تاريخ كوريا
تاريخ كوريا | ||||||
---|---|---|---|---|---|---|
ما قبل التاريخ
| ||||||
تاريخ كوريا History of Korea بدأ الناس يستقرون في شبه الجزيرة الكورية والمناطق المجاورة لها منذ حوالي 700,000 سنة.بدأ العصر الحجري الحديث حوالي 8,000 سنة مضت. يمكن العثور على آثار وبقايا ذلك العصر في مختلف أنحاء شبه الجزيرة الكورية، خاصة في المناطق الساحلية وبالقرب من الأنهار الكبيرة
أما العصر البرونزي فقد بدأ حوالي 1,500 سنة قبل الميلاد في منگوليا الحالية وفي شبه الجزيرة الكورية. وعندما بدأت هذه الحضارة في التشكل، ظهرت العديد من القبائل في إقليم ليونينگ في منشوريا وفي شمال گرب كوريا. وحكم هذه القبائل قادتهم حيث قام فيما بعد القائد الأسطوري/ دانكون الذي أسس كوريا بتوحيد وتأسيس مملكة كوجوسون (2333 ق.م.). ويعتبر تاريخ التأسيس بمثابة شهادة على مدى عمق جذور تاريخ كوريا. كما يعتبر هذا الإرث مصدر فخر يقدم للكوريين قوة المثابرة في أوقات الشدائد.[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الممالك الثلاث و گايا
اتحدت حكومات المدن في شكل اتحادات قبلية على نحو متدرج ذات هياكل سياسية معقدة وتحولت أخيرًا إلى ممالك، من بين هذه الروابط القبلية، تحولت الرابطة القبلية «كو گو ريو» (37 ق.م. - 668م) ، التي كانت تقع على ضفاف المنطقة الوسطى من نهر «أب نوك كانگ» («يالو» بالصينية) إلى أول مملكة
ونتيجة لحروب الغزو التي بادرت بها مملكة كوانگ جيتو العظيمة (391-413) والملك جانگ سو (413-491)، تمكنت مملكة كوگوريو من احتلال مساحات واسعة من الأراضي التي كانت تشمل منشوريا وأجزاء كبيرة من شبه الجزيرة الكورية. وتلا ذلك تكوين نظام سياسي يحمل كل سمات الإمبراطورية
كانت مملكة بيكجي ( 18 ق.م. - 660 م) من النمو من مجرد مدينة تقع جنوب نهر هانكانگ ، المجاور للعاصمة سيول الحالية، كانت مملكة اتحادية أخرى شبيهة لمملكة كوگوريو. وخلال عهد الملك/كونشوگو ( 346-375) تطورت مملكة كو گو ريو لتصبح دولة مركزية
أما مملكة «شيلا» (57 ق.م. - 935)، فكانت تقع في أقصى جنوب شبه الجزيرة الكورية وكانت في البدء أقل قوة وتطوراً من الممالك الثلاث الأخرى، إلا أن بعدها الجغرافي عن النفوذ الصيني، أتاح لها تبني أفكاراً وممارسات أكثر انفتاحاً من الأساليب والممارسات الصينية. وتميز مجتمع مملكة «شيلا» بطبقته ذات الصفات الشرقية، كما طور مؤخراً نظام قواته المقاتلة الفريد المعروفة باسم «هوا رانگ (زهرة الشباب)» فضلا عن تبنيه لممارسات بوذا
بدأت مملكة جايا (42-562) في شكل كونفدرالي، حيث تم تشكيلها عندما توحدت العديد من القبائل من نهر ناكدونگ كانگ.
«شيلا» الموحدة و «بال هاي»
.في منتصف القرن السادس، تمكنت مملكة «شيلا» من إخضاع كل ممالك «گايا» المجاورة لسيطرتها، حيث كانت إحدى أقوى حكومات المدن الصغيرة التي نشأت في جنوب شبه الجزيرة الكورية في الفترة الممتدة من منتصف القرن الأول وحتى منتصف القرن السادس. اكتمل توحيد شبه الجزيرة الكورية رسمياً مع انتصار مملكة شيلا على مملكة تانگ سنة 676. وبعد تكوينها لتحالف مع مملكة تانگ الصينية، تمكنت مملكة شيلا من إخضاع مملكة كوگوريو سنة 660 ومملكة بيكجي سنة 668. اكتمل توحيد شبه الجزيرة الكورية رسمياً مع انتصار مملكة شيلا على مملكة تانگ سنة 676
وبلغت مملكة شيلا أوج عظمتها فيما يتعلق بقوتها وازدهارها خلال منتصف القرن الثامن. وقد حاولت تأسيس دولة بوذية نموذجية. وفي خلال عهد مملكة شيلا الموحدة تم بناء معبد بولكوكسا الرائع.
في سنة 698، أسس لاجئون من مملكة كوگوريو مملكة أطلقوا عليها اسم بالهى في جنوب ووسط منشوريا. ولم تتكون مملكة بالهى الجديدة من لاجئين من كوگوريو فحسب، بل حتى من سكان موهى.
.أسست مملكة بالهاي نظام حكومي على طراز النظام الإداري الخاص بمملكة كوگوريو، كما تعمقت فيها ثقافتها المتطورة.
وبلغ ازدهار مملكة «بال هاي» قمته في أوائل القرن التاسع عندما احتلت أراضي واسعة امتدت حتى نهر «أمور» شمالاً و منطقة «كايوان» جنوب وسط منشوريا إلى الغرب، كما قامت بتأسيس علاقات دبلوماسية مع تركيا واليابان، واستمرت مملكة «بالهاي» حتى عام 926 وذلك عندما هزمتها دولة «قيدان»، والتجأ بعد ذلك العديد من أفراد الطبقة الحاكمة، وكان معظمهم من الكوريين، إلى الجنوب وانضموا إلى المملكة الجديدة التي أنشأت، وهي مملكة «كو گور يو».
