التطرف الإسلامي في مصر
التطرف الإسلامي هو أي شكل من الإسلام يتعارض مع "الديمقراطية، حكم القانون، حرية الأفراد، والاحترام المتبادل والتسامح مع الديانات والعقائد المختلفة."[1] يعتقد أن هذا التصرف قد أدى إلى تحركات راديكالية في الماضي عبر الشرق الأوسط، ومصر نفسها لديها تاريخ طويل مع هذه الفصائل الراديكالية والمتطرفة ترجع بجذورها إلى حوالي 660 م. أدى التطرف الإسلامي في مصر إلى الكثير من الإرهاب والجدل في البلاد أثناء القرن 20، ولا يزال مستمراً في كونه قضية رئيسية في المجتمع المصري المعاصر. الصراع الأساسي بين المتشددين الإسلاميين والمسئولين الحكوميين عبر التاريخ يدور حول قضيتين أساسيتين: "تشكيل دولة-أمة حديثة والجدل السياسي والثقافي حول التوجه الأيدولوجي".[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الأصول
يرجع التشدد الإسلامي بجذوره إلى الخوارج، الذين أصبحوا ظهروا حوالي عام 600 م. عندما قُتل ثالث ورابع الخلفاء أثناء الفتنة الأولى.[3] لم يعد الخوارج موجودين اليوم، ولم يستمروا كفصيل إسلامي، لكن اعتقاداتهم كانت بمثابة حجر الأساس للمزيد من المتشددين الإسلاميين اليوم. أثناء وجودهم، كان اسمهم يشير لأي شخص يتمرد على الخليفة أو الحاكم المعين من قبل الخليفة، لكن بمرور الوقت أصبح الاسم يشير لأي شخص "مسلح بدوافع دينية".[4] مثل معظم المتطرفين اليوم، فإن الخوارج قد أعطوا لأنفسهم الحق في "الحكم على الآخرين إذا ما كانوا مؤمنين حقيقيين بالإسلام أم لا".[5]
القرن 20
جماعة الإخوان المسلمين
أثناء القرن 20، عانت مصر من موجات ثورية مختلفة للسيطرة على البلاد من الحكام الاستعماريين لتأسيس دولة-أمة. في ذلك الوقت كان معظم المصريين مسلمين على الرغم من وجود أعداد كبيرة من اليهود والمسيحيين أيضاً، لكن الكثير من الثورات السياسية التي عاشتها مصر كانت متمركزة حول الأديان وكيفية ارتباطها بالسياسة. "كانت النتيجة نزاعاً أيديولوجياً على توجيه الأمة المصرية، وعلى كيفية تحديد السلطة الشرعية لهذا الاتجاه" و"بحلول الثلاثينيات ترسخ نمط من السياسات الراديكالية في جميع أنحاء الشرق الأوسط". [6] عام 1928، أسس حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين، نموذج أولي للحركات الإسلامية المتطرفة المعاصرة.[7] في ذلك الوقت، تسببت الثورات في اندلاع أعمال عنف متجذرة في الاضطرابات السياسية، لكن الإخوان رفضوا النظر إلى موقفهم على أنه شيء ديني. مثل الخوارج من قبلهم، اعتقد الإخوان بقوة في أن القانون الحيد الذي عليهم اتباعه هو الشريعة الإسلامية.[8] في الثلاثينيات والأربعينيات زادت شعبية الإخوان المسلمين، واستمر ذلك حتى الخمسينيات، عندما بدأ جمال عبد الناصر في الصعود للحكم.
تأثير عبد الناصر
سيطر جمال عبد الناصر وحزبه على مصر في يوليو 1953، وسرعان ما دمر أكبر فصائل الإخوان المسلمين.[9] مع نهاية عام 1954، كانت أهداف عبد الناصر "لتعبئة المجتمع المدني" لخلق مصر حديثة ومستقلة قد أنهت حياة العديد من قادة الإخوان أثناء اعتقالهم أو إجبار الآخرين على الاختباء تحت الأرض.[10] بالنسبة لناصر، "يمكن ويجب أن يتم تسييس الإسلام، طالما أنه يظل تابعاً للأغراض السياسية للدولة".[11] على أمل أن الحكم السياسي المطلق، سيواجه ناصر والسادات المتطرفين الإسلاميين عدة مرات في العقود المقبلة.
