عصر الهجرات
عصر الهجرات | |
---|---|
التاريخ | {300–800} أو لاحقاً [1] |
المكان | أوروپا ومنطقة البحر المتوسط |
الحدث | غزو القبائل وسقوط الامبراطورية الرومانية |
عصر الهجرات (إنگليزية: Migrations Period)، هي فترة في التاريخ الأوروپي تميزت بهجرات واسعة النطاق وشهدت سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية والاستيطان اللاحق لأراضيها السابقة من قبل قبائل مختلفة، وتأسيس الممالك ما بعد الرومانية. يشير المصطلح إلى الدور الهام الذي لعبته الهجرة والغزو والاستيطان من مختلف القبائل، ولا سيما الفرنجة، القوط، الألاماني، اللان، الهون والسلاڤ الأوائل وآڤار پانونيا والمجريون والبلغار داخل أو ضمن الإمبراطورية الغربية وشرق أوروپا. تبدأ هذه الفترة تاريخية عام 375 ميلادياً (وربما قبلها عام 300) وانتهت عام 568.[2] ساهمت عوامل مختلفة في ظاهرة الهجرة والغزو هذه، ولا يزال دورها وأهميتها محل نقاش واسع.
يختلف المؤرخون فيما يتعلق بتواريخ بداية ونهاية عصر الهجرة. على نطاق واسع يُعتبر اجتياح قبائل الهون من آسيا لأوروپا حوالي عام 375 بداية لعصر الهجرة وينتهي بغزو اللومبارد لإيطاليا عام 568،[3] لكن يمكن تحديد عصر الهجرة بشكل أكثر مرونة من عام 300 حتى أواخر عام 800 ميلادياً.[4] على سبيل المثال، في القرن الرابع تم توطين مجموعة كبيرة جدًا من القوط باسم الفيودراتي داخل البلقان الرومانية، واستقر الفرنجة جنوب الراين في الگال الرومانية. عام 406 تم عبور نهر الراين بشكل كبير وغير متوقع من قبل مجموعة من الوندال واللان والسوِبي. عندما انهارت القوة المركزية في الإمبراطورية الرومانية الغربية، أصبح الجيش أكثر أهمية، لكنه كان تحت هينة رجال من أصل أمازيغية.
هناك آراء متناقضة حول ما إذا كان سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية نتيجة لزيادة الهجرات، أم أن انهيار السلطة المركزية والأهمية المتزايدة لغير الرومان كان بسبب عوامل رومانية داخلية. كانت الهجرات واستخدام غير الرومان في الجيش معروفين في الفترات السابقة واللاحقة، وتكيفت الإمبراطورية الرومانية الشرقية واستمرت في الوجود حتى سقوط القسطنطينية في أيدي العثمانيين عام 1453. كان سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، على الرغم من أنها تضمنت تأسيس ممالك أمازيغية متنافسة، إلى حد ما تحت إدارة أباطرة الشرق.
كان المهاجرون يشكلون عصابات أو قبائل حرب يتراوح عددهم بين 10.000 و20.000 شخص،[5] لكن على مدى 100 عام لم يتجاوز عددهم الإجمالي 750.000 شخص،[بحاجة لمصدر] مقارنة بمتوسط 40 مليونًا من سكان الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت. على الرغم من أن الهجرة كانت شائعة طوال فترة الإمبراطورية الرومانية،[6] كانت الفترة المعنية، في القرن التاسع عشر، تُعرّف غالبًا على أنها تمتد من حوالي القرن الخامس حتى القرن الثامن.