مملكة «گوريو»
بالرغم من الغزوات الأجنبية المتلاحقة، إلا أن شبه الجزيرة الكورية ظلت تحكمها حكومة واحدة منذ قيام مملكة «شيلا» بتوحيدها سنة 668، فحافظت على استقلالها السياسي وتراثها الثقافي والعرقي. وبذلت كل من مملكتي «گوريو»(918-1392) تشوسون (1392-1910) جهودهما لتعزيز قوتهما وازدهارهما الثقافي، بينما ظلت مملكة «گوريو تصد التهديدات المستمرة من القيدان والمغول واليابان.
أسس الجنرال «وانگ كون» مملكة «گوريو» وكان يعمل مع «كونگي» الأمير المتمرد في مملكة «شيلا»، وقد اختار الملك «وانگ كون» مدينة «سونگ آك» مسقط رأسه (اسمها الحالي كيسونگ في كوريا الشمالية) لتكون عاصمة مملكة «گوريو» وأعلن الملك «وانگ كون» عن خطته لاستعادة الأراضي المسلوبة من مملكة «گوگوريو» في شمال شرق الصين. وأطلق الملك «وانگ كون» على مملكته اسم «كو ريو» الذي ينحدر منه اسم كوريا الحالي.
وبالرگم من أن مملكة «گوريو» لم تتمكن من استعادة أراضيها المسلوبة، إلا أنها اشتهرت بمنجزاتها الثقافية الرفيعة والمتمثلة في صناعة الخزف الأزرق (السيلادون )، وازدهار التقاليد البوذية، ومن أشهر منجزاتها اختراع أول آلة طباعة معدنية متحركة في عام 1234، أي قبل 200 سنة من «گوتنبرگ» الذي اخترع آلة الطباعة المعدنية في ألمانيا، وفي هذه الفترة، أكمل الفنانون الكوريون المهرة إنجازاً فريداً وهو نقش محتويات مبادئ البوذية على لوحات خشبية كبيرة بلغ عددها أكثر من 80,000 لوح، كمحاولة من شعب مملكة «گوريو» للاستعانة بمبادئ بوذا لصد الهجوم المغولي، ويطلق على هذه الألواح الخشبية التي ما زالت محفوظة في معبد «هاي إن سا» التاريخي اسم «تربيتاكا كوريانا».
مملكة «جوسون»
أسس الجنرال «لي سونگ كيه» مملكة جديدة اسمها «جوسون» في عام 1392، وقد دعم حكامها الأوائل الكونفوشيوسة كفلسفة، لتوجيه المملكة في محاولة منهم لإزالة نفوذ البوذية التي كانت مسيطرة خلال عصر مملكة «كو ريو»
وحكم ملوك مملكة «جوسون» شعبهم من خلال نظام سياسي متوازن، وكان هناك نظام لاختبار موظفي الخدمة المدنية، حيث كان هذا النظام هو القناة الرئيسية لتعيين موظفي الحكومة، كما كان بمثابة العمود الفقري لكل الأنشطة الاجتماعية والفكرية خلال فترة مملكة «تشوسون»، وقد اهتم مجتمع مملكة «جوسون» القائم على الكونفوشيوسية بالتعليم الأكاديمي، بينما أهمل الأنشطة التجارية والصناعية.
وشهد عصر الملك «سيه جونگ» العظيم (1418-1450)، الملك الرابع في مملكة «تشوسون» قمة الازدهار في المجالات الثقافية والفنية والسياسية، ففي هذا العصر، اخترع علماء المعهد الأكاديمي الملكي الحروف الكورية المسماة بـ «هان كول» تحت رعاية الملك «سيه جونگ» العظيم، والتي سميت «هون مين جونگ ووم» أو «نظام الأصوات الصحيحة لتعليم الشعب».
وأبدى ملك «سيه جونگ» العظيم اهتماماً خاصاً بالعلوم الفلكية، حيث أشرف على اختراع الكثير من الآلات العلمية بما فيها الساعة الشمسية والساعة المائية والكرة السماوية والخريطة الفلكية وگيرها، وتنازل عن العرش لابنه الملك «مون جونگ» (1450-1452)، إلا أن وفاته في سنة 1452 أدت إلى تنصيب ابنه «تان جونگ»- ولي العهد، الذي كان عمره11 عامًا فقط على عرش المملكة.
وكجزء من جهود تأسيس نظام حكم لمملكة جوسون، وضع الملك/ سيجو (1455-1468) نظاماً قانونياً، وبادر لإكمال شفرة قومية عرفت باسم (كيونگ كوك ديجون). وتم تأسيس الهيكل الرسمي لنظام الحكم في مملكة جوسون بعد اكتمال كيونگ كوك ديجون خلال عهد الملك/سيجونگ (1469-1494).
.في عام 1592، قامت اليابان بغزو مملكة «جوسون» من أجل تمهيد الطريق لغزو الصين، وقام الأدميرال «لي سون سين» (1545-1598)، وهو أحد أهم الشخصيات البارزة في تاريخ كوريا، بإجراء عدة مناورات بحرية ضد اليابان باستخدام السفينة «كيو بوك سون (سفينة السلحفاة)» التي يُعتقد أنها أول سفينة حربية مصفحة بألواح من الحديد في تاريخ الحروب على مستوى العالم.