سيد قطب
أثناء اعتقالهم في سجون عبد الناصر، ظل ما تبقى من أعضاء الإخوان المسلمين يتناقشون ويضعون الخطط الجديدة للثأر من النظام العلماني العدو وأُعيد بناء الفكر الإسلامي.[12] وكان من بين الإسلاميين المعتقلين رجل يدعى سيد قطب (1906-1966)، الذي كان أُعتقل عام 1957. كان "مروعاً للغاية من بربرية حراس السجن" الذين ذبحوا بوحشية واحد وعشرين سجيناً رفضوا العمل بسبب الخوف من الموت و"كان يعتقد أن الحراس والجلادين قد نسيوا الله"، وأن "الإخوان المسجونون فقط لا يزالون هم المسلمون الحقيقيون".[13] أطلق سراح سيد قطب من المعتقل في مايو 1964، واستمرت خطط الإطاحة بالنظام، عدا جماعة الإخوان المسلمين التي انقسمت ولم يكن بوسعها الاتفاق على استراتيجية سياسية.[14] أُعتقل قطب مرة أخرى عام 1965 ثم شُنق عام 1966 برفقة أعضاء آخرين في جماعة الإخوان المسلمين. استشهاد قطب وزملائه جعل ذكراهم لا تموت. وصفت كتابات قطب نظام عبد الناصر بأهل الجاهلية.[15] وادعى قطب أن "استعادة الإسلام تتطلب ثورة حقيقية" استرشاداً بالقرآن.[16]
شكري مصطفى
شكري مصطفى (1 يونيو 1942 - 1978)، من مواليد أبو خرص مركز أبو تيج أسيوط.[17][18] هو مؤسس جماعة المسلمين أو جماعة التكفير والهجرة والتي سماها الإعلام جماعة التكفير والهجرة، كان متزوجاً من شقيقة الأخواني محمد صبحي مصطفى. كان الشاب شكري مصطفى متعاطفاً مع جماعة الإخوان المسلمين في الستينات من القرن العشرين ولذلك تم القبض عليه ضمن الإخوان المسلمين وشاركهم محنتهم في سجون عبد الناصر ابتداءً من عام 1965 وحتى خروجهم من السجن بعد موت عبد الناصر.
جماعة التكفير والهجرة
- مقالة مفصلة: جماعة التكفير والهجرة
جماعة التكفير والهجرة كما سماها الإعلام أو جماعة المسلمين كما سمت نفسها هي جماعة نشأت داخل السجون المصرية في بادئ الأمر وبعد إطلاق سراح أفرادها تبلورت أفكارها وكثر أتباعها في صعيد مصر وبين طلبة الجامعات خاصة، وأدبياتهم بتكفير الحكام بإطلاق لعدم حكمهم بشرع الله وتكفر المحكومين لرضاهم بهم وتكفر العلماء لعدم تكفيرهم أولئك الحكام، كما أن الهجرة هي العنصر الثاني في تفكير الجماعة ويقصد بها اعتزال المجتمع الجاهلي عزلة مكانية وعزلة شعورية وتتمثل في اعتزال معابد الجاهلية - يقصد بها المساجد تحت حكم العلمانيون - ووجوب التوقف والتبين بالنسبة لآحاد المسلمين بالإضافة إلى إشاعة مفهوم الحد الأدنى من الإسلام.[19][20][21]
التطرف الإسلامي في وسائل الإعلام
الجهاد
في 6 أكتوبر 1982، أُغتيل الرئيس أنور السادات أثناء عرض عسكري على يد خالد الإسلامبولي، أحد أعضاء تنظيم الجهاد الإسلامي.[22] حاول التنظيم القيام بثورة بعد الاغتيال، لكن سرعان ما أحبطتها الحكومة.[23] تنظيم الجهاد الإسلامي، هي جماعة سلفية جهادية تعتقد باعتقاد أهل السنة والجماعة وما كان عليه أصحاب النبي والقرون الثلاثة الأولى الذين توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، سواء في أبواب الإيمان والقدر والصفات وغير ذلك من أبواب العقائد، وتعتقد الجماعة كفر الدول والأنظمة والمؤسسات التي تحكم بغير ما أنزل الله تعالى، أو تتحاكم إلى غير شريعة الله، أو تلزم الناس بالأنظمة المناقضة للإسلام أو تدعو إليها مثل العلمانية أو الديمقراطية أو الاشتراكية أو نحو ذلك.[24]
