوپي المضاد.

وقع الهجوم الإثيوپي الكوبي المنتظر في أوائل فبراير؛ غير أنه لم يكن من المتوقع حدوث الهجوم الثاني الذي قام به الصوماليون. عبر طابور من القوات الإثيوپية والكوبية إلى المرتفعات في الشمال الشرقي بين جيجيگا والحدود مع الصومال، متجاوزاً قوات الجيش الصومالي وقوات جبهة تحرير الصومال الغربي منشغلين في الدفاع عن ماردا پاس. وأصبحت مروحيات ميل مي-6 الكوبية ومدرعات بي إم دي-1 وإيه إس يو-57 خلف خطوط العدو. ومن ثم تمكن المهاجمون من الهجوم في إتجاهين في حركة "كماشة"، مما مكنهم من إستعادة جيجيگا في يومين فقط بينما قتل 3.000 من المدافعين. انهار الدفاع الصومالي وفي الأسابيع التالية استعادت القوات الإثيوپية كل البلدات الرئيسية التي استولى عليها الصوماليون. وبعد تيقنه من صعوبة الموقف، أمر سياد بري قوات الجيش الوطني الصومالي بالعودة للصومال في 9 مارس 1978، بالرغم من ادعاءات رنيه لافورت أن الصوماليين، كانوا قد سحبوا أسلحتهم الثقيلة بالفعل.[38] وكانت نهاية الحرب بانسحاب آخر وحدة عسكرية صومالية من إثيوپيا في 15 مارس 1978،


تأثيرات الحرب

بعد انسحاب الجيش الوطني الصومالي، استمرت جبهة تحرير الصومال الغربي في تمردها. في مايو 1980، قام المتمردون، بمساعدة عدد صغير من جنود الجيش الوطني الصومالي الذي استمر في المساعدة في حرب العصابات، بالسيطرة على منطقة كبيرة من اقليم اوگادين. غير أنه، بحلول عام 1981، قلت عمليات الكر والفر من قبل المتمردين وهُزموا في نهاية المطاف.

بالنسبة لنظام بري، قد يكون الغزو بمثابة أكبر خطأ استراتيجي منذ الاستقلال،[39] وما سببه من إنهاك للجيش. وقد خسرت الصومال حوالي ثلث الجيش النظامي الصومالي، وثلاثة أثمان الوحدات المدرعة ونصف القوات الجوية الصومالية. أدى ضعف ادارة بري إلى التخلي بشكل فعلي عن حلم الصومال الكبير. أثارت خسارة الحرب الاستياء من نظام بري؛ وفي 1979 شكل ضباط الجيش أول جماعة معارضة منظمة، الجبهة الديمقراطية للإنقاذ الصومالي.

كانت الصومال حليف للولايات المتحدة منذ السبعينيات حتى عام 1988 مقابل استخدام القواعد الصومالية، وفي طريقة لفرض نفوذها على المنطقة. وقع الاشتباك المسلح الثاني عام 1988 عندما اتفقت البلدان على انحساب عناصرها المسلحة من الحدود. ارتكب الجانبان جرائم حرب ضد المدنيين.[39]

المصادر

الهوامش
  1. ^ Tareke 2009, p. 191: "The Somali invasion began, according to Ethiopian official documents, on July 13, 1977, at 0300 hours, and not on July 23, as has been commonly held."
  2. ^ Crockatt 1995, p. 283.
  3. ^ Gorman 1981, p. 208.
  4. ^ Tareke 2000, p. 648.
  5. ^ أ ب Tareke 2000, p. 645.
  6. ^ Tareke 2009, pp. 204–5.
  7. ^ أ ب Tareke 2000, p. 656.
  8. ^ أ ب Tareke 2000, p. 638.
  9. ^ Halliday & Molyneux 1982, p. 14.
  10. ^ Tareke 2000, p. 640.
  11. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص Tareke 2000, p. 665.
  12. ^ أ ب ت Tareke 2000, p. 664.
  13. ^ Krivosheev, G.F. (2001). "Russia and the USSR in the wars of the 20th century, statistical study of armed forces' losses (في الجانب الروسي)". Soldat.ru. Archived from the original on 2008-01-29. Retrieved 2008-02-01.
  14. ^ Tareke 2009, p. 186.
  15. ^ أ ب ت Zolberg, Aristide R., et al., Escape from Violence: Conflict and the Refugee Crisis in the Developing World, (Oxford University Press: 1992), p. 106
  16. ^ Kwame Anthony Appiah; Henry Louis Gates (26 November 2003). Africana: the encyclopedia of the African and African American experience: the concise desk reference. Running Press. p. 1749. ISBN 978-0-7624-1642-4.
  17. ^ Paolo Tripodi (1999). The colonial legacy in Somalia: Rome and Mogadishu: from colonial administration to Operation Restore Hope. Macmillan Press. p. 68. ISBN 978-0-312-22393-9.
  18. ^ Federal Research Division, Somalia: A Country Study, (Kessinger Publishing, LLC: 2004), p. 38
  19. ^ Laitin, p. 73
  20. ^ Francis Vallat, First report on succession of states in respect of treaties: International Law Commission twenty-sixth session 6 May – 26 July 1974, (United Nations: 1974), p. 20
  21. ^ Laitin, p. 75
  22. ^ أ ب ت Barrington, Lowell, After Independence: Making and Protecting the Nation in Postcolonial and Postcommunist States, (University of Michigan Press: 2006), p. 115
  23. ^ Kevin Shillington, Encyclopedia of African history, (CRC Press: 2005), p. 360.
  24. ^ Encyclopaedia Britannica, The New Encyclopaedia Britannica, (Encyclopaedia Britannica: 2002), p. 835
  25. ^ "The dawn of the Somali nation-state in 1960". Buluugleey.com. Retrieved 2009-02-25.
  26. ^ "The making of a Somalia state". Strategypage.com. 2006-08-09. Retrieved 2009-02-25.
  27. ^ Greystone Press Staff, The Illustrated Library of The World and Its Peoples: Africa, North and East, (Greystone Press: 1967), p. 338
  28. ^ Moshe Y. Sachs, Worldmark Encyclopedia of the Nations, Volume 2, (Worldmark Press: 1988), p. 290.
  29. ^ Adam, Hussein Mohamed (1997). Mending rips in the sky: options for Somali communities in the 21st century. Red Sea Press. p. 226. ISBN 1-56902-073-6. {{cite book}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  30. ^ J. D. Fage, Roland Anthony Oliver, The Cambridge history of Africa, Volume 8, (Cambridge University Press: 1985), p. 478.
  31. ^ The Encyclopedia Americana: complete in thirty volumes. Skin to Sumac, Volume 25, (Grolier: 1995), p. 214.
  32. ^ Peter John de la Fosse Wiles, The New Communist Third World: an essay in political economy, (Taylor & Francis: 1982), p. 279 ISBN 0-7099-2709-6.
  33. ^ @Hqorane (2023-02-18). تويتر https://twitter.com/Hqorane/status/1626861297470959616. {{cite web}}: Missing or empty |title= (help)
  34. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Tareke 2000 644
  35. ^ Urban 1983, p. 42.
  36. ^ "Ethiopia: East Germany". Library of Congress. 2005-11-08. Retrieved 2007-02-24.
  37. ^ Tareke 2000, p. 646.
  38. ^ Lefort 1983, p. 260.
  39. ^ أ ب Tareke 2009, p. 214.
المراجع

مراجع عامة

وصلات خارجية