وعلى البر، قاتل العديد من الفلاحين المتطوعين والرهبان البوذيين، وأبلوا بلاءً حسناً، وبدأ اليابانيون في سحب قواتهم من كوريا بعد موت قائدهم «تويوتومي هيديوسي»، وأخيرًا انتهت هذه الحرب في عام 1598 تاركة آثاراً مدمرة على كل من مملكتي «تشوسون» الكورية و «مينگ» الصينية، وفي خلال تلك الحرب، تم ترحيل العديد من الفنانين والفنيين الكوريين إلى جانب صناع الخزف إلى اليابان .
وفي أوائل القرن السابع عشر، اكتسبت حركة «سيل هاك» (مذهب التعليم العلمي) دعماً قوياًً من جانب العلماء والمسئولين ذوى التوجهات الليبرالية وذلك كوسيلة لبناء دولة حديثة، ونادت هذه الحركة بضرورة القيام بإصلاحات في المجالات الزراعية والصناعية مع إجراء إصلاحات جذرية في توزيع الأراضي، إلا أن الحكومة الأرستقراطية المحافظة لم تكن مستعدة للتأقلم مع مثل هذه التغيرات الجذرية.
وفي النصف الأخير من عصر مملكة «جوسون» شهدت الحكومة التنفيذية والطبقات العليا ظاهرة التحزب، ولتصحيح تلك الأوضاع السياسية غير المحتملة، تبنى الملك «يونگ جو»(1724-1776) سياسة أكثر موضوعية، واستطاع بذلك تقوية السلطة الملكية وتحقيق الاستقرار السياسي. .
أما الملك «جونگ جو»(1776-1800) فقد استمر في تطبيق سياسة محايدة ومتزنة، كما أنشأ مكتبة لحفظ الوثائق والسجلات الملكية، كما قام بإصلاحات في المجالات الثقافية والسياسية. شهدت فترة الملك «جونگ جو» ازدهار علم «سيل هاك» حيث ألف العديد من العلماء البارزين الكثير من الكتب التي تحث على القيام بإصلاحات زراعية وصناعية، إلا أن الحكومة لم تنفذ سوى القليل منها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الاحتلال الياباني وحركة الاستقلال الكورية
ظلت كوريا إبان القرن التاسع عشر «المملكة الناسكة» التى ترفض الإذعان لمطالب الغرب بشأن إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية، ومع مرور الوقت تنافست العديد من الدول الأوروبية والآسيوية ذات المطامع الإمبريالية مع بعضهم البعض لفرض نفوذهم على شبه الجزيرة الكورية، فبعدما انتصرت اليابان على كل الصين و روسيا، قررت ضم الأراضي الكورية بالقوة لتبدأ بذلك حقبة الحكم الاستعماري الياباني لكوريا عام 1910.
عمل الاستعمار على حفز روح الوطنية لدى الكوريين، كما زاد غضب الطبقة الكورية المستنيرة من إعلان اليابان الرسمي عن سياسة التذويب التي منعت استعمال اللغة الكورية حتى في المدارس الكورية. زفي الأول من مارس سنة 1919 تم تسيير مظاهرات سلمية عمت جميع أنحاء البلاد مطالبة باستقلال كوريا.
ورغم فشل حركة الاستقلال في الأول من مارس عام 1919، إلا أنها عززت الهوية القومية والروح الوطنية بين الكوريين، كما أسفرت هذه الحركة عن تشكيل حكومة مؤقتة في مدينة شنگهاي الصينية، إلى جانب بدء النضال المسلح ضد المستعمرين اليابانيين في منشوريا، وما تزال حركة الاستقلال هذه باقية في ذاكرة الكوريين، ويحتفلون بها في الأول من مارس في كل عام .
لقد تدنى مستوى معيشة الكوريين في ظل الحكم الاستعماري الياباني حتى هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية عام 1945، وقد استغلت اليابان طوال فترة الحكم الاستعماري الموارد الاقتصادية في كوريا.
تأسيس جمهورية كوريا
تلقى الشعب الكوري خبر هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية بفرحة غامرة، ولكنها لم تدم طويلاً، إذ أن التحرر من قبضة الاحتلال لم يحقق لهم الاستقلال الذي ناضلوا من أجله. وبدلا عن، فقد أدى التحرر إلى تقسيم شبه الجزيرة الكورية إلى قسمين بسبب الاختلافات الإيديولوجية التي نتجت عن الحرب الباردة، وفشلت جهود الكوريين لإنشاء حكومة مستقلة عندما ان احتلت قوات الولايات المتحدة الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية، وسيطر الاتحاد السوفيتي على الشطر الشمالي.
وفي نوفمبر 1947، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يدعو إلى إجراء انتخابات في كوريا تحت رعاية الأمم المتحدة.
ورفض الاتحاد السوفيتي تنفيذ القرار ودخول لجنة الأمم المتحدة إلى الشطر الشمالي من شبه الجزيرة الكورية، ولذا تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يدعو إلى إجراء انتخابات في المناطق التي يمكن للجنة الأمم المتحدة دخولها، وفي 10 مايو 1948، جرت الانتخابات الأولى في كوريا خاصة في مناطق جنوب خط عرض 38 وأصبح هذا الخط هو الخط الفاصل الذى يقسم شبه الجزيرة الكورية إلى الشطرالشمالى والشطرالجنوبى.
وتم انتخاب د. لي سونگ مان كأول رئيس لجمهورية كوريا في عام 1948، بينما تم تأسيس نظام حكم شيوعي في منطقة شمال خط عرض 38 تحت قيادة الزعيم كيم إيل سونگ. في 25 يونيو 1950 ، شنت كوريا الشمالية حرباً مباغتة شاملة على كوريا الجنوبية واستمرت تلك الحرب لمدة ثلاث سنوات مما خلف دماراً شاملاً في شبه الجزيرة الكورية، وقد وقعت الكوريتان الجنوبية والشمالية على اتفاقية الهدنة في يوليو عام 1953.