ومنهجها هو اتباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، سواء في أبواب الاعتقادات أو الأحكام كما نقلها الأئمة الأعلام والعلماء الأثبات، بحيث تلتزم بما اتفقوا عليه، وترجح بين أقوالهم فيما اختلفوا فيه حسب أصول العلم وقواعده، وتلتزم الاحتياط فيما لم نتمكن الترجيح فيه. كما تقبل جماعة الجهاد في عضويتها كل مسلم يلتزم بمنهج الجماعة واعتقادها وأهدافها، ولا يكون متهماً في دينه أو خلقه أو عدالته، والعضوية مقصورة على الرجال، كما لها الحق في إبعاد أو معاقبة من يثبت في حقه فساد أو خيانة أو إفساد أو مخالفة لأصول عمل الجماعة، وذلك على وفق لائحة التعزيرات الشرعية التي أقرتها الجماعة.[25]
كانت الأثار المباشرة لهذه العوامل الثلاثة هو تبنى التنظيم للمنهج السلفي في مجالي الإعتقاد والدراسات الشرعية, وتبنيه لمنهج التغيير السياسي والإجتماعي والإقتصادي بالقوة المسلحة، ولقد اختار التنظيم مبدئياً أسلوب الإنقلاب العسكري لتحقيق هذا التغيير, وتبنى نهج الإعتماد في إختراق الجيش على أشخاص تم تربيتهم مسبقاً في التنظيم ثم دفعهم للإلتحاق بالكليات العسكرية.
كان التنظيم يعتمد مناهج لتعليم الدراسات الشرعية، تقوم على أساس المنهج السلفي, كما ألزم الأعضاء بحضور دروس الشيخ محمد خليل هراس بمسجد قولة بعابدين و هو المقر العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر, كما تضمنت المناهج الدراسية بجماعة الجهاد الأولى هذه كتابي في ظلال القرآن ومعالم في الطريق لسيد قطب. أما في مجال التدريبات العسكرية فإن هذه الجماعة لم تكن تتبنى سوى التدريبات البدنية الشاقة بجانب التدرب على الألعاب القتالية كالمصارعة والكاراتيه, لأنهم كانوا يتبنون فكرة التغيير عبر التغلغل في الجيش وإستخدامه للقيام بإنقلاب عسكري, وذلك عبر توجيه الأعضاء من طلبة الثانوى لدخول الكليات العسكرية وكذا توجيه الأعضاء من طلبة الجامعات للتحويل للكليات العسكرية، ولهذا أيضاً لم يكونوا يهتمون بشراء أو تخزين السلاح أو التدرب عليه خارج الجيش إلا ما كان من تصرفات فردية لم يكن التنظيم يمانع فيها.
وكانت هذه الجماعة تعتمد في مجال التجنيد على تجنييد الملتزمين بتعاليم الإسلام أياً كان إنتمائهم الفكري بإعتبار أن خلافهم الرئيسي مع غيرهم هو مسألة طريقة التغيير فإقناع أى ملتزم بهذه الفكرة يحوله لشخص صالح للإنضمام لجماعة الجهاد, لكن كان بالطبع لهم بعض الملاحظات والخلافات القليلة والجوهرية مع كل من الجمعية الشرعية وجماعة أنصار السنة المحمدية في بعض تفصيلات مسائل في العقيدة حتى أن علوي مصطفى كان قد كتب كتيباً في هذه المسائل.