[7][8] الهجرات الأولى للشعوب كانت من قبل القبائل الجرمانية مثل القوط (بما في ذلك القوط الغربيين والشرقيين)، الوندال، الأنگلو-ساكسون، اللومبارد، السوِبي، الفريزين، الجوت، البرگنديين، الجرمان، السكيري والفرنجة؛ تم دفعهم فيما بعد باتجاه الغرب من قبل الهون والآڤار والسلاڤ والبلغار.[9] كان الغزوات اللاحقة، مثل الڤايكنگ، النورمان، الڤارنگيون، المجريون، المور، الغجر، التورك والمنغول، ذات تأثيرات هامة (خاصة في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة الأيبيرية والأناضول ووسط وشرق أوروپا).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التأريخ
أصول القبائل الجرمانية
ولعل من واجبنا أن نعدل بعض التعديل تلك الرواية التي تصف تلك القبائل الألمانية بأنها قبائل متبربرة. نعم إن اليونان والرومان حين أطلقوا على أولئك الأقوام لفظ برابرة Barbari لم يكونوا يقصدون بذلك الثناء عليهم، وأكبر الظن أن هذا اللفظ يقابل لفظ فرفارا Varavar في اللغة السنسكريتية، ومعناه الفظ الجلف، غير المثقف؛ وهو شديد الصلة أيضاً بلفظ بربر Berber؛ ولكن اتصال الألمان مدى خمسة قرون بالحضارة الرومانية عن طريق التجارة والحرب كان لا بد أن يترك فيهم أثراً قوياً؛ وقبل أن يحل القرن الرابع بزمن طويل كانوا قد تعلموا الكتابة وأقاموا لهم حكومة ذات قوانين ثابتة. وكانت مبادئهم الأخلاقية من الناحية الجنسية أرقى منها عند الرومان واليونان إذا استثنينا منهم قبائل الفرنجة المروفنجيين؛ وكثيراً ما كانوا يفوقون الرومان في الشجاعة، وكرم الضيافة، والأمانة، وإن كانت تعوزهم رقة الحاشية ودماثة الخلق، وهما الحلتان اللتان يتصف بهما المثقفون. (لسنا ننكر أنهم كانوا قساة القلوب، ولكنهم لم يكونوا أشد قسوة من الرومان؛ وأكبر الظن أنهم قد روعهم أن يعرفوا أن الشريعة الرومانية كانت تجيز تعذيب الأحرار لتنتزع منهم الشهادات أو الاعترافات. وكانت نزعتهم فردية إلى حد الفوضى، على حين أن الرومان كانوا في الوقت الذي نتحدث عنه رُوِّضوا على حسن المعاشرة والميل إلى السلم. وكان أهل الطبقات العليا منهم يقدرون الآداب والفنون بعض التقدير، وقد اندمج منهم استلكو Stilicho، ورسمر Ricimer، وغيرهما من الألمان في الحياة الثقافية العليا التي كانت تسود المجتمعات في روما، وكتبوا أدباً لاتينياً أقر سيماكوس Simmachus أنه وجد فيه كثيراً من المتعة. وكان الغزاة بوجه عام -وخاصة القوط- يبلغون من الحضارة درجة تمكنهم من أن يعجبوا بالحضارة الرومانية ويعترفوا أنها أرقى من حضارتهم، ويسعون لاكتسابها لا لتدميرها؛ وظلوا قرنين من الزمان لا يطلبون أكثر من أن يسمح لهم بالدخول في بلاد الإمبراطورية والاستقرار في أراضيها المهملة؛ وطالما اشتركوا في الدفاع عنها بجد ونشاط. ولهذا فإنا إذا ما ظللنا نستخدم لفظ البراءة في حديثنا عن القبائل الألمانية في القرنين الرابع والخامس، فإنما نفعل ذلك بحكم العادة التي جعلت هذا اللفظ يجري به القلم، مع مراعاة هذه التحفظات والاعتذارات السالفة الذكر.