ظل الاقتصاد الكوري القائم على تطوير الصادرات ومواصلة النمو منذ ستينات القرن الماضي ينمو بصورة مدهشة حتى اكتسب التعبير"معجزة على نهر هان" وفي سبعينات القرن الماضي ، نجحت سيول في استضافة الأولمبياد الرابعة والعشرين في العام 1988 كما استضافت كوريا مناصفة مع اليابان مونديال كأس العالم الفيفا 2002 لكرة القدم . ومن خلال هذه المناسبات، أظهرت كوريا للعالم إرثها الثقافي الگني وحبها للفنون إضافة للتكنولوجيا الحديثة. وفي خمسينات القرن الماضي، تم تصنيف كوريا على أنها من ضمن أفقر دول العالم. أما اليوم فاقتصادها يحتل المرتبة رقم 13 ضمن اقتصاديات العالم، وقد عزمت البلاد على أن تصبح أكثر من مجرد دولة رائدة عالمياً في المجال الاقتصادي خلال الألفية الجديدة.
لقد تتبعت جمهورية كوريا وعلى نحو منتظم طريق الديمقراطية الناضجة والسوق الحر. برغم من وجود آثار الحرب الباردة على شبه الجزيرة الكورية، لقد تعهدت كوريا لتحقيق انطلاقة اقتصادية جديدة. كما تعمل كوريا لبناء هيكل سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية وتطوير الازدهار المشترك لكل من كوريا الجنوبية والشمالية عبر السلام والمصالحة والتعاون.
ملخص عبده فايد
اليابان احتلت كوريا عام 1910..سحقتها ربما هي الكلمة الأنسب..ليس من الناحية العسكرية المحسومة لصالح اليابانيين، بل إقتصاديًا وثقافيًا..أزاحت الإمبراطور يي هينج، ثم عينت حاكمًا عسكريًا، والأخير طالب الكوريين بتسجيل أراضيهم، ولما عجزوا، تمكّنت طوكيو من السيطرة علي 40% من الأراضي الزراعية الكورية..طمسوا كل معلم للثقافة الكورية، أحرقوا ربع مليون كتاب، وحظروا استخدام الكورية في كافة النشاطات اليومية واستبدلوها باليابانية، حتي أسماء العائلات جري تغييرها، تحتاج طوكيو لجنود، لا بأس من تجنيد ثلاث أرباع مليون كوري، وإن انتفض الكوريون بقيادة يو إن سترد طوكيو بقتل 43 ألفًا في أيام..كل ذلك يبدو هينًا أمام العبودية الجنسية..اليابان اختطفت قرابة 200 ألف امرأة كورية للعمل كبغايا لصالح الجنود، عُرفن لاحقًا بلقب ‘‘نساء الراحة/ Comfort Women‘‘..تجلس في بيتها، يعتدي عليها اليابانيون أولًا، ربما تصبح سلعة بين الجنود في كوريا، وربما تُجرد من وطنها، تجاه الصين مثلًا، أين يحظي جندي ياباني بمكافأة بعد قتل 300 ألف صيني في مذبحة نانكينج، عبارة عن امرأة كورية، لن تكلفه بعد ساعتين أكثر من رصاصة في رأسها، وتلك ستتكفل الإمبراطورية اليابانية بثمنها..لكل بداية نهاية..ونهاية اليابان بقنبلتين نوويتين وممتلكات آسيوية أضحت في مهب الريح..من يرث اليابان..في كوريا تحديدًا؟ الأميركيون الذين زحفوا من الجنوب والسوفييت الذين تقدموا من الشمال وبينهما يفصل خط عرض 38 الذي وضعه الجنرال ماتياس جارثر، كنقطة التقاء وفصل بين القوتين الغازيتين.
ألمانيا جديدة؟..للوهلة الأولي فقط..الأميركيون نصبوا المشانق لقادة الرايخ الثالث في نورمبرج، ضمن حملة سُتعرف لاحقًا ب Entnazifizierung / إجتثاث النازية..ستكرر واشنطن الأمر في كوريا الجنوبية؟ ستلاحق المسئولين المحليين الذين تواطؤوا مع اليابانيين علي إرتكاب تلك المجازر؟..هناك زعيم كوري ثوري من أسرة الإمبراطور المخلوع يي هينج، آمن بالكفاح ضد الإحتلال وإقامة كوريا ديمقراطية، وأنشأ مطبوعة تُدعي الإستقلال، فكان نصيبه 7 سنوات من السجن، خرج بعدها صوب الولايات المتحدة، حيث نال درجتي الماجستير والدكتوراة في القانون الدولي من جامعة برينستون..عاد بعد التحرير الأميركي، تلك المرة وهو يحمل اسمًا جديدًا، سينجمان راي..دبرّت واشنطن لرجلها منصبًا جديدًا، رئاسة الجمهورية، ورجالًا أيضًا، لكنهم ليسوا جددًا..أولهم تشي بيونج دك المُلقب بتشي السمين، والذي كان عميلًا في صفوف الإحتلال الياباني، وتشانج تيك سان لرئاسة شرطة العاصمة، كان عميلًا يابانيًا أيضًا..الطلاب يتظاهرون احتجاجًا علي عودة الحرس القديم، اليساريون تحديدًا في ساحة ماونتنام..دونالد نيكلز، العقيد في الجيش الأميركي، والمُتمكّن من اللغة الكورية، عاصر رد السلطة الكورية الجنوبية علي التظاهرات..أسر الجيش الكوري الجنوبي مئات الأشخاص، نقلهم لساحة مقفرة، عُصبت أعينهم، ثم وُضعت علي صدورهم لوحات بيضاء، عليها علامات سوداء، وعلي بعد أمتار يقف الجنود في إنتظار الأوامر بإطلاق النار، وتنتهي القصة بمذابح جماعية للمتظاهرين اليساريين.