ولقد سألت العديد من المصادر والقادة والمؤسسين ومنهم نبيل البرعى تحديدا وكذا الدكتور مصطفى يسرى, هل كان لكم علاقة بالإخوان المسلمين؟؟ فأجابوا جميعا إجابة واحدة هى: لم أكن في يوم من الأيام عضوا في الإخوان المسلمين كما لم يكن أحد من أسرتى عضوا في الإخوان كما لم أتعلم على يد أحد من الإخوان. وفي نهاية الستينات كان من أعضاء التنظيم أيضاً عصام القمري.[26]
محمد عبد السلام فرج
محمد عبد السلام فرج (1962 [بحاجة لمصدر]– 1982) مفكر ومنظر جهادي مصري والأمير الحقيقى لتنظيم الجهاد وهو الشخص الذي وضع أول سطر في شهادة مقتل السادات قبل اغتياله بعدة أعوام وذلك بمؤلفه الصغير الحجم والذي حمل عنوان «الفريضة الغائبة». الذي اعتبر الكثيرون أنه كان ترخيصاً بقتل السادات إذ كان يدعو إلى الجهاد على أساس أنه الفريضة الغائبة.[27]
تخرج في كلية الهندسة، جامعة القاهرة وعمل في الجامعة نفسها[بحاجة لمصدر]. ميله الديني كان واضحاً منذ طفولته. قرأ كتابات سيد قطب وأبي الأعلى المودودى. تأثر فرج أيضاً بقراءة محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية ركز فكرة على إسقاط الحكومة عن طريق الانقلاب، مع علمه بأن أغلب الزعماء الأصوليين المهمين كسيد قطب وحسن البنا وصالح سرية وشكري مصطفى وآخرين إما اغتيلوا أو حكم عليهم بالإعدام.
كهواية، عمل فرج كإمام لمسجد خاصّ حيث ألقى الأحاديث والخطب المركزة على مشاكل المسلمين التي نتجت عن الحكم غير الإسلامي. فأقنع فرج الملازم أوّل في الجيش خالد شوقي الإسلامبولي باغتيال الرّئيس السادات. كان فرج المخطّط البارع لجماعة الجهاد الإسلامي، بما في ذلك تنظيم الجهاد. أما آراؤه الرئيسية فموجودة في كتابه الصغير الفريضة الغائبة، أي الجهاد. يعتقد فرج بأنّ مصر هي بلاد إسلامية لكن الحكم السياسي المصري غير إسلامي وكافر ويتمتع بكل خصائص الجاهلية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الظهور في الجامعات المصرية
العلاقة التى تربط محمد عثمان إسماعيل، محافظ أسوان، بني سويف وأسيوط، بالسادات كانت غير معروفة وكانت غامضة في بدايتها فهل هي سبقت وصول السادات للحكم أم أنها كانت في إطار أمور سرية تجمع الإسلاميين معا في عهد الرئيس جمال عبد الناصر ، فعندما رحل عبد الناصر كان محمد عثمان هو أول من تحمس وتزعم حملة مجلس الشعب لإنتخاب السادات رئيساً.
وكان محمد عثمان مقرب جداً من السادات وكان يقابله بسهولة بخلاف المسئولين الآخرين، وفي جلسة خاصة عندما كان مستشار الرئيس عام 1972 وصل الإثنان إلى إتفاق مآله أنه يتم فتح كل الإشارات الخضراء للإسلاميين بكل تسمياتهم في الجامعات المصرية، خاصة جماعة الاخوان المسلمين وبعد ذلك تمت مشاركة عمر التلمساني في الاتفاقية، وإن كان ينكر محمد عثمان عدم موافقة التلمسانى في مذكراته على الإتفاقية بين السادات والإسلاميين إلا أن الواقع يقر بأن التحالف بين السادات وكل الجماعات الإسلامية وأمرائها وزعمائها قادت مصر إلى بحر من الدماء والتعصب حتى يومنا هذا.
وكان محمد عثمان من أكثر المحافظين في تاريخ مصر الذى إضطهد المسيحيين وأطلق اللجام للجماعات الإرهابية لكى تفتك بالمسيحين وأملاكهم في المحافظة، بل وعندما كان أمينا عاما لتنظيم الإتحاد الإشتراكى أطاح بكثير من أقلام الصحفيين الأحرار والأشراف ليخرس جزءا من ضمير الأمة والمجتمع. تاريخ من الإستبداد والتخلف غيم على سماء أسيوط في عصر هذا الرجل.
وإرتدى المحافظ المتعصب ثوب الرجل البرئ الذى يسعى فقط للحق وأنه رجل مستقيم ولكن حتى في مذكراته كلامه نفسه يدين أفعاله، وهو لا ينكر أنه صاحب مشروع تكوين الجماعات الإسلامية ويقول أنه أراداها إسلامية وليست إرهابية ولكن ماكان يظنه المحافظ محمد عثمان انه إسلاميا كان في الحقيقة إرهابيا وكان عليه أن يعيش بنفسه ويشاهد ثمرة عمل يديه الإرهاب والدم والموت.