وكانت هذه القبائل التي تكاثر أفرادها قد دخلت بلاد الإمبراطورية في جنوب نهر الدانوب وجبال الألب بطريق الهجرة السلمية وبدعوة من الأباطرة في بعض الأحيان. وقد بدأ أغسطس هذه السياسة، فسمح للبرابرة أن يستقروا داخل حدود الإمبراطورية ليعمروا ما خلا من أرضها، ويسدوا ما في فيالقها من ثغرات بعد أن عجز الرومان عن تعمير أولاها وسد ثانيتها لقلة تناسلهم وضعف روحهم العسكرية. وجرى على هذه السنة نفسها أورليوس، وأوليان، وبروبوس. وقبل أن ينصرم القرن الرابع كانت كثرة السكان في بلاد البلقان وفي غالة الشرقية من الألمان. وكذلك كان الجيش الروماني، وكانت مناصب الدولة السياسية منها العسكرية في أيدي التيوتون. وكانت الإمبراطورية في وقت من الأوقات قد صبغت أولئك الأقوام بالصبغة الرومانية، أما في الوقت الذي نتحدث عنه فإنهم هم الذين بربروا الرومان؛ فقد أخذ الرومان أنفسهم يرتدون ملابس من الفراء على طراز ملابس البرابرة، وأخذوا كذلك يرسلون شعورهم مثلهم، ومنهم من لبسوا السراويل، (البنطلون)، واستثاروا بذلك غضب الأباطرة، فأصدروا في غيظهم مراسيم بتحريم هذه الثياب. (397،416). وجاءت القوة التي دفعت هذه القبائل إلى غاراتها الكبرى على الإمبراطورية الرومانية من سهول المغول النائية. وتفصيل ذلك أن الزيونج-نو Hsiung-nu أو الهيونج-نو Hung-nu أو الهون Hun - وهم فرع من الجنس الطوراني، كانوا في القرن الثالث الميلادي يحتلون الأصقاع الواقعة في شمال بحيرة بلكاش وبحر آرال. وكانت سحنتهم، كما يقول جرادنيس Jordanes هي أقوى أسلحتهم:ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
فقد كانت ملامحهم الرهيبة تلقي الرعب في قلوب أعدائهم؛ ولعلهم هم لم يكونوا أقدر على الحروب من هؤلاء الأعداء. فقد كان أعداؤهم يستول عليهم الفزع فيفرون من أمامهم لأن وجوههم الكالحة كانت تقذف الرعب في القلوب.. ولأنهم كانت لهم في مكان الرأس كومة لا شكل لها فيها ثقبان بدل العينين. وهم يقسون على أولادهم من يوم مولدهم، لأنهم يقطعون خدود الذكر بالسيف حتى يعودهم تحمل ألم الجروح قبل أن يذوقوا طعم اللبن، ولهذا فإنهم لا تنبت لهم لحى إذا كبروا وتشوه ندب جروح السيوف وجوههم. وهم قصار القامة، سريعو الحركة، خفاف مهرة في ركوب الخيل، بارعون في استعمال الأقواس والسهام، عراض الأكتاف صلاب الرقاب؛ منتصبو الأجسام على الدوام.
وكانت الحروب صناعتهم، ورعاية الماشية رياضتهم، وبلادهم كما ورد في أحد أمثالهم "هي ظهور خيلهم". وتقدم أولئك الأقوام إلى الروسيا حوالي عام 355، مسلحين بالأقواس والسهام، مزودين بالشجاعة والسرعة، يدفعهم من خلفهم جدب بلادهم وضغط أعدائهم الشرقيين، فهزموا في زحفهم قبائل الألاني Alani، وعبروا نهر الفلجا (372؟)، وهاجموا في أكرانيا القوط الشرقيين الذين كادوا أن يصبحوا أقواماً متحضرين. وقاومهم إرمنريك Ermanaric المعمر ملك القوط الشرقيين مقاومة الأبطال، ولكنه هزم زمات بيده لا بيد أعدائه كما يقول بعض المؤرخين. واستسلم بعض القوط الشرقيين وانضووا تحت لواء الهون، وفر بعضهم متجهين نحو الغرب إلى أراضي القوط الغربيين الواقعة شمال الدانوب. والتقى جيش من القوط الغربيين بالهون الزاحفين عند نهر الدنيستر، فأوقع به الهون هزيمة منكرة، وطلب بعض من نجوا من القوط الغربيين إلى ولاة الأمور الرومان في البلاد الواقعة على نهر الدانوب أن يأذنوا لهم بعبور النهر والإقامة من مؤيزيا Moesia وتراقية. وأرسل الإمبراطور فالنز Valens إلى عماله أن يجيبوهم إلى طلبهم على شرط أن يسلموا أسلحتهم ويقدموا شبانهم ليكونوا رهائن عنده. وعبر القوط الغربيين الحدود، ونهب