الغرور من الخطايا التي يعاقبك عليها القدر، والسوفييت أيضًا..أميركا لم تر حاجة مُلحة لوضع كوريا الجنوبية ضمن الدول التي سوف تتولي الدفاع عنها، كان الجنرال ماك آرثر سيد المحيط الهاديء يؤمن ألا مكان لحرب في شبه الجزيرة الكورية، الردع الأميركي سيحول بين الشمال الكوري وهكذا تفكير..وكيف تشن بيونج يانج هجومًا بينما الصين تنأي بنفسها كليةّ عن المساعدة، أملًا في إصلاح العلاقات مع واشنطن؟ كيف والسوفييت لم يعينوا حتي سفيرًا لهم في كوريا الشمالية؟ لا دعم من القوتين الشيوعيتين المتنافستين، إذن فلا إحتمال لحرب قادمة..اطمأنت واشنطن، وحينما فعلت، ذهب كيم إيل سونج إلي موسكو، التقي ستالين، والأخير عرض عليه تزويده بدبابات T34، إضافة إلي مستشارين عسكريين سوفييت، وكهدية إضافية، خطة إحتلال كوريا الجنوبية..علي حين غرة اندلعت الحرب في يونيو 1950..تقدّمت أرتال الدبابات الكورية الشمالية، سحقت الجيش الجنوبي المكوّن من 80 ألف جندي بدائي التجهيز..وقف الرئيس سنجمان راي يدعو أبناء بلده للقتال..سيقاتل هو أيضًا؟ نهر الهان يقسم العاصمة سيول إلي ضفتين متصلتين بسلسلة من الجسور..أخذ الرئيس أسرته وحاشيته وقادة جيشه إلي الطرف الآخر الذي لم يحتله الشيوعيون، ثم أمر بتفخيخ الجسر، فترك 40 ألف من جنوده وملايين البشر أسري للجيش الكوري الشمالي..قبلها تلقي الجنرال ماك آرثر مكالمة تُفيد بوقوع الغزو..أيقن الرجل خطأ حساباته، وكذا القيادة السياسية في واشنطن، التي حشدت في مجلس الأمن لتكوين قوة أممية لوقف التقدم الكوري الشمالي..غاب السوفييت عن تلك الجلسة الحاسمة، وتشكّلت قوة الأمم المتحدة، برأس حربة أميركي ومساندة كندية ونيوزيلاندية وأسترالية.
الغرور يقتلك مرة والثانية أيضًا..هرعت واشنطن لإرسال فيلق من جنودها الذين أنهكتهم الراحة اليابانية، ليجدوا أنفسهم للمرة الأولي في إختبار حقيقي أمام عدو متمرس..لن يستغرق الأمر سوي 4 أيام من شهر يوليو 1950 قبل أن تنجح كوريا الشمالية في قتل 80 أميركي وأسر عدد مماثل..لم يعد للأميركيين في كوريا بأسرها من مخبأ سوي بوسان..كيف ترد واشنطن الصفعة؟ حليفها سنجمان راي، أطلق زبانيته لإخراج المساجين، ونقلهم سريعًا للمزارع، حيث نفّذ بحقهم مذبحة جماعية أودت بحياة 1800 سجين سياسي كوري جنوبي، يُشتبه في إنتمائهم للمعسكر الشيوعي..تصرف وضيع..لكن ما سيفعله الأميركيون لاحقًا كان أسوأ..أصدر ماك آرثر أوامره بقصف كل شيء بالنابالم..كان آرثر يعتقد أن الكوريين الشماليين يتسللون خلف خطوطه عبر تدفقات اللاجئين الكوريين الجنوبيين الهاربين من الجحيم..ماذا يفعل؟ أصدر الأوامر بقصف أي تجمع بشري هارب يفوق تعداده 8 أفراد..نو جون راي كانت فاتحة المذابح الأميركية بحق اللاجئين الكوريين الجنوبيين، ولن تكون الأخيرة أبدًا..تفشل واشنطن رغم ذلك في زحزحة الكوريين الشماليين من سيول..لا بد من مجازفة تقلب الحرب..قنبلة نووية؟..بالفعل طلب ماك آرثر استخدامها، ورفض الرئيس ترومان علي الفور، لم يكن راغبًا في حرب نووية مع الإتحاد السوفياتي الذي اختبر قنبلته الأولي قبل عام..يتعيّن إذن علي آرثر أن يتصرف في حدود وسائل القوة التقليدية..وضع استراتيجية لتطويق القوات الشمالية..كانت مغامرة بكل المقاييس، إذ قرّر نقل عشرات ألوف الجنود من بوسان إلي أنتشون عبر البحر الأصفر، وهناك يهبط المارينز ويفتكون من الخلف بالقوات الشيوعية..نجحت خطة آرثر بمعجزة، وتم الإنزال رغم العواصف والمد، وتقدّم الأميركيون وتراجع الكوريون الشماليون وعادت سيول من جديد إلي قبضة الرئيس سينجمان راي الذي عاد من مخبأه، وفي جعبته خطط للإنتقام من معارضيه..ذبح 100 ألف معارض خلال عامين بموافقة أميركية.