كان اغتيال السادات أولاً في يوم 6 أكتوبر علي أيدى الإسلاميين، ثم مجزرة أسيوط بعدها بيوم واحد والتى يطلق عليها مجزرة عيد الأضحى. حيث أنه في يوم 8 أكتوبر 1981 بعد إغتيال السادات بيوم واحد تعرضت المحافظة إلى هجوم مسلح شرس من الإرهابيين كانت حصيلته عميد الشرطة شكرى رياض الذى فصلت رأسه عن جسمه وقتل عدد 3 ضباط برتبة ملازم أول منهم الملازم أحمد وحيد وتم حصد أرواح أكثر من 60 جندى و40 مدنى ومئات الجرحى والمصابيين
نعم هذا كله حدث في مدينة أسيوط في فجر 8 أكتوبر عام 1981 حيث كانت صلاة عيد الأضحى هي ساعة الصفر لنحر الأبرياء كخرفان العيد، وأصيبت أسيوط يومها بالتوتر والقلق والرعب وأغلقت الأبواب والشبابيك وخلت الشوارع من الحياة إلا بقايا الأشلاء والرصاصات الفارغة وبرك الدم .. لكن لم تغلق الشبابيك بعد على الحقيقة التى يجب أن يعلمها الجميع حتى لو مرت عليها السنين ، فأنت تفتح الصحف يوم 9 أكتوبر 1981 وحتى اليوم 6 يوليه 2008 ولا تجد من يحكى لك ماذا حدث حينئذ من ظلم في أسيوط وماذا فعل بها محمد عثمان إسماعيل وجماعته الإرهابية .. عثمان إسماعيل الذى كون الجماعات الإسلامية في الجامعات المصرية بتكليف من السادات.
ويقول اللواء فؤاد علام في كتابه "الأخوان .. وأنا" ،" حذرنا السادات من أن محمد عثمان إسماعيل كان من الأخوان وله صلات وطيدة بقياداتها مثل المرحوم محمد عبد العظيم لقمة وعمر التلمساني ومصطفي مشهور وغيرهم، فقد كان محمد عثمان إسماعيل عضوا قياديا نشطا في شعبة الأخوان في أسيوط". ولكن السادات تجاهل كل ذلك وعينه محافظا لأسيوط ، وجدد له لثلاثة فترات متتالية، وعينه برتبة وزير، رغم أن المحافظين وقتها كانوا برتبة نائب وزير، وقبل ذلك كان قد عينه أمين التنظيم بالاتحاد الاشتراكي في 1 يوليو 1972.
ويواصل فؤاد علام "حدث اجتماع في مقر الاتحاد الاشتراكي حضره السيد محمد إبراهيم دكرورى ومحمد عثمان إسماعيل وأتخذ القرار السياسي بدعم نشاط الجماعات الدينية ماديا ومعنويا.. واستخدمت أموال الاتحاد الاشتراكي في طبع المنشورات وتأجير السيارات وعقد المؤتمرات وأيضا شراء المطاوي والجنازير.[28]
وتؤكد مجلة نيوزويك كلام فؤاد علام في عددها بتاريخ 26 أكتوبر 1981 حيث ذكرت " أن محافظ أسيوط محمد عثمان إسماعيل كان يوزع الأسلحة على جماعة الأخوان المسلمين". وقول اللواء فؤاد علام " كنا نعرض التجاوزات التي تحدث أولا بأول على الرئيس السادات ومنها شكاوى الأخوة المسيحيين في أسيوط من تصرفات الجماعات الدينية والأخوان المسلمين، وحذرنا من تنامي بذور الفتنة الطائفية والتي بدأت باعتداءات فردية على الكنائس ووصلت ذروتها بحوادث الزاوية الحمراء". فى حين اعترف محمد عثمان إسماعيل ، صراحة في مجلة روز اليوسف في رده على فؤاد علام قائلا " فبادئ ذي بدء أنني شكلت الجماعات الإسلامية في الجامعات باتفاق مع المرحوم الرئيس السادات".