موظفو الإمبراطورية وجنودها أموالهم غير مبالين بما يجللهم عملهم هذا من عار. واتخذ الرومان الذين افتتنوا ببناتهم وغلمانهم، أولئك الغلمان والبنات عبيداً لهم وإيماء، ولكن المهاجرين استطاعوا بفضل الرشا التي نفحوا بها ولاة الأمور الرومان أن يحتفظوا بأسلحتهم. وبيع لهم الطعام بما يباع به في أيام القحط، فكان القوط الجياع يبتاعون شريحة اللحم أو رغيف الخبز بعشرة أرطال من الفضة أو بعبد، بل إن القوط قد اضطروا في آخر الأمر أن يبيعوا أطفالهم بيع الرقيق لينجوا من هلاك جوعاً. ولما بدت عليهم أمارات التمرد دعا القائد الروماني زعيمهم فرتجيرن Fritigern إلى وليمة وفي نيته أن يقتله؛ ولكن فرتجيرن نجا وأثار حمية القوط المستيئسين وحرضهم على القتال، فأخذوا ينهبون، ويحرقون، ويقتلون، حتى أصبحت تراقية كلها تقريباً خراباً يباباً تعاني الأمرين من جوعهم وغيظهم. وأسرع فالنز من بلاد الشرق لملاقاتهم والتحم بهم في سهول هدريانوبل Hadrianople، ولم يكن معه إلا قوة صغيرة معظم رجالها من البرابرة الذين كانوا في خدمة روما (378). وكانت النتيجة، كما يقول أميانوس "أشنع هزيمة حلت بجيوش الرومان منذ معركة كاناي Cannae" التي حدثت قبل ذلك اليوم بخمسمائة وأربع وتسعين سنة. وفيها تفوق الفرسان القوط على المشاة الرومان، وظلت حركات الفرسان وفنونهم العسكرية من ذلك اليوم حتى القرن الرابع عشر هي المسيطرة على فن الحرب الآخذ في الاضمحلال. وهلك في هذه المعركة ثلثا الجيش الروماني، وأصيب فالنز نفسه بجرح بالغ، وأشعل القوط النار في الكوخ الذي آوى إليه، ومات الإمبراطور ومن كان معه محترقين بالنار. وزحفت الجموع المنتصرة إلى القسطنطينية، ولكنها عجزت عن اختراق وسائل الدفاع التي أقامتها ومنيكا أرملة فالنز. وأخذ القوط الغربيون، ومن انضم إليهم من القوط الشرقيين والهون الذين عبروا الحدود غير المحمية عند نهر الدانوب، يعيثون فساداً في بلاد البلقان من البحر الأسود إلى حدود إيطاليا.
الموجة الأولى
لم تكن بلاد الفرس إلا قطاعاً من تخوم يبلغ طولها عشرة آلاف ميل تتعرض فيها الإمبراطورية الرومانية المؤلفة من مائة أمة مختلفة للغزو في أية نقطة وفي أية ساعة على أيدي قبائل لم تفسدها الحضارة، ولكنها تطمع في ثمارها. وكان الفرس وحدهم مشكلة مستعصية على الحل، فقد كانوا يزدادون قوة لا ضعفاً؛ ولم يمض إلا قليل من الوقت حتى استعادوا كل ما كان دارا الأول يبسط عليه سلطانه قبل ألف عام من ذلك الوقت - إلا قليلاً منه. وكان في غرب بلادهم العرب، ومعظمهم من البدو الفقراء؛ ولو إن إنساناً في ذلك الوقت قد قال إن أولئك الأقوام الرحل الواجمين قد كتب لهم أن يستولوا على نصف الإمبراطورية الرومانية وعلى بلاد الفرس كلها لسخر من قوله هذا أحكم الساسة وأنفذهم بصيرة. وكان في جنوب الولايات الرومانية الإفريقية الأحباش، واللوبيون، والبربر، والنوميديون، والمغاربة، وكان هؤلاء كلهم يتربصون بالإمبراطورية الدوائر، وينتظرون على أحر من الجمر تداعي الحصون الإمبراطورية أو قوى البلاد المعنوية. ولاح أن أسبانيا ستظل رومانية آمنة من الغزو وراء جبالها المنيعة وبحارها التي لا يستطيع المغبرون اجتيازها؛ ولم يكن أحد يظن أنها ستصبح في هذا القرن الرابع ألمانية، وفي القرن الثامن بلاداً إسلامية. أما غالة فقد كانت وقتئذ تفوق إيطاليا اعتزازاً برومانيتها، كما تفوقها في النظام وفي الثراء، وفي الآداب اللاتينية من شعر ونثر؛ ولكنها كان عليها في كل جيل أن تدفع عن نفسها غارات النيوتون الذين كانت نساؤهم أعظم خصباً من حقولهم. ولم يكن في وسع الدولة الرومانية أن تستغني إلا عن