الغرور يقود إلي الإنكار وكلاهما سوف يقتلك..دانت السيطرة لماك آرثر علي كوريا الجنوبية، حان الوقت لأن يتوقف الأميركيون ويعيدوا التفاوض علي أساس خط عرض 38..رفض ترومان التفاوض ومن قبله آرثر..لا بد أن تتقدم القوات الأميركية لإسقاط كوريا الشمالية..الصين نأت بنفسها عن الحرب منذ البداية، وظلّت حريصة علي ذلك، حد أنها أرسلت إلي واشنطن عبر وسيط هو السفير الهندي في بكين، رسالة مفادها، أن ماو لن يقبل أن تسقط كوريا الشمالية في قبضة واشنطن..استهان البيت الأبيض بالتحذير الصيني، وهو الأمر الذي توقعه ماو، فشرع يرسل جنوده إلي كوريا الشمالية تحت غطاء التطوع..375 ألف جندي صيني نظامي عبروا نهر يالو والتحقوا بالقوات الكورية الشمالية في الجبال..تمّ الأمر بتكتم شديد، ولم يعلم الأميركيون بدخول بكين الحرب، حتي رغم ما تبدي لهم من إشارات..كان أبرزها اعتقال 3 جنود صينيين، أفادوا بأنهم أعضاء في الجيش ال 39 النظامي الصيني..اعتبرهم ماك آرثر مجرد مقاتلين بقرار فردي، لا يُعقل أن تدفع بكين بقوات في مواجهة واشنطن..بل أن آرثر استقل طائرته وطاف حول نهر يالو وسجّل ملاحظاته بأنه مجرد نهر جليدي متجمد، ولا أثر لوجود صيني علي ضفتيه..كان الصينيون مختبئين في الجبال، في درجة حرارة تلامس 23 تحت الصفر، ينتظرون إشارة البدء، التي أتت في 26 نوفمبر 1950..اندفع الصينيون ورفاقهم الشماليون تجاه القوات الأممية بقيادة واشنطن..كان تقدمًا أذهل الأميركيين الذين سارعوا لإنسحاب غير منظم، أنتج حصيلة مؤلمة..أزيد من 5000 بين قتيل وجريح ومفقود ومصاب بلسعة برد..لا تستهين بمصطلح ‘‘لسعة برد‘‘..تقول الصحافية الأميركية مارجريت هيجينز التي رأت مشهد الإنسحاب الأميركي المهين، بأن لسعة البرد تلك تعني أصبع مبتور أو قدم مقطوعة.
كانت تلك لحظة حاسمة في الحرب الكورية التي سوف تستمر بعد ذلك التاريخ لعامين آخرين..كر وفر بين بكين وواشنطن..تتقدم الأولي تجاه كوريا الجنوبية، فتعيدها الولايات المتحدة لدائرة عرض 38، يتمركز الصينيون في خنادق أسفل سطح الأرض بعمق 3 أمتار، فيلاحقهم الأميركيون، يسدون فتحات الأنفاق، ويعلق الصينيون..إن خرجوا، ستشويهم واشنطن بالنابالم، وإن بقوا فلا إمدادات، البول كان الشراب المفضل للصينيين في الخنادق لفترة طويلة..الخنق استراتيجية أميركية أخري..قصفت طائراتهم كل شيء، كوبري، جسر وعربة نقل، خُمس سائقي الشاحنات الصينية قتلوا في تلك الموجة الساحقة، أي ضعف الخسائر علي جبهة القتال الأمامية، وبالطبع ذاق المدنيون الذين هربوا إلي كاب يونج القصف الأميركي من جديد..لم يعلم الأميركيون إلا بعد فترة طويلة أن أحد ضحاياهم في القصف كان ضابطًا في عمر الثامنة والعشرين أرسله والده لقيادة إحدي الكتائب..الشاب كان يُدعي آنينج، والأب كان الزعيم الصيني ماو تسي تونج..لا زلت أتذكر مشاهد مرعبة من تلك الحرب..شاهدتها أو سمعت شهادات الناجين منها في وثائقي طوله ثلاث ساعات ونصف، تحت عنوان ‘‘كوريا: الحرب التي لم تنته‘‘ وهو الخامس ضمن قائمة أعظم وثائقيات شاهدتها في حياتي بعد‘‘حرب لبنان 15 جزء، وسر الأخوات السبع 4 أجزاء، والحرب الأهلية الإسبانية 6 أجزاء، وصحوة التنين الصيني 6 أجزاء‘‘، وهو أيضًا الفيلم الذي أستمد منه كل التفاصيل الواردة في السرد السابق..ذات مرة تمركز الجنود الأميركيون لإصطياد الكوريين الشماليين..نجحوا في قتل كل المتقدمين، مستغلين موقعهم بين سيقان الذرة الطويلة..كان هناك مصابون علي الأرض..القانون الدولي يحظر قتل الجرحي..لم يلتزم المارينز..كُلف أحدهم بتصفية الجرحي..يضرب الرصاصة في الصدر، تخترق جسد الكوري الشمالي، وتصطدم بالأرض من أسفله، فترتد إلي جسده، ويرتفع الجسد كله عن الأرض من شدة الأثر..ارتعب الأميركي مما يفعل، كان مجرد فتي في عمر التاسعة عشر، فأتته الأوامر، بالقنص مباشرة في الرأس..أداء الجيش الكوري الجنوبي كان فضائحيًا طيلة الحرب، خسر كل معركة أمام الشيوعيين، ولم ينتصر إلا علي أبناء شعبه، كان جنوده يستوقفون ألوف العائدين للتحقيق، كان المشتبه بهم يتعرضون لضرب مهين علي الوجه، قبل أن يُنقلوا إلي جانب الطريق حيث تنتهي حياتهم بعد دقائق..منظر الأطفال الكوريين العراة وهم يفرون بالمئات بينما الأرض حولهم محروقة بفعل النابالم، وطبعًا الجندي الأميركي الخلوق لن يفوته تقديم شوكولاده لهؤلاء الأطفال، في مشهد التقطته عدسات القوات الأميركية واستخدمته في الدعاية..الصينيون بدورهم لن يتأخروا في قتل 65 جندي أميركي أسود، وهم نيام في أسرتهم المحمولة، قبل أن يحرقوا جثثهم والقرية بكاملها..كل جرائم الحرب المروعة شهدها شبه الجزيرة الكورية بكثافة مؤلمة طيلة سنوات الحرب الثلاثة..لا وازع أخلاقي ولا قانون وضعي..فقط اقتل خصمك، وإلا سيقتلك.