ومارست هذه الجماعات كل أنواع البلطجة على شعب أسيوط. وتوحشت هذه الجماعات بعد ذلك وكونت تنظيمات إرهابية دولية بدأت من أسيوط وانتهت بأكبر عملية إرهابية في التاريخ الحديث وهي تدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وجزء من وزارة الدفاع في واشنطن. وليس غريبا بعد ذلك خروج رؤوس التنظيمات الإرهابية من جامعة أسيوط والمتهمون بقتل السادات ذاته ثم بعد ذلك العديد من الأعمال الأرهابية مثل عصام دربالة، ناجح إبراهيم، كرم محمد زهدي، عاصم عبد الماجد، فؤاد محمود حفني، ومحمد ياسين همام، حمدي عبد الرحمن، أسامة إبراهيم إبراهيم، أحمد حسن دياب... الخ بالإضافة إلى أصدقائهم الآخرين من الجماعات الأرهابية في القاهرة عبود الزمر ومحمد عبد السلام فرج وانتهاءا بأيمن الظواهري العقل المدبر لتنظيم القاعدة.
في عهد مبارك
تولى حسني مبارك الحكم بعد اغتيال السادات، وخلال السنوات الأربع الأولى من رئاسته كانت الهجمات العنيفة من الجماعات الراديكالية منخفضة نسبياً، واستمر الإرهاب في التزايد وكانت أوائل التسعينيات سنوات دموية في مصر.[29] كان جزء كبير من حركة الإخوان المسلمين غير عنيف ومارسوا نشاطهم داخل البنى التحتية للرعاية الاجتماعية حيث وجدوا مؤيدين من الأشخاص المحرومين اجتماعيًا واقتصاديًا.[30] مع تصاعد التوترات بين القطاعين الديني والعلماني في المجتمع المصري عادة الحركات والتحركات العنيفة مرة أخرى بين الكثير من الجماعات الراديكالية الجديدة، ومع كل هجوم، يستجيب النظام بشكل أكثر شدة، الأمر الذي لم يسفر سوى عن تغذية الجماعات الراديكالية الغاضبة ضد الاضطهاد.[31] ومن الجماعات التي تنامت في تلك الفترة، جماعة الجهاد، الأصغر سناً، الأقل تعليماً، ومن خلفية ريفية.[32]
كما شهدت فترة التسعينيات زيادة الهجمات ضد الشخصيات السياسية، بما في ذلك محاولات الاغتيال الموجهة إلى رئيس البرلمان، الدكتور رفعت المحجوب عام 1990، وزير المعلومات المصري في ذلك الوقت صفوت الشريف عام 1993، وكذلك رئيس الوزراء عاطف صدقي عام 1993.[33] على الرغم من أن الكثير من تلك الهجمات كانت تستهدف الشخصيات الحكومية، إلا أن العامة من المصريين قد شعروا بالخوف من هذه الجماعات الراديكالية. [34]
ثورة 25 يناير
في عهد مرسي
في عهد السيسي
المصادر
- ^ Casciani, Dominic (10 June 2014). "How do you define Islamist extremism?". BBC News. Retrieved 27 January 2016.
- ^ Kenney, Jeffery T. Muslim Rebels: Kharijites and the Politics of Extremism in Egypt. Oxford: Oxford University Press, 2006. Print. pg 56.
- ^ Kenney, Jeffery T. Muslim Rebels: Kharijites and the Politics of Extremism in Egypt. Oxford: Oxford University Press, 2006. Print. pg 4.
- ^ Kenney, Jeffery T. Muslim Rebels: Kharijites and the Politics of Extremism in Egypt. Oxford: Oxford University Press, 2006. Print. pg 4,5
- ^ Jabbour, Nabeel. The Rumbling Volcano: Islamic Fundamentalism in Egypt. Pasadena: Mandate Press, 1993. Print. pg 41.
- ^ Kenney, Jeffery T. Muslim Rebels: Kharijites and the Politics of Extremism in Egypt. Oxford: Oxford University Press, 2006. Print. pg 59, 60
- ^ Kepel, Gilles. Muslim Extremism in Egypt: The Prophet and Pharaoh. Berkeley: University of California Press, 1984. Print. pg 22.