حامية قليلة لتدفع بها عن بريطانيا غارات الاسكتلنديين والبكتيين من الغرب والشمال؛ وغارات أهل الشمال والقراصنة السكسون من الشرق أو الجنوب؛ فقد كانت شواطئ النرويج بجميع أجزائها معششاً لهؤلاء القراصنة، وكان أهلها يرون الحرب أقل مشقة من حرث الأرض، ويعتقدون أن الإغارة على السواحل الأجنبية عملاً شريفاً لذوي البطون الخاوية وفي أيام الفراغ. ويدعي القوط أن موطنهم الأول هو جنوبي السويد وجزائرها الصغرى، ولا يبعد أن يكون ذلك الموطن هو الإقليم المحيط بنهر ڤستولا؛ ولكنهم أياً كان موطنهم انتشروا باسم القوط الغربيين نحو نهر الدانوب الجنوب، واستقروا باسم القوط الشرقيين بين نهري الدنيستر والدون. وفي قلب أوربا -الذي تحده أنهار الفستيولا والدانوب، والرين- كانت تجول قبائل قدر لها أن تغير خريطة أوربا وتبدل أسماء أممها: هي قبائل الثورنجيين، والبرغنديين، والإنجليز، والسكسون، والجوت، والفريزيين، والگپيدا، والكوادي، والوندال، والألماني، والسوِڤي، واللمبارد، والفرنجة. ولم يكن للإمبراطورية كلها -عدا بريطانيا- أسوار تصد تيار هذه الأجناس، وكل ما كان لها من هذا القبيل هو حصون أو حاميات في أماكن متفرقة على طول الطرق البرية أو مجاري الأنهار التي كانت في أطراف الدولة الرومانية. وكانت تفوق البلاد الخارجية عن حدود الدولة الرومانية في نسبة مواليدها: وتفوقها هي على هذه البلاد في مستوى معيشة أهلها، مما جعل الهجرة إليها أو الإغارة عليها قضاء محتوماً لا مفر لها منه في ذلك الوقت، كما أنهما الآن قضاء محتوم على أمريكا الشمالية.
الموجة الثانية
ما بين عامي 500 و700 ميلادياً، كانت القبائل السلاڤية قد استوطنت المزيد من مناطق وسط أوروپا واندفعوا أبعد في جنوب وشرق أوروپا، مما جعل النصف الشرقي من أوروپا ذي غالبية سلاڤية.[10] بالإضافة إلى ذلك، انخرطت القبائل التوركية مثل الأڤار والأوگرية لاحقاً في هذه الموجة الثانية. عام 567، دمر الأڤار واللومبارديون الكثير من المملكة الگپية.
في القرن السادس، استقر اللومبارديون، وهم شعب جرماني، في إيطاليا مع حلفائهم الهيروليين والسويبيان والگپيين والتورينگيين والبلغار والسارماتيين والساكسونيين.[11][12] وتبعهم لاحقاً الباڤاريون والفرنجة، الذين غزوا وحكموا معظم إيطاليا.
منذ القرن الثاني احتل البلغار، وهم في الأصل جماعة بدوية على الأرجح من آسيا الوسطى، السهوب الپنطية شمال القوقاز، لكن فيما بعد، دفعهم الخزر. في القرن السابع، هاجر معظمهم إلى الغرب وسيطروا على الأراضي البيزنطية على امتداد الدانوب السفلي. منذ ذلك الوقت تغيرت الصورة الديموغرافية للبلقان بشكل دائم، وأصبح ذو غالبية سلاڤية، بينما بقيت جيوب من السكان الأصليين في جبال البلقان.[13][14]
أثناء الحروب العربية البيزنطية المبكرة، حاولت الجيوش العربية غزو جنوب شرق أوروپا عبر آسيا الصغرى في أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن، لكنهم هُزموا في حصار القسطنطينية (717–718) على يد قوات مشتركة من البيزنطيين والبلغار. أثناء الحروب الخزرية العربية، أوقف الخزر التوسع العربي في أوروپا عبر القوقاز (القرن السابع والثامن). في الوقت نفسه، قام المور (يتألفون من العرب والأمازيغ)، بغزو أوروپا عبر جبل طارق (فتح هسپانيا التي كانت تحت حكم مملكة القوط الغربيين عام 711)، قبل أن يوقفهم الفرنجة في معركة تور في بلاد الگال. رسمت هذه المعارك على نطاق واسع الحدود بين العالم المسيحي والإسلامي للألفية القادمة. شهدت القرون التالية نجاح المسلمين في غزو معظم صقلية، الذي كان تحت الحكم المسيحي، بحلول عام 902.