شبه الجزيرة الكورية مثّل أحد أقسي تجليات المقولة الشهيرة..الحرب ما هي إلا إمتداد للسياسة بوسائل عنيفة..كم كانت محصلة القتلي في الحرب الكورية التي وضعت أوزارها بهدنة 27 يوليو 1953؟..5 ملايين قتيل..3 ملايين ونصف المليون كوري، ومليون صيني، و36 ألف جندي أميركي، وعشرات الألوف من الفرنسيين والبريطانيين والكنديين والهولنديين والأستراليين والنيوزيلانديين والكولومبيين والأتراك، الذين قدموا أزيد من 700 قتيل ضمن القوات الأممية في الحرب، وما زالت رفاتهم راقدة في قلب نصب تذكاري في بوسان..هدأت السياسة العنيفة وعاود مرتدو البزات الأنيقة ممارسة السياسة بوسائل سلمية طيلة السنوات ال 66 التالية..استثمر الأميركيون لخلق نموذج رأسمالي عولمي ناجح في الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة، بينما حرصت بكين علي إعادة تعريف موقع كوريا الشمالية ك‘‘منطقة عازلة‘‘ تفصلها عن 100 ألف جندي أميركي، بكل ما تضمّنه ذلك من تعزيز الترسانة العسكرية الكورية الشمالية، والحفاظ علي الإستقرار الداخلي لورثة ديكتاتورية كيم إل سونج، بإمدادات الطاقة والغذاء لمجابهة فترات المجاعة القاسية التي فتكت في أشد أطوارها مأساوية بحياة 3 ملايين كوري شمالي في منتصف التسعينات..لم تتجدد الحرب أبدًا، رغم النزوع الأميركي في عهد الديمقراطيين، إلي استخدام خيار القوة العسكرية الكاسحة لتدمير مجمع يونجبيون النووي الكوري الشمالي، وهي الخطة التي كان يزكيها وزير الدفاع وليم بيري، ويرفضها قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية، جاري لوك، لتداعياتها الكارثية ب 100 ألف قتيل أميركي، وخسائر تُقدر بتريليون $ جراء تدمير كوريا الجنوبية بالكامل، ومال كلينتون لمعسكر لوك الرافض، وألغي خيار الحرب عام 1994، فاتحًا الباب أمام دبلوماسية جيمي كارتر، الذي زار بيونج يانج، ونجح في قيادة مسار أوصل لعقد الإتفاق الإطاري، الذي نكصت عنه كوريا الشمالية بعد 6 سنوات، مع تصنيف بوش الإبن لها ضمن الدول المارقة، لتعزز ترسانتها النووية التي تبلغ حاليًا بحسب تقديرات الإستخبارات الأميركية نحو 30-60 قنبلة نووية، فضلًا عن منظومة من الصواريخ الباليستية، آخرها صاروخ طراز هوانسونج-15 القادر علي التحليق لمسافة 13 ألف كم، واستهداف أي مدينة أميركية.
ترامب كسر الجليد بلقاء الزعيم الكوري الشمالي قبل 9 أشهر في سنغافورة..لكن آماله بتفكيك الترسانة النووية الكورية الشمالية سرعان ما اضمحلت مع مرور الوقت..حسابات توازن القوي لن تسمح بذلك..النخبة الأمنية الحاكمة في كوريا الشمالية تُدرك أن استقرار موقعها رهن بقدراتها النووية، والصين ترغب في إنهاء حالة التهديد المستمر بحرب نووية دون أن تقبل بكوريا موحدة في أسوأ تقدير، أو شمال كوري، في أفضل سيناريو، منزوع القدرة علي تهديد الشريك الإقتصادي الأكبر والخصم الإستراتيجي الأول، اليابان..أقصي ما قد يناله المفاوض الأميركي، هو تفكيك مواقع التجارب، وإيقاف إجراء الإختبارات، أو في مرحلة متقدمة تقليص عدد الرؤوس النووية مقابل خفض الوجود الأميركي في كوريا الجنوبية والحصول علي ضمانات إقتصادية أولها رفع العقوبات..لكن ذلك لن يمنع ترامب من عقد لقاء جديد في العاصمة الفيتنامية هانوي مع الزعيم الكوري الشمالي..مخرجات اللقاء المقرر انعقاده صباح الغد، يُتوقع لها أن تكون ضعيفة علي مسار نزع السلاح النووي بالمفهوم الأميركي، أي النزع الفوري والشامل والقابل للتحقق CVID ، لكن في المقابل هناك آمال أو بالأدق إحتمالية، أفصحت عنها الرئاسة الكورية الجنوبية، للتوصل إلي صيغة إتفاق ل ‘‘إنهاء الحرب الكورية ‘‘..تلك الحرب المؤلمة التي صاغت مواقع خريطة القوي الآسيوية منذ الخمسينات إلي اللحظة، بين صين متمترسة خلف نهر يالو، وجنوب كوري مستند لمظلة أميركية، ويابان تسعي بهدوء شديد لتوسيع الطوق الذي قيدتها تسويات الحرب به، وثلاثتهم الذين وإن بدوا متشابكين بتفاعلات إقتصادية هائلة بمئات المليارات من الدولارات، إلا أنهم يحملون مقاربات جد مختلفة تجاه الوظائف البنيوية لكوريا الشمالية..تلك الحرب (ربما) تجد لها نهاية رسمية في صباح الغد، بعد 66 عام من نهايتها الميدانية المهلكة، بإعلان مبدئي يقود لاحقًا إلي إطار سلام، يحل محل اتفاق الهدنة الموقع عام 1953.