- ^ Kenney, Jeffery T. Muslim Rebels: Kharijites and the Politics of Extremism in Egypt. Oxford: Oxford University Press, 2006. Print. pg 61.
- ^ Kepel, Gilles. Muslim Extremism in Egypt: The Prophet and Pharaoh. Berkeley: University of California Press, 1984. Print. pg 26.
- ^ Kepel, Gilles. Muslim Extremism in Egypt: The Prophet and Pharaoh. Berkeley: University of California Press, 1984. Print. pg 26.
- ^ Kenney, Jeffery T. Muslim Rebels: Kharijites and the Politics of Extremism in Egypt. Oxford: Oxford University Press, 2006. Print. pg 69.
- ^ Kepel, Gilles. Muslim Extremism in Egypt: The Prophet and Pharaoh. Berkeley: University of California Press, 1984. Print. pg 27.
- ^ Kepel, Gilles. Muslim Extremism in Egypt: The Prophet and Pharaoh. Berkeley: University of California Press, 1984. Print. pg 28,29.
- ^ Kepel, Gilles. Muslim Extremism in Egypt: The Prophet and Pharaoh. Berkeley: University of California Press, 1984. Print. pg 31.
- ^ Kepel, Gilles. Muslim Extremism in Egypt: The Prophet and Pharaoh. Berkeley: University of California Press, 1984. Print. pg 37.
- ^ Kepel, Gilles. Muslim Extremism in Egypt: The Prophet and Pharaoh. Berkeley: University of California Press, 1984. Print. pg 53.
- ^ "YouTube". www.youtube.com (in الإنجليزية). Retrieved 2017-12-05.
- ^ Stanley, Trevor. "PWHCE Middle East Project: Shukri Mustafa and Takfir wal-Hijra". www.pwhce.org. Retrieved 2017-12-05.
{{cite web}}
: Unknown parameter|تاريخ الأرشيف=
ignored (help); Unknown parameter|مسار الأرشيف=
ignored (help) - ^ The Salafist Movement| Bruce Livesey| pbs.org Archived 2017-08-27 at the Wayback Machine
- ^ Esposito, John L. (1998). Islam and Politics. Syracuse University Press. p. 239. ISBN 9780815627746.
- ^ Mili, Hayder (June 29, 2006). "Jihad Without Rules: The Evolution of al-Takfir wa al-Hijra". Terrorism Monitor. 4 (13). Retrieved 18 December 2015.
- ^ Kenney, Jeffery T. Muslim Rebels: Kharijites and the Politics of Extremism in Egypt. Oxford: Oxford University Press, 2006. Print. pg 134.
- ^ Kepel, Gilles. Muslim Extremism in Egypt: The Prophet and Pharaoh. Berkeley: University of California Press, 1984. Print. pg 193.
- ^ فصل جماعة الجهاد عقيدة ومنهاجاً، من كتاب العمدة في إعداد العدة.
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةالتوحيد والجهاد
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةالشبكة العربية
- ^ عبد السلام فرج كتب أول سطر في شهادة قتل السادات اليوم السابع. Archived 2011-08-23 at the Wayback Machine
- ^ "محمد عثمان إسماعيل ..محافظ أسيوط .. راعي الإرهاب". مصرس. 2010-05-50. Retrieved 2018-11-05.
{{cite web}}
: Check date values in:|date=
(help) - ^ Tal, Nachman. Radical Islam in Egypt and Jordan. Brighton: Sussex Academic Press, 2005. Print. pg 81.
- ^ Tal, Nachman. Radical Islam in Egypt and Jordan. Brighton: Sussex Academic Press, 2005. Print. pg 85.
- ^ Tal, Nachman. Radical Islam in Egypt and Jordan. Brighton: Sussex Academic Press, 2005. Print. pg 85.
- ^ Tal, Nachman. Radical Islam in Egypt and Jordan. Brighton: Sussex Academic Press, 2005. Print. pg 85.
- ^ Tal, Nachman. Radical Islam in Egypt and Jordan. Brighton: Sussex Academic Press, 2005. Print. pg 95.
- ^ Kenney, Jeffery T. Muslim Rebels: Kharijites and the Politics of Extremism in Egypt. Oxford: Oxford University Press, 2006. Print. pg 170.