يمثل الفتح المجري للحوض الكرپاتي من حوالي عام 895 والغزوات المجرية لأوروپا وتوسع الڤايكنگ من أواخر القرن الثامن الميلادي آخر تحركات كبيرة في تلك الفترة. حول المبشرون المسيحيون تدريجياً غير المسلمين الجدد إلى الدين المسيحي ودمجوهم في العالم المسيحي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خط زمني
انظر أيضاً
- أرنولد ج. توينبي
- العصور المظلمة
- انهيار الامبراطورية الرومانية
- العصور الوسطى المبكرة
- گتيكا
- الحروب القوطية الوندالية
- هجرة تاريخية
- هجرة بشرية
- القدم المتأخر
- غزوات المجر لاوروبا
- ديموغرافيا العصور الوسطى
- فن عصر الهجرت
- الفتوحات الإسلامية
- رايدگوتلاند
- ساسانيون
- غزوات التتار
الهامش
- ^ Allgemein Springer (2006), der auch auf alternative Definitionen außerhalb der communis opinio hinweist. Alle Epochengrenzen sind letztlich nur ein Konstrukt und vor allem durch Konvention begründet. Vgl. auch Stefan Krautschick: Zur Entstehung eines Datums. 375 – Beginn der Völkerwanderung. In: Klio 82, 2000, S. 217–222 sowie Stefan Krautschick: Hunnensturm und Germanenflut: 375 – Beginn der Völkerwanderung? In: Byzantinische Zeitschrift 92, 1999, S. 10–67.
- ^ Halsall, Guy. Barbarian Migrations and the Roman West, 376–568. Cambridge University Press, 2007.
- ^ For example, Halsall, (2008), Barbarian Migrations and the Roman West, 376–568
- ^ "The Migration period (fourth to eighth century)", p.5 Migration Art, A.D. 300-800, 1995, Metropolitan Museum of Art, ed. Katharine Reynolds Brown, ISBN 0870997505, 9780870997501
- ^ Peter Heather (2003). The Visigoths from the Migration Period to the Seventh Century: An Ethnographic Perspective. Boydell & Brewer Ltd. p. 54. ISBN 978-1-84383-033-7.
- ^ Giovanni Milani-Santarpia, "Immigration Roman Empire", MariaMilani.com
- ^ John Hines, Karen Høilund Nielsen, Frank Siegmund, The Pace of Change: Studies in Early-Medieval Chronology, Oxbow Books, 1999, p. 93, ISBN 978-1-900188-78-4
- ^ The delimiting dates vary but often cited are 410, the Sack of Rome by Alaric I; and 751, the accession of Pippin the Short and the establishment of the Carolingian dynasty.
- ^ Bury, J. B., The Invasion of Europe by the Barbarians, Norton Library, 1967.
- ^ Zbigniew Kobyliński. "The Slavs" in Paul Fouracre. The New Cambridge Medieval History, pp. 530–537
- ^ Bertolini 1960, pp. 34–38.
- ^ Schutz 2002, p. 82
- ^ Fine, John Van Antwerp (1983), The Early Medieval Balkans, University of Michigan Press, ISBN 0-472-08149-7, p. 31.
- ^ The Miracles of Saint Demetrius
المصادر
- J.B. Bury: History of the Later Roman Empire. 2 vols. London 1923.
- Guy Halsall: Barbarian Migrations and the Roman West. Cambridge 2007.
- Walter Pohl: Die Völkerwanderung. Eroberung und Integration. Stuttgart 2002.
- صفحات تستخدم خطا زمنيا
- Articles containing إنگليزية-language text
- Pages using Lang-xx templates
- Articles with hatnote templates targeting a nonexistent page
- Pages with empty portal template
- عصر الهجرات
- تأريخ
- التاريخ الجرماني
- التاريخ الهندو-أوروپي
- الآثار الجرمانية
- الألفية الأولى في أوروپا
- الألفية الأولى في آسيا
- الألفية الأولى في أفريقيا
- عصور تاريخية
- العصور المظلمة