بعد الإعتذار عن الإطالة..أتمني أن يشاهد كل من يصل بإعجاز إلي تلك النقطة، الفيلم الوثائقي الذي ذكرته والذي بنيت البوست علي أحداثه، مع إضافات في 3 فقرات، مصدرها هو الفصل الأول من كتاب د. شريف حمدي أبو ضيف (الحرب الكورية 1950-1953) إصدار المكتب العربي للمعارف، وكذا كتاب دكتور ستار علاوي ‘‘الأرض المحرمة..كوريا الشمالية: تفاعلاتها الداخلية والخارجية‘‘.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
انظر أيضاً
|
ملاحظات
- ^ "تاريخ كوريا". كوريا . نت. Retrieved 29/6/2012.
{{cite web}}
: Check date values in:|accessdate=
(help)
فهرس
- Byeon Tae-seop (변태섭) (1999). 韓國史通論 (Hanguksa tongnon) (Outline of Korean history), 4th ed. Seoul: Samyeongsa. ISBN 89-445-9101-6.
- Miriam T. Stark (2005). Archaeology Of Asia. Boston: Blackwell Publishing. ISBN 1-4051-0212-8.
- Andre Schmid (2002). Korea Between Empires, 1895–1919. New York: Columbia University Press. 10-ISBN 0231125380/13-ISBN 9780231125383; 10-ISBN 0231125399/13-ISBN 9780231125390; OCLC 48618117
- Sarah M. Nelson (1993). The archaeology of Korea. Cambridge: Cambridge University Press. ISBN 0-521-40783-4, 9780521407830.
{{cite book}}
: Check|isbn=
value: invalid character (help) - S.C.Yang (1999). The North and South Korean political systems: A comparative analysis. Seoul: Hollym. ISBN 1-56591-105-9.
- Michael J. Seth (2006). A Concise History of Korea. Lanham: Rowman & Littlefield. ISBN 0-7425-4005-7, 9780742540057.
{{cite book}}
: Check|isbn=
value: invalid character (help) - Andrew C. Nahm, James Hoare (2004). Historical dictionary of the Republic of Korea. Lanham: Scarecrow Press. ISBN 0-8108-4949-6, 9780810849495.
{{cite book}}
: Check|isbn=
value: invalid character (help) - Ki-Baik Lee (1984). A new history of Korea. Cambridge: Harvard University Press. ISBN 0-674-61576-X, 9780674615762.
{{cite book}}
: Check|isbn=
value: invalid character (help) - James Hoare, Susan Pares (1988). Korea: an introduction. New York: Routledge. ISBN 0-7103-0299-1, 9780710302991.
{{cite book}}
: Check|isbn=
value: invalid character (help) - The Academy of Korean Studies (2005). Korea through the Ages Vol 1 & Vol. 2. Seoul: The Editor Publishing Co. ISBN 89-7105-544-8.
- Lee Hyun-hee,Park Sung-soo,Yoon Nae-hyun (2005). New History of Korea. Paju: Jimoondang. ISBN [[Special:BookSources/898809585593910قالب:Please check ISBN|898809585593910[[:قالب:Please check ISBN]]]].
{{cite book}}
: Check|isbn=
value: invalid character (help)CS1 maint: multiple names: authors list (link) - Michael Edson Robinson (2007). Korea's twentieth-century odyssey. Honolulu: University of Hawaii Press. ISBN 0-8248-3174-8, 9780824831745.
{{cite book}}
: Check|isbn=
value: invalid character (help) - Marshall Cavendish Corporation (2007). World and Its Peoples: Eastern and Southern Asia. Singapore: Marshall Cavendish. ISBN 0-7614-7631-8, 9780761476313.
{{cite book}}
: Check|isbn=
value: invalid character (help) - Kenneth B. Lee (1997). Korea and East Asia: the story of a Phoenix. Santa Barbara: Greenwood Publishing Group. ISBN 0-275-95823-X, 9780275958237.
{{cite book}}
: Check|isbn=
value: invalid character (help)
دراسات متخصصة
- Kim, Byung-Kook, and Ezra F. Vogel, eds. The Park Chung Hee Era: The Transformation of South Korea (Harvard University Press; 2011) 744 pages studies of on modernization under Park, 1961–1979.
وصلات خارجية
- Korean History online, Korean History Information Center
- Timeline of Korean Dynasties
- Korea's history, Asian Info Organization
- Archival Heritage of Korea
- Kyujanggak Archive, pdf files of Korean classics in their original written classical Chinese
- Korean History :Bibliography, Center for Korean Studies, University of Hawaii at Manoa
- History of Korea, KBS World
- Korean History Time Line
- The Korea Society Podcast: History of Korea Part 1&2